الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
+10
TOTO
tarzan
مصطفى
ABBASSE
دادي
عربي
JABAdor
Admin
مصطفى شحاذة
ام بدر
14 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الخميس 2 يونيو 2011 - 13:37
إن لكل بلد ما يميزه في المجال المادي، كالعمارة وما إليها من منشآت غالبا ما تدخل في نطاق الحضارة، كما أن له في الميدان الأدبي ما يطبعه من خصائص تبرزها المفاهيم والأفكار والقيم وما يرتبط بها من مبدعات وأنماط سلوكية وممارسات واعية أو عفوية، وما تعكسه من عادات وتقاليد وما إليها من نظم اجتماعية وغيرها،هي التي اعتاد الناس أن يطلقوا الثقافة؛وإن كنا لا نرى ما يبرر هذا التفريق، لما بين الحضارة والثقافة من تداخل وتكامل.
ومن ثم يمكن القول بأن الثقافة وهي ظاهرة طبيعية، تتضمن مجموع العناصر الإنسانية التي تشكل فكر الإنسان وسلوكه وتضبط علاقاته مع غيره، أي مع الكون والحياة والناس.وهي عناصر تكتسب بالتعلم والممارسة، إلى جانب ما يتوارث بالفطرة والغريزة، في تمايز بين المجتمعات، وقابلية وللتواصل والاحتكاك،وتبادل التأثر والتأثير، وقدرة على صنع هذه العناصر وإخضاعها تلقائيا للحاجات بالتكييف والتطوير والتغيير.
إن الثقافة بهذا نشاط إنساني وفعالية تحرك الوجود، في تفاعل يفضي إلى التنوع والتعدد، وإلى التباين والاختلاف، وفق معطيات مختلفة بيئية وفكرية ونفسية، وحتى جسمية،هي التي تتيح إنشاء ثقافة بخصوصيات معينة، قد تلتقي مع غيرها في تكامل يتحقق معه التماثل والوحدة، ومعهما تتسنى للأفراد والمجتمعات حياة ذاتية خاصة، وحياة عامة مشتركة من خلالها يكون التواصل والتعارف في نطاق ما يجمع من مصالح لازمة ومنافع ضرورية.
وعلى الرغم من أن مظاهر هذا النشاط ـ سواء في بعدها المادي أو الأدبي ـتتعرض عبر الأزمنة المتعاقبة لقليل أو كثير من التطوير وربما التغيير، فإنها تظل محتفظة بملامح ثابتة قد تتفرد بها دالة على طبيعة الإنسان الذي يتسم بها أو تتسم بها حياته، مما قد يؤدي في البحث الأنتروبولوجي بصفة خاصة إلى استنتاجات تصل إلى حد تحديد انتماء هذا الإنسان إلى جنس معين أو سلالة محددة.
بمثل هذه الأبعاد التي تكون للثقافة وغيرها يمكن استخلاص ملامح الشخصية في جوانبها المختلفة، والمقصود بها الملامح الثابتة وإن ثبوتا نسبيا بالقياس إلى السمات المتغيرة. وانطلاقا من تلك الملامح يمكن التمييز بين وشخصية وأخرى، أي بين مجتمع وآخر، وربما فرد وآخر؛ دون إغفال المقومات التي غالبا ما تطبع المنتمين إلى مجتمع بعينه، والتي تجعل منهم أصحاب تفكير تركيبي أو ذهنية ذاتية، وكذا أصحاب سلوك قد يتسم بالهدوء والاعتدال أ, الحدة والتطرف
ذلكم أن أي مجتمع يشكل لنفسه ثقافة تستجيب لحاجاته الفكرية والنفسية والاجتماعية . وبقدر ما تكون هذه الاستجابة تكون قوة الثقافة.وبقدر ما تكون مضامين هذه الثقافة متكاملة وهادفة لغايات، يكون اتجاه الثقافة في خط علمي عملي، أو في خط وهمي خرافي، وإن كانا معا يسعيان إلى تنظيم المعارف والعلاقات وأنماط الحياة المختلفة، وربطها جميعا بالمعتقدات التي يقع الاطمئنان إليها عند تفسير الخوارق التي تستعصي على إدراك البشر
وإن دراسة ثقافة ما لتقتضي التوسل بمناهج متعددة، تاريخية وإتنولوجية ولغوية ونفسية وأنتروبولوجيية،وخاصة منهج الأنتروبولوجيا الثقافية التي تدرس الظاهرة الثقافية من حيث مكوناتها وخصائصها وعلاقاتها بغيرها، وما عرفته من تطور خلال الأزمان، وفق معايير ومقاييس إذا ما حللت الثقافة في ضوئها أمكن التحفز من الماضي لاستشراف المستقبل.
وليس من شك في أن الثقافة في عمومها، ومن خلال تتبع شتى ظواهرها في بلد معين، تكشف مدى ملاءمة ما لهذا البلد من معطيات بيئية،مع ما يعتمل فيه من عناصر تاريخية،وكذا مع المقومات البشرية لساكنيه،وحاجتهم إلى التواصل وأدوات لهذا التواصل.
وقد يتجمع ذلك كله في الواقع الذي تصبح الثقافة اختزالا له ولعلاقة الإنسان به، عبر أشكال تعبيرية مختلفة مكتوبة وشفوية، ومن خلال تلك الأدوات وفي طليعتها اثنتان:
ـ اللغة،ليس فقط باعتبارها ألفاظا لها دلالات،ولكن باعتبارها رموزا تخفي مفاهيم ورؤى يختلف الكشف عنها من مجتمع لآخر، وربما من فرد لآخر، حسب القدرة على التفكير والإعراب عنه.
ـ المعتقد الذي هو في الحقيقة يشكل روح تلك الثقافة وجوهرها،والكل المتحكم في الأجزاء، مهما تكن هذه الأجزاء متنوعة ومتعددة وغنية خصيبة، ومهما تكن الشبكة التي تشكلها دقيقة ومتفرعة.
وإذا كانت هذه "الشبكة الثقافية" تبدو ملتئمة الخيوط ملتحمة النسيج، بعد فترات تفاعل ومراحل مخاض، عن طريق احتكاك قد يبلغ حد الصراع، فإن مرد ذلك إلى تمحورها حول نواة هي التي يمكن أن نعتبرها أصلا أو أصولا لتلك الثقافة؛ داخلها وانطلاقا منها يحدث التأقلم ويتحقق التوحد، أي يتشكل الكيان الذي يضم ما قد تمثله الثقافة في حال تنوع روافدها وتعدد فروعها، ومعه تتشكل ذات الجماعة وشخصية الأمة بعيدا عن أي مظهر للتشتت والانفصام أو التمزق والانقسام
وإضافة إلى ما يكون لهذه الأصول من رسوخ عميق في النفوس، وفي شتى محتويات الثقافة وأشكالها، فإنها تكون باستمرار حافزة إلى استحضارها وإحيائها والاستمداد منها، لا سيما عند الشعور بمضامين وأشكال ثقافية بعيدة عن تلك الأصول، تزعج وتهدد بتسرباتها البطيئة الخفية أو السريعة المكشوف
على أن الحديث عن الأصول لا يعني فقط الوصول إلى الجذور الأولية أو البدائية التي لا تنجلي بعض آثارها إلا بالحفر والتخمين، على أهمية هذه الجذور وإبراز ما لها من أثر، بقدر ما يعني كذلك الوقوف على الثوابت التي عبرتها مختلف موجات الحياة، وتعاقبت عليها شتى دورات النمو، فلم تزدها إلا غنى وقوة كانت بهما قادرة على امتصاص ما يوافقها وينسجم معها، وكذا على نفي ما يشوبها أو يتناقض معها؛ شأنها في ذلك شأن الجسم يرفض ما هو غريب عنه ودخيل، طالما أنه ينعم بالصحة والحيوية والمناعة، ويتمتع بإمكانات الصمود والاستمرار ولعل في قدرة هذه الثوابت على اكتساب الجديد الملائم لها ما يجعلها على الدوام تسير في خط الرقي والتقدم، غير ساكنة جامدة ولا منتكسة متخلفة.
وحين نوجه نظرنا نحو المغرب، فإننا لا نرى إمكان الحديث عنه في جميع شؤونه ومتعلقاته، ثقافية كانت أو غيرها، من غير أن نستحضر عنصرين اثنين: موقعه وسكانه
ـ أما الموقع فمحصور في أقصى شمال القارة الإفريقية، مطلا على بحرين عظيمين،أحدهما وهو الأطلسي لم يكن خلال التاريخ القديم سوى فضاء مظلم، والآخر وهو الأبيض المتوسط كان على الدوام معبرا بين الشرق والغرب ومجال حركة حضارية وثقافية مستمرة. والمغرب بانتمائه الإفريقي يبدو ممدود النظر واليد باستمرار للشرق من جهة، ولما بعد الصحراء من جهة أخرى؛ في حين يواجه في شماله قارة أروبية كان له مع بعض دولها كثير من الاحتكاك والصدام، في مد وجزر لم يعرف الانقطاع قط.
والمغرب بحكم هذا الموقع المحتوم وما يفرضه عليه، كان على امتداد الحقب يعاني تأرجحا إن لم نقل اضطرابا وحيرة بين الانفتاح على التيارات التي تهب عليه رياحها، وبين الانغلاق حماية لنفسه من الزوابع التي قد تصاحب هذه الرياح،مما جعله في نهاية الأمر يشعر بشيء من الانعزال عن المراكز التي كانت تظهر فيها الديانات،وتعتمل فيها الحضارات والثقافات، لا سيما الشرق
ـ وأما السكان، فلا نرى حاجة إلى أن نثبت أنهم من البربر الأمازيغ ومن العرب، بحكم اندماجهم داخل بوتقة الإسلام باعتباره رسالة إنسانية عالمية، وبدءا من عصره الأول، يكونون نسيجا مغربيا متلاحما ذابت فيه كل الفوارق وزالت به جميع العناصر الجزئية، إلا ما كان من بعض الخصوصيات الثقافية التي استطاع التشكيل الاجتماعي أن يهضمها ويدمجها أو يحتفظ بها ويغتني، كبعض العادات والممارسات وأنماط الفنون والآداب المنبعثة من إبداع اللهجات المحلية؛ دون أن ننسى أن أولئك البربر هم عرب في الأصل، إذ ليس يخفى أن المؤرخين ودارسي الأجناس والسلالات أثبتوا للعرب أصولا في إفريقيا الشمالية التي منها اتجهوا منذ العصرين الحجري القديم والحديث، أي قبل الميلاد بأزيد من عشرة آلاف عام،إلى شبه الجزيرة العربية، حيث استقروا بجنوبها في أول الأمر، مارين بمعبر السويس في مصر.كما أثبتوا الشبه بينهم وبين البربر، لا سيما فيما يتعلق بالملامح الخلقية الجنسية، وحتى اللغوية والفنية، إضافة إلى بعض العادات وما إليها من مظاهر اجتماعية. في حين يرى غير هؤلاء من علماء الحفريات، أن العرب هم الذين نزحوا منذ هذين العصرين إلى الشمال الإفريقي وافدين من شبه الجزيرة العربية، وأنهم اختلطوا عند وصولهم بشعوب أخرى كانت قادمة من أروبا عبر شبه الجزيرة الإيبيرية.
مهما يكن فإن أصل السكان المغاربة كامن في العروبة الحميرية التي تربطهم بشبه الجزيرة العربية، وكامن كذلك فيما يثبته الواقع التاريخي من اختلاط تواصل بفعل الهجرات العربية المشرقية المتعددة التي اتجهت نحو المغرب خلال العصور الإسلامية، لا سيما طوال القرون السبعة الأولى، ثم الهجرات الأندلسية التي عرفت أوجها على إثر انتهاء وجود الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية، تكون نسيج تشكلت به وحدة وطنية ودينية عاش المغاربة في ظلها مجتمعين، يتملكهم شعور بهذه الوحدة، هو الذي كان دائما يحثهم على التمسك بالأرض والدفاع عنها ورد كل محاولة للاعتداء عليها.
وفي بوتقة هذه الوحدة، تبلورت ملامح ثقافة مغربية كانت مسبوقة لا شك بشتى مظاهر الحياة البشرية التي عرفها المغرب في مراحل ما قبل التاريخ، على نحو ما أبرزته الاكتشافات الأثرية من عظام وأدوات وحلي ونقوش وكتابات تذكر في مضمونها بما كان عند قدماء المصريين من معتقدات،وتحيل في شكلها إلى لهجتهم التي تنتسب مثلها إلى المجموعة الكوشية أو الحامية، في قرابة مع الأصل السامي، وفي توسل بحروف التيفيناغ التي هي ذات مرجعية ليبية
وقد أتيح لهذه الثقافة أن تكتسب بعض الجديد في العهد الفينيقي الذي بدأ منذ منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والذي استمر الاحتكاك به نحوا من ألف عام. وهو احتكاك قوى هذه الثقافة في سياق التوجه الشرقي الذي كانت تمتزج فيه مظاهر مصرية وأخرى إغريقية
وعلى الرغم من أن المغرب بعد الحروب البونيقية التي دارت بين القرطاجنيين والرومان، والتي دامت من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى منتصف الخامس بعده، تعرض للغزو الروماني، فإنه ظل محتفظا بطابع ثقافته التي حاول الغزاة أن يستبدلوا بها ثقافتهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا في نطاق ضيق كانت تمثله فئة من المتعلمين والموظفين وأصحاب المصالح، هم الذين استعملوا اللغة اللاتينية واعتنقوا المسيحية.
ومع أن المغاربة ميالون إلى التوحيد، فإنهم لم يقبلوا على هذا الدين، لارتباطه بالاستعمار الروماني،إلا ما كان من تلك الفئة التي لم تلبث أن دخلت الإسلام، مما لم يبق معه للمسيحية أي أثر في المغرب. كما أنهم رفضوا اليهودية لارتباطها بالميز العنصري، وإن اعتنقتها مجموعة محدودة، أسلم معظمها، من غير أن يقضى على الدين اليهودي الذي استمر عند قلة من المغاربة لا تذكر، مما أتاح له أن يستمر عند هذه القلة، وكذا عند بعض اليهود الذين هاجروا إلى المغرب بعد أن طردوا من الأندلس ولم يسلموا، وحافظوا في نطاق دولته ـ باعتبارهم من الكتابيين أهل الذمة ـ على عقيدتهم وثقافتهم التي كانت في انعزالها ذات صيغة دينية، ولم يتسن لها أن تحتك بعموم الثقافة المغربية إلا من خلال بعض المهارات الصناعية وبعض الفنون، على نحو ما كان لهم من اعتناء في العصور المتأخرة بطرب الملحون وموسيقى الآلة التي كان لليهود فيها تبريز متميز.
ومن ثم، فإن المغاربة واجهوا كل تلك التحديات،وظلوا محافظين على ثقافتهم، وعبرها أثبتوا وجودهم الذي تمثل في بعض الإمارات المستقلة،والذي بقي صامدا في وجه الغزاة الوندال الذين جاءوا من جرمانيا، والذين استمر احتلالهم من منتصف القرن الخامس إلى منتصف السادس، وكانوا أهل تخريب وتدمير، في استبداد واستغلال للخيرات، مما جعل تأثيرهم الثقافي لا يذكر.وقد تعرض المغرب بعدهم للغزو البيزنطي الذي واجهه المغاربة بشدة، دون أن يفيدوا منه أي شيء
وهو وضع زاد في تعقيده غموض هذه الفترات التي اتسمت بشيء غير قليل من الاضطراب، والتي مهدت لاعتناق الإسلام وهو الدين الذي سيطبع مسيرة المغرب الثقافية بعد أن طبعها سياسيا وفكريا ولغويا.
وقد مر هذا الاعتناق قبل اكتماله بمراحل بدأت في منتصف القرن الهجري الأول، واستمرت نحو عقدين في القرن الثاني. وهي مراحل طالت بالقياس إلى ما عرفته الفتوحات في أقطار أخرى، لأسباب، من أهمها الموقف الذي للمغاربة في المنطلق من كل وافد يخشون اعتداءه واحتلاله ومسه لحريتهم واستقلالهم.وهو موقف زال بعد اطمئنانهم للدين الجديد، وارتياحهم لمبادئه وقيمه وانسجامهم مع الفاتحين.بل زادوا فكانوا في مقدمة حاملي دعوته إلى الأندلس والمجاهدين لتبليغها ونشرها في كل موقع، والدفاع عنها ورد خصومها بتحد وشجاعة قل لهما نظير
ولا يمكن الحديث عن التحام المغاربة بالإسلام، من غير أن يشار إلى ما كان لهم من اختيار مذهبي قوى هذا الالتحام.
يتبع
ومن ثم يمكن القول بأن الثقافة وهي ظاهرة طبيعية، تتضمن مجموع العناصر الإنسانية التي تشكل فكر الإنسان وسلوكه وتضبط علاقاته مع غيره، أي مع الكون والحياة والناس.وهي عناصر تكتسب بالتعلم والممارسة، إلى جانب ما يتوارث بالفطرة والغريزة، في تمايز بين المجتمعات، وقابلية وللتواصل والاحتكاك،وتبادل التأثر والتأثير، وقدرة على صنع هذه العناصر وإخضاعها تلقائيا للحاجات بالتكييف والتطوير والتغيير.
إن الثقافة بهذا نشاط إنساني وفعالية تحرك الوجود، في تفاعل يفضي إلى التنوع والتعدد، وإلى التباين والاختلاف، وفق معطيات مختلفة بيئية وفكرية ونفسية، وحتى جسمية،هي التي تتيح إنشاء ثقافة بخصوصيات معينة، قد تلتقي مع غيرها في تكامل يتحقق معه التماثل والوحدة، ومعهما تتسنى للأفراد والمجتمعات حياة ذاتية خاصة، وحياة عامة مشتركة من خلالها يكون التواصل والتعارف في نطاق ما يجمع من مصالح لازمة ومنافع ضرورية.
وعلى الرغم من أن مظاهر هذا النشاط ـ سواء في بعدها المادي أو الأدبي ـتتعرض عبر الأزمنة المتعاقبة لقليل أو كثير من التطوير وربما التغيير، فإنها تظل محتفظة بملامح ثابتة قد تتفرد بها دالة على طبيعة الإنسان الذي يتسم بها أو تتسم بها حياته، مما قد يؤدي في البحث الأنتروبولوجي بصفة خاصة إلى استنتاجات تصل إلى حد تحديد انتماء هذا الإنسان إلى جنس معين أو سلالة محددة.
بمثل هذه الأبعاد التي تكون للثقافة وغيرها يمكن استخلاص ملامح الشخصية في جوانبها المختلفة، والمقصود بها الملامح الثابتة وإن ثبوتا نسبيا بالقياس إلى السمات المتغيرة. وانطلاقا من تلك الملامح يمكن التمييز بين وشخصية وأخرى، أي بين مجتمع وآخر، وربما فرد وآخر؛ دون إغفال المقومات التي غالبا ما تطبع المنتمين إلى مجتمع بعينه، والتي تجعل منهم أصحاب تفكير تركيبي أو ذهنية ذاتية، وكذا أصحاب سلوك قد يتسم بالهدوء والاعتدال أ, الحدة والتطرف
ذلكم أن أي مجتمع يشكل لنفسه ثقافة تستجيب لحاجاته الفكرية والنفسية والاجتماعية . وبقدر ما تكون هذه الاستجابة تكون قوة الثقافة.وبقدر ما تكون مضامين هذه الثقافة متكاملة وهادفة لغايات، يكون اتجاه الثقافة في خط علمي عملي، أو في خط وهمي خرافي، وإن كانا معا يسعيان إلى تنظيم المعارف والعلاقات وأنماط الحياة المختلفة، وربطها جميعا بالمعتقدات التي يقع الاطمئنان إليها عند تفسير الخوارق التي تستعصي على إدراك البشر
وإن دراسة ثقافة ما لتقتضي التوسل بمناهج متعددة، تاريخية وإتنولوجية ولغوية ونفسية وأنتروبولوجيية،وخاصة منهج الأنتروبولوجيا الثقافية التي تدرس الظاهرة الثقافية من حيث مكوناتها وخصائصها وعلاقاتها بغيرها، وما عرفته من تطور خلال الأزمان، وفق معايير ومقاييس إذا ما حللت الثقافة في ضوئها أمكن التحفز من الماضي لاستشراف المستقبل.
وليس من شك في أن الثقافة في عمومها، ومن خلال تتبع شتى ظواهرها في بلد معين، تكشف مدى ملاءمة ما لهذا البلد من معطيات بيئية،مع ما يعتمل فيه من عناصر تاريخية،وكذا مع المقومات البشرية لساكنيه،وحاجتهم إلى التواصل وأدوات لهذا التواصل.
وقد يتجمع ذلك كله في الواقع الذي تصبح الثقافة اختزالا له ولعلاقة الإنسان به، عبر أشكال تعبيرية مختلفة مكتوبة وشفوية، ومن خلال تلك الأدوات وفي طليعتها اثنتان:
ـ اللغة،ليس فقط باعتبارها ألفاظا لها دلالات،ولكن باعتبارها رموزا تخفي مفاهيم ورؤى يختلف الكشف عنها من مجتمع لآخر، وربما من فرد لآخر، حسب القدرة على التفكير والإعراب عنه.
ـ المعتقد الذي هو في الحقيقة يشكل روح تلك الثقافة وجوهرها،والكل المتحكم في الأجزاء، مهما تكن هذه الأجزاء متنوعة ومتعددة وغنية خصيبة، ومهما تكن الشبكة التي تشكلها دقيقة ومتفرعة.
وإذا كانت هذه "الشبكة الثقافية" تبدو ملتئمة الخيوط ملتحمة النسيج، بعد فترات تفاعل ومراحل مخاض، عن طريق احتكاك قد يبلغ حد الصراع، فإن مرد ذلك إلى تمحورها حول نواة هي التي يمكن أن نعتبرها أصلا أو أصولا لتلك الثقافة؛ داخلها وانطلاقا منها يحدث التأقلم ويتحقق التوحد، أي يتشكل الكيان الذي يضم ما قد تمثله الثقافة في حال تنوع روافدها وتعدد فروعها، ومعه تتشكل ذات الجماعة وشخصية الأمة بعيدا عن أي مظهر للتشتت والانفصام أو التمزق والانقسام
وإضافة إلى ما يكون لهذه الأصول من رسوخ عميق في النفوس، وفي شتى محتويات الثقافة وأشكالها، فإنها تكون باستمرار حافزة إلى استحضارها وإحيائها والاستمداد منها، لا سيما عند الشعور بمضامين وأشكال ثقافية بعيدة عن تلك الأصول، تزعج وتهدد بتسرباتها البطيئة الخفية أو السريعة المكشوف
على أن الحديث عن الأصول لا يعني فقط الوصول إلى الجذور الأولية أو البدائية التي لا تنجلي بعض آثارها إلا بالحفر والتخمين، على أهمية هذه الجذور وإبراز ما لها من أثر، بقدر ما يعني كذلك الوقوف على الثوابت التي عبرتها مختلف موجات الحياة، وتعاقبت عليها شتى دورات النمو، فلم تزدها إلا غنى وقوة كانت بهما قادرة على امتصاص ما يوافقها وينسجم معها، وكذا على نفي ما يشوبها أو يتناقض معها؛ شأنها في ذلك شأن الجسم يرفض ما هو غريب عنه ودخيل، طالما أنه ينعم بالصحة والحيوية والمناعة، ويتمتع بإمكانات الصمود والاستمرار ولعل في قدرة هذه الثوابت على اكتساب الجديد الملائم لها ما يجعلها على الدوام تسير في خط الرقي والتقدم، غير ساكنة جامدة ولا منتكسة متخلفة.
وحين نوجه نظرنا نحو المغرب، فإننا لا نرى إمكان الحديث عنه في جميع شؤونه ومتعلقاته، ثقافية كانت أو غيرها، من غير أن نستحضر عنصرين اثنين: موقعه وسكانه
ـ أما الموقع فمحصور في أقصى شمال القارة الإفريقية، مطلا على بحرين عظيمين،أحدهما وهو الأطلسي لم يكن خلال التاريخ القديم سوى فضاء مظلم، والآخر وهو الأبيض المتوسط كان على الدوام معبرا بين الشرق والغرب ومجال حركة حضارية وثقافية مستمرة. والمغرب بانتمائه الإفريقي يبدو ممدود النظر واليد باستمرار للشرق من جهة، ولما بعد الصحراء من جهة أخرى؛ في حين يواجه في شماله قارة أروبية كان له مع بعض دولها كثير من الاحتكاك والصدام، في مد وجزر لم يعرف الانقطاع قط.
والمغرب بحكم هذا الموقع المحتوم وما يفرضه عليه، كان على امتداد الحقب يعاني تأرجحا إن لم نقل اضطرابا وحيرة بين الانفتاح على التيارات التي تهب عليه رياحها، وبين الانغلاق حماية لنفسه من الزوابع التي قد تصاحب هذه الرياح،مما جعله في نهاية الأمر يشعر بشيء من الانعزال عن المراكز التي كانت تظهر فيها الديانات،وتعتمل فيها الحضارات والثقافات، لا سيما الشرق
ـ وأما السكان، فلا نرى حاجة إلى أن نثبت أنهم من البربر الأمازيغ ومن العرب، بحكم اندماجهم داخل بوتقة الإسلام باعتباره رسالة إنسانية عالمية، وبدءا من عصره الأول، يكونون نسيجا مغربيا متلاحما ذابت فيه كل الفوارق وزالت به جميع العناصر الجزئية، إلا ما كان من بعض الخصوصيات الثقافية التي استطاع التشكيل الاجتماعي أن يهضمها ويدمجها أو يحتفظ بها ويغتني، كبعض العادات والممارسات وأنماط الفنون والآداب المنبعثة من إبداع اللهجات المحلية؛ دون أن ننسى أن أولئك البربر هم عرب في الأصل، إذ ليس يخفى أن المؤرخين ودارسي الأجناس والسلالات أثبتوا للعرب أصولا في إفريقيا الشمالية التي منها اتجهوا منذ العصرين الحجري القديم والحديث، أي قبل الميلاد بأزيد من عشرة آلاف عام،إلى شبه الجزيرة العربية، حيث استقروا بجنوبها في أول الأمر، مارين بمعبر السويس في مصر.كما أثبتوا الشبه بينهم وبين البربر، لا سيما فيما يتعلق بالملامح الخلقية الجنسية، وحتى اللغوية والفنية، إضافة إلى بعض العادات وما إليها من مظاهر اجتماعية. في حين يرى غير هؤلاء من علماء الحفريات، أن العرب هم الذين نزحوا منذ هذين العصرين إلى الشمال الإفريقي وافدين من شبه الجزيرة العربية، وأنهم اختلطوا عند وصولهم بشعوب أخرى كانت قادمة من أروبا عبر شبه الجزيرة الإيبيرية.
مهما يكن فإن أصل السكان المغاربة كامن في العروبة الحميرية التي تربطهم بشبه الجزيرة العربية، وكامن كذلك فيما يثبته الواقع التاريخي من اختلاط تواصل بفعل الهجرات العربية المشرقية المتعددة التي اتجهت نحو المغرب خلال العصور الإسلامية، لا سيما طوال القرون السبعة الأولى، ثم الهجرات الأندلسية التي عرفت أوجها على إثر انتهاء وجود الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية، تكون نسيج تشكلت به وحدة وطنية ودينية عاش المغاربة في ظلها مجتمعين، يتملكهم شعور بهذه الوحدة، هو الذي كان دائما يحثهم على التمسك بالأرض والدفاع عنها ورد كل محاولة للاعتداء عليها.
وفي بوتقة هذه الوحدة، تبلورت ملامح ثقافة مغربية كانت مسبوقة لا شك بشتى مظاهر الحياة البشرية التي عرفها المغرب في مراحل ما قبل التاريخ، على نحو ما أبرزته الاكتشافات الأثرية من عظام وأدوات وحلي ونقوش وكتابات تذكر في مضمونها بما كان عند قدماء المصريين من معتقدات،وتحيل في شكلها إلى لهجتهم التي تنتسب مثلها إلى المجموعة الكوشية أو الحامية، في قرابة مع الأصل السامي، وفي توسل بحروف التيفيناغ التي هي ذات مرجعية ليبية
وقد أتيح لهذه الثقافة أن تكتسب بعض الجديد في العهد الفينيقي الذي بدأ منذ منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والذي استمر الاحتكاك به نحوا من ألف عام. وهو احتكاك قوى هذه الثقافة في سياق التوجه الشرقي الذي كانت تمتزج فيه مظاهر مصرية وأخرى إغريقية
وعلى الرغم من أن المغرب بعد الحروب البونيقية التي دارت بين القرطاجنيين والرومان، والتي دامت من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى منتصف الخامس بعده، تعرض للغزو الروماني، فإنه ظل محتفظا بطابع ثقافته التي حاول الغزاة أن يستبدلوا بها ثقافتهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا في نطاق ضيق كانت تمثله فئة من المتعلمين والموظفين وأصحاب المصالح، هم الذين استعملوا اللغة اللاتينية واعتنقوا المسيحية.
ومع أن المغاربة ميالون إلى التوحيد، فإنهم لم يقبلوا على هذا الدين، لارتباطه بالاستعمار الروماني،إلا ما كان من تلك الفئة التي لم تلبث أن دخلت الإسلام، مما لم يبق معه للمسيحية أي أثر في المغرب. كما أنهم رفضوا اليهودية لارتباطها بالميز العنصري، وإن اعتنقتها مجموعة محدودة، أسلم معظمها، من غير أن يقضى على الدين اليهودي الذي استمر عند قلة من المغاربة لا تذكر، مما أتاح له أن يستمر عند هذه القلة، وكذا عند بعض اليهود الذين هاجروا إلى المغرب بعد أن طردوا من الأندلس ولم يسلموا، وحافظوا في نطاق دولته ـ باعتبارهم من الكتابيين أهل الذمة ـ على عقيدتهم وثقافتهم التي كانت في انعزالها ذات صيغة دينية، ولم يتسن لها أن تحتك بعموم الثقافة المغربية إلا من خلال بعض المهارات الصناعية وبعض الفنون، على نحو ما كان لهم من اعتناء في العصور المتأخرة بطرب الملحون وموسيقى الآلة التي كان لليهود فيها تبريز متميز.
ومن ثم، فإن المغاربة واجهوا كل تلك التحديات،وظلوا محافظين على ثقافتهم، وعبرها أثبتوا وجودهم الذي تمثل في بعض الإمارات المستقلة،والذي بقي صامدا في وجه الغزاة الوندال الذين جاءوا من جرمانيا، والذين استمر احتلالهم من منتصف القرن الخامس إلى منتصف السادس، وكانوا أهل تخريب وتدمير، في استبداد واستغلال للخيرات، مما جعل تأثيرهم الثقافي لا يذكر.وقد تعرض المغرب بعدهم للغزو البيزنطي الذي واجهه المغاربة بشدة، دون أن يفيدوا منه أي شيء
وهو وضع زاد في تعقيده غموض هذه الفترات التي اتسمت بشيء غير قليل من الاضطراب، والتي مهدت لاعتناق الإسلام وهو الدين الذي سيطبع مسيرة المغرب الثقافية بعد أن طبعها سياسيا وفكريا ولغويا.
وقد مر هذا الاعتناق قبل اكتماله بمراحل بدأت في منتصف القرن الهجري الأول، واستمرت نحو عقدين في القرن الثاني. وهي مراحل طالت بالقياس إلى ما عرفته الفتوحات في أقطار أخرى، لأسباب، من أهمها الموقف الذي للمغاربة في المنطلق من كل وافد يخشون اعتداءه واحتلاله ومسه لحريتهم واستقلالهم.وهو موقف زال بعد اطمئنانهم للدين الجديد، وارتياحهم لمبادئه وقيمه وانسجامهم مع الفاتحين.بل زادوا فكانوا في مقدمة حاملي دعوته إلى الأندلس والمجاهدين لتبليغها ونشرها في كل موقع، والدفاع عنها ورد خصومها بتحد وشجاعة قل لهما نظير
ولا يمكن الحديث عن التحام المغاربة بالإسلام، من غير أن يشار إلى ما كان لهم من اختيار مذهبي قوى هذا الالتحام.
يتبع
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الخميس 2 يونيو 2011 - 17:22
بورك فيك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الخميس 2 يونيو 2011 - 23:25
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الأحد 5 يونيو 2011 - 5:01
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الأحد 5 يونيو 2011 - 22:41
اخي احمد
اخي مصطفى
مروركما الغالي عطر المكان من حولي
لا عدمت منكما هذا الحضور القوي
ام بدر
اخي مصطفى
مروركما الغالي عطر المكان من حولي
لا عدمت منكما هذا الحضور القوي
ام بدر
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الأحد 5 يونيو 2011 - 23:16
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الإثنين 6 يونيو 2011 - 3:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الإثنين 6 يونيو 2011 - 13:22
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الإثنين 13 يونيو 2011 - 23:25
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الخميس 30 يونيو 2011 - 12:54
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
السبت 2 يوليو 2011 - 14:11
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الثلاثاء 5 يوليو 2011 - 13:04
موضوع رائع جدير بالزيارة
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الخميس 14 يوليو 2011 - 15:37
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الجمعة 12 أغسطس 2011 - 15:41
تسلم الأيادي على الموضوع الرائع
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
السبت 13 أغسطس 2011 - 1:18
- محمد الجمعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 972
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 3:45
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: الثقافة المغربية : أصولها وخصوصياتها
الجمعة 7 أكتوبر 2011 - 1:20
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى