قبسات من التراث الفلسطيني..

قبسات من التراث الفلسطيني

الجفرة أغنية مؤلفة من قصائد تعتمد الرباعية والثلاثية وهي تعني العنزة الفتية وفي الثانية من عمرها التي لم يطأها فحل بعد.. والجفرة تطلق عادة على الصبية الحسناء.

وتكون أبيات الأغنية قصيرة ذات قافية مُشتَرَكة بينما تنتهي قافية البيت الرابع (ايّا).. وتبدأ القصيدة دائماً بكلمتي: (جفرة ويا هالرابع).. وقد يُصاحب الغناء عادةً آلات موسيقية مُحدَّدة كالأرغول أو المجوز.. وقد تُغَنّى أيضاً على وقع الرقص والدبكة.. وتُعتَبَر (الجفرة) من الأغاني الحماسيّة المُثيرة للمشاعر، وعادةً يُؤَدّيها مُغَنٍّ واحد.. ومما قيل في الجفرة ما يلي:
1.جفـرا ويـــا هالـــرابـــع مــــــن هــونــــــــا للــديــــــــرِ
والســــرّ اللــــي بـيــنــنــــــا وِشْ وصّـــلــــــــو للـغــيــــــــــرِ
وإنْ كــــان مــــا فــــي ورق لاكتـــب عــا جنـــاح الطيرِ
وإنْ كـــــان ما فـي حبــــــر هلّـــــي يــــــــا عــيـنــــــــــــايَّ

2.جفـرا ويـــا هالـــرابـــع بــــيـــــــــــــن البســاتـيـــــــــنِ
مجـــــروح جَـــرْح الهـــوى ويــــــــا مــيـــــن يداوينــــــي
ويـــــــا حامــلـــــة الجـــــرة حطـيــهــــــــا واسقـيــنـــــــي
بلكي علـى الله أشفــــــــى مـــــــن شـــربــــــــة الـميّـــــة

3.جفـرا ويـــا هالـــرابـــع بتصيـــــح يــــــا عمــامــــي
مـــــا بــوخـــــذ بُنـيّــكــــــــم لــــــو تِطْـحْــنــــو عْظامـــــي
وإن كان الجيزي غصِبْ فـــي شـــــرع الإســلامـــــي
لَدّب حالـــي فــي البحـــرْ للســمـــــــك فـــــي الميّــــــــــة

وقالوا: إنّ أغنية (الجفرة) ظهرت في أواخر الثلاثينيّات على يد «أحمد عزيز» من بلدة كويكات الواقعة شمال شرق مدينة (عكّا) يوم أحبّ صبيّة، فتزوَّجها ثمّ طلّقها في ظرفٍ ما.. وقال آخَرون: أحبّها ولم يتزوَّجها لظرفٍ ما، ولأجل ذلك هامَ بحُبِّها وصار يُؤَلّف أشعاراً، ويُغَنّيها على طريقته وقُدِّرَ لهذا اللحن أن يَعمّ وينتشر.. ليدخل في صميم تُراثنا الشعبيّ الحميم.

وقد توفي أحمد عزيز في منطقة الناعمة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1987م، أما الجفرة واسمها الحقيقي رفيقة نايف حمادة (أم كامل الجفرة) فقد توفيت في مخيم برج البراجنة ببيروت في 10/1/2007م.

*مجلة العودة

دلعونا

الدّلعونا لون من ألوان الغناء الشعبيّ التراثيّ: تتكرّر فيه لفظة (دلعونا)؛ ويُغَنّى في مناسبات الأعراس خاصَّةً، والأفراح عامَّةً.. وتحديداً في الدبكة الشعبيّة بنغم (البيات).. ويتكوَّن عادَةً من بيتين زَجَلِيَّين: قوافي أَشطُرِهما مُتَّحِدة باستِثناء الشطر الأخير الذي ينتهي – غالباً – بقافية (ونا) كما في:

على دلعونا، يا بلادي الحرة والله العيشة بلاكي مُرّه
يل ربّ العمر يرجع شي مرّه ونمحي ليالي النكبة الملعونا

وقد جَرَت العادة أن تُغَنّى (الدلعونا) أثناء تأدِيَة (الدبكة الشمّاليّة).. حيث يبدأ العزف المُنفَرِد على (الشُّبّابة) أو: (الأرغول).. ثُمَّ يبدأ (القوّيل: المُغَنّي) بترديد بيت من (الدلعونا).. وأثناء ذلك تبدأ حركة بالأرجُل تُشبه (خطوة تنظيم).. وينفرد (اللوّيح) عند انتهاء من بيت (الدلعونا)، وعندما يرى أنَّ حركات الأَرجُل قد انتظمت، وانسجمت مع اللحن، يقول: (ريّح) فيقوم (الدّبّيكة) بحركة خفيفة بالأقدام: اليمنى إلى الأمام والخلف.. وبعد ثوانٍ يَهتف (اللوّيح): (إطلعْ).. فينطلق (الدّبّيكة) من عقال الإيقاع الرئيس.

ومن بعض ردّات الدلعونا الوطنية، أورد:

على دلعونا، على دلعونا بي بي الغربة الوطن حنونا
لـ اْهدّ الخيمة وأضبّ ثيابي واْرجع عَ دياري بِفلسطينا

ومنها شهير ما غناه الفلسطينيون في سبعينيات القرن الماضي:
على دلعونا، ع الدلعونيّة الله بلانـي بالـفـِدائـيــة
ليلة طوارئ ليلة دورية ليلة عَ حدودك يا فلسطينا

مجلة العودة

((3))
الشروقي

الشروقي: نوع من القصيد العامّي الزجلي، يُعرف بالقصيد البدوي.. وطريقته أن تكون صدوره من قافية واحدة، وأعجازه من قافية أخرى مُوحّدة.. ويأتي عادةً من وزن البحر (الوفائي)..
يا منية القلب، حسبي تخفّفي الآلام
ما هيمنت ريح من فجر الضحى البسَّام
ما لذّة العيش إلا في الهوى النامي
إلا لتنشر على الأيّام أسقامي
ولا تتهمي الصبّ يا سلمى بعمره نام
فليشهد الليل عيني لم ترى الأحلام
جفنه مراقب خيالك شاخص ودامي
ولا شاف جفني الغفا سهران عَ غرامي

ويغنّى (الشروقي) ببطء ممدود، والناس جلوس، ويكون مصحوباً بالعزف على الربابة.. وتتنوّع موضوعاته، ورُبّما عمدت إلى سرد حكاية شعبية تروي حادثة وقعت، كما في حكاية (نمر العدوان) ونحوها..
سأخبركم بما دخل فؤادي
فاصغوا إلى حديثي واجتهادي عَ بنت النذل مع بنت الجيادِ
معاني مسطّرة للَي قراها

وقد نَجِد عِدّة بحور في (الشروقي).. وقد نصادف تركيبات (شروقية) مُتَباينة في توزيع (القوافي) وتغييرها..
وقد يبدأ المُغنّي بآية من القرآن، وقد يطلب من المشاركين (بالغناء) أن ينتبهوا إلي ما سيسرده على مسامعهم:

وقال زجّال فلسطينيَ، من لون (الشروقيّ):
فلسطين لا تحزني يا زهرة البلدان
إن كان بلفور يجهل قيمة الأوطانْ
عندك رجالْ يعدّو بالملايينا
نحنا بأرواحنا نفدي فلسطينا

(4)
الدّحية

هي أحد النشاطات الشعبية الفلسطينية التي تُمارس في زمن الأفراح والأعراس، وتَحتاج إلى مكان فسيح حتّى يتمكَّن (البدّيعة: القوّالون) ومَن يشاركهم، من الحركة بحُريّة تامّة، حيث يصطفّ الرجال: إمّا في صف واحد أو في صفَّين مُتقابلين من دون تحديد العدد، وتَقف أحياناً بين الصفَّين (بالحاشية) مُلوّحة بعصاً أو بمنديل، وغالباً ما يستحوذ على الموقف اثنان من (البدّيعة) حيث يتبارزان في القول، ويتردّد المُشارِكون بعد (البدّيع) بمثل هذه الديباجة الافتتاحيّة الترحيبيّة:

(رايحين نقول اللي نريده) أو يقول: (حيُّوه، حيُّوه: حيّوه دحو حيُّوه دحو) أي: حيّي القادمين أو العريس أو المفرح.. وبهذا يكون معنى (الدحِّيّة) هو التحيّة.. وقد يبدأ (البدّيع) بالقول:

بسم الله الرحمن الرحيم
إعطوني الخمسة من إيديكم
إعطوني الخمسة من إيديكم
إعطوني الخمسة من إيديكم

دستور يا ملايكة الأرضيّة
واعطوها للقلايل حنّيّة
يا أخواني لا تبخلو عليّة
والمفلـــح يذكـــــر بنيّــــــــــة

وقد يردّ آخر فيقول:
أريـد وصف حاشينـا إعطوني
راســـــه يـــــــا راس الحمامــة
الشعـــــر يــــــــا حبــال الشعـر
الحاجــب يــــا خـطّ القلم
الخشـــم يـــا حــــدّ السيف يا ربعي اسمحوا لِيَّة
تقولـــــه أسغـــــــر شويَّـــــــة
وعنـــد الشاعـــــر مطويّة
بالخلـــــقـــــــة الرحمانــــيّــــة
مــن القيهــاوي السنيَّـــــة

الله يكرمك الأخت أم بدر

قبسات من التراث الفلسطيني.. M4cm3

مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى

اللـهم آميـن