مرض الصرع بين الامس واليوم
+10
ياسين
سميرة
عربي
JABAdor
دادي
TOTO
سراج_الدين
Admin
فاطمة
ام بدر
14 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
مرض الصرع بين الامس واليوم
الجمعة 24 ديسمبر 2010 - 16:07
مرض الصرع بين الأمس واليوم
بقلم: د. سامر كبّه
مرض الصرع (Epilepsy-Epilepsie)
(أو مرض الساعة أو الصرعة بالعامية) هو من الأمراض العصبية الشائعة
والمنتشرة في جميع بلدان العالم المتقدمة منها والمتخلفة... لكنه غير معروف
جيداً من قبل الناس لأن نظرة المجتمع السلبية لهذا المرض ساهمت لحد كبير
في خلق هالة من الغموض حوله مما أدى لنشوء حواجز نفسية كثيرة أساءت للمرضى
المصابين بالصرع وأدت لعزلتهم وإنطوائهم في جو من القلق والخجل والشعور
بعقدة الذنب ولإعتبار المرض كنوع من العقوبة الإلهية أو اللمسة الشيطانية
التي حلت بالمريض.
هذه
المقالة تهدف إلى إماطة اللثام عن هذا المرض العصبي المعروف وإلى توضيح
الكثير من النقاط الغامضة والعالقة بأذهان عامة الشعب من أجل إضفاء نظرة
أكثر حضارة وإنسانية على مرضى الصرع الذين أصبح لهم في كثير من البلدان
المتقدمة منظمات صحية خاصة بهم تعنى بمرضهم وتساعدهم على الإندماج في
المجتمع لإكمال مسيرة حياتهم على أفضل وجه ممكن.
ولكن ماهو الصرع؟!
يتميزمرض
الصرع بحدوث نوبات عصبية فجائية ومتكررة لها تظاهرات مختلفة قد تكون حركية
كحدوث نوبة تشنج أو إختلاج أو تكون حسية كالإحساس بالخدران أو التنميل وقد
تكون نفسية تتظاهر بإضطراب في السلوك أو الوعي.
وتحدث
هذه النوب بسبب أضطراب في الكهربائية الدماغية وإنفراغ شحنة كهربائية قوية
في قشرة الدماغ (وهي القسم السطحي من المخ) تؤدي لتنبيه الأقسام الدماغية
المختلفة فتحدث الأعراض السريرية حسب مكان الإنفراغ إما بشكل معمم لكافة
أنحاء الجسم أو بشكل جزئي في قسم محدد منه.
ويجب
تفريق مرض الصرع عن نوبة الإختلاج الوحيدة التي تحدث مرة واحدة ولا تتكرر
ويكون لها أسباب طارئة وعرضية كإرتفاع الحرارة الشديد أو الرض على الرأس أو
تناول كمية مفرطة من الكحول.
عرف
الصرع منذ أقدم العصور فقد نوه إليه "أبو قراط" قبل 400 سنة من الميلاد
حين رفض تسميتة بالداء المقدس كما كان شائعاً وإعتبره كغيره من الأمراض.
وفي
العصور الوسطى إعتبر الصرع كنوع من التظاهرات الشيطانية وكان الناس
يعتقدون أن المصابين بالصرع مسكونون بالشياطين مما كان يؤدي لنبذهم عن
المجتمع، ولهذا السبب ظل الغموض يكتنف هذا المرض بسبب الإرباك الذي كان
يسببه للمريض ولأهله وللمجتمع بشكل عام.
إلى أن جاءت العصور الحديثة وبدأت النزعة تميل لإعتبار الصرع كمرض عصبي حقيقي وكان الطبيب اسكيرول (Esquirol) أول من أقترح تقسيم الصرع للداء الكبير وللداء الصغير عام 1815.
ثم
تطورت الأبحاث والإستقصاءات العلمية والطبية خاصة مع دخول تخطيط الدماغ
الكهربائي في مطلع القرن العشرين والذين ساهم في تأكيد السبب العضوي للصرع
وعدم إعتباره حالة نفسية أو هيستريائية، وجاء إكتشاف أول دواء للصرع
(الفينو باربيتال) عام 1912 ليؤكد صحة النظرية العلمية بأن الصرع مرض عضوي
وقابل للعلاج دوائياً.
وأخيراً
ومع نهاية القرن العشرين، أصبح الصرع يعتبر أحد أكثر الأمراض العصبية
شيوعاً فلقد عرفت أسبابه وأصبح له أطباء أخصائيون لهم باع كبير وشهرة
عالمية كما أصبحت له علاجات مختلفة دوائية وجراحية ونفسية ولم يعد ذلك
المرض المرعب أو الغامض أو المخجل كما كان سابقاً.
تقدر حالياً نسبة إنتشار الصرع (عدد المرضى على عدد السكان) بين 0.5 و
0.7% في البلاد المتقدمة وحوالي ضعفها تقريباً أي بين 1 و 1.5% في البلاد
النامية، ففي فرنسا مثلاً يوجد حوالي 300000 مريض معالج – كما تقدر نسبة
حدوث المرض (عدد الحالات الجديدة سنوياً) بـ 50 حالة جديدة سنوياً لكل
100000 نسمة أي ما يعادل مريضان جديدان يومياً في مجموعة بشرية تعدادها
مليون نسمة.
الصرع أكثر حدوثاً عند الأطفال منه عند الكبار والذكور أكثر إصابة بقليل من الإناث وذلك لأسباب متعددة.
كيف يتظاهر الصرع من الناحية السريرية العملية؟
تظاهرات الصرع السريرة عديدة ومتنوعة، ولقد إعتاد الأطباء قديماً على
تقسيم الصرع للداء الكبير الذي تحدث فيه نوبة إختلاجية كبيرة تصيب الجسم
كله، وللداء الصغير الذي يتظاهر بنوبة غيبوبة قصيرة الأمد فقط.
هذا التصنيف إنتهى الآن منذ صدور التصنيف العالمي للصرع عام 1981 والذي يقسم الصرع لشكلين أساسين:-
الصرع المعمم والصرع الجزئي وفي كل شكل هناك تظاهرات سريرية مختلفة سنشير لأهمها:
أولاً: الصرع المعمّم
الصر ع المعمم (Generalized Epilepsy-Epilepsie Generalisee)
وفيه يحدث إنفراغ الشحنة الكهربائية بشكل معمم في مجمل قشرة المخ وتتظاهر
الأعراض السريرية على شكل نوبات تصيب كل الجسم – ومن أهم هذه النوب:-
1- النوبة التشنجية الإختلاجية (نوبة الداء الكبير):
تبدأ فجأة دون عوارض مسبقة وفيها يقع المريض أرضاً ويفقد وعيه مباشرة ثم تبدأ
عضلاته بالتشنج فيتقوس جسمه وتنقلب عيونه للأعلى كما يحدث عض على اللسان
وخروج دم من الفم ثم لا يلبث المريض أن يدخل في المرحلة الإختلاجية التي
ينتفض فيها كل جسمه ويهتز بسبب الإختلاج مع خروج زبد أبيض من الفم وحدوث
إزرقاق في الوجه وبعد هذه المرحلة يرتخي المريض تماماً ويبدأ بالتنفس بشكل
شخيري كما يحدث تبول لا إرادي أحياناً وتتميز هذه المرحلة بغياب عميق للوعي
وبإرتخاء تام للجسم فيفزع أهل المريض لإعتـقادهم أنه "شبه ميت" ثم لا يلبث
المريض أن يستيقظ تدريجياً كما يفيق من نوم عميق فيكون مذهولاً ولا يتذكر
ما حدث له وقد يشعر بصداع أو بدوخة أو بآلام معممة وبإنحطاط عام، وقد يصاب
برضوض متنوعة.
هذه النوبة تستمر حوالي 5 دقائق - أما مرحلة الإستيقاظ فقد تستغرق عدة دقائق
إلى عدة ساعات ليعود بعدها المريض طبيعياً كما كان، وهناك نوب أقل شدة من
النوبه الموصوفة سابقاً لا تظهر فيها جميع الأعراض المذكورة.
2- نوبة الغيبوبة أو الشرود (Absence):
وهي تعرف بالداء الصغير (Petit mal)
تحدث غالباً لدى الأطفال بالعمر المدرسي الأول بين 3 و 12 سنه وتتميز
بحدوث إضطراب مفاجئ بالوعي لمدة قصيرة بين عدة ثوان ودقيقتين ليس أكثر،
يتوقف فيها الطفل فجأة عن متابعة النشاط الذي يقوم به كالكتابة أو القراءة
ويحدق في الفراغ ثم يعود لمتابعة نشاطه السابق دون أن يتذكر ما حدث له، هذه
الغيبوبة قد تترافق أحياناً مع بعض الحركات اللا إرادية في الفم أو الوجه
أو اليدين أو بإضطراب بسيط في التنفس، قد تتكرر هذه النوبة حتى عشرين مرة
في اليوم – ومما يساعد على حدوثها الإنفعال أو الجهد أو الإسترخاء.
ثانياً: الصرع الجزئي (Partial Epilepsy - Epilepsie Partielle)
وفيه يتم إنفراغ شحنة كهربائية قوية في جزء محدد من قشرة الدماغ محدثة أعراضاً جزئية ومحددة في قسم من الجسم فقط:-
- فالإنفراغ في المنطقة الحركية من الدماغ يؤدي لحدوث تشنج في الذراع مثلاً.
- والإنفراغ في المنطقة الحسية يؤدي للشعور بالتنميل أو بسريان الكهرباء بأحد الأطراف.
- والإنفراغ في المنطقة الصدغية يؤدي لأعراض نفسية كرؤية حلم أو تذكر حادثة أو الشعور بالخوف والغرابة.
لا يضطرب وعي المريض في هذه النوب إذا كانت من النوع البسيط ويبقى مدركاً
لما يحدث له وبإمكانه أن يرويه للطبيب – أما إذا كانت من النوع المعقد
فيحدث إضطراب في الوعي وينقطع إتصال المريض مع المحيطين به وقد تحدث لديه
حركات لا إرادية كالمضغ أو فرك الأيدي أو غيرها.
ما هي الأسباب المؤدية للصرع؟
هناك أسباب وراثية وأسباب مكتسبة... فالأسباب الوراثية تحدث نتيجة إنتقال
وراثي للمرض من أحد الوالدين المصابين أو من كليهما إلى الطفل، ومع تقدم
علم الوراثة أصبحنا نعرف بشكل أفضل الأشكال السريرية للصرع التي تنتقل بشكل
وراثي وتخضع للقوانين الوراثية المعروفة... وهذه الأشكال تصيب الأطفال
والمراهقين وغالباً ما تكون من النوع السليم... أما الأسباب المكتسبة أو
الثانوية فيكون فيها الصرع جزءاً من مرض عام آخر وقد تحدث بعد الولادة
كالتشوهات الدماغية والأمراض الإستقلابية ونقص الأكسجين في عسرة الولادة
وإنتانات الدماغ والسحايا، أو تحدث في أعمال متقدمة عند البالغين كالأورام
والندبات الدماغية ورضوض الرأس الشديدة والإدمان الكحولي.
هناك أيضاً عوامل تساعد على حدوث نوبة الصرع لدى المصابين بالمرض كالتعب
الشديد والسفر الطويل، الشدة النفسية والإنفعال، نقص النوم والسهر المتكرر،
إرتفاع الحرارة، تناول الكحول وكل إجهاد جسدي بشكل عام، وكذلك مشاهدة
التلفزيون أو اللعب بألعاب الكومبيوتر لفترات طويلة.
كيف يتم تشخيص الصرع؟
يتم تشخيص هذا المرض بالإعتماد بشكل أساسي على إستجواب المريض أو أهله
والسـؤال عن كيفية حدوث النوب والظـروف المرافقـة لها، فالطبيب نادراً ما
يكون موجوداً حين حدوث النوبة.... وبالإضافة للإستجواب الدقيق والفحص
العصبي يتـطلب الطبيب بعض الفحوصات التي تساعده على وضع التشخيص – من أهم
هذه الفحوصات:
1- تخطيط الدماغ الكهربائي (E.E.G.):
يشبه من حيث المبدأ تخطيط القلب الكهربائي أي تسجيل نشاط الدماغ الكهربائي
بواسطة جهاز خاص لمعرفة طبيعة ونوعية هذا النشاط هل هو طبيعي أم يظهر
إنفراغ شحنات زائدة كما هو الحال في الصرع – ولقد تطورت مؤخراً وسائل تخطيط
الدماغ الكهربائي مما لا مجال للخوض في تفاصيلها في هذه المقالة.
2- التصوير الطبقي المحوري (C.T. Scan):
وهو وسيلة شعاعية تعتمد على إجراء مقاطع مبرمجة للدماغ وتساعد على كشف بعض
الأسباب المؤدية للصرع كالأورام والنزوف والندبات الدماغية.
3- التصوير بالرنين المغناطيسي (M.R.I):
وهو وسيلة حديثة جداً ومتطورة تعتمد على تطبيق ساحة مغناطيسية حول المريض دون
أن يتعرض للأشعة، وهي مكلفة نسبياً لكنها فعالة جداً ودقيقة في كشف الأمراض
الدماغية أكثر من التصوير الطبقي المحوري وخاصة لكشف الأورام الصغيرة،
الضمور الدماغي، التشوهات الشريانية والتشوهات الدماغية.
كيف تتم معالجة الصرع؟
يعتمد علاج الصرع على نوع وسبب المرض... ولقد تطورت وسائل العلاج كثيراً
في الآونة الأخيرة وأصبح ممكناً علاج الكثير من الحالات التي كانت صعبة
العلاج سابقاً – هناك ثلاثة أنواع من المعالجات:-
1- المعالجة الدوائية:
وتعتمد على إعطاء أدوية مضادة للصرع تهدف إلى منع حدوث إنفراغ الشحنة
الكهربائية في الدماغ والمؤدية لحدوث نوبة الصرع.... هذه الأدوية كثيرة
ومتنوعة ويقع على عاتق الطبيب الأخصائي وصفها ومتابعة العلاج بها للوصول
للنتيجة الأفضل حسب كل مريض.
2- المعالجة الجراحية:
وهي من إختصاص الجراحة العصبية الدماغية، وتهدف إلى إزالة السبب الدماغي
العضوي المؤدي للصرع كإزالة ورم أو ندبة دماغية أو في بعض الحالات إزالة
القسم الدماغي الذي يحدث فيه الإضطراب الكهربائي المسئول عن الصرع، ولقد
تطورت الجراحة العصبية كثيراً في نهاية هذا القرن وأتاحت للكثير من المرضى
المعندين على العلاج الدوائي فرصة تحسن كبير، ولكنها بالطبع تحتاج لمراكز
خاصة بجراحة الصرع وتتطلب وجود فريق متكامل من الأطباء الإختصاصيين بالصرع.
3- المعالجة النفسية:
بعض المرضى يعانون من مشاكل نفسية سببها إما المرض بحد ذاته الذي قد
يتظاهر أحياناً بهجمات نفسية خاصة أو المضاعفات المصاحبة للمرضى كعدم
إمكانية متابعة الدراسة بسبب تكرر النوبات أو بسبب الآثار الجانبية للأدوية
كالنعاس والخمول أو للأسف بسبب نظرة المجتمع السلبية لهؤلاء المرضى
وإعتبارهم مصابين بمرض مخجل ومرعب مما يجعلهم خجولين ومنعزلين أو على العكس
لا مبالين وعدوانيين كنوع من ردة الفعل ضد المجتمع – فالمعالجة النفسية هي
نوع من العلاج الداعم تسير جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي والجراحي
وتهدف لإعادة الثقة للمريض بنفسه ولمساعدته على تحمل مسيرة مرضه خاصة في
الحالات الشديدة والمزمنة.
ونركز هنا على أهمية التشخيص والعلاج المبكرين للصرع الذي له أفضل النتائج
لأن كل تأخير في المعالجة يسيء إلى الدماغ وتصبح المعالجة الدوائية أصعب.
هل يمكن الشفاء من الصرع؟
الجواب نعم
– فمرض الصرع أصبح قابلاً للشفاء في أغلب الأحيان وذلك بسبب تطور الوسائل العلاجية كما أسلفنا سابقاً.
ولكن ذلك يستدعي التعاون الوثيق بين المريض والطبيب من جهة وبين المجتمع
والمريض من جهة أخرى – كما يجب الإلتزام بالعلاج الدوائي بشكل صارم ودقيق
وذلك لمدة تتراوح بين سنة إلى سنتين على الأقل يصار بعدها إلى تقييم وضع
المريض لمعرفة إمكانية إيقاف الدواء أو الإستمرار به بجرعات مخففة مثلاً.
كما أن هناك بعض حالات الصرع التي تشفى بشكل عفوي مع سن البلوغ والنضج،
وتبقى نسبة ضئيلة من الحالات لا تستجيب لأي علاج بسبب شدة المرض ووجود
عوامل مختلفة تجعله صعب المعالجة.
هل يتعارض الصرع مع ممارسة الرياضة أو قيادة السيارة؟
هل يتعارض الصرع مع الدراسة أو العمل أو الزواج أو الإنجاب؟
إن نسبة 70% تقريباً من حالات الصرع ذات تطور حميد وسليم ويمكن السيطرة
فيها على المرض دوائياً – إن الصرع إذا عولج بشكل جيد لا يتعارض مع
الإستمرار بحياة إجتماعية طبيعية وناجحة... فهو لا يتعارض مع الدراسة ولا
مع التحصيل العلمي ولا حتى مع الإبداع، وهناك الكثير من مشاهير العلم
والأدب كانوا مصابين بهذا المرض ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر
الأديب الروسي الكبير (دوستويفسكي) صاحـب الروايـتين الشهيرتيـن
"الجريـمة والعقاب" و "الأخوة كارامازوف".
كما أن مـرض الصرع بحد ذاتـه لا يتعارض مع الزواج والإنـجاب – أما إنتقال
الصرع للأولاد بشكل وراثي فهو أمر وارد وإن كانت نسبته ضئيلة نسبياً ويعتمد
ذلك على عدة أمور ومعايير لسنا في مجال الخوض فيها هنا.
خاتمة:
مرض الصرع كثير الحدوث والإنتشار وله عواقب وخيمة إذا أهمل ولم يعالج
ولهذا السبب يجب الإهتمام بأية حالة سريرية تستدعى الشك لوضع التشخيص
المبكر والبدء بعلاج مناسب – فمع تطور الوسائل العلاجية أصبح ممكناً علاج
الكثير من الحالات الصعبة مما أتاح للكثير من المرضى بدء حياة جديدة أكثر
إطلاقاً وحرية وهذا يتطلب المزيد من الفهم والتعاون من قبل المريض نفسه
والأهل والمجتمع من ورائه لنزع الهالة السيئة والملعونة التي كانت تحيط
بمرضى الصرع وإعادة الإعتبار لهم كمرضى لهم حقهم في العلاج والشفاء والعيش
حياة كريمة ومستقلة، وهذا برأيي أقل ما يمكن تقديمه لأيمريض مهما كان مرضه
بغية تحقيق مجد الله الأعظم
بقلم: د. سامر كبّه
مرض الصرع (Epilepsy-Epilepsie)
(أو مرض الساعة أو الصرعة بالعامية) هو من الأمراض العصبية الشائعة
والمنتشرة في جميع بلدان العالم المتقدمة منها والمتخلفة... لكنه غير معروف
جيداً من قبل الناس لأن نظرة المجتمع السلبية لهذا المرض ساهمت لحد كبير
في خلق هالة من الغموض حوله مما أدى لنشوء حواجز نفسية كثيرة أساءت للمرضى
المصابين بالصرع وأدت لعزلتهم وإنطوائهم في جو من القلق والخجل والشعور
بعقدة الذنب ولإعتبار المرض كنوع من العقوبة الإلهية أو اللمسة الشيطانية
التي حلت بالمريض.
هذه
المقالة تهدف إلى إماطة اللثام عن هذا المرض العصبي المعروف وإلى توضيح
الكثير من النقاط الغامضة والعالقة بأذهان عامة الشعب من أجل إضفاء نظرة
أكثر حضارة وإنسانية على مرضى الصرع الذين أصبح لهم في كثير من البلدان
المتقدمة منظمات صحية خاصة بهم تعنى بمرضهم وتساعدهم على الإندماج في
المجتمع لإكمال مسيرة حياتهم على أفضل وجه ممكن.
ولكن ماهو الصرع؟!
يتميزمرض
الصرع بحدوث نوبات عصبية فجائية ومتكررة لها تظاهرات مختلفة قد تكون حركية
كحدوث نوبة تشنج أو إختلاج أو تكون حسية كالإحساس بالخدران أو التنميل وقد
تكون نفسية تتظاهر بإضطراب في السلوك أو الوعي.
وتحدث
هذه النوب بسبب أضطراب في الكهربائية الدماغية وإنفراغ شحنة كهربائية قوية
في قشرة الدماغ (وهي القسم السطحي من المخ) تؤدي لتنبيه الأقسام الدماغية
المختلفة فتحدث الأعراض السريرية حسب مكان الإنفراغ إما بشكل معمم لكافة
أنحاء الجسم أو بشكل جزئي في قسم محدد منه.
ويجب
تفريق مرض الصرع عن نوبة الإختلاج الوحيدة التي تحدث مرة واحدة ولا تتكرر
ويكون لها أسباب طارئة وعرضية كإرتفاع الحرارة الشديد أو الرض على الرأس أو
تناول كمية مفرطة من الكحول.
عرف
الصرع منذ أقدم العصور فقد نوه إليه "أبو قراط" قبل 400 سنة من الميلاد
حين رفض تسميتة بالداء المقدس كما كان شائعاً وإعتبره كغيره من الأمراض.
وفي
العصور الوسطى إعتبر الصرع كنوع من التظاهرات الشيطانية وكان الناس
يعتقدون أن المصابين بالصرع مسكونون بالشياطين مما كان يؤدي لنبذهم عن
المجتمع، ولهذا السبب ظل الغموض يكتنف هذا المرض بسبب الإرباك الذي كان
يسببه للمريض ولأهله وللمجتمع بشكل عام.
إلى أن جاءت العصور الحديثة وبدأت النزعة تميل لإعتبار الصرع كمرض عصبي حقيقي وكان الطبيب اسكيرول (Esquirol) أول من أقترح تقسيم الصرع للداء الكبير وللداء الصغير عام 1815.
ثم
تطورت الأبحاث والإستقصاءات العلمية والطبية خاصة مع دخول تخطيط الدماغ
الكهربائي في مطلع القرن العشرين والذين ساهم في تأكيد السبب العضوي للصرع
وعدم إعتباره حالة نفسية أو هيستريائية، وجاء إكتشاف أول دواء للصرع
(الفينو باربيتال) عام 1912 ليؤكد صحة النظرية العلمية بأن الصرع مرض عضوي
وقابل للعلاج دوائياً.
وأخيراً
ومع نهاية القرن العشرين، أصبح الصرع يعتبر أحد أكثر الأمراض العصبية
شيوعاً فلقد عرفت أسبابه وأصبح له أطباء أخصائيون لهم باع كبير وشهرة
عالمية كما أصبحت له علاجات مختلفة دوائية وجراحية ونفسية ولم يعد ذلك
المرض المرعب أو الغامض أو المخجل كما كان سابقاً.
تقدر حالياً نسبة إنتشار الصرع (عدد المرضى على عدد السكان) بين 0.5 و
0.7% في البلاد المتقدمة وحوالي ضعفها تقريباً أي بين 1 و 1.5% في البلاد
النامية، ففي فرنسا مثلاً يوجد حوالي 300000 مريض معالج – كما تقدر نسبة
حدوث المرض (عدد الحالات الجديدة سنوياً) بـ 50 حالة جديدة سنوياً لكل
100000 نسمة أي ما يعادل مريضان جديدان يومياً في مجموعة بشرية تعدادها
مليون نسمة.
الصرع أكثر حدوثاً عند الأطفال منه عند الكبار والذكور أكثر إصابة بقليل من الإناث وذلك لأسباب متعددة.
كيف يتظاهر الصرع من الناحية السريرية العملية؟
تظاهرات الصرع السريرة عديدة ومتنوعة، ولقد إعتاد الأطباء قديماً على
تقسيم الصرع للداء الكبير الذي تحدث فيه نوبة إختلاجية كبيرة تصيب الجسم
كله، وللداء الصغير الذي يتظاهر بنوبة غيبوبة قصيرة الأمد فقط.
هذا التصنيف إنتهى الآن منذ صدور التصنيف العالمي للصرع عام 1981 والذي يقسم الصرع لشكلين أساسين:-
الصرع المعمم والصرع الجزئي وفي كل شكل هناك تظاهرات سريرية مختلفة سنشير لأهمها:
أولاً: الصرع المعمّم
الصر ع المعمم (Generalized Epilepsy-Epilepsie Generalisee)
وفيه يحدث إنفراغ الشحنة الكهربائية بشكل معمم في مجمل قشرة المخ وتتظاهر
الأعراض السريرية على شكل نوبات تصيب كل الجسم – ومن أهم هذه النوب:-
1- النوبة التشنجية الإختلاجية (نوبة الداء الكبير):
تبدأ فجأة دون عوارض مسبقة وفيها يقع المريض أرضاً ويفقد وعيه مباشرة ثم تبدأ
عضلاته بالتشنج فيتقوس جسمه وتنقلب عيونه للأعلى كما يحدث عض على اللسان
وخروج دم من الفم ثم لا يلبث المريض أن يدخل في المرحلة الإختلاجية التي
ينتفض فيها كل جسمه ويهتز بسبب الإختلاج مع خروج زبد أبيض من الفم وحدوث
إزرقاق في الوجه وبعد هذه المرحلة يرتخي المريض تماماً ويبدأ بالتنفس بشكل
شخيري كما يحدث تبول لا إرادي أحياناً وتتميز هذه المرحلة بغياب عميق للوعي
وبإرتخاء تام للجسم فيفزع أهل المريض لإعتـقادهم أنه "شبه ميت" ثم لا يلبث
المريض أن يستيقظ تدريجياً كما يفيق من نوم عميق فيكون مذهولاً ولا يتذكر
ما حدث له وقد يشعر بصداع أو بدوخة أو بآلام معممة وبإنحطاط عام، وقد يصاب
برضوض متنوعة.
هذه النوبة تستمر حوالي 5 دقائق - أما مرحلة الإستيقاظ فقد تستغرق عدة دقائق
إلى عدة ساعات ليعود بعدها المريض طبيعياً كما كان، وهناك نوب أقل شدة من
النوبه الموصوفة سابقاً لا تظهر فيها جميع الأعراض المذكورة.
2- نوبة الغيبوبة أو الشرود (Absence):
وهي تعرف بالداء الصغير (Petit mal)
تحدث غالباً لدى الأطفال بالعمر المدرسي الأول بين 3 و 12 سنه وتتميز
بحدوث إضطراب مفاجئ بالوعي لمدة قصيرة بين عدة ثوان ودقيقتين ليس أكثر،
يتوقف فيها الطفل فجأة عن متابعة النشاط الذي يقوم به كالكتابة أو القراءة
ويحدق في الفراغ ثم يعود لمتابعة نشاطه السابق دون أن يتذكر ما حدث له، هذه
الغيبوبة قد تترافق أحياناً مع بعض الحركات اللا إرادية في الفم أو الوجه
أو اليدين أو بإضطراب بسيط في التنفس، قد تتكرر هذه النوبة حتى عشرين مرة
في اليوم – ومما يساعد على حدوثها الإنفعال أو الجهد أو الإسترخاء.
ثانياً: الصرع الجزئي (Partial Epilepsy - Epilepsie Partielle)
وفيه يتم إنفراغ شحنة كهربائية قوية في جزء محدد من قشرة الدماغ محدثة أعراضاً جزئية ومحددة في قسم من الجسم فقط:-
- فالإنفراغ في المنطقة الحركية من الدماغ يؤدي لحدوث تشنج في الذراع مثلاً.
- والإنفراغ في المنطقة الحسية يؤدي للشعور بالتنميل أو بسريان الكهرباء بأحد الأطراف.
- والإنفراغ في المنطقة الصدغية يؤدي لأعراض نفسية كرؤية حلم أو تذكر حادثة أو الشعور بالخوف والغرابة.
لا يضطرب وعي المريض في هذه النوب إذا كانت من النوع البسيط ويبقى مدركاً
لما يحدث له وبإمكانه أن يرويه للطبيب – أما إذا كانت من النوع المعقد
فيحدث إضطراب في الوعي وينقطع إتصال المريض مع المحيطين به وقد تحدث لديه
حركات لا إرادية كالمضغ أو فرك الأيدي أو غيرها.
ما هي الأسباب المؤدية للصرع؟
هناك أسباب وراثية وأسباب مكتسبة... فالأسباب الوراثية تحدث نتيجة إنتقال
وراثي للمرض من أحد الوالدين المصابين أو من كليهما إلى الطفل، ومع تقدم
علم الوراثة أصبحنا نعرف بشكل أفضل الأشكال السريرية للصرع التي تنتقل بشكل
وراثي وتخضع للقوانين الوراثية المعروفة... وهذه الأشكال تصيب الأطفال
والمراهقين وغالباً ما تكون من النوع السليم... أما الأسباب المكتسبة أو
الثانوية فيكون فيها الصرع جزءاً من مرض عام آخر وقد تحدث بعد الولادة
كالتشوهات الدماغية والأمراض الإستقلابية ونقص الأكسجين في عسرة الولادة
وإنتانات الدماغ والسحايا، أو تحدث في أعمال متقدمة عند البالغين كالأورام
والندبات الدماغية ورضوض الرأس الشديدة والإدمان الكحولي.
هناك أيضاً عوامل تساعد على حدوث نوبة الصرع لدى المصابين بالمرض كالتعب
الشديد والسفر الطويل، الشدة النفسية والإنفعال، نقص النوم والسهر المتكرر،
إرتفاع الحرارة، تناول الكحول وكل إجهاد جسدي بشكل عام، وكذلك مشاهدة
التلفزيون أو اللعب بألعاب الكومبيوتر لفترات طويلة.
كيف يتم تشخيص الصرع؟
يتم تشخيص هذا المرض بالإعتماد بشكل أساسي على إستجواب المريض أو أهله
والسـؤال عن كيفية حدوث النوب والظـروف المرافقـة لها، فالطبيب نادراً ما
يكون موجوداً حين حدوث النوبة.... وبالإضافة للإستجواب الدقيق والفحص
العصبي يتـطلب الطبيب بعض الفحوصات التي تساعده على وضع التشخيص – من أهم
هذه الفحوصات:
1- تخطيط الدماغ الكهربائي (E.E.G.):
يشبه من حيث المبدأ تخطيط القلب الكهربائي أي تسجيل نشاط الدماغ الكهربائي
بواسطة جهاز خاص لمعرفة طبيعة ونوعية هذا النشاط هل هو طبيعي أم يظهر
إنفراغ شحنات زائدة كما هو الحال في الصرع – ولقد تطورت مؤخراً وسائل تخطيط
الدماغ الكهربائي مما لا مجال للخوض في تفاصيلها في هذه المقالة.
2- التصوير الطبقي المحوري (C.T. Scan):
وهو وسيلة شعاعية تعتمد على إجراء مقاطع مبرمجة للدماغ وتساعد على كشف بعض
الأسباب المؤدية للصرع كالأورام والنزوف والندبات الدماغية.
3- التصوير بالرنين المغناطيسي (M.R.I):
وهو وسيلة حديثة جداً ومتطورة تعتمد على تطبيق ساحة مغناطيسية حول المريض دون
أن يتعرض للأشعة، وهي مكلفة نسبياً لكنها فعالة جداً ودقيقة في كشف الأمراض
الدماغية أكثر من التصوير الطبقي المحوري وخاصة لكشف الأورام الصغيرة،
الضمور الدماغي، التشوهات الشريانية والتشوهات الدماغية.
كيف تتم معالجة الصرع؟
يعتمد علاج الصرع على نوع وسبب المرض... ولقد تطورت وسائل العلاج كثيراً
في الآونة الأخيرة وأصبح ممكناً علاج الكثير من الحالات التي كانت صعبة
العلاج سابقاً – هناك ثلاثة أنواع من المعالجات:-
1- المعالجة الدوائية:
وتعتمد على إعطاء أدوية مضادة للصرع تهدف إلى منع حدوث إنفراغ الشحنة
الكهربائية في الدماغ والمؤدية لحدوث نوبة الصرع.... هذه الأدوية كثيرة
ومتنوعة ويقع على عاتق الطبيب الأخصائي وصفها ومتابعة العلاج بها للوصول
للنتيجة الأفضل حسب كل مريض.
2- المعالجة الجراحية:
وهي من إختصاص الجراحة العصبية الدماغية، وتهدف إلى إزالة السبب الدماغي
العضوي المؤدي للصرع كإزالة ورم أو ندبة دماغية أو في بعض الحالات إزالة
القسم الدماغي الذي يحدث فيه الإضطراب الكهربائي المسئول عن الصرع، ولقد
تطورت الجراحة العصبية كثيراً في نهاية هذا القرن وأتاحت للكثير من المرضى
المعندين على العلاج الدوائي فرصة تحسن كبير، ولكنها بالطبع تحتاج لمراكز
خاصة بجراحة الصرع وتتطلب وجود فريق متكامل من الأطباء الإختصاصيين بالصرع.
3- المعالجة النفسية:
بعض المرضى يعانون من مشاكل نفسية سببها إما المرض بحد ذاته الذي قد
يتظاهر أحياناً بهجمات نفسية خاصة أو المضاعفات المصاحبة للمرضى كعدم
إمكانية متابعة الدراسة بسبب تكرر النوبات أو بسبب الآثار الجانبية للأدوية
كالنعاس والخمول أو للأسف بسبب نظرة المجتمع السلبية لهؤلاء المرضى
وإعتبارهم مصابين بمرض مخجل ومرعب مما يجعلهم خجولين ومنعزلين أو على العكس
لا مبالين وعدوانيين كنوع من ردة الفعل ضد المجتمع – فالمعالجة النفسية هي
نوع من العلاج الداعم تسير جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي والجراحي
وتهدف لإعادة الثقة للمريض بنفسه ولمساعدته على تحمل مسيرة مرضه خاصة في
الحالات الشديدة والمزمنة.
ونركز هنا على أهمية التشخيص والعلاج المبكرين للصرع الذي له أفضل النتائج
لأن كل تأخير في المعالجة يسيء إلى الدماغ وتصبح المعالجة الدوائية أصعب.
هل يمكن الشفاء من الصرع؟
الجواب نعم
– فمرض الصرع أصبح قابلاً للشفاء في أغلب الأحيان وذلك بسبب تطور الوسائل العلاجية كما أسلفنا سابقاً.
ولكن ذلك يستدعي التعاون الوثيق بين المريض والطبيب من جهة وبين المجتمع
والمريض من جهة أخرى – كما يجب الإلتزام بالعلاج الدوائي بشكل صارم ودقيق
وذلك لمدة تتراوح بين سنة إلى سنتين على الأقل يصار بعدها إلى تقييم وضع
المريض لمعرفة إمكانية إيقاف الدواء أو الإستمرار به بجرعات مخففة مثلاً.
كما أن هناك بعض حالات الصرع التي تشفى بشكل عفوي مع سن البلوغ والنضج،
وتبقى نسبة ضئيلة من الحالات لا تستجيب لأي علاج بسبب شدة المرض ووجود
عوامل مختلفة تجعله صعب المعالجة.
هل يتعارض الصرع مع ممارسة الرياضة أو قيادة السيارة؟
هل يتعارض الصرع مع الدراسة أو العمل أو الزواج أو الإنجاب؟
إن نسبة 70% تقريباً من حالات الصرع ذات تطور حميد وسليم ويمكن السيطرة
فيها على المرض دوائياً – إن الصرع إذا عولج بشكل جيد لا يتعارض مع
الإستمرار بحياة إجتماعية طبيعية وناجحة... فهو لا يتعارض مع الدراسة ولا
مع التحصيل العلمي ولا حتى مع الإبداع، وهناك الكثير من مشاهير العلم
والأدب كانوا مصابين بهذا المرض ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر
الأديب الروسي الكبير (دوستويفسكي) صاحـب الروايـتين الشهيرتيـن
"الجريـمة والعقاب" و "الأخوة كارامازوف".
كما أن مـرض الصرع بحد ذاتـه لا يتعارض مع الزواج والإنـجاب – أما إنتقال
الصرع للأولاد بشكل وراثي فهو أمر وارد وإن كانت نسبته ضئيلة نسبياً ويعتمد
ذلك على عدة أمور ومعايير لسنا في مجال الخوض فيها هنا.
خاتمة:
مرض الصرع كثير الحدوث والإنتشار وله عواقب وخيمة إذا أهمل ولم يعالج
ولهذا السبب يجب الإهتمام بأية حالة سريرية تستدعى الشك لوضع التشخيص
المبكر والبدء بعلاج مناسب – فمع تطور الوسائل العلاجية أصبح ممكناً علاج
الكثير من الحالات الصعبة مما أتاح للكثير من المرضى بدء حياة جديدة أكثر
إطلاقاً وحرية وهذا يتطلب المزيد من الفهم والتعاون من قبل المريض نفسه
والأهل والمجتمع من ورائه لنزع الهالة السيئة والملعونة التي كانت تحيط
بمرضى الصرع وإعادة الإعتبار لهم كمرضى لهم حقهم في العلاج والشفاء والعيش
حياة كريمة ومستقلة، وهذا برأيي أقل ما يمكن تقديمه لأيمريض مهما كان مرضه
بغية تحقيق مجد الله الأعظم
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الجمعة 24 ديسمبر 2010 - 17:03
تسلم الأيادي على الموضوع الجميل
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
السبت 25 ديسمبر 2010 - 0:05
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
السبت 25 ديسمبر 2010 - 3:15
بارك الله فيك ويعطيك الصحة والعافية على الموضوع الجميل
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
السبت 25 ديسمبر 2010 - 3:42
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
السبت 25 ديسمبر 2010 - 15:27
شكرا لك على المجهود الطيب
والموضوع المتميز
والموضوع المتميز
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
السبت 25 ديسمبر 2010 - 23:11
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الثلاثاء 4 يناير 2011 - 14:18
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الجمعة 7 يناير 2011 - 10:50
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الجمعة 7 يناير 2011 - 21:19
- سميرةعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 925
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الأحد 9 يناير 2011 - 11:56
- ياسينعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4375
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الأحد 9 يناير 2011 - 16:59
مشكور كثير على الموضوع الرائع
تقبل مروري
تقبل مروري
- FIFIعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16502
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الإثنين 10 يناير 2011 - 23:04
_########### #######__ _______** ##*______
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـر على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** بارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### #######__
_______##### ## **** شكـر على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** بارك الله فيك *****#####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الثلاثاء 11 يناير 2011 - 16:21
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الثلاثاء 11 يناير 2011 - 18:34
- kasparov-marعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4661
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: مرض الصرع بين الامس واليوم
الثلاثاء 18 يناير 2011 - 3:17
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى