- Katkoutaعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1275
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
قيم الكمال في تحسن العلاقات (اقرا و استمتع)
السبت 24 ديسمبر 2011 - 14:04
بسم الله الرحمان الرحيم
كان البعض قديماً ـ وربما إلى اليوم ـ يتصور أن الزواج من امرأة جاهلة لا تعرف
شيئاً ، ضعيفة نفسياً ، غضة الجسم ، أمر يجلب السعادة الزوجية ، ذلك أنها
ستكون طوع اختيار الرجل .
وفي مقابل هذا التصور من قبل بعض الرجال يوجد من بين النساء من تفكر بهذا
النحو ، فتطمح للزواج من رجل ضعيف الشخصية يفتقد الإرادة ليكون مستسلماً
لها ولإرادتها وذوقها ، مما يوفّر لها حرية مطلقة في التصرف .
إن الدين الإسلامي الحنيف يرفض تماماً مثل هذا المنطق ، ذلك أن الهدف من
تشكيل الأسرة لا ينحصر في هذه الأطر الحيوانية من توفير الطعام وإشباع
الحاجة الجنسية . ومن يتزوج من أجل هكذا أهداف فقط فلن يحظى من الدنيا إلا
بالقليل ؛ وحتى أولئك الذين يتزوجون من أجل المال أو الجمال عليهم أن
يدركوا أن هذه المسائل مؤقتة ، إذ سرعان ما يزول تأثيرها وينتهي مفعولها ،
وعندها لا يبقى سوى الشعور بالحرمان .
إن ما يمنح الحياة جمالها ويجعلها حلوة هو ذلك الجمال الباطني والمعنوي الذي
يتجسد بالخلق الكريم الذي يرافق الإنسان دائماً ويكسبه أبعاده الشخصية
كإنسان له كرامته وأصالته .
قيم الكمال :
إن ما يمنح الحياة شكلها ورونقها هو كمال الإنسان لا جماله الظاهري أو ثراؤه
المادّي ؛ ذلك أن عقل الإنسان ومظنته وتقواه وعفّته هي التي تبعث
===============
(162)
(162)
الحياة في الشخصية الإنسانية وبالتالي تعكسها في شكل الحياة البشرية وروحها .
إن التاثير الأخلاقي والأدبي الذي يتمتع به أحد الزوجين كجمال باطني يفوق
أضعاف الجمال الظاهري الذي يمكن أن يتمتع به الآخر ؛ ذلك أن الحب والمودّة
الزوجية إنما تنشأ بين روحين وبين قلبين يلتقيان في صعيد واحد ، ولا يمكن
في حال من الأحوال أن يولد حب حقيقي على أساس من المظاهر الماديّة الزائفة .
ولذا ، فإن على الإنسان أن يبني شخصيته على أسس متينة من الأخلاق والقيم ، فهي
وحدها التي تتمتع بالبقاء والدوام ، أما المظاهر الماديّة فهي إلى الزوال والفناء .
إننا قد لا نطيق البعض في رحلة قصيرة إذا كانوا لا يتفقون مع آرائنا وتوجهاتنا
وأفكارنا ، فكيف إذا كانت الرحلة هي رحلة العمر ، وكان رفيق السفر شريك حياة .
دور القيم الأخلاقية في الحياة :
إن الحياة المشتركة تنطوي على إيجابيات لا حصر لها على صعيد التكامل الإنساني
وإثراء الشخصية ، ناهيك عن تلك الإلفة وذلك الإنس الذي يتحقق في ظلالها .
أو لم يقولوا بأنّ وراء كل رجل عظيم امرأة ! إن المرأة الفاظلة يمكنها ، ومن
خلال نفوذها إلى روح زوجها ، أن تؤثر تأثيراً بالغاً في حياته وتكامله ،
كما أن الرجل الفاضل هو الآخر يمكنه النفوذ إلى روح زوجته بما يخلق عندها
من قيم الكمال والأخلاق .
إن السعادة الإنسانية إنما تقوم على الأخلاق والطمأنينة والشعور بالسلام
والمحبة ، وهذه أمور يمكن خلقها بالرغم من الفقر وضيق ذات اليد ، ذلك أن
السعادة لا تنشأ عن الذهب والثراء وكل زخرف في هذه الحياة الدنيا .
===============
(163)
(163)
تجليات الكمال :
ما هي الأصعدة التي يتجلى فيها كمال الرجل والمرأة ؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال بالإشارة إلى ما يلي :
1 ـ العلم :
إن جميع الأديان والمذاهب تؤكد على إغناء هذا الجانب في حياة الإنسان ، وأن
على المرء أن يملأ رأسه بالعلم قبل أن يملأ معدته بالطعام ، فالحياة إنما
تقوم بالعلم وتنهض بالفكر .
وإن ما يعلي شأن المرأة ويرفع من منزلتها هو العلم ، ولذا فإن على المرأة
والرجل أيضاً أن يخصصا ولو ساعة في اليوم للمطالعة واكتساب المعرفة ؛ ذلك
أن ضمور هذا الجانب في حياة الإنسان يعني في الحقيقة زواله وفناءه .
2 ـ حسن المعاشرة :
إن من كمال المرأة والرجل هو حسن المعاشرة وطهارة الثوب ، بل أن أعظم ما في
حياة الإنسان هو هذا الجانب ؛ فما أكثر أولئك الذين حلّوا المشاكل
المستعصية عن طريق الكلام الذي هو جانب من جوانب السلوك والمعاشرة .
وقد أوصانا نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)
بحسن المعاشرة وإبراز عاطفتنا لمن نحب ، لما في ذلك من الأثر الكبير في تعزيز وتمتين العلاقات .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
: « إن قول الرجل لزوجته إني أحبك لا يذهب عن بالها أبداً » .
إن الجانب الأخلاقي وإضافة إلى ضرورة توفره من أجل ديمومة الحياة المشتركة
فإنه يهب الحياة ذلك الجمال ويجعلها حلوة المذاق .
3 ـ التوازن في السلوك :
من بين الصفات والملكات الإنسانية المختلفة يبرز التوازن في السلوك كجانب مهم
في حياة الإنسان الذي يعتبر انعكاساً عن ضبط النفس واستقرار الروح .
===============
(164)
(164)
إن الارتباط مع إنسان يفتقد هذا الجانب يعتبر في الواقع مغامرة مجهولة
النتائج ؛ فقد تتوفر صفات إيجابية عديدة لدى أحدهم ولكنه يفتقد إلى جانب
التوازن والتعادل في المزاج ، فإذا هو هوائي السلوك يميل مع الريح وتأسره
الرغبة وتملكه الاشياء في أول نظرة . إن الارتباط مع هكذا إنسان سوف يعقّد
الحياة ويجعلها في غاية المرارة ، فالحياة الهادية المستقرة تحتاج إلى نفس
هادئة وسلوك مستقر ومزاج ثابت .
4 ـ تقدير الجهود :
يكدح الرجل طوال اليوم من أجل توفير لقمة عيش كريم لعائلته ، ويعاني في سبيل
ذلك ما يعاني من تعب وإرهاق . كل هذا صحيح ولكن عليه أن لا يتصور أبداً أن
زوجته وهي ربة البيت تقضي وقتها دون عمل . فالرجل الذي يتصور ذلك هو في
الحقيقة مخطىء تماماً ، ذلك أننا لو استعرضنا الأعمال المنزلية التي تقوم
بها المرأة لأدركنا أهميتها وصعوبتها .
ولذا فإن علينا أن لا نطلب المزيد من زوجاتنا ، فلنا أعمالنا ولهن عملهن الذي
لا يقل صعوبة وأهمية عن أعمالنا ؛ وعليه فإن عودتنا من العمل متعبين لا
يبرر أبداً الإساءة في معاملتهن .
5 ـ التحمل والصبر :
من الخصال العظيمة التي يمكن أن يتحلّى بها الإنسان هي التحمل والصبر . وهناك
مثل أجنبي يقول : ليست المصيبة في ذاتها بل في عدم تحمّلها .
عندما لا تقدّر زوجتك جهودك ولا تعرف حقك فتسيىء ، فهو أمر يحزّ في النفس ، غير
أن المشكلة سوف تتعقد إذا فقدت صبرك إزائها ، فلم تعد تتحملها ، إذ ستصبح
المصيبة مصيبتين .
إن النجاح في الحياة يعود إلى التحمل والصبر والمقاومة والقدرة على احتمال الشدائد .
===============
(165)
(165)
6 ـ التقوى :
التقوى من أكبر كمالات الإنسان ـ رجلاً كان أو امرأة وهي التي تجسد قيمة الإنسان ـ
وإذا كان ثوب المرء وحيداً فلا ينبغي أن يكون قذراً . إن نظافة الثوب
الوحيد من أنبل جهاد الفقراء ، فإذا كتب عليه أن يكون فقيراً فليحاول أن
يكون شريفاً .
إن التقوى والعفة هي التي تمنح الإنسان جماله الحقيقي . . الجمال الذي يفوق ـ
أضعافاً مضاعفة الجمال الظاهري . ولقد أثبتت البحوث والتجارب العلمية أن
الإنسان يمل أجمل المناظر وأحلى المشاهد إذا ما تكررت رؤيتها كل يوم ، فما
بالك بجمال الإنسان رجلاً كان أو امرأة .
إن سر استمرار الحياة الزوجية هو في ذلك الجمال الباطني الذي يشعّ من أعماق النفس الطاهرة والروح النقية .
7 ـ العواطف :
إن ما يمنح الإسرة صفاءها ويشيع في أجوائها الدفء هو تلك العاطفة المتأججة في
القلب ؛ وإن من كمال المرأة أن تحتوي زوجها بالعطف وتمنحه ذلك الشعور
بالمودّة والحنان . ومن كمال الرجل أيضاً أن يشعر زوجته بالحق وأن يمنحها
ذلك الشعور بالطمأنينة والسلام . ولذا فكلاهما يحتاج الآخر وكلاهما يكمل
الآخر . ومن خلال تلك العاطفة النبيلة ينبعث الأمل في قلب الزوجين فيضيء
طريقهما نحو المستقبل .
أخذ وعطاء :
وأخيراً ، فإن العلاقة بين الزوجين لا يمكن أن تكون من جانب واحد : هو يعطي وهي
تأخذ . . أو بالعكس . . ينبغي أن يكون العطاء من الجانبين . . كل حسب
إمكاناته وقابلياته . وقد تكون المرأة مطالبة أكثر في البحث عن الأشياء
التي تجدّد حياتهما المشتركة ، وربما يكون الرجل مطالباً أكثر في العثور
على الأشياء التي تبدد ضباب الملل من الحياة الزوجية وتعيد إليها الأمل .
===============
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: قيم الكمال في تحسن العلاقات (اقرا و استمتع)
السبت 24 ديسمبر 2011 - 17:14
جزاك الله خير الجزاء وبورك فيك واحسن الله اليك
شكرا لك غاليتي طرح مميز لا عدمنا مشاركاتك ابدا
شكرا لك غاليتي طرح مميز لا عدمنا مشاركاتك ابدا
- mehenaمشرف عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 347
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com
رد: قيم الكمال في تحسن العلاقات (اقرا و استمتع)
السبت 24 ديسمبر 2011 - 20:08
إن السعادة الإنسانية إنما تقوم على الأخلاق والطمأنينة والشعور بالسلام
والمحبة ، وهذه أمور يمكن خلقها بالرغم من الفقر وضيق ذات اليد ، ذلك أن
السعادة لا تنشأ عن الذهب والثراء وكل زخرف في هذه الحياة الدنيا .
موضوع مميز من عضوة مميزة
بارك الله فيك
والمحبة ، وهذه أمور يمكن خلقها بالرغم من الفقر وضيق ذات اليد ، ذلك أن
السعادة لا تنشأ عن الذهب والثراء وكل زخرف في هذه الحياة الدنيا .
موضوع مميز من عضوة مميزة
بارك الله فيك
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: قيم الكمال في تحسن العلاقات (اقرا و استمتع)
السبت 24 ديسمبر 2011 - 22:45
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: قيم الكمال في تحسن العلاقات (اقرا و استمتع)
الأحد 25 ديسمبر 2011 - 12:43
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى