مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
+10
FOR4ever
Saad Eddine
chiguivara_dz
Bastos
عربي
حسن
مصطفى شحاذة
دادي
Admin
ام بدر
14 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 - 0:20
مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
شهدت قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد وعلى مدار يومين متتاليين: الأول والثاني من شهر آب /أغسطس الحالي، انعقاد جلسات "مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة" الذي أقامته وزارة الثقافة السورية بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا "أرسيكا"، وبرعاية السيد المهندس (محمد ناجي العطري) رئيس مجلس الوزراء، الذي أناب عنه في افتتاح المؤتمر الدكتور (رياض نعسان آغا) وزير الثقافة السورية.
وقد أشار الدكتور (نعسان آغا) في كلمته الافتتاحية إلى أن العلاقات العربية – التركية ترجع إلى ما قبل الخلافة العثمانية بكثير، بل هي ترجع إلى سنة 21 للهجرة في عهد الخليفة (عمر بن الخطاب)، حين التقى (عبد الرحمن بن ربيعة) قائد جيش المسلمين في بلاد الباب بملك الترك شهربراز وعرض عليه أن ينضم إلى جيش المسلمين، وأن يساهم في فتح منطقة أرمينيا، فوافق الملك التركي، ورحَّب الخليفة (عمر) بذلك، وانضمَّ الأتراك إلى جيوش المسلمين وتتالت الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والأتراك شركاء في الفتح، وقد دخلوا في دين الإسلام تباعاً.
وأضاف الدكتور (نعسان آغا) أن : «إنَّ هذا التاريخ المشترك بين العرب والأتراك هو الذي جعل العرب يقبلون الخلافة العثمانية، بعد أن انتصر (سليم الأول) على قائد المماليك (قانصوه البرجي) في معركة مرج دابق، وبدأت الخلافة العثمانية سنة 1516، واستمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.
منذ ذاك التاريخ ولعقود ثمانية سار كل من الشعبين العرب والأتراك في اتجاهات مختلفة، لكن مرحلة جديدة بدأت في العلاقات التركية – العربية، مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في أنقرة، وهذه العلاقات تتَّسم بالندية والتشاركية، وهي بالتأكيد لا تتطلع إلى استعادة التاريخ، وإنما تستفيد من تجربته للانطلاق نحو المستقبل».
كما تحدث السفير التركي في سورية السيد "عمر أونهون" في افتتاح المؤتمر مشيراً إلى أهمية العلاقات العربية التركية، والسورية التركية بشكل خاص، ووتائر تطورها المتسارعة، مستفيدة من الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين، وأضاف: «إنَّ العرب والأتراك يجمعهما العمق الديني، والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك». مضيفاً: «إن المشكلة بين العرب والأتراك، أنهم لم يكتبوا تاريخهم المشترك، بل كُتِب ذلك التاريخ من قبل طرف ثالث، طرف قام بتغيير الحقائق وتزوير الوقائع، لذلك علينا أن نبدأ بكتابة تاريخنا من جديد وبأنفسنا».
كما تحدَّث السيد (نزيه معروف) من مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا "أرسيكا" معرِّفاً بالمركز الذي تأسس عام 1980، كأول جهاز يعمل في الثقافة، وهو تابع للمؤتمر الإسلامي.
وقد شارك المركز في عقد العديد من المؤتمرات البحثية، أهمها ندوة "بلاد الشام في العهود العثمانية" سنة 2005، و"القدس في العهد العثماني" في عام 2009، والتي صدرت أوراق كل منها في كتاب مستقل.
في المحور الأول لهذا المؤتمر، والذي عُنون باسم "أواصر العلاقات العربية التركية" حدثنا الدكتور "جنكيز تومار" أستاذ التاريخ التركي عن بدايات ظهور لفظ الترك والأتراك في الشعر العربي قبل الإسلام، كما استعاد أول لقاء بينهما في معركة عام 751 م، حيث شاركت القبائل التركية في الجيوش الإسلامية التي افتتحت آسيا الوسطى، وظل نفوذ القادة الأتراك يتعاظم حتى بنى العباسيون لهم مدينة سامراء في العراق. وأخذ هذا النفوذ ينتقل إلى حقل السياسة في القرنين التاسع والعاشر، إذ لعب الأتراك دوراً بارزاً إلى جانب العرب في التصدي للغزوات الصليبية.
واعتبر الدكتور الشاعر "نذير العظمة" أنّ ما يجمع العرب مع الأتراك قبل الدولة العثمانية بسبعة قرون كان الكثير في الثقافة والدين واللغة والتقاليد، وحتى الأزياء والطعام.
وقد تعزّز ذلك بتاريخ مشترك في مقاومة الأطماع البيزنطية في المنطقة، حيث قاد السلاجقة والزنكيون والأيوبيون والمماليك معارك الثغور.
وقد تابع الدكتور "وليد رضوان" من سورية الحديث عن العرب والسلاجقة في مواجهة الغزو الصليبي منذ المعركة التي قادها "قلب أرسلان" عام 1096، ونجاح السلاجقة في إفشال ثلاث حملات إفرنجية لاحتلال مدينة حلب أعوام: 1118-1122-1124، بعدها انطلق الزنكيون، ومن ثمّ الأيوبيون في توحيد بلاد الشام ومصر كمقدمة لدحر الحملات الصليبية عن المنطقة.
الدكتور "توفان بوز بنار" من تركيا قدّم قراءته للعلاقات التركية- العربية خلال الفترة العثمانية التي استمرت قرابة 400 سنة، حين كان الشعبان رعايا دولة واحدة، يجمعهم تاريخ مشترك وموغل في القدم. إضافة للدين الإسلامي الواحد، إذ سعى الأتراك في هذه المرحلة لتعلّم اللغة العربية كي يساهموا في نشر الإسلام.
فيما ظهر العامل الخارجي بعد عام 1840 ساعياً لتشويه العلاقات العربية- التركية، عبر خطة استعمارية للبلاد العربية، مع تأكيده على عجز الدولة العثمانية عن الإصلاحات التي كان الجميع ينادي بها. مُستخلصاً أنه لا توجد مشكلة بين الشعبين العربي والتركي، بل هنالك مشكلة بين النخب السلطوية العربية والتركية، أخذت تتجلّى في تضارب المصالح القومية لكل منهما.
الدكتور "محمد يحيى خراط" من سورية درس إمارة حلب بين المماليك والدولة العثمانية، إذ كانت تشكل هذه المدينة عتبة بلاد الشام بالنسبة للأتراك، وكيف أنّ السلطان "سليم الأول" بعد انتصاره في معركة "مرج دابق" لم يستقر في حلب أكثر من أسبوعين ثمّ تابع معركته لفتح بقيّة بلاد الشام ومصر خلال أقل من عام.
وحده الدكتور "أمر الله إيشلر" الذي انتقل بنا من زمن التاريخ إلى الزمن الراهن، ليحدثنا عن السياسة الخارجية الجديدة لتركيا وانعكاساتها على العلاقات التركية- العربية، مُعترفاً بأنّ تركيا الحديثة منذ تأسيسها عام 1923، اتبَّعت سياسة جديدة في علاقاتها الخارجية تسير بخطٍّ واحد إلى الغرب، مقابل انقطاع شبه تام في علاقاتها مع محيطها العربي والإسلامي، وأضاف "إيشلر" أنّ السياسة الخارجية التركية لم تتغيّر إلاّ بعد تولي حزب "العدالة والتنمية" الحكم في تركيا أواخر 2002، حيث انتقلت إلى سياسة متعددة المحاور، بهدف تأمين الأمن والسلام والاستقرار للجميع، وهذا انعكس بالضرورة على العلاقات التركية- العربية.
ومن ملامح هذه السياسة الجديدة كان تعزيز الحرّيات في الداخل دون التفريط بالضوابط الأمنية، واعتماد سياسة اربح..اربح، فأي سياسة لا تدعمها المصالح لا يمكن أن تنجح. كما سعت لاستباق الأحداث. وتصفير المشاكل مع الدول المجاورة. إضافة إلى التدخّل الفعّال في السياسة الدوليّة.
وفي نتائج هذه الدبلوماسية الجديدة أوضح «إيشلر»: «إن تركيا أصبحت عنصراً مراقباً في جامعة الدول العربية، كما انتخبت لأول مرة في منصب أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وأصبحت إسطنبول مركزاً للعديد من المؤتمرات الدولية، كما توسَّطت بين سورية وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة، لمدة ستة أشهر، واستضافت قمة للتعاون التركي- الإفريقي، وألغت تأشيرة الدخول بين تركيا وكل من سورية وبعض الدول العربية، وأقرَّت اتفاقية عدم الازدواج الضريبي، وهي تعمل على تشجيع الاستثمارات المتبادلة بين تركيا وسورية.
وفي الحقل الثقافي وقعت تركيا أربع اتفاقيات ثقافية مع سورية، وأربع بروتوكولات أيضاً». مما يعني برأيه أن تركيا عادت اللاعب الأساسي في أرض الملعب الإقليمي.
خارج هذا التناول السياسي لمحور أواصر العلاقات العربية التركية، تحدث الدكتور (محمد فاتح زغل) من الإمارات عن رحلة (مطراقي زاده)، وما قاله حول دخول بغداد وحلب حين رافق السلطان (سليم القانوني) سنة 1534 لفتح العراق وبلاد الشام. وقد تضمَّنت أوراق (مطراقي زادة) وصفاً مدهشاً لمنازل ومراحل الطريق الذي سلكته الحملة في ذهابها وإيابها، وما مرَّت به من قصبات وقرى وقلاع وجسور وأنهار وجبال وصحارى، ولم يقتصر عرض (مطراقي زاده) على وصف الطبيعة، بل تعدى ذلك إلى التضاريس والمناخ وقياس المسافات بالفرسخ، كما حملت هذه الشهادة سجلاً نادراً لوقائع الحرب العثمانية الصفوية التي عايشها مباشرة، وعن قرب إلى جانب السلاطين العثمانيين، ولم يكتف (زادة) يكتف بالكلمات، فهو كان فناناً تشكيلياً رسم بريشته عدداً كبيراً من الصور الملونة، رسم المدن والحصون والخرائب الأثرية، رسم الخانات والأضرحة والمباني المختلفة دون البشر، لذلك تعتبر مجموعته من أهم الوثائق العالمية في دراسة تخطيط المدن الإسلامية والأبنية الرئيسية، إباَّن القرن السادس عشر الميلادي.
ولدينا دراسة أخرى للدكتورة (خيرية قاسمية) من فلسطين، عن سيرة حياة ضابط عربي في الجيش العثماني هو (فوزي قاوقجي) المتوفى عام 1976، الذي سجل في مذكراته آراءه وانطباعاته الهامة، إذ بدأ حياته في الجيش العثماني عام 1912، وانسحب من مسرح الأحداث بعد نكبة فلسطين 1948، وقد ركّزت الدكتورة في ورقتها على فترة مهمة من تاريخ العلاقات العربية التركية ما بين عام 1912 و1928. وتناولت جانباً مهماً من علاقات (قاوقجي) مع المؤسسة العسكرية العثمانية وقياداتها في تلك الفترة الفاصلة من تاريخ العلاقات التركية العربية، وبشكل خاص في ظل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى وانهيار الدولة العثمانية، وتحدثت الورقة عن تسويات ما بعد الحرب التي مزَّقت الوطن العربي، فيما كان البعض، ومنهم (القاوقجي) يتطلَّع إلى مساندة تركية دون جدوى.
المشاركة الأخيرة في هذا المحور للأستاذ (أحمد المفتي) من سورية، الذي عرض بالوثائق والصور لمشروع الخط الحديدي الحجازي وعلاقته بطريق الحج كنموذج من المشروع الحضاري للسلطان (عبد الحميد)، برأي الباحث. إذ قرر في عام 1900 تنفيذ مشروع سكة الحديد لربط تركيا بالحجاز، حيث وصل أول قطار إلى المدينة المنورة في السعودية عام 1908.وكان وقفاً إسلامياً، لكن بعد انسحاب العثمانيين من الشام ودخول الحلفاء، استولت بريطانيا على فلسطين وتسلمت إدارة الخط الحديدي فيها، بينما تسلمت الحكومة الفيصلية قسم سورية، ونسفت أجزاء من هذا الخط الحديدي، وتعرَّض للتخريب أثناء الحرب، ويضيف الباحث إن الغرب تآمر على خلع السلطان (عبد الحميد الثاني) سنة 1908 لتعطيل كل المشاريع التي كان قد خطَّط لها.
في المحور الثاني الذي وُضِع له عنوان "الأدب واللغة" تحدّث الدكتور "علي القيم" معاون وزير الثقافة عن القواسم المشتركة بين الموسيقا العربية والتركية، مؤكداً على أهميّة الفترة العثمانية في تطوير وامتزاج الغناء العربي والتركي الذي تطور في صيغة التخت الشرقي، وهو يكاد ينقرض حالياً بتأثير العولمة الموسيقية التي تجتاحنا.
الدكتور "برهان كور أوغلو" من تركيا تحدَّث عن إسهامات الأتراك في تطور العلم والفكر الإسلامي بدءاً من المدارس النظامية 1066 التي أنشأها الوزير السلجوقي "نظام الملك" في بغداد حتى أصبحت نموذجاً للتعليم الإسلامي والعلوم العلمية معاً.
وقد توقَّف د. "موسى يلدز" عند التأثير المتبادل بين اللغتين العربية والتركية انطلاقاً من الإسلام، حيث تبّنى الأتراك الحرف العربي في الكتابة، وتعلموا العربية لأداء الفروض الدينية وقراءة القرآن، ولم تلبث أن اغتنت اللغة التركية - الإيغورية بالعديد من الكلمات العربية حتى أصبح لدينا لغة جديدة عرفت باللغة العثمانية. وحتى بعد استبدال الأبجدية العربية بالأبجدية اللاتينية نجد أن الكلمات العربية في عام 1974 لا تقل عن 24 % لكنها بعد الثمانينيات من القرن المنصرم تراجعت إلى أقل من 13 % نتيجة الدور الكبير للإعلام وعمليات التغريب.
الفنان والباحث "حسروا صوباشي" أشار إلى أنّ كتابة القرآن الكريم بالخط العربي أتاحت فرصة مهمة لتطوير الحرف العربي واكتسابه خصائص جمالية وإبداعية في تركيا. وقد رعت الدولة العثمانية ومثقفوها هذا الاتجاه ودعمته حتى وصل الخط العربي إلى قمة الجمال والإبداع. كما سعوا إلى تثبيت قواعد الخط المتمثلة في أشكال الحروف ونظام الأسطر وتركيب الكلمات.
البحث الأخير في هذا المحور، كان بعنوان "الترجمة الأدبية بين الأصيل والوسيط في الساحة التركية"، للدكتور "نور الدين جفيز" من تركيا. إذ أشار الباحث إلى حضور أمهات الكتب العربية القديمة في اللغة التركية كالمعلقَّات السبع، المقامات، "نهج البلاغة"، "طوق الحمامة"، و"آداب الملوك" للثعالبي وسواها كثير. لكن الترجمة من الأدب المعاصر ما بين العربية والتركية، هي الأقل، وقد تمَّت غالباً عبر لغة ثالثة وسيطة، هكذا قرأنا "نجيب محفوظ" أو "أدونيس" مثلاً، بينما الترجمة المعاصرة من التركية إلى العربية عانت من هذه الإشكالية قليلاً ثم سعت إلى تجاوزها، فترجمات "ناظم حكمت" و"يشار كمال" و "عزيز نيسين" وصولاً إلى "أورهان باموق" تتّم من التركية مباشرة. و طالب الباحث بتشجيع عمليات الترجمة المباشرة بين اللغتين العربية والتركية.
المحور الثالث والأخير أتى تحت عنوان "الفنون والعمارة"، وقد تحدَّث فيه الدكتور "عفيف بهنسي" من سورية عن تحوّل عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر، والمهندس "محمود زين العابدين" قدّم رؤية معمارية حول مساجد سورية في العصر العثماني، أمّا الدكتور "يوسف نعيسة" فقد عرض علينا ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق، كذلك الدكتور "صبحي ساعتجي" قدّم لمحات عن الفن المعماري السوري في العهد العثماني.
الدكتور (يحيى محمد محمود) من مصر درس موضوعة تسويق الفن الدمشقي من إسطنبول إلى أوروبا في القرن السابع عشر، وأخذ مثالاً من متحف "الكرملين" في موسكو، حيث تكثر فيه المقتنيات الفنية التي صُنِعت في دمشق وبِيعَت في أسواق إسطنبول. وبشكل خاص في زمن الإمبراطورة "كاترينا"، كالقبعة التي حوت نقوشاً إسلامية، أو السيف الذي تنقش عليه عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وحتى في بولندا وُجِدت تحف وآثار تحمل النقوش الإسلامية.
الدكتور (وجيه كوثراني) من لبنان قدم جملة مفاهيم لقراءة موضوعية للتاريخ العثماني الذي ظُلِم برأيه، مؤكداً أن التاريخ العثماني لا ينفصل عن مسار التاريخ الإسلامي العام، وجدلية "ابن خلدون" بين العصبية والدعوة في ظهور الدول واضمحلالها. وإن هذا التاريخ يندرج في محيطه الجيو تاريخي الحضاري المتوسطي والآسيوي. وأثر الهوية القومية بعد عام 1923 في صياغة التاريخ الجديد للمنطقة.
وفي البيان الختامي للمؤتمر، خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات التالية:
*- تكثيف مثل هذه اللقاءات العلمية والفكرية التي تسهم وبشكل كبير في رسم خطوط التواصل والتفاهم للارتقاء بالعلاقات العربية التركية.
*- أهمية التنظيم الدوري لمثل هذه المؤتمرات.
*- أكدّ المؤتمر على أهميّة ترجمة الوثائق، وزيادة حركة النشر، وترجمة الكتب من العربية للتركية وبالعكس لسد النقص المعرفي الموجود بين الشعبين.
*- الدعوة لزيادة فتح مدارس تعليم العربية والتركية في كل من البلاد العربية، وزيادة تقديم المنح الدراسية لتوفير المزيد من فرص تنشيط تعلّمُّ اللغتين.
*- تكثيف حركة النشر والبحث والتوثيق في مجال العلاقات العربية - التركية، والدعوة لمراكز البحث للتعاون فيما بينها.
*- فتح المجال أمام الباحثين لتعلّم اللغة العثمانية بهدف تحقيق الوثائق العربية الموجودة في الأرشيف العثماني، وفتح مكتبات المخطوطات أمام الباحثين العرب والأتراك.
*- زيادة تبادل الخبرات والدارسين بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدول العربية وتركيا.
*- تبادل تنظيم المعارض المشتركة بين الدول العربية وتركيا في مجالات عديدة، بحيث يتم فتح المجال أمام الشعبين للتعرّف بشكل أقرب على خصوصياتهم.
*- تخصيص جوائز مجزية للبحوث والدراسات التي تبحث في توثيق القواسم المشتركة في الموسيقا والثقافة والتراث المعماري والفنون.
*- التوافق على الصراحة التامة في تبيان إيجابيات وسلبيات العلاقات العربية والتركية، لبناء تعاون إيجابي مشترك يعتمد على أسس المصالح المشتركة.
*- تأليف لجان لإعادة صياغة التاريخ وما شوَّهته يد الصهيونية في فهم تاريخ الدولة العثمانية.
*- إنتاج برامج وثائقية للمحطات الفضائية تظهر التاريخ الحقيقي للروابط العربية التركية منذ بداية الدولة الإسلامية.
شهدت قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد وعلى مدار يومين متتاليين: الأول والثاني من شهر آب /أغسطس الحالي، انعقاد جلسات "مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة" الذي أقامته وزارة الثقافة السورية بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا "أرسيكا"، وبرعاية السيد المهندس (محمد ناجي العطري) رئيس مجلس الوزراء، الذي أناب عنه في افتتاح المؤتمر الدكتور (رياض نعسان آغا) وزير الثقافة السورية.
وقد أشار الدكتور (نعسان آغا) في كلمته الافتتاحية إلى أن العلاقات العربية – التركية ترجع إلى ما قبل الخلافة العثمانية بكثير، بل هي ترجع إلى سنة 21 للهجرة في عهد الخليفة (عمر بن الخطاب)، حين التقى (عبد الرحمن بن ربيعة) قائد جيش المسلمين في بلاد الباب بملك الترك شهربراز وعرض عليه أن ينضم إلى جيش المسلمين، وأن يساهم في فتح منطقة أرمينيا، فوافق الملك التركي، ورحَّب الخليفة (عمر) بذلك، وانضمَّ الأتراك إلى جيوش المسلمين وتتالت الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والأتراك شركاء في الفتح، وقد دخلوا في دين الإسلام تباعاً.
وأضاف الدكتور (نعسان آغا) أن : «إنَّ هذا التاريخ المشترك بين العرب والأتراك هو الذي جعل العرب يقبلون الخلافة العثمانية، بعد أن انتصر (سليم الأول) على قائد المماليك (قانصوه البرجي) في معركة مرج دابق، وبدأت الخلافة العثمانية سنة 1516، واستمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.
منذ ذاك التاريخ ولعقود ثمانية سار كل من الشعبين العرب والأتراك في اتجاهات مختلفة، لكن مرحلة جديدة بدأت في العلاقات التركية – العربية، مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في أنقرة، وهذه العلاقات تتَّسم بالندية والتشاركية، وهي بالتأكيد لا تتطلع إلى استعادة التاريخ، وإنما تستفيد من تجربته للانطلاق نحو المستقبل».
كما تحدث السفير التركي في سورية السيد "عمر أونهون" في افتتاح المؤتمر مشيراً إلى أهمية العلاقات العربية التركية، والسورية التركية بشكل خاص، ووتائر تطورها المتسارعة، مستفيدة من الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين، وأضاف: «إنَّ العرب والأتراك يجمعهما العمق الديني، والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك». مضيفاً: «إن المشكلة بين العرب والأتراك، أنهم لم يكتبوا تاريخهم المشترك، بل كُتِب ذلك التاريخ من قبل طرف ثالث، طرف قام بتغيير الحقائق وتزوير الوقائع، لذلك علينا أن نبدأ بكتابة تاريخنا من جديد وبأنفسنا».
كما تحدَّث السيد (نزيه معروف) من مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا "أرسيكا" معرِّفاً بالمركز الذي تأسس عام 1980، كأول جهاز يعمل في الثقافة، وهو تابع للمؤتمر الإسلامي.
وقد شارك المركز في عقد العديد من المؤتمرات البحثية، أهمها ندوة "بلاد الشام في العهود العثمانية" سنة 2005، و"القدس في العهد العثماني" في عام 2009، والتي صدرت أوراق كل منها في كتاب مستقل.
في المحور الأول لهذا المؤتمر، والذي عُنون باسم "أواصر العلاقات العربية التركية" حدثنا الدكتور "جنكيز تومار" أستاذ التاريخ التركي عن بدايات ظهور لفظ الترك والأتراك في الشعر العربي قبل الإسلام، كما استعاد أول لقاء بينهما في معركة عام 751 م، حيث شاركت القبائل التركية في الجيوش الإسلامية التي افتتحت آسيا الوسطى، وظل نفوذ القادة الأتراك يتعاظم حتى بنى العباسيون لهم مدينة سامراء في العراق. وأخذ هذا النفوذ ينتقل إلى حقل السياسة في القرنين التاسع والعاشر، إذ لعب الأتراك دوراً بارزاً إلى جانب العرب في التصدي للغزوات الصليبية.
واعتبر الدكتور الشاعر "نذير العظمة" أنّ ما يجمع العرب مع الأتراك قبل الدولة العثمانية بسبعة قرون كان الكثير في الثقافة والدين واللغة والتقاليد، وحتى الأزياء والطعام.
وقد تعزّز ذلك بتاريخ مشترك في مقاومة الأطماع البيزنطية في المنطقة، حيث قاد السلاجقة والزنكيون والأيوبيون والمماليك معارك الثغور.
وقد تابع الدكتور "وليد رضوان" من سورية الحديث عن العرب والسلاجقة في مواجهة الغزو الصليبي منذ المعركة التي قادها "قلب أرسلان" عام 1096، ونجاح السلاجقة في إفشال ثلاث حملات إفرنجية لاحتلال مدينة حلب أعوام: 1118-1122-1124، بعدها انطلق الزنكيون، ومن ثمّ الأيوبيون في توحيد بلاد الشام ومصر كمقدمة لدحر الحملات الصليبية عن المنطقة.
الدكتور "توفان بوز بنار" من تركيا قدّم قراءته للعلاقات التركية- العربية خلال الفترة العثمانية التي استمرت قرابة 400 سنة، حين كان الشعبان رعايا دولة واحدة، يجمعهم تاريخ مشترك وموغل في القدم. إضافة للدين الإسلامي الواحد، إذ سعى الأتراك في هذه المرحلة لتعلّم اللغة العربية كي يساهموا في نشر الإسلام.
فيما ظهر العامل الخارجي بعد عام 1840 ساعياً لتشويه العلاقات العربية- التركية، عبر خطة استعمارية للبلاد العربية، مع تأكيده على عجز الدولة العثمانية عن الإصلاحات التي كان الجميع ينادي بها. مُستخلصاً أنه لا توجد مشكلة بين الشعبين العربي والتركي، بل هنالك مشكلة بين النخب السلطوية العربية والتركية، أخذت تتجلّى في تضارب المصالح القومية لكل منهما.
الدكتور "محمد يحيى خراط" من سورية درس إمارة حلب بين المماليك والدولة العثمانية، إذ كانت تشكل هذه المدينة عتبة بلاد الشام بالنسبة للأتراك، وكيف أنّ السلطان "سليم الأول" بعد انتصاره في معركة "مرج دابق" لم يستقر في حلب أكثر من أسبوعين ثمّ تابع معركته لفتح بقيّة بلاد الشام ومصر خلال أقل من عام.
وحده الدكتور "أمر الله إيشلر" الذي انتقل بنا من زمن التاريخ إلى الزمن الراهن، ليحدثنا عن السياسة الخارجية الجديدة لتركيا وانعكاساتها على العلاقات التركية- العربية، مُعترفاً بأنّ تركيا الحديثة منذ تأسيسها عام 1923، اتبَّعت سياسة جديدة في علاقاتها الخارجية تسير بخطٍّ واحد إلى الغرب، مقابل انقطاع شبه تام في علاقاتها مع محيطها العربي والإسلامي، وأضاف "إيشلر" أنّ السياسة الخارجية التركية لم تتغيّر إلاّ بعد تولي حزب "العدالة والتنمية" الحكم في تركيا أواخر 2002، حيث انتقلت إلى سياسة متعددة المحاور، بهدف تأمين الأمن والسلام والاستقرار للجميع، وهذا انعكس بالضرورة على العلاقات التركية- العربية.
ومن ملامح هذه السياسة الجديدة كان تعزيز الحرّيات في الداخل دون التفريط بالضوابط الأمنية، واعتماد سياسة اربح..اربح، فأي سياسة لا تدعمها المصالح لا يمكن أن تنجح. كما سعت لاستباق الأحداث. وتصفير المشاكل مع الدول المجاورة. إضافة إلى التدخّل الفعّال في السياسة الدوليّة.
وفي نتائج هذه الدبلوماسية الجديدة أوضح «إيشلر»: «إن تركيا أصبحت عنصراً مراقباً في جامعة الدول العربية، كما انتخبت لأول مرة في منصب أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وأصبحت إسطنبول مركزاً للعديد من المؤتمرات الدولية، كما توسَّطت بين سورية وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة، لمدة ستة أشهر، واستضافت قمة للتعاون التركي- الإفريقي، وألغت تأشيرة الدخول بين تركيا وكل من سورية وبعض الدول العربية، وأقرَّت اتفاقية عدم الازدواج الضريبي، وهي تعمل على تشجيع الاستثمارات المتبادلة بين تركيا وسورية.
وفي الحقل الثقافي وقعت تركيا أربع اتفاقيات ثقافية مع سورية، وأربع بروتوكولات أيضاً». مما يعني برأيه أن تركيا عادت اللاعب الأساسي في أرض الملعب الإقليمي.
خارج هذا التناول السياسي لمحور أواصر العلاقات العربية التركية، تحدث الدكتور (محمد فاتح زغل) من الإمارات عن رحلة (مطراقي زاده)، وما قاله حول دخول بغداد وحلب حين رافق السلطان (سليم القانوني) سنة 1534 لفتح العراق وبلاد الشام. وقد تضمَّنت أوراق (مطراقي زادة) وصفاً مدهشاً لمنازل ومراحل الطريق الذي سلكته الحملة في ذهابها وإيابها، وما مرَّت به من قصبات وقرى وقلاع وجسور وأنهار وجبال وصحارى، ولم يقتصر عرض (مطراقي زاده) على وصف الطبيعة، بل تعدى ذلك إلى التضاريس والمناخ وقياس المسافات بالفرسخ، كما حملت هذه الشهادة سجلاً نادراً لوقائع الحرب العثمانية الصفوية التي عايشها مباشرة، وعن قرب إلى جانب السلاطين العثمانيين، ولم يكتف (زادة) يكتف بالكلمات، فهو كان فناناً تشكيلياً رسم بريشته عدداً كبيراً من الصور الملونة، رسم المدن والحصون والخرائب الأثرية، رسم الخانات والأضرحة والمباني المختلفة دون البشر، لذلك تعتبر مجموعته من أهم الوثائق العالمية في دراسة تخطيط المدن الإسلامية والأبنية الرئيسية، إباَّن القرن السادس عشر الميلادي.
ولدينا دراسة أخرى للدكتورة (خيرية قاسمية) من فلسطين، عن سيرة حياة ضابط عربي في الجيش العثماني هو (فوزي قاوقجي) المتوفى عام 1976، الذي سجل في مذكراته آراءه وانطباعاته الهامة، إذ بدأ حياته في الجيش العثماني عام 1912، وانسحب من مسرح الأحداث بعد نكبة فلسطين 1948، وقد ركّزت الدكتورة في ورقتها على فترة مهمة من تاريخ العلاقات العربية التركية ما بين عام 1912 و1928. وتناولت جانباً مهماً من علاقات (قاوقجي) مع المؤسسة العسكرية العثمانية وقياداتها في تلك الفترة الفاصلة من تاريخ العلاقات التركية العربية، وبشكل خاص في ظل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى وانهيار الدولة العثمانية، وتحدثت الورقة عن تسويات ما بعد الحرب التي مزَّقت الوطن العربي، فيما كان البعض، ومنهم (القاوقجي) يتطلَّع إلى مساندة تركية دون جدوى.
المشاركة الأخيرة في هذا المحور للأستاذ (أحمد المفتي) من سورية، الذي عرض بالوثائق والصور لمشروع الخط الحديدي الحجازي وعلاقته بطريق الحج كنموذج من المشروع الحضاري للسلطان (عبد الحميد)، برأي الباحث. إذ قرر في عام 1900 تنفيذ مشروع سكة الحديد لربط تركيا بالحجاز، حيث وصل أول قطار إلى المدينة المنورة في السعودية عام 1908.وكان وقفاً إسلامياً، لكن بعد انسحاب العثمانيين من الشام ودخول الحلفاء، استولت بريطانيا على فلسطين وتسلمت إدارة الخط الحديدي فيها، بينما تسلمت الحكومة الفيصلية قسم سورية، ونسفت أجزاء من هذا الخط الحديدي، وتعرَّض للتخريب أثناء الحرب، ويضيف الباحث إن الغرب تآمر على خلع السلطان (عبد الحميد الثاني) سنة 1908 لتعطيل كل المشاريع التي كان قد خطَّط لها.
في المحور الثاني الذي وُضِع له عنوان "الأدب واللغة" تحدّث الدكتور "علي القيم" معاون وزير الثقافة عن القواسم المشتركة بين الموسيقا العربية والتركية، مؤكداً على أهميّة الفترة العثمانية في تطوير وامتزاج الغناء العربي والتركي الذي تطور في صيغة التخت الشرقي، وهو يكاد ينقرض حالياً بتأثير العولمة الموسيقية التي تجتاحنا.
الدكتور "برهان كور أوغلو" من تركيا تحدَّث عن إسهامات الأتراك في تطور العلم والفكر الإسلامي بدءاً من المدارس النظامية 1066 التي أنشأها الوزير السلجوقي "نظام الملك" في بغداد حتى أصبحت نموذجاً للتعليم الإسلامي والعلوم العلمية معاً.
وقد توقَّف د. "موسى يلدز" عند التأثير المتبادل بين اللغتين العربية والتركية انطلاقاً من الإسلام، حيث تبّنى الأتراك الحرف العربي في الكتابة، وتعلموا العربية لأداء الفروض الدينية وقراءة القرآن، ولم تلبث أن اغتنت اللغة التركية - الإيغورية بالعديد من الكلمات العربية حتى أصبح لدينا لغة جديدة عرفت باللغة العثمانية. وحتى بعد استبدال الأبجدية العربية بالأبجدية اللاتينية نجد أن الكلمات العربية في عام 1974 لا تقل عن 24 % لكنها بعد الثمانينيات من القرن المنصرم تراجعت إلى أقل من 13 % نتيجة الدور الكبير للإعلام وعمليات التغريب.
الفنان والباحث "حسروا صوباشي" أشار إلى أنّ كتابة القرآن الكريم بالخط العربي أتاحت فرصة مهمة لتطوير الحرف العربي واكتسابه خصائص جمالية وإبداعية في تركيا. وقد رعت الدولة العثمانية ومثقفوها هذا الاتجاه ودعمته حتى وصل الخط العربي إلى قمة الجمال والإبداع. كما سعوا إلى تثبيت قواعد الخط المتمثلة في أشكال الحروف ونظام الأسطر وتركيب الكلمات.
البحث الأخير في هذا المحور، كان بعنوان "الترجمة الأدبية بين الأصيل والوسيط في الساحة التركية"، للدكتور "نور الدين جفيز" من تركيا. إذ أشار الباحث إلى حضور أمهات الكتب العربية القديمة في اللغة التركية كالمعلقَّات السبع، المقامات، "نهج البلاغة"، "طوق الحمامة"، و"آداب الملوك" للثعالبي وسواها كثير. لكن الترجمة من الأدب المعاصر ما بين العربية والتركية، هي الأقل، وقد تمَّت غالباً عبر لغة ثالثة وسيطة، هكذا قرأنا "نجيب محفوظ" أو "أدونيس" مثلاً، بينما الترجمة المعاصرة من التركية إلى العربية عانت من هذه الإشكالية قليلاً ثم سعت إلى تجاوزها، فترجمات "ناظم حكمت" و"يشار كمال" و "عزيز نيسين" وصولاً إلى "أورهان باموق" تتّم من التركية مباشرة. و طالب الباحث بتشجيع عمليات الترجمة المباشرة بين اللغتين العربية والتركية.
المحور الثالث والأخير أتى تحت عنوان "الفنون والعمارة"، وقد تحدَّث فيه الدكتور "عفيف بهنسي" من سورية عن تحوّل عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر، والمهندس "محمود زين العابدين" قدّم رؤية معمارية حول مساجد سورية في العصر العثماني، أمّا الدكتور "يوسف نعيسة" فقد عرض علينا ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق، كذلك الدكتور "صبحي ساعتجي" قدّم لمحات عن الفن المعماري السوري في العهد العثماني.
الدكتور (يحيى محمد محمود) من مصر درس موضوعة تسويق الفن الدمشقي من إسطنبول إلى أوروبا في القرن السابع عشر، وأخذ مثالاً من متحف "الكرملين" في موسكو، حيث تكثر فيه المقتنيات الفنية التي صُنِعت في دمشق وبِيعَت في أسواق إسطنبول. وبشكل خاص في زمن الإمبراطورة "كاترينا"، كالقبعة التي حوت نقوشاً إسلامية، أو السيف الذي تنقش عليه عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وحتى في بولندا وُجِدت تحف وآثار تحمل النقوش الإسلامية.
الدكتور (وجيه كوثراني) من لبنان قدم جملة مفاهيم لقراءة موضوعية للتاريخ العثماني الذي ظُلِم برأيه، مؤكداً أن التاريخ العثماني لا ينفصل عن مسار التاريخ الإسلامي العام، وجدلية "ابن خلدون" بين العصبية والدعوة في ظهور الدول واضمحلالها. وإن هذا التاريخ يندرج في محيطه الجيو تاريخي الحضاري المتوسطي والآسيوي. وأثر الهوية القومية بعد عام 1923 في صياغة التاريخ الجديد للمنطقة.
وفي البيان الختامي للمؤتمر، خلص المشاركون إلى جملة من التوصيات التالية:
*- تكثيف مثل هذه اللقاءات العلمية والفكرية التي تسهم وبشكل كبير في رسم خطوط التواصل والتفاهم للارتقاء بالعلاقات العربية التركية.
*- أهمية التنظيم الدوري لمثل هذه المؤتمرات.
*- أكدّ المؤتمر على أهميّة ترجمة الوثائق، وزيادة حركة النشر، وترجمة الكتب من العربية للتركية وبالعكس لسد النقص المعرفي الموجود بين الشعبين.
*- الدعوة لزيادة فتح مدارس تعليم العربية والتركية في كل من البلاد العربية، وزيادة تقديم المنح الدراسية لتوفير المزيد من فرص تنشيط تعلّمُّ اللغتين.
*- تكثيف حركة النشر والبحث والتوثيق في مجال العلاقات العربية - التركية، والدعوة لمراكز البحث للتعاون فيما بينها.
*- فتح المجال أمام الباحثين لتعلّم اللغة العثمانية بهدف تحقيق الوثائق العربية الموجودة في الأرشيف العثماني، وفتح مكتبات المخطوطات أمام الباحثين العرب والأتراك.
*- زيادة تبادل الخبرات والدارسين بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدول العربية وتركيا.
*- تبادل تنظيم المعارض المشتركة بين الدول العربية وتركيا في مجالات عديدة، بحيث يتم فتح المجال أمام الشعبين للتعرّف بشكل أقرب على خصوصياتهم.
*- تخصيص جوائز مجزية للبحوث والدراسات التي تبحث في توثيق القواسم المشتركة في الموسيقا والثقافة والتراث المعماري والفنون.
*- التوافق على الصراحة التامة في تبيان إيجابيات وسلبيات العلاقات العربية والتركية، لبناء تعاون إيجابي مشترك يعتمد على أسس المصالح المشتركة.
*- تأليف لجان لإعادة صياغة التاريخ وما شوَّهته يد الصهيونية في فهم تاريخ الدولة العثمانية.
*- إنتاج برامج وثائقية للمحطات الفضائية تظهر التاريخ الحقيقي للروابط العربية التركية منذ بداية الدولة الإسلامية.
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 - 2:38
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 - 12:54
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 12:35
بارك الله بك وجزاكِ كل خير
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 13:33
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الخميس 22 سبتمبر 2011 - 15:51
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 0:34
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 11:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 15:43
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الأحد 25 سبتمبر 2011 - 22:51
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الجمعة 7 أكتوبر 2011 - 19:52
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
السبت 8 أكتوبر 2011 - 0:13
- Saad Eddineعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2256
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 - 0:12
سدد الله خطاك اخـ(ت)ـي الفاضل(ة) على الموضوع الجميل
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 - 1:43
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 - 12:50
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- طارق بن زيادعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2233
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 - 14:03
أكرمك الله على الموضوع الرائع والجميل
دائما في انتظار جديدك
دائما في انتظار جديدك
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
السبت 5 نوفمبر 2011 - 19:58
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الثلاثاء 13 ديسمبر 2011 - 7:03
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: مؤتمر العرب والأتراك... مسيرة تاريخ وحضارة
الإثنين 20 فبراير 2012 - 21:16
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى