بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
+21
FOR4ever
المشاكسة
barresy
نهرو
tarzan
Bastos
مــــاجد2
FIFI
Kojack
K1sayda
TOTO
ABBASSE
عربي
JABAdor
سراج_الدين
FLAT
مصطفى
Admin
PRINCESSA
ZIDANE
ام بدر
25 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 0:34
بسم الله الرحمن الرحيم
بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع الإسلامي، فهي المحضن الدافئ للأطفال، والمرتع الهاديء للشباب، والمأوى الأمين للمسنين والمسنات.
وإذا كان الإسلام يحرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم، وخاصة الوالدين.
قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى" واليتامى" والمساكين( 36 ) {النساء: 36}.
اهتم الإسلام بالوالدين اهتماماً كبيراً، وحض على البر بهما، في كثير من توجيهات الكتاب والسنة، واعتبر أن البر بهما فريضة وعقوقهما من أكبر الكبائر.
بر الوالدين في الكتاب والسنة:
بر الوالدين واجب شرعي، من أجل تلبية حاجاتهما الملحة، وخاصة في سن الشيخوخة، فهما يحتاجان إلى المحبة والعون والنفقة، والاحترام والتقدير.
ولذلك حفلت آيات القرآن الكريم، وتعاليم السنة المطهرة بالنصوص التي تحض على رعاية الوالدين والعناية بهما، لأن الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع المسلم، وهي الدعامة المتينة في بناء المجتمعات الإسلامية، والوالدان هما الركن الأساسي في استقرار الأسرة المتوازنة.
قال تعالى: وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم 13 ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على" وهن وفصاله في عامين أن \شكر لي ولوالديك إلي المصير 14 وإن جاهداك على" أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا 15 {لقمان: 13 - 15}.
فهذه الآيات الكريمة، تعد مثالاً لتلك التعاليم التي زخر بها القرآن الكريم، والتي تدعو إلى تكريم الوالدين ورعايتهما.
وقد قرن سبحانه وتعالى، الإحسان إلى الوالدين بتوحيده وخالص عبادته.
وقضى" ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما 23 واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب \رحمهما كما ربياني صغيرا 24 {الإسراء: 23، 24}.
فقد نهى الإسلام عن الإساءة إلى الوالدين، ولو بالكلمة، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وأمر الابن أن يقول قولاً كريماً، وأن يعاملهما بالاشفاق عليهما، والذّل أمامهما.
"بهذه العبارات الندية والصور الموحية، يستجيش القرآن الكريم وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء، ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف.
ويجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله، يحمل معنى الأمر المؤكد، بعد الأمر بعبادة الله".
"فكبر السن له جلال، وضعف الكبر له إيحاؤه، وأول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب مع الوالدين، ألا يصدر من الولد ما يدل على الضجر والضيق، وما يشي بالإهانة وسوء الأدب: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، وهي مرتبة أعلى إيجابية، عندما يكون كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام".
وفي قوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة يشف التعبير ويلطف ويبلغ شفاف القلب وحنايا الوجدان، فهي الرحمة ترق وتلطف، حتى لكأنها الذل الذي لا يرفع عيناً ولا يرفض أمراً".
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، هي الذكرى الحانية، ذكرى الطفولة الضعيفة، يرعاها الوالدان، وهما اليوم في مثلها من الضعف والحاجة إلى الرعاية والحنان، والله أقدر على جزائهما بما بذلا من دمهما وقلبيهما، مما لا يقدر على جزائه الأبناء".
وفي السنة النبوية الزاد الوفير لمن أراد بر والديه:
إذ يعتبر الإسلام أن الإحسان إلى الوالدين من الأعمال الجليلة، التي لا يضاهيها عمل إلا الفرائض المكتوبة.
فعن عبدالله بن مسعود } قال: سألت النبي {: "أي العمل أحب إلى الله؟! قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
وإدراك الأبوين المسنين أو أحدهما، نعمة من الله تعالى على الابن البار؛ لأن جزاء البر هو الجنة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي {، أنه قال: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟! قال: من أدرك والدين عند الكبر، أو أحدهما ولم يدخل الجنة".
فبر الوالدين والإحسان إليهما، من آكد الطاعات، ففي الحديث الصحيح، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: "جاء رجل إلى نبي الله {، فاستأذنه في الجهاد فقال: أحيّ والداك؟! قال: نعم. قال: ففيهما جاهد".
وعن ابن عمرو أيضاً، قال: "جاء رجل إلى رسول الله { فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان، فقال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما".
فبر الوالدين نعمة لا تعوض، لأنهما من أسباب دخول الجنة، كما أن برهما مقدم شرعاً على كل الطاعات، حتى الجهاد في سبيل الله.
وقدر الإسلام ما تعانيه الأم في الحمل والولادة والرضاعة والتربية، ونظر إلى عاطفتها تجاه أبنائها ولو قسوا عليها فدعا إلى البر بها ثلاثاً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟! قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".
فللأم الحق الأوفر من البر، كما جاء في الحديث الشريف، وقد يتعدى هذا التعامل الرفيق الوالدين المسلمين، ليشمل الوالدين غير المسلمين.
"عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله { فاستفتيت رسول الله، وقلت: قدمت عليّ أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟! قال: نعم، صلي أمك".
هذه هي مكانة الوالدين في ديننا، وهي الأواصر الطيبة التي تؤكدها نصوص الكتاب والسنة، وقد ترجمت إلى واقع حيّ في سيرة سلفنا الصالح، والأجيال التالية على مر التاريخ، إلا ما أفسدته الحضارة الوافدة عند الذين ينعقون بمبادئها.
وفي سيرة سلفنا الصالح أمثلة رائعة:
تعبر عن التطبيق العملي لتوجيهات الشريعة الغراء، وهي محل للقدوة والاتباع.
فمن روائع البر ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رجلان من أصحاب رسول الله { أبر من كان في هذه الأمة بأمهما (عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان) رضي الله عنهما.
أما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل وجه أمي منذ أسلمت، وأما حارثه، فكان يطعمها، بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ماذا قالت أمي؟!".
وقال أبو هريرة لرجل وهو يعظه في بر أبيه: "لا تمش أمام أبيك، ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه".
فأكرم به من أدب سام، وأنعم به من احترام يليق لمكانة من ضحى وربى وتعب وعلم، وبذلك يبقى الشيخ المسلم عزيزاً مكرماً بين أبنائه وذريته، العاملين بتعاليم دينهم الحنيف.
وسئل الحسن رضي الله عنه، ما بر الوالدين؟ "قال: أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما فيما أمراك ما لم يكن معصية، ثم قال: أما علمت أن نظرك في وجوه والديك عبادة، فكيف بالبر بهما".
وحدث أبو بردة بن أبي موسى الأشعري: "أن ابن عمر شهد رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلّل
إن أُذعرتْ ركابُها لم أُذعرْ
الله ربي ذو الجلال الأكبر
حملتها أكثر مما حملت
فهل ترى جازيتها يا ابن عمرْ
ثم قال: يا ابن عمر! أتراني جزيتها؟! قال: لا ولابزفرة واحدة".
والصور الناصعة في البر، أكثر من أن يضمها كتاب، لأنها من ثمرات الإيمان الذي ترسخ في النفوس، ونكتفي هنا ببعض النماذج النيرة: فهذا ذر بن عمر بن ذر: كان مثالاً للبر بوالده، قال والده رداً على سؤال وجه إليه: كيف كان ولدك في عشرته معك؟! قال: "ما مشى معي قط في ليل إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار إلا كان ورائي، ولا ارتقى قط سقفاً كنت تحته".
وهذا حيوة بن شريح: وهو أحد أئمة المسلمين كان يترك الدرس طاعة لأمه، كان يقعد في الدرس يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك التعليم".
فليت شبابنا وبناتنا، يستوحون هذه المعاني السامية، في تعاملهم مع والديهم.
وقد شاعت قصص البر في المجتمعات الإسلامية قديماً وحديثاً، حتى صارت مضرب الأمثال.
الإحسان وصلة الرحم:
دعا الإسلام إلى صلة الأرحام، وتوثيق الروابط الأسرية، والإحسان إلى الأهل عموماً، مصداقاً لقوله تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا 1 {النساء: 1}.
وقال تعالى محذراً من قطيعة الأرحام: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم 22 أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى" أبصارهم 23 {محمد: 22، 23}.
وقال عليه الصلاة والسلام: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينشأ له في أثره فليصل رحمه".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال رسول الله {: الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".
فبعد الوالدين، لبقية الأقارب منزلة رفيعة، كالإخوة والأخوات والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والآباء والأمهات، بالرضاعة قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى" واليتامى" والمساكين والجار ذي القربى" والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم 36 {النساء: 36}.
وللجيران وأهل الحي، وأصدقاء الوالدين مكانة يحث الإسلام على رعايتها. فقد جاء في الحديث الشريف قوله {: "ما زال جبريل يوصني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله { يقول: "إن من أبرّ البر، صلة الرجل أهل ود أبيه، بعد أن يولي".
ويعتبر العقوق من الكبائر المحرمة في شرع الله:
وقد وردت الأحاديث الكثيرة، مؤكدة حرمة العقوق وقطيعة الرحم.
روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي { قال: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس".
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً).. قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها، حتى قلنا ليته سكت".
والعقوق من الذنوب التي يعجل الله فيها العقوبة في الحياة قبل الممات.
فقد روى الحاكم حديثاً وصححه، عن أبي بكرة، عن النبي { قال: "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلاعقوق الوالدين، فإن الله يعجّله لصاحبه في الحياة قبل الممات".
وفي حياتنا المعاصرة أمثلة كثيرة تحكي آثار العقوق الأليمة على أصحابها، يلمسونها في ضيق معاشهم، وفي الكوارث والآلام، وعذاب الآخرة أشد وأبقى.
الآباء والمسنون في حضارة الغرب المادية:
عرفنا فيما سبق اهتمام الإسلام بالمسنين عموماً وبالوالدين خصوصاً، فكان من أهم ما تباهي به الأسرة المسلمة، هو استقرارها وتوازنها، وتعاطفها وتعاونها.
أما حضارة الغرب المادية فلها شأن مخالف، ففي زمن طغيان المادة، تحتاج البشرية إلى من يذكرها بالمعاني الإنسانية السامية، والقيم الإسلامية الرفيعة.
لقد أصبحت الحيوانات في تلك الحضارة تتفوق أحياناً على رعاية المسنين، ولاسيما المرضى والعجزة، فقد انتهت صلاحياتهم، ولم يعدلهم ما يقدمونه لبلادهم، ولذلك أهملوا ورمي بهم في زوايا قديمة بانتظار أن يأخذهم الموت.
وهذا ما جعل النائب الديمقراطي الأمريكي "كلودبير".
يقول: "إن وضع المسنين في أمريكا عارٌ وطني مرعب".
وذلك في معرض تعليقه على تقرير أعدته لجنة في مجلس النواب الأمريكي، بعد دراسة استمرت ست سنوات جاء فيها: "إن أكثر من مليون مسن ومسنة، تجاوزت أعمارهم (65عاماً) يتعرضون لإساءات خطيرة، فيضربون ويعذبون عذاباً جسدياً ونفسياً، وتسرق أموالهم من قبل ذويهم.
كما أن هذه الإساءات، ليست مقتصرة على طبقة اجتماعية معينة، بل إنها تحدث في كل طبقات المجتمع على حد سواء، في المدن والقرى والأرياف.
ومن أبشع ما ورد في هذا التقرير:
أن امرأة قامت بتقييد أبيها البالغ من العمر(81عاماً) بسلسلة وربطته أمام الحمام، وأخذت تعذبه لعدة أيام!!
وقد أكد التقرير أن الإساءة للمسنين، تأخذ عدة أشكال، منها الضرب والإهمال والحرمان من الطعام والشراب وقد يصل الأمر إلى القتل أحياناً.
ويعلق النائب: "كلودبير" قائلاً: "لا أحد يدرك حتى الآن أبعاد هذه المشكلة المرعبة، ولا يرى أحد أن يعترف بما يجري، لقد تجاهلنا المشكلة لأنها مخيفة، لدرجة تمنعنا من الاعتراف بوجودها، ولا نريد أن نصدق أن مثل هذه الأشياء، يمكن أن تحدث في دولة متحضرة.
وتضيف الدكتورة "سوزان ستايتمتر" أستاذة الدراسات العائلية في جامعة "ملاوير" تقول: "لقد تعودنا طوال تاريخنا على الإساءة للمسنين، إننا نميل إلى العنف البدني، وقد أصبح هذا جزءاً ثابتاً من طبيعة عائلات كثيرة تسيء للمسنين، بالعنف والاضطهاد، وأصبح إهمالهم وعدم الرفق بهم، أو حتى نجدتهم من الأمور الشائعة في المجتمعات الأوربية".
أما في الإسلام: فقد نصت الآيات والأحاديث على ضرورة احترام المسنين وحسن رعايتهم.
قال عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من لايرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا".
صور من مآسي المسنين في الدول الصناعية:
يعيش الوالدان في تلك الديار في حالة بائسة، فلا يسأل الولد عن أمه ولا أبيه، ولا ينفق عليهما، ولو كانت حاجتهما شديدة.
فكم من رجل مسن "وامرأة مسنة" يموتان في أوربا وأمريكا في كل عام من البرد والجوع!!
نعم، هنالك آلاف الأشخاص من الطاعنين في السن، يموتون بسبب البرد والجوع في بلاد الحضارة المزعومة!!
وقد تبقى الجثة في الشقة أياماً دون أن يحس بها أحد، إذ يعيش معظم هؤلاء الشيوخ بمفردهم، فلا يزورهم أحد إلا نادراً، وقد لايرون إلا مندوب الضمان الاجتماعي في كل شهر مرة.
حدثني أخ أثق بدينه "كان يدرس الطب في بريطانيا" أن صديقاً له، كان يعمل مناوباً في أحد المستشفيات هنالك، وكان قد توفي رجل مسن في تلك الليلة عنده، فأحب أن يعزي أسرة المتوفى، واتصل بولده في الساعة الثانية عشرة ليلاً، وعزاه بوفاة والده على وجل.
فما كان من الابن العاق إلا أن امتعض من هذا الاتصال وقال: أتتصل بي في هذه الساعة المتأخرة من الليل، لتخبرني بوفاة والدي؟! وماذا تنتظر مني أن أفعل؟!
أنا مسافر صباحاً لمدة ثلاثة أيام، ضعوه في الثلاجة، وسأراجعكم حين عودتي، من أجل استلام الجثة.
فظاهرة العقوق ظاهرة عامة في المجتمعات الغربية، وفي الدول الشيوعية، لقد تجمدت العواطف، ونضبت معاني الإنسانية، وفسدت الفطرة لديهم.
وهذه المعاني من الجحود والنكران، غريبة على تقاليد العرب حتى في جاهليتهم، ممقوتة بغيضة ومحرمة في شريعتنا الحنيفة، ولكن كثيراً من المفتونين بحضارة التيه والضياع لا يعلمون حقائق الأمور.
وإذا كان الأبناء عاقين، فهم يردون الصاع صاعين لذويهم؛ لأنهم أهملوهم صغاراً، انظر إلى الخبر التالي: "نشرت جريدة الشرق الأوسط خبراً مفاده أن امرأة مطلقة من بريطانيا تدعى "مانيس جاكسون"، عرضت ابنها الوحيد للبيع بمبلغ ألف جنيه، والمبلغ يشمل ملابس الطفل وألعابه، وقالت: إنها تبيع ابنها؛ لأنها لا تستطيع الإنفاق عليه، وليس لديها دخل لإعاشته".
وقد نشرت الصحف قريباً، قصة الشاب الذي رضي أن يؤوي أمه العجوز في بيته، مقابل أن تقوم بخدمته وخدمة زوجته وأولاده، وتنظف بيته، ويعتبر هذا كرماً من هذا الولد البار بأمه".
وقصص القوم ببؤسها وشقائها، تكاد لا تنتهي، وهذا هو الجحيم المعاصر في حضارة الشقاء والضياع، إلا أن المفتونين بتلك الحضارة ما زالوا يزينون الشقاء لمن لا يعرفه.
ومن غرائب الجاهلية المعاصرة: "أن شرطة الاحتلال الصهيوني، اعتقلت شاباً، قتل والده بمساعدة الطبيب الذي كان يتولى علاجه.
وبينت التحقيقات أن الشاب "يوسف زوهر" طمع في أموال والده، ومن ثم فقد وعد الطبيب المشرف على علاج والده بحصة معتبرة إن ساعده على قتل والده.
فقام طبيب الموت بفصل جهاز التنفس عن المريض، ووقف يرقب المغدور، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، دون تقديم أية مساعدة له.
وقد وجهت الشرطة للابن تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد".
ودولة إسرائيل تعتبر امتداداً لحضارة الغرب بكل شرورها ونكدها.
فمعاني الإنسانية نضبت في نفوس القوم، وصار تقديم القليل الزهيد، يعتبر شيئاًِ ضخماً وعظيماً.
يقول أحد الأطباء العاملين في بريطانيا: "كنت أعجب من أحد الشيوخ المرضى، الذين كنت أقوم بعلاجهم في أحد المستشفيات التي كنت أعمل فيها، في إحدى ضواحي مدينة لندن، فقد كان الرجل لا يمل من الكلام عن ابنه البار الذي ليس له نظير في عالم اليوم.
ولم أر ابنه يزوره أبداً، فسألته عن ولده، أمسافر هو؟! فأجاب لا، إنه موجود، ولكنه لا يأتي لزيارتي إلا يوم الأحد، فقد عودني ذلك منذ سنين عديدة.
تصور يا دكتور! كان يأتيني كل يوم أحد حاملاً معه باقة من الورود، ونذهب سوياً لنضعها على قبر أمه.
ولما سألته: هل ينفق عليه؟! قال: لا أحد ينفق على أحد في هذه البلاد.
إنني أستلم كذا من الجنيهات، من الضمان الاجتماعي، وهي لا تكاد تكفيني للقوت والتدفئة، ولكن هل هناك أحد في الدنيا مثل ولدي، الذي يزورني كل يوم أحد منذ سنوات؟!
يقول الدكتور: وما أحببت أن أصدم الأب المسكين، وأقول له: إن الإسلام يعتبر ولده عاقاً، إلا أن المستوى الأخلاقي الهابط، وشيوع العقوق، وغلبة الغدر بدلاً من الوفاء، كل ذلك يجعل مجرد زيارة الولد لأبيه مرة في الأسبوع قمة في البر والصلة.
هذه الحضارة الوافدة من ديار الغرب، أو من ديار الشرق الشيوعي "أو البوذي والهندوسي" ربما جعل بعض المفتونين بها، ينعقون بمعطياتها، ويتناسون التعاليم السامية في ديننا وتراثنا وقيمنا العريقة، ويقعون في عقوق أثيم، وجحود قبيح.
فالحمدلله الذي أنعم علينا بهذا الدين، الذي يجعل مجرد التأفف من الوالدين عقوقاً وجحوداً:
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما 23 واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب \ارحمهما كما ربياني صغيرا 24 {الإسراء: 23، 24}
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 0:39
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على المتابعة والافادة
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما 23 واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب \ارحمهما كما ربياني صغيرا 24 {الإسراء: 23، 24}
جزاك الله كل خير على المتابعة والافادة
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما 23 واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب \ارحمهما كما ربياني صغيرا 24 {الإسراء: 23، 24}
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 2:08
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 2:55
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 15:51
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 20:21
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأربعاء 11 سبتمبر 2013 - 17:21
موضوع رائع ومفبد للغاية
شكراً جزيلا
شكراً جزيلا
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الخميس 12 سبتمبر 2013 - 2:36
جزاكم الله خيرا عما تقومون به
من مجهود خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود خدمتا لرواد المنتدى
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
السبت 14 سبتمبر 2013 - 2:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا
ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا
ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
السبت 14 سبتمبر 2013 - 4:41
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 4:18
الســــلام عليكم
موضوع في القمة
مميز بطرحك و إيصالك الفكرة
و الإفادة
تحياتي
مميز بطرحك و إيصالك الفكرة
و الإفادة
تحياتي
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 19:03
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
مشاركة قيمة ومميزة لاحرمك الله اجرها وثوابها
وجعل ما نقلت وكتبت في موازين حسناتك
و بارك الله فيك.
مشاركة قيمة ومميزة لاحرمك الله اجرها وثوابها
وجعل ما نقلت وكتبت في موازين حسناتك
و بارك الله فيك.
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأربعاء 18 سبتمبر 2013 - 4:21
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- FIFIعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16502
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 23 سبتمبر 2013 - 18:07
_########### #######__ _______** ##*______
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 23 سبتمبر 2013 - 21:22
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الخميس 26 سبتمبر 2013 - 13:21
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأحد 29 سبتمبر 2013 - 1:49
تسلم على مجهودك الرائع
واصل دوما
تحياتى لك
واصل دوما
تحياتى لك
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الثلاثاء 1 أكتوبر 2013 - 5:11
- barresyعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2827
تاريخ التسجيل : 09/03/2011
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الجمعة 4 أكتوبر 2013 - 20:31
موضوع رائع وطرح قيم
غفر الله لنا ولكم ذنوبكم
مشكور
- المشاكسةعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 772
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأحد 6 أكتوبر 2013 - 16:22
جازاك الله خيرا وبورك فيك
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الأحد 6 أكتوبر 2013 - 16:38
مجهود كبير وممتاز تشكر عليه
- Ibrahimovishعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3820
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الإثنين 7 أكتوبر 2013 - 1:33
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقكم الله
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقكم الله
- البغداديعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 967
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
الجمعة 11 أكتوبر 2013 - 18:46
جزاك الله خير الجزاء وأحسن إليك.
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
السبت 12 أكتوبر 2013 - 0:36
مجهود أكثر من رائع
بموضوع يثلج الصدر
بموضوع يثلج الصدر
- حنافـــــــيعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 09/02/2012
رد: بر الوالدين بين تعاليم الإسلام وحضارة الغرب الماديه
السبت 12 أكتوبر 2013 - 12:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى