رائدات الفضاء في ازدياد

الفضاء ينتظر النساء
الروسيات، فهاهو رئيس وكالة الفضاء الروسية ألكسندر بَبوفكِن يعلن أن فريق
الفضاء الروسي يجري مسابقة لاختيار الفتيات في صفوفه، و يؤكد في نفس الوقت
أن يلينا سِروفه المرأة الوحيدة في الفريق اليوم ستحلق في رحلة فضائية
قادمة.

عام 1961 في
شهر كانون أول/ديسمبر منه أي بعد عدة أشهر من تحليق يوري غاغارِن المشهور
قررت القيادة السوفييتية آنذاك تشكيل فريق فضائي نسائي، وتألفت المجموعة
حينها من 5 نساء تدربن على المركبة "فَستوك أي الشرق"، و في شهر آذار عام
1963 م. كان يجب أن تحلق مركبتان على التوالي بفارق يوم واحد: المركبة
"فستوك – 5 " تقودها فَلَنتينا تِرِشكوفه و " فستوك – 6 " تقودها فلنتينه
بَنَمَريوفه.

و لكن تتم
تنحية بنمريوفه بشكل مفاجئ، و عين مكانها على متن " فستوك – 6" ترشكوفه، في
حين عين رائد الفضاء فاليري بيكَفسكي قائدا للمركبة " فستوك -5"، و لأنه
غير جاهز بعد أي لم ينتهي وقت تدريبه يؤجل إطلاق المركبتين إلى وقت لاحق،
نتيجة لذلك يعرف العالم كله اسم أول رائدة فضاء – تِرِشكوفه – في
حزيران/يونيو من عام 1963 م. فقط.

بعد ذلك لم
تحلق النساء إلى الفضاء لمدة 19 عاماً، لتحلق بعدها في عام 1982 م.
سفِتلانه سافِتسكيه على متن المركبة " سيوز " إلى محطة " ساليوت – 7"، و من
ثم تخرج أثناء رحلتها الثانية بعد عامين إلى الفضاء المفتوح، فتكون أول
امرأة فعلت ذلك في العالم، أما الروسية الثالثة و الأخيرة التي أصبحت رائد
فضاء فهي يلينا كَندَكوفه التي طارت إلى محطة "مير" في العامين 1994 و 1997
على متن المركبتين "سيوز" و "أتلانتِك" على التوالي.

ما السبب في فقر قائمة رائدات الفضاء الروسيات رغم أن تدريبهن لم يتوقف أبداً؟

المشكلة في أمر آخر يشرحه الخبير في مجال الفضاء إيغر ليسَف:

"هناك مفهوم
عام و هو أن رائد الفضاء يجب أن يكون جاهزا لكل ما يواجهه أثناء الرحلة، و
يخص ذلك العمل المتعب المتمثل بالخروج إلى الفضاء المفتوح، و يعتقد أن
المرأة أقل قدرة على تحمل هذا العمل بسبب البنية الفيزيولوجية عندها، أما
أنا فأعتقد أن الكثير من الفتيات الروسيات سيتمكن من نقض هذا الرأي على أرض
الواقع أي بتحليقهن إلى الفضاء، و لكن لم تهيأ لهن هذه الفرصة بعد، في
الحقيقة هذا تفريق اصطناعي و غير صحيح، و قد أثبتت رائدات الفضاء
الأمريكيات أنهن يستطعن القيام بنفس العمل الذي يقوم به الرجال إذ حلق منهن
ما يزيد عن 30 امرأة".

و في بداية
عام 2000 م. كان يمكن للجميلة الروسية نَديجدا كُجيلِنه أن تطير إلى محطة
الفضاء الدولية، فهي تتدرب منذ عام 1994 م. و كانت قد حصلت على دبلوم رائد
فضاء، و كانت تهوى الطيران و تنفيذ الحركات البهلوانية بالطائرة، ففي إحدى
المرات أثناء تحليقها سال الزيت الميكانيكي في مقصورة الطيار و تلوث الزجاج
فلم تعد قادرة على الرؤية، و لكن نديجدا لم تقذف بالمضلة مصممة على إنقاذ
الطائرة، و استطاعت أن تحط بها و تنقذها في ظروف انعدام الرؤية نهائيا.

و لكن لم يكن
من نصيب الطيار الماهر نديجدا أن تحلق إلى الفضاء البعيد إذ بدأ عصر
السياحة الفضائية، فلم يرسلوها في طاقم المركبة " سيوز " المتوجهة إلى محطة
الفضاء الدولية. و في عام 2004 م. تقاعدت نَديجدا كُجيلِنه و عمرها 41
عاما.

يقترب الوقت
الذي سيعيش فيه الناس بشكل دائم في القواعد الفضائية على القمر و المريخ، و
سيكون بينهم الرجال و النساء على السواء، أما الآن فيدور النقاش هل يمكن
أن تدخل النساء في تشكيلة أول طاقم يحلق إلى المريخ أم لا؟ فاكتشاف الفضاء
في المستقبل غير ممكن بدون النساء، و مما يدعو للسرور و التفاؤل أن نهج
وكالة الفضاء الروسية يتوافق مع هذا الرأي.