إسرائيل تطرح على مصر صفقة تطلق بموجبها سراح أسرى مصريين مقابل الإفراج عن الجاسوس ترابين

غزة ـ 'القدس العربي' من أشرف الهور:كشف في إسرائيل أن مسؤولاً كبيراً عرض على دبلوماسي مصري إطلاق السلطات الأمنية في القاهرة سراح أحد الجواسيس مقابل إفراج تل أبيب عن معتقلين مصريين.
ووفق ما ذكر فإن نائب وزير تطوير النقب والجليل أيوب قرا بحث هذه المسألة مع القنصل المصري في مدينة إيلات وليد الشريف، خلال بحثهم مسألة إقامة العائق البري المقرر إنشاؤه على جول الحدود المصرية الإسرائيلية ،حيث طرح النائب قرا على القنصل المصري فكرة الإفراج عن عدد من المواطنين المصريين المعتقلين في إسرائيل مقابل إفراج مصر عن عودة ترابين.
وترابين جاسوس إسرائيل ألقت عليه السلطات المصرية القبض قبل أحد عشر عاماً خلال دخوله أرضي شمال سيناء بطريقة غير شرعية.
ووفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية فإن القنصل الشريف وعد بإحالة هذا الطرح إلى المسؤولين في القاهرة .
يشار إلى أن إسرائيل طالبت مصر أكثر من مرة بإطلاق سراح ترابين، وكشفت مؤخراً تقارير إسرائيلية أن السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، يتسحاق ليفانون، زار الجاسوس ترابين في سجنه وأطلعه على الجهود المبذولة من جانب الحكومة الإسرائيلية للإفراج عنه.
وكانت محكمة مصرية حكمت على عودة ترابين بالسجن بالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً بعد إدانته بتهم نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل، ومحاولة تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية.
وينتمي ترابين لإحدى القبائل البدوية التي لها امتداد في سيناء المصرية وصحراء النقب بإسرائيل، وتمكن الجيش الإسرائيلي من تجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفي يناير1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل وحصلوا على الجنسية. واعاد عودة ترابين نجله إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأخواته البنات المتزوجات في مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة، واعتقلته السلطات الأمنية بعد ذلك خلال دخوله إلى سيناء متسللاً بطريقة غير شرعية وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم في العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية في سيناء.
وبخصوص مباحثات قرا مع القنصل المصري حول المشروع الإسرائيلي القاضي بإقامة موانع على أجزاء من الحدود الفاصلة إسرائيل عن مصر لمكافحة تسلل المهاجرين غير الشرعيين، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن القنصل أعرب عن دعمه للمشروع المزمع إطلاقه قريباً، مشيراً إلى أن عمليات التسلل المذكورة تضر بالسياحة الوافدة إلى سيناء أيضاً.
وجرت في السابق عمليات تبادل لمعتقلين بين مصر وإسرائيل، حيت أفرجت مصر في العام 2004 عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي كان يقضي محكوميه قدرها 15 عاماً بعد سبع سنوات من الاعتقال بتهمة التجسس، مقابل إفراج تل أبيب عن ستة طلبة مصريين اتهمتم بالتخفي لاختطاف جنود إسرائيليين.