محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
+18
ميري كريمو
mahmoudi_ma
فاطمة
سراج_الدين
مسلم2
المهدي كارسيلا
ZIDANE
بابة
طارق بن زياد
سحتوت2
TOTO
FLAT
PRINCESSA
MATADOR
محب الله
عربي
Admin
فادي
22 مشترك
- فاديعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4106
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الإثنين 31 يناير 2011 - 16:02
محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الدكتور محمد أحمد العزب
[1]
حين يحدق الباحث في ملامح الحركة التاريخية قبل وبعد ميلاد محمد صلى الله
عليه وسلم فإنه لا يحتاج إلى معاناة ليستجلي حقيقة موضوعية أكبر من أن
تتوارى في غياهب الجدل، هذه الحقيقة الموضوعية هي أن هذا الميلاد العظيم
كان إيذاناً بثورة كونية شاملة عملت عملها في تغيير علاقات الأشياء بعضها
مع بعض، وفي تغيير علاقات الأحياء بعضهم مع بعض، حتى ليمكن القول بأن ما
حدث كان تحريراً كاملاً لوضعية الإنسان في الأرض، ووضعية الأرض في الكون،
ووضعية الزمان في التاريخ.
أجل، كان هذا الميلاد العظيم إيذاناً ببدء ثورة شاملة، حررت الإنسان
والزمان والمكان، ورفعت عنها إصر عبوديات كثيرة كانت تعتاق انطلاقها
جميعاً، فأخذ الإنسان حريته بيده، وصاغ هوية زمانه ومكانه صياغة جديدة فجرت
عناصر الخير في كل شيء كان احتجاجاً قبلياً على كل عناصر الخير، فوقف
الإنسان على ربوة التاريخ يسدد خطواته نحو الأشرف والأفضل، ووقف المكان
ليلهم ويحتضن وينبت الأروع والأنصع، ووقف الزمان ليفسح ويتيح للأكمل
والأشمل!
ولكن كيف؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان من ربقة عبودياته المتعددة؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم الزمان من قبضة كونه إطاراً للحركة التاريخية الهابطة؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم المكانَ من وضعية كونه صنماً أو مناطاً لصنم معبود على الأرض؟
القضية جرت بها أقلام كثير من الباحثين، ولكنهم تناولوها من منظور كمي إذا
جاز أن يقال، بمعنى أنهم رصدوا كمَّ التحول التاريخي على مستوى سياسي
واجتماعي وثقافي وعقائدي، دون أن يفطنوا إلى جدل هذه المستويات وإشعاعاتها
التي تشكل خلفياتها الحقيقية، وهو ما نحاول تجليته في هذه السطور..
ولكن.. كيف.. مرة أخرى؟
[2]
التاريخ هنا لا يتسطيع أن يكذب على نفسه.. فإن ثورة محمد صلى الله عليه
وسلم من أجل إنسانية الإنسان تكاد تشكل كل ملامح رسالته الشامخة، لأن القيم
والأعراف والمبادئ والنواميس والأحكام والشرائع والقضايا والمقولات التي
يمكن أن تشكل في النهاية مجموع الرسالة الإسلامية ليست بذات بال إن هي فقدت
محور وجودها الصميمي الذي هو الإنسان.
إن قيام الإنسان بهذه المواضعات الإسلامية هو ما يعطيها معقولية وجودها على
الأرض، ومن هنا نستطيع أن نفهم أن نزول القرآن (منجماً) كان ترتيباً
طبيعياً على مقدمة أساسية وهي أن معاناة البشر الكادحين هي بالضرورة محور
تنزل الوحي من السماء إلى الأرض، أي أن وجود الشرائع والرسالات هو وجود
متوقف على وجود آخر قَبْلي ومسبق وهو الوجود الإنساني، فما لم يوجد الإنسان
كان لا يمكن أن توجد الشرائع، وما لم يحفر البشر تاريخهم الحلولي على
أخاديد الصخور وأعراف الجبال كان لا يمكن للرسالات أن تحفر تاريخها الحلولي
على أخاديد الورق أو في أعراف الطبائع والنفوس!
وإذن فقد كان تحرير محمد صلى الله عليه وسلم للإنسان تحريراً مقصوداً
وقَبْلياً، ولذلك فإن حجم هذا التحرير يعطي قناعة أن كل الجراح التي نزفت
من محمد صلى الله عليه وسلم كانت جراحاً حميمة إلى قلبه، لأنها نزفت دماً
هنا ورقَأَتْ دماً بلا حدود هناك، أعنى أن كل قطرة دم أو عرق نزفت من جبين
محمد القائد الرسول صلى الله عليه وسلم قد استحالت في تاريخ الإنسان على
امتداد هذا التاريخ إلى يد برة حانية تمسح عن جبينه طوفان الدم وشلال
الدموع. إن الجراح التي نزفت هناك من جبين محمد صلى الله عليه وسلم وهو
يعدل مسار الكون والتاريخ والإنسان، هي التي تتيح لهذا الإنسان أن يقبض في
رحاب الكون والتاريخ على إنسانيته بيديه، غير غارق في طوفان الرجعة الذاهلة
إلى حرب الأعراق الفاجرة، أو إلى انحناء الجذع الإنساني أمام حجم حجري
بليد، أو إلى انصياع في مسارب اللذات غير مبدع ما يبقى على التاريخ عنواناً
على عظمة البشر ومجد الإنسان في الأرض!
كان الإنسان –قبل محمد صلى الله عليه وسلم- يتكئ في قناعته على مسلّمات
كثيرة، فأطلق محمد صلى الله عليه وسلم فيه ثورة العقل وثورة الجسد وثورة
الروح.. لقد زلزل هذا الإنسان بثورة العقل معاقل الخرافة، وأسوار التجمد،
وحوائط الانغلاق، فأطلق لفكره العنان يجول في أبهاء الزمن والتاريخ والكون
والثقافات، يشيد من بعضها ما يراه موائماً لطبائع التطور، ويشيد على أنقاض
بعضها الآخر ما يراه عاجزاً عن مواكبة الطموح البشري في اندفاعه مع تيار
التواصل الكوني والإنساني.. وزلزل هذا الإنسان بثورة الجسد مقاصير العنت،
ومناطق الخوف، وأحراش الرهبوت، فأطلق للإبداع الإنساني آفاق طموحه
المشروعة، وأمّن لخطوات التاريخ على طرائق الخير والحق، وجعل من »القيمة«
وحدها مقياس التوافق مع الوجود الإنساني النبيل الذي يرفض أن يشارك في
مهزلة الأعلى والأدنى على ضوء مقاييس البطش والإرهاب.. وزلزل هذا الإنسان
أخيراً بثورة الروح تاريخ الهمجية على الأرض، فأطلق لأشواقه العليا أن تلوذ
بمناطها الطبيعي، وأن تستريح من قرّها إلى دفء الألوهية.
وهكذا يتوافق إيقاع ثورات العقل والجسد والروح تلك التي أطلق شرارتها
الأولى محمد صلى الله عليه وسلم لتؤلف في النهاية هذا الكون المسلم الذي
يرفض إنسانه أن يوجد على الأرض بليداً بلا عقل، وكاسداً بلا فعل، ومعطلاً
بلا أشواق، وهذا هو حجم التحول الذي قاده هذا الإنسان النبي صلى الله عليه
وسلم في أحلك فترات التاريخ قتامة وجهامة وانطفاء!
[3]
وليس فعل محمد صلى الله عليه وسلم في تحرير الزمان بأقل من فعله في تحرير
الإنسان، وإن كنا نلاحظ منذ البدء أن الفصل بين الإنسان والزمان فصل عشوائي
وغير مبرر على الإطلاق، إلا أن التقسيم المرحلي لقيمة الفعل البطولي الذي
قاده النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحتم أن نقف عند كل مرحلة على مشارف لا
نتعدى إطارها إلى إطار آخر حتى لا تختلط التخوم والأبعاد.. إن تحرير محمد
صلى الله عليه وسلم للزمان يتوهج في حقيقة أولية توشك أن لا تلمحها
البدائِهُ العَجلى، وهي اقتداره العظيم على اقتلاع حركة الزمان بما هو
تاريخ من فوضى التدفق العشوائي إلى تحديد الملامح وتجسيد الهويات، بمعنى أن
التاريخ الزمني كان إطاراً سائباً لا تجري داخله حركة عقائدية محددة تبدع
للإنسان شوطاً يجريه، أو هدفاً يحققه، أو إنجازه يضعه على الأرض.. فجاء
محمد صلى الله عليه وسلم ليجعل من هذا التاريخ الزمني إطاراً لحركة تبدأ
تخومها من الأرض لتنتهي في السماء، أي أن حجم هذه الحركة العقائدية التي
أعطاها محمد صلى الله عليه وسلم للتاريخ الزمني محتوىً ومضموناً، تبدأ
بمفردات الوجود الإنساني على الأرض لتتوافق في نهاية الرحلة مع كلية الوجود
الإلهي في الأشياء وما قبل الأشياء وما وراء الأشياء!
هذا شيء.. وشيء آخر لا يقل عن ذلك تأصلاً وإشعاعاً.. ذلك هو انتقال محمد
صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الزمني من شواطئ المواجهة للإنسان إلى شواطئ
العناق للإنسان، بمعنى أن التاريخ الزمني كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم
عدواً للإنسان يتربص كل واحد منهما بالآخر في محاولة لإجهاض وجوده على
الأرض، ولذلك نرى المساحة الكبرى من الإبداع العقلي والفني لإنسان ما قبل
التاريخ الإسلامي تغص بقتل الإنسان لزمنه التاريخي في قصف هنا، أو لهوٍ
هناك، أو حرب غير مبررة هنالك، ربما لإحساس هذا الإنسان بأن الزمن التاريخي
يتربص به، فهو يحاول قتله قبل أن يستطيع هو أن يقتله، وكلاهما قاتل ومقتول
في نفس اللحظة وعلى نفس التراب! حتى إذا جاء محمد صلى الله عليه وسلم
انتقل بالتاريخ الزمني من شواطئ المواجهة إلى شواطئ المعانقة، وشكل للإنسان
حاسة تاريخية ترى في اللحظة الآنية إثراءً طبيعياً للحظة الحاضرة، وفي
الآن الماضي تربة طبيعية لتشكيل الآن المستقبل، استطاع الإنسان بعدها أن
يفيق على حقيقة أن الزمن هو إطاره الطبيعي، وأن تدمير الإطار يعني على
الفور تدمير الذات الساكنة في هذا الإطار، فعزف عن مناوأة تاريخه الزمني،
وعقدا معاً ما يشبه الحلف المقدس، فأحس الإنسان المسلم دائماً أن الزمن
ثروة ينبغي أن تستغل، وعمر يجب أن يمتلئ، وتاريخ لا بد أن يحتوي أروع ما في
الإنسان من طاقات وإبداعات!
وما لنا لا نحاول أن نفهم من المواقيت الزمنية الصارمة للصلاة والصيام
والحج والزكاة فوق حكمة مشروعيتها حكمة حلولها في وقت معين وزمن بذاته ربما
لتحرك في أعماق الطبيعة الإنسانية قيمة الزمن والإحساس بتاريخية كل
الأشياء؟
الحق أن حجم التحول الذي قاده النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم في
مجال تحرير الإنسان والزمان حجم يجب أن يظل في مناطق الضوء، لأن به وحده
يمكن التعرف على ضخامة العطاء الإنساني والرسالي الذي وهبه لنا هذا النبي
الإنسان صلى الله عليه وسلم، الذي حمل في عينيه أحلام مستقبل البشر.
[4]
فإذا انتقلنا إلى تأمل ملامح الحركة الثالثة وهي تحرير محمد صلى الله عليه
وسلم للمكان، لراعنا أن قوة الفعل هنا لا تقل عن روعة الفعل هناك، فإذا
تخطينا ملاحظة أن الفصل هنا كذلك بين الإنسان والزمان والمكان فصل مرحلي
تحتمه طبيعة التأمل والفهم ولا تحتمه طبائع الأشياء لأن طبائع الأشياء ترفض
هذا الفصل ولا تزكيه، إذا تخطينا ذلك كله إلى محاولة تأمل قيمة الفعل الذي
أعطاه محمد صلى الله عليه وسلم لتحرير المكان تتميماً لتحرير الإنسان
والزمان، لبدهنا على الفور أن علاقة الإنسان هنا بالمكان غير علاقة الإنسان
هناك بنفس المكان –بمعنى أن المسرح المكاني الذي جرت عليه أحداث الحياة
قبل البعثة المحمدية، ولكن علاقة إنسان الجاهلية بهذا المكان غير علاقة
إنسان الحركة الإسلامية بنفس هذا المكان، لأن طبيعة الجدل بين الإنسان
وإطاره الطبيعي الذي هو المكان قد وضعت في المنظور الإسلامي على مستوى آخر
يرى في الأشياء صديقاً وملهماً ومحراباً، إن الأرض هنا تصبح (مسجداً
وطهوراً).. ويصبح (المكان) قبلة وكعبة ومنسكاً وبيتاً وحقلاً وميداناً
وملاعب ذكريات.. وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد حرر جبين الأرض من أن
تصبح مجرد صنم أو مجرد مناط لصنم، فإن ذلك يعني أن قد حررها من أن تكون
بوضعيتها المكانية غير قادرة على الإلهام والعطاء، لأن صنمية الأشياء تعني
رفض تعقل الأشياء، أن أن الصنم يتطلب عقلاً صنماً لا يفكر، لأنه إذا تحرك
بالفكر رفض على الفور مقولة أن يخرّ لحجرة الصنم.. فإذا حرر محمد صلى الله
عليه وسلم هذا التاريخ الطبيعي الذي نسميه الأرض، أو نسميه المكان من أن
يكون صنماً أو مناطاً لصنم، فإن ذلك يعني أن أعطى هذا التاريخ الطبيعي
اقتداره الطبيعي على أن يلهم ويحرك ويستثير، بمعنى أن الأرض بهذه الوضعية
تصبح مجالاً لتأمل الفكر، وطموح العقل، وجسارة الاستشفاف، وما دام ذلك
كذلك، فإن رحلة العروج الإيماني قد تبدأ من نبتة طالعة في الصخر، أو نبع
متدفق في الرمال، أو شفق هائم على صدر الأفق، أو مضيق متعرج بين جبلين..
وهنا لا بد أن نفطن إلى نداءات محمد صلى الله عليه وسلم المتواصلة التي كان
يعقد فيها صداقة كونية بين مظاهر الطبيعة وإنسان هذه الطبيعة، حتى لنراه
يدمع وهو يفارق مكة، ونراه ينحني على الزرع الطالع في تعاطف حميم، ونراه
يقبل الحجر الأسود، ونراه يميط الأذى عن الطريق.. إن هذا الفعل الرسولي ليس
فعلاً عشوائياً يمتد من داخل الذات إلى محيط الإطار في عفوية ساذجة ولكنه
يمتد من داخل الذات إلى محيط الإطار ليشكل هذا التواصل الوجداني بين الكون
والإنسان، ربما ليستحيل الإنسان في الكون إلى طاقة متلقية وواهبة تعطي
الكون معنى أن كان ومعنى أن يكون، وهذه هي قيمة الفعل في تجاوب النقائض
والأضداد!
لا أدري بعد.. هل يمكن أن تغيم مقولة أن محمداً صلى الله عليه وسلم حرر
الإنسان والزمان والمكان منذ لحظة وجوده على الأرض فاعلاً وغلاباً؟ أم أن
هذه المقولة بعد تأمل كل هذه المفردات يمكن أن تكون كما يكون طلوع الشمس في
أعقاب ليل بهيم، حركة كونية لها ثقل الحركة بكل أبعادها الهائلة، ولها
جلال الكون بكل أسراره وغوامضه وضوافيه؟
أعرف أن الاختيار الأخير هو الأصوب، وأن ما عداه خرافة يجب أن نهزمها في عقل التاريخ!
عن موقع الفسطاط
الدكتور محمد أحمد العزب
[1]
حين يحدق الباحث في ملامح الحركة التاريخية قبل وبعد ميلاد محمد صلى الله
عليه وسلم فإنه لا يحتاج إلى معاناة ليستجلي حقيقة موضوعية أكبر من أن
تتوارى في غياهب الجدل، هذه الحقيقة الموضوعية هي أن هذا الميلاد العظيم
كان إيذاناً بثورة كونية شاملة عملت عملها في تغيير علاقات الأشياء بعضها
مع بعض، وفي تغيير علاقات الأحياء بعضهم مع بعض، حتى ليمكن القول بأن ما
حدث كان تحريراً كاملاً لوضعية الإنسان في الأرض، ووضعية الأرض في الكون،
ووضعية الزمان في التاريخ.
أجل، كان هذا الميلاد العظيم إيذاناً ببدء ثورة شاملة، حررت الإنسان
والزمان والمكان، ورفعت عنها إصر عبوديات كثيرة كانت تعتاق انطلاقها
جميعاً، فأخذ الإنسان حريته بيده، وصاغ هوية زمانه ومكانه صياغة جديدة فجرت
عناصر الخير في كل شيء كان احتجاجاً قبلياً على كل عناصر الخير، فوقف
الإنسان على ربوة التاريخ يسدد خطواته نحو الأشرف والأفضل، ووقف المكان
ليلهم ويحتضن وينبت الأروع والأنصع، ووقف الزمان ليفسح ويتيح للأكمل
والأشمل!
ولكن كيف؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان من ربقة عبودياته المتعددة؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم الزمان من قبضة كونه إطاراً للحركة التاريخية الهابطة؟
كيف حرر محمد صلى الله عليه وسلم المكانَ من وضعية كونه صنماً أو مناطاً لصنم معبود على الأرض؟
القضية جرت بها أقلام كثير من الباحثين، ولكنهم تناولوها من منظور كمي إذا
جاز أن يقال، بمعنى أنهم رصدوا كمَّ التحول التاريخي على مستوى سياسي
واجتماعي وثقافي وعقائدي، دون أن يفطنوا إلى جدل هذه المستويات وإشعاعاتها
التي تشكل خلفياتها الحقيقية، وهو ما نحاول تجليته في هذه السطور..
ولكن.. كيف.. مرة أخرى؟
[2]
التاريخ هنا لا يتسطيع أن يكذب على نفسه.. فإن ثورة محمد صلى الله عليه
وسلم من أجل إنسانية الإنسان تكاد تشكل كل ملامح رسالته الشامخة، لأن القيم
والأعراف والمبادئ والنواميس والأحكام والشرائع والقضايا والمقولات التي
يمكن أن تشكل في النهاية مجموع الرسالة الإسلامية ليست بذات بال إن هي فقدت
محور وجودها الصميمي الذي هو الإنسان.
إن قيام الإنسان بهذه المواضعات الإسلامية هو ما يعطيها معقولية وجودها على
الأرض، ومن هنا نستطيع أن نفهم أن نزول القرآن (منجماً) كان ترتيباً
طبيعياً على مقدمة أساسية وهي أن معاناة البشر الكادحين هي بالضرورة محور
تنزل الوحي من السماء إلى الأرض، أي أن وجود الشرائع والرسالات هو وجود
متوقف على وجود آخر قَبْلي ومسبق وهو الوجود الإنساني، فما لم يوجد الإنسان
كان لا يمكن أن توجد الشرائع، وما لم يحفر البشر تاريخهم الحلولي على
أخاديد الصخور وأعراف الجبال كان لا يمكن للرسالات أن تحفر تاريخها الحلولي
على أخاديد الورق أو في أعراف الطبائع والنفوس!
وإذن فقد كان تحرير محمد صلى الله عليه وسلم للإنسان تحريراً مقصوداً
وقَبْلياً، ولذلك فإن حجم هذا التحرير يعطي قناعة أن كل الجراح التي نزفت
من محمد صلى الله عليه وسلم كانت جراحاً حميمة إلى قلبه، لأنها نزفت دماً
هنا ورقَأَتْ دماً بلا حدود هناك، أعنى أن كل قطرة دم أو عرق نزفت من جبين
محمد القائد الرسول صلى الله عليه وسلم قد استحالت في تاريخ الإنسان على
امتداد هذا التاريخ إلى يد برة حانية تمسح عن جبينه طوفان الدم وشلال
الدموع. إن الجراح التي نزفت هناك من جبين محمد صلى الله عليه وسلم وهو
يعدل مسار الكون والتاريخ والإنسان، هي التي تتيح لهذا الإنسان أن يقبض في
رحاب الكون والتاريخ على إنسانيته بيديه، غير غارق في طوفان الرجعة الذاهلة
إلى حرب الأعراق الفاجرة، أو إلى انحناء الجذع الإنساني أمام حجم حجري
بليد، أو إلى انصياع في مسارب اللذات غير مبدع ما يبقى على التاريخ عنواناً
على عظمة البشر ومجد الإنسان في الأرض!
كان الإنسان –قبل محمد صلى الله عليه وسلم- يتكئ في قناعته على مسلّمات
كثيرة، فأطلق محمد صلى الله عليه وسلم فيه ثورة العقل وثورة الجسد وثورة
الروح.. لقد زلزل هذا الإنسان بثورة العقل معاقل الخرافة، وأسوار التجمد،
وحوائط الانغلاق، فأطلق لفكره العنان يجول في أبهاء الزمن والتاريخ والكون
والثقافات، يشيد من بعضها ما يراه موائماً لطبائع التطور، ويشيد على أنقاض
بعضها الآخر ما يراه عاجزاً عن مواكبة الطموح البشري في اندفاعه مع تيار
التواصل الكوني والإنساني.. وزلزل هذا الإنسان بثورة الجسد مقاصير العنت،
ومناطق الخوف، وأحراش الرهبوت، فأطلق للإبداع الإنساني آفاق طموحه
المشروعة، وأمّن لخطوات التاريخ على طرائق الخير والحق، وجعل من »القيمة«
وحدها مقياس التوافق مع الوجود الإنساني النبيل الذي يرفض أن يشارك في
مهزلة الأعلى والأدنى على ضوء مقاييس البطش والإرهاب.. وزلزل هذا الإنسان
أخيراً بثورة الروح تاريخ الهمجية على الأرض، فأطلق لأشواقه العليا أن تلوذ
بمناطها الطبيعي، وأن تستريح من قرّها إلى دفء الألوهية.
وهكذا يتوافق إيقاع ثورات العقل والجسد والروح تلك التي أطلق شرارتها
الأولى محمد صلى الله عليه وسلم لتؤلف في النهاية هذا الكون المسلم الذي
يرفض إنسانه أن يوجد على الأرض بليداً بلا عقل، وكاسداً بلا فعل، ومعطلاً
بلا أشواق، وهذا هو حجم التحول الذي قاده هذا الإنسان النبي صلى الله عليه
وسلم في أحلك فترات التاريخ قتامة وجهامة وانطفاء!
[3]
وليس فعل محمد صلى الله عليه وسلم في تحرير الزمان بأقل من فعله في تحرير
الإنسان، وإن كنا نلاحظ منذ البدء أن الفصل بين الإنسان والزمان فصل عشوائي
وغير مبرر على الإطلاق، إلا أن التقسيم المرحلي لقيمة الفعل البطولي الذي
قاده النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحتم أن نقف عند كل مرحلة على مشارف لا
نتعدى إطارها إلى إطار آخر حتى لا تختلط التخوم والأبعاد.. إن تحرير محمد
صلى الله عليه وسلم للزمان يتوهج في حقيقة أولية توشك أن لا تلمحها
البدائِهُ العَجلى، وهي اقتداره العظيم على اقتلاع حركة الزمان بما هو
تاريخ من فوضى التدفق العشوائي إلى تحديد الملامح وتجسيد الهويات، بمعنى أن
التاريخ الزمني كان إطاراً سائباً لا تجري داخله حركة عقائدية محددة تبدع
للإنسان شوطاً يجريه، أو هدفاً يحققه، أو إنجازه يضعه على الأرض.. فجاء
محمد صلى الله عليه وسلم ليجعل من هذا التاريخ الزمني إطاراً لحركة تبدأ
تخومها من الأرض لتنتهي في السماء، أي أن حجم هذه الحركة العقائدية التي
أعطاها محمد صلى الله عليه وسلم للتاريخ الزمني محتوىً ومضموناً، تبدأ
بمفردات الوجود الإنساني على الأرض لتتوافق في نهاية الرحلة مع كلية الوجود
الإلهي في الأشياء وما قبل الأشياء وما وراء الأشياء!
هذا شيء.. وشيء آخر لا يقل عن ذلك تأصلاً وإشعاعاً.. ذلك هو انتقال محمد
صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الزمني من شواطئ المواجهة للإنسان إلى شواطئ
العناق للإنسان، بمعنى أن التاريخ الزمني كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم
عدواً للإنسان يتربص كل واحد منهما بالآخر في محاولة لإجهاض وجوده على
الأرض، ولذلك نرى المساحة الكبرى من الإبداع العقلي والفني لإنسان ما قبل
التاريخ الإسلامي تغص بقتل الإنسان لزمنه التاريخي في قصف هنا، أو لهوٍ
هناك، أو حرب غير مبررة هنالك، ربما لإحساس هذا الإنسان بأن الزمن التاريخي
يتربص به، فهو يحاول قتله قبل أن يستطيع هو أن يقتله، وكلاهما قاتل ومقتول
في نفس اللحظة وعلى نفس التراب! حتى إذا جاء محمد صلى الله عليه وسلم
انتقل بالتاريخ الزمني من شواطئ المواجهة إلى شواطئ المعانقة، وشكل للإنسان
حاسة تاريخية ترى في اللحظة الآنية إثراءً طبيعياً للحظة الحاضرة، وفي
الآن الماضي تربة طبيعية لتشكيل الآن المستقبل، استطاع الإنسان بعدها أن
يفيق على حقيقة أن الزمن هو إطاره الطبيعي، وأن تدمير الإطار يعني على
الفور تدمير الذات الساكنة في هذا الإطار، فعزف عن مناوأة تاريخه الزمني،
وعقدا معاً ما يشبه الحلف المقدس، فأحس الإنسان المسلم دائماً أن الزمن
ثروة ينبغي أن تستغل، وعمر يجب أن يمتلئ، وتاريخ لا بد أن يحتوي أروع ما في
الإنسان من طاقات وإبداعات!
وما لنا لا نحاول أن نفهم من المواقيت الزمنية الصارمة للصلاة والصيام
والحج والزكاة فوق حكمة مشروعيتها حكمة حلولها في وقت معين وزمن بذاته ربما
لتحرك في أعماق الطبيعة الإنسانية قيمة الزمن والإحساس بتاريخية كل
الأشياء؟
الحق أن حجم التحول الذي قاده النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم في
مجال تحرير الإنسان والزمان حجم يجب أن يظل في مناطق الضوء، لأن به وحده
يمكن التعرف على ضخامة العطاء الإنساني والرسالي الذي وهبه لنا هذا النبي
الإنسان صلى الله عليه وسلم، الذي حمل في عينيه أحلام مستقبل البشر.
[4]
فإذا انتقلنا إلى تأمل ملامح الحركة الثالثة وهي تحرير محمد صلى الله عليه
وسلم للمكان، لراعنا أن قوة الفعل هنا لا تقل عن روعة الفعل هناك، فإذا
تخطينا ملاحظة أن الفصل هنا كذلك بين الإنسان والزمان والمكان فصل مرحلي
تحتمه طبيعة التأمل والفهم ولا تحتمه طبائع الأشياء لأن طبائع الأشياء ترفض
هذا الفصل ولا تزكيه، إذا تخطينا ذلك كله إلى محاولة تأمل قيمة الفعل الذي
أعطاه محمد صلى الله عليه وسلم لتحرير المكان تتميماً لتحرير الإنسان
والزمان، لبدهنا على الفور أن علاقة الإنسان هنا بالمكان غير علاقة الإنسان
هناك بنفس المكان –بمعنى أن المسرح المكاني الذي جرت عليه أحداث الحياة
قبل البعثة المحمدية، ولكن علاقة إنسان الجاهلية بهذا المكان غير علاقة
إنسان الحركة الإسلامية بنفس هذا المكان، لأن طبيعة الجدل بين الإنسان
وإطاره الطبيعي الذي هو المكان قد وضعت في المنظور الإسلامي على مستوى آخر
يرى في الأشياء صديقاً وملهماً ومحراباً، إن الأرض هنا تصبح (مسجداً
وطهوراً).. ويصبح (المكان) قبلة وكعبة ومنسكاً وبيتاً وحقلاً وميداناً
وملاعب ذكريات.. وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد حرر جبين الأرض من أن
تصبح مجرد صنم أو مجرد مناط لصنم، فإن ذلك يعني أن قد حررها من أن تكون
بوضعيتها المكانية غير قادرة على الإلهام والعطاء، لأن صنمية الأشياء تعني
رفض تعقل الأشياء، أن أن الصنم يتطلب عقلاً صنماً لا يفكر، لأنه إذا تحرك
بالفكر رفض على الفور مقولة أن يخرّ لحجرة الصنم.. فإذا حرر محمد صلى الله
عليه وسلم هذا التاريخ الطبيعي الذي نسميه الأرض، أو نسميه المكان من أن
يكون صنماً أو مناطاً لصنم، فإن ذلك يعني أن أعطى هذا التاريخ الطبيعي
اقتداره الطبيعي على أن يلهم ويحرك ويستثير، بمعنى أن الأرض بهذه الوضعية
تصبح مجالاً لتأمل الفكر، وطموح العقل، وجسارة الاستشفاف، وما دام ذلك
كذلك، فإن رحلة العروج الإيماني قد تبدأ من نبتة طالعة في الصخر، أو نبع
متدفق في الرمال، أو شفق هائم على صدر الأفق، أو مضيق متعرج بين جبلين..
وهنا لا بد أن نفطن إلى نداءات محمد صلى الله عليه وسلم المتواصلة التي كان
يعقد فيها صداقة كونية بين مظاهر الطبيعة وإنسان هذه الطبيعة، حتى لنراه
يدمع وهو يفارق مكة، ونراه ينحني على الزرع الطالع في تعاطف حميم، ونراه
يقبل الحجر الأسود، ونراه يميط الأذى عن الطريق.. إن هذا الفعل الرسولي ليس
فعلاً عشوائياً يمتد من داخل الذات إلى محيط الإطار في عفوية ساذجة ولكنه
يمتد من داخل الذات إلى محيط الإطار ليشكل هذا التواصل الوجداني بين الكون
والإنسان، ربما ليستحيل الإنسان في الكون إلى طاقة متلقية وواهبة تعطي
الكون معنى أن كان ومعنى أن يكون، وهذه هي قيمة الفعل في تجاوب النقائض
والأضداد!
لا أدري بعد.. هل يمكن أن تغيم مقولة أن محمداً صلى الله عليه وسلم حرر
الإنسان والزمان والمكان منذ لحظة وجوده على الأرض فاعلاً وغلاباً؟ أم أن
هذه المقولة بعد تأمل كل هذه المفردات يمكن أن تكون كما يكون طلوع الشمس في
أعقاب ليل بهيم، حركة كونية لها ثقل الحركة بكل أبعادها الهائلة، ولها
جلال الكون بكل أسراره وغوامضه وضوافيه؟
أعرف أن الاختيار الأخير هو الأصوب، وأن ما عداه خرافة يجب أن نهزمها في عقل التاريخ!
عن موقع الفسطاط
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الإثنين 31 يناير 2011 - 19:29
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 20:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 22:18
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 22:50
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 23:25
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 23:38
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الأربعاء 2 فبراير 2011 - 12:43
بارك الله فيك
على موضوعك المفيد
حفظك الله ورعاك
على موضوعك المفيد
حفظك الله ورعاك
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الخميس 3 فبراير 2011 - 12:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الجمعة 4 فبراير 2011 - 3:43
أكرمك الله على الموضوع الرائع والمفيد
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الجمعة 4 فبراير 2011 - 5:06
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الجمعة 4 فبراير 2011 - 13:55
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
السبت 5 فبراير 2011 - 0:29
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
- مسلم2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2863
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
السبت 5 فبراير 2011 - 17:22
شكرا لاهتمامك بالجديد والعمل على إفادتنا بما يثلج صدورنا
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
السبت 5 فبراير 2011 - 18:07
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
السبت 5 فبراير 2011 - 20:35
تسلم الأيادي على الموضوع الجميل
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
السبت 5 فبراير 2011 - 21:22
مشكورة على المعلومات القيمة ويعطيك الف عافية
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الأحد 6 فبراير 2011 - 12:01
بارك الله فيك على الإفادة القيمة
- مشجعة_البارصاعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5876
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الأحد 6 فبراير 2011 - 12:57
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 8 فبراير 2011 - 2:33
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الثلاثاء 8 فبراير 2011 - 12:56
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: محمد صلى الله عليه وسلم محرر الإنسان والزمان والمكان
الخميس 10 فبراير 2011 - 2:06
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى