الحضارة الاسلامية بين الحضارات
+23
mahmoudi_ma
دادي
حسن
الشاوش
عربي
المهدي كارسيلا
شاكر الله
غزة المحاصرة
سراج_الدين
فاطمة
MATMOUR-Dz
فرس
اعويطة
grand-maghreb
Kojack
PRINCESSA
سحتوت2
عبد الخالق الطريس
FOR4ever
مصطفى
FLAT
Admin
ام بدر
27 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأربعاء 9 فبراير 2011 - 13:21
الحضارة
الاسلامية بين الحضارات
* د. محمد ظفر الله
خان
تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار والثقافة
والحياة والواقع الاجتماعي حتى كاد الانسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر بديلاً
عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها وانحرافاتها مع أن الإخلاص للإنسانية
وللحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها ومساوئها، وبما يمكن أن تقوم به حضارة
أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود والثبات والأمن والاستقرار.
ونحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة
وجهة أسلم وأقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في
العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها وتوفير البرهان العملي على مدى صلاح
هذه الحضارة وجدارتها بالوجود والتنافس الشريف.
وفي معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة
الاسلامية المتميزة بسماتها البارزة وخصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة
شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة وغايتها ومبادئها مع
التنويه لما يوجد بينها وبين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع وتدفع إليه
الحاجة ويمليه المنطق وتقتضيه المصلحة.
إن أساس حضارة الاسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق، ولا
تمجيد القوة وبسط النفوذ والسلطان كما كان عند الرومان، ولا الاهتمام
بالملذات الجسدية والقوة الحربية والسطوة السياسية كما هو الأمر عند الفرس،
ولا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود وبعض الصينيين، ولا
الافتتان بالعلوم المادية والاستفادة من ذخائر الكون وبالمادية الطاغية كما
هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان والرومان ـ وإنما أساس
حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الانسانية وبهذا كانت
حضارة الاسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً
عن مبادئ الحضارة الغربية وتصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة
فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية والعملية ولقوة روح الجهاد
والاجتهاد لأن الاسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ وإنما يضع له المنهج
الملائم لمبادئه.
وإذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً
لذاته ولا غاية في نفسه، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية
والطمأنينة القلبية والتوصل إلى ما هو خير ونافع والبعد عما هو شر وضار.
لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة وإنما أدت إلى القلق
والاضطراب وطحن الانسان في حمى المادية الطاغية والبعد عن الخلق والفضيلة
والدين ونحوها من القيم الانسانية.
وأما الحضارة في تقدير الاسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة والسلام
والأمن وإقامة المجتمع الفاضل وإسعاد البشرية بما هو خير ومحاربة كل عوامل
الشر.
وبما أن الانسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته
غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن وهي الغاية السامية التي تتخطى مجرد
طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة وتحقق الانسجام والتوافق
بين الفطرة الانسانية والغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب والانسجام
الشامل في أفكار الانسان وخيالاته وإراداته ونياته وعقائده وأعماله
وحركاته... وهذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الانسان للسعادة الأخروية
المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين والدنيا معاً.
إذ ليس الاسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة ولا مادياً
صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا، وإنما هو يعتبر وسيلة ومزرعة للآخرة،
ولا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة، فالتقشف والزهد في
الاسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة ويصرف المرء عن التكالب على
متطلبات العيش ويوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف الذي لا يؤدي إلى
مصادمة الآخرين وإيقاد نار المنازعات والشرور.
إذن، فالاسلام في حقيقته مصدر الحضارة الانسانية التي شعّ نورها بامتداد
الدعوة الاسلامية بعد الاستقرار في المدينة وبناء الدولة فيها عقب اكتمال
بناء الفرد في مكة، وذلك لأن الاسلام هو دستور التقدم الانساني بالقرآن
العظيم والسنة النبوية الشريفة. فكل ما يعد تقدماً وعمراناً هو من الاسلام،
وكل تخلف مضاد للتقدم ليس من الاسلام في شيء. لذا يخطئ الكاتبون سهواً
الذين يريدون التوفيق بين الاسلام والحضارة كأنهما أمران متغايران أو ضدان،
إذ لا خلاف مطلقاً بين الاسلام والحضارة، فالحضارة نتيجة من نتائج النظام
الاسلامي والفلسفة الاسلامية التجريبية العملية.
والاسلام أب الحضارة وراعيها يتقبل منها قديماً وحديثاً كل ما ينفع ويرفض
كل ما يضر لأن ((الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) ولأن الانتفاء
والاصطفاء عن عقل وتمييز هو من صلب تعاليم الاسلام التي تقر الأعراف
الصالحة وتنبذ العادات والتقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع
ونصوصه ـ وليس أجل على ذلك من أن الاسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات
البلاد التي فتحها في الشام ومصر وبلاد الروم والفرس وضم المسلمون إلى
ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية
والطبية والرياضية، ثم أضافوا إليها معارف ومكتشفات جديدة صبوها في أبهى
قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة.
فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون، وإنما كان
لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة والسيادة والسبق
الحضاري وهكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم وخير وكانوا
سباقين للمعالي والقدوة الطيبة للفضائل والمكارم ((كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ـ وقادة العلم
والتثقيف والتوجيه ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، وفي توجيه آخر للرسول
عليه الصلاة والسلام ((مَن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)).
والآن، مع الأسف حيث صرنا في حالة ضعف وكلمة الضعيف لا تسمع ولو كانت حقاً
وعدلاً وشوهت حضارتنا وزيفت معالمها وسرق محتواها وتشكك الناس في مبادئها
فلم يعد أمامنا إلا محاولة استعادة قوتنا المادية، ولكن على أساس صحيح من
هدى الاسلام.
ولا شك أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين وتهدي إلى الطريق
المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف والتخلف وأحوال الانحطاط التي تتعرض
لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية ومياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل
الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى ودوام العمل والكفاح وأعمال الإرادة
والفكر.
وأهم مبادئ أو خصائص الحضارة السلامية ما يأتي:
وإذا كان العطاء الإلهي عاماً وجب أن يكون النتاج الحضاري عاماً لا حكراً
على أناس دون غيرهم لأن رائد الحضارة الأصيل هو إسعاد البشرية جمعاء
وصعيدها العدل والحق والخير والكرامة. وهذه هي حقيقة تعاليم الاسلام التي
تنفر من كل فكرة استعمارية أو نظرة إقليمية أو قومية ضيقة أو عصبية أو
طائفية، باعتبار أن روح الاسلام عالمية لا تعرف متعصب إلا للخير العام وفي
سبيل الصالح العام ومن أجل إقرار الحق ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين
الحق ليظهره على الدين كله...)) ـ ((ويحق الله الحق بكلماته ولو كره
المجرمون)).
أما حضارة الاسلام الخالدة فقامت على أساس الجمع أو التوازن بين المادية
والروحية الانسانية فتصبح الروحية المهذبة أساس المادية المهذبة، وعندها
ينعم الانسان بالإرادة والحرية والتفكير وثمرة الجهود والعمل في إطار من
الإيمان والأخلاق القائمة على العدل والأمن والاستقرار والرحمة والمحبة.
وبهذا العنصر الانساني تميزت حضارة الاسلام التي سبقت كل الحضارات القديمة
والحديثة كما أنها تميزت بامتداد جذورها إلى جميع نواحي الحياة الجديرة
بالإعزاز والمحققة لسعادة الانسانية. قال الله تعالى واضعاً جوهر رسالة
النبي (ص): ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) وأما المرتكزات الحضارية
المادية من تفكير وإرادة وتضحية وعمل فقد حوتها آية أخرى وهي ((وأتبع فيما
أتاك الله الدارة الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله
إليك ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين)).
والاسلام نظام متكامل للأخلاق والمدنية والاجتماع والاقتصاد والسياسة، فهو
الذي يوحد الأمة ويحفظ جهودها ويحافظ على وجودها وحضاراتها، وكلما قوي
الإيمان قويت الحضارة، وكلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة وبقدر سيطرة تعاليم
الاسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري.
وإذا كنا نجد الآن خلاف كل هذا في مجتمعنا تبين لنا بحق سبب تأخر المسلمين
وما أصابهم من تقهقر اقتصادي وتمزق سياسي، وإمعاناً في بقاء هذه الحال مع
أشد الأسف نرى الاتجاه العام يسير نحو عزل الاسلام عن الحياة والعلم
والثقافة سيراً وراء النواعق التي تنعق بأن الاسلام لا يستوعب الحضارة
المعاصرة أو جهلاً بحقيقة الاسلام أو مشاركة في الخيانة المفضوحة أو
المقنعة لإبقاء حالة الضعف القائمة وتأمين مصالح الرؤوس الكبيرة والدول
العظيمة!!
ولكنا ما زلنا نؤمن بأن النصر والمستقبل سيكون لدولة الحق والاسلام المشرق
بحضارته الوضاءة، لما نجده في النفوس من بقية طيبة من الإيمان والألفة
والعزة والحمية والغيرة ولما نعيشه من واقع مؤلم تتوالى فيه الضربات
والطعنات وتدمى منها القلوب والحناجر والصدور وتهتز الأرض من تحت الأرجل
وتتهدد العروش والكراسي باحتلال الغاصب وظلم المستعبد ونار المستغل.
ولن يعود مجد الاسلام وحضارته إلا بالثقة بالنفس ودفن العجز واليأس والقنوط
وتغيير ما في الصدور (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسه
1 ـ مبدأ التوحيد (الألوهية والربوبية): إن أبرز صفة حضارية للاسلام أنه
دين توحيد الألوهية والربوبية أي أن الإله المعبود بحق هو الله سبحانه لا
شريك له، والناس جميعاً متساوون في الانتماء إليه والاتجاه إلى عظمته من
دون واسطة بشرية. وهذا الإله هو الحاكم المطلق الذي يسن للناس التشريعات
والقوانين، وما على المسلم إلا أن يتبع أوامر الله وينفذ التشريع المنزل.
وفي هذا يشعر الانسان بكرامته الشخصية وأنه لا يستذل لأحد من خلق الله
فيعمل ويفكر بحرية ويتجه في عمله وفكره لإرضاء مولاه بفعل الخير وتجنب الشر
والتخلص من كل مظاهر الوثنية سواء في صورتها القديمة التي تعني بالتماثيل
والأصنام، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو تقديس الدولة الحاكمة وعبادة
الأشخاص في أحوال الظلم.
2 ـ الصبغة الانسانية العامة: ليست حضارة الاسلام محدودة المكان أو وطنية
النزعة أو قومية مغلقة على أهلها أو طبقية محصورة في أسرة معينة، وإنما هي
إنسانية عالمية واسعة الأفق تخاطب أي إنسان في أي مكان وتصلح للانتشار في
أي بقعة أرضية وتقيم أخوة إنسانية عالمية ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من
ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن
الله عليم خبير)) يعم خيرها الجميع وتفيد كل امرئ بما تقدمه من علم نافع
وعمل صالح لأن ((الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق أنفعهم لعياله)) وهذا
المعنى من عظمة الله بدليل أنه يرزق الكافر والمؤمن ويمنح المواهب مَن يشاء
وحينئذ تتفتح العبقريات في كل شعب وفي كل زمان ومكان.
3 ـ النظرة الشاملة للانسان والحياة: لقد تبين من تاريخ الحضارة أن كلا من
الروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلاً لسعادة
الانسان، فليس في مسلك الروحية البحت سوى التخلف وتعطيل الإرادة والتفكير
وطاقات العمل وقتل آدمية الانسان وخسارة منافع الكون، وكذلك ليس في مسلك
المادية البحت سوى الطغيان والظلم والاستعباد والذل والتحكم الغاشم
بالأرواح والأموال والأعراض.
4 ـ رسالة الأخلاق: إن سياج الحضارة الاسلامية هو الدين والأخلاق، فمبادئ
الأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة وفي مختلف أوجه نشاطها سواء في السلوك
الشخصي أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي. ومن المحال إقامة
النظام الصالح أو المجتمع الفاضل من دون أخلاق وقيم شريفة، وهذه القيم
ونحوها هي صمام أمان يكفل دوام الحضارة ويمنع انحرافاتها وتعثرها بدليل
قيام الحضارة الحديثة عليها في مبدأ الأمر وتعرضها للإفلاس والانهيار في
شرخ قوتها عندما طغت عليها الصفة المادية.
5 ـ دور العلم: أقام الاسلام حضارته الرفيعة على منهج العلم والمعرفة
والعقل والبحث والتجربة والاستنباط تقديراً منه لحيوية العلوم في بناء
الدولة والمجتمع فابتدأ بالقضاء على الجهل والأمية والتنديد بالتقليد
الأعمى ثم أشاد بالعلم والعلماء في مختلف الاختصاصات الشاملة لكل إدراك
يفيد الانسان في القيام برسالته في الحياة وهي تعمير الأرض والاستفادة من
خيراتها وكنوزها كما يرشد إليه إطلاق النصوص القرآنية: (يرفع الله الذين
آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (وقل ربي زدني علماً) (إنما يخشى
الله من عباده العلماء).. وكان حب العلم لذاته هو خلق العلماء القدامى دون
التفات لمكسب مادي أو مغنم أدبي رخيص أو بقصد الشهرة وإذاعة الصيت ولم يجعل
العلم وسيلة للمعاش إلا في عصور التخلف، وفي أوقات الحاجة المهيمنة الآن
إلى كسب الرزق. وما أجدرنا أن يكون الدافع ذاتياً إلى تعلم العلوم الحديثة
وأن تهيئ الدولة كل المناخ الملائم لتطبيق النظريات العلمية الحديثة ليطلع
فجر الحضارة الاسلامية من جديد وتمتلئ الحياة بالمجالس والمناقشات والأبحاث
العلمية والتطبيقية، قال النبي (ص): ((ومَن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً...
سهل الله له طريقاً إلى الجنة)).
6 ـ الحفاظ على الشخصية الذاتية: إن الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لا يعني
ضياع الشخصية الاسلامية وإهدار المقومات الذاتية، فلقد استفاد المسلمون في
الماضي من حضارة غيرهم مع طبها بطابعهم الشخصي والمحافظة على القيم
الاسلامية أما الإصرار على جعل المدنية الغربية طريقاً وحيداً لإحياء
الحضارة الاسلامية فهو تشكيك للنفوس وقتل للمعنويات وإهدار للجهود، ودعم
الزعم القائل بعدم كفايتنا وإبقائنا عالة على غيرنا دون أن نستطيع مواجهة
الغرب فضلاً عن مناهضته ومغالبته.
7 ـ الاعتصام بالحق والخير: الاسلام دين الحق كما عرفنا وطريق الدعوة إلى
الخير وحضارته تقوم على مبدأ مناصرة الحق والعدل ومكافحة الباطل وعمل الخير
وقمع الشر.. فلا ظلم ولا هضم للحقوق ولا إنتاج إلا للخير ولا ابتكار لما
يضر ولا ينفع. وإحقاق الحق وتثبيته يتطلب تخطيطاً وثباتاً وقوة وتفانياً.
والخير الذي يشمل كل أنواع الرقي المادي والمعنوي لا يتوفر بدون تعاون
الفرد والجماعة والحاكم والمحكومين، وأما الشر فيمثل كل مظاهر الانحراف
والشذوذ والتخلف.
8 ـ الإيمان صمام الأمان: الإيمان في مفهوم الحضارة الاسلامية هو الذي يقيم
قواعدها ويميز عناصرها الصالحة من الرديئة، وليس الإيمان مجرد عقيدة قلبية
أو ديانة شخصية وإنما معناه الاسلام بكامله.م).
الاسلامية بين الحضارات
* د. محمد ظفر الله
خان
تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار والثقافة
والحياة والواقع الاجتماعي حتى كاد الانسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر بديلاً
عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها وانحرافاتها مع أن الإخلاص للإنسانية
وللحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها ومساوئها، وبما يمكن أن تقوم به حضارة
أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود والثبات والأمن والاستقرار.
ونحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة
وجهة أسلم وأقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في
العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها وتوفير البرهان العملي على مدى صلاح
هذه الحضارة وجدارتها بالوجود والتنافس الشريف.
وفي معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة
الاسلامية المتميزة بسماتها البارزة وخصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة
شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة وغايتها ومبادئها مع
التنويه لما يوجد بينها وبين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع وتدفع إليه
الحاجة ويمليه المنطق وتقتضيه المصلحة.
إن أساس حضارة الاسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق، ولا
تمجيد القوة وبسط النفوذ والسلطان كما كان عند الرومان، ولا الاهتمام
بالملذات الجسدية والقوة الحربية والسطوة السياسية كما هو الأمر عند الفرس،
ولا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود وبعض الصينيين، ولا
الافتتان بالعلوم المادية والاستفادة من ذخائر الكون وبالمادية الطاغية كما
هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان والرومان ـ وإنما أساس
حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الانسانية وبهذا كانت
حضارة الاسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً
عن مبادئ الحضارة الغربية وتصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة
فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية والعملية ولقوة روح الجهاد
والاجتهاد لأن الاسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ وإنما يضع له المنهج
الملائم لمبادئه.
وإذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً
لذاته ولا غاية في نفسه، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية
والطمأنينة القلبية والتوصل إلى ما هو خير ونافع والبعد عما هو شر وضار.
لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة وإنما أدت إلى القلق
والاضطراب وطحن الانسان في حمى المادية الطاغية والبعد عن الخلق والفضيلة
والدين ونحوها من القيم الانسانية.
وأما الحضارة في تقدير الاسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة والسلام
والأمن وإقامة المجتمع الفاضل وإسعاد البشرية بما هو خير ومحاربة كل عوامل
الشر.
وبما أن الانسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته
غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن وهي الغاية السامية التي تتخطى مجرد
طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة وتحقق الانسجام والتوافق
بين الفطرة الانسانية والغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب والانسجام
الشامل في أفكار الانسان وخيالاته وإراداته ونياته وعقائده وأعماله
وحركاته... وهذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الانسان للسعادة الأخروية
المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين والدنيا معاً.
إذ ليس الاسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة ولا مادياً
صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا، وإنما هو يعتبر وسيلة ومزرعة للآخرة،
ولا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة، فالتقشف والزهد في
الاسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة ويصرف المرء عن التكالب على
متطلبات العيش ويوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف الذي لا يؤدي إلى
مصادمة الآخرين وإيقاد نار المنازعات والشرور.
إذن، فالاسلام في حقيقته مصدر الحضارة الانسانية التي شعّ نورها بامتداد
الدعوة الاسلامية بعد الاستقرار في المدينة وبناء الدولة فيها عقب اكتمال
بناء الفرد في مكة، وذلك لأن الاسلام هو دستور التقدم الانساني بالقرآن
العظيم والسنة النبوية الشريفة. فكل ما يعد تقدماً وعمراناً هو من الاسلام،
وكل تخلف مضاد للتقدم ليس من الاسلام في شيء. لذا يخطئ الكاتبون سهواً
الذين يريدون التوفيق بين الاسلام والحضارة كأنهما أمران متغايران أو ضدان،
إذ لا خلاف مطلقاً بين الاسلام والحضارة، فالحضارة نتيجة من نتائج النظام
الاسلامي والفلسفة الاسلامية التجريبية العملية.
والاسلام أب الحضارة وراعيها يتقبل منها قديماً وحديثاً كل ما ينفع ويرفض
كل ما يضر لأن ((الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) ولأن الانتفاء
والاصطفاء عن عقل وتمييز هو من صلب تعاليم الاسلام التي تقر الأعراف
الصالحة وتنبذ العادات والتقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع
ونصوصه ـ وليس أجل على ذلك من أن الاسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات
البلاد التي فتحها في الشام ومصر وبلاد الروم والفرس وضم المسلمون إلى
ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية
والطبية والرياضية، ثم أضافوا إليها معارف ومكتشفات جديدة صبوها في أبهى
قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة.
فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون، وإنما كان
لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة والسيادة والسبق
الحضاري وهكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم وخير وكانوا
سباقين للمعالي والقدوة الطيبة للفضائل والمكارم ((كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ـ وقادة العلم
والتثقيف والتوجيه ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، وفي توجيه آخر للرسول
عليه الصلاة والسلام ((مَن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)).
والآن، مع الأسف حيث صرنا في حالة ضعف وكلمة الضعيف لا تسمع ولو كانت حقاً
وعدلاً وشوهت حضارتنا وزيفت معالمها وسرق محتواها وتشكك الناس في مبادئها
فلم يعد أمامنا إلا محاولة استعادة قوتنا المادية، ولكن على أساس صحيح من
هدى الاسلام.
ولا شك أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين وتهدي إلى الطريق
المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف والتخلف وأحوال الانحطاط التي تتعرض
لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية ومياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل
الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى ودوام العمل والكفاح وأعمال الإرادة
والفكر.
وأهم مبادئ أو خصائص الحضارة السلامية ما يأتي:
وإذا كان العطاء الإلهي عاماً وجب أن يكون النتاج الحضاري عاماً لا حكراً
على أناس دون غيرهم لأن رائد الحضارة الأصيل هو إسعاد البشرية جمعاء
وصعيدها العدل والحق والخير والكرامة. وهذه هي حقيقة تعاليم الاسلام التي
تنفر من كل فكرة استعمارية أو نظرة إقليمية أو قومية ضيقة أو عصبية أو
طائفية، باعتبار أن روح الاسلام عالمية لا تعرف متعصب إلا للخير العام وفي
سبيل الصالح العام ومن أجل إقرار الحق ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين
الحق ليظهره على الدين كله...)) ـ ((ويحق الله الحق بكلماته ولو كره
المجرمون)).
أما حضارة الاسلام الخالدة فقامت على أساس الجمع أو التوازن بين المادية
والروحية الانسانية فتصبح الروحية المهذبة أساس المادية المهذبة، وعندها
ينعم الانسان بالإرادة والحرية والتفكير وثمرة الجهود والعمل في إطار من
الإيمان والأخلاق القائمة على العدل والأمن والاستقرار والرحمة والمحبة.
وبهذا العنصر الانساني تميزت حضارة الاسلام التي سبقت كل الحضارات القديمة
والحديثة كما أنها تميزت بامتداد جذورها إلى جميع نواحي الحياة الجديرة
بالإعزاز والمحققة لسعادة الانسانية. قال الله تعالى واضعاً جوهر رسالة
النبي (ص): ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) وأما المرتكزات الحضارية
المادية من تفكير وإرادة وتضحية وعمل فقد حوتها آية أخرى وهي ((وأتبع فيما
أتاك الله الدارة الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله
إليك ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين)).
والاسلام نظام متكامل للأخلاق والمدنية والاجتماع والاقتصاد والسياسة، فهو
الذي يوحد الأمة ويحفظ جهودها ويحافظ على وجودها وحضاراتها، وكلما قوي
الإيمان قويت الحضارة، وكلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة وبقدر سيطرة تعاليم
الاسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري.
وإذا كنا نجد الآن خلاف كل هذا في مجتمعنا تبين لنا بحق سبب تأخر المسلمين
وما أصابهم من تقهقر اقتصادي وتمزق سياسي، وإمعاناً في بقاء هذه الحال مع
أشد الأسف نرى الاتجاه العام يسير نحو عزل الاسلام عن الحياة والعلم
والثقافة سيراً وراء النواعق التي تنعق بأن الاسلام لا يستوعب الحضارة
المعاصرة أو جهلاً بحقيقة الاسلام أو مشاركة في الخيانة المفضوحة أو
المقنعة لإبقاء حالة الضعف القائمة وتأمين مصالح الرؤوس الكبيرة والدول
العظيمة!!
ولكنا ما زلنا نؤمن بأن النصر والمستقبل سيكون لدولة الحق والاسلام المشرق
بحضارته الوضاءة، لما نجده في النفوس من بقية طيبة من الإيمان والألفة
والعزة والحمية والغيرة ولما نعيشه من واقع مؤلم تتوالى فيه الضربات
والطعنات وتدمى منها القلوب والحناجر والصدور وتهتز الأرض من تحت الأرجل
وتتهدد العروش والكراسي باحتلال الغاصب وظلم المستعبد ونار المستغل.
ولن يعود مجد الاسلام وحضارته إلا بالثقة بالنفس ودفن العجز واليأس والقنوط
وتغيير ما في الصدور (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسه
1 ـ مبدأ التوحيد (الألوهية والربوبية): إن أبرز صفة حضارية للاسلام أنه
دين توحيد الألوهية والربوبية أي أن الإله المعبود بحق هو الله سبحانه لا
شريك له، والناس جميعاً متساوون في الانتماء إليه والاتجاه إلى عظمته من
دون واسطة بشرية. وهذا الإله هو الحاكم المطلق الذي يسن للناس التشريعات
والقوانين، وما على المسلم إلا أن يتبع أوامر الله وينفذ التشريع المنزل.
وفي هذا يشعر الانسان بكرامته الشخصية وأنه لا يستذل لأحد من خلق الله
فيعمل ويفكر بحرية ويتجه في عمله وفكره لإرضاء مولاه بفعل الخير وتجنب الشر
والتخلص من كل مظاهر الوثنية سواء في صورتها القديمة التي تعني بالتماثيل
والأصنام، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو تقديس الدولة الحاكمة وعبادة
الأشخاص في أحوال الظلم.
2 ـ الصبغة الانسانية العامة: ليست حضارة الاسلام محدودة المكان أو وطنية
النزعة أو قومية مغلقة على أهلها أو طبقية محصورة في أسرة معينة، وإنما هي
إنسانية عالمية واسعة الأفق تخاطب أي إنسان في أي مكان وتصلح للانتشار في
أي بقعة أرضية وتقيم أخوة إنسانية عالمية ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من
ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن
الله عليم خبير)) يعم خيرها الجميع وتفيد كل امرئ بما تقدمه من علم نافع
وعمل صالح لأن ((الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق أنفعهم لعياله)) وهذا
المعنى من عظمة الله بدليل أنه يرزق الكافر والمؤمن ويمنح المواهب مَن يشاء
وحينئذ تتفتح العبقريات في كل شعب وفي كل زمان ومكان.
3 ـ النظرة الشاملة للانسان والحياة: لقد تبين من تاريخ الحضارة أن كلا من
الروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلاً لسعادة
الانسان، فليس في مسلك الروحية البحت سوى التخلف وتعطيل الإرادة والتفكير
وطاقات العمل وقتل آدمية الانسان وخسارة منافع الكون، وكذلك ليس في مسلك
المادية البحت سوى الطغيان والظلم والاستعباد والذل والتحكم الغاشم
بالأرواح والأموال والأعراض.
4 ـ رسالة الأخلاق: إن سياج الحضارة الاسلامية هو الدين والأخلاق، فمبادئ
الأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة وفي مختلف أوجه نشاطها سواء في السلوك
الشخصي أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي. ومن المحال إقامة
النظام الصالح أو المجتمع الفاضل من دون أخلاق وقيم شريفة، وهذه القيم
ونحوها هي صمام أمان يكفل دوام الحضارة ويمنع انحرافاتها وتعثرها بدليل
قيام الحضارة الحديثة عليها في مبدأ الأمر وتعرضها للإفلاس والانهيار في
شرخ قوتها عندما طغت عليها الصفة المادية.
5 ـ دور العلم: أقام الاسلام حضارته الرفيعة على منهج العلم والمعرفة
والعقل والبحث والتجربة والاستنباط تقديراً منه لحيوية العلوم في بناء
الدولة والمجتمع فابتدأ بالقضاء على الجهل والأمية والتنديد بالتقليد
الأعمى ثم أشاد بالعلم والعلماء في مختلف الاختصاصات الشاملة لكل إدراك
يفيد الانسان في القيام برسالته في الحياة وهي تعمير الأرض والاستفادة من
خيراتها وكنوزها كما يرشد إليه إطلاق النصوص القرآنية: (يرفع الله الذين
آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (وقل ربي زدني علماً) (إنما يخشى
الله من عباده العلماء).. وكان حب العلم لذاته هو خلق العلماء القدامى دون
التفات لمكسب مادي أو مغنم أدبي رخيص أو بقصد الشهرة وإذاعة الصيت ولم يجعل
العلم وسيلة للمعاش إلا في عصور التخلف، وفي أوقات الحاجة المهيمنة الآن
إلى كسب الرزق. وما أجدرنا أن يكون الدافع ذاتياً إلى تعلم العلوم الحديثة
وأن تهيئ الدولة كل المناخ الملائم لتطبيق النظريات العلمية الحديثة ليطلع
فجر الحضارة الاسلامية من جديد وتمتلئ الحياة بالمجالس والمناقشات والأبحاث
العلمية والتطبيقية، قال النبي (ص): ((ومَن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً...
سهل الله له طريقاً إلى الجنة)).
6 ـ الحفاظ على الشخصية الذاتية: إن الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لا يعني
ضياع الشخصية الاسلامية وإهدار المقومات الذاتية، فلقد استفاد المسلمون في
الماضي من حضارة غيرهم مع طبها بطابعهم الشخصي والمحافظة على القيم
الاسلامية أما الإصرار على جعل المدنية الغربية طريقاً وحيداً لإحياء
الحضارة الاسلامية فهو تشكيك للنفوس وقتل للمعنويات وإهدار للجهود، ودعم
الزعم القائل بعدم كفايتنا وإبقائنا عالة على غيرنا دون أن نستطيع مواجهة
الغرب فضلاً عن مناهضته ومغالبته.
7 ـ الاعتصام بالحق والخير: الاسلام دين الحق كما عرفنا وطريق الدعوة إلى
الخير وحضارته تقوم على مبدأ مناصرة الحق والعدل ومكافحة الباطل وعمل الخير
وقمع الشر.. فلا ظلم ولا هضم للحقوق ولا إنتاج إلا للخير ولا ابتكار لما
يضر ولا ينفع. وإحقاق الحق وتثبيته يتطلب تخطيطاً وثباتاً وقوة وتفانياً.
والخير الذي يشمل كل أنواع الرقي المادي والمعنوي لا يتوفر بدون تعاون
الفرد والجماعة والحاكم والمحكومين، وأما الشر فيمثل كل مظاهر الانحراف
والشذوذ والتخلف.
8 ـ الإيمان صمام الأمان: الإيمان في مفهوم الحضارة الاسلامية هو الذي يقيم
قواعدها ويميز عناصرها الصالحة من الرديئة، وليس الإيمان مجرد عقيدة قلبية
أو ديانة شخصية وإنما معناه الاسلام بكامله.م).
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأربعاء 9 فبراير 2011 - 14:37
بارك الله فيك
دائما في تميز جوزيت كل خير
واصل هذا الإبداع ولا تحرمنا من جديدك
تقبل مروري المتواضع
تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الخميس 10 فبراير 2011 - 21:14
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 12 فبراير 2011 - 0:23
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأحد 13 فبراير 2011 - 12:42
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 14 فبراير 2011 - 1:54
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 14 فبراير 2011 - 21:24
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الثلاثاء 15 فبراير 2011 - 16:49
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الثلاثاء 15 فبراير 2011 - 17:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الثلاثاء 15 فبراير 2011 - 20:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 فبراير 2011 - 3:07
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- grand-maghrebعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 فبراير 2011 - 4:02
مجهود رائع وموضوع مميز
أكرمك الله وسدد خُطاك
أكرمك الله وسدد خُطاك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 فبراير 2011 - 15:00
- اعويطةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2126
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 فبراير 2011 - 17:14
ربنا يكرمك ويزيدك ايمان
- فرسعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4030
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأحد 20 فبراير 2011 - 12:18
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 21 فبراير 2011 - 15:28
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 21 فبراير 2011 - 22:06
بارك الله فيك على الموضوع الرائع
الله يعطيك الصحة
ننتظر المزيد
الله يعطيك الصحة
ننتظر المزيد
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأربعاء 23 فبراير 2011 - 1:10
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 14 مارس 2011 - 15:50
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأربعاء 16 مارس 2011 - 20:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 مارس 2011 - 20:00
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
السبت 19 مارس 2011 - 23:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- الشاوشعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 03/02/2011
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأحد 20 مارس 2011 - 23:36
موضــوع روعــه من عضـ(ة)ـو اروع ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 21 مارس 2011 - 19:30
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 21 مارس 2011 - 22:38
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الثلاثاء 22 مارس 2011 - 20:18
مشكور جدا على المعلومات القيمة ويعطيك الف عافية
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأربعاء 23 مارس 2011 - 17:24
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الإثنين 28 مارس 2011 - 23:31
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الجمعة 1 أبريل 2011 - 20:18
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الأحد 3 أبريل 2011 - 2:04
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى