اسئناف المحادثات بعد افراج اسرائيل عن سجناء فلسطينيين

القدس ـ (رويترز) – يستأنف المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام التي تجرى بوساطة امريكية في القدس الاربعاء وسط توقعات متواضعة حيث تخيم عليها خطط اسرائيلية لبناء مزيد من المنازل للمستوطنين في الاراضي المحتلة.
ويأتي استئناف المفاوضات بعد جولة أولى عقدت في واشنطن الشهر الماضي بعد توقف استمر ثلاث سنوات بسبب البناء في المستوطنات اليهودية وأعقب احتفالات فلسطينية الليلة الماضية بعدما أفرجت اسرائيل عن 26 سجينا فلسطينيا.
والتفاؤل محدود قبل اول اجتماع رسمي بين الجانبين في القدس خلال نحو خمس سنوات ويتوقع ان تركز الجلسة على وضع جدول أعمال للمحادثات.
وقال ياسر عبد ربه المسؤول الفلسطيني البارز الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتعليق على المحادثات “إسرائيل سوف تلجأ الى المرواغة والتهرب وطرح مطالب تعجيزية من اجل ان يقال ان هذه المفاوضات بدون فائدة وان تواصل اسرائيل سياسة نهب الارض كما يحدث حتى هذه اللحظة.”
وقال ياكوف بيري الوزير بالحكومة الاسرائيلية ان التوصل إلى اتفاق سلام أمامه “رحلة طويلة ومرهقة”. ووضع وزير الخارجية الامريكي جون كيري هدفا للتوصل الى اتفاق في غضون تسعة اشهر.
وقال بيري لراديو الجيش الاسرائيلي “بالنسبة للفلسطينيين ولنا فان الساعة الرملية تمضي. لن تتوفر لنا الكثير من الفرص الاخرى لحل هذا النزاع.”
وعلى أمل تجنب أي مشاحنات علنية في المحادثات قال مسؤولون انه لن يتم الاعلان عن تفاصيل كثيرة. ولم ترد أنباء رسمية بشأن مكان أو موعد عقد المحادثات في القدس.
وفي الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء أفرجت اسرائيل عن 26 فلسطينيا سجنوا منذ الفترة بين 1985 و2001 وكثيرون منهم حكم عليهم بفترات سجن طويلة لاشتراكهم في هجمات قاتلة على اسرائيليين. وساعد اطلاق سراحهم على تمهيد الطريق للمحادثات لكنه أثار غضب كثير من الاسرائيليين.
وكانت الحشود المبتهجة والالعاب النارية وعلامات النصر في استقبال السجناء المفرج عنهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم تفعل هذه المشاهد شيئا يذكر لزيادة التفاؤل في اسرائيل بشأن احتمالات السلام.
وقال اريز جولدمان وهو ساكن اسرائيلي في القدس “أعتقد ان اليوم هو يوم حزين لبدء التفاوض بشأن السلام مع اشخاص استقبلوا القتلة كأبطال”.
وأضاف “لا يمكنني ان أتوقع ان تتمخض هذه المفاوضات عن شيء.”
ولا يتوقع أحد من الجانبين حلا سريعا للمشاكل القائمة منذ فترة طويلة مثل الحدود والمستوطنات ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين.
لكن لا يريد كل من عباس أو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يلقى عليه باللوم في تعطيل الجهود الامريكية التي ترمي الى التوصل الى اتفاق سلام.
وتقول اسرائيل انها تؤيد الاطار الزمني البالغ تسعة اشهر والذي حدده كيري لكنها في الايام القليلة الماضية أغضبت القوى العالمية باعلانها خطط التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين استولت عليهما في حرب عام 1967 .
وانسحبت اسرائيل من غزة في عام 2005 لكنها تريد الاحتفاظ بالقدس الشرقية ومستوطنات في الضفة الغربية ترى انها ضرورية لامنها. وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات غير قانونية.
ويعيش نحو 600 الف اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية بين 2.5 مليون فلسطيني. ونشرت اسرائيل خططا لبناء 3100 منزل جديد للمستوطنين في الايام الماضية.
وقال كيري متحدثا للصحفيين في البرازيل امس الثلاثاء انه أجرى “مناقشات مباشرة وصريحة للغاية” في مكالمة هاتفية مع نتنياهو.
وبدا ان كيري يربط الاعلان عن بناء منازل جديدة في المستوطنات اليهودية بالسياسة الداخلية الاسرائيلية حين قال ” هناك واقع للحياة في إسرائيل يجب وضعه في الاعتبار هنا.”
ومثل هذا البناء يساعد في استرضاء الفصائل المؤيدة للاستيطان في الحكومة الائتلافية اليمينية التي يقودها نتنياهو ومن بينها حزب البيت اليهودي الذي يعارض قيام دولة فلسطينية وحاول منع الافراج عن سجناء فلسطينيين.
وقال عادل مصلح الذي سجن شقيقه سلامة مصلح عام 1993 لقتله اسرائيليا “لم أتوقع على الاطلاق ان أراه مرة اخرى.. احساسي لا يمكن ان تصفه الكلمات.”
وأضاف “أنا سعيد لانه افرج عنه نتيجة للمفاوضات. المفاوضات شيء جيد. “
واشتدت أعمال العنف الليلة الماضية حيث قصف الجيش الاسرائيلي ما وصفها بصوامع صواريخ في غزة ردا على إطلاق صاروخ على اسرائيل. ولم تقع اصابات.