اسرائيل تقاطع اليونيسكو مرة اخرى احتجاجا على اعتراف المنظمة بمسجد رباح بن بلال وتزعم ان اجندة المنظمة معادية للدولة العبرية

الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس:
بعد مرور اسبوع على قرار الحكومة الاسرائيلية مقاطعة اليونيسكو احتجاجا على رفض المنظمة ضم قبر راحيل في بيت لحم والمسجد الابراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة الى قائمة التراث اليهودي، كشف المحامي قيس يوسف ناصر، الاربعاء، في بيان حصلت 'القدس العربي' على نسخة منه عن رسالة بعث بها مئير جباي عضو ادارة بلدية الاحتلال في القدس الى رئيس اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية يوم الاحد من هذا الاسبوع طالب فيها طالب فيها ان توقف اللجنة اللوائية تعاونها مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، والا ترى به جسما يجب التشاور معه، والا تعلمه بالمخططات المرتقبة في البلدة القديمة بالذات، وفي القدس بشكل عام.
كما اتهم جباي، والذي يعمل ايضا عضوا في اللجنة اللوائية، اليونيسكو بانه جسم سياسي له اجندة مضادة لاسرائيل ولليهود. ويوضح المحامي ناصر ان هذه الرسالة تأتي في اعقاب قرارات اليونيسكو بتاريخ 21/11/2010 بخصوص الضفة الغربية، بما فيه القدس المحتلة، والتي طالب فيها اليونيسكو حكومة اسرائيل بالتراجع عن قرارها شمل الموقع الذي يسميه اليهود (قبر راحيل) قرب بيت لحم في قائمة المواقع الاثرية اليهودية التي نشرتها حكومة اسرائيل في شهر شباط (فبراير) من هذا العام لان هذا الموقع هو مسجد بلال بن رباح وليس قبر راحيل.
كما قضى اليونيسكو في نفس التقرير ان الحفريات التي تنفذها اسرائيل في منطقة الاقصى تناقض قرارات اليونيسكو والقانون الدولي. وقد فسّر المحامي قيس ناصر المحاضر لقانون التنظيم والبناء هذا التوجه الاسرائيلي بالقول ان الرسالة الاخيرة هي جزء من الحملة الاسرائيلية الاخيرة لمقاطعة اليونيسكو. لان موقف اليونيسكو المهني في قضية باب المغاربة وفي قضايا اخرى لم يتلاءم مع المطامع الاسرائيلية في البلدة القديمة والقدس الشرقية، ولهذا فان اسرائيل كانت قد بدأت منذ مدة بتجاهل اليونيسكو بشكل تام، ولم تتشاور معه في مخططات مختلفة في القدس الشرقية، وبالذات بخصوص المخططات الهيكلية في منطقة الاقصى.
واضاف ان مقاطعة اليونيسكو هي امر غير قانوني على الاطلاق لان اسرائيل ملزمة باشراك اليونيسكو حسب مواثيق دولية مختلفة، وفي كل حال فان تجاهل اليونسكو سيكون حجة قانونية جيدة للمطالبة بابطال المخططات الاسرائيلية في البلدة القديمة.
جدير بالذكر انّ الحكومة الاسرائيلية كانت قد قررت في الرابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تجميد تعاونها مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، احتجاجا على رفض المنظمة ضم قبر راحيل في بيت لحم والمسجد الابراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة الى قائمة التراث اليهودي. وكانت اللجنة التنفيذية لليونيسكو اعتبرت، في قرار صوّتت عليه غالبية كبيرة وعارضته الولايات المتحدة، ان الحرم الابراهيمي في الخليل مسجد اسلامي، وكذلك حال مسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) في بيت لحم.
واثار هذا القرار غضب اسرائيل التي اعتبرته تزويرا للواقع، بحسب المصادر السياسية التي وصفت بالرفيعة في تل ابيب. علاوة على ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انّ الدولة العبرية جمدت تعاونها مع اليونيسكو الى حين الغاء قراره واصفة اياه بانه محاولة جديدة لنزع الشرعية عن اسرائيل تقف وراءها السلطة الفلسطينية.
واضافت انّ قرارات مثل هذا تجعل عملية السلام بعيدة اكثر وتسيء الى سمعة اليونيسكو، على حد تعبيرها. وكانت اسرائيل طالبت بالاعتراف بهذين الموقعين على انهما مواقع تراث يهودي، بدعوى ان في الحرم الابراهيمي (مغارة الماكفيلا) التي تحوي قبري ابراهيم الخليل وزوجته سارة، وان مسجد بلال ليس الا قبر راحيل.