دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
+26
مــــاجد2
طارق بن زياد
Bastos
الشيخ-سعدان
دادي
المهدي كارسيلا
حمدي غيث
محب الله
عبد الخالق الطريس
KingSoft
TOTO
badrakhane
محمد الجم
FLAT
PRINCESSA
عربي
غزة المحاصرة
ميري كريمو
ZIDANE
MATMOUR-Dz
JABAdor
MATADOR
شاكر الله
حسن
Admin
ام بدر
30 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الخميس 14 أبريل 2011 - 0:54
بسم الله الرحمن الرحيم أ- عوامل مهدت لظهور حركة الترجمة ( الترجمة قبل الإسلام ):
أدت الفتوحات لاسكندر الأكبر إلى انتشار الحضارة اليونانية في غرب آسيا و
مصر مما اكسب هذه المنطقة طابع خاص أطلق عليه بعض المؤرخين اسم الحضارة
الهلينستية و هي ممتدة على الفترة من وفاة لاسكندر الأكبر يونيو 323 ق.م.
إلى القرن السابع الميلادي عندما جاء الفتح العربي. و تعد أشهر مراكز
الحضارة اليونانية:
- الإسكندرية - أنطاكيا - نصيبين - جنديسابور
قبل ظهور الإسلام نهض السريان بدور كبير في ترجمة معارف اليونان و علومهم إلى اللغة السريانية، و الذي ساعد السريان على ذلك:
2. كثير من علماء اليونان تركوا بلادهم تحت تأثير الاضطهادات الدينية و
المذهبية و اتجهوا شرقا حيث استقروا في مدينة الرها شمال العراق و هناك
أسسوا مدرسة انتعشت في القرن الخامس الميلادي.
3. عندما أغلق زينون (474 – 491 م) إمبراطور القسطنطينية مدرسة الرها سنة
489 م رحل علماؤها إلى نصيبين حيث أسسوا مدرسة اشتهرت في ميادين الفلسفة
اليونانية و الطب اليوناني.
4. عندما أغلق جستنيان الأول ( 527- 565 م) مدرسة أثينا الوثنية سنة 528 م
هجرها علماؤها و اتجهوا شرقا يبحثون عن مأوى في أحضان دولة الفرس.
و عندما استقر السريان في جنديسابور التابعة للفرس أقام كسرى انوشروان (
531- 579 م) بيمارستان للطب. و تقع جنديسابور هذه في إقليم خوزستان و قد
أسسها سابور الأول لتكون معسكرا و معقلا لأسرى الروم و لذلك كانت اللغة
اليونانية معروفة فيها.
عندما استقر العلماء اليونان في جنديسابور اشتهروا بالدراسات الطبية و
ذاعت شهرتهم و صار علماؤها يضعون قوانين العلاج و قد ظلت قائمة و مستمرة في
ظل الإسلام، حتى أن الخليفة أبا جعفر المنصور ( 136- 158 ﻫ) عندما مرض
احضروا له جرجيس بن بختيشوع رئيس أطباء جنديسابور و منذ ذلك الوقت اشتهر آل
بختيشوع في بلاط الخلافة ببغداد.
في حين اشتهار مدرسة جنديسابور ظلت الإسكندرية بمصر ( تأسست 331 ق.م.) و
مدرسة أنطاكيا شمال الشام (تأسست 300 ق.م.) تمتلك قواعد ثابتة في الفلسفة و
المعارف و العلوم اليونانية.
نجد أن الفلسفة و الفكر اليوناني اتخذ طابع مميز في الشرق في العصر
الهلينستي لاصطباغه بصبغة شرقية واضحة و من ابرز ما يمثل هذا هو مذهب
الأفلاطونية المحدثة التي اشتهرت به مدرسة الإسكندرية و الذي أسسه أفلاطون
المصري أو السكندري.
و عن المدارس الشرقية التي استوعبت الفكر اليوناني سرعان ما غدت مراكز
إشعاع للحضارة اليونانية و اشتهرت بالفلسفة و الطب و التشريح و الرياضيات و
الفيزياء و الكيمياء و قد جاء نشاط هذه المدارس مصحوبا بنشاط في الترجمة،
إذ حرص السريان على نقل الكثير من الكتب اليونانية التي ضاعت أصولها إلى
السريانية، و هي احد اللغات الآرامية. و من أشهر مراكز السريان هو مركز
مدينة الحران إلى الجنوب من الرها، و قد كانت السريانية بمثابة اللغة
العالمية للمعرفة و العلم في منطقة الشرق الأدنى و ذلك قبل ظهور الإسلام. و
كان يعيب على الترجمة السريانية أنها ترجمة حرفية مما سبب ضياع المعنى
للنص المترجم في بعض الأحيان. و قد أسهم السريان كذلك في ترجمة بعض الكتب
عن الفهلوية و هي اللغة الفارسية و منها: كتاب "كليلة و دمنة" و "السند
باد".
عندما ظهر الإسلام و فتح المسلمون فارس و العراق و الشام و مصر في القرن
7م، رؤوا ما في هذه البلاد من مدارس تحتضن حضارة اليونان و فكرهم و لم
يكونوا على جهل بهذه الثقافات جهلا تاما، لان بعض المؤثرات الثقافية من
المدارس السابقة تسربت إليهم. و بفضل ما أثاره الإسلام من حماسة للعلم و
حثهم على التسامح إزاء الديانات الأخرى أدى ذلك إلى تزود المسلمين بقسط
نافع من الثقافات التي التقوا بها و لم يكن السبيل إلى معرفتها إلا
بترجمتها.
ب. نشأة حركة الترجمة و ظهورها ( الترجمة بعد الإسلام):
هناك رأيين مختلفين حول نشأة حركة الترجمة في الحضارة الإسلامية، الأول
من الكتاب المقرر و الثاني يتعلق بالرأي الأصح في مسالة نشأة الترجمة في
الإسلام:
1. رأي الكتاب:-
- و يقول هذا الرأي أن الجذور الأولى لحركة الترجمة إلى العربية في أوائل
العصر الأموي حيث ذكر في المصادر أن خالد بن يزيد بن معاوية و الملقب بحكيم
آل مروان أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب و علم الصنعة
(الكيمياء) لترجمتها إلى العربية و ذلك بعدما أقصى عن الخلافة طواعية و
يقول عنه:
§ ابن النديم: و قد ذكر في "الفهرست" أن خالد كان يسمى حكيم آل مروان و
كان فاضلا في نفسه و له محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة
اليونان الذي نزلوا مصر و تفصحوا بالعربية و كان هذا أول نقل في الإسلام من
لغة إلى لغة.
§ ابن خلكان: وصف خالد بن يزيد بقوله انه كان اعلم قريش بفنون العلم و
له كلام في صنعة الكيمياء و الطب و كان متقنا لهذين العلمين.
§ الجاحظ: قال عنه انه كان أول من أعطى الترجمة و الفلاسفة و قرب أهل الحكمة و رؤساء كل صنعة.
- و يقال أن خالد بن يزيد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه مريانس و
طلب منه أن يعلمه علم الصنعة و لم يكتفي بذلك و إنما طلب من آخر اسمه
اصطفن ترجمة ما أتى به مريانس إلى العربية.
- و قد اتجه بعض الباحثين الأوروبيين المحدثين أن يشككوا فيما نسب إلى خالد
بن يزيد من جهود في الترجمة إلى العربية مستهدفين غمس الإسلام و طمس دوره
في ظهور أعظم حضارة عرفتها البشرية في العصور الوسطى، و في ذلك شككوا أيضا
في شخصية جابر بن حيان الكوفي ( القرن 2 ﻫ) الذي يعتبر أبا لعلم الكيمياء و
أيضا شككوا في قسطنطين الأفريقي الذي ينسب إليه ترجمة مؤلفات العرب في
الطب إلى اللاتينية مما مهد لظهور مدرسة سالرنو الطبية. و قد ذهب الكاتب
لوتسيان كاسيموفتش إلى التشكيك في شخصية محمد في كتابه" لم يكن هناك محمد
إطلاقا" .
- و من الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد،
عمر بن عبد العزيز( 99- 101 ﻫ) حيث اصطحب معه عند ذهابه إلى الخلافة في
المدينة احد علماء مدرسة الإسكندرية بعد أن اسلم على يديه ابن ابجر واعتمد
عليه في صناعة الطب. و قد قام الخليفة عمر بن عبد العزيز أيضا بنقل علماء
مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة أنطاكيا سنة 100 ﻫ لكن هذا لا يعني أن مدرسة
الإسكندرية أغلقت بل ظلت قائمة في العصر العباسي و من أشهر أطبائها:
1. بليطان الذي اعتمد عليه هارون الرشيد (170-194 ﻫ) في علاج جارية له.
2. سعيد بن توفيل كان طبيب احمد بن طولون ( 254- 270 ﻫ).
- و من المدارس التي ازدهرت بالعلوم و الترجمة:
1. مدرسة الإسكندرية: إلا أن انغماسها في الجدل الديني حول بعض القضايا
المسيحية و بعدها نسبيا عن مركز الخلافة خاصة في العصر العباسي، جعل تأثير
مدارس الشرق و خاصة جنديسابور يبدو أكثر قوة.
2. مدرسة جنديسابور: اشتهرت هذه المدرسة بدراسة الطب و فيها ترجمت مؤلفات
اليونان في الطب إلى السريانية و بعد ذلك نقلت إلى العربية، و ينتسب إلى
هذه المدرسة أطباء أسرة بختيشوع الذين اشتهر منهم من عالجوا الخلفاء
العباسيين الأوائل.
3. مدرسة حران: و كانت مركزا للأثينيين الصابئة و هم من السريان الذين
اختلطوا باليونانية الوثنيين الفارين من الاضطهاد المسيحي، و ينسب إلى هذه
المدرسة: ثابت بن قرة الصابئي و له مؤلفات عديدة في الطب و عمل في خدمة
الخليفة المعتضد العباسي( 279-289 ﻫ) و كان من ذريته سنان بن ثابت الذي حظي
برضاء الخليفة القاهر. كما اشتهرت مدرسة حران بالفلك و ينسب إليها في هذا
المجال:
- عبد الله محمد البتاني - أبو جعفر الخازن
2. و الرأي الأصح في نشأة الترجمة:
- ترجع حركة الترجمة إلى صدر الإسلام في عهد الرسول الكريم (ص) و بتكليف
منه، فنُقل عن الصحابة رضوان الله عليهم: "من عرف لغة قوم امن شرهم" . و من
أشهر من تعلم السريانية في عهد الرسول هو زيد بن ثابت و قد تعلمها في ستين
يوما و تعلم كذلك الفارسية و الرومية.
- أقدم بردة في الإسلام تعود إلى سنة 22 ﻫ و عليها نص باسم عمرو بن العاص و
به ثلاثة اسطر باليونانية و الترجمة بالعربية تحتها، و بالتالي الترجمة
ظهرت في صدر الإسلام و ليس منذ العصر الأموي.
ج. تطور حركة الترجمة و ازدهارها:
حركة الترجمة إلى العربية أخذت تتسع و تزداد قوة في العصر العباسي بفضل:
1. تشجيع الخلفاء العباسيين و رعايتهم لهم و قد فتحوا بغداد أمام العلماء
و أجزلوا لهم العطاء و أضفوا عليهم ضروب التشريف و التشجيع بصرف النظر عن
مللهم و عقائدهم. في حين أن حركة الترجمة في العصر الأموي كانت محاولات
فردية لا يلبث أن تذبل بزوال الأفراد.
2. غدت ركنا من أركان سياسة الدولة فلم يعد جهد فردي سرعان ما يزول بزوال
الأفراد سواء حكام أو غير ذلك بل أصبح أمرا من أمور الدولة و ركنا من
أركانها.
و في حين أن الترجمة في العصر الأموي اقتصرت على الكيمياء و الفلك و
الطب، نجد انه في العصر العباسي صارت أوسع نطاقا بحيث شملت الفلسفة و
المنطق و العلوم التجريبية و الكتب الأدبية.
من أمثلة اهتمام الخلفاء العباسيين بالعلماء و المترجمين:
1. الخليفة أبا جعفر المنصور( 136- 158 ﻫ) : و قد عني بترجمة الكتب إلى
العربية سواء من اليونانية أو الفارسية، و في تلك المرحلة نقل حنين بن
إسحاق بعض كتب ابقراط و جالينوس في الطب و نقل ابن المقفع كتاب "كليلة و
دمنة" من الفهلوية.
2. هارون الرشيد (170 -194 ﻫ): عندما كثر أعداد العلماء في بغداد انشأ
لهم دار الحكمة لتكون بمثابة أكاديمية علمية يجتمع في رحابها المعلمون و
المتعلمون و حرص على تزويدها بالكتب التي نقلت من آسيا الصغرى و
القسطنطينية.
3. المأمون ( 198-218 ﻫ) : ازداد اهتماما ببيت الحكمة، فوسع من نشاطها و
ضاعف العطاء للمترجمين و قام بإرسال البعوث إلى القسطنطينية لاستحضار ما
يمكن الحصول عليه من مؤلفات يونانية في شتى ألوان المعرفة، فاخرج المأمون
لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر، و ابن البطريق فاخذوا مما اختاروا و قد ذكر
ابن النديم انه كان بين المأمون و إمبراطور القسطنطينية مراسلات بهذا
الشأن.
من اشهر المترجمين في العصر العباسي:
- ثيوفيل بن توما الرهاوي - جورجيس بن جبرائيل - يوحنا بن ماسويه
- الحجاج بن يوسف الكوفي - ثابت بن قرة - حنين بن اسحق
- اسحق بن حنين.
و نخص بالذكر حنين بن اسحق الذي ترجم كتبا عديدة في المنطق و الفلسفة و
الطبيعة لكن اغلب ما نقله كان في الطب و قد ترجم من اليونانية إلى
السريانية و العربية فترجم لجالينوس 95 كتابا إلى السريانية نقل منهم إلى
العربية 39 كتابا فقط.
د . تأثير الحضارات الأخرى في الحضارة الإسلامية:
أ- التأثير الفارسي:
كان التأثير الفارسي في الحضارة الإسلامية أقوى في مجال الأدب حيث كان
الأدب الفارسي الشرقي اقرب إلى ذوق العرب و أحاسيسهم من الأدب اليوناني.
في العصر العباسي قام من يجيدون اللغتين الفارسية و العربية بترجمة الكتب الفارسية و من هؤلاء :
- عبد الله بن المقفع - أبناء خالد - الحسن بن سهل
و نخص بالذكر المقفع حيث ترجم تاريخ الفرس و قيمهم و عاداتهم و سير ملوكهم فضلا عن كتب أدبية منها:
- كليلة و دمنة - الأدب الكبير - الأدب الصغير - كتاب اليتيمة
لم تكن حضارة الفرس في مجال الأدب فقط فقد امتلكوا تراثا في العلوم
الأخرى كالهندسة و الفلك و الجغرافيا، لكن تأثير اليونان في العلوم العقلية
كان أقوى من تأثير الفرس.
ب-التأثير اليوناني:
التأثير اليوناني في الأدب كان محدودا و لا يزيد عن نقل بعض الكلمات مثل:
- القنطار - الدرهم - القسطاس - الفردوس - بالإضافة إلى بعض الحكم
كانت الحضارة اليونانية ذات تأثير قوي في العلوم العقلية و هذا نتج عن
معتقدات اليونان أنفسهم و اهتمامهم بالعقل و ارتفاع شانه على حساب الأعمال
اليدوية أو المجال الأدبي، فنقل العرب عنهم في مجال الفلسفة عن أفلاطون و
أرسطو و في مجال الطب عن جالينوس و ابقراط.
لبرز مظاهر التأثير اليوناني كانت خلال العصر الهلينستي حيث امتزجت
حضارة اليونان بالقسم الشرقي و اخذ المسلمون منهم ما يتوافق مع الإسلام و
نبذوا ما يتعارض معه.
ت- لتأثير الهندي:
حركة الفتوح الإسلامية امتدت إلى الهند في أواخر القرن الأول الهجري، أي
في خلافة الوليد بن عبدالملك( 86 -96 ﻫ) و استؤنفت في منتصف القرن الثاني
الهجري في عهد أبي جعفر المنصور ( 136- 158 ﻫ) و نشطت مرة أخرى في القرن
الخامس الهجري، و ذكر في ذلك بعض المؤرخين:
- الجاحظ:" اشتهر الهند بالحساب و علم النجوم و أسرار الطب".
- الأصفهاني: " الهند لهم معرفة بالحساب و الخط الهندي و أسرار الطب و علاج فاحش الداء....".
جزء كبير من ثقافة الهند و علومهم انتقل إلى فارس بحكم العلاقات
التجارية بين الطرفين قبل الإسلام و من ذلك أن كسرى انوشروان أرسل طبيبه
برزويه إلى الهند لاستحضار كتب و مؤلفات في الطب فعاد بالكثير منها و يقال
أن قصة كليلة و دمنة انتقلت من الهند ضمن ما نقله برزويه من كتب بالإضافة
إلى لعبة الشطرنج.
عندما عكف المسلمون على ترجمة كتب الفرس إلى العربية نقلوا بين ثناياها
أجزاء من ثقافة الهنود و علومهم و أحيانا قام بعض المترجمين بنقل
السنسكريتية و هي اللغة الهندية إلى العربية مباشرة و منهم:
- منكة الهندي - ابن دهن الهندي
و من العلوم التي اخذ فيها المسلمون عن الهنود: الرياضيات و الفلك و الطب:
أ- الرياضيات:
- الأرقام الحسابية المستخدمة في العالم حاليا عرفها المسلمون عن الهنود و
عن المسلمين نقلت إلى الغرب، و قد عرف المسلمون هذه الأرقام باسم راشيكات
الهند.
- نقل عن الهنود الكثير من المصطلحات الرياضية مثل مصطلح الجيب في حساب المثلثات.
و استفاد العالم الرياضي أبا جعفر بن موسى الخوارزمي من معارف الهنود في الرياضيات.
ب- الفلك:
- أمر أبو جعفر المنصور سنة 154 ﻫ بترجمة كتاب في الفلك ألفه احد علماء
الهند و هو برهمكبت و قد كان باللغة السنسكريتية، كما أمر باستخراج زيجا من
ازيجة هذا الكتاب يستخدمه العرب لدراسة حركة الكواكب، و قد قام بترجمة هذا
الكتاب الفزاري و أنجز الزيج المشهور الذي ينسب إليه. كما اخذ المسلمون عن
الهنود كتاب "السند هند" في الفلك.
ت- الطب:
- من الكتب التي ترجمت إلى العربية عن الهندية في مجال الطب :
§ كتاب " السيرك" و قد ترجم أولا إلى الفارسية ثم من الفارسية إلى العربية عن طريق عبد الله بن علي.
§ كتاب " سسرد" نقله منكة عن الفارسية ليحيى بن خالد البر مكي.
§ كتاب "أسماء عقاقير الهند" نقله منكة عن اسحق بن سليمان.
§ كتاب " استنكر الجامع" نقله ابن دهن الهندي.
- من المعروف أن أطباء الهند نبغوا في استخدام الأعشاب الطبية في مداواة
الكثير من العلل و قد نقل المسلمين الكثير عن فوائد الأعشاب عن الهنود، و
بعض هذه الأعشاب لم يعرفها اليونان حيث لا تنبت إلا في أقاليم الهند و شرق
آسيا، و يقال أن خالد بن يحيى البر مكي جلب بعض أطباء الهند مثل:
- منكة - قلبرقل - سندباد
- و كان الاتصال بالحضارة الهندية مصحوبا بتعريب كثير من المصطلحات و
الأسماء مثل: - زنجبيل - كافور - خيرزان
- فلفل
فضلا عن ترجمة بعض القصص مثل كليلة و دمنة و السندباد كما سبقت الإشارة.
و إذا كان المسلمون اخذوا عن الحضارات السابقة فان هذا لا يقلل من شانها
لان الترجمة كانت مرحلة من مراحل الابتكار العلمي الإسلامي و هذه المراحل
هي:
1 . النقل و الترجمة. 2. الشرح و التفسير.
3 . النقد و التصحيح. 4. الإضافة و الابتكار.
أدت الفتوحات لاسكندر الأكبر إلى انتشار الحضارة اليونانية في غرب آسيا و
مصر مما اكسب هذه المنطقة طابع خاص أطلق عليه بعض المؤرخين اسم الحضارة
الهلينستية و هي ممتدة على الفترة من وفاة لاسكندر الأكبر يونيو 323 ق.م.
إلى القرن السابع الميلادي عندما جاء الفتح العربي. و تعد أشهر مراكز
الحضارة اليونانية:
- الإسكندرية - أنطاكيا - نصيبين - جنديسابور
قبل ظهور الإسلام نهض السريان بدور كبير في ترجمة معارف اليونان و علومهم إلى اللغة السريانية، و الذي ساعد السريان على ذلك:
2. كثير من علماء اليونان تركوا بلادهم تحت تأثير الاضطهادات الدينية و
المذهبية و اتجهوا شرقا حيث استقروا في مدينة الرها شمال العراق و هناك
أسسوا مدرسة انتعشت في القرن الخامس الميلادي.
3. عندما أغلق زينون (474 – 491 م) إمبراطور القسطنطينية مدرسة الرها سنة
489 م رحل علماؤها إلى نصيبين حيث أسسوا مدرسة اشتهرت في ميادين الفلسفة
اليونانية و الطب اليوناني.
4. عندما أغلق جستنيان الأول ( 527- 565 م) مدرسة أثينا الوثنية سنة 528 م
هجرها علماؤها و اتجهوا شرقا يبحثون عن مأوى في أحضان دولة الفرس.
و عندما استقر السريان في جنديسابور التابعة للفرس أقام كسرى انوشروان (
531- 579 م) بيمارستان للطب. و تقع جنديسابور هذه في إقليم خوزستان و قد
أسسها سابور الأول لتكون معسكرا و معقلا لأسرى الروم و لذلك كانت اللغة
اليونانية معروفة فيها.
عندما استقر العلماء اليونان في جنديسابور اشتهروا بالدراسات الطبية و
ذاعت شهرتهم و صار علماؤها يضعون قوانين العلاج و قد ظلت قائمة و مستمرة في
ظل الإسلام، حتى أن الخليفة أبا جعفر المنصور ( 136- 158 ﻫ) عندما مرض
احضروا له جرجيس بن بختيشوع رئيس أطباء جنديسابور و منذ ذلك الوقت اشتهر آل
بختيشوع في بلاط الخلافة ببغداد.
في حين اشتهار مدرسة جنديسابور ظلت الإسكندرية بمصر ( تأسست 331 ق.م.) و
مدرسة أنطاكيا شمال الشام (تأسست 300 ق.م.) تمتلك قواعد ثابتة في الفلسفة و
المعارف و العلوم اليونانية.
نجد أن الفلسفة و الفكر اليوناني اتخذ طابع مميز في الشرق في العصر
الهلينستي لاصطباغه بصبغة شرقية واضحة و من ابرز ما يمثل هذا هو مذهب
الأفلاطونية المحدثة التي اشتهرت به مدرسة الإسكندرية و الذي أسسه أفلاطون
المصري أو السكندري.
و عن المدارس الشرقية التي استوعبت الفكر اليوناني سرعان ما غدت مراكز
إشعاع للحضارة اليونانية و اشتهرت بالفلسفة و الطب و التشريح و الرياضيات و
الفيزياء و الكيمياء و قد جاء نشاط هذه المدارس مصحوبا بنشاط في الترجمة،
إذ حرص السريان على نقل الكثير من الكتب اليونانية التي ضاعت أصولها إلى
السريانية، و هي احد اللغات الآرامية. و من أشهر مراكز السريان هو مركز
مدينة الحران إلى الجنوب من الرها، و قد كانت السريانية بمثابة اللغة
العالمية للمعرفة و العلم في منطقة الشرق الأدنى و ذلك قبل ظهور الإسلام. و
كان يعيب على الترجمة السريانية أنها ترجمة حرفية مما سبب ضياع المعنى
للنص المترجم في بعض الأحيان. و قد أسهم السريان كذلك في ترجمة بعض الكتب
عن الفهلوية و هي اللغة الفارسية و منها: كتاب "كليلة و دمنة" و "السند
باد".
عندما ظهر الإسلام و فتح المسلمون فارس و العراق و الشام و مصر في القرن
7م، رؤوا ما في هذه البلاد من مدارس تحتضن حضارة اليونان و فكرهم و لم
يكونوا على جهل بهذه الثقافات جهلا تاما، لان بعض المؤثرات الثقافية من
المدارس السابقة تسربت إليهم. و بفضل ما أثاره الإسلام من حماسة للعلم و
حثهم على التسامح إزاء الديانات الأخرى أدى ذلك إلى تزود المسلمين بقسط
نافع من الثقافات التي التقوا بها و لم يكن السبيل إلى معرفتها إلا
بترجمتها.
ب. نشأة حركة الترجمة و ظهورها ( الترجمة بعد الإسلام):
هناك رأيين مختلفين حول نشأة حركة الترجمة في الحضارة الإسلامية، الأول
من الكتاب المقرر و الثاني يتعلق بالرأي الأصح في مسالة نشأة الترجمة في
الإسلام:
1. رأي الكتاب:-
- و يقول هذا الرأي أن الجذور الأولى لحركة الترجمة إلى العربية في أوائل
العصر الأموي حيث ذكر في المصادر أن خالد بن يزيد بن معاوية و الملقب بحكيم
آل مروان أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب و علم الصنعة
(الكيمياء) لترجمتها إلى العربية و ذلك بعدما أقصى عن الخلافة طواعية و
يقول عنه:
§ ابن النديم: و قد ذكر في "الفهرست" أن خالد كان يسمى حكيم آل مروان و
كان فاضلا في نفسه و له محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة
اليونان الذي نزلوا مصر و تفصحوا بالعربية و كان هذا أول نقل في الإسلام من
لغة إلى لغة.
§ ابن خلكان: وصف خالد بن يزيد بقوله انه كان اعلم قريش بفنون العلم و
له كلام في صنعة الكيمياء و الطب و كان متقنا لهذين العلمين.
§ الجاحظ: قال عنه انه كان أول من أعطى الترجمة و الفلاسفة و قرب أهل الحكمة و رؤساء كل صنعة.
- و يقال أن خالد بن يزيد استقدم من الإسكندرية راهبا بيزنطيا اسمه مريانس و
طلب منه أن يعلمه علم الصنعة و لم يكتفي بذلك و إنما طلب من آخر اسمه
اصطفن ترجمة ما أتى به مريانس إلى العربية.
- و قد اتجه بعض الباحثين الأوروبيين المحدثين أن يشككوا فيما نسب إلى خالد
بن يزيد من جهود في الترجمة إلى العربية مستهدفين غمس الإسلام و طمس دوره
في ظهور أعظم حضارة عرفتها البشرية في العصور الوسطى، و في ذلك شككوا أيضا
في شخصية جابر بن حيان الكوفي ( القرن 2 ﻫ) الذي يعتبر أبا لعلم الكيمياء و
أيضا شككوا في قسطنطين الأفريقي الذي ينسب إليه ترجمة مؤلفات العرب في
الطب إلى اللاتينية مما مهد لظهور مدرسة سالرنو الطبية. و قد ذهب الكاتب
لوتسيان كاسيموفتش إلى التشكيك في شخصية محمد في كتابه" لم يكن هناك محمد
إطلاقا" .
- و من الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد،
عمر بن عبد العزيز( 99- 101 ﻫ) حيث اصطحب معه عند ذهابه إلى الخلافة في
المدينة احد علماء مدرسة الإسكندرية بعد أن اسلم على يديه ابن ابجر واعتمد
عليه في صناعة الطب. و قد قام الخليفة عمر بن عبد العزيز أيضا بنقل علماء
مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة أنطاكيا سنة 100 ﻫ لكن هذا لا يعني أن مدرسة
الإسكندرية أغلقت بل ظلت قائمة في العصر العباسي و من أشهر أطبائها:
1. بليطان الذي اعتمد عليه هارون الرشيد (170-194 ﻫ) في علاج جارية له.
2. سعيد بن توفيل كان طبيب احمد بن طولون ( 254- 270 ﻫ).
- و من المدارس التي ازدهرت بالعلوم و الترجمة:
1. مدرسة الإسكندرية: إلا أن انغماسها في الجدل الديني حول بعض القضايا
المسيحية و بعدها نسبيا عن مركز الخلافة خاصة في العصر العباسي، جعل تأثير
مدارس الشرق و خاصة جنديسابور يبدو أكثر قوة.
2. مدرسة جنديسابور: اشتهرت هذه المدرسة بدراسة الطب و فيها ترجمت مؤلفات
اليونان في الطب إلى السريانية و بعد ذلك نقلت إلى العربية، و ينتسب إلى
هذه المدرسة أطباء أسرة بختيشوع الذين اشتهر منهم من عالجوا الخلفاء
العباسيين الأوائل.
3. مدرسة حران: و كانت مركزا للأثينيين الصابئة و هم من السريان الذين
اختلطوا باليونانية الوثنيين الفارين من الاضطهاد المسيحي، و ينسب إلى هذه
المدرسة: ثابت بن قرة الصابئي و له مؤلفات عديدة في الطب و عمل في خدمة
الخليفة المعتضد العباسي( 279-289 ﻫ) و كان من ذريته سنان بن ثابت الذي حظي
برضاء الخليفة القاهر. كما اشتهرت مدرسة حران بالفلك و ينسب إليها في هذا
المجال:
- عبد الله محمد البتاني - أبو جعفر الخازن
2. و الرأي الأصح في نشأة الترجمة:
- ترجع حركة الترجمة إلى صدر الإسلام في عهد الرسول الكريم (ص) و بتكليف
منه، فنُقل عن الصحابة رضوان الله عليهم: "من عرف لغة قوم امن شرهم" . و من
أشهر من تعلم السريانية في عهد الرسول هو زيد بن ثابت و قد تعلمها في ستين
يوما و تعلم كذلك الفارسية و الرومية.
- أقدم بردة في الإسلام تعود إلى سنة 22 ﻫ و عليها نص باسم عمرو بن العاص و
به ثلاثة اسطر باليونانية و الترجمة بالعربية تحتها، و بالتالي الترجمة
ظهرت في صدر الإسلام و ليس منذ العصر الأموي.
ج. تطور حركة الترجمة و ازدهارها:
حركة الترجمة إلى العربية أخذت تتسع و تزداد قوة في العصر العباسي بفضل:
1. تشجيع الخلفاء العباسيين و رعايتهم لهم و قد فتحوا بغداد أمام العلماء
و أجزلوا لهم العطاء و أضفوا عليهم ضروب التشريف و التشجيع بصرف النظر عن
مللهم و عقائدهم. في حين أن حركة الترجمة في العصر الأموي كانت محاولات
فردية لا يلبث أن تذبل بزوال الأفراد.
2. غدت ركنا من أركان سياسة الدولة فلم يعد جهد فردي سرعان ما يزول بزوال
الأفراد سواء حكام أو غير ذلك بل أصبح أمرا من أمور الدولة و ركنا من
أركانها.
و في حين أن الترجمة في العصر الأموي اقتصرت على الكيمياء و الفلك و
الطب، نجد انه في العصر العباسي صارت أوسع نطاقا بحيث شملت الفلسفة و
المنطق و العلوم التجريبية و الكتب الأدبية.
من أمثلة اهتمام الخلفاء العباسيين بالعلماء و المترجمين:
1. الخليفة أبا جعفر المنصور( 136- 158 ﻫ) : و قد عني بترجمة الكتب إلى
العربية سواء من اليونانية أو الفارسية، و في تلك المرحلة نقل حنين بن
إسحاق بعض كتب ابقراط و جالينوس في الطب و نقل ابن المقفع كتاب "كليلة و
دمنة" من الفهلوية.
2. هارون الرشيد (170 -194 ﻫ): عندما كثر أعداد العلماء في بغداد انشأ
لهم دار الحكمة لتكون بمثابة أكاديمية علمية يجتمع في رحابها المعلمون و
المتعلمون و حرص على تزويدها بالكتب التي نقلت من آسيا الصغرى و
القسطنطينية.
3. المأمون ( 198-218 ﻫ) : ازداد اهتماما ببيت الحكمة، فوسع من نشاطها و
ضاعف العطاء للمترجمين و قام بإرسال البعوث إلى القسطنطينية لاستحضار ما
يمكن الحصول عليه من مؤلفات يونانية في شتى ألوان المعرفة، فاخرج المأمون
لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر، و ابن البطريق فاخذوا مما اختاروا و قد ذكر
ابن النديم انه كان بين المأمون و إمبراطور القسطنطينية مراسلات بهذا
الشأن.
من اشهر المترجمين في العصر العباسي:
- ثيوفيل بن توما الرهاوي - جورجيس بن جبرائيل - يوحنا بن ماسويه
- الحجاج بن يوسف الكوفي - ثابت بن قرة - حنين بن اسحق
- اسحق بن حنين.
و نخص بالذكر حنين بن اسحق الذي ترجم كتبا عديدة في المنطق و الفلسفة و
الطبيعة لكن اغلب ما نقله كان في الطب و قد ترجم من اليونانية إلى
السريانية و العربية فترجم لجالينوس 95 كتابا إلى السريانية نقل منهم إلى
العربية 39 كتابا فقط.
د . تأثير الحضارات الأخرى في الحضارة الإسلامية:
أ- التأثير الفارسي:
كان التأثير الفارسي في الحضارة الإسلامية أقوى في مجال الأدب حيث كان
الأدب الفارسي الشرقي اقرب إلى ذوق العرب و أحاسيسهم من الأدب اليوناني.
في العصر العباسي قام من يجيدون اللغتين الفارسية و العربية بترجمة الكتب الفارسية و من هؤلاء :
- عبد الله بن المقفع - أبناء خالد - الحسن بن سهل
و نخص بالذكر المقفع حيث ترجم تاريخ الفرس و قيمهم و عاداتهم و سير ملوكهم فضلا عن كتب أدبية منها:
- كليلة و دمنة - الأدب الكبير - الأدب الصغير - كتاب اليتيمة
لم تكن حضارة الفرس في مجال الأدب فقط فقد امتلكوا تراثا في العلوم
الأخرى كالهندسة و الفلك و الجغرافيا، لكن تأثير اليونان في العلوم العقلية
كان أقوى من تأثير الفرس.
ب-التأثير اليوناني:
التأثير اليوناني في الأدب كان محدودا و لا يزيد عن نقل بعض الكلمات مثل:
- القنطار - الدرهم - القسطاس - الفردوس - بالإضافة إلى بعض الحكم
كانت الحضارة اليونانية ذات تأثير قوي في العلوم العقلية و هذا نتج عن
معتقدات اليونان أنفسهم و اهتمامهم بالعقل و ارتفاع شانه على حساب الأعمال
اليدوية أو المجال الأدبي، فنقل العرب عنهم في مجال الفلسفة عن أفلاطون و
أرسطو و في مجال الطب عن جالينوس و ابقراط.
لبرز مظاهر التأثير اليوناني كانت خلال العصر الهلينستي حيث امتزجت
حضارة اليونان بالقسم الشرقي و اخذ المسلمون منهم ما يتوافق مع الإسلام و
نبذوا ما يتعارض معه.
ت- لتأثير الهندي:
حركة الفتوح الإسلامية امتدت إلى الهند في أواخر القرن الأول الهجري، أي
في خلافة الوليد بن عبدالملك( 86 -96 ﻫ) و استؤنفت في منتصف القرن الثاني
الهجري في عهد أبي جعفر المنصور ( 136- 158 ﻫ) و نشطت مرة أخرى في القرن
الخامس الهجري، و ذكر في ذلك بعض المؤرخين:
- الجاحظ:" اشتهر الهند بالحساب و علم النجوم و أسرار الطب".
- الأصفهاني: " الهند لهم معرفة بالحساب و الخط الهندي و أسرار الطب و علاج فاحش الداء....".
جزء كبير من ثقافة الهند و علومهم انتقل إلى فارس بحكم العلاقات
التجارية بين الطرفين قبل الإسلام و من ذلك أن كسرى انوشروان أرسل طبيبه
برزويه إلى الهند لاستحضار كتب و مؤلفات في الطب فعاد بالكثير منها و يقال
أن قصة كليلة و دمنة انتقلت من الهند ضمن ما نقله برزويه من كتب بالإضافة
إلى لعبة الشطرنج.
عندما عكف المسلمون على ترجمة كتب الفرس إلى العربية نقلوا بين ثناياها
أجزاء من ثقافة الهنود و علومهم و أحيانا قام بعض المترجمين بنقل
السنسكريتية و هي اللغة الهندية إلى العربية مباشرة و منهم:
- منكة الهندي - ابن دهن الهندي
و من العلوم التي اخذ فيها المسلمون عن الهنود: الرياضيات و الفلك و الطب:
أ- الرياضيات:
- الأرقام الحسابية المستخدمة في العالم حاليا عرفها المسلمون عن الهنود و
عن المسلمين نقلت إلى الغرب، و قد عرف المسلمون هذه الأرقام باسم راشيكات
الهند.
- نقل عن الهنود الكثير من المصطلحات الرياضية مثل مصطلح الجيب في حساب المثلثات.
و استفاد العالم الرياضي أبا جعفر بن موسى الخوارزمي من معارف الهنود في الرياضيات.
ب- الفلك:
- أمر أبو جعفر المنصور سنة 154 ﻫ بترجمة كتاب في الفلك ألفه احد علماء
الهند و هو برهمكبت و قد كان باللغة السنسكريتية، كما أمر باستخراج زيجا من
ازيجة هذا الكتاب يستخدمه العرب لدراسة حركة الكواكب، و قد قام بترجمة هذا
الكتاب الفزاري و أنجز الزيج المشهور الذي ينسب إليه. كما اخذ المسلمون عن
الهنود كتاب "السند هند" في الفلك.
ت- الطب:
- من الكتب التي ترجمت إلى العربية عن الهندية في مجال الطب :
§ كتاب " السيرك" و قد ترجم أولا إلى الفارسية ثم من الفارسية إلى العربية عن طريق عبد الله بن علي.
§ كتاب " سسرد" نقله منكة عن الفارسية ليحيى بن خالد البر مكي.
§ كتاب "أسماء عقاقير الهند" نقله منكة عن اسحق بن سليمان.
§ كتاب " استنكر الجامع" نقله ابن دهن الهندي.
- من المعروف أن أطباء الهند نبغوا في استخدام الأعشاب الطبية في مداواة
الكثير من العلل و قد نقل المسلمين الكثير عن فوائد الأعشاب عن الهنود، و
بعض هذه الأعشاب لم يعرفها اليونان حيث لا تنبت إلا في أقاليم الهند و شرق
آسيا، و يقال أن خالد بن يحيى البر مكي جلب بعض أطباء الهند مثل:
- منكة - قلبرقل - سندباد
- و كان الاتصال بالحضارة الهندية مصحوبا بتعريب كثير من المصطلحات و
الأسماء مثل: - زنجبيل - كافور - خيرزان
- فلفل
فضلا عن ترجمة بعض القصص مثل كليلة و دمنة و السندباد كما سبقت الإشارة.
و إذا كان المسلمون اخذوا عن الحضارات السابقة فان هذا لا يقلل من شانها
لان الترجمة كانت مرحلة من مراحل الابتكار العلمي الإسلامي و هذه المراحل
هي:
1 . النقل و الترجمة. 2. الشرح و التفسير.
3 . النقد و التصحيح. 4. الإضافة و الابتكار.
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:05
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:52
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الجمعة 15 أبريل 2011 - 0:38
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
السبت 16 أبريل 2011 - 11:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
السبت 16 أبريل 2011 - 16:08
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 17 أبريل 2011 - 15:55
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 21:49
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأربعاء 20 أبريل 2011 - 21:01
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 24 أبريل 2011 - 14:43
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 24 أبريل 2011 - 15:50
بارك الله فيك على تقدمه من اضافة راقية
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 24 أبريل 2011 - 17:50
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 24 أبريل 2011 - 23:42
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 4:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 1 مايو 2011 - 13:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 1 مايو 2011 - 17:05
- محمد الجمعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 972
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأربعاء 4 مايو 2011 - 12:21
- badrakhaneعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4433
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الخميس 5 مايو 2011 - 23:59
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الإثنين 9 مايو 2011 - 2:52
بارك الله فيك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
- KingSoftعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الإثنين 9 مايو 2011 - 12:36
مشكور وبارك الله فيك على الموضوع المميز
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الإثنين 9 مايو 2011 - 23:30
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الجمعة 13 مايو 2011 - 0:49
- حمدي غيثعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4049
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
السبت 14 مايو 2011 - 22:14
شكرا لك وبارك الله فيك
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الجمعة 19 أغسطس 2011 - 16:21
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الثلاثاء 23 أغسطس 2011 - 2:02
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 5:56
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
السبت 27 أغسطس 2011 - 2:08
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأربعاء 31 أغسطس 2011 - 11:49
أكرمك الله على الموضوع الرائع والجميل
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الخميس 1 سبتمبر 2011 - 18:16
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: دراسات في تاريخ الحضارة الاسلامية العربية
الأحد 4 سبتمبر 2011 - 12:58
جزاك الله خير الجزاء
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى