لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
+7
ABBASSE
FLAT
مصطفى
PRINCESSA
Admin
ZIDANE
ام بدر
11 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الخميس 9 مايو 2013 - 0:27
القرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية ()
ذكَر كتاب الله غزوة أُحدٍ في سورة آل عمران مُفصَّلة ممزوجة بتعليقات وتوجيهات[1]،
وقد خصَّها الكاتب الإسلامي سيد قطب في كتابه "الظلال" بحديثٍ رائع يدلُّ
على تذوُّقٍ لحديث القرآن عنها، وقد استَغرَق حديثُه عنها ثمانين صفحة من
طبعة دار الشروق من ص454 إلى صفحة 534 من القطع الكبير.
ذكَرت السورة كيف كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبوِّئ المؤمنين مقاعدَ للقتال: ﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 121].
وذكرتْ كيف همَّتْ طائفتان من المسلمين
أنْ تجبُنا عن القتال، وتتَّبعَا عبدالله بن أُبَي بالرجوع عندما رجَع
بثُلُث الجيش، وهما: بنو سلمة من الخزرج، وبنو حارثة من الأوس، ولكنَّ الله
- تبارك وتعالى - ثبَّتهما وبَقِيَتا مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 122].
وقد ذكَّر الله المسلمين بنصره إيَّاهم يومَ بدر، فقال: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123].
وذكَّر رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله للمسلمين في يوم بدر: ﴿ إِذْ
تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ
بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ
رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا
جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 124 - 126].
وبيَّن - تبارَك وتعالى - أنَّ المؤمنين
هم الأعلون؛ سواء انتصروا أو هُزِموا، فأنزَل بمناسبة هزيمة المسلمين في
أُحدٍ قولَه - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَهِنُوا
وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *
إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ
الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 139، 140].
وبيَّن - جلَّ جلاله - أن الهزيمة كانتْ بسببٍ من عندهم؛ قال - تعالى -: ﴿ أَوَلَمَّا
أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى
هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].
كانت بسبب مخالفة فريق من الرُّماة وصيَّة
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ألاَّ يَبْرحوا مكانهم، ولكنَّهم
لَمَّا رأوا انتصار المسلمين واندحار المشركين، ذهبوا لجمْع الغنائم،
فنَهاهم أميرُهم، وذكَّرهم بوصية رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم
يرجِعوا؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ
صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا
فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا
أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ
وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152].
أقول: إنَّ هذه المعصية التي قامَ بها
فريقٌ من الصحابة مُتأوِّلين، وكانتْ عن اجتهاد؛ إذ رأوا النَّصر بأعينهم،
فغادَرُوا المكان، ولَم تكنْ عن تعمُّدٍ للمعصية، ومع ذلك فقد كانت
العقوبةُ، وعمَّ أثرُها جميع المسلمين، فماذا نقول عن العُصاة الآن الذين
يعصون مُجاهرين متعمِّدين؟
وذكَر كتاب الله مقولةَ المنافقين
المنسحِبين من المعركة، الذين قال لهم المؤمنون: تعالَوا قاتِلوا في سبيل
الله، فقالوا: لو نعلم قتالاً لأتيناكم:
﴿ وَمَا
أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ
الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ
نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ
مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي
قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ [آل عمران: 166، 167].
وأشارتْ آية في سورة آل عمران إلى أنَّ
أجْر الذين استجابوا لدعوة الرسول عظيمٌ، وذلك عندما دعا إلى ملاحقة
المشركين بعد انتهاء المعركة، والآية هي كما جاء في صحيح البخاري 4077 عن
عائشة - رضي الله عنها -: ﴿ الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 172].
قالت لعُروة: يابن أختي، كان أبَوَاك منهم
- الزبير وأبو بكر - لَمَّا أصابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ما أصاب يومَ أُحد، وانصرَف عنه المشركون، خافَ أنْ يرجعوا، فقال: ((مَن
يذهب في إثرهم))، فانتدبَ منهم سبعون رجلاً، قالت: كان فيهم أبو بكر
والزبير.
وذكر أصحاب السِّيَر في تفصيل هذا الحديث
أنَّ أبا سُفيان ومن معه أجمعوا الرَّجعة إلى المدينة، فلمَّا عَلِم بذلك
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لمعبد الخزاعي الذي أسْلمَ
حديثًا: ((الْحَقْ أبا سفيان وخَذِّله عنَّا))، فلَحِق به بالرَّوْحاء،
ولَم يعلمْ بإسلامه، فقال أبو سفيان: ما وَراءك يا معبد؟ فقال: محمد
وأصحابه، قد خرجوا في جمعٍ لَم يخرجوا في مثله، وقد نَدِم مَن كان تخلَّف
عنهم من أصحابهم، فقال أبو سفيان: والله لقد أجْمعنا الكرَّة عليهم؛
لنستأصلَهم، فقال معبد: فلا تفعلْ؛ فإنِّي لك ناصح، فرَجعوا على أعقابهم
إلى مكة.
وذكَر كتاب الله كيف فرَّ عددٌ من المسلمين والرسولُ يدْعوهم، وهم ماضون في الفرار؛ قال - تعالى -: ﴿ إِذْ
تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي
أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ﴾ [آل عمران: 153].
ولَمَّا أشاعَ الكفار أنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد قُتِل وفَزِع المسلمون وتفرَّقوا، نزَل قوله - تعالى -: ﴿
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي
اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].
وأودُّ أنْ نمرَّ مرورًا سريعًا على بعض ما جاء في كتاب الله من الحديث عن بعض الغزوات الأخرى:
غزوة بني النضير: كانتْ
في السنة الرابعة للهجرة، فقد كان بين المسلمين وبين يهود بني النضير
معاهدة يأمَن بها كلٌّ منهم الآخَر، ولكنَّ بني النضير غدروا وحاوَلوا
قتْلَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما جاء إليهم، فلمَّا اطَّلَع -
صلَّى الله عليه وسلَّم - على قصْدهم، رجَع وتَبِعه أصحابه، وأمرَ اليهود
بالخروج من هذا البلد؛ بسبب الغَدْر الذي ظهر منهم، فلمَّا تهيَّؤوا
للخروج، قال لهم المنافقون: لا تخرجوا من دياركم ونحن معكم؛ قال - تعالى -:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا
يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا
أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ
وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ
الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [الحشر: 11 - 12].
فجلسوا في بيوتهم، وتحصَّنوا في حصونهم،
وظنُّوا أنها مانِعَتهم من الله، فحاصَرهُم - صلَّى الله عليه وسلَّم -
فسألوه أنْ يُجليهم ويكفَّ عن دمائهم، وأنَّ لهم ما حملتِ الإبل إلاَّ آلة
الحرب، فوافَق - صلَّى الله عليه وسلَّم - على طلبهم، ثم نزَل في هذه
الغزوة حُكم الفيء: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ... ﴾ [الحشر: 7].
وفي غزوة بني المصطلق - وكانت في السنة الخامسة -: نزلتْ سورة المنافقين التي ذَكرتْ قول رأس النفاق: ﴿ هُمُ
الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا
إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ
لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 7 - 8].
وفي هذه الغزوة كانتْ حادثة الإفك التي نزَل فيها قرآن يُبرِّئ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها.
وغزوة الأحزاب - وكانتْ في السنة الخامسة -: سُمِّيَتْ سورة من القرآن باسمها، وفي هذه السورة تفصيل لأحداث الغزوة، فمن ذلك قوله - سبحانه -: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ
تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاؤُوكُمْ
مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا *
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا *
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا
وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا
عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا * وَلَوْ
دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ
لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا * وَلَقَدْ كَانُوا
عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ
اللَّهِ مسؤولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ
مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً *
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ
سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ
مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ
يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ
الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ
كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ
سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ
لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرًا * يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ
يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ
يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا
إِلاَّ قَلِيلاً * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا
هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً *
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
غَفُورًا رَحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ
يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ
اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا * وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ
وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9 - 27].
وغزوة الحديبية - وكانتْ في السنة السادسة -: ذكَرَتْها سورة الفتح، ومن ذلك: ﴿ لَقَدْ
رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].
وغزوة حُنين - وكانت في السنة الثامنة -: وكانتْ بعد فتْح مكة، وجاء ذكرُها في سورة براءة؛ قال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ
أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ
عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ *
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ
بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 25- 27].
وهكذا يتبيَّن لنا أنَّ كتاب الله هو المصدر الرئيس لسيرة هذا النبي الكريم، وهو أوْثق المصادر وأَوْلاها بالتقديم.
نسأل الله أنْ ينفعنا بقراءة القرآن وتدبُّر آياته، والعمل بها، والدعوة إلى معانيه، والحمد لله ربِّ العالمين.
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الخميس 9 مايو 2013 - 1:47
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الخميس 9 مايو 2013 - 3:05
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الخميس 9 مايو 2013 - 5:02
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــار جديدك
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الخميس 16 مايو 2013 - 3:09
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الجمعة 17 مايو 2013 - 14:56
رائعة ومضحكة ، ننتظر الوزيد
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الثلاثاء 28 مايو 2013 - 1:41
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الثلاثاء 28 مايو 2013 - 15:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الأحد 2 يونيو 2013 - 17:46
مجهود متميز حياك الله
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
الأربعاء 5 يونيو 2013 - 14:15
بارك الله فيك وجزاكم خير الجزاء
وكتب لكم في ميزان حسناتكم
وكتب لكم في ميزان حسناتكم
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: لقرآن الكريم هو المصدر الأول للسيرة النبوية
السبت 8 يونيو 2013 - 23:16
ابداع رائع
وموضوع يستحق المتابعة
شكراً لك
وموضوع يستحق المتابعة
شكراً لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى