- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
يوسف السباعي فارس الرومنسية
السبت 18 سبتمبر 2010 - 19:03
أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية تألق إنتاجه الأدبي في العديد من الدول، عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فكان على حق رجلاً نادراً فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري، إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية، والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً.
لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي وشارك في تمثيلها وإخراجها العديد من النجوم المتميزين.
"ღ"الـــنـــشــــأة"ღ"
في حارة الروم بالدرب الأحمر ولد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، في 10 يونيو 1917، والده هو الأديب محمد السباعي الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر، بدأ بالقراءة في سن صغيرة تشبها بوالده الذي كان تواقاً للقراءة والكتابة، فظهرت موهبته الأدبية في مرحلة مبكرة من حياته، كان يقول :
"لا تضق هما بأمس وغد .. أمس ولى , وغد : لم يولد ... ويلتا إن ضاع يومي من يدي"
وقد تأثر في بداية حياته بالبيئة التي نشأ فيها بجانب مواهبه الطبيعية ، بدأ بعد ذلك في محاولة الكتابة فكانت على شكل مقتطـفات شعـرية وزجلية وقصصية إلى أن نشرت أول قصة له في مجلة " المجلة " و " المجلة الجديدة " وهو طالب في المدرسة الثانوية عام 1933 واستمر في مواصلة حياته الدراسية فكان له نشاط رياضي حيث رأس فريق الهوكي بمدرسته .
بعد أن أجتاز السباعي المرحلة الثانوية وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه أختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937م ضابطا بسلاح الفرسان، وعاد للكلية الحربية عام 1942 مدرسا لمادة التاريخ العسكري تولي العديد من المناصب منها تعيينه في عام 1952 مديرا للمتحف الحربي.
"ღ"المناصب التي تولاها"ღ"
حصل على دبلوم معهد الصحافة من جامعة القاهرة ، وبعد وصوله لرتبة عميد وتقاعده عن الخدمة العسكرية، شغل عدة مناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب:
عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها:
سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
تولي منصب رئيس تحرير مجلة أخر ساعة، ورئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971م ، كان وراء انشأ المجلس الأعلى للفنون والأدب "المجلس الأعلى للثقافة حالياً" ، انتخب رئيسا فخريا لجمعية كتاب ونقاد السينما منذ بدء إنشائها، عينه الرئيس أنور السادات في مارس 1973م وزيرا للثقافة، ثم اصبح عضوا في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976، بينما تم انتخابه نقيب الصحفيين المصريين في عام 1977م .
"ღ"دوره كأديب متميز"ღ"
صدر تحت إشراف السباعي العديد من المجلات مثل الأدباء العرب، الرسالة الجديدة، القصة، ولم يقتصر إبداع يوسف السباعي على مجال معين بل تنوعت كتاباته ما بين الأعمال الرومانسية، الواقعية، الكوميديا، والفانتازيا
ونظراً للقيمة الأدبية التي كان يمثلها السباعي فقد تم تناول سيرته الذاتية في العديد من الكتب والأعمال وقد تم تقديم قصة حياته في مسلسل تلفزيوني تم تقديمه بعنوان "فارس الرومانسية" هذا المسلسل الذي شارك فيه العديد من النجوم وكان من تأليف الدكتورة أميرة أبو الفتوح
"ღ"الـــتـــكــريـــم"ღ"
حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها :
فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب ورفض استلام الجائزة لأنه كان وزيرا للثقافة في ذلك الحين ، ومنح وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، كما حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، 1976، فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي ( رد قلبي ) و( جميلة الجزائرية ) وأحسن حوار لفيلم ( رد قلبي ) وأحسن سيناريو لفيلم ( الليلة الأخيرة ). عرضت له السينما المصرية أكثر من قصة أشهرها فيلم " رد قلبي " و " الليلة الأخيرة " و " أرض النفاق " و " بين الأطلال " و " إني راحلة " ، وله مسرحية نشرت باسم " أم رتيبة "
"ღ"القيمة الأدبية والنقدية لأعمال الــســبـاعــي "ღ"
رتبط دوره بفترة النهضة الثقافية في مصر في الستينات من القرن العشرين، وكانت أعماله الأعلى توزيعا فضلا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها. وبعد أن فرضت أعمال نجيب محفوظ نفسها على النقاد بعد صمت نقدي وإعلامي حتى منتصف الخمسينيات، تراجع الاهتمام بروايات السباعي الذي ظل في بؤرة الاهتمام الإعلامي والسينمائي وان أخذ كثير من النقاد تجنب الإشارة إلي أعماله باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الأدب وأنها تداعب احتياجات مرحلة عمريه لفئة من القراء صغار السن، علي الرغم من أن كاتبا مصريا وصف أعماله بأنها " واقعية ورمزية " .
ويعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض لأعماله فيما عدا مؤرخي الأدب، ويكاد ذكره الآن يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله، ويري الناقد أحمد صالح أن يوسف السباعي ربما يكون الكاتب الوحيد الذي استطاع أن يطرق كل الاتجاهات الأدبية بهذا القدر من الموهبة المتدفقة!، ويوضح أنه لم يحظ باهتمام نقاد الأدب في حياته بسبب سيطرة تيار اليسار علي مجالات الأدب والنقد في ذلك الوقت وهم الذين كانوا يعتبرونه يمينيا وكاتب حواديت!
وقد أطلق نجيب محفوظ على السباعى لقب "جبرتى العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: رد قلبى - جفت الدموع - ليل له آخر - أقوى من الزمن - العمر لحظة وفي كتاب صدر ببيروت بعنوان " الفكر والفن في أدب يوسف السباعي" وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين.
وقد أشرف الكاتب غالي شكري على تقديم هذا الكتاب وإعداده وأعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي.
أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله انه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين
"ღ"مخضوضة هانم !! "ღ"
هي دولت طه السباعي .. ابنة عم يوسف وزوجته.. أو هي عايدة في النصف الأول من رواية إني راحلة.. تزوجا بعد قصة حب طويلة بدأت منذ طفولتهم .. كان يطلق عليها يوسف " مخضوضة هانم" نظراً لخوفها الشديد عليه لدرجة أنها كانت تهرع إليه إذا وجدته واقفاً في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفاً من سقوطه!! شيء أخر سبباً لهذه التسمية هو أنها كانت ترفض تماماً سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر بدون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته فانفجرت بالبكاء متسائلة : ماذا لو سقطت الطائرة!.
في إهداء إليها بإحدى كتبه يقول لها السباعي : " إلي احب من أوفي وأوفي من أحب "
يروي نجيب محفوظ : "بعد أن انتهيت من كتابة "الثلاثية" ذهبت بها إلى سعيد السحار وكانت رواية واحدة عنوانها "بين القصرين" نظر إليها السحار وقال ما هذا؟ قلت: رواية جديدة، أمسك بالرواية وقلب صفحاتها وقال: إيه ده، دى ضخمة جداً كيف أطبعها، هذا مستحيل. وفى نادى القصة رويت ما حدث ليوسف السباعي، الذي طلب منى الرواية لقراءتها، وكانت نسخة وحيدة مخطوطة واتصل بي وقال: سنصدر مجلة أدبية جديدة، وبالفعل صدرت مجلة "الرسالة الجديدة" وترأس تحريرها السباعي، ونشرت في العدد الأول بتاريخ أول أبريل 1954 الحلقة الأولى من روايتى "بين القصرين" حتى العدد 25 الصادر بتاريخ أول أبريل 1956م.
أما سعد الدين وهبة الذي لم يكن يميل إلى كتابة المسرحية ذات الفصل الواحد، ولكنه لجأ إلى كتابتها عن طريق الصدفة وعن هذه الظروف يقول : " كنت مبعدا عن وظيفتي في وزارة الثقافة ، أقرأ كتب القانون ، وأتردد علي مكتب المحامي ، وأذهب إلى المحكمة ، وأعود إلى مكتب يوسف السباعي في جريدة الأهرام ، أحكي له ما وقع لي خلال اليوم .. قال لي مرة : لماذا لا تكتب ؟ ، ماذا أكتب ؟! وعاد يقول : ُأكتب مسرحا ، وابتسمت ، وفهم من ابتسامتي ما قصدته، فقال ردا علي ابتسامتي : اكتب مسرحيات من فصل واحد ، أنشرها لك في الأهرام ، وبدأت بمسرحية كان هو بطلها الحقيقي في الواقع باسم ( الوزير شال التلاجة ) وجلست أمامه أرقبه وهو يقرأها ، وكان يبتسم وعندما انتهي من القراءة ، أرسل يدعو أحد مساعديه في الجريدة ، ويدفع إليه المسرحية قائلا : سوف يسلمك مسرحية كل أسبوع ، واعتبرت كلامه دعوة وأمرا " ، ولذلك قام وهبة بإهداء الكتاب الذي ضم كل مسرحياته القصيرة والصادر في عام 1980 إلى ( يوسف السباعي ) .
"ღ"الاغــتـــيـــال "ღ"
في يوم الجمعة 18 فبراير من عام 1978، اغتيل يوسف السباعي على أيدي رجلين فلسطينيين في العاصمة القبرصية "نيقوسيا" عندما ذهب إلى هناك على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر منظمة التضامن الآفروآسيوي ، وكان اغتياله بسبب ما رآه القاتلان خيانة للقضية الفلسطينية بعد ذهاب السادات إلى القدس ، حيث أطلق عليه الإرهابيون الرصاص، الاولى في يده اليمنى التي كتب بها إبداعاته ، ورصاصتين في ظهره ورأسه.
بدأت محاكمة قاتلي السباعي، زيد حسين علي وسمير محمد خضير أمام المحكمة القبرصية، رأس الجلسة المدعي العام القبرصي، وحضرها فريق من المراقبين المصريين رأسه المدعي العام المصري عدلي حسين، وفي الرابع من أبريل عام ١٩٧٨ حكمت المحكمة علي الاثنين بعقوبة الإعدام وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي «سيبروس كابرينو» قراراً رئاسياً بتخفيف الحكم عليهما إلي السجن مدي الحياة وذلك لأسباب غير معروفة قيل إنها تتعلق بأمن قبرص لتسدل الستار علي قصة اغتيال مثيرة، سبق أن تنبأ بها السباعي نفسه، في السطور الآتية من رواية طائر بين المحيطين التي صدرت عام ١٩٧١:
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
السبت 18 سبتمبر 2010 - 20:30
بارك الله فيك على الموضوع
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
السبت 18 سبتمبر 2010 - 21:08
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
الإثنين 20 سبتمبر 2010 - 18:55
لا يوجد كلام لنصف به عاااشق الرومانسية لكن شكرا على طرح هذا الموضوع ورحمه الله عز وجل
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
الأربعاء 22 سبتمبر 2010 - 23:54
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 0:18
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: يوسف السباعي فارس الرومنسية
الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 23:53
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى