أنا وصديقى الفيلسوف

أنا وصديقى الفيلسوف
************

لي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف

سألته يوماً وقلت

"يا صديقى الفيلسوف, لم لا تزيدنا من بحر علمك وتخبرنا عما خفي فينا من أنفسنا
و ما هو سر الإنسان الملول"
ضحك الفيلسوف وقال

"يا نور الصباح, يا أجمل من أي إشراقة أي صباح,
الشخص المثير للملل هو الذي يقول كل شئ, فاللسان يا جميلتي
هو الداء ولا يقطر منه أي دواء, فلا يكب الناس على وجوههم
في النار إلا حصائد ألسنتهم"

سألته متعجبة: "ولماذا يا فيلسوفي يتكلم أحد بكلام لا يعنيه
ويودي به للنار والعياذ بالله"رد الفيلسوف متحيراً من سؤالها

"لأن الإنسان يطيل الكلام حتى عندما لا يكون لديه ما يقوله,
هذه هي طبيعته, يحاول دائماً إثبات وجوده بالكلام ولا يدري
أن من يتكلم كثيراً ، إما أنه يعرف كثيرا وإما أنه يكذب كثيرا "

قلت وأنا مازلت متعجبة من هذا الإنسان

"عجباً لمخلوق فضله الله على كل مخلوقاته في البر والبحر,
ومع ذلك يضيع وقته ونفسه بالكلام, وبماذا أيضاً يا فيلسوف يمكن
لهذا المخلوق أن يتعس نفسه بنفسه, أخبرني بالله عليك"

قهقه الفيلسوف وقال " كلنا كالقمر له جانب مظلم يا نور الصباح ولا أحد من الخطأ معصوم,
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءون التوابون"

إذا تعطشت المرأة للحب فتحت قلبها لأول طارق,
و الأم تأمل أن تجد لإبنتها زوجا أفضل من أبيها وتؤمن بأن ولدها
لن يجد زوجة مثل أمه في الحياة ولا بعد الممات..

تحدُثــُـك دائما عن نفسك دليل على أنك لست واثقا منها

يجب أن نكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الأصدقاء

قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه
قاطعت الفيلسوف متسائلة

"من نفسه يا فيلسوف"
رد الفيلسوف بابتسامة

"أتعرفين أيضاً أن حياء المرأة أشد جاذبية من جمالها"

سألته بدلال "

وكيف تراني يا فيلسوفي العزيز"

"أترغبين بسماع مدح فيك أم الحقيقة كما تراها عيوني يا نور الصباح,
أما سمعت أن من يُسمِعــك الكلام المعسول يطعـِمك بملعقة فارغة"

صحت فيه بصوت عالي وغاظني منه موقفه المتعالي

"ما هذا يا صديقى الفيلسوف, المرأة دائماً تحب سماع الرجل
يمدحها يتغني في جمالها حتى لو كانت أقبح المخلوقات
على الأرض"

رد الفيلسوف بهدوء أثار غضبي أكثر وأكثر

"وإذا خفضت المرأة صوتها فهي تريد منك شيئا وإذا رفعت صوتها
فهي لم تأخذ هذا الشيء" , هذا هو حالهم دائماً وأبداً ,
البيوت السعيدة لا صوت لها ’ يا عزيزتي نور الصباح,

أما سمعتِ عن كثيرون من الرجال إذا أحبوا شيئا في وجه المرأة
أخطأوا فتزوجوا المرأة كلها, ينبغي للرجل أن ينتقي زوجته بحيث
تكون صديقته لو كانت رجل

رددت عليه وأنا أغلي غضباً فوق غضبي
"ماذا تعني بكلامك هذا يا فيلسوف العصر و الآوان"

رد بحكمته المعهودة وهدوءه المثير للغيظ
"الإختلاف في الرأي يا نور الصباح ينبغي ألا يؤدي إلى العداء
كي لا نكون أنا وأنتِ من ألد الأعداء "

قلت وأنا أكتم غيظي
"حاضر يا فيلسوفي الحكيم الآن فقط صدقت أن على المرأة أن
تحب زوجها كأنه صديق وأن تخشاه كأنه عدو,
فلا أمان لكم معشر الرجال, وعلى قدر حب المرأة يكون انتقامها"

رد الفيلسوف مهموماً من غضبها
الزوجة لا ترى البتة ما نفعله من أجلها ...
إنها لا ترى إلا ما لا نفعله من أجلها " ابتسمت له بمكر وأنا أرسم
على وجهي قناع من وجوه الدلال

"هل أنت جائع يا عزيزي, الرجل ينطق أحياناً بما لا يقصد إن
كان جوعاناً" رد الفيلسوف ضاحكاً

"انتبهي يا نور الصباح فهذا الرجل نفسه يبدأ في النظر إلى النساء
الأخريات ، حين يبدأ وزن زوجته في الإزدياد , انتبهي أن تكوني
من نوعية النساء التي تفضل المرأة أن تكون جميلة أكثر
من أن تكون ذكية"

رددت عليه بحكمته "

ولكن يا فيلسوفي, ربما هي تحافظ علي بيتها لأنها تعلم أن الرجل
يرى بعينيه أكثر مما يفكر بعقله

" قهقه الفيلسوف ضاحكاً "

أصبتِ كبد الحقيقة يا نور الصباح أراكِ تعلمتِ كيف تنطقين بحكمة
العقول بعيداً عن هوى القلوب المتقلبة"

ارتفعت معنوياتي عنان السماء وقلت له بحكمة ودهاء

"شكراً لك يا فيلسوفي

منقـــــــــول

أنا وصديقى الفيلسوف 12943677361578

موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير

شكرا لك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر

اللـهم آميـن

بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك

أنا وصديقى الفيلسوف

أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف

رد: أنا وصديقى الفيلسوف