التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
+19
سحتوت2
PRINCESSA
مصطفى
اسميري الوجدي
زعيطر
ZIDANE
الشاوش
MATMOUR-Dz
ميري كريمو
عربي
K1sayda
شاكر الله
حسن
بدر_هاري
هيثم
Kojack
MATADOR
Admin
ام بدر
23 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 27 فبراير 2011 - 14:57
التحذير من الانتحار وقتل النفس
الحمدلله!
لقد خلق اللهُ الإنسانَ ليعبدَه، ويوحدَه ويفردَه، وجعلَه خليفةً في الأرض ليعمرَها، ورفعه وكرَّمه، وفي البرِّ والبحر حمله وسيَّره، ومن الخيرات والطيبات رزقه، وعلى كثير من خلقه فضله، ومع هذا كلِّه فالسرعة والعجلة من طبعه، {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}.(الأنبياء: 37)
ما أسرعه في الدعاء بالشر على نفسه من عجلته، {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً}.(الإسراء: 11).
يُعرض عندالنعمة، وييأس عند المصيبة والنقمة، {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا}.(الإسراء: 83).
يَعِدُه عدوُّه الشيطانُ غرورًا، ويمنِّيه فيعيش فرِحا مسرورا، {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً}.(الفرقان: 29).
لو سوّل لهأن يقتلَ نفسه لقتلها؛ أملاً في تحقيق ربح موهوم، أو كسب مزعوم، أو فوز مرقوم، مع أن قتل النفس حرام، لا تقره شريعة من الشرائع الربانيّة، ولا أباحه كتاب من الكتب السماويّة، ولا يجيزه عقل سليم من العقول البشرية، أما قول الله عز وجل: {وَإِذْقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة: 54).
فذلك؛ أن يقتل بعضهم بعضا، لا أن ينتحروا فيقتل الواحدُ نفسَه، وهذا عقوبةٌ لهم من الله جلَّ جلاله، نتيجةَ التمرد والعصيان، على نبيهم كليمِ الرحمن، موسى بن عمران، عليه السلام.
فإذا كانت العبادةُ المشروعةُ المحبوبةُ إلى الله سبحانه، قد تتسبَّب في قتلِ النفس أوإهلاكِها، أو تضرُّرِها وإيذائها؛ فتُخَفَّفُ تلك العبادة، وتنقل إلى غيرها،كالتيمم بالتراب؛ عند الخوف على النفس من البرد أو العدوِّ، بدل الوضوء والغسل بالماء، فعَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: (احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة، وَأَنا فِي غَزْوَة ذَات السلاسِل، فَأَشْفَقت إِن اغْتَسَلت أَن أهلِك، فَتَيَمَّمتُ،ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي الصُّبْح، ثمَّ أخْبرت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك). أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وعلقه البُخَارِيّ، انظر إرواء الغليل (1/ 181) ح(154)وفي رواية [فقال: "يا عمرو! صليتَ بأصحابك وأنت جنب؟!" قال: قلت: (نعميا رسول الله! إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلِك،وذكرت قول الله عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، فتيممت، ثمصليت)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا].
وإذا كانالدعاء على النفسبالشرِّ لا يجوز؛ فكيف بالتعدي عليها بالقتل والانتحار؟ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: (دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ؛ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ)، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ". فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: "لاتَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ". ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِيسَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيه". وَزَادَ =في رواية= قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ =أحد الرواة=: وَدَعْوَةٌ أُخْرَى سَابِعَةٌ نَسِيتُهَا. رواه مسلم.
وقد نهانا نبينا نبيُّ الرحمة أن نتسبب لأنفسنا بما يجلب لها الهمَّ أو الخوفَ بأي سبب، فقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا"، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "الدَّيْن". قال الألباني في "السلسلةالصحيحة" (5/ 546، ح2420):[أخرجه البخاري في "التاريخ" ( 3/ 2/ 430 ) وأحمد (4/ 146و154)] عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ.
فلا يوجد سبب من الأسباب يبيح قتل الإنسان نفسه، لا ألمَ ولا مصيبةَ ولا إحباط، فمن جزِع من مرض، أو يئس من مصيبة، أو أُحبط في عمل فاستعجل الموتَ فقتل نفسه؛ حُرِّمت عليه الجنة، لحديث جُنْدُب بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِها يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتّى مَاتَ، قَالَ اللهُ تَعالَى: بادَرَنِي عَبْدي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". البخاري في (60) كتاب الأنبياء (50) باب ما ذكرعن بني إسرائيل،فتح الباري (6/ 496، ح (3463).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ؛ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا،فَلَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". رواه مسلم
إن قاتل نفسه عمدا لا يشفع له جهادُه أعداء الله، ولا قتاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ، يَدَّعِي الإِسْلامَ: "هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ =أي يشك=. فَوَجَدَالرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ،فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ؛انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ،فَقَالَ: "قُمْ يَا فُلانُ! فَأَذِّنْ: أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".صحيح البخاري (3967).
واعلموا عباد الله! أن قتلَ النفس له طرقٌ متنوِّعة؛ كأن يَطْعُنُ نفسَه بحديدة، أو يخنُقها بحبل، أو يحرقها بالنار أو بأيّ سائلٍ كيماويّ، أو يشربُ السُّمَّ، أو يُلقِي نفسَه من مكان عالٍ، أو يلقي نفسَه تحت سيارة أو في البحر، أو يهجمُ على عدوٍّ من إنسان أو حيوان لا طاقة له به، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ". البخارى (1299).
وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ؛ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِجَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".البخاري (5442).
ولا يجوز أن يحرق الإنسان نفسهولو أمره وليُّ الأمر،عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ :ادْخُلُوهَا! فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَافَرَرْنَا مِنْهَا! فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: "لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". وَقَالَ لِلآخَرِينَ: "لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ". البخاري ح(7257).
وهذا التشديد في قتل النفس والتنفير منه؛ جعلَ كثيرا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم يظنُّ أنَّ من لم يتعمد قتْلَ نفسه، ينطبق عليه الوعيدُ الشديدُ والنهيُ الأكيد، فحكموا على أحدهم -وهو عامر بن الأكوع رضي الله عنه- بأنه منتحر؛ لأن سيفه ارتدَّ عليه فقتله، لولا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم برّأه من ذلك، عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه يحدث بقصة غزوة خيبر قال: (..فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ؛كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ =أي ابن الأكوع= قَصِيرًا، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ؛ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ)، قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا؛ قَالَ سَلَمَةُ: (رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي) قَالَ: "مَا لَكَ؟!" قُلْتُ لَهُ: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ؟!) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ". وَجَمَعَ بَيْنَ إصْبَعَيْهِ "إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ". البخاري (4196)
إنقاتل نفسه إن كان مستحلا ذلك فقد كفر؛ لأنهاستَحَلَّ ما حرَّمَه اللهُ تعالى، وإن كان غيرَ ذلك بجزع ونحوه؛ فهو مسلمٌ وأمره في الآخرة إلى الله؛ إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ؟!) قَالَ: حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ؛ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ =أي كرهوا المقام بها لوخم فيها، رفعه اللهُ بعد ذلك= فَجَزِعَ؛ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ =المِشْقَصُ سهمٌ له نصل عريض= فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ؛ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ؛ =أي قطع عقد أصابعه فسالت منهاالدماء بشده= حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ،فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: (مَاصَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟!) فَقَالَ: (غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). فَقَالَ: (مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ؟!) قَالَ: (قِيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ). فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ! وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ".
قال النووي [... فِيهِحُجَّة لِقَاعِدَةٍ عَظِيمَةٍ لأَهْلِ السُّنَّة؛ أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسه، أَوْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة غَيْرهَا، وَمَاتَ مِنْ غَيْر تَوْبَةٍ فَلَيْسَ بِكَافِرٍ، وَلا يُقْطَع لَهُ بِالنَّارِ، بَلْ هُوَ فِي حُكْم الْمَشِيئَة. ... وَهَذَا الْحَدِيثشَرْح لِلأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْله، الْمُوهِمُ ظَاهِرُهَا تَخْلِيدَ قَاتِلِ النَّفْسِ وَغَيْرِه مِنْ أَصْحَاب الْكَبَائِر فِي النَّار، وَفِيهِ إِثْبَات عُقُوبَة بَعْض أَصْحَاب الْمَعَاصِي؛ فَإِنَّ هَذَا عُوقِبَ فِي يَدَيْهِ، فَفِيهِ رَدّ عَلَى الْمُرْجِئَة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَاصِي لا تَضُرّ. وَاَللَّه أَعْلَم]. شرح مسلم للنووي.
***********
أما أحكامُ الذي قتل نفسه متعمدا غير مستحل؛ فإنه يُغسَّلُ ويكفَّن،ويصلِّي عليه العامَّة، ويُدفَنُ في مقابر المسلمين، ويُدعا له بالرحمة والمغفرة،عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: (أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ).رواه مسلم وعند أبي داود (3187)قَالَ: "إِذًا لاَ أُصَلِّى عَلَيْهِ". وعند النسائي (1964): "أما أنا؛ فلا أصلي عليه".
إذن؛لا يصلي عليه الإمام ولا العلماء بل العامة، قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي في سننه: [هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهَذَا؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: (يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَةِ،وَعَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ)، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَإِسْحَقَ، وقَالَ أَحْمَدُ: (لا يُصَلِّي الإِمَامُ عَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ غَيْرُ الإِمَامِ). الترمذي في ح (1068)
عباد الله! إن الطيِّبَ لا يُنالُ بالخبيث، ولا تُنالُ الحسنةُ بالسيئة، ولا الحلالُ بالحرام، ولنْ نصلَ إلى التوحيدِ بالشرك، أو إلى الإيمانِ بالكفر.
كذلك لن تكون مصالحةٌ بمحاربة، ولا توحُّدٌ بانقسام، ولا حبٌّ بِكُرْهٍ، ولا صدقٌ بكذب، ولا وفاءٌ وعهدٌ بخُلفٍ وغدر.
إذا أردت أمرًا؛ فاسلك السبلَ المشروعةَفي تحصيله، فإن ظفرت به كان بها والحمد لله، وإلاّ فالجأ إلى الله القادر، الذي بيده ملكوت كل شيء، توسل إليه بالأعمال الصالحة، والأدعية الخالصة.
فإنطالت بك الآلام والأوجاع فتذكرأيوب عليه السلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَاوَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.الأنبياء (83، 84)
وإنظلمك الناسوالحكومات والدول، والسلاطين وكبار القوم؛ فتذكر ذا النون يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}الأنبياء (87، 88)
وإنتأخرت عنك الذرية، ولم ترزق بأولاد، فلا تيأس ولا تحزن، وأقبل على ربك وادْعُه، وتذكَّرْ نبيَّ اللهِ الشيخَ الكبيرَ، الذي وهَنَ العظمُ منه، واشتعلرأسُه شيبًا، وعنده زوجةٌ عجوز عاقر، لكنه دعا وتوسل فاستجيب له: {وَزَكَرِيَّاإِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.الأنبياء: (89،90).
وتجنب السيئات والمعاصي، والذنوبوالخطايا.
فحذار ياعبد الله! من مخالفة أمر الله، ولا تكن من الأخسرين أعمالا {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}.الكهف: (103- 106).
الحمدلله!
لقد خلق اللهُ الإنسانَ ليعبدَه، ويوحدَه ويفردَه، وجعلَه خليفةً في الأرض ليعمرَها، ورفعه وكرَّمه، وفي البرِّ والبحر حمله وسيَّره، ومن الخيرات والطيبات رزقه، وعلى كثير من خلقه فضله، ومع هذا كلِّه فالسرعة والعجلة من طبعه، {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}.(الأنبياء: 37)
ما أسرعه في الدعاء بالشر على نفسه من عجلته، {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً}.(الإسراء: 11).
يُعرض عندالنعمة، وييأس عند المصيبة والنقمة، {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا}.(الإسراء: 83).
يَعِدُه عدوُّه الشيطانُ غرورًا، ويمنِّيه فيعيش فرِحا مسرورا، {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً}.(الفرقان: 29).
لو سوّل لهأن يقتلَ نفسه لقتلها؛ أملاً في تحقيق ربح موهوم، أو كسب مزعوم، أو فوز مرقوم، مع أن قتل النفس حرام، لا تقره شريعة من الشرائع الربانيّة، ولا أباحه كتاب من الكتب السماويّة، ولا يجيزه عقل سليم من العقول البشرية، أما قول الله عز وجل: {وَإِذْقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة: 54).
فذلك؛ أن يقتل بعضهم بعضا، لا أن ينتحروا فيقتل الواحدُ نفسَه، وهذا عقوبةٌ لهم من الله جلَّ جلاله، نتيجةَ التمرد والعصيان، على نبيهم كليمِ الرحمن، موسى بن عمران، عليه السلام.
فإذا كانت العبادةُ المشروعةُ المحبوبةُ إلى الله سبحانه، قد تتسبَّب في قتلِ النفس أوإهلاكِها، أو تضرُّرِها وإيذائها؛ فتُخَفَّفُ تلك العبادة، وتنقل إلى غيرها،كالتيمم بالتراب؛ عند الخوف على النفس من البرد أو العدوِّ، بدل الوضوء والغسل بالماء، فعَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: (احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة، وَأَنا فِي غَزْوَة ذَات السلاسِل، فَأَشْفَقت إِن اغْتَسَلت أَن أهلِك، فَتَيَمَّمتُ،ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي الصُّبْح، ثمَّ أخْبرت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك). أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وعلقه البُخَارِيّ، انظر إرواء الغليل (1/ 181) ح(154)وفي رواية [فقال: "يا عمرو! صليتَ بأصحابك وأنت جنب؟!" قال: قلت: (نعميا رسول الله! إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلِك،وذكرت قول الله عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، فتيممت، ثمصليت)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا].
وإذا كانالدعاء على النفسبالشرِّ لا يجوز؛ فكيف بالتعدي عليها بالقتل والانتحار؟ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: (دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ؛ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ)، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ". فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: "لاتَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ". ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِيسَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيه". وَزَادَ =في رواية= قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ =أحد الرواة=: وَدَعْوَةٌ أُخْرَى سَابِعَةٌ نَسِيتُهَا. رواه مسلم.
وقد نهانا نبينا نبيُّ الرحمة أن نتسبب لأنفسنا بما يجلب لها الهمَّ أو الخوفَ بأي سبب، فقال صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا"، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "الدَّيْن". قال الألباني في "السلسلةالصحيحة" (5/ 546، ح2420):[أخرجه البخاري في "التاريخ" ( 3/ 2/ 430 ) وأحمد (4/ 146و154)] عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ.
فلا يوجد سبب من الأسباب يبيح قتل الإنسان نفسه، لا ألمَ ولا مصيبةَ ولا إحباط، فمن جزِع من مرض، أو يئس من مصيبة، أو أُحبط في عمل فاستعجل الموتَ فقتل نفسه؛ حُرِّمت عليه الجنة، لحديث جُنْدُب بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ فيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِها يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتّى مَاتَ، قَالَ اللهُ تَعالَى: بادَرَنِي عَبْدي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". البخاري في (60) كتاب الأنبياء (50) باب ما ذكرعن بني إسرائيل،فتح الباري (6/ 496، ح (3463).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ؛ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا،فَلَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". رواه مسلم
إن قاتل نفسه عمدا لا يشفع له جهادُه أعداء الله، ولا قتاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ، يَدَّعِي الإِسْلامَ: "هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ، قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ =أي يشك=. فَوَجَدَالرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ،فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ؛انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ،فَقَالَ: "قُمْ يَا فُلانُ! فَأَذِّنْ: أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ".صحيح البخاري (3967).
واعلموا عباد الله! أن قتلَ النفس له طرقٌ متنوِّعة؛ كأن يَطْعُنُ نفسَه بحديدة، أو يخنُقها بحبل، أو يحرقها بالنار أو بأيّ سائلٍ كيماويّ، أو يشربُ السُّمَّ، أو يُلقِي نفسَه من مكان عالٍ، أو يلقي نفسَه تحت سيارة أو في البحر، أو يهجمُ على عدوٍّ من إنسان أو حيوان لا طاقة له به، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ". البخارى (1299).
وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ؛ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِجَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".البخاري (5442).
ولا يجوز أن يحرق الإنسان نفسهولو أمره وليُّ الأمر،عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ :ادْخُلُوهَا! فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَافَرَرْنَا مِنْهَا! فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: "لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". وَقَالَ لِلآخَرِينَ: "لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ". البخاري ح(7257).
وهذا التشديد في قتل النفس والتنفير منه؛ جعلَ كثيرا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم يظنُّ أنَّ من لم يتعمد قتْلَ نفسه، ينطبق عليه الوعيدُ الشديدُ والنهيُ الأكيد، فحكموا على أحدهم -وهو عامر بن الأكوع رضي الله عنه- بأنه منتحر؛ لأن سيفه ارتدَّ عليه فقتله، لولا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم برّأه من ذلك، عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه يحدث بقصة غزوة خيبر قال: (..فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ؛كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ =أي ابن الأكوع= قَصِيرًا، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ؛ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ)، قَالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا؛ قَالَ سَلَمَةُ: (رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي) قَالَ: "مَا لَكَ؟!" قُلْتُ لَهُ: (فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ؟!) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ". وَجَمَعَ بَيْنَ إصْبَعَيْهِ "إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ". البخاري (4196)
إنقاتل نفسه إن كان مستحلا ذلك فقد كفر؛ لأنهاستَحَلَّ ما حرَّمَه اللهُ تعالى، وإن كان غيرَ ذلك بجزع ونحوه؛ فهو مسلمٌ وأمره في الآخرة إلى الله؛ إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ؟!) قَالَ: حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ؛ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ =أي كرهوا المقام بها لوخم فيها، رفعه اللهُ بعد ذلك= فَجَزِعَ؛ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ =المِشْقَصُ سهمٌ له نصل عريض= فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ؛ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ؛ =أي قطع عقد أصابعه فسالت منهاالدماء بشده= حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ،فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: (مَاصَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟!) فَقَالَ: (غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). فَقَالَ: (مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ؟!) قَالَ: (قِيلَ لِي: لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ). فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ! وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ".
قال النووي [... فِيهِحُجَّة لِقَاعِدَةٍ عَظِيمَةٍ لأَهْلِ السُّنَّة؛ أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسه، أَوْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة غَيْرهَا، وَمَاتَ مِنْ غَيْر تَوْبَةٍ فَلَيْسَ بِكَافِرٍ، وَلا يُقْطَع لَهُ بِالنَّارِ، بَلْ هُوَ فِي حُكْم الْمَشِيئَة. ... وَهَذَا الْحَدِيثشَرْح لِلأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْله، الْمُوهِمُ ظَاهِرُهَا تَخْلِيدَ قَاتِلِ النَّفْسِ وَغَيْرِه مِنْ أَصْحَاب الْكَبَائِر فِي النَّار، وَفِيهِ إِثْبَات عُقُوبَة بَعْض أَصْحَاب الْمَعَاصِي؛ فَإِنَّ هَذَا عُوقِبَ فِي يَدَيْهِ، فَفِيهِ رَدّ عَلَى الْمُرْجِئَة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَاصِي لا تَضُرّ. وَاَللَّه أَعْلَم]. شرح مسلم للنووي.
***********
أما أحكامُ الذي قتل نفسه متعمدا غير مستحل؛ فإنه يُغسَّلُ ويكفَّن،ويصلِّي عليه العامَّة، ويُدفَنُ في مقابر المسلمين، ويُدعا له بالرحمة والمغفرة،عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: (أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ).رواه مسلم وعند أبي داود (3187)قَالَ: "إِذًا لاَ أُصَلِّى عَلَيْهِ". وعند النسائي (1964): "أما أنا؛ فلا أصلي عليه".
إذن؛لا يصلي عليه الإمام ولا العلماء بل العامة، قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي في سننه: [هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهَذَا؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: (يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَةِ،وَعَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ)، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَإِسْحَقَ، وقَالَ أَحْمَدُ: (لا يُصَلِّي الإِمَامُ عَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ غَيْرُ الإِمَامِ). الترمذي في ح (1068)
عباد الله! إن الطيِّبَ لا يُنالُ بالخبيث، ولا تُنالُ الحسنةُ بالسيئة، ولا الحلالُ بالحرام، ولنْ نصلَ إلى التوحيدِ بالشرك، أو إلى الإيمانِ بالكفر.
كذلك لن تكون مصالحةٌ بمحاربة، ولا توحُّدٌ بانقسام، ولا حبٌّ بِكُرْهٍ، ولا صدقٌ بكذب، ولا وفاءٌ وعهدٌ بخُلفٍ وغدر.
إذا أردت أمرًا؛ فاسلك السبلَ المشروعةَفي تحصيله، فإن ظفرت به كان بها والحمد لله، وإلاّ فالجأ إلى الله القادر، الذي بيده ملكوت كل شيء، توسل إليه بالأعمال الصالحة، والأدعية الخالصة.
فإنطالت بك الآلام والأوجاع فتذكرأيوب عليه السلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَاوَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.الأنبياء (83، 84)
وإنظلمك الناسوالحكومات والدول، والسلاطين وكبار القوم؛ فتذكر ذا النون يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}الأنبياء (87، 88)
وإنتأخرت عنك الذرية، ولم ترزق بأولاد، فلا تيأس ولا تحزن، وأقبل على ربك وادْعُه، وتذكَّرْ نبيَّ اللهِ الشيخَ الكبيرَ، الذي وهَنَ العظمُ منه، واشتعلرأسُه شيبًا، وعنده زوجةٌ عجوز عاقر، لكنه دعا وتوسل فاستجيب له: {وَزَكَرِيَّاإِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.الأنبياء: (89،90).
وتجنب السيئات والمعاصي، والذنوبوالخطايا.
فحذار ياعبد الله! من مخالفة أمر الله، ولا تكن من الأخسرين أعمالا {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}.الكهف: (103- 106).
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 27 فبراير 2011 - 15:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاركة قيمة ومفيدة للغاية
جازاك الله خيرا الاخت أم بدر
وبارك الله فيك واحسن اليك ونفعك به
واسال الله ان يجعلك من اهل الجنة
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 27 فبراير 2011 - 20:08
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الثلاثاء 1 مارس 2011 - 1:27
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الثلاثاء 1 مارس 2011 - 18:47
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الثلاثاء 1 مارس 2011 - 22:23
- هيثمعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4503
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الخميس 3 مارس 2011 - 9:28
حفظك الله وبارك فيك
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
السبت 5 مارس 2011 - 23:10
- بدر_هاريعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4418
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الخميس 10 مارس 2011 - 20:46
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الخميس 10 مارس 2011 - 23:10
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
السبت 12 مارس 2011 - 3:40
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
السبت 12 مارس 2011 - 4:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 13 مارس 2011 - 18:17
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 14 مارس 2011 - 16:09
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 14 مارس 2011 - 21:22
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
السبت 19 مارس 2011 - 23:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 20 مارس 2011 - 1:24
بارك الله فيك على الموضوع القيم
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 20 مارس 2011 - 12:11
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- الشاوشعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 03/02/2011
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 20 مارس 2011 - 23:31
موضــوع روعــه من عضـ(ة)ـو اروع ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30011
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 21 مارس 2011 - 2:10
- زعيطرعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 980
تاريخ التسجيل : 19/03/2011
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 21 مارس 2011 - 20:25
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
تحياتي لك
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ماقدمت في موازين حسناتك
تحياتي لك
- اسميري الوجديعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3901
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الخميس 24 مارس 2011 - 2:19
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الخميس 24 مارس 2011 - 13:07
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الجمعة 25 مارس 2011 - 23:34
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29188
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 27 مارس 2011 - 19:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 28 مارس 2011 - 0:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- خناتة بنت بكارعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 28 مارس 2011 - 20:47
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأربعاء 30 مارس 2011 - 18:53
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
- فرسعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4030
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الأحد 3 أبريل 2011 - 21:42
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: التحذير من النتحار وقتل النفس. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
الإثنين 4 أبريل 2011 - 22:57
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- من آداب الأكل والشرب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
- الإسلام والتعددية الحزبية لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
- يا من يزعجه برد الشتاء - الشيخ خالد بن عبد الله المصلح حفظه الله
- حتى ترجعوا إلى دينكم للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
- تبليغ اليماني حجاز للشيخ نايف فيده حفظه الله خلف الشيخ خالد الغامدي حفظهم الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى