علوم القرءان

علوم القرءان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هو الأول بلا ابتداء و
الآخر بلا انتهاء ،له الخلق و الأمر و بيده التدبير و التكوين سبحانه ،
ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.

وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن البعث حق ،و الجنة حق، وأن النار حق ، و
أن الله تعالى له الأولى و الآخرة و هو الحكيم الخبير.
فلا بأس أن أصرد لكم هذه العلوم ألا و
هي علوم القرءان الكريم الذي هو جوهرة ثمينة و نفيسة و لآلئ مضيئة و أنوار
عن كتاب الله تضيء للمؤمن حياته و تنورله طريقه وهو الهدى المنير لمن
اهتدى،راجية من الله التوفيق .
القرءان الكريم :هو كلام الله المعجز المنزل على النبي محمد (صلى الله عليه و سلم )المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته .
و المراد بعلم القرءان : كل علم يخدم القرءان أو يستند منه و يؤخذ منه و يشمل علم التفسير، وعلم القراءات، وعلم الإعجاز ، وعلم الرسم العثماني ، وعلم أسباب النزول ، و كل علم يساعد على فهم كالنحو و الصرف و البلاغة .
تاريخ علوم القرءان
*كان الرسول (صلى الله عليه وسلم)وأصحابه (رضوان الله عليهم)يعرفون عن القرءان و علومه ، فلم تكن لهم حاجة إلى التدوين والتأليف، و لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كان
يتلقى الوحي عن الله وحده ، والله تعالى كتب على نفسه ليجمعنه له في صدره ،
وليطلقن لسانه بقراءته و ترتيله ، و ليميطن له اللثام عن معانيه و أسراره و
إ ذا شئت فاقرأ قوله تعالى :{لا تحرك به لسانك لتعجل به 16 إن علينا جمعه و قرءانه 17 فإذا قرأناه فاتبع قرءانه 18 ثم إن علينا بيانه19} سورة القيامة آية : 16\19.ثم بلغ االرسول (صلى الله عليه وسلم )
ما أنزل عليه لأصحابه ، و قرأه على الناس على مكث أي: على تمهل و بطء ،
ليحسنوا أخذه ، و يحفظوا لفظه ، و يفهموا سره ، ثم شرح الرسول (صلى الله عله وسلم )لهم االقرءان بقوله ، و بتقريره و بخلقه، أي بالسنة الجامعة لأقواله ، و أفعاله ، و تقريراته ، وصفاته ، مصداقا لقله سبحانه وتعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ماأنزل إليهم و لعلهم يتفكرون } سورة النحل آية 44\.وكان الصحابة (رضوان الله عليهم)وقتئد
عربا خلصا ،متمتعين بجميع خصائص العروبة و مزاياها الكاملة، من قوة في
الحفظ ،و ذكاء في القريحة، و تذوق للبيان ،حتى أدركوا من علوم القرءان ،
بصفاء فطرتهم ، ما لم نستطيع أن ندركه مع زحمة العلوم ، وكثرة الفنون .
ععهد التمهيد لتدوين علوم القرءان
ثم جاءت خلافة عثمان (رضي الله عنه )
وقد اتسعت رقعة الإسلام، و اختلط العرب الفاتحون بالأمم التي لا تعرف
العربية ، و خيف أن تذوب خصائص العروبة ، بل خيف على القرءان نفسه أن يختل
المسلمو ن فيه إن لم يجتمعوا على مصحف واحد إمام ، فتكو ن فتنة في الأرض و
فسادا ، فلهذا أمر (رضي الله عن )أن يجمع القرءا ن في مصحف إمام، و أن ينسخ منه مصاحف يبعث بها إلى أقطار الإسلام ،و بهذا العمل و ضع عثمان (رضي الله عنه)الأساس لما نسميه [علم رسم القرءان أو علم الرسم العثماني ].
ثم جاء علي (رضي الله عن )فلاحظ
الأعجمية تحيف على اللغة العربية ، و سمع ما أوجس منه خيفة على لسان العرب
، فأمر أبا الأسود الدؤلى أن يضع بعض قواعد لحماية لغة القرءان من العبث و
الخلل ، و خط له الخطط و شرع له المنهج ، وبذلك يمكنن أن نعتبرأن عليا قد
وضع الأساس لما نسميه علم النحو، ويتبعه علم إعراب القرءان .