«سكاي نيوز» تتحرك باتجاه السوق العربية المزدحمة

.

في مزيج مألوف من الأحرف اللاتينية الكبيرة والصغيرة، باللونين الأحمر
والأزرق، يبدو أن شعار قناة ''سكاي نيوز العربية'' لا يقدم سوى تنازلات
قليلة للشرق الأوسط. فكلمة ''العربية'' فقط هي التي ترد باللغة التي تتحدث
بها القناة.

ومن الواضح أن هذا المشروع يعتمد على مكانة القناة الإنجليزية، التي من
المعروف عموماً أنها تغلبت على معارضيها، أو على الأقل منافسيها
البريطانيين، في سرعة وعمق تغطيتها للانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي
هذا العام.

ويقول نارت بوران، رئيس قسم الأخبار، وسكوت هيكس، المدير التجاري، إنه
تم التفكير بعناية في تسمية قناة الأخبار العربية ـ مقرها أبو ظبي ـ التي
من المقرر إطلاقها في ربيع العام المقبل. وبحسب هيكس ''يظهر هذا الاسم تراث
العلامة التجارية الأم ويظهر الجانب العربي كذلك''.

ولدى المشاهدين العرب كثير من الخيارات فيما يتعلق بالقنوات الإخبارية.
فإلى جانب الأسماء المعروفة، مثل قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية في
دبي، تشغل شبكات ''بي بي سي'' و''فرانس 24'' و''روسيا اليوم'' قنوات
إخبارية باللغة العربية، إضافة إلى سلسلة من المحطات الوطنية التي تقدم كل
منها نسخاً عن الأحداث متباينة من حيث استقلاليتها، لكن بمعايير إنتاج
مرتفعة على نحو متزايد.

وفي الشهر الماضي، أعلن الأمير الوليد بن طلال، المستثمر السعودي
الملياردير، أنه سيطلق قناة العرب، وهي قناة إخبارية ستوفر لها بلومبيرج
عدة ساعات من التغطية الاقتصادية والتجارية.

والأمير الوليد نفسه مساهم في شركة نيوز كورب لروبرت ميردوك، التي تملك
39 في المائة من ''بي سكاي بي''، الشركة الأم لـ ''سكاي نيوز''.

ويعترف بوران بأن ''هناك كثيرا من المنافسة، لكن يجب ألا نقلق حقاً من
حيث أعداد القنوات وما إلى ذلك. الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو هل نحن
قادرون على تزويد الجمهور بشيء جديد وشيء مختلف وشيء مواكب للأحداث؟''.

وستعمل ''سكاي نيوز العربية'' من 13 مكتباً، من بينها لندن وواشنطن
والرياض. وتلقت المحطة 13 ألف طلب لشغل المناصب البالغ عددها 370 منصبا.
وجاء بوران إلى ''سكاي نيوز العربية'' قادما من طومسون رويتر، حيث كان
مديراً للتلفزيون.

ومن الواضح أن الهدف هو تقديم شيء مختلف في مجالات مثل السرعة والدقة في
التغطية الإخبارية العاجلة. ولن تكون هناك مجلة تلفزيونية، أو برامج
وثائقية، ولا أماكن لرجال الدين الإعلاميين.

ويقول بوران: ''من اللطيف أن يكون لدينا، إن لم يكن أنموذجاً كاملاً،
فعلى الأقل فكرة عن كيفية قيام سكاي نيوز بالأشياء التي يمكن أن نقدمها''.
ويضيف ''هل يمكننا أن نكون أسرع لإيصال النقطة المطلوبة بنجاح؟ أعتقد أن
هناك طرقا لفعل ذلك وقد نكون أكثر جاذبية للجمهور الشاب''.

والقناة مشروع مشترك مع شركة أبو ظبي للاستثمار الإعلامي، وهي شركة
خاصة. وممثلو شركة أبو ظبي للاستثمار الإعلامي في مجلس الإدارة هم سلطان
الجابر، الذي يترأس شركة مصدر؛ مبادرة الطاقة المتجددة البارزة في أبو ظبي،
وعبد الحميد سعيد، رئيس مجلس إدارة بنك الخليج الأول.

وعلى عكس بعض منافسيه، يجب أن يكسب المشروع المال. ولن يناقش بوران
وهيكس الأرقام أو نقاط التوازن (التي تتعادل عندها التكاليف مع الإيرادات)
لتجنب توفير ذخيرة للمنافسين، لكنهما قالا فقط إن ''هناك خطة عمل''.

وعائدات الإعلان ستكون حاسمة للنجاح. ويستطيع مديرو التلفزيون في
الأسواق المتقدمة استخدام أجهزة لقياس أعداد المشاهدين التي يمكن أن تستند
إليها أسعار الإعلان. ولم تدخل هذه الأجهزة إلى المنطقة إلا في الآونة
الأخيرة.

وتشير أفضل تقديرات سكاي نيوز إلى أن مجموع الإنفاق على الإعلان في
العالم العربي، حيث يبلغ عدد السكان نحو 300 مليون نسمة، أقل من الإنفاق في
تركيا التي يبلغ عدد سكانها 75 مليون نسمة.

ووفقا لبوران: ''هناك أسئلة جوهرية فيما يتعلق بالسوق الإعلانية. لماذا
هي صغيرة إلى هذا الحد؟ ليست هناك بيانات، وليس هناك بحوث، وليست هناك
أرقام حقيقية لأعداد المشاهدين – الأمر يحتاج إلى وقت''.

ويضيف: ''لا يوجد سبب يدعو لأن يكون الإنفاق الإعلاني للفرد منخفضاً
جداً كما هو الآن في الشرق الأوسط. فهناك كثير من الأموال المتوافرة
لذلك''.

مصدر