العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
+3
PRINCESSA
Admin
سليمة معلم اغا
7 مشترك
- سليمة معلم اغاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1108
تاريخ التسجيل : 02/12/2020
العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
السبت 11 سبتمبر 2021 - 11:59
تعرفت على فكرة التطابق لأول مرة خلال دراستي العليا في الاستشارات النفسية. معنى التطابق في السياق النفسي ببساطة أن ما يصدر منك من أفعال وكلمات ولغة جسد وغير ذلك يتشابه مع ما هو مكنون بداخلك من أفكار ومشاعر وأحاسيس وغيرها. وإذا لم يكن ما يصدر منك يتطابق مع ما يوجد داخلك يُقال إن الشخص غير متطابق أو يفتقر للتطابق. من أكثر الأمثلة شيوعاً على عدم التطابق عندما تلتقي شخصاً فيسألك "كيف حالك اليوم؟" فترسم على وجهك ابتسامة زائفة وترد "بخير"، على الرغم من أنك تمر بيوم سيء ولست بخيرٍ على الإطلاق. يتذبذب مستوى التطابق لدى كل شخص تقريباً، وهناك مواقف نواجهها باستمرار قد لا يكون التحلي بالتطابق التام فيها حكيماً أو مفيداً، بمعنى آخر هناك مواقف لا يفيد فيها أن نبوح بما نفكر فيه أو بما نشعر فيه. على سبيل المثال إذا أخبرت مستثمراً محتملاً خلال اجتماع تجريه معه أنه لا يعجبك لأن رائحته كريهة أو ملابسه غير متناسقة فسيكون لذلك نتائج سلبية.
القناع الذي نرتديه جميعاً
يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن كل منا لديه شخصية مظهرية، وهي تلك الذات التي نظهرها أمام العالم، ولا يشير وجودها إلى أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية. لكن المشاكل تظهر عندما ننجرف إلى حالة من عدم التطابق بممارستها باستمرار، عندما نعتقد ونؤمن أننا في الواقع شخصيتنا المظهرية هي الحقيقة و العيش من خلالها باستمرار حتى مع الأصدقاء والعائلة وننسى من نحن في الأصل في داخلنا، عندما ننسى ذاتنا الحقيقية. نبدأ في فقدان القدرة على الاختيار الواعي لما نعرضه ونظهره للعالم، وينتهي بنا الأمر بعيش حياة ضحلة باهتة رتيبة مثل الإنسان الآلي.
الجذور
أول من استحدث مفهوم التطابق النفسي هو عالم النفس الأمريكي الشهير كارل روجرز في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث عرّفه بأنه التماثل بين التجربة والوعي، بينما عرّف عدم التطابق بأنه استخدام قناع أو واجهة في محاولة لإخفاء مشاعر المرء الحقيقية، كما شدد على أهمية التطابق بالنسبة للمعالج النفسي وكان هذا تحولاً جذرياً عن نموذج اللوح الفارغ الذي كان يستخدمه المحللون النفسيون متبعو منهج فرويد في ذلك الوقت. ورأى روجرز أن المعالجين الذين يختبئون وراء ستار الاحترافية ليسوا صادقين، وبالتالي فإنهم غير قادرين على توفير أشياء مثل الدفء والاتصال الإنساني، وهي مكونات مهمة للشفاء النفسي في رأي روجرز.
لا يمكننا إخفاء ما بداخلنا على الدوام
وفقاً لبحث أجراه ألبرت محرابيان يتكون التواصل بنسبة 55% من لغة الجسد وبنسبة 38٪ من نبرة الصوت، وهذا يترك نسبة لا تتعدى 7٪ للكلمات الفعلية. واتضح أيضاً أن التحكم في لغة الجسد ونبرة الصوت وصياغتهما عمداً أكثر صعوبة من التحكم في الكلمات واختيارها، بمعنى آخر يواجه الجسد والصوت صعوبة في تزييف ما بداخلنا. وجميعنا نعرف هذا الشعور المضحك الذي ينتابنا عندما يخبرنا شخص بشيء ما نعلم تماماً أنه غير حقيقي أو غير منطقي، وهذا ينتج عن خروج بعض ما يوجد داخل الشخص للخارج من خلال الجانبين الأكثر تعبيراً وصدقاً: لغة الجسد ونبرة الصوت. وفي الواقع لا يجيد معظمنا خداع الآخرين لدفعهم للاعتقاد بأن شخصيتنا المظهرية حقيقية، ولكننا نعيش في ثقافة تدعم إلى حد كبير بناء شخصية مظهرية جيدة ومبهرة. إذن ما هي المشكلة؟ لماذا ننفق جميعاً الكثير من الوقت والطاقة على عدم التطابق بما يجعلنا نشعر بالسوء في حين أن الجميع يستطيعون معرفة ذلك بالفعل؟ تخميني لسبب ذلك هو أنه على الرغم من أن معظمنا يشعر بالفعل عندما يتواصل شخص معنا على نحو غير متطابق إلا أننا ندرب أنفسنا على تجاهل هذا الشعور والتماشي مع ما يتم إظهاره لنا.
إننا نعيش في ثقافة تفضل في معظم الأحيان تقديم إجابة لطيفة زائفة على تقديم إجابة حقيقية قد تضر بنا أو تتسبب في "مشكلة"، والنتيجة الحتمية لذلك هي تعزيز عدم التطابق.
من المفترض أن يؤدي لشعور سيء
الشعور بالحيرة بشأن حقيقة ما تريده أو ما تشعر به ووجود شعور متغلغل بالعزلة والإرهاق جميعها علامات تشير إلى أنك تعيش في حالة من عدم التطابق. وهذه المشاعر السلبية تمثل تحذيراً بوجود خطأ ما؛ فقد تعني أنك بعيد حقاً عن جزء كبير من شخصيتك، أو قد تعني أنك تخاف من إظهار ما في داخلك للآخرين خوفاً من الحكم عليك.
عدم التطابق شعور سيء! ومن المفترض أن يدفعنا لمعرفة أننا بحاجة إلى التغيير.
يؤمن روجرز أنه نظراً لأن عدم التطابق يجعلنا نشعر بالسوء في نهاية المطاف فإن كل البشر لديهم دافع فطري ليصبحوا أكثر تطابقاً، حتى إذا لم يكن التطابق في عائلاتهم الأصلية مدعوماً أو حتى آمناً. ويمثل التطابق من وجهة نظر روجرز جزءاً كبيراً مما أسماه تحقيق الذات - ذروة التطور البشري السليم؛ فهو يرى أنه عندما تكون الذات الحقيقية والذات المتصورة والذات المثالية جميعها متفقة معاً فيما يمكن تسميته الذات فإننا نشعر بإحساس عظيم بالسلام والوضوح. وبالإضافة إلى ذلك يمكن توجيه الطاقة التي كانت تستخدم سابقاً للفصل بين هذه الذوات الثلاثة نحو المزيد من الأنشطة النافعة التي تفيد البشرية جمعاء.
أتمنى أن تحيا حياة أكثر تطابق و حقيقة مع ما يكمن داخلك..
للمزيد يمكنك الاطلاع على المقال التالي والمقالات النفسية المشابهة : العيش في تطابق: عندما يتماثل الداخل والخارج
القناع الذي نرتديه جميعاً
يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن كل منا لديه شخصية مظهرية، وهي تلك الذات التي نظهرها أمام العالم، ولا يشير وجودها إلى أي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية. لكن المشاكل تظهر عندما ننجرف إلى حالة من عدم التطابق بممارستها باستمرار، عندما نعتقد ونؤمن أننا في الواقع شخصيتنا المظهرية هي الحقيقة و العيش من خلالها باستمرار حتى مع الأصدقاء والعائلة وننسى من نحن في الأصل في داخلنا، عندما ننسى ذاتنا الحقيقية. نبدأ في فقدان القدرة على الاختيار الواعي لما نعرضه ونظهره للعالم، وينتهي بنا الأمر بعيش حياة ضحلة باهتة رتيبة مثل الإنسان الآلي.
الجذور
أول من استحدث مفهوم التطابق النفسي هو عالم النفس الأمريكي الشهير كارل روجرز في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث عرّفه بأنه التماثل بين التجربة والوعي، بينما عرّف عدم التطابق بأنه استخدام قناع أو واجهة في محاولة لإخفاء مشاعر المرء الحقيقية، كما شدد على أهمية التطابق بالنسبة للمعالج النفسي وكان هذا تحولاً جذرياً عن نموذج اللوح الفارغ الذي كان يستخدمه المحللون النفسيون متبعو منهج فرويد في ذلك الوقت. ورأى روجرز أن المعالجين الذين يختبئون وراء ستار الاحترافية ليسوا صادقين، وبالتالي فإنهم غير قادرين على توفير أشياء مثل الدفء والاتصال الإنساني، وهي مكونات مهمة للشفاء النفسي في رأي روجرز.
لا يمكننا إخفاء ما بداخلنا على الدوام
وفقاً لبحث أجراه ألبرت محرابيان يتكون التواصل بنسبة 55% من لغة الجسد وبنسبة 38٪ من نبرة الصوت، وهذا يترك نسبة لا تتعدى 7٪ للكلمات الفعلية. واتضح أيضاً أن التحكم في لغة الجسد ونبرة الصوت وصياغتهما عمداً أكثر صعوبة من التحكم في الكلمات واختيارها، بمعنى آخر يواجه الجسد والصوت صعوبة في تزييف ما بداخلنا. وجميعنا نعرف هذا الشعور المضحك الذي ينتابنا عندما يخبرنا شخص بشيء ما نعلم تماماً أنه غير حقيقي أو غير منطقي، وهذا ينتج عن خروج بعض ما يوجد داخل الشخص للخارج من خلال الجانبين الأكثر تعبيراً وصدقاً: لغة الجسد ونبرة الصوت. وفي الواقع لا يجيد معظمنا خداع الآخرين لدفعهم للاعتقاد بأن شخصيتنا المظهرية حقيقية، ولكننا نعيش في ثقافة تدعم إلى حد كبير بناء شخصية مظهرية جيدة ومبهرة. إذن ما هي المشكلة؟ لماذا ننفق جميعاً الكثير من الوقت والطاقة على عدم التطابق بما يجعلنا نشعر بالسوء في حين أن الجميع يستطيعون معرفة ذلك بالفعل؟ تخميني لسبب ذلك هو أنه على الرغم من أن معظمنا يشعر بالفعل عندما يتواصل شخص معنا على نحو غير متطابق إلا أننا ندرب أنفسنا على تجاهل هذا الشعور والتماشي مع ما يتم إظهاره لنا.
إننا نعيش في ثقافة تفضل في معظم الأحيان تقديم إجابة لطيفة زائفة على تقديم إجابة حقيقية قد تضر بنا أو تتسبب في "مشكلة"، والنتيجة الحتمية لذلك هي تعزيز عدم التطابق.
من المفترض أن يؤدي لشعور سيء
الشعور بالحيرة بشأن حقيقة ما تريده أو ما تشعر به ووجود شعور متغلغل بالعزلة والإرهاق جميعها علامات تشير إلى أنك تعيش في حالة من عدم التطابق. وهذه المشاعر السلبية تمثل تحذيراً بوجود خطأ ما؛ فقد تعني أنك بعيد حقاً عن جزء كبير من شخصيتك، أو قد تعني أنك تخاف من إظهار ما في داخلك للآخرين خوفاً من الحكم عليك.
عدم التطابق شعور سيء! ومن المفترض أن يدفعنا لمعرفة أننا بحاجة إلى التغيير.
يؤمن روجرز أنه نظراً لأن عدم التطابق يجعلنا نشعر بالسوء في نهاية المطاف فإن كل البشر لديهم دافع فطري ليصبحوا أكثر تطابقاً، حتى إذا لم يكن التطابق في عائلاتهم الأصلية مدعوماً أو حتى آمناً. ويمثل التطابق من وجهة نظر روجرز جزءاً كبيراً مما أسماه تحقيق الذات - ذروة التطور البشري السليم؛ فهو يرى أنه عندما تكون الذات الحقيقية والذات المتصورة والذات المثالية جميعها متفقة معاً فيما يمكن تسميته الذات فإننا نشعر بإحساس عظيم بالسلام والوضوح. وبالإضافة إلى ذلك يمكن توجيه الطاقة التي كانت تستخدم سابقاً للفصل بين هذه الذوات الثلاثة نحو المزيد من الأنشطة النافعة التي تفيد البشرية جمعاء.
أتمنى أن تحيا حياة أكثر تطابق و حقيقة مع ما يكمن داخلك..
للمزيد يمكنك الاطلاع على المقال التالي والمقالات النفسية المشابهة : العيش في تطابق: عندما يتماثل الداخل والخارج
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
السبت 11 سبتمبر 2021 - 13:53
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
السبت 11 سبتمبر 2021 - 14:07
+880_______ا___________________ا___
_++88________ا________________ا_____
_++88_________ا______________ا______
__+880__________ر__________ر_____+8_
__+888____________ك______ك_____+88_
__++880______________ش________+88__
__++888_____+++88___________++88__
__++8888__+++8880++88____+++88__
__+++8888+++8880++8888__++888___
___++888++8888+++888888++888____
___++88++8888++8888888++888_____
___++++++888888888888888888______
____++++++88888888888888888______
____++++++++000888888888888______
_____+++++++000088888888888______
______+++++++00088888888888______
_______+++++++088888888888_______
_______+++++++088888888888_______
________+++++++8888888888________
________++++++0088888888_________
________+++++000888888__________
_++88________ا________________ا_____
_++88_________ا______________ا______
__+880__________ر__________ر_____+8_
__+888____________ك______ك_____+88_
__++880______________ش________+88__
__++888_____+++88___________++88__
__++8888__+++8880++88____+++88__
__+++8888+++8880++8888__++888___
___++888++8888+++888888++888____
___++88++8888++8888888++888_____
___++++++888888888888888888______
____++++++88888888888888888______
____++++++++000888888888888______
_____+++++++000088888888888______
______+++++++00088888888888______
_______+++++++088888888888_______
_______+++++++088888888888_______
________+++++++8888888888________
________++++++0088888888_________
________+++++000888888__________
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
السبت 11 سبتمبر 2021 - 15:50
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود متميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود متميز خدمتا لرواد المنتدى
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
الأحد 12 سبتمبر 2021 - 17:27
شكرا لك على التواصل مع متتبعيك الطواقين لمواضيعك النيرة
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
الأربعاء 22 سبتمبر 2021 - 2:49
شكرا لك على الاهتمام والمتابعة
والعمل على الإفادة
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: العيش في تطابق عندما يتماثل الداخل والخارج
الجمعة 1 أكتوبر 2021 - 15:04
شكرا على المعلومات المفيدة
دائما في شوق للاطلاع على جديدك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى