معالم و آثار سودانية العدد 4
+21
tarzan
TOTO
دادي
مصطفى
ZIDANE
عربي
JABAdor
عبد الخالق الطريس
leGéneral
نهرو
بوجدور المغربي
محب الله
هيثم
اسميري الوجدي
PRINCESSA
بابة
ABBASSE
MaxiMoz
Saad Eddine
ام بدر
Admin
25 مشترك
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
معالم و آثار سودانية العدد 4
الإثنين 25 أبريل 2011 - 22:44
مدينة بربر
*****************
بربر كانت تسمى قبل المهدية بالمخيرف أو
مخيرف النور والنور هذا كان رجل يرعى غنمه في تلك الجهة ، وقد ذكر أسم
المخيرف في العديد من الأشعار . فقد كانت المخيرف أو بربر ممر لقوافل الحج
من وإلى الأراضي المقدسة كما كانت ذات صيت واسع في عهد السلطنة الزرقاء .
وقد ذكرها الرحالة السويسري ( بوركهات) الذي زارها عام 1813م في مذكراته .
وكثير من الأسر كانت ومازلت ترسل أبنائها لدراسة القرآن بخلاوي مدينة بربر .
وفي عهد مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء زارها العالم المصري المدعو محمد
المصري من صعيد مصر وأسس بها مسجد في المخيرف وخلوة لتدريس القرآن الكريم .
كما كانت تجارتها رائجة لارتباطها بسواكن الميناء الرئيسي للسودان في ذلك
الوقت . وكان يصدر عن طريق مدينة بربر منتجات السودان مثل الريش والعاج
ويستورد عن طريقها ما يأتي عن طريق ميناء سواكن مثل الأقمشة والعطور . وكان
السوق بالمخيرف يتكون من صفين متقابلين ولا تزال أثاره باقية إلى يومنا
هذا وقد ومبني من الطوب الأخضر في الغالب الأعم والمسافة بين هذين الصفين
مسقوفة ويسمونها (القصيرية) كما نشاهده اليوم في مظلة الشوام في سوق أم
درمان . وقد أشتهر بها عدد كبير من التجار وقد ازدادت شهرتها بعد الفتح
التركي الأول عام 1821م حيث تربعت على عرش التجارة لوجود طريق بري بينها
وبين سواكن من جهة وبينها وبين ( كروسكو أو إيسكو على التسمية الحالية )
بمصر من جهة أخرى . وأصبحت مدينة كبيرة كل منازلها من الطوب الأخضر
والمباني الحكومية من الطوب الأحمر أو الجير المحروق وبعضها من طابقين وكان
يطلق عليه ( القصر ) ولا تزال بقايا مبنى المديرية والجامع والمصبغة وبيت
المدير ( حسين باشا خليفة ) باقيا حتى اليوم وكان بها بعض الحدائق الغناء
لقربها من النيل ، كما بنيت بها طابية حربية لمدينة بربر ، وعندما هبت
الثورة المهدية قام المدير بحفر خندق حول المدينة من الناحية الشرقية
والشمالية والجنوبية وكان بها النيل من الناحية الغربية وحفر هذا الخندق
عميقاً لعدة أمتار وعريضاً حتى يقف حائلاً دون دخول جيوش المهدية ولكن
بالرغم من ذلك استطاع جيش المهدية بقيادة الأمير محمد الخير عبد الله
الغبشاوي أستاذ الأمام المهدي الذي أمره على بربر فقد أقتحم ذلك الخندق
وأحتل المدينة لتسقط في يد المهدية قبل سقوط الخرطوم بل كانت سبب من أسباب
سقوط الخرطوم . وعندما تم فتح مدينة المخيرف أمر الشيخ محمد الخير بترحيل
المدينة من موقعها بالمخيرف شمالاً لحوالي خمسة كيلومترات لموقع المدينة
الحالي وكانت تلك سياسة المهدية مثلما رحل الإمام المهدي عند فتح الخرطوم
المدينة إلى أم درمان . أستقر الشيخ محمد الخير بالموقع الجديد وسماه ديم
محمد الخير . ثم البوارق ، وأخيراً الهجانه ( وهي حي من أحياء بربر العريقة
) وذلك لأنه كان موقع الرجال الذين كانوا يحملون البوسته على الجــمـال من
بربر إلى أم درمان . وبدأت الأحياء في الظهور إضافة إلى حي الدكة الذي كان
موجوداً في جنوب المدينة وحي حوش الدار في شمالها ثم ظهرت الأحياء الأخرى
مثل القنجارة والمنيدرة والسيالة والحبالة وغيرها كما كانت كل منطقة مأوى
لأسر من الأسرة الكبيرة فيما يعرف بحوش الجعافرة وحوش الطناطوة وحوش
السليناب وهكذا حتى أخذت المدينة شكلها الحالي . بالنسبة لتسمية المدينة
بــ ( بربر ) هنالك خلاف كبير حول أصل التسمية . ففي حين يرى البعض أنها
جاءت من التجار القدماء الذين كانوا يمرون ببربر ، يرى آخرون أن أسمها
الأصلي المخيرف وأن كلمة بربر جاءت حديثاً . فبالنسبة للرأي الأول يقال أن
التجار الذين كانوا يأتون من أصقاع بعيدة جداً كانت قوافلهم تمر بالمنطقة
الموجودة عليها حالياً مدينة بربر وكانت هذه المنطقة محطة استراحة لهم
لدوابهم فكانوا في بلادهم يقولون أنهم وصلوا بعيداً جداً (بربر) بمعنى أنهم
وصلوا إلى البر البعيد مع إشارة باليد تعني البر البعيد جداً . أما الرأي
الثاني فيرى أن أسمها الأصلي ( المخيرف ) ويفسرون ذلك بمعنى ذلك بالكبر أو
العجز الذي يصل لحد الخرف باعتبار أن مدينة بربر مدينة عجوز . ولكن آخرين
يرون أن منطقة بربر كانت تهطل فيها أمطار خفيفة خلال فصل الخريف لا تتناسب
تلك الأمطار الغزيرة التي يراها القادمون من الشرق والجنوب فقالوا أنها
مجرد مخيرف وليست مخرفة من الخريف كما هو الحال في بلادهم . تزعم رواية
شفهية أنها سميت على أسم ملكتها السيدة بربره النوبية ويذهب الرواة بأن
للسيدة بربره ثلاثة أعوان هم الضانقيل يحكم الجزء الشمالي من المدينة
والسيدة فرخة حكمت الجزء القصي من بربر ومازالت القرى الموجودة الآن وتحمل
الأسماء وهي قرية الفريخة والضانقيل وجبل نخرة . بعد أن قام الأمير محمد
الخير بترحيل المدينة من المخيرف إلى بربر مرت بعدة أطوار حتى وصلت للوضع
الحالي . امتدت المدينة من حي الدكه إلى حوش الدار شمالاً بمحاذاة نهر
النيل ، وكانت تنحصر بين نهر النيل وخط السكة حديد حتى بداية الخمسينيات .
بدأ توزيع الأراضي السكنية على المواطنين وخاصة الجيوب الغـير مستقلـة داخل
محيط المدينة كمـا تم إنشاء أحياء شرق شريط السكة حديد . ثم تم أخيراً
إضافة المناطق المجاورة للمدينة لتصبح جزاء من المدينة لتصبح المدينة أكثر
طولاً لكن بعرض معقول ولا زال التخطيط السكاني معد لتمتد المدينة شرقاً .
أما بربر الحديثة فقد بدأت الآن تستعيد عافيتها شيئاً فشيئاً تخطو خطوات
واسعة نـحو التعمير بفضل جهود أبنائها . وقد زادت أهميتها حالياً بعد
اكتشاف الذهب في بعض مناطق المدينة بكميات ضخمة ومنتشرة في مثلث يمتد من
شمال الباوقة غرباً إلى شمال شرق العبيدية شرق النيل . كما ارتبطت بطريق
بري مع جمهورية مصر العربية هو طريق العبيدية الشلاتين على أثره تم تشييد
محطة جمارك العبيدية مما أدى إلى ازدهار المنطقة تجارياً . وقامت الكثير من
المشاريع الزراعية مثل مشروع الحصا الزراعي ومشروع رأس الوادي ومشروع
(تنقا) ومشروع جزيرة بربر ومشاريع أخرى . وأعيد تأهيل المستشفى الرئيسية
بالمدينة ، وشيدت مستشفيات خدمية مثل مستشفى القمبرات ومستشفى كدباس وكثير
من المراكز الصحية الحديثة ، ويشتهر سوقها إلى يومنا هذا بمستوى التصميم
والتنظيم العالي الذي قل أن تجده في أي سوق أخر في الولاية . أما من
الناحية التعليمية فقد نشأت كثير من الجامعات والكليات في المدينة ومنها
كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، وكلية الشريعة والقانون ، وكلية
الزراعة والمعهد الفني . ومن أهم ما عرفت به بربر أنها مدينة علم ونور
وخاصة العلوم الدينية ، فانتشرت فيها كثير من خلاوي تعليم وتحفيظ القرآن
على ضفتي النيل فمن أشهر الخلاوي في المنطقة الغربية خلاوي الغبش التي درس
فيها كثير من صناع القرار في السودان مثل الإمام ( محمد أحمد المهدي )
وكذلك خلاوي كدباس وخلاوي ود الفكي علي . وفي الضفة الشرقية خلاوي ود
الشكلي وخلاوي ود الشافعي وخلاوي ود البدري ، و كل خلوة لها شيخ يديرها
ويهتم بشؤونها ، وقد تتلمذ على أيدي هؤلاء الشيوخ الكثير من العلماء . يحب
أهلها الرياضة ويعشقونها حتى الثمالة السبب الذي أدى إلى ظهور كثير من
أفذاذ كرة القدم وسطع نجم كثير من الأندية الرياضية التي مثلت المدينة خير
تمثيل.وما زالت تلك المدينة الحالمة على ضفاف نيلنا العظيم تستهوي كل من
يمر من عندها .
مدينة ودمنى السودانية
****************************
اليكم نبذة تاريخية و جغرافية عن مدينة ودمنى السودانية
أقيمت مدينة ودمدنى السودانية عام 1489م عندما جاء
بموقع المدينة الفقيه محمد الأمين ابن الفقيه مدني الذي يتصل نسبه بعقيل
ابن آبى طالب ابن عبد المطلب الهاشمي.
بدأت منذ ذلك التاريخ تتكون الأحياء السكنية، حيث قام
أول ما قام حي المدنين الذي كان يسكنه الدارسون والمريدون للفقيه محمد
الأمين. وقامت خلال تلك الحقبة من الزمن صناعة المراكب الشراعية في إطار
المركز التجاري الذي اتسمت به المدينة إلى جانب
الصناعات المحلية، كدباغة الجلود والأحذية .
عندما غزا إسماعيل بن محمد على باشا السودان، إتخذ من
مدينة ودمدنى قاعدة لقواته التي أرسلها لغزو سنار وفازقلى. وانتهت أهمية
المدينة كقاعدة عسكرية لجيوش الأتراك بمقتل إسماعيل باشا . وعند بداية
الحكم الثنائي، المصري- السوداني، اتخذت مدينة الكاملين كعاصمة لمديرية
النيل الأزرق. إلا إنه وبحلول عام 1902م حولت العاصمة الى ودمدنى. وخلال
العشرين عاما بعد 1900م أقيمت محطة للسكة الحديد والمستشفى الذي كان وحدة
عسكرية تابعة للقوات البريطانية ومباني رئاسة المديرية والمحاكم والبريد
والجامع الكبير على امتداد شارع النيل. كما بدأ أول تخطيط إسكاني بالحي
السوداني وحي القسم الأول .
شهدت مدينة ودمدنى منذ ذلك التاريخ نشاطا تجارياً كبيراً وحلت بالمدينة أعداد كبيرة من التجار والحرفيين .
في عام 1929م ضعفت أهمية مدينة ودمدني كمركز تجاري كان يستقبل يوميا عشرات القوافل المحملة بحاصلات السودان
لتتوجه إلى كسلا. وكان ذلك بسبب اكتمال الخط الحديدي إلى شرق السودان حتى
مدينة كسلا. واستعادت ودمدنى أهميتها الاقتصادية مرة أخرى بقيام مشروع
الجزيرة في عام 1925م وتوسعت حركة الأداء الحكومي فيها نسبة للتطور
الاجتماعي والإنمائي الذي شمل مديرية النيل الأزرق بحجمها السابق، إلى أن
جاء عام 1973م حيث بقيت المدينة عاصمة لمديرية الجزيرة بعد تقسيم
المديريات.
تبلغ مساحة ودمدنى في الوقت الحاضر 65 كيلومتراً مربعاً
ويبلغ عدد سكانها 106 آلاف نسمة، وتضم عددا من المؤسسات المهمة كرئاسة
وزارة الري ورئاسة هيئة البحوث الزراعية ورئاسة مشروع الجزيرة وكلية أبو
حراز الزراعية. كما أنها تضم صناعات متنوعة، من أهمها صناعة الغزل والنسيج
وصناعة الجلود والصناعات الغذائية والكيميائية المختلفة. وتمتاز المدينة
بأنها نقطة الالتقاء الرئيسة لشبكة الطرق التي تربط مناطق السودان المختلفة
بالخرطوم وميناء بور سودان.
تعتبر مدينة ودمدني المدينة السودانية الرائدة في شتى
المجالات، منها الرياضية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن هنالك إغفال تام
لدورها الفعّال في بدء ونهضة وتطور السودان، وذلك للاهتمام الكلي والتركيز
الإعلامي على مدن ثالوث العاصمة القومية دون غيرها من مدن السودان.
ضم جيش محمد على باشا الغازي للسودان عام 1821 مجموعات
من الأرمن والشراكسة والالبان والارناؤوط، واستقر أكثرهم في مدينة ودمدني
بعد أن أصبحت العاصمة الجديدة للبلاد في ذلك الوقت. وبعد الفتح الثاني على
يد اللورد كتشينر عام 1898م وفدت للبلاد هجرات جديدة من الأجانب، وخاصة من
بلاد سوريا ولبنان ومصر واليونان، وكان يعمل جل هؤلاء بالتجارة وموظفين
بدواوين الحكومة.
ساهم هؤلاء القادمون الجدد في إضافة معارف وثقافات
جديده للمواطنين السودانيين، وخاصة في مجال الفنون والآداب، وشاعت مظاهر
الحضارة والثقافة في كل مدن السودان التي استقروا فيها . ومما ساعد على ذلك
ارتباط بعضهم كالشوام والمصريين مع سكان البلاد الأصليين برابطتي اللغة
والدين، وهما من أقوى الروابط. ومن تلك المظاهر السالفة الذكر استخدام
الآلات الموسيقية العربية الوافدة في الموسيقي السودانية . وتعتبر مدينة
ودمدني من أولى مدن السودان التي ظهرت فيها تلك الآلات.
ترجّح الروايات أن ودمدني التي تقع على الضفة الغربية
لنهر النيل الأزرق اتخذت اسمها من اسم الشيخ محمد بن مدني دشين قاضي
العدالة الذى يقول عنه محمد النور ضيف الله فى كتابه الطبقات: كان واحدا من
أهل زمانه فى الورع والزهد والصدق.
وبعد سقوط سنار على يد الغزو التركي- المصري، اتخذها
اسماعيل باشا قاعدة لقواته، ثم أصبحت بعد ذلك عاصمة للسودان، ثم انتقلت
العاصمة منها إلى الخرطوم واستمرت ودمدنى عاصمة للإقليم تحت الحكم
الاستعماري التركي المصرى ثم الإنجليزي المصري تحت مسميات النيل الأزرق.
والآن أصبحت ودمدنى عاصمة للولاية الوسطى، وهي عاصمة لكل من النيل الازرق ،
الاقليم الاوسط، الولاية الوسطى وولاية الجزيرة.
قرية سالي
****************
وتقع قرية سالي بمحاذاة النيل
بالمنطقة الشمالية ريفي القولد. ويحدها من الجنوب الخندق ومن الشمال قرية
سوري ويوجد جسر يفصل بين القريتين ويحدها من الشرق نهر النيل وقرية ملواد
ومن الغرب الصحراء الكبرى وهذه الصحراء يقطعها درب الأربعين والذي سمي بذلك
لأن القوافل كانت تأخذ أربعين يوماً للوصول إلى مصر ويقدر طول الدرب بـ 1,500 كم تقريباً.
أشتهر أهالي [قرية سالي] بالزراعة حيث يعملون على زراعة الذرة
بالصيف والفول والقمح بالشتاء. كما يوجد بها مشروع زراعي تم تأسيسه عام 1941
م وكان هذا المشروع من أكبر المشاريع الزراعية بالإقليم الشمالي. كانت
بداية الفكرة عام 1937م ،،،،، وكان المكان مدينة الأسكندرية درة البحر
الأبيض المتوسط بجمهورية مصر العربية ،،،،، وكانت الفكرة تأسيس مشروع زراعي
تعاوني مشاركة ما بين ( سالي وسوري ) لما تربطهما من علاقات أسرية قوية و
قديمة قدم القريتين كما أن القريتين وحتى الآن تمثل كل واحدة منهما امتدادا
طبيعيا للآخر ،،،،، إلا أن هذه المشاركة لم تتم نسبة لحصول بعض الخلافات
العادية ،،،،، سعى الطرفان لإنشاء مشروعين منفصلين حيث كان السبق لأبناء
سوري في شراء الوحدة الخاصة بمشروعهم ،،،،، وعندئذ كانت روح المنافسة
والغيرة قد اشتعلت في أبناء سالي بالأسكندرية وكان العم فرح بدري حمد طيب
الله ثراه وبارك في ذريته يبث في أبناء سالي الحماس لإنشاء المشروع الزراعي
وكان يقول لهم من باب المداعبة ( ناس سوري يعملوا مشروع إنتو ما قادرين
تعملوا زيهم ) وقاموا بتحديد رأس مال المشروع ب 120 سهم وجعلوا قيمة السهم
15 جنيه استرليني ومن ثم زادوا هذه القيمة إلى 17 جنيه استرليني لتكون
اجمالي رأس المال المقترح للمشروع الزراعي 2040 جنيه استرليني وقاموا
بتحويل مبلغ 1500 جنيه استرليني من الأسكندرية مباشرة لإنجلترا عام 1938 م
حيث الشركة المصنعة لماكينات blackstone الإنجليزية الشهرية وكان هذا
المبلغ هو قيمة الوحدة تسليم إنجلترا ،،،،، ووصلت هذه الوحدة عام 1938 هـ
بعد شائعة انطلقت بقوة مفادها أن قوات هتلر قد دمرت الباخرة التي تقل وحدة
ري مشروع سالي الزراعي ،،،،، وعندما وصل إشعار وصول الوحدة للسودان تهكم
البعض من وصولها وقالوا من بـــاب التنــــــدر ( يمكن وابــــور جاز-
للطبخ - ) وبحمد الله تعالى تم تركيب هذه الوحدة عن طريق المهندس القبطي
بولس الذي قام أيضا بتركيب وحدة مشروع سوري الزراعي التعاوني واستغرق عملية
التركيب حتى 1940م وكانت تكاليف النقل و التركيب والتجهيز 200 جنيه
استرليني وأصبحت إجمالي تكلفة الوحدة مع التركيب 1700 جنيه استرليني . أما
بالنسبة للجدول لقد تم إنشاؤه تبارك الله بالنفير ( الفزع ) حيث لم توجد في
ذلك الزمن الطيب الآليات الضخمة والمتوفرة حاليا ورغما من ذلك ولقد شاهدنا
جميعا قوة ومتانة وعمق الجدول حيث كنا نصطاد الأسماك من مياهه وكم طفل غرق
به نسبة لعمقه وقوة مياهه وكل ذلك تم بأيدي سالاوية مخلصة كانت ترى في
المشروع ملكا للجميع وليس لمجموعة من المساهمين فلم يسألوا سهما ولم ينظروا
لأسهم الآخرين مادامت الفائدة ستنالهم وكانت سالي أولى القرى التي انتهجت
هذا الأسلوب التكافلي الراقي وكان الجدول في البداية حتى حلة الترعة ، وكان
المهندس المسؤول عن المساحة وعمل الجدول يسن طيب الله ثراه وهو والد
الأستاذ عبد يسن مدير مدرسة الخندق المتوسطة بنين سابقا أطال الله في عمره
حيث كانت توجيهاته المساحية الميدانية حتى تم الانتهاء من الجدول ، وكانت
ضربة البداية في عمل المشروع الموسم الشتـــــــــوي ( زراعة القمح ) عام
1940 م وكانت التجهيزات قد التهمت كامل رؤوس أموال المساهمين ولم يتحصلوا
على التقاوى اللازمة لزراعة القمح ومقدارها حينذاك 40 جوال قمح بتكلفة
اجمالية مقدارها 100 جنيه ولم يجدوا بدا من الذهاب لابن سوري الفاضل / صالح
محمد صالح فريجون بعد أن علموا بتوفر هذا المبلغ بطرفه فما كان منه إلا أن
أعطاهم مبلغ مائة جنيه بكل أريحية وطيب نفس على أن يردوه له قمحا فقاموا
بشراء عدد 40 جوال قمح وخرجوا في مسيرة حاشدة جابوا سالي من أقصى الشمال
لأقصى الجنوب بصحبة التقاوى فرحين وهم يرددون أهازيج الفرح ببداية عمل
المشروع الزراعي والحصول على التقاوى . وبدأ مشروع سالي الزراعي في الإنتاج
قبل مشروع سوري الزراعي رغما من حصولهم على الوحدة مبكرا لكنهم تأخروا في
التشغيل لأسباب معينة . عدد المساهمين المؤسسين الذين قاموا بدفع كامل
استحقاقاتهم عام 1438- 128 رجل سالاوي ومعهم من سوري صالح محمد فريجون
وجميعهم تقاسموا عدد 120 سهم فكان معظمهم يمتلكون سهما ماعدا العم شريف
أحمد نقد الله يفكان يمتلك سهمين ومنهم من كان يملك جزءا من السهم أما جدنا
خليل خيري إدريس طيب الله ثراه فيملك سهما وكذلك درار حامد محمد الحداد
طيب الله مثواه فيملك سهما فهو من المؤسسين للمشروع الزراعي إضافة قائمة
طويلة تمتد لــ 128 رجل من خيرة أبناء سالي فهؤلاء هم الذين أسسوا مشروع
سالي الزراعي التعاوني . تم فتح المساهمات في فترات زمنية مختلفة بعد أن تم
تقييم أسهم المؤسسين ومعادلة السهم الواحد للمؤسس بستين سهما وذلك لتقوية
رأس المال وكانت عدد المساهمين الجدد في الأربعينات 18 مساهم وفي الخمسينات
23 مساهم ومن الستينات وحتى 1981 كانت البقية الباقية حيث أن العدد
الإجمالي للمساهمين حتى تاريخ اليوم 289 مساهم .
*****************
بربر كانت تسمى قبل المهدية بالمخيرف أو
مخيرف النور والنور هذا كان رجل يرعى غنمه في تلك الجهة ، وقد ذكر أسم
المخيرف في العديد من الأشعار . فقد كانت المخيرف أو بربر ممر لقوافل الحج
من وإلى الأراضي المقدسة كما كانت ذات صيت واسع في عهد السلطنة الزرقاء .
وقد ذكرها الرحالة السويسري ( بوركهات) الذي زارها عام 1813م في مذكراته .
وكثير من الأسر كانت ومازلت ترسل أبنائها لدراسة القرآن بخلاوي مدينة بربر .
وفي عهد مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء زارها العالم المصري المدعو محمد
المصري من صعيد مصر وأسس بها مسجد في المخيرف وخلوة لتدريس القرآن الكريم .
كما كانت تجارتها رائجة لارتباطها بسواكن الميناء الرئيسي للسودان في ذلك
الوقت . وكان يصدر عن طريق مدينة بربر منتجات السودان مثل الريش والعاج
ويستورد عن طريقها ما يأتي عن طريق ميناء سواكن مثل الأقمشة والعطور . وكان
السوق بالمخيرف يتكون من صفين متقابلين ولا تزال أثاره باقية إلى يومنا
هذا وقد ومبني من الطوب الأخضر في الغالب الأعم والمسافة بين هذين الصفين
مسقوفة ويسمونها (القصيرية) كما نشاهده اليوم في مظلة الشوام في سوق أم
درمان . وقد أشتهر بها عدد كبير من التجار وقد ازدادت شهرتها بعد الفتح
التركي الأول عام 1821م حيث تربعت على عرش التجارة لوجود طريق بري بينها
وبين سواكن من جهة وبينها وبين ( كروسكو أو إيسكو على التسمية الحالية )
بمصر من جهة أخرى . وأصبحت مدينة كبيرة كل منازلها من الطوب الأخضر
والمباني الحكومية من الطوب الأحمر أو الجير المحروق وبعضها من طابقين وكان
يطلق عليه ( القصر ) ولا تزال بقايا مبنى المديرية والجامع والمصبغة وبيت
المدير ( حسين باشا خليفة ) باقيا حتى اليوم وكان بها بعض الحدائق الغناء
لقربها من النيل ، كما بنيت بها طابية حربية لمدينة بربر ، وعندما هبت
الثورة المهدية قام المدير بحفر خندق حول المدينة من الناحية الشرقية
والشمالية والجنوبية وكان بها النيل من الناحية الغربية وحفر هذا الخندق
عميقاً لعدة أمتار وعريضاً حتى يقف حائلاً دون دخول جيوش المهدية ولكن
بالرغم من ذلك استطاع جيش المهدية بقيادة الأمير محمد الخير عبد الله
الغبشاوي أستاذ الأمام المهدي الذي أمره على بربر فقد أقتحم ذلك الخندق
وأحتل المدينة لتسقط في يد المهدية قبل سقوط الخرطوم بل كانت سبب من أسباب
سقوط الخرطوم . وعندما تم فتح مدينة المخيرف أمر الشيخ محمد الخير بترحيل
المدينة من موقعها بالمخيرف شمالاً لحوالي خمسة كيلومترات لموقع المدينة
الحالي وكانت تلك سياسة المهدية مثلما رحل الإمام المهدي عند فتح الخرطوم
المدينة إلى أم درمان . أستقر الشيخ محمد الخير بالموقع الجديد وسماه ديم
محمد الخير . ثم البوارق ، وأخيراً الهجانه ( وهي حي من أحياء بربر العريقة
) وذلك لأنه كان موقع الرجال الذين كانوا يحملون البوسته على الجــمـال من
بربر إلى أم درمان . وبدأت الأحياء في الظهور إضافة إلى حي الدكة الذي كان
موجوداً في جنوب المدينة وحي حوش الدار في شمالها ثم ظهرت الأحياء الأخرى
مثل القنجارة والمنيدرة والسيالة والحبالة وغيرها كما كانت كل منطقة مأوى
لأسر من الأسرة الكبيرة فيما يعرف بحوش الجعافرة وحوش الطناطوة وحوش
السليناب وهكذا حتى أخذت المدينة شكلها الحالي . بالنسبة لتسمية المدينة
بــ ( بربر ) هنالك خلاف كبير حول أصل التسمية . ففي حين يرى البعض أنها
جاءت من التجار القدماء الذين كانوا يمرون ببربر ، يرى آخرون أن أسمها
الأصلي المخيرف وأن كلمة بربر جاءت حديثاً . فبالنسبة للرأي الأول يقال أن
التجار الذين كانوا يأتون من أصقاع بعيدة جداً كانت قوافلهم تمر بالمنطقة
الموجودة عليها حالياً مدينة بربر وكانت هذه المنطقة محطة استراحة لهم
لدوابهم فكانوا في بلادهم يقولون أنهم وصلوا بعيداً جداً (بربر) بمعنى أنهم
وصلوا إلى البر البعيد مع إشارة باليد تعني البر البعيد جداً . أما الرأي
الثاني فيرى أن أسمها الأصلي ( المخيرف ) ويفسرون ذلك بمعنى ذلك بالكبر أو
العجز الذي يصل لحد الخرف باعتبار أن مدينة بربر مدينة عجوز . ولكن آخرين
يرون أن منطقة بربر كانت تهطل فيها أمطار خفيفة خلال فصل الخريف لا تتناسب
تلك الأمطار الغزيرة التي يراها القادمون من الشرق والجنوب فقالوا أنها
مجرد مخيرف وليست مخرفة من الخريف كما هو الحال في بلادهم . تزعم رواية
شفهية أنها سميت على أسم ملكتها السيدة بربره النوبية ويذهب الرواة بأن
للسيدة بربره ثلاثة أعوان هم الضانقيل يحكم الجزء الشمالي من المدينة
والسيدة فرخة حكمت الجزء القصي من بربر ومازالت القرى الموجودة الآن وتحمل
الأسماء وهي قرية الفريخة والضانقيل وجبل نخرة . بعد أن قام الأمير محمد
الخير بترحيل المدينة من المخيرف إلى بربر مرت بعدة أطوار حتى وصلت للوضع
الحالي . امتدت المدينة من حي الدكه إلى حوش الدار شمالاً بمحاذاة نهر
النيل ، وكانت تنحصر بين نهر النيل وخط السكة حديد حتى بداية الخمسينيات .
بدأ توزيع الأراضي السكنية على المواطنين وخاصة الجيوب الغـير مستقلـة داخل
محيط المدينة كمـا تم إنشاء أحياء شرق شريط السكة حديد . ثم تم أخيراً
إضافة المناطق المجاورة للمدينة لتصبح جزاء من المدينة لتصبح المدينة أكثر
طولاً لكن بعرض معقول ولا زال التخطيط السكاني معد لتمتد المدينة شرقاً .
أما بربر الحديثة فقد بدأت الآن تستعيد عافيتها شيئاً فشيئاً تخطو خطوات
واسعة نـحو التعمير بفضل جهود أبنائها . وقد زادت أهميتها حالياً بعد
اكتشاف الذهب في بعض مناطق المدينة بكميات ضخمة ومنتشرة في مثلث يمتد من
شمال الباوقة غرباً إلى شمال شرق العبيدية شرق النيل . كما ارتبطت بطريق
بري مع جمهورية مصر العربية هو طريق العبيدية الشلاتين على أثره تم تشييد
محطة جمارك العبيدية مما أدى إلى ازدهار المنطقة تجارياً . وقامت الكثير من
المشاريع الزراعية مثل مشروع الحصا الزراعي ومشروع رأس الوادي ومشروع
(تنقا) ومشروع جزيرة بربر ومشاريع أخرى . وأعيد تأهيل المستشفى الرئيسية
بالمدينة ، وشيدت مستشفيات خدمية مثل مستشفى القمبرات ومستشفى كدباس وكثير
من المراكز الصحية الحديثة ، ويشتهر سوقها إلى يومنا هذا بمستوى التصميم
والتنظيم العالي الذي قل أن تجده في أي سوق أخر في الولاية . أما من
الناحية التعليمية فقد نشأت كثير من الجامعات والكليات في المدينة ومنها
كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، وكلية الشريعة والقانون ، وكلية
الزراعة والمعهد الفني . ومن أهم ما عرفت به بربر أنها مدينة علم ونور
وخاصة العلوم الدينية ، فانتشرت فيها كثير من خلاوي تعليم وتحفيظ القرآن
على ضفتي النيل فمن أشهر الخلاوي في المنطقة الغربية خلاوي الغبش التي درس
فيها كثير من صناع القرار في السودان مثل الإمام ( محمد أحمد المهدي )
وكذلك خلاوي كدباس وخلاوي ود الفكي علي . وفي الضفة الشرقية خلاوي ود
الشكلي وخلاوي ود الشافعي وخلاوي ود البدري ، و كل خلوة لها شيخ يديرها
ويهتم بشؤونها ، وقد تتلمذ على أيدي هؤلاء الشيوخ الكثير من العلماء . يحب
أهلها الرياضة ويعشقونها حتى الثمالة السبب الذي أدى إلى ظهور كثير من
أفذاذ كرة القدم وسطع نجم كثير من الأندية الرياضية التي مثلت المدينة خير
تمثيل.وما زالت تلك المدينة الحالمة على ضفاف نيلنا العظيم تستهوي كل من
يمر من عندها .
مدينة ودمنى السودانية
****************************
اليكم نبذة تاريخية و جغرافية عن مدينة ودمنى السودانية
أقيمت مدينة ودمدنى السودانية عام 1489م عندما جاء
بموقع المدينة الفقيه محمد الأمين ابن الفقيه مدني الذي يتصل نسبه بعقيل
ابن آبى طالب ابن عبد المطلب الهاشمي.
بدأت منذ ذلك التاريخ تتكون الأحياء السكنية، حيث قام
أول ما قام حي المدنين الذي كان يسكنه الدارسون والمريدون للفقيه محمد
الأمين. وقامت خلال تلك الحقبة من الزمن صناعة المراكب الشراعية في إطار
المركز التجاري الذي اتسمت به المدينة إلى جانب
الصناعات المحلية، كدباغة الجلود والأحذية .
عندما غزا إسماعيل بن محمد على باشا السودان، إتخذ من
مدينة ودمدنى قاعدة لقواته التي أرسلها لغزو سنار وفازقلى. وانتهت أهمية
المدينة كقاعدة عسكرية لجيوش الأتراك بمقتل إسماعيل باشا . وعند بداية
الحكم الثنائي، المصري- السوداني، اتخذت مدينة الكاملين كعاصمة لمديرية
النيل الأزرق. إلا إنه وبحلول عام 1902م حولت العاصمة الى ودمدنى. وخلال
العشرين عاما بعد 1900م أقيمت محطة للسكة الحديد والمستشفى الذي كان وحدة
عسكرية تابعة للقوات البريطانية ومباني رئاسة المديرية والمحاكم والبريد
والجامع الكبير على امتداد شارع النيل. كما بدأ أول تخطيط إسكاني بالحي
السوداني وحي القسم الأول .
شهدت مدينة ودمدنى منذ ذلك التاريخ نشاطا تجارياً كبيراً وحلت بالمدينة أعداد كبيرة من التجار والحرفيين .
في عام 1929م ضعفت أهمية مدينة ودمدني كمركز تجاري كان يستقبل يوميا عشرات القوافل المحملة بحاصلات السودان
لتتوجه إلى كسلا. وكان ذلك بسبب اكتمال الخط الحديدي إلى شرق السودان حتى
مدينة كسلا. واستعادت ودمدنى أهميتها الاقتصادية مرة أخرى بقيام مشروع
الجزيرة في عام 1925م وتوسعت حركة الأداء الحكومي فيها نسبة للتطور
الاجتماعي والإنمائي الذي شمل مديرية النيل الأزرق بحجمها السابق، إلى أن
جاء عام 1973م حيث بقيت المدينة عاصمة لمديرية الجزيرة بعد تقسيم
المديريات.
تبلغ مساحة ودمدنى في الوقت الحاضر 65 كيلومتراً مربعاً
ويبلغ عدد سكانها 106 آلاف نسمة، وتضم عددا من المؤسسات المهمة كرئاسة
وزارة الري ورئاسة هيئة البحوث الزراعية ورئاسة مشروع الجزيرة وكلية أبو
حراز الزراعية. كما أنها تضم صناعات متنوعة، من أهمها صناعة الغزل والنسيج
وصناعة الجلود والصناعات الغذائية والكيميائية المختلفة. وتمتاز المدينة
بأنها نقطة الالتقاء الرئيسة لشبكة الطرق التي تربط مناطق السودان المختلفة
بالخرطوم وميناء بور سودان.
تعتبر مدينة ودمدني المدينة السودانية الرائدة في شتى
المجالات، منها الرياضية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن هنالك إغفال تام
لدورها الفعّال في بدء ونهضة وتطور السودان، وذلك للاهتمام الكلي والتركيز
الإعلامي على مدن ثالوث العاصمة القومية دون غيرها من مدن السودان.
ضم جيش محمد على باشا الغازي للسودان عام 1821 مجموعات
من الأرمن والشراكسة والالبان والارناؤوط، واستقر أكثرهم في مدينة ودمدني
بعد أن أصبحت العاصمة الجديدة للبلاد في ذلك الوقت. وبعد الفتح الثاني على
يد اللورد كتشينر عام 1898م وفدت للبلاد هجرات جديدة من الأجانب، وخاصة من
بلاد سوريا ولبنان ومصر واليونان، وكان يعمل جل هؤلاء بالتجارة وموظفين
بدواوين الحكومة.
ساهم هؤلاء القادمون الجدد في إضافة معارف وثقافات
جديده للمواطنين السودانيين، وخاصة في مجال الفنون والآداب، وشاعت مظاهر
الحضارة والثقافة في كل مدن السودان التي استقروا فيها . ومما ساعد على ذلك
ارتباط بعضهم كالشوام والمصريين مع سكان البلاد الأصليين برابطتي اللغة
والدين، وهما من أقوى الروابط. ومن تلك المظاهر السالفة الذكر استخدام
الآلات الموسيقية العربية الوافدة في الموسيقي السودانية . وتعتبر مدينة
ودمدني من أولى مدن السودان التي ظهرت فيها تلك الآلات.
ترجّح الروايات أن ودمدني التي تقع على الضفة الغربية
لنهر النيل الأزرق اتخذت اسمها من اسم الشيخ محمد بن مدني دشين قاضي
العدالة الذى يقول عنه محمد النور ضيف الله فى كتابه الطبقات: كان واحدا من
أهل زمانه فى الورع والزهد والصدق.
وبعد سقوط سنار على يد الغزو التركي- المصري، اتخذها
اسماعيل باشا قاعدة لقواته، ثم أصبحت بعد ذلك عاصمة للسودان، ثم انتقلت
العاصمة منها إلى الخرطوم واستمرت ودمدنى عاصمة للإقليم تحت الحكم
الاستعماري التركي المصرى ثم الإنجليزي المصري تحت مسميات النيل الأزرق.
والآن أصبحت ودمدنى عاصمة للولاية الوسطى، وهي عاصمة لكل من النيل الازرق ،
الاقليم الاوسط، الولاية الوسطى وولاية الجزيرة.
قرية سالي
****************
وتقع قرية سالي بمحاذاة النيل
بالمنطقة الشمالية ريفي القولد. ويحدها من الجنوب الخندق ومن الشمال قرية
سوري ويوجد جسر يفصل بين القريتين ويحدها من الشرق نهر النيل وقرية ملواد
ومن الغرب الصحراء الكبرى وهذه الصحراء يقطعها درب الأربعين والذي سمي بذلك
لأن القوافل كانت تأخذ أربعين يوماً للوصول إلى مصر ويقدر طول الدرب بـ 1,500 كم تقريباً.
أشتهر أهالي [قرية سالي] بالزراعة حيث يعملون على زراعة الذرة
بالصيف والفول والقمح بالشتاء. كما يوجد بها مشروع زراعي تم تأسيسه عام 1941
م وكان هذا المشروع من أكبر المشاريع الزراعية بالإقليم الشمالي. كانت
بداية الفكرة عام 1937م ،،،،، وكان المكان مدينة الأسكندرية درة البحر
الأبيض المتوسط بجمهورية مصر العربية ،،،،، وكانت الفكرة تأسيس مشروع زراعي
تعاوني مشاركة ما بين ( سالي وسوري ) لما تربطهما من علاقات أسرية قوية و
قديمة قدم القريتين كما أن القريتين وحتى الآن تمثل كل واحدة منهما امتدادا
طبيعيا للآخر ،،،،، إلا أن هذه المشاركة لم تتم نسبة لحصول بعض الخلافات
العادية ،،،،، سعى الطرفان لإنشاء مشروعين منفصلين حيث كان السبق لأبناء
سوري في شراء الوحدة الخاصة بمشروعهم ،،،،، وعندئذ كانت روح المنافسة
والغيرة قد اشتعلت في أبناء سالي بالأسكندرية وكان العم فرح بدري حمد طيب
الله ثراه وبارك في ذريته يبث في أبناء سالي الحماس لإنشاء المشروع الزراعي
وكان يقول لهم من باب المداعبة ( ناس سوري يعملوا مشروع إنتو ما قادرين
تعملوا زيهم ) وقاموا بتحديد رأس مال المشروع ب 120 سهم وجعلوا قيمة السهم
15 جنيه استرليني ومن ثم زادوا هذه القيمة إلى 17 جنيه استرليني لتكون
اجمالي رأس المال المقترح للمشروع الزراعي 2040 جنيه استرليني وقاموا
بتحويل مبلغ 1500 جنيه استرليني من الأسكندرية مباشرة لإنجلترا عام 1938 م
حيث الشركة المصنعة لماكينات blackstone الإنجليزية الشهرية وكان هذا
المبلغ هو قيمة الوحدة تسليم إنجلترا ،،،،، ووصلت هذه الوحدة عام 1938 هـ
بعد شائعة انطلقت بقوة مفادها أن قوات هتلر قد دمرت الباخرة التي تقل وحدة
ري مشروع سالي الزراعي ،،،،، وعندما وصل إشعار وصول الوحدة للسودان تهكم
البعض من وصولها وقالوا من بـــاب التنــــــدر ( يمكن وابــــور جاز-
للطبخ - ) وبحمد الله تعالى تم تركيب هذه الوحدة عن طريق المهندس القبطي
بولس الذي قام أيضا بتركيب وحدة مشروع سوري الزراعي التعاوني واستغرق عملية
التركيب حتى 1940م وكانت تكاليف النقل و التركيب والتجهيز 200 جنيه
استرليني وأصبحت إجمالي تكلفة الوحدة مع التركيب 1700 جنيه استرليني . أما
بالنسبة للجدول لقد تم إنشاؤه تبارك الله بالنفير ( الفزع ) حيث لم توجد في
ذلك الزمن الطيب الآليات الضخمة والمتوفرة حاليا ورغما من ذلك ولقد شاهدنا
جميعا قوة ومتانة وعمق الجدول حيث كنا نصطاد الأسماك من مياهه وكم طفل غرق
به نسبة لعمقه وقوة مياهه وكل ذلك تم بأيدي سالاوية مخلصة كانت ترى في
المشروع ملكا للجميع وليس لمجموعة من المساهمين فلم يسألوا سهما ولم ينظروا
لأسهم الآخرين مادامت الفائدة ستنالهم وكانت سالي أولى القرى التي انتهجت
هذا الأسلوب التكافلي الراقي وكان الجدول في البداية حتى حلة الترعة ، وكان
المهندس المسؤول عن المساحة وعمل الجدول يسن طيب الله ثراه وهو والد
الأستاذ عبد يسن مدير مدرسة الخندق المتوسطة بنين سابقا أطال الله في عمره
حيث كانت توجيهاته المساحية الميدانية حتى تم الانتهاء من الجدول ، وكانت
ضربة البداية في عمل المشروع الموسم الشتـــــــــوي ( زراعة القمح ) عام
1940 م وكانت التجهيزات قد التهمت كامل رؤوس أموال المساهمين ولم يتحصلوا
على التقاوى اللازمة لزراعة القمح ومقدارها حينذاك 40 جوال قمح بتكلفة
اجمالية مقدارها 100 جنيه ولم يجدوا بدا من الذهاب لابن سوري الفاضل / صالح
محمد صالح فريجون بعد أن علموا بتوفر هذا المبلغ بطرفه فما كان منه إلا أن
أعطاهم مبلغ مائة جنيه بكل أريحية وطيب نفس على أن يردوه له قمحا فقاموا
بشراء عدد 40 جوال قمح وخرجوا في مسيرة حاشدة جابوا سالي من أقصى الشمال
لأقصى الجنوب بصحبة التقاوى فرحين وهم يرددون أهازيج الفرح ببداية عمل
المشروع الزراعي والحصول على التقاوى . وبدأ مشروع سالي الزراعي في الإنتاج
قبل مشروع سوري الزراعي رغما من حصولهم على الوحدة مبكرا لكنهم تأخروا في
التشغيل لأسباب معينة . عدد المساهمين المؤسسين الذين قاموا بدفع كامل
استحقاقاتهم عام 1438- 128 رجل سالاوي ومعهم من سوري صالح محمد فريجون
وجميعهم تقاسموا عدد 120 سهم فكان معظمهم يمتلكون سهما ماعدا العم شريف
أحمد نقد الله يفكان يمتلك سهمين ومنهم من كان يملك جزءا من السهم أما جدنا
خليل خيري إدريس طيب الله ثراه فيملك سهما وكذلك درار حامد محمد الحداد
طيب الله مثواه فيملك سهما فهو من المؤسسين للمشروع الزراعي إضافة قائمة
طويلة تمتد لــ 128 رجل من خيرة أبناء سالي فهؤلاء هم الذين أسسوا مشروع
سالي الزراعي التعاوني . تم فتح المساهمات في فترات زمنية مختلفة بعد أن تم
تقييم أسهم المؤسسين ومعادلة السهم الواحد للمؤسس بستين سهما وذلك لتقوية
رأس المال وكانت عدد المساهمين الجدد في الأربعينات 18 مساهم وفي الخمسينات
23 مساهم ومن الستينات وحتى 1981 كانت البقية الباقية حيث أن العدد
الإجمالي للمساهمين حتى تاريخ اليوم 289 مساهم .
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الإثنين 25 أبريل 2011 - 22:53
- Saad Eddineعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2256
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 26 أبريل 2011 - 11:54
سدد الله خطاك اخي الفاضل على الموضوع الجميل
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
- MaxiMozعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 858
تاريخ التسجيل : 23/02/2011
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 14:30
شكرا لك موضوع مفيد للغاية
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 3 مايو 2011 - 22:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
السبت 7 مايو 2011 - 22:22
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 12 مايو 2011 - 12:11
- اسميري الوجديعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3901
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 17 مايو 2011 - 0:17
- هيثمعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4503
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 24 مايو 2011 - 14:04
حفظك الله وبارك فيك
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 26 مايو 2011 - 0:32
- بوجدور المغربيعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 553
تاريخ التسجيل : 31/12/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
السبت 28 مايو 2011 - 4:53
بارك الله فيك وجزاك كل خير
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الإثنين 30 مايو 2011 - 0:22
- leGéneralعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3400
تاريخ التسجيل : 30/10/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 31 مايو 2011 - 3:47
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الأربعاء 1 يونيو 2011 - 23:19
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 2 يونيو 2011 - 5:12
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 2 يونيو 2011 - 15:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
السبت 11 يونيو 2011 - 5:11
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
السبت 18 يونيو 2011 - 12:57
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الإثنين 20 يونيو 2011 - 15:21
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 23 يونيو 2011 - 3:07
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 23 يونيو 2011 - 14:56
موضوع رائع جدير بالزيارة
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الجمعة 24 يونيو 2011 - 3:05
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- daywou-Dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2562
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
الموقع : هنا بالمنتدى
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الخميس 30 يونيو 2011 - 21:15
السلام عليكم و رحمة الله
معلومات وافرة اخي و صور جميلة تنظيم و لا اروع
موضوع مميز تشكر عليه
واصل تالقك و لا تفاصل
تحياتي
معلومات وافرة اخي و صور جميلة تنظيم و لا اروع
موضوع مميز تشكر عليه
واصل تالقك و لا تفاصل
تحياتي
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الثلاثاء 5 يوليو 2011 - 2:47
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: معالم و آثار سودانية العدد 4
الأربعاء 6 يوليو 2011 - 1:11
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى