عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
+21
baba2
حمدي غيث
محب الله
عبد الخالق الطريس
KingSoft
TOTO
badrakhane
محمد الجم
FLAT
PRINCESSA
عربي
غزة المحاصرة
ميري كريمو
ZIDANE
MATMOUR-Dz
JABAdor
MATADOR
شاكر الله
حسن
Admin
ام بدر
25 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الخميس 14 أبريل 2011 - 0:59
كتاب - عبقرية الحضارة الإسلامية -
ماجعلني أكتب هذاالبحث أن الكاتب البريطاني (فيدهارد نيبول) الذي مؤخرا
جائزة نوبل في الآداب علي رواياته التي هاجم فيها الإسلام وأدعي أنه يجلب
التخلف وأنه فصل كل الشعوب الغير عربية عن جذورها الحضارية والثقافية وقال:
إن الإسلام وضع حضارة الهند القديمة في منطقة مظلمة .
و بعد الكارثة الأمريكية الكبري في سبتمبر نجد أن الإرهاصات الإعلامية قد
تدافعت وتلاحقت للنيل من الإسلام ووصمه بالتخلف. لكن هذه الكارثة كانت
إحياء للإسلام وتكالبت شعوب أهل الإرض للتعرف عليه . فقرأت عن تعاليمه
وتعرفت علي حضارات شعوبه وطالعت عن قيمه الحضارية والإنسانية مما جعل
الآلاف يؤمنون به. وهذه الصحوة الإسلامية جعلت المستضعفين والمغلوبين علي
أمرهم والضالين والتائهين يجدون في الإسلام ضالتهم المنشودة بين ركام عالم
قوضته أحداث سبتمبر وسقوط الشيوعية العقد الماضي .فآمن الآلاف منهم علانية
وأعلنوا إسلامهم طواعية وعن يقين بعظمة هذا الدين . فاكتشفوا فيما إكتشفوه
أن الإسلام يدعو إلي الحق والعدل والمساواة والإخوة الإسلامية بنظرة
إيمانية ثابتة . ولايقر الظلم أو القهر ويدعو لنصرة الضعفاء ونجدة
المحتاجين وغوث الملهوفين . لأن كلمة الإسلام أن يسلم المرء أمره لله
سبحانه وأنه يضفي السلام علي البشر جميعا , فلا إكراه في دينه . فمن شاء
فليؤمن ومن شاء فليكفر. ففيه أن كل نفس بما كسبت رهين .
والإسلام نجده ينتشر تلقائيا بدون صخب إعلامي وكلما إستضعف أهله كلما إنتشر
. فلقد غزا التتاراللادينيون بغداد وحطموا صروح الحضارة بها وأسقطوا
الخلافة العباسية وأقاموا المذابح للمسلمين في كل المشرقين الإسلامي
والعربي . ورغم الهوان الذي كان فيه المسلمون وقتها . عاد التتار لبلادهم
مسلمين وأقاموا أكبر حضارة في تاريخ الهند وهي الحضارة المغولية الإسلامية
في ظلال إمبراطورياتهم التي إمتدت في فارس وأفغانستان وبنجالاديش وباكستان
وكانت دلهي العاصمة . وظلت هذه الإمبراطورية قائمة لعدة قرون وآثارها ثبت
لم يمح هناك حتي الآن. وقامت حضارات الغزنويين وحضارات ما وراء النهرين.
وهذه حضارات أقامت مدن بخاري وسمرقند وغيرها من مدن الهند وكشمير وباكستان
وأفغانستان و بلدان آسيا الوسطي حيث ظهرت إمبراطورية تيمور لنك وعاصمتها
سمرقند وكانت هذه الإمبراطورية قد حكمت موسكو التي كانت تدفع لها الجزية .
وكانت الخلافة الإسلامية العثمانية وعاصمتها الآستانة (إستانبول ) في أوجها
ولاسيما في القرنين الخامس والسادس عشر وكانت تضم مصر والشام وإيران
والعراق والحجاز وتونس وليبيا والجزائر. وفي شرق أوربا كانت تضم رومانيا
واليونان والصرب ومقدونيا وألبانيا والبوسنة والهرسك والمجر وبلغاريا حتي
بلغت فيينا بالنمسا .وكانت القوة الأعظم بلا منازع في العالم وقتها .
وقامت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس لتضم جنوب غربي أوربا وفيها بلغت
وسط فرنسا وكانت تضم جنوب إيطاليا وجزر صقلية وسردينيا وكورسيكا حتي بلغت
القوات البرية والبحرية روما عام 809 م . وكان البحر الأبيض بحيرة إسلامية
بما فيها كريت ومالطة ورودس وكورسيكا وجزر البليارد وصقاية وسردينيا وجزر
بحر إيجه ولم يبق سوي طرفا الهلال عند القسطنطينية والطرف الآخر عند روما
ومابينهما كان يخضع للحكم الإسلامي العادل.
والإسلام في كل البلدان التي دالت له وفي كل الشعوب التي دانت به قد أقام
حضاراته التي ظلت توابعها تتري علي العالمين بأصالتها وقيمها . ومازالت
بصماتها تتري لنا بما لايدعو للتشكيك في عظمتها . لأنها أوابد راسخة في
وجدان وثبت التاريخ الإنساني كحضارة متفردة فاقت كل الحضارات . لأنها قامت
علي أسس إسلامية لاجدال فيها أو حولها . لأنها أم الحضارات وباعثة نهضة
وحاملة مشاعل الفكر والتنوير لهذه الشعوب التي عانت من الفقر والجهل والظلم
والعبودية . فكان الإسلام هاديا ومبشرا ومنقذا للعالمين من وهدات التخلف
الذي ران فوق العالم قبل ظهور الإسلام.
في الجاهلية
==أمة كبيرة ==
وعد الله نبيه إبراهيم الخليل بأن إبنه إسماعيل الإبن البكر لأمه هاجر
سيكون من أعقابه أمة كبيرة في أرض مكة التي هاجرإليها معه ومع أمه
هاجر.ولقد إستجاب الله لإبراهيم عندما دعا ربه قائلا ( لقد أسكنت من ذريتي
بأرض غير ذي زرع عند بيتك المحرم ……) . وما نعرفه نصا قرآنيا أن الذبيح كان
إسماعيل إبنه الأكبر وقد فداه الله بذبح عظيم . لكن اليهود والنصاري حرفوا
هذا الحدث واعتبروا أن الذبيح كان إسحق وليس إسماعيل . . لكن الهدي (
الفدي) كان شائعا بمكة وبقية العرب في الجاهلية منذ إسماعيل عندما توارثوه
كسنة عنه بعدما فداه ربه بهدي عظيم . فكيف اليهود والنصاري في الهدي
والفداء لإسماعيل ينكرون . فإسماعيل الإبن البكر وكان وقتها صبيا يعي ما
قاله إبوه في رؤياه بأنه يذبحه . وكان رده : يا أبت إفعل ماتؤمر .). وهذه
التضحية لاتأتي من طفل رضيع لايعي من أمره شيئا . لكنه كان علي بينة من
أمره ومن أمر الله سبحانه لأبيه . فكان يعي أن هذا الأمر متبع فعليه ألا
يكابر فيه أو ينكص عنه مرضاة لله أولا ولأبيه ثانية . وما يؤكد وقوع هذا
الحدث العظيم أن العرب إعتادوا في جاهليتم المجيء للكعبة لإحياء هذه السنة
خشية وتقربا لله . ولما وثنوا ظلوا علي عادتهم في ذبح القرابين للأصنام تحت
أرجلها ويأكلون منها ويطعمون .
وأصل العرب هم بنو إسماعيل بن الخليل الذي عاشوا حول مكة وبأجزاء من شمال الجزيرة العربية وفلسطين ومكة والحجاز .
والقحطانيون كانو قد عاشوا باليمن حيث أقاموا مملكة سبأ ودولة حمير.
وكان الإسماعيليون رعاة وأهل تجارة وكانوا يسعون وراء الماء والكلأ. وظهر
من بينهم الهكسوس الرعاة الذين نزحوا من شمال الجزيرة العربية وإستولوا علي
الدلتا بشمال مصر عام2000ق.م. وقد تفرع منهم بنو كنعان (العمالقة )
والعمونيون وأهل مدين بسيناء أصهار سيدنا موسي والأدميون . وكان وقتها يطلق
علي الحجاز وفلسطين أرض كنعان . وكان الكنعانيون قد منعوا العبرانيين
أتباع موسي من دخول أرضهم إبان خروج موسي معهم عندما كان فرعون يطاردهم .
فظل معهم في أرض الشتات بسيناء ولم يدخل موسي فلسطين أرض الكنعانيين .
وكانت اللغة السائدة في هذه البقعة اللغة الكنعانية وهي لغة العرب والعبرية
والفينيقية والسريانية والكلدانية وكلها تنبع من أصل واحد وهو اللغة
السامية. وهذه اللغات كانت سائدة بين هذه القبائل .
وفي اليمن نزح عرب اليمن القحطانيين عام 195 م إلي ضفاف نهلر الفرات
وأقاموا دولتهم وعاصمتها مدينة الحيرة قرب الكوفة حاليا. وكان ملوكها
يقلدون إمبراطوريتي الفرس والروم في عظمتيهما وأبهة الملك . وظلت هذه
المملكة قائمة لأكثر من أربعة قرون حتي غزاها الفرس الساسانيين وضموها لهم
وظلت تحت حكمهم منذ عام 605م حتي فتحها العرب بعد ظهور الإسلام .
وكانت طبوغرافية الجزيرة العربية قد شكلت منعة من أي غزو خارجي .لهذا لم
يستطع الفرس غزوها إى بعض المناوشات الإغاراتية التي لاتشكل خطرا علي كلا
الطرفين .
وكانت قبائل الحيرة تفصل الجزيرة عن بلاد فارس ولم تشكل خطرا عليها ولاسيما وأن القيائل الغربية علي تخوم العراق كان ولاؤها للفرس .
وكانت التجارة تسلك من العراق للشام .
وكان في شمال الجزيرة توجد مملكة الغساسنة بجنوب الشام وفلسطين وكان ولاؤها
للروم . وكانت تؤمن طرق القوافل التي تعبر ديارهم سواء القوافل اليمنية أو
التي تعبر بيثرب.
لكن بلاد العراق وفارس والشام ومصر وليبيا وبقية شمال أفريقيا كانت القوافل
تغدو يها وتروح خلال رحلات موسمية وهذه الرحلات كان يكتنفها
المخاطرولاسيما وأنها تمر بأراض مضر أو حضر . وكنت القبائل الرعوية
بالجزيرة ترحل بقطعانها وراء الماء والكلأ ليستقروا. ولم يكونوا يسكنون
المدن أو القري التي يصلون . فكانوأ يضربون خيامهم حولها.
وهذه الرحلات كانت أشبه بالهجرات الموسمية. لهذا نجد أن القبائل البدوية
في صحراء المغرب البري جبلت بنفس ما جبلت عليه القبائل المشرقية من أعراف
قبلية
وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلي ثلاثة أقاليم رئيسية وهي :
- بلاد الحجر العربية وتقع بشمال شرق الجزيرة وتقع بين فلسطين و شرق البحر الأحمر وكان يطلق عليها البتراء وهي تقع حاليا في الأردن.
- وكانت بلاد العرب السعيدة . ومن قلبها وشرقها تمتد الصحراء العربية
الكبري وان يعيش في مفازاتها القبائل العربية . لهذا نجد هذه البلاد
السعيدة تضم البادية الكبري بالشام علي حدود سوريا الجنوبية وحتي أعالي
الفرات بالعراق شمالا وجنوبا حتي الخليج العربي .
- الأقليم الثالث يضم بقية شبه الجزبرة العربية حبث الحجاز وبلاد اليمن
التي تقع علي البر الأحمر وباب المندب والمحيط الهندي . ويضم حضرموت وعمان
وكلاهما يقع علي المحيط الهندي . في هذا الإقليم نجد أن بلاد الحجاز تضم
المناطق الجبليةوالرملية الوعرة وساحل شرق البحر الأحمر إبتداء من جنوب
العقبة حتي جدة كما تضم مكة والمدينة . وفي جنوب الحجاز تقع بلاد اليمن وهي
أغني مناطق شبه الجزيرة العربية . ويمتد هذا الإقليم إلي سواحل حضرموت
والأحساء وعمان علي المحيط الهندي من خليج عدن حتي مدخل الخليج العربي.
وفي وسط الجزيرة العربية تقع هضبة نجد الخصبة . وكان العرب سكان شبه
الجزيرة العربية قبائل إنتشرت في العصر الجاهلي. وكانت كل قبيلة تتمتع
بالحكم الذاتي والإستقلال التام . وكانت غيرموحدة في كيان سياسي أو وجودي
جامع . لهذا جمع الإسلام هذه القبائل معا لتكوين أمة الإسلام .
وكانت مكة أرض المبعث المحمدي وكان دعوة الإسلام أن جعلت القبلية قد تهاوت
واندمجت هذه القبائل في الإخوة الإسلامية حيث ذابت هذه القبائل في إطار
ديني وهو الجماعة وكانت مكة أرضا بغير ذي زرع عند البيت المحرم .
ولم يكن للعرب في الجاهلية تاريخا سياسيا أو ثقافيا أو دينيا سوي عبادتهم
للأصنام , وكانت قريش إبانها أهل تجارة قد أوسر سادتها من ورائها . فكانت
عيرهم تنطلق صيفا للشام وفلسطين ومصر . وشتاء كانت هذه القوافل تتجه جنوبا
لليمن . وكانت القوافل التجارية الكبري تتجه غادية رائحة . فكانت تمر
بأطراف شبه الجزيرة العربية علي ثلاثة محاور رئيسية . فكان هناك طريق
القوافل الجنوبي الشمالي حيث كانت تقطعها من جدة بالحجاز إلي الشام وسيناء
ومصر . والطريق الثاني يقع في أطراف شرق الجزيرة العربية متجها من الخليج
العربي جنوب العراق ليصل لبلاد الرافدين شمالا ليعرج منها للشام الي دمشق
لتصل هذه القوافل لبلاد الشام وفلسطين . والطريق الثالث كان يقع بغرب
الجزيرة العربية ويمر بحذاء ساحل البحر الأحمر . ويبدأ من اليمن عبر
جدةفالمدبنة ليتجه شمالا للشام والبتراء بالأردن .
وهذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاء ظل عليها العرب مبقيين لأن فيها رزق لهم
ولاسيما وان أرضهم لم تكن خصبة فكانت هذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاء
تغنيهم عن الجوع وتسد أرماقهم . وكانوا يعتمدون علي المطر ليصيبوا منه نبت
الكلأ فيرعون عليه إبلهم وقطعان أغنامهم . وكان بالجزيرة وديان متفرقة
لاتشكل عائدا إقتصاديا يمكن أن يثريهم أو يكفيهم مئونتهم عند الحاجة .
وكانت ثرواتهم لاتتعدي أعداد أغنامهم أوحجم إبلهم .لهذا كان لهم في
تجاراتهم ثروات يحققونها . وكانت السيادة والمكانة تقيم بعدد عيرالشخص
بالقافلة المتجهة شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا . وكانت توجد أحلاف
لحماية هذه القوافل أثناء مرورها بمضارب القبائل التي تمر عليها . وقد تغير
عليها وتسبي نساءها وتنهب ماتحمله . لهذا ظهرت بين القباءل التي كانت تمر
بها القوافل الحروب والمشاحنات وكانت الغلبة للأقوي.فقامت الحروب والثارات
بين قبائل الجزيرة العربية الكبيرة . وكانت هذه الحروب مدعاة لفخرها أو
معايرتها.فاحتدمت هذه الصراعات القبلية وجعلت القبائل في فرقة فيما بينها .
وأوغلت فيها الثارات التي أودت بوحدتهم . وكانت هذه القبائل تعيش في وهم
مفاخرها وأيامها . وكان الشعراء في كل قبيلة ينشدون مفاخر قبائلهم . وهذا
ماجعلهم يحظون بالمكانة والرفعة ويخلقون الإنتصارات . وكانت أشعارهم يحفطها
العرب ويرونها في منتدياتهم .
والعرب قبل الإسلام لم يكونوا يعرفون أصول الحكم أو الدستور شأنهم كشأن
الروم والفرس وهما القوي الأعظم عند ظهور الإسلام . لأن العرب كانوا
لايعرفون سوي أعرافهم وتقاليدهم التي ألفوا عليها . فلكل قبيلة لها شيخها
المطاع والمهاب وكان يتبع أعرافا تسيره وتدبر أمر القبيلة . وكانت الأحلاف
بين العرب إما لرد عدوان أو للمسالمة أو للحفاظ علي الجيرة .
فالعرب في جاهليتهم كانوا يعيشون في مضاربهم وأحيائهم. فلايشعرون بالأمن
أو بل كانوا يعيشون في وهم وقائعهم وأيامهم . فزين شعراؤهم لهم البطولات
التي خلطوها بأوهامهم . وهذه القبائل العربية في الجاهلية كانت تمارس السطو
والسبي مما شغلها عن السلم المفتقد . مما جعلها قبائل شتى ولم تكن تتطلع
إلي الوحدة السياسية. وكان يصعب تجميعها في نظام الدولة .
وكان لوجود البيت الحرام بمكة له قدسية أضفي علي هذه المدينة المقدسة هالات
وحرمة . لهذا السبب كان القرشيون محافظين علي هذه المسحة القدسية والمكانة
المرموقة لمدينتهم . فكانت تهوي إليهم القبائل في حجهم الجاهلي . فكانوا
يطوفون حول إصنامهم . وكانت مكة تشهد موسم حجيجهم . وكان القرشيون وسادتهم
يكرمون وفادتهم. وكان هذا فيهم شرفا لايدانيه شرف وقد أصيحت الكعبة فيهم
.وكان في موسم الحج يعقدون أسواقهم ومنتدياتهم ويلقي فيها الشعراء يأشعاره
التي علقوها فوق ستر الكعبة . وهذه المعلقات كتبوها بماء الذهب. وهي تعتبر
وعاء للشعر الجاهلي ينشدها القبائل وتحفظها.وهذه الأشعار تعتبر ثبتا ورثوه
وورثوه وهذا كل ماخلفوه من بعدهم من فكر جاهلي . لهذا لما هدمت مكة السيول
كان أهلها حريصين علي إعادة بناء البيت وكان شرفا متميزا لا يدانيه شرف .
وهو أي القبائل تضع الحجر الأسود في مكانه بجدار الكعبة التي كانت مشرفة
بينهم ومعظمة عندهم . فأختلفوا فيما اختلفوا فيه حول من ينال هذا الشرف .
وقد كادت أن تقوم فتنة لايعرف لها أوار . وظلوا علي جدلهم حتي دخل عليهم
الرسول :salla2: وهم متنازعون . فاحتكم سراتهم إليه . ففرد ثوبه ووضع
فوقه الحجر الأسود وطلب منهم مجتمعين لحمله . ولما دنا إلي مكانه حمله
ووضعه فيه . وارتضوا هذا الحكم ولم يعارضوه لما كان له :salla2: فيهم من
مكانة . فأقروه وقبلوه .لأن الرسول :salla2: كان فيهم أرجح عقلا وأكثرهم
منطقا وصدقا . فلم ينشقوا عن حكمه ولم يعارضه فيه معارض . فمحمد :salla2:
لم يكن فيهم أيسرهم مالا أو أكثرهم نفوذا ولكنه كان أكثرهم محتدا وأشرفهم
نسبا . من هنا نجد أن محمدا :salla2: قد ظهرت عليه مظاهر القيادة وقوة
الإقناع وهذه سمات النبوة والزعامة . فقد ولد بينهم يتيما فآواه ربه .
ووجدوه عائلا فأغناه ربه . وكان عليه السعي وراء رزقه شأنه كأهل مكة الذين
كانوا تجارا . فاشتهر بينهم بالأمانة والصدق ورجاحة العقل وقوة الشخصية .
مما أهله لأن يكون فيهم شخصا متميزا بينهم . وهذا ماجعل السيدة خديجة وهي
من أغنياء قريش تلقي إليه بأموالها ليتاجر لها فيها . وكانت علي يقين أنها
أودعتها لدي الصادق الأمين . فأصاب من تجارتها الربح الوفير وكان خير
التاجر الأمين .
عصر نزول القرآن
القرآن هو كتاب العربية الأول والأكبر لأنه دستور واساس وجود الأمة الإسلامية سياسيا وإجتماعيا ولغويا في كل زمان ومكان .
دعا الناس لطاعة الله والخضوع لسلطانه والتفكير في آلائه. وقرر حقوقهم
المقدرة فأخذوا بأوامره وحدد واجباتهم المقررة فاجتنبوا نواهيه . ولقد جعل
البشر سواسية مهما إختلفت أروماتهم ومشاربهم بلا تفرقة عنصرية أو لغوية أو
إجتماعية. وسمي الله القرآن بالذكرالحكيم متوعدا المعرضين عنه او النافرين
منه . لأن أفضل عبادة هي قراءة القرآن وتلاوته . وكان القرآن قد نزل علي
الرسول بسبعة أحرف (لهجات قريش) ليسهل للقبائل فهمه واستيعابه . وفي سنة 25
هجرية أيام خلافة عثمان وجد أن بعد الفتوحات الإسلامية قد تنازع أهل الشام
وأهل العراق بالمدائن بالعراق حول قراءة آيات القرآن لأنه بعدة لهجات وحدث
هذا في بعض الأمصار . فشكل لجنة من كتبة الوحي أيام الرسول لتجمع القرآن ,
وأمرها بنسخ نسخ منه موحدة ومدققة وحسب القراءات الثابتة والمتواترة عن
الرسول بعد تثبيت رسم حروف وكلمات المصحف . وكتبت ست نسخ . وأرسل الخليفة
عثمان نسخة لأهل البصرة والكوفة والشام والمدية ومكة وأمسك عنده نسخة تخصه .
وأطلق علي هذه المنسوخ مصحف عثمان أو المصحف الإمام. وهو المصحف الموحد
والمعتمد . بعدها أمرعثمان بحرق كل النسخ السابقة عليه. ولم يبق سوي المصحف
الإمام منذ عهده . وهي النسخة التي تطبع حاليا بالرسم العثماني في كل
أنحاء العالم الإسلامي حاليا .
وحفظ ولو أجزاء من القرآن واجب علي كل مسلم . لأن تلاوة آيات من القرآن
واجبة تلاوتها لأداء الصلاة . وكتابة المصحف حتي الآن تخضع للتدقيق كما
تخضع لأصول علم رسم المصحف الذي يعني بهجاء الكلمات القرآنية حسب الرسم
العثماني وتخضع لعلم ضبط القرآن لتشكيله أو مايعرف بمصطلحات الضبط كالفتح
والضم والكسر والسكون والشد والمد لضبط نطق الكلمات مما جعل قراءة القرآن
ليس بالسماع والمشافهة كما كانت من قبل . وكانت كتابة المصحف الإمام تخلو
من التنقيط الفاء أو القاف أو النون أو الباء أو الياء ..إلخ . ويوجد علم
الفواصل للتقيد بعدد آيات القرآن وعدد سوره وأوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه
الستين وأرباعه وأثمانه .كما أن قراءة القرآن تخضع لعلم التجويد لضمان
سلامة النطق للكلمات والتعرف علي مخارج الحروف وأحكام النطق , وعلم
القراءات والتفسير لبيان الوقف والعلامات والسجدات ومواضعها والسكتات
الواجبة . وضبط القرآن له مصطلحاته كالصفر المستدير فوق حرف العلة وغيره .
وأول هذه السور سورة الفاتحة و تتلي في كل صلاة . والسورة تنقسم لعدة آيات .
وكل سورة تفتتح بآية (بسم الله الرحمن الرحيم ) ماعدا سورة( براءة ).
والقرآن الخط الأول للتصدي لأي فكر ديني محرف أو الفلسفات التي لاتنزه الله
عن الشرك به أو الالحاد في وجوده أو لايتوافق مع الشريعة الإسلامية .
ففي العصر العباسي ترجمت فلسفات الإغريق والهنود والفرس والسريان للعربية
ودار جدل حولها لكن الفلاسفة العرب وأهل الكلام أخضعوا هذا الفكر للمفهوم
القرآني لها وطوعوها لنصوصه ولاسيما في الميتافيزيقيا(ماوراء الطبيعة )
والإلهيات فظهر علم الكلام الإسلامي كفلسفة إسلامية خالصة لايشوبها شائبة
زيغ أو ضلال . لأن القرآن هو الكتاب المنزل من عند الله . جعل لهذه المسيرة
الخالدة مصداقية لايماري فيها . كما أن تناول القرآن علوم الكونيات في
آياته حيث ذكرها من خلال التعرض للثوابت الفلكية والعلمية و الكونية ومن
خلال ذكره لنواميس الكون الثابتة والمؤكدة للتدليل علي الإعجاز العلمي
للقرآن وعلي عظمة الخلق والخالق مما يؤكد علي أن القرآن إلهي و من عند الله
. فالقرآن هو الكتاب المنزل الذي مازالت نصوصه لم تتبدل ولم تتغير.
ولايمكن لبشر الإتيان بمثله في آياته ولغته المتفردة وسياق كلماته والمعاني
السامية التي أوردها نصا . وعلوم القرآن هي دراسات لمعاني وكلمات القرآن
بما فيها التفسير لها ودراستها لغويا وفقهيا .لأنه المرجع الثابت لدراسة
علوم الإلهيات حتي لانزيغ في إيماننا ولا نحيد عن الصراط المستقيم ,ولاسيما
بعد إنقطاع الوحي من السماء . فهو آخر رسالاتها للبشر أجمعين .فعظمة
القرآن أن لغته العربية حية وسياق آياته لها وقع وجرس فريد ,ويتميز بدقة
كلماته التي لها وقعها الذي يبعث في النفس الخضوع لله والخشوع له . مما
يجعله يتوافق مع فكر كل زمان ومكان .
== إنتشار الإسلام ==
يقول المؤرخ العالمي (جيبون) في حديثه عن قصة البشارة المؤكدة لمجيء محمد
صلي الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل من أن ثمة نبيا سيأتي كما تقول
البشارة المقدسة التي عرفت بوعد الروح القدس.. ففرح بها موسي وعيسي . وهذه
البشارة كما يقول : قد تحققت في شخص محمد نبي الإسلام وأعظم الرسل وخاتمهم .
أتي بالإسلام كدعوة عالمية لكل البشر. لهذا كان المسلمون الأوائل منذ أيام
الرسول ينشرونه ويحملون لواءه . ففي حياة الرسول (من سنة 570م –632م) كانت
محاولات نشره في تخوم الإمبراطرية البيزنطية بإقليم الشام عن طريق الدعاة
بين القبائل العربية المتاخمة لبلاد الشام .
وبعد عشر سنوات من وفاته صلي الله عليه وسلم فتح المسلمون بلاد الروم
البيزنطيين والفرس الساسانيين . ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس .
بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلافة الراشدية والأموية والعباسية .
و لقد ظلت الخلافة الراشدية ثلاثين عاما (من سنة 632م – 661م). وكان
الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق
والفسطاط بمصر . وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة
الرابع علي بن أبي طالب للكوفة, بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان .وأدت
لإستشهاده.
وبعد إستشهاد سيدنا علي تأسست الدولة الأموية( 661 م- 750 م )بدمشق .وحكمت
حوالي قرنا. وكانت تمتد من غربي الصين لجنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات
الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا لأسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوربا ,
وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات
الإسلامية والمساجد والمكتبات و كان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح
القسطنطينية عام 717م . وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا . وكان أول نزول
لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا
والبرتغال).. فكان أول إنتصار للمسلمين هناك ,عام 29هجرية(711ميلادية) في
معركة وادي البرباط ,لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بغرب أوربا بفرنسا
وإيطاليا وسويسرا . وخضعت روما للحكم الإسلامي فعلا منذ عام 809 م .ولولا
أن البابا ليو الثاني قد أقر بدفع الجزية وبإنتظام لمدة عشرين عاما لأصبح
الآذان يرتفع من فوق أبراج الفاتيكان الآن . فلقد بلغ الفتح الإسلامي
برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك .مما جعله مع البحر الأبيض
المتوسط بحيرتين إسلاميتين تموج فيهما الأساطيل الإسلامية . وخضعت كل جزر
البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتي كورسيكا غربا للحكم الإسلامي .
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756م – 1031م عاصمتها قرطبة التي
شيدها الأمويون .وكانت أكبر مدينة في أوربا . وحكموا الأندلس زهاء قرنين .
وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتي قسمها الطوائف والبربر
والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما .ولاسيما بعد سقوط مملكة
غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492م علي يد الملك فريناندو والملكة
إيزابيلا..و عندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه
قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها . حيث إنتصر
الفرنجة علي عبد الرحمن الغافقي عام 114 هجرية (732م) عندما إستشهد بها في
معركة بلاط الشهداء . ويعلق المؤرخ الشهير جيبون علي معركة (بواتييه) قائلا
: لو كان العرب قد إنتصروا في بواتييه لأصبحت المساجد في باريس ولندن بدلا
من الكاتدرائيات حاليا. ولكان القرآن يتلي في جامعة إكسفورد وبقية
الجامعات هناك . ويعلق ديورانت عليها قائلا : لو إنتصر العرب في هذه
المعركة الكبري لأصبحت أوربا الآن جزءا من العالم الإسلامي .لكنهم رغم هذه
الهزيمة , واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة
الإسلامية .وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا
عليه البر الطويل) حتي بلغوا في فتوحاتهم سويسرا،.وأقاموا هناك ممالك
إسلامية .وحرروا الشعوب من العبودية والإقطاع . وظلوا قرنين يحكمون هذه
المناطق . ولم يوقف الزحف الإسلامي بأوربا سوي جبال الألب .ولو إستطاع
الفاتحون تخطيتها لعم الإسلام شمال أوربا.
وما بين سنتي 910م و1171م كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميين
بالقاهرة والأيوبيين والمماليك في مصروالشام.وكانت الحملات الصليبية علي
الشام وفلسطين ومصر والإستيلاء علي القدس .وفي عام 1187 م استعاد صلاح
الدين بيت المقدس من الصليبيين .وكان احراق المغول التتار لبغداد عام 1258م
بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. بعدها رجعوا لديارهم وكانوا
وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم.. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين
قبائلهم . وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان
وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان
والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا
الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم .
وكان تيمورلنك حفيد هولاكو قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام( 1379م
–1401م ) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا . وقد حكم ايران والعراق والشام
وحتي الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين
.سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصي وشرق
أفريقيا .
و كان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453م), عاصمةالإمبراطورية
البيزنطية(الروم).وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق
عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة
العثمانية(الإمبراطورية العثمانية)(حكمت من 1350م- 1924 م).
وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات
بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية
ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي جامع أيا صوفيا . وهذا الإنتصار كان بداية
الرد الإسلامي علي البابوية بالفاتيكان في أعقاب الحملات الصليبية التي
شنتهاعلي فلسطين والشام . و داهمت فيها المشرق العربي . وذبحت أكثر من
مليون مسلم و نصراني في فلسطين وبيت المقدس. وكان الفتح العثماني ردا علي
الحرب الإستردادية بالأندلس . حيث كان التنصير القسري للمسلمين وإحراقهم
هناك.فبينما كان الهلال ينحسر من الأندلس بغرب أوربا كان يزحف لأول مرة في
التاريخ فوق شرق أوربا عندما إجتاحه العثمانيون بما فيه رومانيا والصرب
والبوسنة والهرسك واليونان والمجر .حتي بلغوا أبواب فيينا بالنمسا .وحشد
البابا في الفاتيكان قوات أوربا لوقف هذا الزحف الإسلامي الكاسح . ولولا
توقف العثمانيين عند أبواب فيينا بمؤامرة من الدولة الصفوية بإيران ,لأصبح
الآذان يؤذن من فوق أبراج كاتدرائية القديس بطرس كما يقول المعلقون . ومن
بعدها كان خبز (الكرواسون ) ومعناه الصليب يصنع علي هيئة الهلال ليأكله
الأوربيون في أعيادهم.
و الإسلام دخل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا عن طريق التجار والقولفل التجارية
العربية عبر آسيا الوسطي وشمال وشرق ووسط وجنوب وغرب أفريقياعن طريق الطرق
الصوفية في أواسط آسيا وجنوب الصين وإندونيسيا وأفريقيا . وعن طريق الرحلات
البحرية التجارية دخل الإسلام الصين وسيلان وبروناي وجزر الفلبين
وإندونيسيا وماليزيا ومدغشقر وزنجبار.
وللتاريخ كان ضم العثمانيين للشام ومصر والعراق والحجاز وليبيا واليمن
وتونس لحماية هذه الكيانات الإسلامية السنية من الأخطار التي كانت محدقة
ومتربصة بها . فسواحل مصر والشام وشمال أفريقيا كانت مهددة بالأساطيل
الفرنسية والأسبانية التي اتت تغير عليها . كما أرادت السلطنة العثمانية
حماية الشام ومصر من خطر البرتغاليين المسيحيين بالبحر الأحمر والخليج
العربي . وكانت إثيوبيا تعاون البرتغاليين لهذا السبب . و قد نزلوا عام
1496م جدة بالحجاز لينهبوا الأماكن المقدسة بمكة والمدينة . وينقلوا رفات
الرسول للبرتغال لتكون زيارة قبره صلي الله عليه وسلم نظير إتاوات. مما دفع
المصريين أن يهاجموا الأسطول البرتغالي في معركة (ديو ) الشهيرة قرب سواحل
غرب شبه القارة الهندية .وكانت السلطنة المملوكية بمصر والشام تتآمر ضد
السلطان سليم مع الدولة الصفوية الشيعية بفارس. مما جعل سليم الأول يتحرك
وينسحب بجيوشه من النمسا . لإنقاذ هذه الكتلة السنيةبما فيها مصر والشام
والحجاز من الخطر الشيعي الصفوي بايران والبرتغالي بالبحر الأحمر والمحيط
الهندي . ولم يتعاون السلطان الغوري بمصر معه لإنقاذ المسلمين السنة من
مذابح الصفويين في فارس والقوقاز وأذربيجان. فأسقط حكم الصفويين واستولي
علي العاصمة تبريز . ولو كان الغوري قد أظهر مرونة لما إحتل سليم مصرولا
الشام ولا أسقط سلطنته المملوكية عامك 1517م.
فالإسلام حكم الأندلس 7قرون . وحكم الهند 10 قرون حتي مجيء الإستعمار
البريطاني . وفي ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة
وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية
والجزائر ودلهي وقرطلة وغيرها . كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية
تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية
وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان
وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من
المدن الإسلامية . وفي القارة الأفريقية نجد أن 85%من سكانها مسلمون. وفي
العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا خمس سكان أهل الأرض .
عبقرية الحضارة الإسلامية
قال تعالي:كنتم خير أمة أخرجت للناس. وقوله سبحانه هو الحق. إلا أنه في
الآونة الأخيرة أخذ الإعلام الغربي يكيل إفكا للإسلام والمسلمين ويصفهم
بأنهم يعانون من عقدة الصراع بين الحضارات . وهذا القول المعلن لا يتصف
بالمصداقية أو حسن النوايا. وبعيدا عن الأسباب والمسببات الإستعمارية التي
آل إليها العالم الإسلامي المعاصر نجد أن هذا العالم المترامي فوق خريطة
الدنيا قد حقق المعجزة الحضارية المتفردة في تاريخ العالم القديم . عندما
بزغت هذه الحضارة وسط دياجير الظلام الفكري والعقائدي الذي كان يسود العالم
القديم عندما أتي الرسول :salla2: برسالته السماوية التي حررت البشر من
الظلم والقهر والعبودية وحققت العدل والمساواة والحرية . وجعل للإنسان
حقوقه المكفولة تحت ظلال الإسلام لأول مرة في التاريخ الإنساني كله.لهذا
حقق المسلمون حضارتهم التي أصبحت ثبتا مثبتا في سفر الحضارة الإنسانية
.فقرون طويلة من عمر الزمن زهت فيها هذه الحضارة كان المسلمون خلالها القوة
الأعظم في العالم القديم بلا منازع... بينما كانت شعوبه تتسم بالعبودية
والقهر والظلم بل والجهل أيضا.
وكان قد عرض كاتبنا المرموق عبد اللطيف فايد كنابا لي بعنوان (صناع الحضارة
العلمية في الإسلام) في صفحة كاملة بملحق (الجمهورية) الإسبوعي . وكان هذا
العرض التحليلي ردا غير مباشر علي الزخم الإعلامي ضد الإسلام وحضارته
وتنويرا لأجيالنا بعظمة هذا الدين وإنجازات علمائه الضخمة في شتي العلوم
التجريبية والإنسانية .فأصٌل في عرضه الحضارة الإسلامية وجردها من الزيغ
والتضليل الإعلامي المغرض. فكان عرضه أمينا ومنـزها بل ومنصفا لها.
فالحضارة الإسلامية كان علماؤها يتمتعون بالحرية الفكرية التي أثرَت وأثٌرت
في الفكر الإنساني كله بعد ثمانية قرون من أفول الحضارة الإغريقية آخر
الحضارات التقليدية القديمة .
فلقد ظهر تحت ظلال حضارتنا الإسلامية عباقرة الفكر الإسلامي الثقاة كإبن
خلدون والبيروني والأدريسي والقزويني وإبن ماجد والبتاني والطوسي
والخوارزمي وإبن الخيام والرازي والدميري والمقدسي وإبن ماجه وإبن النفيس
والفارابي والكندي وإبن سينا وإبن طفيل وإبن العوام وغيرهم من العلماء
الذين أصبحوا نجوما زاهرة وزاخرة في سماء المعرفة الإنسانية إبان عصرهم
والعصور التي لحقت بهم .
وهذه حقيقة لا ننكرها بل يقرها كل مؤرخي العلم ومن بينهم سارتون . فوضعوهم
في مصاف كبار الفلاسفة والعلماء الذين حققوا الإنجازات الضخمة في تاريخ
مسيرة العلم والحضارات . وإبان مطلع عصر النهضة كان علماء وفلاسفة الغرب
ينظرون لهؤلاء نظرة الإجلال بل والتقديس. لأنهم أثروا علي الفكر الغربي
وغيروا من نظرتهم للفكر الإغريقي الذي تواري خلف الفكر الإسلامي . لهذا ظلت
كتبهم تترجم و تدرس بالعربية زهاء أربعة قرون . وكان كتاب (القانون )في
الطب لإبن سينا إنجيلا يدرس في الغرب بالعربية و لاسيما بكليات فرنسا
ولاسيما في جامعة (مونبلييه) العريقة . وكانت نظريات إبن رشد قد غيرت الفكر
والفلسفة المسيحية واليهودية بأوربا مما جعل مارتن لوثر يعلن تمرده علي
البابوية معلنا البروتستانتية بعدما أسقط مقولة صكوك الغفران . وقد إستقي
أفكارها من فلسفة إبن رشد التي شاعت بين الأوساط والجمعيات الفلسفية
الأوربية وقتها.
من هنا كان ظهور حركة الإستشراق الذي تبنته الكنيسة الغربية لتشويه صورة
الإسلام وبث المطاعن فيه وكتابة المثالب الإفكية حول رسوله :salla2: .
فالصليبيون لما جاءوا للمشرق العربي وشاهدوا حضارته أصيبوا بالدونية
الحضارية . ونقلوا هذه الحضارة لبلدانهم . فأنبهر الغرب بها وحاكاها ونقل
تراثها العلمي والفكري. وعكف علماؤه و مفكروه وفلاسفته علي تمحيصه وتحقيقه
.فظهرت أعمالهم كصدي فكري لعلوم المسلمين بعدما حررهم الفكر الإسلامي من
هيمنة الكنيسة والكهنوت الكنسي وإرهاصاته كما حررهم من أساطير الإغريق.
بناة الحضارة الإسلامية
بينما كان العالم الإسلامي يموج حضارة وتمدن خلال عصور الخلائف الراشدية
والأموية والعباسية والعثمانية كانت أوربا تعيش في أتون الجهل والهمجية
والبربرية والرق والعبودية . وهذه حقيقة لاننكرها بل نقرها ولا نتغافلها
وسط إرهاصات الغرب المفتئت والمفتري عليها .
فعلماء المسلمين في كل مشاربهم إبان عصور حضارتنا الإسلامية التي غبرت
وغربت عنا . لم يخلفوا لنا سوي أمجادهم وكتبهم وتراثهم الذي نهلت منه كل
الروافد المعرفية العالمية . لأنه كان ثبتا لايماري فيه . لأنه اتسم
بالمصداقية البحثية مما جعلهم مشاعل التنوير ودعاة الإستنارة ومجددين
ومبدعين للعلم . فبنوا حضارة الحضارات وظلت تتري للإنسانية بتوابعها عبر
القرون الوسطي حيث كانت الهمجية تسود أوربا .
و
ماجعلني أكتب هذاالبحث أن الكاتب البريطاني (فيدهارد نيبول) الذي مؤخرا
جائزة نوبل في الآداب علي رواياته التي هاجم فيها الإسلام وأدعي أنه يجلب
التخلف وأنه فصل كل الشعوب الغير عربية عن جذورها الحضارية والثقافية وقال:
إن الإسلام وضع حضارة الهند القديمة في منطقة مظلمة .
و بعد الكارثة الأمريكية الكبري في سبتمبر نجد أن الإرهاصات الإعلامية قد
تدافعت وتلاحقت للنيل من الإسلام ووصمه بالتخلف. لكن هذه الكارثة كانت
إحياء للإسلام وتكالبت شعوب أهل الإرض للتعرف عليه . فقرأت عن تعاليمه
وتعرفت علي حضارات شعوبه وطالعت عن قيمه الحضارية والإنسانية مما جعل
الآلاف يؤمنون به. وهذه الصحوة الإسلامية جعلت المستضعفين والمغلوبين علي
أمرهم والضالين والتائهين يجدون في الإسلام ضالتهم المنشودة بين ركام عالم
قوضته أحداث سبتمبر وسقوط الشيوعية العقد الماضي .فآمن الآلاف منهم علانية
وأعلنوا إسلامهم طواعية وعن يقين بعظمة هذا الدين . فاكتشفوا فيما إكتشفوه
أن الإسلام يدعو إلي الحق والعدل والمساواة والإخوة الإسلامية بنظرة
إيمانية ثابتة . ولايقر الظلم أو القهر ويدعو لنصرة الضعفاء ونجدة
المحتاجين وغوث الملهوفين . لأن كلمة الإسلام أن يسلم المرء أمره لله
سبحانه وأنه يضفي السلام علي البشر جميعا , فلا إكراه في دينه . فمن شاء
فليؤمن ومن شاء فليكفر. ففيه أن كل نفس بما كسبت رهين .
والإسلام نجده ينتشر تلقائيا بدون صخب إعلامي وكلما إستضعف أهله كلما إنتشر
. فلقد غزا التتاراللادينيون بغداد وحطموا صروح الحضارة بها وأسقطوا
الخلافة العباسية وأقاموا المذابح للمسلمين في كل المشرقين الإسلامي
والعربي . ورغم الهوان الذي كان فيه المسلمون وقتها . عاد التتار لبلادهم
مسلمين وأقاموا أكبر حضارة في تاريخ الهند وهي الحضارة المغولية الإسلامية
في ظلال إمبراطورياتهم التي إمتدت في فارس وأفغانستان وبنجالاديش وباكستان
وكانت دلهي العاصمة . وظلت هذه الإمبراطورية قائمة لعدة قرون وآثارها ثبت
لم يمح هناك حتي الآن. وقامت حضارات الغزنويين وحضارات ما وراء النهرين.
وهذه حضارات أقامت مدن بخاري وسمرقند وغيرها من مدن الهند وكشمير وباكستان
وأفغانستان و بلدان آسيا الوسطي حيث ظهرت إمبراطورية تيمور لنك وعاصمتها
سمرقند وكانت هذه الإمبراطورية قد حكمت موسكو التي كانت تدفع لها الجزية .
وكانت الخلافة الإسلامية العثمانية وعاصمتها الآستانة (إستانبول ) في أوجها
ولاسيما في القرنين الخامس والسادس عشر وكانت تضم مصر والشام وإيران
والعراق والحجاز وتونس وليبيا والجزائر. وفي شرق أوربا كانت تضم رومانيا
واليونان والصرب ومقدونيا وألبانيا والبوسنة والهرسك والمجر وبلغاريا حتي
بلغت فيينا بالنمسا .وكانت القوة الأعظم بلا منازع في العالم وقتها .
وقامت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس لتضم جنوب غربي أوربا وفيها بلغت
وسط فرنسا وكانت تضم جنوب إيطاليا وجزر صقلية وسردينيا وكورسيكا حتي بلغت
القوات البرية والبحرية روما عام 809 م . وكان البحر الأبيض بحيرة إسلامية
بما فيها كريت ومالطة ورودس وكورسيكا وجزر البليارد وصقاية وسردينيا وجزر
بحر إيجه ولم يبق سوي طرفا الهلال عند القسطنطينية والطرف الآخر عند روما
ومابينهما كان يخضع للحكم الإسلامي العادل.
والإسلام في كل البلدان التي دالت له وفي كل الشعوب التي دانت به قد أقام
حضاراته التي ظلت توابعها تتري علي العالمين بأصالتها وقيمها . ومازالت
بصماتها تتري لنا بما لايدعو للتشكيك في عظمتها . لأنها أوابد راسخة في
وجدان وثبت التاريخ الإنساني كحضارة متفردة فاقت كل الحضارات . لأنها قامت
علي أسس إسلامية لاجدال فيها أو حولها . لأنها أم الحضارات وباعثة نهضة
وحاملة مشاعل الفكر والتنوير لهذه الشعوب التي عانت من الفقر والجهل والظلم
والعبودية . فكان الإسلام هاديا ومبشرا ومنقذا للعالمين من وهدات التخلف
الذي ران فوق العالم قبل ظهور الإسلام.
في الجاهلية
==أمة كبيرة ==
وعد الله نبيه إبراهيم الخليل بأن إبنه إسماعيل الإبن البكر لأمه هاجر
سيكون من أعقابه أمة كبيرة في أرض مكة التي هاجرإليها معه ومع أمه
هاجر.ولقد إستجاب الله لإبراهيم عندما دعا ربه قائلا ( لقد أسكنت من ذريتي
بأرض غير ذي زرع عند بيتك المحرم ……) . وما نعرفه نصا قرآنيا أن الذبيح كان
إسماعيل إبنه الأكبر وقد فداه الله بذبح عظيم . لكن اليهود والنصاري حرفوا
هذا الحدث واعتبروا أن الذبيح كان إسحق وليس إسماعيل . . لكن الهدي (
الفدي) كان شائعا بمكة وبقية العرب في الجاهلية منذ إسماعيل عندما توارثوه
كسنة عنه بعدما فداه ربه بهدي عظيم . فكيف اليهود والنصاري في الهدي
والفداء لإسماعيل ينكرون . فإسماعيل الإبن البكر وكان وقتها صبيا يعي ما
قاله إبوه في رؤياه بأنه يذبحه . وكان رده : يا أبت إفعل ماتؤمر .). وهذه
التضحية لاتأتي من طفل رضيع لايعي من أمره شيئا . لكنه كان علي بينة من
أمره ومن أمر الله سبحانه لأبيه . فكان يعي أن هذا الأمر متبع فعليه ألا
يكابر فيه أو ينكص عنه مرضاة لله أولا ولأبيه ثانية . وما يؤكد وقوع هذا
الحدث العظيم أن العرب إعتادوا في جاهليتم المجيء للكعبة لإحياء هذه السنة
خشية وتقربا لله . ولما وثنوا ظلوا علي عادتهم في ذبح القرابين للأصنام تحت
أرجلها ويأكلون منها ويطعمون .
وأصل العرب هم بنو إسماعيل بن الخليل الذي عاشوا حول مكة وبأجزاء من شمال الجزيرة العربية وفلسطين ومكة والحجاز .
والقحطانيون كانو قد عاشوا باليمن حيث أقاموا مملكة سبأ ودولة حمير.
وكان الإسماعيليون رعاة وأهل تجارة وكانوا يسعون وراء الماء والكلأ. وظهر
من بينهم الهكسوس الرعاة الذين نزحوا من شمال الجزيرة العربية وإستولوا علي
الدلتا بشمال مصر عام2000ق.م. وقد تفرع منهم بنو كنعان (العمالقة )
والعمونيون وأهل مدين بسيناء أصهار سيدنا موسي والأدميون . وكان وقتها يطلق
علي الحجاز وفلسطين أرض كنعان . وكان الكنعانيون قد منعوا العبرانيين
أتباع موسي من دخول أرضهم إبان خروج موسي معهم عندما كان فرعون يطاردهم .
فظل معهم في أرض الشتات بسيناء ولم يدخل موسي فلسطين أرض الكنعانيين .
وكانت اللغة السائدة في هذه البقعة اللغة الكنعانية وهي لغة العرب والعبرية
والفينيقية والسريانية والكلدانية وكلها تنبع من أصل واحد وهو اللغة
السامية. وهذه اللغات كانت سائدة بين هذه القبائل .
وفي اليمن نزح عرب اليمن القحطانيين عام 195 م إلي ضفاف نهلر الفرات
وأقاموا دولتهم وعاصمتها مدينة الحيرة قرب الكوفة حاليا. وكان ملوكها
يقلدون إمبراطوريتي الفرس والروم في عظمتيهما وأبهة الملك . وظلت هذه
المملكة قائمة لأكثر من أربعة قرون حتي غزاها الفرس الساسانيين وضموها لهم
وظلت تحت حكمهم منذ عام 605م حتي فتحها العرب بعد ظهور الإسلام .
وكانت طبوغرافية الجزيرة العربية قد شكلت منعة من أي غزو خارجي .لهذا لم
يستطع الفرس غزوها إى بعض المناوشات الإغاراتية التي لاتشكل خطرا علي كلا
الطرفين .
وكانت قبائل الحيرة تفصل الجزيرة عن بلاد فارس ولم تشكل خطرا عليها ولاسيما وأن القيائل الغربية علي تخوم العراق كان ولاؤها للفرس .
وكانت التجارة تسلك من العراق للشام .
وكان في شمال الجزيرة توجد مملكة الغساسنة بجنوب الشام وفلسطين وكان ولاؤها
للروم . وكانت تؤمن طرق القوافل التي تعبر ديارهم سواء القوافل اليمنية أو
التي تعبر بيثرب.
لكن بلاد العراق وفارس والشام ومصر وليبيا وبقية شمال أفريقيا كانت القوافل
تغدو يها وتروح خلال رحلات موسمية وهذه الرحلات كان يكتنفها
المخاطرولاسيما وأنها تمر بأراض مضر أو حضر . وكنت القبائل الرعوية
بالجزيرة ترحل بقطعانها وراء الماء والكلأ ليستقروا. ولم يكونوا يسكنون
المدن أو القري التي يصلون . فكانوأ يضربون خيامهم حولها.
وهذه الرحلات كانت أشبه بالهجرات الموسمية. لهذا نجد أن القبائل البدوية
في صحراء المغرب البري جبلت بنفس ما جبلت عليه القبائل المشرقية من أعراف
قبلية
وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلي ثلاثة أقاليم رئيسية وهي :
- بلاد الحجر العربية وتقع بشمال شرق الجزيرة وتقع بين فلسطين و شرق البحر الأحمر وكان يطلق عليها البتراء وهي تقع حاليا في الأردن.
- وكانت بلاد العرب السعيدة . ومن قلبها وشرقها تمتد الصحراء العربية
الكبري وان يعيش في مفازاتها القبائل العربية . لهذا نجد هذه البلاد
السعيدة تضم البادية الكبري بالشام علي حدود سوريا الجنوبية وحتي أعالي
الفرات بالعراق شمالا وجنوبا حتي الخليج العربي .
- الأقليم الثالث يضم بقية شبه الجزبرة العربية حبث الحجاز وبلاد اليمن
التي تقع علي البر الأحمر وباب المندب والمحيط الهندي . ويضم حضرموت وعمان
وكلاهما يقع علي المحيط الهندي . في هذا الإقليم نجد أن بلاد الحجاز تضم
المناطق الجبليةوالرملية الوعرة وساحل شرق البحر الأحمر إبتداء من جنوب
العقبة حتي جدة كما تضم مكة والمدينة . وفي جنوب الحجاز تقع بلاد اليمن وهي
أغني مناطق شبه الجزيرة العربية . ويمتد هذا الإقليم إلي سواحل حضرموت
والأحساء وعمان علي المحيط الهندي من خليج عدن حتي مدخل الخليج العربي.
وفي وسط الجزيرة العربية تقع هضبة نجد الخصبة . وكان العرب سكان شبه
الجزيرة العربية قبائل إنتشرت في العصر الجاهلي. وكانت كل قبيلة تتمتع
بالحكم الذاتي والإستقلال التام . وكانت غيرموحدة في كيان سياسي أو وجودي
جامع . لهذا جمع الإسلام هذه القبائل معا لتكوين أمة الإسلام .
وكانت مكة أرض المبعث المحمدي وكان دعوة الإسلام أن جعلت القبلية قد تهاوت
واندمجت هذه القبائل في الإخوة الإسلامية حيث ذابت هذه القبائل في إطار
ديني وهو الجماعة وكانت مكة أرضا بغير ذي زرع عند البيت المحرم .
ولم يكن للعرب في الجاهلية تاريخا سياسيا أو ثقافيا أو دينيا سوي عبادتهم
للأصنام , وكانت قريش إبانها أهل تجارة قد أوسر سادتها من ورائها . فكانت
عيرهم تنطلق صيفا للشام وفلسطين ومصر . وشتاء كانت هذه القوافل تتجه جنوبا
لليمن . وكانت القوافل التجارية الكبري تتجه غادية رائحة . فكانت تمر
بأطراف شبه الجزيرة العربية علي ثلاثة محاور رئيسية . فكان هناك طريق
القوافل الجنوبي الشمالي حيث كانت تقطعها من جدة بالحجاز إلي الشام وسيناء
ومصر . والطريق الثاني يقع في أطراف شرق الجزيرة العربية متجها من الخليج
العربي جنوب العراق ليصل لبلاد الرافدين شمالا ليعرج منها للشام الي دمشق
لتصل هذه القوافل لبلاد الشام وفلسطين . والطريق الثالث كان يقع بغرب
الجزيرة العربية ويمر بحذاء ساحل البحر الأحمر . ويبدأ من اليمن عبر
جدةفالمدبنة ليتجه شمالا للشام والبتراء بالأردن .
وهذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاء ظل عليها العرب مبقيين لأن فيها رزق لهم
ولاسيما وان أرضهم لم تكن خصبة فكانت هذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاء
تغنيهم عن الجوع وتسد أرماقهم . وكانوا يعتمدون علي المطر ليصيبوا منه نبت
الكلأ فيرعون عليه إبلهم وقطعان أغنامهم . وكان بالجزيرة وديان متفرقة
لاتشكل عائدا إقتصاديا يمكن أن يثريهم أو يكفيهم مئونتهم عند الحاجة .
وكانت ثرواتهم لاتتعدي أعداد أغنامهم أوحجم إبلهم .لهذا كان لهم في
تجاراتهم ثروات يحققونها . وكانت السيادة والمكانة تقيم بعدد عيرالشخص
بالقافلة المتجهة شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا . وكانت توجد أحلاف
لحماية هذه القوافل أثناء مرورها بمضارب القبائل التي تمر عليها . وقد تغير
عليها وتسبي نساءها وتنهب ماتحمله . لهذا ظهرت بين القباءل التي كانت تمر
بها القوافل الحروب والمشاحنات وكانت الغلبة للأقوي.فقامت الحروب والثارات
بين قبائل الجزيرة العربية الكبيرة . وكانت هذه الحروب مدعاة لفخرها أو
معايرتها.فاحتدمت هذه الصراعات القبلية وجعلت القبائل في فرقة فيما بينها .
وأوغلت فيها الثارات التي أودت بوحدتهم . وكانت هذه القبائل تعيش في وهم
مفاخرها وأيامها . وكان الشعراء في كل قبيلة ينشدون مفاخر قبائلهم . وهذا
ماجعلهم يحظون بالمكانة والرفعة ويخلقون الإنتصارات . وكانت أشعارهم يحفطها
العرب ويرونها في منتدياتهم .
والعرب قبل الإسلام لم يكونوا يعرفون أصول الحكم أو الدستور شأنهم كشأن
الروم والفرس وهما القوي الأعظم عند ظهور الإسلام . لأن العرب كانوا
لايعرفون سوي أعرافهم وتقاليدهم التي ألفوا عليها . فلكل قبيلة لها شيخها
المطاع والمهاب وكان يتبع أعرافا تسيره وتدبر أمر القبيلة . وكانت الأحلاف
بين العرب إما لرد عدوان أو للمسالمة أو للحفاظ علي الجيرة .
فالعرب في جاهليتهم كانوا يعيشون في مضاربهم وأحيائهم. فلايشعرون بالأمن
أو بل كانوا يعيشون في وهم وقائعهم وأيامهم . فزين شعراؤهم لهم البطولات
التي خلطوها بأوهامهم . وهذه القبائل العربية في الجاهلية كانت تمارس السطو
والسبي مما شغلها عن السلم المفتقد . مما جعلها قبائل شتى ولم تكن تتطلع
إلي الوحدة السياسية. وكان يصعب تجميعها في نظام الدولة .
وكان لوجود البيت الحرام بمكة له قدسية أضفي علي هذه المدينة المقدسة هالات
وحرمة . لهذا السبب كان القرشيون محافظين علي هذه المسحة القدسية والمكانة
المرموقة لمدينتهم . فكانت تهوي إليهم القبائل في حجهم الجاهلي . فكانوا
يطوفون حول إصنامهم . وكانت مكة تشهد موسم حجيجهم . وكان القرشيون وسادتهم
يكرمون وفادتهم. وكان هذا فيهم شرفا لايدانيه شرف وقد أصيحت الكعبة فيهم
.وكان في موسم الحج يعقدون أسواقهم ومنتدياتهم ويلقي فيها الشعراء يأشعاره
التي علقوها فوق ستر الكعبة . وهذه المعلقات كتبوها بماء الذهب. وهي تعتبر
وعاء للشعر الجاهلي ينشدها القبائل وتحفظها.وهذه الأشعار تعتبر ثبتا ورثوه
وورثوه وهذا كل ماخلفوه من بعدهم من فكر جاهلي . لهذا لما هدمت مكة السيول
كان أهلها حريصين علي إعادة بناء البيت وكان شرفا متميزا لا يدانيه شرف .
وهو أي القبائل تضع الحجر الأسود في مكانه بجدار الكعبة التي كانت مشرفة
بينهم ومعظمة عندهم . فأختلفوا فيما اختلفوا فيه حول من ينال هذا الشرف .
وقد كادت أن تقوم فتنة لايعرف لها أوار . وظلوا علي جدلهم حتي دخل عليهم
الرسول :salla2: وهم متنازعون . فاحتكم سراتهم إليه . ففرد ثوبه ووضع
فوقه الحجر الأسود وطلب منهم مجتمعين لحمله . ولما دنا إلي مكانه حمله
ووضعه فيه . وارتضوا هذا الحكم ولم يعارضوه لما كان له :salla2: فيهم من
مكانة . فأقروه وقبلوه .لأن الرسول :salla2: كان فيهم أرجح عقلا وأكثرهم
منطقا وصدقا . فلم ينشقوا عن حكمه ولم يعارضه فيه معارض . فمحمد :salla2:
لم يكن فيهم أيسرهم مالا أو أكثرهم نفوذا ولكنه كان أكثرهم محتدا وأشرفهم
نسبا . من هنا نجد أن محمدا :salla2: قد ظهرت عليه مظاهر القيادة وقوة
الإقناع وهذه سمات النبوة والزعامة . فقد ولد بينهم يتيما فآواه ربه .
ووجدوه عائلا فأغناه ربه . وكان عليه السعي وراء رزقه شأنه كأهل مكة الذين
كانوا تجارا . فاشتهر بينهم بالأمانة والصدق ورجاحة العقل وقوة الشخصية .
مما أهله لأن يكون فيهم شخصا متميزا بينهم . وهذا ماجعل السيدة خديجة وهي
من أغنياء قريش تلقي إليه بأموالها ليتاجر لها فيها . وكانت علي يقين أنها
أودعتها لدي الصادق الأمين . فأصاب من تجارتها الربح الوفير وكان خير
التاجر الأمين .
عصر نزول القرآن
القرآن هو كتاب العربية الأول والأكبر لأنه دستور واساس وجود الأمة الإسلامية سياسيا وإجتماعيا ولغويا في كل زمان ومكان .
دعا الناس لطاعة الله والخضوع لسلطانه والتفكير في آلائه. وقرر حقوقهم
المقدرة فأخذوا بأوامره وحدد واجباتهم المقررة فاجتنبوا نواهيه . ولقد جعل
البشر سواسية مهما إختلفت أروماتهم ومشاربهم بلا تفرقة عنصرية أو لغوية أو
إجتماعية. وسمي الله القرآن بالذكرالحكيم متوعدا المعرضين عنه او النافرين
منه . لأن أفضل عبادة هي قراءة القرآن وتلاوته . وكان القرآن قد نزل علي
الرسول بسبعة أحرف (لهجات قريش) ليسهل للقبائل فهمه واستيعابه . وفي سنة 25
هجرية أيام خلافة عثمان وجد أن بعد الفتوحات الإسلامية قد تنازع أهل الشام
وأهل العراق بالمدائن بالعراق حول قراءة آيات القرآن لأنه بعدة لهجات وحدث
هذا في بعض الأمصار . فشكل لجنة من كتبة الوحي أيام الرسول لتجمع القرآن ,
وأمرها بنسخ نسخ منه موحدة ومدققة وحسب القراءات الثابتة والمتواترة عن
الرسول بعد تثبيت رسم حروف وكلمات المصحف . وكتبت ست نسخ . وأرسل الخليفة
عثمان نسخة لأهل البصرة والكوفة والشام والمدية ومكة وأمسك عنده نسخة تخصه .
وأطلق علي هذه المنسوخ مصحف عثمان أو المصحف الإمام. وهو المصحف الموحد
والمعتمد . بعدها أمرعثمان بحرق كل النسخ السابقة عليه. ولم يبق سوي المصحف
الإمام منذ عهده . وهي النسخة التي تطبع حاليا بالرسم العثماني في كل
أنحاء العالم الإسلامي حاليا .
وحفظ ولو أجزاء من القرآن واجب علي كل مسلم . لأن تلاوة آيات من القرآن
واجبة تلاوتها لأداء الصلاة . وكتابة المصحف حتي الآن تخضع للتدقيق كما
تخضع لأصول علم رسم المصحف الذي يعني بهجاء الكلمات القرآنية حسب الرسم
العثماني وتخضع لعلم ضبط القرآن لتشكيله أو مايعرف بمصطلحات الضبط كالفتح
والضم والكسر والسكون والشد والمد لضبط نطق الكلمات مما جعل قراءة القرآن
ليس بالسماع والمشافهة كما كانت من قبل . وكانت كتابة المصحف الإمام تخلو
من التنقيط الفاء أو القاف أو النون أو الباء أو الياء ..إلخ . ويوجد علم
الفواصل للتقيد بعدد آيات القرآن وعدد سوره وأوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه
الستين وأرباعه وأثمانه .كما أن قراءة القرآن تخضع لعلم التجويد لضمان
سلامة النطق للكلمات والتعرف علي مخارج الحروف وأحكام النطق , وعلم
القراءات والتفسير لبيان الوقف والعلامات والسجدات ومواضعها والسكتات
الواجبة . وضبط القرآن له مصطلحاته كالصفر المستدير فوق حرف العلة وغيره .
وأول هذه السور سورة الفاتحة و تتلي في كل صلاة . والسورة تنقسم لعدة آيات .
وكل سورة تفتتح بآية (بسم الله الرحمن الرحيم ) ماعدا سورة( براءة ).
والقرآن الخط الأول للتصدي لأي فكر ديني محرف أو الفلسفات التي لاتنزه الله
عن الشرك به أو الالحاد في وجوده أو لايتوافق مع الشريعة الإسلامية .
ففي العصر العباسي ترجمت فلسفات الإغريق والهنود والفرس والسريان للعربية
ودار جدل حولها لكن الفلاسفة العرب وأهل الكلام أخضعوا هذا الفكر للمفهوم
القرآني لها وطوعوها لنصوصه ولاسيما في الميتافيزيقيا(ماوراء الطبيعة )
والإلهيات فظهر علم الكلام الإسلامي كفلسفة إسلامية خالصة لايشوبها شائبة
زيغ أو ضلال . لأن القرآن هو الكتاب المنزل من عند الله . جعل لهذه المسيرة
الخالدة مصداقية لايماري فيها . كما أن تناول القرآن علوم الكونيات في
آياته حيث ذكرها من خلال التعرض للثوابت الفلكية والعلمية و الكونية ومن
خلال ذكره لنواميس الكون الثابتة والمؤكدة للتدليل علي الإعجاز العلمي
للقرآن وعلي عظمة الخلق والخالق مما يؤكد علي أن القرآن إلهي و من عند الله
. فالقرآن هو الكتاب المنزل الذي مازالت نصوصه لم تتبدل ولم تتغير.
ولايمكن لبشر الإتيان بمثله في آياته ولغته المتفردة وسياق كلماته والمعاني
السامية التي أوردها نصا . وعلوم القرآن هي دراسات لمعاني وكلمات القرآن
بما فيها التفسير لها ودراستها لغويا وفقهيا .لأنه المرجع الثابت لدراسة
علوم الإلهيات حتي لانزيغ في إيماننا ولا نحيد عن الصراط المستقيم ,ولاسيما
بعد إنقطاع الوحي من السماء . فهو آخر رسالاتها للبشر أجمعين .فعظمة
القرآن أن لغته العربية حية وسياق آياته لها وقع وجرس فريد ,ويتميز بدقة
كلماته التي لها وقعها الذي يبعث في النفس الخضوع لله والخشوع له . مما
يجعله يتوافق مع فكر كل زمان ومكان .
== إنتشار الإسلام ==
يقول المؤرخ العالمي (جيبون) في حديثه عن قصة البشارة المؤكدة لمجيء محمد
صلي الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل من أن ثمة نبيا سيأتي كما تقول
البشارة المقدسة التي عرفت بوعد الروح القدس.. ففرح بها موسي وعيسي . وهذه
البشارة كما يقول : قد تحققت في شخص محمد نبي الإسلام وأعظم الرسل وخاتمهم .
أتي بالإسلام كدعوة عالمية لكل البشر. لهذا كان المسلمون الأوائل منذ أيام
الرسول ينشرونه ويحملون لواءه . ففي حياة الرسول (من سنة 570م –632م) كانت
محاولات نشره في تخوم الإمبراطرية البيزنطية بإقليم الشام عن طريق الدعاة
بين القبائل العربية المتاخمة لبلاد الشام .
وبعد عشر سنوات من وفاته صلي الله عليه وسلم فتح المسلمون بلاد الروم
البيزنطيين والفرس الساسانيين . ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس .
بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلافة الراشدية والأموية والعباسية .
و لقد ظلت الخلافة الراشدية ثلاثين عاما (من سنة 632م – 661م). وكان
الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق
والفسطاط بمصر . وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة
الرابع علي بن أبي طالب للكوفة, بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان .وأدت
لإستشهاده.
وبعد إستشهاد سيدنا علي تأسست الدولة الأموية( 661 م- 750 م )بدمشق .وحكمت
حوالي قرنا. وكانت تمتد من غربي الصين لجنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات
الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا لأسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوربا ,
وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات
الإسلامية والمساجد والمكتبات و كان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح
القسطنطينية عام 717م . وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا . وكان أول نزول
لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا
والبرتغال).. فكان أول إنتصار للمسلمين هناك ,عام 29هجرية(711ميلادية) في
معركة وادي البرباط ,لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بغرب أوربا بفرنسا
وإيطاليا وسويسرا . وخضعت روما للحكم الإسلامي فعلا منذ عام 809 م .ولولا
أن البابا ليو الثاني قد أقر بدفع الجزية وبإنتظام لمدة عشرين عاما لأصبح
الآذان يرتفع من فوق أبراج الفاتيكان الآن . فلقد بلغ الفتح الإسلامي
برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك .مما جعله مع البحر الأبيض
المتوسط بحيرتين إسلاميتين تموج فيهما الأساطيل الإسلامية . وخضعت كل جزر
البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتي كورسيكا غربا للحكم الإسلامي .
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756م – 1031م عاصمتها قرطبة التي
شيدها الأمويون .وكانت أكبر مدينة في أوربا . وحكموا الأندلس زهاء قرنين .
وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتي قسمها الطوائف والبربر
والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما .ولاسيما بعد سقوط مملكة
غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492م علي يد الملك فريناندو والملكة
إيزابيلا..و عندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه
قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها . حيث إنتصر
الفرنجة علي عبد الرحمن الغافقي عام 114 هجرية (732م) عندما إستشهد بها في
معركة بلاط الشهداء . ويعلق المؤرخ الشهير جيبون علي معركة (بواتييه) قائلا
: لو كان العرب قد إنتصروا في بواتييه لأصبحت المساجد في باريس ولندن بدلا
من الكاتدرائيات حاليا. ولكان القرآن يتلي في جامعة إكسفورد وبقية
الجامعات هناك . ويعلق ديورانت عليها قائلا : لو إنتصر العرب في هذه
المعركة الكبري لأصبحت أوربا الآن جزءا من العالم الإسلامي .لكنهم رغم هذه
الهزيمة , واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة
الإسلامية .وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا
عليه البر الطويل) حتي بلغوا في فتوحاتهم سويسرا،.وأقاموا هناك ممالك
إسلامية .وحرروا الشعوب من العبودية والإقطاع . وظلوا قرنين يحكمون هذه
المناطق . ولم يوقف الزحف الإسلامي بأوربا سوي جبال الألب .ولو إستطاع
الفاتحون تخطيتها لعم الإسلام شمال أوربا.
وما بين سنتي 910م و1171م كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميين
بالقاهرة والأيوبيين والمماليك في مصروالشام.وكانت الحملات الصليبية علي
الشام وفلسطين ومصر والإستيلاء علي القدس .وفي عام 1187 م استعاد صلاح
الدين بيت المقدس من الصليبيين .وكان احراق المغول التتار لبغداد عام 1258م
بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. بعدها رجعوا لديارهم وكانوا
وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم.. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين
قبائلهم . وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان
وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان
والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا
الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم .
وكان تيمورلنك حفيد هولاكو قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام( 1379م
–1401م ) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا . وقد حكم ايران والعراق والشام
وحتي الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين
.سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصي وشرق
أفريقيا .
و كان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453م), عاصمةالإمبراطورية
البيزنطية(الروم).وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق
عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة
العثمانية(الإمبراطورية العثمانية)(حكمت من 1350م- 1924 م).
وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات
بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية
ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي جامع أيا صوفيا . وهذا الإنتصار كان بداية
الرد الإسلامي علي البابوية بالفاتيكان في أعقاب الحملات الصليبية التي
شنتهاعلي فلسطين والشام . و داهمت فيها المشرق العربي . وذبحت أكثر من
مليون مسلم و نصراني في فلسطين وبيت المقدس. وكان الفتح العثماني ردا علي
الحرب الإستردادية بالأندلس . حيث كان التنصير القسري للمسلمين وإحراقهم
هناك.فبينما كان الهلال ينحسر من الأندلس بغرب أوربا كان يزحف لأول مرة في
التاريخ فوق شرق أوربا عندما إجتاحه العثمانيون بما فيه رومانيا والصرب
والبوسنة والهرسك واليونان والمجر .حتي بلغوا أبواب فيينا بالنمسا .وحشد
البابا في الفاتيكان قوات أوربا لوقف هذا الزحف الإسلامي الكاسح . ولولا
توقف العثمانيين عند أبواب فيينا بمؤامرة من الدولة الصفوية بإيران ,لأصبح
الآذان يؤذن من فوق أبراج كاتدرائية القديس بطرس كما يقول المعلقون . ومن
بعدها كان خبز (الكرواسون ) ومعناه الصليب يصنع علي هيئة الهلال ليأكله
الأوربيون في أعيادهم.
و الإسلام دخل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا عن طريق التجار والقولفل التجارية
العربية عبر آسيا الوسطي وشمال وشرق ووسط وجنوب وغرب أفريقياعن طريق الطرق
الصوفية في أواسط آسيا وجنوب الصين وإندونيسيا وأفريقيا . وعن طريق الرحلات
البحرية التجارية دخل الإسلام الصين وسيلان وبروناي وجزر الفلبين
وإندونيسيا وماليزيا ومدغشقر وزنجبار.
وللتاريخ كان ضم العثمانيين للشام ومصر والعراق والحجاز وليبيا واليمن
وتونس لحماية هذه الكيانات الإسلامية السنية من الأخطار التي كانت محدقة
ومتربصة بها . فسواحل مصر والشام وشمال أفريقيا كانت مهددة بالأساطيل
الفرنسية والأسبانية التي اتت تغير عليها . كما أرادت السلطنة العثمانية
حماية الشام ومصر من خطر البرتغاليين المسيحيين بالبحر الأحمر والخليج
العربي . وكانت إثيوبيا تعاون البرتغاليين لهذا السبب . و قد نزلوا عام
1496م جدة بالحجاز لينهبوا الأماكن المقدسة بمكة والمدينة . وينقلوا رفات
الرسول للبرتغال لتكون زيارة قبره صلي الله عليه وسلم نظير إتاوات. مما دفع
المصريين أن يهاجموا الأسطول البرتغالي في معركة (ديو ) الشهيرة قرب سواحل
غرب شبه القارة الهندية .وكانت السلطنة المملوكية بمصر والشام تتآمر ضد
السلطان سليم مع الدولة الصفوية الشيعية بفارس. مما جعل سليم الأول يتحرك
وينسحب بجيوشه من النمسا . لإنقاذ هذه الكتلة السنيةبما فيها مصر والشام
والحجاز من الخطر الشيعي الصفوي بايران والبرتغالي بالبحر الأحمر والمحيط
الهندي . ولم يتعاون السلطان الغوري بمصر معه لإنقاذ المسلمين السنة من
مذابح الصفويين في فارس والقوقاز وأذربيجان. فأسقط حكم الصفويين واستولي
علي العاصمة تبريز . ولو كان الغوري قد أظهر مرونة لما إحتل سليم مصرولا
الشام ولا أسقط سلطنته المملوكية عامك 1517م.
فالإسلام حكم الأندلس 7قرون . وحكم الهند 10 قرون حتي مجيء الإستعمار
البريطاني . وفي ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة
وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية
والجزائر ودلهي وقرطلة وغيرها . كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية
تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية
وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان
وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من
المدن الإسلامية . وفي القارة الأفريقية نجد أن 85%من سكانها مسلمون. وفي
العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا خمس سكان أهل الأرض .
عبقرية الحضارة الإسلامية
قال تعالي:كنتم خير أمة أخرجت للناس. وقوله سبحانه هو الحق. إلا أنه في
الآونة الأخيرة أخذ الإعلام الغربي يكيل إفكا للإسلام والمسلمين ويصفهم
بأنهم يعانون من عقدة الصراع بين الحضارات . وهذا القول المعلن لا يتصف
بالمصداقية أو حسن النوايا. وبعيدا عن الأسباب والمسببات الإستعمارية التي
آل إليها العالم الإسلامي المعاصر نجد أن هذا العالم المترامي فوق خريطة
الدنيا قد حقق المعجزة الحضارية المتفردة في تاريخ العالم القديم . عندما
بزغت هذه الحضارة وسط دياجير الظلام الفكري والعقائدي الذي كان يسود العالم
القديم عندما أتي الرسول :salla2: برسالته السماوية التي حررت البشر من
الظلم والقهر والعبودية وحققت العدل والمساواة والحرية . وجعل للإنسان
حقوقه المكفولة تحت ظلال الإسلام لأول مرة في التاريخ الإنساني كله.لهذا
حقق المسلمون حضارتهم التي أصبحت ثبتا مثبتا في سفر الحضارة الإنسانية
.فقرون طويلة من عمر الزمن زهت فيها هذه الحضارة كان المسلمون خلالها القوة
الأعظم في العالم القديم بلا منازع... بينما كانت شعوبه تتسم بالعبودية
والقهر والظلم بل والجهل أيضا.
وكان قد عرض كاتبنا المرموق عبد اللطيف فايد كنابا لي بعنوان (صناع الحضارة
العلمية في الإسلام) في صفحة كاملة بملحق (الجمهورية) الإسبوعي . وكان هذا
العرض التحليلي ردا غير مباشر علي الزخم الإعلامي ضد الإسلام وحضارته
وتنويرا لأجيالنا بعظمة هذا الدين وإنجازات علمائه الضخمة في شتي العلوم
التجريبية والإنسانية .فأصٌل في عرضه الحضارة الإسلامية وجردها من الزيغ
والتضليل الإعلامي المغرض. فكان عرضه أمينا ومنـزها بل ومنصفا لها.
فالحضارة الإسلامية كان علماؤها يتمتعون بالحرية الفكرية التي أثرَت وأثٌرت
في الفكر الإنساني كله بعد ثمانية قرون من أفول الحضارة الإغريقية آخر
الحضارات التقليدية القديمة .
فلقد ظهر تحت ظلال حضارتنا الإسلامية عباقرة الفكر الإسلامي الثقاة كإبن
خلدون والبيروني والأدريسي والقزويني وإبن ماجد والبتاني والطوسي
والخوارزمي وإبن الخيام والرازي والدميري والمقدسي وإبن ماجه وإبن النفيس
والفارابي والكندي وإبن سينا وإبن طفيل وإبن العوام وغيرهم من العلماء
الذين أصبحوا نجوما زاهرة وزاخرة في سماء المعرفة الإنسانية إبان عصرهم
والعصور التي لحقت بهم .
وهذه حقيقة لا ننكرها بل يقرها كل مؤرخي العلم ومن بينهم سارتون . فوضعوهم
في مصاف كبار الفلاسفة والعلماء الذين حققوا الإنجازات الضخمة في تاريخ
مسيرة العلم والحضارات . وإبان مطلع عصر النهضة كان علماء وفلاسفة الغرب
ينظرون لهؤلاء نظرة الإجلال بل والتقديس. لأنهم أثروا علي الفكر الغربي
وغيروا من نظرتهم للفكر الإغريقي الذي تواري خلف الفكر الإسلامي . لهذا ظلت
كتبهم تترجم و تدرس بالعربية زهاء أربعة قرون . وكان كتاب (القانون )في
الطب لإبن سينا إنجيلا يدرس في الغرب بالعربية و لاسيما بكليات فرنسا
ولاسيما في جامعة (مونبلييه) العريقة . وكانت نظريات إبن رشد قد غيرت الفكر
والفلسفة المسيحية واليهودية بأوربا مما جعل مارتن لوثر يعلن تمرده علي
البابوية معلنا البروتستانتية بعدما أسقط مقولة صكوك الغفران . وقد إستقي
أفكارها من فلسفة إبن رشد التي شاعت بين الأوساط والجمعيات الفلسفية
الأوربية وقتها.
من هنا كان ظهور حركة الإستشراق الذي تبنته الكنيسة الغربية لتشويه صورة
الإسلام وبث المطاعن فيه وكتابة المثالب الإفكية حول رسوله :salla2: .
فالصليبيون لما جاءوا للمشرق العربي وشاهدوا حضارته أصيبوا بالدونية
الحضارية . ونقلوا هذه الحضارة لبلدانهم . فأنبهر الغرب بها وحاكاها ونقل
تراثها العلمي والفكري. وعكف علماؤه و مفكروه وفلاسفته علي تمحيصه وتحقيقه
.فظهرت أعمالهم كصدي فكري لعلوم المسلمين بعدما حررهم الفكر الإسلامي من
هيمنة الكنيسة والكهنوت الكنسي وإرهاصاته كما حررهم من أساطير الإغريق.
بناة الحضارة الإسلامية
بينما كان العالم الإسلامي يموج حضارة وتمدن خلال عصور الخلائف الراشدية
والأموية والعباسية والعثمانية كانت أوربا تعيش في أتون الجهل والهمجية
والبربرية والرق والعبودية . وهذه حقيقة لاننكرها بل نقرها ولا نتغافلها
وسط إرهاصات الغرب المفتئت والمفتري عليها .
فعلماء المسلمين في كل مشاربهم إبان عصور حضارتنا الإسلامية التي غبرت
وغربت عنا . لم يخلفوا لنا سوي أمجادهم وكتبهم وتراثهم الذي نهلت منه كل
الروافد المعرفية العالمية . لأنه كان ثبتا لايماري فيه . لأنه اتسم
بالمصداقية البحثية مما جعلهم مشاعل التنوير ودعاة الإستنارة ومجددين
ومبدعين للعلم . فبنوا حضارة الحضارات وظلت تتري للإنسانية بتوابعها عبر
القرون الوسطي حيث كانت الهمجية تسود أوربا .
و
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:05
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:52
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الجمعة 15 أبريل 2011 - 0:39
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
السبت 16 أبريل 2011 - 11:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
السبت 16 أبريل 2011 - 16:08
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 17 أبريل 2011 - 15:55
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 21:48
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأربعاء 20 أبريل 2011 - 21:01
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 24 أبريل 2011 - 14:42
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 24 أبريل 2011 - 15:50
بارك الله فيك على تقدمه من اضافة راقية
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 24 أبريل 2011 - 17:50
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 4:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 1 مايو 2011 - 13:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 1 مايو 2011 - 17:05
- محمد الجمعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 972
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأربعاء 4 مايو 2011 - 12:21
- badrakhaneعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4433
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الجمعة 6 مايو 2011 - 0:00
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الإثنين 9 مايو 2011 - 2:52
بارك الله فيك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
- KingSoftعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الإثنين 9 مايو 2011 - 12:37
مشكور وبارك الله فيك على الموضوع المميز
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الإثنين 9 مايو 2011 - 23:31
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الجمعة 13 مايو 2011 - 0:50
- حمدي غيثعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4049
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
السبت 14 مايو 2011 - 22:15
شكرا لك وبارك الله فيك
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأحد 15 مايو 2011 - 19:36
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الجمعة 20 مايو 2011 - 10:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الثلاثاء 24 مايو 2011 - 0:35
أكرمك الله على الموضوع الرائع والجميل
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الأربعاء 25 مايو 2011 - 15:02
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: عبقرية الحضارة الاسلامية وشواهدها
الجمعة 19 أغسطس 2011 - 16:16
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى