» فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
+10
دادي
ZIDANE
عربي
Ibrahimovish
Kojack
chiguivara_dz
Bastos
Admin
مصطفى شحاذة
ام بدر
14 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
» فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الخميس 20 أكتوبر 2011 - 16:20
"فالشرائع كلها وبخاصة شريعة الاسلام جاءت لما فيه صلاح البشر في العاجل والاجل أي في حاضر الأمور وعواقبها"
كيف يكون الانسان مسلما وديمقراطيا في نفس الوقت؟
هذا التساؤل يستمد مشروعيته من الحكم المسبق الذي يتمسك به بعض الغلاة من
الطرفين والذي مفاده أن الدين لا يشجع السياسة الديمقراطية وأن الحداثة
السياسية تقتضي تحييد الأديان عن الفضاء العام وجعلها ضمن دائرة الشأن
الخاص ولذلك يعتقد بشكل مسبق أن الديمقراطية والإسلام هما في حالة طلاق
دائم وأن الديمقراطية هي في نظر الإسلام بدعة علمانية من جهة أولى وأن
الإسلام السياسي في نظر النظم الديمقراطية هو نكوص نحو الماضي وتيولوجيا
قروسطية تعيد الاعتبار إلى مبدأ الحق الإلهي من جهة ثانية، فإلى أي مدى يصح
هذا الرأي؟ وهل يمكن لهذا التنافر المظهري أن يتعدّل إلى تصالح جوهري؟
لو غيرنا الموقف النظري واعتبرنا الإسلام في مظهره العقلاني يقبل بالقيم
الديمقراطية ويحث عليها وانطلقنا من التسامح الذي تبديه الأنظمة
الديمقراطية مع التدين وإقامة الشعائر الدينية وإفساحها المجال لحرية
المعتقد فأنه يمكننا أن نردم الهوة الفاصلة بين الطرفين ونشرع لأسلمة
الديمقراطية ودمقرطة الإسلام، فهل يجوز الحديث عن الديمقراطية في الإسلام
مثلما كتب المصلحين؟ وما طبيعة هذا الإسلام الديمقراطي؟ وماهي الشروط التي
يجب أن تتوفر لكي يصبح الإنسان الديمقراطي مسلما دون أن يفقد قيمه
الحضارية؟ وما السبيل الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان المسلم لكي يصبح
ديمقراطيا دون ان يخسر تدينه؟
الفكرة الأولى هي ان الديمقراطية تحارب اللاتسامح الديني وتنبذ التعصب الى
المذهب والتشدد في القراءة وترفض توظيف العقائد الدينية في الصراع السياسي
وتعترض على احتكار التكلم باسم المقدس وتدفع الناس إلى أنسنة الدين وتأويله
بما يوافق روح العصر الذين يعشون فيه وحسب مقتضى المدنية.
الفكرة الثانية هي أن الدين الإسلامي من جهة النص القرآني والأحاديث
النبوية والممارسة التاريخية في التجربة التأسيسية الأولى يحمل على النفوذ
الفردي والظلم والتسلط ويحارب الطواغيت والحكم المطلق ويتناقض مع الفساد
والاعتداء على الكليات القيمية وهي المال والعرض والدين والحياة والنسب
والعقل وينادي باستقلالية القضاء وبطاعة الحكام لما يأمر به الله ويضبطه
الشرع وبجلب المنافع ودرء المضار ويطلب التشاور والحكم الراشد ويوصي
بالاستخلاف وتعمير الكون والفلاح في الأرض والاستصلاح.
اللافت للنظر أن القيام بالإصلاحات الديمقراطية في المجتمعات أصبح مطلب
معظم المجتهدين من العلماء والفقهاء والمفكرين الذين ينتسبون إلى الإسلام
وأن تعزيز مكانة الدين الإسلامي في الدولة الحديثة وانجاز صحو أخلاقية تحول
إلى مطلب مجموعة كبيرة من السياسيين والحقوقيين والعلمانيين المعتدلين.
ننتهي إلى أن الإسلام هو دين متطور في جانبه التشريعي الخاص بالمعاملات
بحيث يواكب الحقوق المدنية ويتأقلم مع القوانين الصالحة التي تساعد المجتمع
البشري على التخلص من حالة الهمجية والارتقاء إلى حالة المدنية والانتقال
من البداوة إلى الحضارة ويساعد كذلك على نشر ثقافة الحوار وعقلية التشريك
وقيم السلام والرفق ودليلنا هو ما قاله محمد الطاهر بن عاشور:"إن هذه
الشريعة قابلة بأصولها وكلياتها للانطباق على مختلف الأحوال بحيث تساير
أحكامها مختلف الأحوال دون حرج ولا مشقة ولا عسر."
صفوة القول أن الأصوات الرافضة لفكرة الديمقراطية الإسلامية هي اقل بكثير
في العالم الغربي والشرقي على السواء من الأصوات الداعمة لها وأن فكرة
المسلم الديمقراطي هي فكرة وجيهة طالما تخلص المتدين من الفهم الحرفي للنص
الديني وتخلى عن التقليد النقلي وتبني نهجا اجتهاديا تأويليا وحاول فهم
الدين فهما علميا واعترف للإنسان اللاديني بحق المواطنة الكاملة وأمسك نفسه
عن اللجوء إلى العنف في الدعوة والمطالبة بالحقوق بالمجادلة الحرة تصديقا
لقول الله تعالى في القرآن الكريم:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن."
فمتى يكف البعض من المسلمين عن النظر إلى الديمقراطية على أنها منظومة
دخيلة على حضارة اقرأ لا ينبغي إتباعها؟ وأليس الأجدى ببعض المناصرين
للديمقراطية أن يسمحوا للمسلمين بالتنظم الحزبي والمشاركة الفعالة في
التسيير الشعبي للمؤسسات العمومية وفي تحقيق النمو الاقتصادي والرقي
الحضاري؟ وكيف يمكن بناء سياسة استخلافية في حضارة اقرأ تتموقع في ماوراء
الثنائية الحدية بين السلطان الزمني والخلافة الروحية؟ ومتى يقبل الخاصة أن
يكون المرء متدينا وسياسيا في الآن نفسه؟
المرجع:
محمد الطاهر بن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة،القاهرة، الطبعة الأولى، 2005
كاتب فلسفي
كيف يكون الانسان مسلما وديمقراطيا في نفس الوقت؟
هذا التساؤل يستمد مشروعيته من الحكم المسبق الذي يتمسك به بعض الغلاة من
الطرفين والذي مفاده أن الدين لا يشجع السياسة الديمقراطية وأن الحداثة
السياسية تقتضي تحييد الأديان عن الفضاء العام وجعلها ضمن دائرة الشأن
الخاص ولذلك يعتقد بشكل مسبق أن الديمقراطية والإسلام هما في حالة طلاق
دائم وأن الديمقراطية هي في نظر الإسلام بدعة علمانية من جهة أولى وأن
الإسلام السياسي في نظر النظم الديمقراطية هو نكوص نحو الماضي وتيولوجيا
قروسطية تعيد الاعتبار إلى مبدأ الحق الإلهي من جهة ثانية، فإلى أي مدى يصح
هذا الرأي؟ وهل يمكن لهذا التنافر المظهري أن يتعدّل إلى تصالح جوهري؟
لو غيرنا الموقف النظري واعتبرنا الإسلام في مظهره العقلاني يقبل بالقيم
الديمقراطية ويحث عليها وانطلقنا من التسامح الذي تبديه الأنظمة
الديمقراطية مع التدين وإقامة الشعائر الدينية وإفساحها المجال لحرية
المعتقد فأنه يمكننا أن نردم الهوة الفاصلة بين الطرفين ونشرع لأسلمة
الديمقراطية ودمقرطة الإسلام، فهل يجوز الحديث عن الديمقراطية في الإسلام
مثلما كتب المصلحين؟ وما طبيعة هذا الإسلام الديمقراطي؟ وماهي الشروط التي
يجب أن تتوفر لكي يصبح الإنسان الديمقراطي مسلما دون أن يفقد قيمه
الحضارية؟ وما السبيل الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان المسلم لكي يصبح
ديمقراطيا دون ان يخسر تدينه؟
الفكرة الأولى هي ان الديمقراطية تحارب اللاتسامح الديني وتنبذ التعصب الى
المذهب والتشدد في القراءة وترفض توظيف العقائد الدينية في الصراع السياسي
وتعترض على احتكار التكلم باسم المقدس وتدفع الناس إلى أنسنة الدين وتأويله
بما يوافق روح العصر الذين يعشون فيه وحسب مقتضى المدنية.
الفكرة الثانية هي أن الدين الإسلامي من جهة النص القرآني والأحاديث
النبوية والممارسة التاريخية في التجربة التأسيسية الأولى يحمل على النفوذ
الفردي والظلم والتسلط ويحارب الطواغيت والحكم المطلق ويتناقض مع الفساد
والاعتداء على الكليات القيمية وهي المال والعرض والدين والحياة والنسب
والعقل وينادي باستقلالية القضاء وبطاعة الحكام لما يأمر به الله ويضبطه
الشرع وبجلب المنافع ودرء المضار ويطلب التشاور والحكم الراشد ويوصي
بالاستخلاف وتعمير الكون والفلاح في الأرض والاستصلاح.
اللافت للنظر أن القيام بالإصلاحات الديمقراطية في المجتمعات أصبح مطلب
معظم المجتهدين من العلماء والفقهاء والمفكرين الذين ينتسبون إلى الإسلام
وأن تعزيز مكانة الدين الإسلامي في الدولة الحديثة وانجاز صحو أخلاقية تحول
إلى مطلب مجموعة كبيرة من السياسيين والحقوقيين والعلمانيين المعتدلين.
ننتهي إلى أن الإسلام هو دين متطور في جانبه التشريعي الخاص بالمعاملات
بحيث يواكب الحقوق المدنية ويتأقلم مع القوانين الصالحة التي تساعد المجتمع
البشري على التخلص من حالة الهمجية والارتقاء إلى حالة المدنية والانتقال
من البداوة إلى الحضارة ويساعد كذلك على نشر ثقافة الحوار وعقلية التشريك
وقيم السلام والرفق ودليلنا هو ما قاله محمد الطاهر بن عاشور:"إن هذه
الشريعة قابلة بأصولها وكلياتها للانطباق على مختلف الأحوال بحيث تساير
أحكامها مختلف الأحوال دون حرج ولا مشقة ولا عسر."
صفوة القول أن الأصوات الرافضة لفكرة الديمقراطية الإسلامية هي اقل بكثير
في العالم الغربي والشرقي على السواء من الأصوات الداعمة لها وأن فكرة
المسلم الديمقراطي هي فكرة وجيهة طالما تخلص المتدين من الفهم الحرفي للنص
الديني وتخلى عن التقليد النقلي وتبني نهجا اجتهاديا تأويليا وحاول فهم
الدين فهما علميا واعترف للإنسان اللاديني بحق المواطنة الكاملة وأمسك نفسه
عن اللجوء إلى العنف في الدعوة والمطالبة بالحقوق بالمجادلة الحرة تصديقا
لقول الله تعالى في القرآن الكريم:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن."
فمتى يكف البعض من المسلمين عن النظر إلى الديمقراطية على أنها منظومة
دخيلة على حضارة اقرأ لا ينبغي إتباعها؟ وأليس الأجدى ببعض المناصرين
للديمقراطية أن يسمحوا للمسلمين بالتنظم الحزبي والمشاركة الفعالة في
التسيير الشعبي للمؤسسات العمومية وفي تحقيق النمو الاقتصادي والرقي
الحضاري؟ وكيف يمكن بناء سياسة استخلافية في حضارة اقرأ تتموقع في ماوراء
الثنائية الحدية بين السلطان الزمني والخلافة الروحية؟ ومتى يقبل الخاصة أن
يكون المرء متدينا وسياسيا في الآن نفسه؟
المرجع:
محمد الطاهر بن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة،القاهرة، الطبعة الأولى، 2005
كاتب فلسفي
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:34
بارك الله بك ام بدر
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47053
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الخميس 20 أكتوبر 2011 - 22:34
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأحد 23 أكتوبر 2011 - 10:30
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 8:15
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 9:32
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- Ibrahimovishعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3820
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الإثنين 31 أكتوبر 2011 - 5:11
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأحد 6 نوفمبر 2011 - 20:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30010
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأحد 6 نوفمبر 2011 - 23:26
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 19:52
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29188
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 13:31
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأحد 13 نوفمبر 2011 - 18:20
أكرمك الله على الموضوع الرائع والجميل
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الخميس 17 نوفمبر 2011 - 9:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الهادف والمتميز
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الهادف والمتميز
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: » فكرة المسلم الديمقراطي بين القبول والرفض
الأربعاء 30 نوفمبر 2011 - 10:42
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى