افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
+39
Sahtout
حسن
Tomzil yahya
Bonaparte2
MATMOUR-Dz
Oussama
ياسين
الشيخ-سعدان
donkichot
أبو زكرياء
شاكر الله
chiguivara_dz
عبد الخالق الطريس
فاطمة
نهرو
KingSoft
دادي
FOR4ever
baba2
محب الله
البغدادي
tarzan
سراج_الدين
FIFI
TOTO
اعويطة
K1sayda
Bastos
عربي
mahmoudi_ma
JABAdor
ZIDANE
Kojack
ABBASSE
FLAT
PRINCESSA
مصطفى
Admin
ام بدر
43 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 15:11
الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
كدنا
في أيامنا هذه أن ننسى ، أو نتجاهل دور العرب المسلمين في صناعة العلم
والمعرفة ، وذلك عندما نتحدث عن أي موضوع علمي ؛ فإننا ننسب اكتشافه للغرب ،
الغرب الذي سرق الكثير من المعرفة العربية ونسبها لنفسه ، منكراً شمس
العرب التي سطعت عليه ،و أنارت له درب الحقيقة و المعرفة ، ومهدت له القيام
باكتشافات العصر ؛ فضاع فضل العرب والمسلمين له وللعالم أجمع .
إن
العلماء لا يستطيعوا اكتشاف كل ما يتعلق بعلم معين دفعة واحدة ؛ إنما
يكون ذلك بالتدريج ؛ فالعلم في نمو مستمر لا ينتهي ، ولكل عالم يبحث فيه
دوره ؛ الذي يرتكز عليه من يأتي بعده ؛ ليكمل بناء صرح العلم الإنساني ،
والعرب كغيرهم من البشر لم يكونوا ليتوصلوا إلى ما وجدوه ، و ما صنعوه
لولا إطلاعهم على معرفة وإنجازات الأمم الخالية عن طريق ترجمتهم لآثارها ،
وكذلك علماء الغرب ما كانوا ليضعوا النظريات لولا إطلاعهم على معرفة
الأمم ؛ وخاصة العرب و نتاجهم العلمي الغزير ، فنيوتن وغيره ما كانوا
ليكونوا لو كانوا في عصر الخوارزمي و بن الهيثم .
لقد
رأيت ، ومن منطلق أني أدرس الرياضيات ؛ أن أكتب بحثي هذا ؛ لأعرض جزءاً
يسيراً من التراث العربي في الرياضيات ، فتراث العرب في هذا المجال واسع ،
وللأسف لا نستطيع أن نعطيه حقه في هذا المقام ؛ فجمعه يحتاج إلى عمل شاق
مضني ؛ حيث أنه موزع في شتات الكتب والمراجع والمخطوطات القديمة النادرة
الغير متوفرة في متناول اليد ، وقد بذلت جهدي في البحث عن بعض الكتب ،
والمراجع المعنية في هذا المجال ، فوقعت يدي على عدد يسير منها ، وخاب أملي
في إيجاد الكثير منها.
لم
يكن للعرب قبل الإسلام مؤلفات رياضية ، فقد كانت معرفتهم تقتصر على
الحسابات الأساسية ، وقد ضمَّن نفر قليل منهم مسائل حسابية في شعرهم ، ومن
أمثلة ذلك قول زرقاء اليمامة عندما رأت سرباً من الحمام ؛ فرغبت التعبير
عن عددها شعراً :
ليت الحمامَ ليَه = ونصفهُ قدِيـــــَهْ
إلى حمامتيــــــهِ = صارَ الحمامُ مِيَهْ
"والمعنى
المقصود من هذين البيتين ، أنه إذا أضيف إلى هذا السرب نصفه ، وحمامة
واحدة لكان حاصل الجمع مائه ، فإذا أخذت الحمامة كان الباقي تسعاً
وتسعين"(1) . وقد استمر هذا الوضع بعد ظهور الإسلام ، وقيام الدولة ؛ حتى
اتسعت هذه الدولة ، وزادت مواردها ، فاشتدت الحاجة إلى الأعداد والحساب ؛
لتنظيم شؤونها المالية والاقتصادية ، لذلك رجع العرب إلى آثار الإغريق
ليأخذوا عنهم النظريات والطرق الرياضية ، ولكن رياضيات الإغريق لم تسد
حاجاتهم ، فتوجهوا إلى الهنود حيث اطلعوا على منجزاتهم ، ومن ثم انطلقوا
للبدء ببناء صرحهم الرياضي الخاص بهم ، فأبدعوا وأظهروا من الإتقان ،
والمعرفة ما لم يكن أحد ليفكر حتى في أحلامه أن العرب سيحققوه ، وأنهم
سيطوروا الرياضيات ، ويصلوا فيها إلى درجات عالية من التقدم ، فالعرب حملوا
عبء تطويرها لقرون من الزمن ؛ فنقلوا بذلك العالم نقلة نوعية متميزة ،
ووضعوه على طريق التقدم وبناء الحضارة و المدنية ، فكانوا نعم العلماء
المخلصين للعلم والبشرية.
سنتناول الآن تباعاً منجزات العرب في الرياضيات بدءاً من الجبر انتهاء بعلم الهندسة.
العربُ والجـــــبر
يعتبر
العرب أول من ألف في الجبر ، وأولهم " محمد بن موسى الخوارزمي " مؤلف
كتاب " الجبر والمقابلة " ؛ حيث كان أول من ارتقى بهذا الفرع من الرياضيات
إلى درجة العلم ، وقد أبدع " الخوارزمي" ومن أتى بعده من علماء العرب في
هذا العلم حيث أضافوا عليه الكثير ، وقد انتقل اللفظ إلى اللغات الغربية
فكان "Algebra" .
لقد
تعرض العلماء العرب لحل المعادلات من الدرجة الأولى ، والثانية ،
والثالثة ، وحالات خاصة من الدرجة الرابعة ، وقد استعملوا الحروف الأبجدية
للتعبير عن المقادير المجهولة ، وبحثوا في نظرية ذات الحدين ، ويظن
الكثير من المؤرخين أن العرب مهدوا في أبحاثهم إلى اكتشاف اللوغاريتمات ؛
حيث وضع "سنان ابن الفتح الحراني " كتاباً في الجمع والتفريق ؛ شرح فيه
الطريقة لإجراء عمليات الضرب ، والقسمة بوساطة الجمع ، والطرح ، وقد مهد
لاكتشاف اللوغاريتمات أيضاً "بن حمزة " في أبحاثه المتعلقة بالمتواليات
العددية والهندسية ، وهذا يثبت وجود هذه الفكرة عند العرب قبل " نايبير " و
"بورجي" ، واستعمل العرب الجبر في حل المسائل الهندسية كما يظهر عند "
الخوارزمي " ، وقد اكتشف العرب النظرية القائلة : ( أن مجموع مكعبين لا
يكون عدداً مكعباً) ، واشتغل العرب في نظريات المجاميع ؛ حيث أوجدوا صيغاً
لإيجاد مجموع الأعداد الطبيعية التي عددها (ن) ، وكذلك مجموع مربعات
الأعداد الطبيعية التي عددها (ن) ؛ حتى أن " الكاشي " أوجد صيغة لإيجاد
مجموع الإعداد الطبيعية المرفوعة للقوة الرابعة.
اهتم
العرب بــإيجاد الجذور الصماء ، حيث أطلق " الخوارزمي " ( أصم ) على
العدد الذي لا جذر له ، وقد وجد العرب طرقاً لإيجاد القيم التقريبية لجذور
الأعداد الصماء ، والعرب مهدوا لإيجاد علم التفاضل والتكامل ، ولا يستطيع
أحد إنكار أهمية هذا العلم في الاكتشاف
والاختراع
، وأثره على الكيمياء والفيزياء وغيرها ؛ فلولاه لما كان بالإمكان
الاستفادة من قوانين الطبيعة ، واستغلالها لخير الإنسان ورخاءه ، ويظهر ذلك
في إيجاد "ثابت بن قره " لحجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول
محوره ، وهذا يعتبر تطبيق لعلم التكامل ؛ حيث إيجاد حجوم الأجسام
الدورانية ، إن كل هذه الطرق والبحوث لخير دليل على قوة الفكر ، وسعة
العقل والوقوف التام على الجبر عند العرب .
الشعرُ و الجبر
لقد
ارتبط العرب منذ الأزل بالشعر ؛ فهو صنعتهم الأولى ، وقد تناول العرب في
شعرهم الكثير من جوانب الحياة ، و قد وُجد الرياضيون الشعراء ، أو قد نقول
: الشعراء الرياضيون ، ومن هؤلاء " الخيّام " صاحب رباعيات الخيّام ،
والذي كان شاعراً ومؤلفاً في الفلك والرياضيات ، وهناك " ابن الهائم "
صاحب "رسالة التحفة القدسية" وهي منظومة في حساب الفرائض ، كما أن له
رسالة مكونة من 52 بيت من الشعر في الجبر ، ومنهم أيضاً " ابن الياسمين "
الذي نظم أرجوزة شعرية تعرض فيها لمقدمات للعدد الصحيح ، وأبواب في الجمع
والطرح والضرب والقسمة ، وحل العدد إلى أصوله ، ثم تعرض في باب الجبر إلى
جبر الكسور ، والحط ـ وهو عكس جبر الكسور ـ ، والصرف ، وطرق استخراج
المجهولات ، وأخيراً ينتقل إلى الجبر والمقابلة ، وهو أهم أبواب الأرجوزة
وأنفسها ؛ حيث جاء فيها :
فالمـــال كـــل عـدد مـربــع وجذره واحـد تلك الأضلع
علــــى ثـلا ثــة يـدور الجـبر المـــال والأعـداد ثم الجـذر
والعـدد المطلـق مالم ينســب للمال أو الجذر فافهم تصب
والجذر والشيء بمعنى واحد كالقول في لفظ أب و والـد
وجاء في بيانه للمعادلات وأقسامها :
فتلك ست نصفها مركبـــة ونصفــها بسيطـــة مرتبـــة
أولهـا في الاصطلاح جاري أن تعدل الأموال بالأجذار
وإن تكن عادلت الأعدادا فهــــي تليها فافـــهم المرادا
وإن تعادل بالـجذور عددا فتلك تتلوها علـى ما حددا
وجاء في بيان كيفية حل تلك الأقسام
واعلم هداك ربنــا أن العـدد في أول المركبـــــــــات انفرد
ووحدوا أيضاً جذور الثانيــة وأفردوا أموالــــــهم في التالية
فربــــع النصف من الأشيـاء واحمل على الأعــــداد باعتناء
وخذ من الذي تناهى جـذره ثم انقص التصنيف تفهم سره
فما بقي فذاك جذر المـــــال وهذه رابعة الأحــــــــــــوال
وهذه الأبيات تدل على الإلمام بالشعر والرياضيات ؛ وإلا لما استطاع أن يكتب هذه الأرجوزة بلغة سلسة معبرة .
العربُ والحساب
شاع
بين العرب قديمـًا نظام الترقيم على حساب الجمل الذي لم يكن له قيمة
عملية ذات فائدة مرجوة ، فتركه العرب بعد إطلاعهم على حساب الهنود ،
فأخذوا عنهم نظام الترقيم ، إذ أنهم وجدوه أفضل ما وقعت عليه أيديهم من
نظم الترقيم ، حيث أن الهنود فاقوا غيرهم في هذا المجال ، ولكن العرب لم
يكونوا مجرد ناقلين ، فقد انتقوا الرموز التي تناسبهم من مئات الرموز
المستخدمة في الهند ، و خلصوا إلى مجموعتين من الأرقام : الأرقام الهندية ،
والتي استخدمت في المشرق العربي ، و الأرقام الغبارية أو العربية ، والتي
شاع استخدامها في المغرب العربي ، ومنه انتقلت إلى الغرب ، ويرى بعض
المؤرخين أن هذه الأرقام تشبه أشكال بعض الأحرف العربية ، وقد جمعها أحدهم
بقوله في الأبيات التالية :
ألف وحاء ثم حج بعـــــدهعين وبعد العين عو ترســـــــــم
هــاء وبعد الهاء شكل ظاهـــر يبـدو كمخطاف إذا هو يرقم
صفران ثامنها وقد ضما معــاُ والواو تاسعها بذلك تختـــم
وقد
وفرت هذه الأرقام سهولة التعامل مع العمليات الحسابية ، فالغرب و بعض
الأمم السابقة استخدموا أرقاماً يصعب التعامل معها ، لذا كان البديل
بالأرقام العربية الجديدة جيداً لميزاته الحسنة العديدة.
لعل من أهم منجزات العرب هو استخدام الصفر ، و الصفر في اللغة هو التعبير عن الفراغ ، حيث يقول حاتم :
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني وأن يدي مما بخلت صفر
والصفر
في الأصل عند الهنود "سونيا " ، وهي دائرة صغيرة قد طمست في الأرقام
الهندية إلى نقطة ، وبقيت كما هي مع بعض التحوير في الأرقام العربية ، وقد
أثبت الصفر قدرته في حل المسائل الحسابية الطويلة ؛ مبرهناً أنه لم يكن
اختراع أحمق كما ظن مدعو العلم من الغرب.
لقد
أضاف العرب أيضاً إلى الحساب طريقة استخدام النظام العشري ، حيث يأخذ كل
رقم قيمتين : الأولى قيمته العددية الأصلية و الثانية قيمته التي ترجع إلى
موقعه في الرقم ، حيث يكون في خانة الآحاد أو العشرات أو المئات .... ،
ومع أنه لم يستطع أحد الجزم بأن العرب استعملوا الفاصلة العشرية إلا أنهم
استخدموا الكسر العشري ، وعرفوا مزاياه ، حيث عرض الكاشي النسبة التقريبية
(ط) على شكل ( 145965358987 3 صحيح ) ، ولقد قسم العرب الحساب العملي إلى
: "الغباري" وهو ما يحتاج استعماله إلى أدوات كالقلم والورق ، و"الهوائي"
وهو الذي لا يحتاج إلى استخدام أدوات ، وهكذا فالعرب كانوا سباقين في
تطوير الحساب وخاصة الأرقام ، ولو قدر لأحد علماء الإغريق بالعودة للحياة ،
ورأى سرعتنا وإتقاننا في العمليات الحسابية لوقف طويلاً منبهراً
ومفتوناً.
العربُ والهندسة:
لقد
غطى الإغريق معظم المواضيع والأفكار المتعلقة بالهندسة المستوية ، فلم
يتركوا للمستزيد في هذا المجال شيئاً يذكر ، وهكذا عند قيام النهضة العلمية
عند العرب رجعوا إلى ترجمة كتاب إقليدس في الهندسة الذي وضع فيه نظرياته ،
وسموه " كتاب الأصول " أو " كتاب الأركان" ، ونسخة هذا الكتاب اختلفت
باختلاف مؤلفه ، زد على ذلك فقد ألف العرب كتباً على نسقه حيث أدخلوا فيها
مسائل تطبيقية جديدة لم يعرفها السابقون .
لقد
غطى العرب في دراساتهم و أبحاثهم الهندسية مواضيع شتى ، فقد بحثوا في
التحليل الهندسي ، وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، ورسموا
المضلعات المنتظمة ؛ وحاولوا ربط كل منها بمعادلة أو معادلات جبرية ،
واشتغلوا في علم تسطيح الكرة ؛ حيث يطبق هذا العلم في مجال عمل وصناعة
الخرائط ، وقد بحثوا في إيجاد حجوم ومساحات المجسمات ، والأشكال الهندسية ،
وخلصوا إلى إيجاد معادلات جبرية تبين كيفية ذلك ، وقد حاول العرب حل
المعادلات الجبرية من الدرجات المختلفة بطرق هندسية ؛ ونجحوا في حل بعضها ،
وقد قسم العرب الهندسة إلى حسية و عقلية ، فكانت الحسية التي تتعلق
بالأمور العملية في الهندسة ، وكانت العقلية تطلق على الهندسة النظرية .
إن
القرآن الكريم كتاب هداية في الأصل ، ولكنه تضمن إشارات كلية عن الكون
والإنسان والحياة ، وعندما استجاب علماء المسلمين إلى هذا النداء الرباني ؛
صاروا أساتذة العلم في عصرهم ، وأقاموا حضارة راقية لم تعدلها واحدة في
زمنها ، والرياضيات كأحد مرتكزات هذه الحضارة ، فقد برع فيها العرب ، فكان
منهم الخوارزمي و الكاشي و ثابت بن قره و ابن حمزة وابن الهيثم و الحراني و
بن الياسمين و غيرهم كثيرون ، فقدموا للإنسانية روائع النظريات التي كانت
الأساس المتين الذي يرتكز عليه ، فقد ارتقوا بالجبر إلى درجة العلم ،
وصاغوا فيه النظريات المبرهنة ، ومنهم من كتب فيه شعراً ، و العرب هم الذين
خلصوا إلى الأرقام المستخدمة في شرقي العالم وغربه ، ولم يتركوا الهندسة ؛
و إنما عالجوا العديد من المواضيع فيها ، وخاصة الهندسة العملية ، فهم لم
يكونوا مجرد ناقلين كما يدعي البعض خطئاً ، فهم كانوا أصاحب فكر ، حيث
زادوا ونقحوا واخترعوا ، فهم لم يكونوا بعالة في وجودهم على وجه البسيطة ،
بل أنهم استحقوا الحياة لجدهم واجتهادهم ، ومن منطلق دينهم ودنياهم.
لقد
استفاد من العرب الغرب خاصة ، وأقام على أطلال حضارتهم المزدهرة بالعلم
والمعرفة صرحه الحضاري ، وبنى عليها نظرياته وطور فكره العلمي ، فصار منارة
للعلم بعدما كان في ظلام دامس من الجهل والتخلف ، فكان النقيض فالعرب
الذين كانوا ما بقوا منارة له ، ولذلك يجب علينا الفخر بماضينا المتمثل
بأجدادنا العرب و منجزاتهم ، فالذي لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل ،
ولكن أيضاً علينا ألا ننسى أنفسنا ، ونظل نحلم بماضينا المجيد ، بل يجب أن
نسعى لتعويض ما فاتنا ، والتطلع إلى ما هو أحسن ، فلا نفقد ثقتنا بأنفسنا ،
و لا نشك بقدرتنا على الاختراع و لإبداع .
ليس
جديداً القول ان العرب بعد ان استقر لهم الأمر في البلاد التي فتحوها،
وانتظمت احوال دولتهم الواسعة، انكبوا علي تحصيل العلم، بدافع ديني جعل طلب
العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة، فأخذوا يبحثون عن العلوم التي كانت
معروفة في العالم القديم، ويهتمون بجمعها بمختلف الطرق والوسائل، فحصلوا
علي كمية كبيرة من مؤلفات اليونان والسريان والفرس والهنود وغيرهم وترجموها
الي لغتهم.
أقبل
العرب علي دراسة ما تُرجم من العلوم والفنون وأخذوا يرتبونها ويهذبونها،
ويحذفون ما لا يستسيغه العقل ويتقبله، وصاروا يضيفون الشيء الكثير إليها
من بحوثهم وتجاربهم، فانصهرت كل تلك العلوم في بوتقة عربية مشرقية
اسلامية، وانتشرت في اطراف المعمورة.
بدأت
بواكير الحركة العلمية تظهر في دنيا العرب عندما تبني هذه الحركة الخلفاء
والأمراء والحكام. وظهرت آثارها في مختلف صنوف العلوم والمعارف، فكان
العصر الأموي بداية الشعاع الأول حين عني خالد بن يزيد بن معاوية في اخراج
كتب القدامي في الكيمياء، فهو اول من ترجمت له كتب الطب والنجوم، التي
كانت معروفة في مدرسة الاسكندرية وله رسالة في الكيمياء تُرجمت الي
اللاتينية واعتمدت كإحدي الكتب التي تدرّس في الغرب في نهاية القرن الثالث
عشر.
واستطاع
العلماء العرب في العراق من استيعاب علوم العرب الأولين، وما وصل اليهم
من حضارة سومر وبابل وآشور والاغريق، وطوروها وزادوا عليها. وابتكروا
واكتشفوا نتائج جديدة لم يسبقهم إليها غيرهم، فكانت البداية الحقيقية للبحث
العلمي في عصر أبي جعفر المنصور وعلي يديه، ثم استمرت الحركة وازدادت
تباعاً تحت حكم خلفائه، فبلغت قمة ازدهارها في العصر العباسي الأول في
الشرق. وفي الغرب (الأندلس) كان ابناء اوروبا يؤمّون مدارس العرب للاطلاع
علي العلوم والمعارف. فكانت الحضارة الأوروبية وليدة اتصال اهل الغرب
بالعرب شرقاً وغرباً. وسنتناول بإيجاز طبيعة منجزات العرب في مختلف العلوم،
وعلاقة ذلك بالنهضة الأوروبية والفكر الغربي.
كانت
العلوم عند العرب علوماً اصيلة وعلوماً دخيلة، فالعلوم الأصيلة هي العلوم
التي كانت معروفة عندهم قبل الاسلام، كعلوم اللغة والتاريخ والفراسة
والتنجيم، اما العلوم الدخيلة فهي علوم لم تكن موجودة عندهم في الجاهلية،
بل دخلت عليهم بعد الاسلام، وهي معظم العلوم العقلية.
وهذه تنقسم الي اربعة اقسام: المنطق، والعلم الطبيعي، وعلوم الرياضيات والطبيعيات.
علم الاعداد:
منذ
الجاهلية وحتي العصر العباسي كان العرب يدوّنون الأعداد والكمّيات
بالكلمات لا بالرموز، فيقال (اربعمئة وأربعة دنانير) مثلاً، وبعضهم كتب هذا
العدد بالأحرف الهجائية فيكتب (تد)، التاء تساوي 004 والدال تساوي 4.
ترك
العرب هذه الطريقة واستعاضوا عنها بنظام الترقيم بعد توحيد الأرقام
وتهذيبها، واستخدموها في المسائل الحسابية جاعلين الصفر دالاً علي الجزء
الخالي في العدد وابتكروا الخانات. وهكذا باستخدام الارقام والصفر هان
عليهم حل المسائل الحسابية وتدوين الكسور العادية والعشرية، وأمكن بناء
المعادلات.
أخذ
اهل الغرب الأرقام والصفر من العرب بعد ان انتشر استعمالها في الأندلس
والمغرب العربي، ومنها انتقلت الي اوروبا وعرفت باسم الارقام العربية.
ومن اشهر علماء العرب في الحساب:
1-
الكاشي وهو غياث الدين جمشيد واضع كتاب مفتاح الحساب ، وفيه بحوث في
العلوم الرياضية: في الارقام والأعداد والحساب والجبر والمساحة والمثلّثات
والفلك والفيزياء.
2- الخوارزمي وهو ابو عبدالله محمد بن موسي الذي يرجع الفضل له في نقل
الارقام واستعمالها، وكان كتابه في الحساب الأول من نوعه من حيث الترتيب
والتبويب والمادة. ونقل الي اللاتينية، وظل مرجعاً للعلماء الحاسبين، كما
بقي علم الحساب نفسه قروناً معروفاً باسم (الغوريثمي) عند الأوروبيين نسبة
الي العالم العربي الخوارزمي.
وللعرب الفضل في وضع أسس صنع جداول اللوغاريثمات التي تستخدم الآن في تسهيل
العمل في المسائل المتضمنة اعداداً كبيرة بأن تجعل عملية الجمع والطرح في
هذه المسائل تقوم مقام عملية الضرب والقسمة.
علم الجبر:
اشتغل
الأقدمون بهذا العلم ولكنه لم يصبح علماً إلا بعد ان وضع العرب قواعده.
فبالجبر يستخرج العدد المجهول من العدد المعلوم، والفضل في وضع قواعد هذا
العلم يعود الي العالم الشهير محمد بن موسي الخوارزمي الذي عاش في القرن
التاسع الميلادي. وهو واضع كتاب الجبر والمقابلة ، ثم انتقل هذا العلم الي
الغرب بلفظه العربي فصار يعرف بـ ألجبرا بالانكليزية و ألجبر بالفرنسية.
ومن العلماء الذين اشتغلوا في علم الجبر: ابو الوفاء البوزجاني الذي شرح
كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي شرحين جديدين. وقام الشاعر والرياضي عمر
الخيام بتصنيف المعادلات الجبرية بحسب درجاتها وبحسب عدد الجذور التي فيها،
كما انه حل المعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة بواسطة قطع المخروط،
وهذا ارقي ما وصل اليه العرب في الجبر بل ارقي ما وصل اليه علماء الرياضيات
في حل المعادلات حاضراً. ومن اشهر علماء الرياضيات بعد الخوارزمي قسطا بن
لوقا وبهاء الدين العاملي وثابت بن قرة وابن الهيثم وغيرهم.
والعرب هم الذين استخدموا الهندسة لحل بعض المسائل الجبرية وبذلك وضعوا أسس الهندسة التحليلية، كما مهّدوا لعلم التكامل والتفاضل.
علم الهندسة:
أقبل
العرب علي ترجمة كتاب الأصول لاقليدس، وهو أبسط ما وضع للمتعلمين في علم
الهندسة، وأول ترجمة لهذا الكتاب كانت في زمن الخليفة المــنصور. وزاد
العرب علي نظرياته، وألّفوا كـــتباً علي نسقه، وأدخـــلوا تمارين جديدة.
وتنبّه
نصير الدين الطوسي الي نقص كتاب اقليدس في المتوازيات، فحاول البرهنة
عليها في كتابه تحرير اصول اقليدس ، وكذلك في رسالته الشافية .
قسم
العرب الهندسة الي نوعين: عقلية وحسّية. فالحسّية معروفة المقادير وهي ما
يُري بالبصر ويُدرك باللمس، والعقلية ما يُعرب ويُفهم، وان النظر في
الهندسة الحسّية يؤدي الي الحذف في العلوم كلها، وخصوصاً في المساحة. اما
الهندسة العقلية فتؤدي الي معرفة جوهر النفس التي هي جذر العلوم وعنصر
الحكمة.
وضع ابن
الهيثم كتاباً في الهندسة جمع فيه الأصول الهندسية والعددية من كتاب
اقليدس وأبولونيوس، ونوّع فيه الأصول وقسمها، وبرهن عليها ببراهين نظمها من
الأمور التعليمية والمنطقية، وقد رتب في هذا الكتاب النظريات، وبرهن
عليها ببراهين متتابعة. وقد أتي ابن الهيثم علي مسائل أدّت الي استعمال
الهندسة في مسائل البصريات والتي يحتاج حلها الي إلمام بالهندسة والجبر،
وبراعة في استعمال نظرياتهما وقوانينهما، واستعمل ابن الهيثم الهندسة
بنوعيها المستوية والمجسّمة في بحوث الضوء، وتعيين نقطة الانعكاس في
المرايا الكروية والاسطوانية والمخروطية.
ووضع
البيروني مؤلفات فيها نظريات هندسية وطرق البرهنة عليها، وهي طرق فيها
ابتكار وعمق تختلف عما ألّفه فلاسفة ورياضيو اليونان، مثل رسالة استخراج
الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، ووضع برهاناً جديداً لمساحة
المثلث بدلالة اضلاعه، وهو غير البرهان الذي اتي به هيرون من رياضيي جامعة
الاسكندرية. ويعترف العالم سميث في كتابه تاريخ الرياضيات بأن البيروني
كان ألمع علماء عصره في الرياضيات، وهو من الذين بحثوا في تقسيم الزاوية
الي ثلاثة اقسام متساوية، كما انه يعتبر واضع أصول الرسم علي سطح الكرة.
ان
اعظم افضال العرب علي الهندسة القديمة انهم اهتموا بها وحفظوها من الضياع
وناولوها للأوروبيين في زمن باكر جداً. فقد اخذ الأوروبيون الهندسة
اليونانية من العرب ثم نقلوها الي اللاتينية، وظلوا يتدارسونها حتي عثروا
علي مخطط من كتاب اقليدس باليونانية في القرن السادس عشر (3851م).
علم المثلّثات:
عُرف
علم المثلّثات عند العرب بعلم الأنساب لأنه يقوم علي الأوجه المختلفة
الناشئة من النسبة بين اضلاع المثلث، ويعتبر هذا العلم علماً عربياً كما
اعتبرت الهندسة علماً اغريقياً. وللبوزجاني ونصير الدين الطوني والبيروني
وأبي جعفر الخازن الفضل في وضع قواعد هذا العلم، ولجابر بن افلج والتبريزي
الفضل في معرفة القاعدة الاساسية لعمل الجداول الرياضية والمثلثات
الكروية.
لم تقف جهود العرب عند دراسة المثلّثات المستوية بل تناولت المثلّثات
الكروية لصلتها الوثيقة بعلم الفلك، واستعمل العرب الجيب بدلاً من وتر ضعف
القوس الذي كان يستعمله علماء اليونان، ولهذا اهمية كبري في تسهيل حلول
الأعمال الرياضية. والعرب اول من أدخل المماس في عداد النسب المثلثية، كما
انهم توصلوا الي اثبات: ان نسبة جيوب الاضلاع بعضها الي بعض كنسبة جيوب
الزوايا الموترة بتلك الأضلاع بعضها الي بعض في اي مثلث كروي.
وتوصل
العرب ايضاً الي معرفة القاعدة الاساسية لمساحة المثلّثات الكروية وعملوا
الجداول الرياضية للجيب، والغربيون مدينون لهم بطريقة حساب الجيب (دقيقة)
حيث تتفق النتائج فيها الي ثمانية ارقام عشرية مع القيمة الحقيقية لذلك
الجيب.
وقد اطلع
العلماء الغربيون، في القرن الحادي عشر للميلاد، علي مآثر العرب في
المثلثات ونقلوها الي لغتهم، ولعل اول من ادخلها وألّف فيها وفي غيرها من
العلوم الرياضية العالِم ريجيو مونتانوس، وكان أهم ما ألّف كتاب المثلّثات
معتمداً علي كتب العرب ككتاب شكل القطائع لنصير الدين الطوسي. هذا ولا
يخفي ما لعلم المثلّثات من اثر في الاختراعات والاكتشافات وفي تسهيل كثير
من البحوث الطبيعية والهندسة الصناعية.
علم الفلك:
كان
سكان وادي الرافدين من اقدم الشعوب التي اهتمت برصد الكواكب والنجوم،
فربطوا ايام الاسبوع بالكواكب الخمسة: عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري
وزحل. وفي زمن البابليين استقرت اسماء الأبراج الإثني عشر علي ما نعرفه
اليوم: برج الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الخ...
وخرج اليونان بهذا العلم من نطاق التخيل الي نطاق العلم الصحيح، ومن اهم
علماء الفلك اليونانيين أرسطارخوس وأبرخس الذي حسب السنة الشمسية فكانت 563
يوماً و5 ساعات و55 دقيقة و21 ثانية. ومن أشهر العلماء في الفلك وأشدهم
تأثيراً في الشرق والغرب العالِم بطليموس الذي نشأ في الاسكندرية. فكان
عالماً في الرياضيات والفلك والجغرافيا والعلوم الطبيعية.
ولما كانت بعض الأمور الدينية تستلزم معرفة اوقات الصلاة التي تختلف بحسب
المواقع والعرض الجغرافي وحركة الشمس في الأبراج، وأحوال الشفق، وهلال
رمضان، أضف الي ذلك شغف الناس بالتنجيم، كل ذلك أدي الي الاهتمام بعلم
الفلك، وحدي بالعرب والمسلمين الي دراسة اعمال الاغريق والكلدان والسريان
والفرس والهنود، وترجمتها الي العربية، والقيام ببعض الأرصاد الفلكية.
وعندما
ازداد اهتمام الخلفاء العباسيين بعلم الفلك، أمر المنصور أبا يحيي
البطريق بنقل كتاب الأربعة مقالات لبطليموس في علم احكام النجوم الي
العربية، كما نقلت كتب اخري هندسية وطبيعية ارسل المنصور في طلبها من ملك
الروم، وصححوا كثيراً من اغلاطها وأضافوا إليها. وفي زمن المهدي والرشيد
اشتهر علماء كثيرون في الأرصاد أمثال: ما شاء الله الذي ألّف في الاسطرلاب
ودوائره النحاسية، والعالم احمد بن محمد النهاوندي. اما في زمن المأمون
فقد ألّف يحيي بن ابي منصور جدولاً فلكياً. وقد ظهر علماء كثيرون في علم
الفلك كان لهم الفضل في تقدم علم الفلك مثل: ثابت بن قرة والمهاني والبلخي
وحنين بن اسحق والعبادي والبستاني وغيرهم.
وبعد
ان نقل علماء العرب المؤلفات الفلكية للأمم التي سبقتهم الي العربية لم
يقفوا عند حد النظريات بل خرجوا الي العمليات والرصد، فقد وضع العرب
ازياجاً وجداول فلكية كثيرة. فعلم الأزياج صناعة حسابية مبنية علي قوانين
رياضية في ما يخص كل كوكب من طريق حركته.
كما وضع العرب اسماء كثيرة من النجوم والكواكب، وان معظم المصطلحات الفلكية
نقلها الغربيون من العرب، وقد اشتهرت ارصاد العرب بالدقة، واعتمد عليها
علماء أوروبا في عصر النهضة وما بعده في بحوثهم الفلكية.
واعترف
الغربيون ان العرب أتقنوا صناعة الآلات الفلكية التي من اشهرها
الاسطرلابات وهي علي انواع منها: التام والمسطح والهلالي والزورقي والعقربي
والآسي والقوسي والجنوبي والشمالي والمتسطح وعصا الطوسي، وهناك الاسطرلاب
الكروي الذي يقيس ارتفاع الكواكب عن الأفق وتعيين الزمن، كما يستعمل في
حل كثير من المسائل الفلكية. ويقال ان محمد بن ابراهيم الغزاري، اول فلكي
كبير في الاسلام، هو اول من صنع الاسطرلاب من العرب وأنه اول من ألّف فيه
كتاباً سمّاه: العمل بالاسطرلاب المسطح .
وبني
العرب مراصد فلكية عدة في مختلف الأماكن، منها مرصد في دمشق أمر المأمون
في بنائه فوق جبل قاسيون، ومرصد آخر في الشماسية في بغداد، وأنشأت في مدة
خلافته وبعد وفاته مراصد عدة منها: مرصد بني موسي في بغداد علي طرف الجسر،
ومرصد بناه شرف الدولة في بستان دار المملكة في بغداد.
علم الفيزياء:
ثبت
ان اكتشافات العرب في علم الفيزياء ليست اقل اهمية منها في علم الرياضيات
وعلم الفلك، فكانت معارفهم في الفيزياء النظرية والعملية، لا سيما في
البصريات والموازين وغيرها، علي جانب عظيم من الدقة والاتقان مما يدل علي
مقدار فضلهم في هذا العلم. وهناك عدد كبير من علماء العرب مَنْ كتبوا في
هذا الموضوع بعد اجراء التجارب العلمية الدقيقة، وتوصلوا الي نتائج باهرة
في تحرياتهم وتجاربهم.
فمن
العلماء الذين بحثوا في هذا العلم العالم الكبير محمد بن احمد ابو
الريحان البيروني الذي ولد في خوارزم سنة 379م. وله مؤلفات كثيرة في الطب
والرياضيات والفلك والتاريخ والظواهر الجوية والآلات العلمية يربو عددها
علي 021 كتاباً ورسالة، نقل القليل منها الي اللاتينية والانكليزية
والفرنسية والألمانية، واعتمد عليها الغربيون في بحوثهم، كما اشتهر
البيروني في الطبيعيات، لا سيما في علم الميكانيك والأيدروستاتيك، وقد لجأ
في بحوثه الي التجربة وجعلها محور استنتاجاته. وورد في بعض مؤلفاته شروخ
تطبيقية لضغط السوائل وتوازنها، ورفع مياه الفوارات والعيون الي أعلي.
ووضع
ابو الفتح عبدالرحمن المنصور الخازن كتاباً يعرف بكتاب ميزان الحكمة
أنجزه عام 1211م. فيه بحوث مبتكرة في علم الهيدروستاتيكا، قال عنه العالم
سارتون: انه من أجلّ الكتب العلمية التي تبحث في الموضوعات الطبيعية،
وأروع ما انتج في القرون الوسطي . واعترف العالم بلتن من اكاديمية العلوم
الاميركية، بما لهذا الكتاب من شأن في تاريخ الطبيعة وتقدم الفكر عند
العرب.
يبحث
الخازن في كتاب ميزان الحكمة في موضوع الهواء ووزنه، ويشير الي ان الهواء
قوة رافعة كالسوائل وان وزن الجسم في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وان ما
ينقصه من الوزن يتبع كثافة الهواء. واخترع الخازن ميزاناً لوزن الاجسام في
الهواء والماء، وبين مقدار ما يغمر من الاجسام الطافية في السوائل.
وتعتبر دراسته لهذه المواضيع الاساس الذي بني عليه البارومتر ومفرغات
الهواء والمضخات المستعملة الصلبة والسائلة.
اما
الفيلسوف يعقوب الكندي الذي ولد في الكوفة، وكان ابوه اميراً فيها، درس
الكندي في البصرة، وانتخبه المأمون لترجمة مؤلفات ارسطو وغيرها، وكان
الكندي مهندساً قديراً وطبيباً حاذقاً، ترك آثاراً جليلة جعلت الكثير من
العلماء يعترفون بأنه مفكر عميق من الطراز الأول. وأخرج رسائل في البصريات
والمرئيات، وله فيها مؤلف لعله من أروع ما كتب مادة وقيمة، وكان له تأثير
كبير علي العقل الأوروبي. وكتب الكندي في الموسيقي، ووضع رسالة في اسباب
زرقة السماء، ترجم الي اللاتينية. وله رسالة في المدّ والجزر، وأنتج
مصنّفات عدة تزيد علي 032 كتاباً ورسالة، منها 21 كتاباً في الطبيعيات و7
في الموسيقي. وكان الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري من عباقرة العالم الذين
قدموا خدمات لا تثمّن للعلوم، ومن يطلع علي مؤلفاته ورسائله تتجلي له
المآثر التي اورثها للأجيال، وان التراث القيم الذي خلفه للعلماء والباحثين
ساعد كثيراً في تقدم علم الضوء الذي له اتصال وثيق بأهم المخترعات
والمكتشفات. اشتغل ابن الهيثم في البصريات فترك تراثاً ضخماً مليئاً
بالابتكارات التي كانت اساساً لبحوث علماء القرون الوسطي، كما كانت اساساً
لكتاب وضعه العالم بيخام في البصريات.
بحث
ابن الهيثم في كتابه عن الضوء وامتداده ونفوذه وانعكاسه وانعطافه، وعرف
النسبة التي يكون بها التبدل في اتجاه الضوء وفي سرعته، ووصف العين، وبيّن
اجزاءها المهمة وطبقاتها وكيفية عملها في نقل صور المرئيات الي الدماغ،
وكيف يتم انطباع الصورة وانسلاخها، وأخطاء البصر، ثم كيفية امتزاج الألوان،
وشرح كيفية تكوين قوس قزح وألوانه.
علم الميكانيك:
ظهر
في زمن المأمون موسي بن شاكر وشعّ في سماء العلم، لا سيما في الهندسة،
لكنه مات شاباً وخلّف ثلاثة اولاد هم: محمد وأحمد والحسن، وكانوا محل رعاية
المأمون، فأمر اسحق المصعبي بالاهتمام بهم والمحافظة عليهم، فنبغ محمد في
الفلك وأحمد في صناعة الميكانيك والحسن في الهندسة. ومن مؤلفاتهم كتاب
يعرف بـ حيل بن موسي الذي يحتوي علي مئة تركيب ميكانيكي، عشرون منها ذات
قيمة علمية، وفيه بحوث عن مراكز الثقل، وفي فن الآلات الروحية وغيرهــا من
آلات الشراب. واشترك احمد مع اخيه الحسن في صنع ساعة نحاسية كبيرة وساعات
مائية، ومن الآلات التي اخترعوها الأرغن المائي. وقد زار مرصدهم في
سامراء الطبيب المعروف عبدالله بن سهل الطبري واطلع علي آلة عجيبة قال
عنها: في مرصد سامراء رأينا آلة بناها الأخوان أحمد ومحمد ابنا موسي، وهي
ذات شكل دائري يحمل صور النجوم ورموز الحيوانات في وسطها، تديرها قوة
مائية، وكان كلما غاب نجم في قبة السماء اختفت صورة هذا النجم في اللحظة
ذاتها في الآلة، وإذا ظهر نجم في قبة السماء ظهرت صورته في الخط الأفقي من
الآلة . واشتهر بديع الزمان ابو العز اسماعيل في علم الميكانيك، ويعتبر
كتابه الآلات الروحانية او كتاب الحيل الجامع بين العلم والعمل من اهم
الكتب العربية في موضوع الميكانيك. اشتغل ابو العز اسماعيل في خدمة
العائلة (الارتقية) في ديار بكر، وفي كتابه عشرة انواع من الساعات وتفاصيل
لأجهزة ترفع المياه من الآبار، وشرح لعلم النافورات، وكل ذلك موضّح
بالصور والرسوم الملوّنة.
مما
تقدّم يتضح لنا ان العرب في القرون الوسطي كانوا قوّامين علي علوم
القدماء، وأنهم لم يكتفوا بدراسة تلك العلوم والاحتفاظ بها، بل اضافوا
اليها اضافات جليلة تناولوها بأسلوب علمي بعيد من الخرافات والأوهام، ثم
بثّوها الي العالم.
آمل الفائدة للجميع وشكرا لكم
منقول للفائدة العلمية
تسلموا ودمتم بود
كدنا
في أيامنا هذه أن ننسى ، أو نتجاهل دور العرب المسلمين في صناعة العلم
والمعرفة ، وذلك عندما نتحدث عن أي موضوع علمي ؛ فإننا ننسب اكتشافه للغرب ،
الغرب الذي سرق الكثير من المعرفة العربية ونسبها لنفسه ، منكراً شمس
العرب التي سطعت عليه ،و أنارت له درب الحقيقة و المعرفة ، ومهدت له القيام
باكتشافات العصر ؛ فضاع فضل العرب والمسلمين له وللعالم أجمع .
إن
العلماء لا يستطيعوا اكتشاف كل ما يتعلق بعلم معين دفعة واحدة ؛ إنما
يكون ذلك بالتدريج ؛ فالعلم في نمو مستمر لا ينتهي ، ولكل عالم يبحث فيه
دوره ؛ الذي يرتكز عليه من يأتي بعده ؛ ليكمل بناء صرح العلم الإنساني ،
والعرب كغيرهم من البشر لم يكونوا ليتوصلوا إلى ما وجدوه ، و ما صنعوه
لولا إطلاعهم على معرفة وإنجازات الأمم الخالية عن طريق ترجمتهم لآثارها ،
وكذلك علماء الغرب ما كانوا ليضعوا النظريات لولا إطلاعهم على معرفة
الأمم ؛ وخاصة العرب و نتاجهم العلمي الغزير ، فنيوتن وغيره ما كانوا
ليكونوا لو كانوا في عصر الخوارزمي و بن الهيثم .
لقد
رأيت ، ومن منطلق أني أدرس الرياضيات ؛ أن أكتب بحثي هذا ؛ لأعرض جزءاً
يسيراً من التراث العربي في الرياضيات ، فتراث العرب في هذا المجال واسع ،
وللأسف لا نستطيع أن نعطيه حقه في هذا المقام ؛ فجمعه يحتاج إلى عمل شاق
مضني ؛ حيث أنه موزع في شتات الكتب والمراجع والمخطوطات القديمة النادرة
الغير متوفرة في متناول اليد ، وقد بذلت جهدي في البحث عن بعض الكتب ،
والمراجع المعنية في هذا المجال ، فوقعت يدي على عدد يسير منها ، وخاب أملي
في إيجاد الكثير منها.
لم
يكن للعرب قبل الإسلام مؤلفات رياضية ، فقد كانت معرفتهم تقتصر على
الحسابات الأساسية ، وقد ضمَّن نفر قليل منهم مسائل حسابية في شعرهم ، ومن
أمثلة ذلك قول زرقاء اليمامة عندما رأت سرباً من الحمام ؛ فرغبت التعبير
عن عددها شعراً :
ليت الحمامَ ليَه = ونصفهُ قدِيـــــَهْ
إلى حمامتيــــــهِ = صارَ الحمامُ مِيَهْ
"والمعنى
المقصود من هذين البيتين ، أنه إذا أضيف إلى هذا السرب نصفه ، وحمامة
واحدة لكان حاصل الجمع مائه ، فإذا أخذت الحمامة كان الباقي تسعاً
وتسعين"(1) . وقد استمر هذا الوضع بعد ظهور الإسلام ، وقيام الدولة ؛ حتى
اتسعت هذه الدولة ، وزادت مواردها ، فاشتدت الحاجة إلى الأعداد والحساب ؛
لتنظيم شؤونها المالية والاقتصادية ، لذلك رجع العرب إلى آثار الإغريق
ليأخذوا عنهم النظريات والطرق الرياضية ، ولكن رياضيات الإغريق لم تسد
حاجاتهم ، فتوجهوا إلى الهنود حيث اطلعوا على منجزاتهم ، ومن ثم انطلقوا
للبدء ببناء صرحهم الرياضي الخاص بهم ، فأبدعوا وأظهروا من الإتقان ،
والمعرفة ما لم يكن أحد ليفكر حتى في أحلامه أن العرب سيحققوه ، وأنهم
سيطوروا الرياضيات ، ويصلوا فيها إلى درجات عالية من التقدم ، فالعرب حملوا
عبء تطويرها لقرون من الزمن ؛ فنقلوا بذلك العالم نقلة نوعية متميزة ،
ووضعوه على طريق التقدم وبناء الحضارة و المدنية ، فكانوا نعم العلماء
المخلصين للعلم والبشرية.
سنتناول الآن تباعاً منجزات العرب في الرياضيات بدءاً من الجبر انتهاء بعلم الهندسة.
العربُ والجـــــبر
يعتبر
العرب أول من ألف في الجبر ، وأولهم " محمد بن موسى الخوارزمي " مؤلف
كتاب " الجبر والمقابلة " ؛ حيث كان أول من ارتقى بهذا الفرع من الرياضيات
إلى درجة العلم ، وقد أبدع " الخوارزمي" ومن أتى بعده من علماء العرب في
هذا العلم حيث أضافوا عليه الكثير ، وقد انتقل اللفظ إلى اللغات الغربية
فكان "Algebra" .
لقد
تعرض العلماء العرب لحل المعادلات من الدرجة الأولى ، والثانية ،
والثالثة ، وحالات خاصة من الدرجة الرابعة ، وقد استعملوا الحروف الأبجدية
للتعبير عن المقادير المجهولة ، وبحثوا في نظرية ذات الحدين ، ويظن
الكثير من المؤرخين أن العرب مهدوا في أبحاثهم إلى اكتشاف اللوغاريتمات ؛
حيث وضع "سنان ابن الفتح الحراني " كتاباً في الجمع والتفريق ؛ شرح فيه
الطريقة لإجراء عمليات الضرب ، والقسمة بوساطة الجمع ، والطرح ، وقد مهد
لاكتشاف اللوغاريتمات أيضاً "بن حمزة " في أبحاثه المتعلقة بالمتواليات
العددية والهندسية ، وهذا يثبت وجود هذه الفكرة عند العرب قبل " نايبير " و
"بورجي" ، واستعمل العرب الجبر في حل المسائل الهندسية كما يظهر عند "
الخوارزمي " ، وقد اكتشف العرب النظرية القائلة : ( أن مجموع مكعبين لا
يكون عدداً مكعباً) ، واشتغل العرب في نظريات المجاميع ؛ حيث أوجدوا صيغاً
لإيجاد مجموع الأعداد الطبيعية التي عددها (ن) ، وكذلك مجموع مربعات
الأعداد الطبيعية التي عددها (ن) ؛ حتى أن " الكاشي " أوجد صيغة لإيجاد
مجموع الإعداد الطبيعية المرفوعة للقوة الرابعة.
اهتم
العرب بــإيجاد الجذور الصماء ، حيث أطلق " الخوارزمي " ( أصم ) على
العدد الذي لا جذر له ، وقد وجد العرب طرقاً لإيجاد القيم التقريبية لجذور
الأعداد الصماء ، والعرب مهدوا لإيجاد علم التفاضل والتكامل ، ولا يستطيع
أحد إنكار أهمية هذا العلم في الاكتشاف
والاختراع
، وأثره على الكيمياء والفيزياء وغيرها ؛ فلولاه لما كان بالإمكان
الاستفادة من قوانين الطبيعة ، واستغلالها لخير الإنسان ورخاءه ، ويظهر ذلك
في إيجاد "ثابت بن قره " لحجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول
محوره ، وهذا يعتبر تطبيق لعلم التكامل ؛ حيث إيجاد حجوم الأجسام
الدورانية ، إن كل هذه الطرق والبحوث لخير دليل على قوة الفكر ، وسعة
العقل والوقوف التام على الجبر عند العرب .
الشعرُ و الجبر
لقد
ارتبط العرب منذ الأزل بالشعر ؛ فهو صنعتهم الأولى ، وقد تناول العرب في
شعرهم الكثير من جوانب الحياة ، و قد وُجد الرياضيون الشعراء ، أو قد نقول
: الشعراء الرياضيون ، ومن هؤلاء " الخيّام " صاحب رباعيات الخيّام ،
والذي كان شاعراً ومؤلفاً في الفلك والرياضيات ، وهناك " ابن الهائم "
صاحب "رسالة التحفة القدسية" وهي منظومة في حساب الفرائض ، كما أن له
رسالة مكونة من 52 بيت من الشعر في الجبر ، ومنهم أيضاً " ابن الياسمين "
الذي نظم أرجوزة شعرية تعرض فيها لمقدمات للعدد الصحيح ، وأبواب في الجمع
والطرح والضرب والقسمة ، وحل العدد إلى أصوله ، ثم تعرض في باب الجبر إلى
جبر الكسور ، والحط ـ وهو عكس جبر الكسور ـ ، والصرف ، وطرق استخراج
المجهولات ، وأخيراً ينتقل إلى الجبر والمقابلة ، وهو أهم أبواب الأرجوزة
وأنفسها ؛ حيث جاء فيها :
فالمـــال كـــل عـدد مـربــع وجذره واحـد تلك الأضلع
علــــى ثـلا ثــة يـدور الجـبر المـــال والأعـداد ثم الجـذر
والعـدد المطلـق مالم ينســب للمال أو الجذر فافهم تصب
والجذر والشيء بمعنى واحد كالقول في لفظ أب و والـد
وجاء في بيانه للمعادلات وأقسامها :
فتلك ست نصفها مركبـــة ونصفــها بسيطـــة مرتبـــة
أولهـا في الاصطلاح جاري أن تعدل الأموال بالأجذار
وإن تكن عادلت الأعدادا فهــــي تليها فافـــهم المرادا
وإن تعادل بالـجذور عددا فتلك تتلوها علـى ما حددا
وجاء في بيان كيفية حل تلك الأقسام
واعلم هداك ربنــا أن العـدد في أول المركبـــــــــات انفرد
ووحدوا أيضاً جذور الثانيــة وأفردوا أموالــــــهم في التالية
فربــــع النصف من الأشيـاء واحمل على الأعــــداد باعتناء
وخذ من الذي تناهى جـذره ثم انقص التصنيف تفهم سره
فما بقي فذاك جذر المـــــال وهذه رابعة الأحــــــــــــوال
وهذه الأبيات تدل على الإلمام بالشعر والرياضيات ؛ وإلا لما استطاع أن يكتب هذه الأرجوزة بلغة سلسة معبرة .
العربُ والحساب
شاع
بين العرب قديمـًا نظام الترقيم على حساب الجمل الذي لم يكن له قيمة
عملية ذات فائدة مرجوة ، فتركه العرب بعد إطلاعهم على حساب الهنود ،
فأخذوا عنهم نظام الترقيم ، إذ أنهم وجدوه أفضل ما وقعت عليه أيديهم من
نظم الترقيم ، حيث أن الهنود فاقوا غيرهم في هذا المجال ، ولكن العرب لم
يكونوا مجرد ناقلين ، فقد انتقوا الرموز التي تناسبهم من مئات الرموز
المستخدمة في الهند ، و خلصوا إلى مجموعتين من الأرقام : الأرقام الهندية ،
والتي استخدمت في المشرق العربي ، و الأرقام الغبارية أو العربية ، والتي
شاع استخدامها في المغرب العربي ، ومنه انتقلت إلى الغرب ، ويرى بعض
المؤرخين أن هذه الأرقام تشبه أشكال بعض الأحرف العربية ، وقد جمعها أحدهم
بقوله في الأبيات التالية :
ألف وحاء ثم حج بعـــــدهعين وبعد العين عو ترســـــــــم
هــاء وبعد الهاء شكل ظاهـــر يبـدو كمخطاف إذا هو يرقم
صفران ثامنها وقد ضما معــاُ والواو تاسعها بذلك تختـــم
وقد
وفرت هذه الأرقام سهولة التعامل مع العمليات الحسابية ، فالغرب و بعض
الأمم السابقة استخدموا أرقاماً يصعب التعامل معها ، لذا كان البديل
بالأرقام العربية الجديدة جيداً لميزاته الحسنة العديدة.
لعل من أهم منجزات العرب هو استخدام الصفر ، و الصفر في اللغة هو التعبير عن الفراغ ، حيث يقول حاتم :
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني وأن يدي مما بخلت صفر
والصفر
في الأصل عند الهنود "سونيا " ، وهي دائرة صغيرة قد طمست في الأرقام
الهندية إلى نقطة ، وبقيت كما هي مع بعض التحوير في الأرقام العربية ، وقد
أثبت الصفر قدرته في حل المسائل الحسابية الطويلة ؛ مبرهناً أنه لم يكن
اختراع أحمق كما ظن مدعو العلم من الغرب.
لقد
أضاف العرب أيضاً إلى الحساب طريقة استخدام النظام العشري ، حيث يأخذ كل
رقم قيمتين : الأولى قيمته العددية الأصلية و الثانية قيمته التي ترجع إلى
موقعه في الرقم ، حيث يكون في خانة الآحاد أو العشرات أو المئات .... ،
ومع أنه لم يستطع أحد الجزم بأن العرب استعملوا الفاصلة العشرية إلا أنهم
استخدموا الكسر العشري ، وعرفوا مزاياه ، حيث عرض الكاشي النسبة التقريبية
(ط) على شكل ( 145965358987 3 صحيح ) ، ولقد قسم العرب الحساب العملي إلى
: "الغباري" وهو ما يحتاج استعماله إلى أدوات كالقلم والورق ، و"الهوائي"
وهو الذي لا يحتاج إلى استخدام أدوات ، وهكذا فالعرب كانوا سباقين في
تطوير الحساب وخاصة الأرقام ، ولو قدر لأحد علماء الإغريق بالعودة للحياة ،
ورأى سرعتنا وإتقاننا في العمليات الحسابية لوقف طويلاً منبهراً
ومفتوناً.
العربُ والهندسة:
لقد
غطى الإغريق معظم المواضيع والأفكار المتعلقة بالهندسة المستوية ، فلم
يتركوا للمستزيد في هذا المجال شيئاً يذكر ، وهكذا عند قيام النهضة العلمية
عند العرب رجعوا إلى ترجمة كتاب إقليدس في الهندسة الذي وضع فيه نظرياته ،
وسموه " كتاب الأصول " أو " كتاب الأركان" ، ونسخة هذا الكتاب اختلفت
باختلاف مؤلفه ، زد على ذلك فقد ألف العرب كتباً على نسقه حيث أدخلوا فيها
مسائل تطبيقية جديدة لم يعرفها السابقون .
لقد
غطى العرب في دراساتهم و أبحاثهم الهندسية مواضيع شتى ، فقد بحثوا في
التحليل الهندسي ، وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، ورسموا
المضلعات المنتظمة ؛ وحاولوا ربط كل منها بمعادلة أو معادلات جبرية ،
واشتغلوا في علم تسطيح الكرة ؛ حيث يطبق هذا العلم في مجال عمل وصناعة
الخرائط ، وقد بحثوا في إيجاد حجوم ومساحات المجسمات ، والأشكال الهندسية ،
وخلصوا إلى إيجاد معادلات جبرية تبين كيفية ذلك ، وقد حاول العرب حل
المعادلات الجبرية من الدرجات المختلفة بطرق هندسية ؛ ونجحوا في حل بعضها ،
وقد قسم العرب الهندسة إلى حسية و عقلية ، فكانت الحسية التي تتعلق
بالأمور العملية في الهندسة ، وكانت العقلية تطلق على الهندسة النظرية .
إن
القرآن الكريم كتاب هداية في الأصل ، ولكنه تضمن إشارات كلية عن الكون
والإنسان والحياة ، وعندما استجاب علماء المسلمين إلى هذا النداء الرباني ؛
صاروا أساتذة العلم في عصرهم ، وأقاموا حضارة راقية لم تعدلها واحدة في
زمنها ، والرياضيات كأحد مرتكزات هذه الحضارة ، فقد برع فيها العرب ، فكان
منهم الخوارزمي و الكاشي و ثابت بن قره و ابن حمزة وابن الهيثم و الحراني و
بن الياسمين و غيرهم كثيرون ، فقدموا للإنسانية روائع النظريات التي كانت
الأساس المتين الذي يرتكز عليه ، فقد ارتقوا بالجبر إلى درجة العلم ،
وصاغوا فيه النظريات المبرهنة ، ومنهم من كتب فيه شعراً ، و العرب هم الذين
خلصوا إلى الأرقام المستخدمة في شرقي العالم وغربه ، ولم يتركوا الهندسة ؛
و إنما عالجوا العديد من المواضيع فيها ، وخاصة الهندسة العملية ، فهم لم
يكونوا مجرد ناقلين كما يدعي البعض خطئاً ، فهم كانوا أصاحب فكر ، حيث
زادوا ونقحوا واخترعوا ، فهم لم يكونوا بعالة في وجودهم على وجه البسيطة ،
بل أنهم استحقوا الحياة لجدهم واجتهادهم ، ومن منطلق دينهم ودنياهم.
لقد
استفاد من العرب الغرب خاصة ، وأقام على أطلال حضارتهم المزدهرة بالعلم
والمعرفة صرحه الحضاري ، وبنى عليها نظرياته وطور فكره العلمي ، فصار منارة
للعلم بعدما كان في ظلام دامس من الجهل والتخلف ، فكان النقيض فالعرب
الذين كانوا ما بقوا منارة له ، ولذلك يجب علينا الفخر بماضينا المتمثل
بأجدادنا العرب و منجزاتهم ، فالذي لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل ،
ولكن أيضاً علينا ألا ننسى أنفسنا ، ونظل نحلم بماضينا المجيد ، بل يجب أن
نسعى لتعويض ما فاتنا ، والتطلع إلى ما هو أحسن ، فلا نفقد ثقتنا بأنفسنا ،
و لا نشك بقدرتنا على الاختراع و لإبداع .
ليس
جديداً القول ان العرب بعد ان استقر لهم الأمر في البلاد التي فتحوها،
وانتظمت احوال دولتهم الواسعة، انكبوا علي تحصيل العلم، بدافع ديني جعل طلب
العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة، فأخذوا يبحثون عن العلوم التي كانت
معروفة في العالم القديم، ويهتمون بجمعها بمختلف الطرق والوسائل، فحصلوا
علي كمية كبيرة من مؤلفات اليونان والسريان والفرس والهنود وغيرهم وترجموها
الي لغتهم.
أقبل
العرب علي دراسة ما تُرجم من العلوم والفنون وأخذوا يرتبونها ويهذبونها،
ويحذفون ما لا يستسيغه العقل ويتقبله، وصاروا يضيفون الشيء الكثير إليها
من بحوثهم وتجاربهم، فانصهرت كل تلك العلوم في بوتقة عربية مشرقية
اسلامية، وانتشرت في اطراف المعمورة.
بدأت
بواكير الحركة العلمية تظهر في دنيا العرب عندما تبني هذه الحركة الخلفاء
والأمراء والحكام. وظهرت آثارها في مختلف صنوف العلوم والمعارف، فكان
العصر الأموي بداية الشعاع الأول حين عني خالد بن يزيد بن معاوية في اخراج
كتب القدامي في الكيمياء، فهو اول من ترجمت له كتب الطب والنجوم، التي
كانت معروفة في مدرسة الاسكندرية وله رسالة في الكيمياء تُرجمت الي
اللاتينية واعتمدت كإحدي الكتب التي تدرّس في الغرب في نهاية القرن الثالث
عشر.
واستطاع
العلماء العرب في العراق من استيعاب علوم العرب الأولين، وما وصل اليهم
من حضارة سومر وبابل وآشور والاغريق، وطوروها وزادوا عليها. وابتكروا
واكتشفوا نتائج جديدة لم يسبقهم إليها غيرهم، فكانت البداية الحقيقية للبحث
العلمي في عصر أبي جعفر المنصور وعلي يديه، ثم استمرت الحركة وازدادت
تباعاً تحت حكم خلفائه، فبلغت قمة ازدهارها في العصر العباسي الأول في
الشرق. وفي الغرب (الأندلس) كان ابناء اوروبا يؤمّون مدارس العرب للاطلاع
علي العلوم والمعارف. فكانت الحضارة الأوروبية وليدة اتصال اهل الغرب
بالعرب شرقاً وغرباً. وسنتناول بإيجاز طبيعة منجزات العرب في مختلف العلوم،
وعلاقة ذلك بالنهضة الأوروبية والفكر الغربي.
كانت
العلوم عند العرب علوماً اصيلة وعلوماً دخيلة، فالعلوم الأصيلة هي العلوم
التي كانت معروفة عندهم قبل الاسلام، كعلوم اللغة والتاريخ والفراسة
والتنجيم، اما العلوم الدخيلة فهي علوم لم تكن موجودة عندهم في الجاهلية،
بل دخلت عليهم بعد الاسلام، وهي معظم العلوم العقلية.
وهذه تنقسم الي اربعة اقسام: المنطق، والعلم الطبيعي، وعلوم الرياضيات والطبيعيات.
علم الاعداد:
منذ
الجاهلية وحتي العصر العباسي كان العرب يدوّنون الأعداد والكمّيات
بالكلمات لا بالرموز، فيقال (اربعمئة وأربعة دنانير) مثلاً، وبعضهم كتب هذا
العدد بالأحرف الهجائية فيكتب (تد)، التاء تساوي 004 والدال تساوي 4.
ترك
العرب هذه الطريقة واستعاضوا عنها بنظام الترقيم بعد توحيد الأرقام
وتهذيبها، واستخدموها في المسائل الحسابية جاعلين الصفر دالاً علي الجزء
الخالي في العدد وابتكروا الخانات. وهكذا باستخدام الارقام والصفر هان
عليهم حل المسائل الحسابية وتدوين الكسور العادية والعشرية، وأمكن بناء
المعادلات.
أخذ
اهل الغرب الأرقام والصفر من العرب بعد ان انتشر استعمالها في الأندلس
والمغرب العربي، ومنها انتقلت الي اوروبا وعرفت باسم الارقام العربية.
ومن اشهر علماء العرب في الحساب:
1-
الكاشي وهو غياث الدين جمشيد واضع كتاب مفتاح الحساب ، وفيه بحوث في
العلوم الرياضية: في الارقام والأعداد والحساب والجبر والمساحة والمثلّثات
والفلك والفيزياء.
2- الخوارزمي وهو ابو عبدالله محمد بن موسي الذي يرجع الفضل له في نقل
الارقام واستعمالها، وكان كتابه في الحساب الأول من نوعه من حيث الترتيب
والتبويب والمادة. ونقل الي اللاتينية، وظل مرجعاً للعلماء الحاسبين، كما
بقي علم الحساب نفسه قروناً معروفاً باسم (الغوريثمي) عند الأوروبيين نسبة
الي العالم العربي الخوارزمي.
وللعرب الفضل في وضع أسس صنع جداول اللوغاريثمات التي تستخدم الآن في تسهيل
العمل في المسائل المتضمنة اعداداً كبيرة بأن تجعل عملية الجمع والطرح في
هذه المسائل تقوم مقام عملية الضرب والقسمة.
علم الجبر:
اشتغل
الأقدمون بهذا العلم ولكنه لم يصبح علماً إلا بعد ان وضع العرب قواعده.
فبالجبر يستخرج العدد المجهول من العدد المعلوم، والفضل في وضع قواعد هذا
العلم يعود الي العالم الشهير محمد بن موسي الخوارزمي الذي عاش في القرن
التاسع الميلادي. وهو واضع كتاب الجبر والمقابلة ، ثم انتقل هذا العلم الي
الغرب بلفظه العربي فصار يعرف بـ ألجبرا بالانكليزية و ألجبر بالفرنسية.
ومن العلماء الذين اشتغلوا في علم الجبر: ابو الوفاء البوزجاني الذي شرح
كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي شرحين جديدين. وقام الشاعر والرياضي عمر
الخيام بتصنيف المعادلات الجبرية بحسب درجاتها وبحسب عدد الجذور التي فيها،
كما انه حل المعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة بواسطة قطع المخروط،
وهذا ارقي ما وصل اليه العرب في الجبر بل ارقي ما وصل اليه علماء الرياضيات
في حل المعادلات حاضراً. ومن اشهر علماء الرياضيات بعد الخوارزمي قسطا بن
لوقا وبهاء الدين العاملي وثابت بن قرة وابن الهيثم وغيرهم.
والعرب هم الذين استخدموا الهندسة لحل بعض المسائل الجبرية وبذلك وضعوا أسس الهندسة التحليلية، كما مهّدوا لعلم التكامل والتفاضل.
علم الهندسة:
أقبل
العرب علي ترجمة كتاب الأصول لاقليدس، وهو أبسط ما وضع للمتعلمين في علم
الهندسة، وأول ترجمة لهذا الكتاب كانت في زمن الخليفة المــنصور. وزاد
العرب علي نظرياته، وألّفوا كـــتباً علي نسقه، وأدخـــلوا تمارين جديدة.
وتنبّه
نصير الدين الطوسي الي نقص كتاب اقليدس في المتوازيات، فحاول البرهنة
عليها في كتابه تحرير اصول اقليدس ، وكذلك في رسالته الشافية .
قسم
العرب الهندسة الي نوعين: عقلية وحسّية. فالحسّية معروفة المقادير وهي ما
يُري بالبصر ويُدرك باللمس، والعقلية ما يُعرب ويُفهم، وان النظر في
الهندسة الحسّية يؤدي الي الحذف في العلوم كلها، وخصوصاً في المساحة. اما
الهندسة العقلية فتؤدي الي معرفة جوهر النفس التي هي جذر العلوم وعنصر
الحكمة.
وضع ابن
الهيثم كتاباً في الهندسة جمع فيه الأصول الهندسية والعددية من كتاب
اقليدس وأبولونيوس، ونوّع فيه الأصول وقسمها، وبرهن عليها ببراهين نظمها من
الأمور التعليمية والمنطقية، وقد رتب في هذا الكتاب النظريات، وبرهن
عليها ببراهين متتابعة. وقد أتي ابن الهيثم علي مسائل أدّت الي استعمال
الهندسة في مسائل البصريات والتي يحتاج حلها الي إلمام بالهندسة والجبر،
وبراعة في استعمال نظرياتهما وقوانينهما، واستعمل ابن الهيثم الهندسة
بنوعيها المستوية والمجسّمة في بحوث الضوء، وتعيين نقطة الانعكاس في
المرايا الكروية والاسطوانية والمخروطية.
ووضع
البيروني مؤلفات فيها نظريات هندسية وطرق البرهنة عليها، وهي طرق فيها
ابتكار وعمق تختلف عما ألّفه فلاسفة ورياضيو اليونان، مثل رسالة استخراج
الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، ووضع برهاناً جديداً لمساحة
المثلث بدلالة اضلاعه، وهو غير البرهان الذي اتي به هيرون من رياضيي جامعة
الاسكندرية. ويعترف العالم سميث في كتابه تاريخ الرياضيات بأن البيروني
كان ألمع علماء عصره في الرياضيات، وهو من الذين بحثوا في تقسيم الزاوية
الي ثلاثة اقسام متساوية، كما انه يعتبر واضع أصول الرسم علي سطح الكرة.
ان
اعظم افضال العرب علي الهندسة القديمة انهم اهتموا بها وحفظوها من الضياع
وناولوها للأوروبيين في زمن باكر جداً. فقد اخذ الأوروبيون الهندسة
اليونانية من العرب ثم نقلوها الي اللاتينية، وظلوا يتدارسونها حتي عثروا
علي مخطط من كتاب اقليدس باليونانية في القرن السادس عشر (3851م).
علم المثلّثات:
عُرف
علم المثلّثات عند العرب بعلم الأنساب لأنه يقوم علي الأوجه المختلفة
الناشئة من النسبة بين اضلاع المثلث، ويعتبر هذا العلم علماً عربياً كما
اعتبرت الهندسة علماً اغريقياً. وللبوزجاني ونصير الدين الطوني والبيروني
وأبي جعفر الخازن الفضل في وضع قواعد هذا العلم، ولجابر بن افلج والتبريزي
الفضل في معرفة القاعدة الاساسية لعمل الجداول الرياضية والمثلثات
الكروية.
لم تقف جهود العرب عند دراسة المثلّثات المستوية بل تناولت المثلّثات
الكروية لصلتها الوثيقة بعلم الفلك، واستعمل العرب الجيب بدلاً من وتر ضعف
القوس الذي كان يستعمله علماء اليونان، ولهذا اهمية كبري في تسهيل حلول
الأعمال الرياضية. والعرب اول من أدخل المماس في عداد النسب المثلثية، كما
انهم توصلوا الي اثبات: ان نسبة جيوب الاضلاع بعضها الي بعض كنسبة جيوب
الزوايا الموترة بتلك الأضلاع بعضها الي بعض في اي مثلث كروي.
وتوصل
العرب ايضاً الي معرفة القاعدة الاساسية لمساحة المثلّثات الكروية وعملوا
الجداول الرياضية للجيب، والغربيون مدينون لهم بطريقة حساب الجيب (دقيقة)
حيث تتفق النتائج فيها الي ثمانية ارقام عشرية مع القيمة الحقيقية لذلك
الجيب.
وقد اطلع
العلماء الغربيون، في القرن الحادي عشر للميلاد، علي مآثر العرب في
المثلثات ونقلوها الي لغتهم، ولعل اول من ادخلها وألّف فيها وفي غيرها من
العلوم الرياضية العالِم ريجيو مونتانوس، وكان أهم ما ألّف كتاب المثلّثات
معتمداً علي كتب العرب ككتاب شكل القطائع لنصير الدين الطوسي. هذا ولا
يخفي ما لعلم المثلّثات من اثر في الاختراعات والاكتشافات وفي تسهيل كثير
من البحوث الطبيعية والهندسة الصناعية.
علم الفلك:
كان
سكان وادي الرافدين من اقدم الشعوب التي اهتمت برصد الكواكب والنجوم،
فربطوا ايام الاسبوع بالكواكب الخمسة: عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري
وزحل. وفي زمن البابليين استقرت اسماء الأبراج الإثني عشر علي ما نعرفه
اليوم: برج الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الخ...
وخرج اليونان بهذا العلم من نطاق التخيل الي نطاق العلم الصحيح، ومن اهم
علماء الفلك اليونانيين أرسطارخوس وأبرخس الذي حسب السنة الشمسية فكانت 563
يوماً و5 ساعات و55 دقيقة و21 ثانية. ومن أشهر العلماء في الفلك وأشدهم
تأثيراً في الشرق والغرب العالِم بطليموس الذي نشأ في الاسكندرية. فكان
عالماً في الرياضيات والفلك والجغرافيا والعلوم الطبيعية.
ولما كانت بعض الأمور الدينية تستلزم معرفة اوقات الصلاة التي تختلف بحسب
المواقع والعرض الجغرافي وحركة الشمس في الأبراج، وأحوال الشفق، وهلال
رمضان، أضف الي ذلك شغف الناس بالتنجيم، كل ذلك أدي الي الاهتمام بعلم
الفلك، وحدي بالعرب والمسلمين الي دراسة اعمال الاغريق والكلدان والسريان
والفرس والهنود، وترجمتها الي العربية، والقيام ببعض الأرصاد الفلكية.
وعندما
ازداد اهتمام الخلفاء العباسيين بعلم الفلك، أمر المنصور أبا يحيي
البطريق بنقل كتاب الأربعة مقالات لبطليموس في علم احكام النجوم الي
العربية، كما نقلت كتب اخري هندسية وطبيعية ارسل المنصور في طلبها من ملك
الروم، وصححوا كثيراً من اغلاطها وأضافوا إليها. وفي زمن المهدي والرشيد
اشتهر علماء كثيرون في الأرصاد أمثال: ما شاء الله الذي ألّف في الاسطرلاب
ودوائره النحاسية، والعالم احمد بن محمد النهاوندي. اما في زمن المأمون
فقد ألّف يحيي بن ابي منصور جدولاً فلكياً. وقد ظهر علماء كثيرون في علم
الفلك كان لهم الفضل في تقدم علم الفلك مثل: ثابت بن قرة والمهاني والبلخي
وحنين بن اسحق والعبادي والبستاني وغيرهم.
وبعد
ان نقل علماء العرب المؤلفات الفلكية للأمم التي سبقتهم الي العربية لم
يقفوا عند حد النظريات بل خرجوا الي العمليات والرصد، فقد وضع العرب
ازياجاً وجداول فلكية كثيرة. فعلم الأزياج صناعة حسابية مبنية علي قوانين
رياضية في ما يخص كل كوكب من طريق حركته.
كما وضع العرب اسماء كثيرة من النجوم والكواكب، وان معظم المصطلحات الفلكية
نقلها الغربيون من العرب، وقد اشتهرت ارصاد العرب بالدقة، واعتمد عليها
علماء أوروبا في عصر النهضة وما بعده في بحوثهم الفلكية.
واعترف
الغربيون ان العرب أتقنوا صناعة الآلات الفلكية التي من اشهرها
الاسطرلابات وهي علي انواع منها: التام والمسطح والهلالي والزورقي والعقربي
والآسي والقوسي والجنوبي والشمالي والمتسطح وعصا الطوسي، وهناك الاسطرلاب
الكروي الذي يقيس ارتفاع الكواكب عن الأفق وتعيين الزمن، كما يستعمل في
حل كثير من المسائل الفلكية. ويقال ان محمد بن ابراهيم الغزاري، اول فلكي
كبير في الاسلام، هو اول من صنع الاسطرلاب من العرب وأنه اول من ألّف فيه
كتاباً سمّاه: العمل بالاسطرلاب المسطح .
وبني
العرب مراصد فلكية عدة في مختلف الأماكن، منها مرصد في دمشق أمر المأمون
في بنائه فوق جبل قاسيون، ومرصد آخر في الشماسية في بغداد، وأنشأت في مدة
خلافته وبعد وفاته مراصد عدة منها: مرصد بني موسي في بغداد علي طرف الجسر،
ومرصد بناه شرف الدولة في بستان دار المملكة في بغداد.
علم الفيزياء:
ثبت
ان اكتشافات العرب في علم الفيزياء ليست اقل اهمية منها في علم الرياضيات
وعلم الفلك، فكانت معارفهم في الفيزياء النظرية والعملية، لا سيما في
البصريات والموازين وغيرها، علي جانب عظيم من الدقة والاتقان مما يدل علي
مقدار فضلهم في هذا العلم. وهناك عدد كبير من علماء العرب مَنْ كتبوا في
هذا الموضوع بعد اجراء التجارب العلمية الدقيقة، وتوصلوا الي نتائج باهرة
في تحرياتهم وتجاربهم.
فمن
العلماء الذين بحثوا في هذا العلم العالم الكبير محمد بن احمد ابو
الريحان البيروني الذي ولد في خوارزم سنة 379م. وله مؤلفات كثيرة في الطب
والرياضيات والفلك والتاريخ والظواهر الجوية والآلات العلمية يربو عددها
علي 021 كتاباً ورسالة، نقل القليل منها الي اللاتينية والانكليزية
والفرنسية والألمانية، واعتمد عليها الغربيون في بحوثهم، كما اشتهر
البيروني في الطبيعيات، لا سيما في علم الميكانيك والأيدروستاتيك، وقد لجأ
في بحوثه الي التجربة وجعلها محور استنتاجاته. وورد في بعض مؤلفاته شروخ
تطبيقية لضغط السوائل وتوازنها، ورفع مياه الفوارات والعيون الي أعلي.
ووضع
ابو الفتح عبدالرحمن المنصور الخازن كتاباً يعرف بكتاب ميزان الحكمة
أنجزه عام 1211م. فيه بحوث مبتكرة في علم الهيدروستاتيكا، قال عنه العالم
سارتون: انه من أجلّ الكتب العلمية التي تبحث في الموضوعات الطبيعية،
وأروع ما انتج في القرون الوسطي . واعترف العالم بلتن من اكاديمية العلوم
الاميركية، بما لهذا الكتاب من شأن في تاريخ الطبيعة وتقدم الفكر عند
العرب.
يبحث
الخازن في كتاب ميزان الحكمة في موضوع الهواء ووزنه، ويشير الي ان الهواء
قوة رافعة كالسوائل وان وزن الجسم في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وان ما
ينقصه من الوزن يتبع كثافة الهواء. واخترع الخازن ميزاناً لوزن الاجسام في
الهواء والماء، وبين مقدار ما يغمر من الاجسام الطافية في السوائل.
وتعتبر دراسته لهذه المواضيع الاساس الذي بني عليه البارومتر ومفرغات
الهواء والمضخات المستعملة الصلبة والسائلة.
اما
الفيلسوف يعقوب الكندي الذي ولد في الكوفة، وكان ابوه اميراً فيها، درس
الكندي في البصرة، وانتخبه المأمون لترجمة مؤلفات ارسطو وغيرها، وكان
الكندي مهندساً قديراً وطبيباً حاذقاً، ترك آثاراً جليلة جعلت الكثير من
العلماء يعترفون بأنه مفكر عميق من الطراز الأول. وأخرج رسائل في البصريات
والمرئيات، وله فيها مؤلف لعله من أروع ما كتب مادة وقيمة، وكان له تأثير
كبير علي العقل الأوروبي. وكتب الكندي في الموسيقي، ووضع رسالة في اسباب
زرقة السماء، ترجم الي اللاتينية. وله رسالة في المدّ والجزر، وأنتج
مصنّفات عدة تزيد علي 032 كتاباً ورسالة، منها 21 كتاباً في الطبيعيات و7
في الموسيقي. وكان الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري من عباقرة العالم الذين
قدموا خدمات لا تثمّن للعلوم، ومن يطلع علي مؤلفاته ورسائله تتجلي له
المآثر التي اورثها للأجيال، وان التراث القيم الذي خلفه للعلماء والباحثين
ساعد كثيراً في تقدم علم الضوء الذي له اتصال وثيق بأهم المخترعات
والمكتشفات. اشتغل ابن الهيثم في البصريات فترك تراثاً ضخماً مليئاً
بالابتكارات التي كانت اساساً لبحوث علماء القرون الوسطي، كما كانت اساساً
لكتاب وضعه العالم بيخام في البصريات.
بحث
ابن الهيثم في كتابه عن الضوء وامتداده ونفوذه وانعكاسه وانعطافه، وعرف
النسبة التي يكون بها التبدل في اتجاه الضوء وفي سرعته، ووصف العين، وبيّن
اجزاءها المهمة وطبقاتها وكيفية عملها في نقل صور المرئيات الي الدماغ،
وكيف يتم انطباع الصورة وانسلاخها، وأخطاء البصر، ثم كيفية امتزاج الألوان،
وشرح كيفية تكوين قوس قزح وألوانه.
علم الميكانيك:
ظهر
في زمن المأمون موسي بن شاكر وشعّ في سماء العلم، لا سيما في الهندسة،
لكنه مات شاباً وخلّف ثلاثة اولاد هم: محمد وأحمد والحسن، وكانوا محل رعاية
المأمون، فأمر اسحق المصعبي بالاهتمام بهم والمحافظة عليهم، فنبغ محمد في
الفلك وأحمد في صناعة الميكانيك والحسن في الهندسة. ومن مؤلفاتهم كتاب
يعرف بـ حيل بن موسي الذي يحتوي علي مئة تركيب ميكانيكي، عشرون منها ذات
قيمة علمية، وفيه بحوث عن مراكز الثقل، وفي فن الآلات الروحية وغيرهــا من
آلات الشراب. واشترك احمد مع اخيه الحسن في صنع ساعة نحاسية كبيرة وساعات
مائية، ومن الآلات التي اخترعوها الأرغن المائي. وقد زار مرصدهم في
سامراء الطبيب المعروف عبدالله بن سهل الطبري واطلع علي آلة عجيبة قال
عنها: في مرصد سامراء رأينا آلة بناها الأخوان أحمد ومحمد ابنا موسي، وهي
ذات شكل دائري يحمل صور النجوم ورموز الحيوانات في وسطها، تديرها قوة
مائية، وكان كلما غاب نجم في قبة السماء اختفت صورة هذا النجم في اللحظة
ذاتها في الآلة، وإذا ظهر نجم في قبة السماء ظهرت صورته في الخط الأفقي من
الآلة . واشتهر بديع الزمان ابو العز اسماعيل في علم الميكانيك، ويعتبر
كتابه الآلات الروحانية او كتاب الحيل الجامع بين العلم والعمل من اهم
الكتب العربية في موضوع الميكانيك. اشتغل ابو العز اسماعيل في خدمة
العائلة (الارتقية) في ديار بكر، وفي كتابه عشرة انواع من الساعات وتفاصيل
لأجهزة ترفع المياه من الآبار، وشرح لعلم النافورات، وكل ذلك موضّح
بالصور والرسوم الملوّنة.
مما
تقدّم يتضح لنا ان العرب في القرون الوسطي كانوا قوّامين علي علوم
القدماء، وأنهم لم يكتفوا بدراسة تلك العلوم والاحتفاظ بها، بل اضافوا
اليها اضافات جليلة تناولوها بأسلوب علمي بعيد من الخرافات والأوهام، ثم
بثّوها الي العالم.
آمل الفائدة للجميع وشكرا لكم
منقول للفائدة العلمية
تسلموا ودمتم بود
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 17:06
سلمت يداك على الطرح المميز
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 0:01
يعطيك ربي الف عافيه
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 3:16
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 4:45
سلمت يداك على الطرح المميز
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 5:33
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 14:22
بارك الله فيك وجزاكم خير الجزاء
وكتب لكم في ميزان حسناتكم
وكتب لكم في ميزان حسناتكم
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الخميس 6 يونيو 2013 - 2:33
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأحد 28 يوليو 2013 - 12:03
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأحد 28 يوليو 2013 - 12:50
مشكور على الموضوع القيم ويعطيك الف عافية
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الإثنين 29 يوليو 2013 - 2:57
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا
ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الإثنين 29 يوليو 2013 - 19:21
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الثلاثاء 30 يوليو 2013 - 2:59
جزاكم الله خيرا
واصل ايها النشيط
واصل ايها النشيط
- اعويطةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2126
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الجمعة 2 أغسطس 2013 - 13:39
ربنا يكرمك ويقوي ايمانك
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 17:31
السلام عليكم ورحمة الله
بوركت على المجهود المتميز.
بوركت على المجهود المتميز.
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 4 سبتمبر 2013 - 1:24
سلمت يداك على الطرح المميز
- FIFIعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16502
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
السبت 21 سبتمبر 2013 - 14:08
_########### #######__ _______** ##*______
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 2 أكتوبر 2013 - 14:26
ابداع رائع
وموضوع يستحق المتابعة
شكراً لك
وموضوع يستحق المتابعة
شكراً لك
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الخميس 3 أكتوبر 2013 - 21:41
تسلم على مجهودك الرائع
واصل دوما
تحياتى لك
واصل دوما
تحياتى لك
- البغداديعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 967
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الجمعة 11 أكتوبر 2013 - 18:38
جزاك الله خير الجزاء وأحسن إليك.
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
السبت 12 أكتوبر 2013 - 0:21
مجهود أكثر من رائع
بموضوع يثلج الصدر
بموضوع يثلج الصدر
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 2:04
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 22:28
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الخميس 7 نوفمبر 2013 - 18:51
بارك الله فيكم على الطرح الجميل
- KingSoftعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 27 نوفمبر 2013 - 15:04
مشكور وبارك الله فيك على الموضوع المميز
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 27 نوفمبر 2013 - 23:40
سلمت يداك على الطرح المميز
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الخميس 26 ديسمبر 2013 - 5:58
تسلم الأيادي على الموضوع الجميل
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 1:23
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الإثنين 6 يناير 2014 - 3:13
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
جزاكم الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: افتراضي الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ العلوم
الأربعاء 5 مارس 2014 - 10:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى