إحياء القلوب بمكابدة القرآن
+10
بابة
طارق بن زياد
Sahtout
ZIDANE
عربي
chiguivara_dz
Bastos
Admin
ام بدر
مصطفى شحاذة
14 مشترك
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأحد 27 نوفمبر 2011 - 12:25
الحمد لله الذي تواضع لعظمته كلُّ شيء ،الحمد لله الذي نوّر بكتابه القلوب،
وأنزله في أحسن لفظ وأعجز أسلوب، الحمد لله الذي استسلم لقدرته كلُّ شيء ،
الحمد لله الذي ذلَّ لعزَّته كلُّ شيء ، الحمد لله الذي خضع لملكه كلُّ شيء
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد خاتم أنبيائه ،وعاقب رسله ،
خيرة الله من خلقه وخليله، وعلى صحابته الأبرار وآله الأطهار، والتابعين لهم بإحسان
وأنزله في أحسن لفظ وأعجز أسلوب، الحمد لله الذي استسلم لقدرته كلُّ شيء ،
الحمد لله الذي ذلَّ لعزَّته كلُّ شيء ، الحمد لله الذي خضع لملكه كلُّ شيء
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد خاتم أنبيائه ،وعاقب رسله ،
خيرة الله من خلقه وخليله، وعلى صحابته الأبرار وآله الأطهار، والتابعين لهم بإحسان
إحياء القلوب بمكابدة القرآن
لقد أجمع العلماء والدعاة على أن هذا الدين -كتاباً وسنةً- مِنْهَاجُ حياة، وإنه لن يكون كذلك في واقع الناس أفراداً وجماعات ومؤسسات إلا باتخاذه مَشْرُوعَ حَيَاةٍ، تُفْنَى في سبيله الأعمار.
وهذه قضية منهجية أساسٌ لتلقي موازينه الربانية، والتخلق بحقائقه الإيمانية؛ حتى يصبح هو الفضاء المهيمن على حياة المسلم كلِّها دِيناً ودُنْياً.
إن هذا الهدف العظيم لا يمكن أن يتحقق للإنسان، إلا بعقد العزم على الدخول في مجاهَدات ومكابَدات مستمرة للتحقق بمنازل القرآن ومقاصده التعبدية، من الاعتقاد إلى التشريع، إلى مكارم الأخلاق وأشواق السلوك، سيراً بمسلك التلقي لحقائق القرآن الإيمانية، والمكابدةِ الجَاهِدَةِ لتكاليفها الشرعية، والسير إلى الله من خلال مِعراجها العالي الرفيع.
ثم تتبع آيات القرآن، من أوله إلى آخره، آيةً آيةً؛ حتى يختم كتاب الله على ذلك المنهاج.
وإننا لَنَعْلَمُ أن الكمال في هذه الغاية هو مما تفنى دونه الأعمار، ولكن ذلك لا يلغي المقاربة والتسديد، وإن أحق ما توهب له الأعمار كتاب الله.
وفي مَثَلٍ بليغ حق بليغ: "أن نملة انطلقت في طريقها، عاقدةً عزيمتَها على حج بيت الله من أقصى الأرض! فقيل لها: "كيف تدركين الحجَّ وإنما أنت نملة؟! إنَّكِ ستموتين قَطْعاً قبل الوصول!" قالت: "إذن أموت على تلك الطريق".
وإنَّ القرآن لهو بحق مشروع العمر، وبرنامج العبد في سيره إلى الله حتى يلقى الله.
وما كان تنجيم القرآن، وتصريف آياته على مدى ثلاث وعشرين سنةً إلا خدمةً لهذا المقصد الرباني الحكيم.
ولقد استغرقَ القرآنُ عُمْرَ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأعمارَ صحابته الكرام جميعاً، فكان منهم مَن قَضَى نَحْبَه قبل تمام نزوله، ومنهم مَنْ لم يزل ينتظر، حتى جاهد به على تمامه في الآفاق بَقِيَّةَ عمره، إلى أن توفاه الله.
لقد عاشوا بالقرآن وللقرآن، وما بدلوا تبديلاً، فكانوا هم الأحق بلقب: "جيل القرآن"، أو "أمة القرآن".
لقد كان الواحد منهم إذا تلقى الآية أو الآيتين أو الثلاث يَبِيت الليالي يكابدها، قائماً بين يدي ربه -عز وجل- متبتلاً يبكي ضعفه تجاه حقوقها، وبُعْدَ المسافة بينه وبين مقامها، فلا يزال كذلك مستمرّاً في صِدْقِهِ الصَّافِي ونشيجه الدامي؛ حتى يفتح الله له من بركاتها، ما يرفعه عنده ويزكيه، فإذا كان النَّهَارُ انطلقَ مجاهداً بها نَفْسَهُ، في أمورِ مَعَاشِهِ ومَعَادِهِ، وداعياً بها إلى الله مُعَلِّماً ومُرَبِّياً، أو مقاتلاً عليها عدواً، شاهداً عليه أو مستشهداً.
ولم يكن ينزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- من القرآن آيٌ جديد، حتى يكون الآيُ السابق قد ارتفعت له في نفوس أصحابه أسوارٌ عالية وحصونٌ، على قَصْدِ بناء عُمْرَانِ الروح العظيم، الذي بِلَبِنَاتِهِ الفردية ارتفع صَرْحُ الأمة وتألَّف.
ولم يزل التابعون وأتباعهم على هذا المنهاج القرآني، في التربية والدعوة والجهاد، حتى فَتَحَ الله لهم الأرض، ومَكَّنَ لهم فيها قروناً.
إنَّ الدخول الجماعي المؤلَّف مِن المؤمنين الربانيين، في هذا المشروع القرآني العُمْرِيِّ، هو أساس تجديد الدين، واستنبات جيل الفتح المبين.
وإن أغلب أفراد الأمة الإسلامية في شغل شاغل عن هذا المنهاج.
ولقد سجلنا في غير ما ورقة وكتابٍ، تشخيصَنا لأزمة العمل الإسلامي المعاصر، وبياناً لانحرافه عن الميزان الشرعي لمسلك الوحي، برنامجاً ومنهاجاً، ومخالفته لمراتب الأولويات الدعوية، كما هي مقررة في الكتاب والسنة.
إننا في حاجة إلى الدخول في ابتلاءات الآيات القرآنية والكلمات الربانية، تلقياً لحقائقها الإيمانية، ومكابدة لهداها المنهاجي؛ حتى يُشَاهِدَ كُلٌّ منا عبوديتَه لله خالصة نقية، ويَشْهَدَ عبوديتهُ له تعالى، على أتم ما يكون الوقوف على باب الخدمة والطاعة.
إن الأمة اليوم في حاجة ماسة إلى مَن يُبَلِّغُهَا هذه الرسالات، على سبيل التجديد لدينها، والخروج بها من أزمتها، وتوثيق صلتها بكتاب ربها؛ عسى أن تعود إلى احتلال موقعها، من شهادتها على الناس كل الناس، على منهاج النبوة الحق، ووظائفها الكبرى: تلاوةً للآيات بمنهج التلقي، وتزكيةً للنفوس بمنهج التدبر، وتَعَلُّماً وتعليماً للكتاب والحكمة بمنهج التدارس.
وإن يقيننا راسخٌ في أن الانخراط العملي الصادق المخلص في هذا المنهاج، يجعل الأمة تترقى بمدارج العلم بالله، والتعرف إلى مقامه العظيم؛ ما يجعلها تستأنف حياتها الإسلامية، على وزان جيل القرآن الأول: الصحابة الكرام، وإن ذلك لهو السبيل الأساس لتحرير الأمة من الأهواء والأعداء.
وإن يقيننا راسخ في أن أول من سيخضع لعمليات هذا المنهاج القرآني، وجراحته العميقة هو حامل رسالاته أولاً، فنور القرآن لا يمتد شعاعه إلى الآخرين إلا باشتعال قلب حامل كلماته، وتوهجه بحقائقه الإيمانية الملتهبة.
[المصدر: مقالة هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها - الرسالة الأولى: في تحديد الوجهة، للدكتور/ فريد الأنصاري - رحمه الله -]
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأحد 27 نوفمبر 2011 - 12:27
بارك الله بك اخي مصطفى
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأحد 27 نوفمبر 2011 - 22:31
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الثلاثاء 29 نوفمبر 2011 - 19:49
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 1:56
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأربعاء 7 ديسمبر 2011 - 13:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
السبت 10 ديسمبر 2011 - 22:20
- Sahtoutعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1257
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الإثنين 12 ديسمبر 2011 - 9:01
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا على الموضوع
ننتظر مواضيعك الجميلة بفارغ الصبر
مزيدا من التواصل والإبداع
شكرا على الموضوع
ننتظر مواضيعك الجميلة بفارغ الصبر
مزيدا من التواصل والإبداع
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأربعاء 14 ديسمبر 2011 - 10:26
أكرمك الله على الموضوع الرائع والجميل
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
السبت 17 ديسمبر 2011 - 9:29
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الثلاثاء 3 يناير 2012 - 17:44
- أبو زكرياءعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الأحد 22 يناير 2012 - 11:05
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
السبت 11 فبراير 2012 - 2:42
- ياسينعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4375
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 22:59
جازاك الله خيرا وكُتب لك الجنة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى