....ورحلت سفيرة الاناقة الكويتية

.. ورحلت سفيرة الأناقة الكويتية

....ورحلت سفيرة الاناقة الكويتية 7e80fee2-9c35-48b2-bcb9-8039e7abe699_maincategory

....ورحلت سفيرة الاناقة الكويتية D39a4d24-870e-4af4-b185-34baf8d46d28_maincategory

{جود}.. العطر الذي ابتكرته

برحيل مصممة الأزياء نجود بودي فقدت الكويت احدى شاباتها المميزات، اللواتي نقلن الوجه الحضاري للبلاد إلى الخارج، وأثبتن كفاءتهن في اقتحام أصعب المجالات. فالمصممة الراحلة لفتت أنظار كبار المصممين العالميين وأخذت مكانها بينهم بابتكاراتها المميزة ورؤيتها الفريدة.

غيب الموت منذ أيام مصممة الأزياء الكويتية نجود جاسم بودي التي تعتبر من المصممات الشابات الأُوَل في الكويت، حيث أوجدت شكلا جديدا لأزياء المرأة العصرية، وتميزت بأفكارها وتصاميمها حتى حققت شهرة عالمية.
تخرجت نجود في الجامعة الأميركية في لندن حيث حصلت على بكالوريوس في تصميم الأزياء، إلا أن موهبتها في هذا المجال بدأت منذ كانت في الخامسة من عمرها عندما فازت بالمركز الأول في جائزة أطفال العالم في بكين في مجال الرسم. ونمت موهبتها مع الأيام، وأصبحت تركز أكثر على رسم أزياء الرجال والنساء، إلى أن أصبحت رسوماتها في المرحلة الثانوية محددة بالأزياء.
بداية المشوار
بعد تخرجها في المدرسة وسفرها إلى بريطانيا للدراسة الجامعية، التي تخرجت فيها بامتياز مع مرتبة الشرف، حصلت نجود على جائزة الطالبة المميزة في تصميم الأزياء لعام 1994 ومثلت جامعتها وبريطانيا في المسابقة العالمية «اجيدو» في العام نفسه حيث فازت بجائزة أزياء المستقبل عن ملابس السهرة.
وعن اختيارها لبريطانيا كمنطلق لها في عالم الأزياء بدلا من باريس صرحت نجود في إحدى لقاءاتها الصحفية قائلة «في بداياتي للدراسة اتجهت الى باريس فلم يعجبني أسلوب دراسة التصميم فيها، فسافرت الى بريطانيا حيث يلقى الجيل الجديد من المصممين اهتماما كبيرا».
انطلاقة عالمية
بعدها توالت مشاركاتها في المعارض بمجموعات متنوعة من الأزياء والإكسسوارات، وكانت أولى انطلاقتها العالمية في عام 1993 في معرض لشركة «فايلين» حصلت فيه على الجائزة الثالثة. وفي عام 1995 أسست شركة نجود بودي للأزياء في لندن، وقدمت أول عرض تجاري لها في أغسطس من العام نفسه، تلاه عرض «وطني الكويت» في أكتوبر.
لم تتوقف بعدها إبداعات بودي حيث استمرت في تقديم آخر صيحات الموضة من تصميماتها التي حازت إعجاب الكثيرين، مستوحية بعضها من الهند والمغرب، ولفتت الانظار بخروجها عن المألوف، واستخدامها أنواعا متعددة من الأقمشة كالكتان الايرلندي والقطن والحرير الهندي. كما تميزت بتصاميمها الخاصة بالحقائب التي تتناسب ومجموعتها من الأزياء، لتكون بذلك عالما يفوح بالأحاسيس تترجمه من خلال ما تقدمه للمرأة والرجل من مجموعات في عالم الأزياء والإكسسوارات.
عباءة عصرية
وكان للعباءة وقفة في تصميماتها عندما قدمت مجموعتها الحريرية عام 2001 التي أطلقت عليها «طريق الحرير» حيث قدمت العباءة بشكل يجمع ما بين الحداثة والجاذبية، معتمدة على التطريز الذي أضاف إليها روحا وجمالا، إلى جانب تشكيلة من الإكسسوارات المتميزة في ألوانها وأشكالها مع الحفاظ على السمة المميزة للعباءة وهي الوقار.
عطر فريد
ولم تتوقف حدود الإبداع لدى بودي عند الأزياء والإكسسوارات، بل تعدت ذلك لتقدم مجموعة متميزة من الأزهار النادرة في متجرها، وتضم باقة جميلة من الورد الأسود واسمه «بلاك ماجيك»، وهذا الورد يكون أسود اللون وهو في مرحلة البرعم الصغير، لكنه عندما ينمو وتتفتح أوراقه يتحول لونها إلى الأحمر القرمزي. ولحبها للأزهار أطلقت نجود عطرها «جود» الذي استوحت مكوناته من الجوري والياسمين والمسك.
قدمت نجود بودي عروضها في العديد من بلدان العالم، وعرفت بانتمائها الى مدرسة المصمم «جورجيو أرماني» الذي تأثرت بخطوطه التي تجمع بين الاناقة والبساطة، وشاهد عروضها عدد من كبار المصممين في العالم، منهم باكو رابان. واستطاعت في السنوات الأخيرة أن تحلق عاليا في سماء الأزياء بإبداعاتها.
قالوا في وداعها
المصممة فاطمة اسماعيل عبرت عن بالغ حزنها لفقدان مصممة كويتية بهذا القدر من التميز قائلة:
- من المحزن جدا أن يفقد عالم الأزياء في الكويت مصممة على هذا القدر من التميز، استطاعت أن تصل بابداعاتها إلى العالمية، وان تبرهن بأن الفتاة الكويتية قادرة على اختراق المجالات الابداعية كافة. لكن لا راد لأمر الله وستبقى إبداعاتها موجودة لا يمكن أن تنسى.
من جانبها قالت المصممة أنسام الخلف:
- فقدنا إنسانة غالية ويحزننا رحيلها، خاصة أنها كانت رمزا للشابة الكويتية الطموحة التي خاضت تجربة تصميم الأزياء في وقت ندر فيه تقبل المجتمع لمصممة أزياء كويتية، ولا يسعنا إلا أن ندعو لها بالرحمة الواسعة.
أما المصمم سعد الدواس فقال:
- مهما حقق المصممون الكويتيون من مراتب ومراكز مهمة، يبقون مدينين للفقيدة نجود بودي التي كان لها الفضل بإبراز اسم الكويت عالميا في مجال تصميم الأزياء، واستطاعت أن تكون أول من شارك وسط كبار المصممين العالميين للأزياء في مختلف المعارض العالمية. وآمل أن يتكاتف المصممون في الكويت لعمل شيء يخلد اسمها الى الأبد