- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
سأبقى صامتاً...............
الأربعاء 7 سبتمبر 2011 - 18:09
سأبقى صامتاً
كنت أظن أن الهروب من الحقيقة يريحني.. يبعدني عن الألم والصراع وكسر زجاج العلاقة الزوجية. لكن هذا الصمت الكاذب جعلني أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل حتى لا ترى ما يجري حولها وتظن أنها مختبئة, هذا الصمت القاتل هو السم الذي يقتلنا ببطء.
قد تكون الحقيقة رصاصة في القلب لكنها أفضل بكثير من سمٍ نشربه كل يوم حتى يومنا الأخير.
تزوجْتُها بناءً على الأنظمة والقوانين العائلية والاجتماعية, فكانت أفضل عروسٍ تناسب مقامي ومكانتي, كنت أعلم أنها تحبني وأنها سعت للتقرب من أمي حتى تصل في النهاية إلي. ورغم أني كنتُ أعيش حياتي الحافلة بكل الملذات, ورغم أنه لدي حبيبة لا تناسب الزواج, لكني فضلت أن أعمل بمشورة أهلي وأتزوج, وكانت هي المرشحة الأولى. مع أيام الخطبة كان تعلقها بي شديداً, حتى أني أرغمت نفسي على إقناع قلبي بأني أحبها أيضاً.. فأمام شخصٍ يحبك جداً لا تستطيع إلا أن تُقدم عاطفة ً فيها من الرضى والغرور أكثر ما فيها من الحب الحقيقي, وقد تختلط عليك الأمور فتظن أنك تحبه لكنك في الواقع تحب محبته لك.. شغفه بك. فالإنسان يطمح دائماً إلى أن يكون محبوباً ومرغوباً, فيسعدُ بشخصٍ يعشقه, ويقدم له بالمقابل شعوراً يشبه الحب لكنه ليس حباً نابعاً من أعماقه, إنما هو ردة فعلٍ إنسانية وأنانية, تعمي أعيننا وتجعلنا نقع في بئرٍ عميقٍ لا قرار له, كما حدث معي..
تزوجتها وأنا أظن أني سأحبها مع الأيام أكثر, وأني لا بد سأقابل مشاعرها بمثيلتها, لكنني منذ اليوم الأول شعرت بأني كنت مخطئاً وأن الحب لا يمكن أن نشتريه أو ننتظره, فهو نغمةٌ توشوش القلبَ دون استئذان, هو عطرٌ يدغدغ عواطفنا ويفجر طاقاتٍ كامنةً نتعجب من أين نملكها..
رفضت المثول لواقع اليوم الأول, وأكدت لنفسي أن الغد أفضل, فكانت حساباتي دائماً تفشل ويقف جسدي عاجزاً عن ترجمة مشاعر مفقودة. وعروسي مخدوعة تظن أنني أحبها.. كنت أغمض عيني محاولاً استعادة أية ذكرى قد تجعلني أحلق معها على غيومِ النشوة, ومع كل مرة أنهي مهمتي بنجاح كيميائيٍ يقوم بتجربة دون أن تطرق السعادة لي باباً.
اليوم أجد طفلاً بين يدي, وكلما مر الزمن ازداد صمتي جبناً وازداد تمثيلي مهارةً, حتى أنني أصبحت أصلح بطلاً لرواية سعيدة كتبها خوفي من أن أؤذي أحدهم, احترامي لزوجتي وحبها لي جعلني أصمت, نظرات السعادة في عيون أمي وأبي جعلتني أصمت, فرحة ابني بسعادة عائلته جعلتني أصمت.. وأتابع فصول المسرحية وأقول لنفسي بعد كل مشهد: الأفضل أن تكون الضحية واحدة فداءً عن العائلة. لكني أتألم وقلبي يتمزق كورقٍ قديم تقطعه الرياح وترميه بعيداً عن عيون الناس. لو أني كنت جريئاً منذ اليوم الأول لما تمادى الخداع بلعبته معي, لو كنت شجاعاً وقلت لها لا أحبكِ لما تربصت بي تلك الغصة تعيش معي أبداً في أعماقي. أعلم أني بصمتي أبني عائلة.. ولأجل هذه العائلة سأبقى صامتاً...
كنت أظن أن الهروب من الحقيقة يريحني.. يبعدني عن الألم والصراع وكسر زجاج العلاقة الزوجية. لكن هذا الصمت الكاذب جعلني أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل حتى لا ترى ما يجري حولها وتظن أنها مختبئة, هذا الصمت القاتل هو السم الذي يقتلنا ببطء.
قد تكون الحقيقة رصاصة في القلب لكنها أفضل بكثير من سمٍ نشربه كل يوم حتى يومنا الأخير.
تزوجْتُها بناءً على الأنظمة والقوانين العائلية والاجتماعية, فكانت أفضل عروسٍ تناسب مقامي ومكانتي, كنت أعلم أنها تحبني وأنها سعت للتقرب من أمي حتى تصل في النهاية إلي. ورغم أني كنتُ أعيش حياتي الحافلة بكل الملذات, ورغم أنه لدي حبيبة لا تناسب الزواج, لكني فضلت أن أعمل بمشورة أهلي وأتزوج, وكانت هي المرشحة الأولى. مع أيام الخطبة كان تعلقها بي شديداً, حتى أني أرغمت نفسي على إقناع قلبي بأني أحبها أيضاً.. فأمام شخصٍ يحبك جداً لا تستطيع إلا أن تُقدم عاطفة ً فيها من الرضى والغرور أكثر ما فيها من الحب الحقيقي, وقد تختلط عليك الأمور فتظن أنك تحبه لكنك في الواقع تحب محبته لك.. شغفه بك. فالإنسان يطمح دائماً إلى أن يكون محبوباً ومرغوباً, فيسعدُ بشخصٍ يعشقه, ويقدم له بالمقابل شعوراً يشبه الحب لكنه ليس حباً نابعاً من أعماقه, إنما هو ردة فعلٍ إنسانية وأنانية, تعمي أعيننا وتجعلنا نقع في بئرٍ عميقٍ لا قرار له, كما حدث معي..
تزوجتها وأنا أظن أني سأحبها مع الأيام أكثر, وأني لا بد سأقابل مشاعرها بمثيلتها, لكنني منذ اليوم الأول شعرت بأني كنت مخطئاً وأن الحب لا يمكن أن نشتريه أو ننتظره, فهو نغمةٌ توشوش القلبَ دون استئذان, هو عطرٌ يدغدغ عواطفنا ويفجر طاقاتٍ كامنةً نتعجب من أين نملكها..
رفضت المثول لواقع اليوم الأول, وأكدت لنفسي أن الغد أفضل, فكانت حساباتي دائماً تفشل ويقف جسدي عاجزاً عن ترجمة مشاعر مفقودة. وعروسي مخدوعة تظن أنني أحبها.. كنت أغمض عيني محاولاً استعادة أية ذكرى قد تجعلني أحلق معها على غيومِ النشوة, ومع كل مرة أنهي مهمتي بنجاح كيميائيٍ يقوم بتجربة دون أن تطرق السعادة لي باباً.
اليوم أجد طفلاً بين يدي, وكلما مر الزمن ازداد صمتي جبناً وازداد تمثيلي مهارةً, حتى أنني أصبحت أصلح بطلاً لرواية سعيدة كتبها خوفي من أن أؤذي أحدهم, احترامي لزوجتي وحبها لي جعلني أصمت, نظرات السعادة في عيون أمي وأبي جعلتني أصمت, فرحة ابني بسعادة عائلته جعلتني أصمت.. وأتابع فصول المسرحية وأقول لنفسي بعد كل مشهد: الأفضل أن تكون الضحية واحدة فداءً عن العائلة. لكني أتألم وقلبي يتمزق كورقٍ قديم تقطعه الرياح وترميه بعيداً عن عيون الناس. لو أني كنت جريئاً منذ اليوم الأول لما تمادى الخداع بلعبته معي, لو كنت شجاعاً وقلت لها لا أحبكِ لما تربصت بي تلك الغصة تعيش معي أبداً في أعماقي. أعلم أني بصمتي أبني عائلة.. ولأجل هذه العائلة سأبقى صامتاً...
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: سأبقى صامتاً...............
الخميس 8 سبتمبر 2011 - 9:34
لاحول ولا قوة إلا بالله
هذه القصة هي من الواقع الذي نعيشه ونتعايش معه كل يوم
=====================
لكني أتألم وقلبي يتمزق كورقٍ قديم تقطعه الرياح وترميه بعيداً عن عيون الناس. لو أني كنت جريئاً منذ اليوم الأول لما تمادى الخداع بلعبته معي, لو كنت شجاعاً وقلت لها لا أحبكِ لما تربصت بي تلك الغصة تعيش معي أبداً في أعماقي. أعلم أني بصمتي أبني عائلة.. ولأجل هذه العائلة سأبقى صامتاً...
هذه القصة هي من الواقع الذي نعيشه ونتعايش معه كل يوم
=====================
لكني أتألم وقلبي يتمزق كورقٍ قديم تقطعه الرياح وترميه بعيداً عن عيون الناس. لو أني كنت جريئاً منذ اليوم الأول لما تمادى الخداع بلعبته معي, لو كنت شجاعاً وقلت لها لا أحبكِ لما تربصت بي تلك الغصة تعيش معي أبداً في أعماقي. أعلم أني بصمتي أبني عائلة.. ولأجل هذه العائلة سأبقى صامتاً...
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: سأبقى صامتاً...............
الخميس 8 سبتمبر 2011 - 16:52
مرور عطر منك اخي الغالي مصطفى
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47045
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: سأبقى صامتاً...............
الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 16:02
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: سأبقى صامتاً...............
الإثنين 19 سبتمبر 2011 - 18:58
- بلالعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 12/06/2010
رد: سأبقى صامتاً...............
الأربعاء 29 فبراير 2012 - 18:05
جزاك الله عنا خيرا
على
الموضوع الرائع والمجهود المتميز
على
الموضوع الرائع والمجهود المتميز
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى