- أحمد العطفيعضو نشيظ
- الجنس :
عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 25/09/2021
الموقع : https://www.youtube.com/c/AhmedElatfi
قصة النبي عيسي عليه السلام
الجمعة 11 مارس 2022 - 17:22
قصة مولد عيسى
لم يكن قدوم عيسى -عليه السلام- قدوماً طبيعياً البته، بل تم بشكلٍ لم تعهده البشريَّة قط، وظلَّ أمراً فريداً، ولم ينل ذلك الشَّرف إنسان قبله ولا بعده، وفيما يأتي بيان لهذه القصة العظيمة:
قصة حمل مريم بعيسى
عليه السلام كانت مريم الصِّديقة تقييم في محرابها للتعبد داخل مسجد، وكانت إذا حاضت ذهبت إلى بيت خالتها حتى تطهر ثمّ تعود إلى المسجد لتتمّ عبادتها، إلا أنها ذات مرة ذهبت لمكانٍ بعيدٍ باتجاه شرق الدار للاغتسال فوضعت ساتراً واغتسلت، وما أن إنتهت وارتدت ملابسها حتى أتى جبريل -عليه السلام- إليها على هيئة رجلٍ سويِّ الخَلق لكي لا تفزع منه وتستطيع مخاطبته.
وقد جاء ذلك في قوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا* فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا)، وعندما رأته فزعت وأخذت تذكر له الله -تعالى- وأن يتَّقيه لتردَّ شرَّه عنها، فهدَّأَ من روعها وأخبرها أنَّه مَلَكٌ من عند الله، وبشرها بغلامٍ، وأنَّ هذا أمرُ الله وقد قُضِي.
قال -تعالى-: (قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)، وها هي التَّقيَّة الورعة التي حفظت فرجها من الحرام، أرسل الله -تعالى- لها جبريل لينفخ في جيب قميصها ليصل رحمها وتحمِلُ به بإذن ربِّها ويكونا آيةً خالدةً للعالمين، قال- تبارك وتعالى-وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).
أمَّا عن كيفيَّة الحمل؛ فهذا أمرٌ من الغيبيات التي لم يذكرها الوحي، وحتى السَّلَف الصَالح توقَّف عندها، وآمن بها المسلمون دون البحث بالتَّفصيل باعتباره أمراً غيبيَّاً، قال-عز وجل-قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).
كانت مريم العابدة الناسكة مثالاً على الطهارة والعفَّة، وشاء الله -تعالى- أن تنال أجر الدنيا والآخرة، ورفع الله -تبارك وتعالى- من قدرها بتأييدها بمعجزةٍ فريدةٍ لم تحدث قبلها ولا بعدها، وفي ذلك أيضاً دلالةً جليَّةً على قدرة الخالق في كلِّ ما هو خارقٌ للعادة، وقد كان في ذلك آيةً لقومٍ ضلوا عن السبيل.
قصة ولادة عيسى عليه السلام
عندما بدأت تشعر السيدة مريم بآلام المخاض استندت إلى نخلةٍ، وفي الحال لمع في ذهنها لوم النَّاس لها واتِّهامها في عفَّتها ودينها، فقالت: يا ليتني متُّ قبل هذا الحال،[٩] قال -تعالى-فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا* فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا). ومن ثمَّّ ولدت عيسى-عليه السلام- فأتاها صوتٌ من تحتها -صوت عيسى عليه السلام بحسب قول ابن كثير وغيره- لاتحزني وكلي من الرُّطب واشربي من النَّهر لتقرَّ عينكِ، كما أُمِرت بالامتناع عن الكلام مع النَّاس لكي يُترك الأمرلابنها بالرَّد عليهم، كي يمنع الحرج عن أمِّه وتتحقَّق المعجزة.
وكان عليها أن تقول لكل من تلاقيه إني نذرت للرَّحمن صوماً عن الكلام، وكان هذا الصِّيام مشروعاً لديهم ونسخ في شرعنا، قال-عزَّ وجل-: (فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا). لم يكن من السهل تخيل الصراع النفسي المرافق لآلآم المخاض الذي كان يدور في نفس السيدة مريم، خاصة عند تخيل لوم قومها لها والتشكيك في دينها وخلقها، لاسيما أنَّها من بيتٍ طاهرٍ نقيٍ ورع.
قصة نبوة عيسى عليه السلام
ودعوته كانت رسالة عيسى-عليه السلام- امتداداً لرسالة موسى-عليه السلام- موجهة إلى بني إسرائيل خاصة، ولم تتحوَّل للعالميَّة إلَّا في وقتٍ متأخِّر على يد الإمبرطور قسطنطين وبولس، وجاءت رسالته تحمل مبادئ التوحيد ورفض الشرك، قال -تعالى-وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)، إذن كان عيسى موحِّداً على دين الإسلام وعلى ملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً، لم يدَّعِ اللأُوهيَّة قط، وما كان إلَّا كباقي الرُّسل صاحب رسالةٍ وعليه إبلاغها شأنه شأن الرُّسل.
وقد بيَّن الله-عزَّ وجل- أنَّ عيسى-عليه السلام- من أولي العزم في القرآن الكريم، وهو نبيٌّ ورسولٌ كريم، فهو كأيِّ رسولٍ لديه مهمَّة البلاغ والدَّعوة لعبادة الله وتوحيده، قال -تعالى-: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا)، وكان متوجهاً لقومه بني اسرائيل الذي طغوا وابتعدوا عن شريعة موسى-عليه السلام- أمَّا دلالة نبوَّته من الإنجيل نفسه فهي: "ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا فقالت: الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل"، وأيضاً: "ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم،
لم يكن قدوم عيسى -عليه السلام- قدوماً طبيعياً البته، بل تم بشكلٍ لم تعهده البشريَّة قط، وظلَّ أمراً فريداً، ولم ينل ذلك الشَّرف إنسان قبله ولا بعده، وفيما يأتي بيان لهذه القصة العظيمة:
قصة حمل مريم بعيسى
عليه السلام كانت مريم الصِّديقة تقييم في محرابها للتعبد داخل مسجد، وكانت إذا حاضت ذهبت إلى بيت خالتها حتى تطهر ثمّ تعود إلى المسجد لتتمّ عبادتها، إلا أنها ذات مرة ذهبت لمكانٍ بعيدٍ باتجاه شرق الدار للاغتسال فوضعت ساتراً واغتسلت، وما أن إنتهت وارتدت ملابسها حتى أتى جبريل -عليه السلام- إليها على هيئة رجلٍ سويِّ الخَلق لكي لا تفزع منه وتستطيع مخاطبته.
وقد جاء ذلك في قوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا* فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا)، وعندما رأته فزعت وأخذت تذكر له الله -تعالى- وأن يتَّقيه لتردَّ شرَّه عنها، فهدَّأَ من روعها وأخبرها أنَّه مَلَكٌ من عند الله، وبشرها بغلامٍ، وأنَّ هذا أمرُ الله وقد قُضِي.
قال -تعالى-: (قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)، وها هي التَّقيَّة الورعة التي حفظت فرجها من الحرام، أرسل الله -تعالى- لها جبريل لينفخ في جيب قميصها ليصل رحمها وتحمِلُ به بإذن ربِّها ويكونا آيةً خالدةً للعالمين، قال- تبارك وتعالى-وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).
أمَّا عن كيفيَّة الحمل؛ فهذا أمرٌ من الغيبيات التي لم يذكرها الوحي، وحتى السَّلَف الصَالح توقَّف عندها، وآمن بها المسلمون دون البحث بالتَّفصيل باعتباره أمراً غيبيَّاً، قال-عز وجل-قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).
كانت مريم العابدة الناسكة مثالاً على الطهارة والعفَّة، وشاء الله -تعالى- أن تنال أجر الدنيا والآخرة، ورفع الله -تبارك وتعالى- من قدرها بتأييدها بمعجزةٍ فريدةٍ لم تحدث قبلها ولا بعدها، وفي ذلك أيضاً دلالةً جليَّةً على قدرة الخالق في كلِّ ما هو خارقٌ للعادة، وقد كان في ذلك آيةً لقومٍ ضلوا عن السبيل.
قصة ولادة عيسى عليه السلام
عندما بدأت تشعر السيدة مريم بآلام المخاض استندت إلى نخلةٍ، وفي الحال لمع في ذهنها لوم النَّاس لها واتِّهامها في عفَّتها ودينها، فقالت: يا ليتني متُّ قبل هذا الحال،[٩] قال -تعالى-فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا* فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا). ومن ثمَّّ ولدت عيسى-عليه السلام- فأتاها صوتٌ من تحتها -صوت عيسى عليه السلام بحسب قول ابن كثير وغيره- لاتحزني وكلي من الرُّطب واشربي من النَّهر لتقرَّ عينكِ، كما أُمِرت بالامتناع عن الكلام مع النَّاس لكي يُترك الأمرلابنها بالرَّد عليهم، كي يمنع الحرج عن أمِّه وتتحقَّق المعجزة.
وكان عليها أن تقول لكل من تلاقيه إني نذرت للرَّحمن صوماً عن الكلام، وكان هذا الصِّيام مشروعاً لديهم ونسخ في شرعنا، قال-عزَّ وجل-: (فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا). لم يكن من السهل تخيل الصراع النفسي المرافق لآلآم المخاض الذي كان يدور في نفس السيدة مريم، خاصة عند تخيل لوم قومها لها والتشكيك في دينها وخلقها، لاسيما أنَّها من بيتٍ طاهرٍ نقيٍ ورع.
قصة نبوة عيسى عليه السلام
ودعوته كانت رسالة عيسى-عليه السلام- امتداداً لرسالة موسى-عليه السلام- موجهة إلى بني إسرائيل خاصة، ولم تتحوَّل للعالميَّة إلَّا في وقتٍ متأخِّر على يد الإمبرطور قسطنطين وبولس، وجاءت رسالته تحمل مبادئ التوحيد ورفض الشرك، قال -تعالى-وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)، إذن كان عيسى موحِّداً على دين الإسلام وعلى ملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً، لم يدَّعِ اللأُوهيَّة قط، وما كان إلَّا كباقي الرُّسل صاحب رسالةٍ وعليه إبلاغها شأنه شأن الرُّسل.
وقد بيَّن الله-عزَّ وجل- أنَّ عيسى-عليه السلام- من أولي العزم في القرآن الكريم، وهو نبيٌّ ورسولٌ كريم، فهو كأيِّ رسولٍ لديه مهمَّة البلاغ والدَّعوة لعبادة الله وتوحيده، قال -تعالى-: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا)، وكان متوجهاً لقومه بني اسرائيل الذي طغوا وابتعدوا عن شريعة موسى-عليه السلام- أمَّا دلالة نبوَّته من الإنجيل نفسه فهي: "ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا فقالت: الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل"، وأيضاً: "ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم،
PRINCESSA, FOR4ever, Bastos, ABBASSE, سراج_الدين و سليمان داوود يعجبهم هذا الموضوع
- HAKIM SAIDAمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 2816
تاريخ التسجيل : 25/09/2021
الموقع : المعمورة - سعيدة - الجزائر
رد: قصة النبي عيسي عليه السلام
الخميس 17 مارس 2022 - 19:53
بارك الله فيك وجزاك أحسن الجزاء على المواضيع القيمة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى