- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
هادم البيوت
الجمعة 28 مايو 2010 - 16:38
### هادم البيـوت###
هادم البيوت (الطلاق)
كلمةٌ من
الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها
من كلمةٍ صغيرة، ولكنها جليلةٌ عظيمة خطيرة، الطلاق، الوداع والفراق
والجحيم والألم الذي لا يطاق، كم هدم من بيوت للمسلمين، كم فرّق من شملٍ
للبنات والبنين، كم قطّع من أواصر للأرحام والمحبين والأقربين، يا لها من
ساعةٍ حزينةٍ، يا لها من ساعةٍ عصيبةً أليمة، يوم سمعت المرأة طلاقها،
فكفكفت دموعها وودعت زوجها، ووقفت على باب بيتها؛ لتلقي آخر النظرات على
بيتٍ مليءٍ بالذكريات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ، هُدمت بها بيوت المسلمين،
وفُرّق بها شمل البنات والبنين.
الزواج نعمةٌ
من نعم الله، ومنةٌ من أجلّ منن الله، جعله الله آية شاهدةً بوحدانيته،
دالةً على عظمته وألوهيته، لكنه إنما يكون نعمةً حقيقية إذا ترسّم كلا
الزوجين هدي الكتاب والسنة، وسارا على طريق الشريعة والملّة، عندها تضرب
السعادة أطنابها في رحاب ذلك البيت المسلم المبارك، ولكن ما إن يتنكب
الزوجان أو يتنكب واحدٌ منهما عن صراط الله حتى تفتح أبواب المشاكل، عندها
تعظم الخلافات والنزاعات، ويدخل الزوج إلى بيته حزيناً كسيراً، وتخرج
المرأة من بيتها حزينةً أليمةً مهانةً ذليلةً، عندها يعظم الشقاق ويعظم
الخلاف والنزاع، فيفرح الأعداء ويشمت الحسّاد والأعداء، عندها – عباد الله
– يتفرّق شمل المؤمنين، وتقطّع أواصر المحبين.
كُثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا زوجاً يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوجٌ
ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزةً كريمةً ضاحكة مسرورة،
ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة.
كثر الطلاق
اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات
والمسئوليات، سهرٌ إلى ساعات متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوق الزوجات، والأبناء
والبنات، يُضحك الغريب ويبكي القريب، يؤنس الغريب يوحش الحبيب.
كثر الطلاق اليوم حينما كثر النمّامون، وكثر الحسّاد الواشون.
كثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا زوجاً يغفر الزلة ويستر العورة والهنّة، حينما فقدنا
زوجاً يخاف الله ويتقي الله ويرعى حدود الله ويحفظ العهود والأيام التي
خلت والذكريات الجميلة التي مضت.
كثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، حينما
أصبحت المرأة طليقة اللسان طليقة العنان، تخرج متى شاءت، وتدخل متى أرادت،
خرّاجة ولاجة إلى الأسواق، إلى المنتديات، واللقاءات، مضيعة حقوق الأزواج
والبنات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ.
كثر الطلاق اليوم حينما كثر الحسّاد والنمامون والواشون والمفرّقون.
كثر الطلاق
اليوم حينما تدخّل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع
ابنه في كل صغير وكبير، وفي كل جليل وحقير، والأم تتدخل في شؤون بنتها في
كل صغير وكبير وجليل وحقير حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق. ألم يعلما
أنه من أفسد زوجةً على زوجها أو أفسد زوجاً على زوجته لعنه الله.
كثر الطلاق
اليوم – عباد الله – لما كثرت المسكرات والمخدرات فذهبت العقول وزالت
الأفهام، وتدنّت الأخلاق، وأصبح الناس في جحيم وألمٍ لا يطاق.
كثر الطلاق لما
كثرت النعم وبطر الناس الفضل من الله والكرم، وأصبح الغني الثري يتزوج
اليوم ويطلق في الغد القريب، ولم يعلم أن الله سائله، وأن الله محاسبه،
وأن الله موقفه بين يديه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا عشيرة ولا
أقربون.
يا من يريد الطلاق، الطلاق الوداع والفراق، الطلاق جحيمٌ لا يطاق، الطلاق يبدد شمل البنات والبنين، ويقطّع أواصر الأرحام والأقربين.
الطلاق – عباد الله – مصيبة عظيمةٌ، فيا من يريد الطلاق اصبر فإن الصبر جميلٌ، وعواقبه حميدةٌ من الله العظيم الجليل.
يا من يريد
الطلاق إن كانت زوجتك ساءتك اليوم فقد سرّتك أياماً، وإن كانت أحزنتك هذا
العام فقد سرّتك أعواماً. يا من يريد الطلاق انظر إلى عواقبه الأليمة
ونهاياته العظيمة، انظر لعواقبه على الأبناء والبنات، انظر إلى عواقبه على
الذرية الضعيفة، فكم بُدد شملها، وتفرّق قلبها بسبب ما جناه الطلاق عليها.
يا من يريد
الطلاق: صبرٌ جميلٌ فإن كانت المرأة ساءتك فلعل الله أن يخرج منها ذريةً
صالحةً تقر بها عينك، قال ابن عباس في قوله تعالى: فإن كرهتموهن فعسى أن
تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
قال: هو الولد
الصالح. المرأة تكون عند زوجٍ تؤذيه وتسبّه وتُهينه وتؤلمه، فيصبر لوجه
الله ويحتسب أجره عند الله ويعلم أن معه الله، فما هي إلا أعوامٌ حتى يقرّ
الله عينه بذريةٍ صالحةٍ، وما يدريك فلعل هذه المرأة التي تكون عليك اليوم
جحيماً لعلها أن تكون بعد أيام سلاماً ونعيماً، وما يدريك فلعلّها تحفظك
في آخر عمرك، صبر فإن الصبر عواقبه حميدةٌ، وإن مع العسر يسراً.
عباد الله: اتقوا الله في الأزواج
والزوجات ويا معاشر الأزواج تريثوا فيما أنتم قادمون عليه. إذا أردت
الطلاق فاستشر العلماء، وراجع الحكماء، والتمس أهل الفضل والصلحاء،
واسألهم عمّا أنت فيه وخذ كلمة منهم تثبتك، ونصيحةً تقوّيك.
إذا أردت
الطلاق فاستخر الله وأنزل حوائجك بالله، فإن كنت مريداً للطلاق فخذ بسنة
حبيب الله طلّقها طلقةً واحدةً في طهر لم تجامعها فيه، لا تطلّقها وهي
حائضٌ فتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا طلقتها
فطلقها طلقة واحدةً، لا تزيد، جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس
طلقت امرأتي مائة تطليقة. قال : (ثلاثٌ حرمت بهن عليك، وسبع وتسعون اتخذت
بها كتاب الله هزواً).
من الضحية؟ من الخاسر؟ من الذي تقع عليه كل سلبيات الطلاق؟
إذا أردتم
الإجابة فادخلوا دور الأحداث. المجرمين الصغار واسألوهم كيف أصبحتم
مجرمين؟؟ اسألوه: أين والدك؟ وأين والدتك؟ ألم يربيانك؟.
إذا أردتم
الإجابة اسألوا الأرصفة، اسألوا أصدقاء السوء كيف يجدون فرائسهم؟ اسألوا
دور رعاية الأيتام، اسألوا المستشفيات النفسية، اسألوا الراسبين في
الدراسة والراسبات، اسألوا مرتادي الليالي المظلمة، اسألوا مستنقعات
المخدرات وغياهب السجون، اسألوا التشرد والضياع والهم والغم والفاقة
والحاجة والقلق، كلهم سيقولون: إن الخاسر الوحيد في عملية الطلاق هم
الأبناء.
إذا رأيتم
طفلاً مهموماً لا يملك إلا إخفاء حزنه بكفه ليضعه على خده فاعلموا أن الأب
جنى عليه بكلمة الطلاق . إذا رأيتم طفلاً أخذ يبحث عن الحنان والعطف بين
أحضان أصدقاء السوء وأهل اللهو والفجور فاعلموا أن الأب جنى عليه بكلمة
الطلاق.إذا رأيتم طفلاً ملت منه كراسي الدراسة لبلادة ذهنه وعدم فهمه
فاعلموا أن والده جنى عليه بالطلاق. إذا رأيتم شاباً ضاع هدفه وتاه أمله
ولم يجد بُداً من الهرب من واقعه إلا بالمخدرات فاعلموا أن والده جنى عليه
بالطلاق.
لست أقول: إن
الشاب إذا وقع في المخدرات والضياع والفشل الدراسي والتشرد لا سبب لذلك
إلا الطلاق، ولكني أقول: إن من الأسباب الرئيسة لكل ذلك هو الطلاق.
الأب هو الجاني
نعم: لأن العصمة بيده والعقدة بيده. لم يصبر واختار سعادته على سعادة
أبنائه، واختار راحته على راحة أبنائه، واختار فراق الأم في ساعةٍ الأبناء
أحوج ما يكونون فيها إلى لـمّ شمل الأسرة، أصبح الطفل في هذه الأسرة
الممزقة غريباً مهموماً شريداً، إذا دخل المنزل جالت عيناه في أرجاء البيت
بحثاً عن أمه، وتلكأت كلماته لنداء أمه، فلم يجد بداً من السماح لدموعه أن
تعبر عن ألم نفسه. ألا فاتقوا الله في الأبناء، ألا فاتقوا الله في
الأبناء.
نحن في مجتمع
تحيط به السلبيات من جانب فكيف هي حال من تدمرت أسرته وانهارت أركانها
وتدمرت مراكز الحصانة والحماية لديه. لا أعتقد إلا أنه سيكون واحداً ممن
يغوص في غياهب ظلمة ومستنقعات الضياع والرذيلة، والسبب هو الطلاق.
الطرق التي تبعدك عن الوقوع في الطلاق:
- اخرج من المنزل عند اشتداد الخلاف ولا تترك للشيطان فرصة للوصول لمبتغاه.
- لا تتصلب في رأيك ولا تعتقد أن الرجولة تظهر في ذلك.
- لا تستثر من الزوجة عند طلبها للطلاق ولا تمكن أهل السوء والغباء وأهل الجهل وعدم الحكمة من أهل الزوجة أن يستثيروك فتطلق.
- احترم والدتك ووالدك، وبرهما، وتذلل لهما، ولكن لا تسمح لهما أو لغيرهما أن يدمروا حياتك الزوجية بالتدخلات في الحياة الخاصة .
- إذا قررت الطلاق فلا تنفذ وقت القرار بل أرجئ التنفيذ إلى أسبوع أو أكثر.
- استشر أهل الصلاح والحكمة .
- وأخيراً تذكر الأطفال، تذكر الأبناء، ما مصيرهم، تذكر غربتهم في بيتك وغربتهم في بيت أمهم، تذكر عدم استقرارهم
- اعلم أن حالة اليتيم النفسية أخف بكثير من حال من افترق والداه بالطلاق.
- اعلم أن الضحية الوحيدة هم الأبناء، ربما تجد خيراً منها وتجد هي خيراً منك، ولكن الأبناء لن يجدوا....!!
كن حريصًا على استمرارِ الحياة الزوجيّة
أيّها الرجل،
أنت أقوى عودًا وأشدّ ثباتًا، فإياك وإيّاك أن تعصِفَ بك الريح فتطلّق بلا
سببٍ يقتضيه, إيّاك والضجر وقلةَ الصبر ونفادَ الحلم، تأمّل في كلامك قبل
أن تقوله, وتدبّر عواقبَ الأمور, وإذا غلَب الغضب عليك فاقعُد من قيام,
واضطجِع من قعود, وتوضّأ، وتعوّذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، واخرج
عن المنزل، فعسى الغضب أن يزول وتنقشِع سحائبه.
أيّها الرّجل
المسلمُ العاقل، ليس لائقًا بك أن يكونَ الطلاق دائمًا على لسانك, لا
تجعله حلَّ المشاكل, فالمشاكل يمكِن حلّها بكلّ سبب, لا تجعَل خصومتك مع
الناس وغلطَك مع الآخرين أن تصبّ غضبك على امرأتك, عندما يبدو منها تقصيرٌ
في واجب أو عدم قيام بواجب فما أمكن أن تتلافاه فتلافاه, وما أمكن أن
تتجاوَزه فتجاوزه, ما دام الدّين سليمًا والعِرض نزيهًا والشّرف محافظًا
عليه, فبقيّة الأمور يمكن الصبر عليها, ويمكن تداركها, ويمكن إصلاحها,
أمّا العجلة في أمرِ الطّلاق على أتفهِ الأسباب وأحقَر الأسباب فهذا غير
لائق بالرجل العاقل ذي العقل الرزين والرأي السليم.
أيّها المسلم،
لا بدَ من صبر، ولا بدّ من تحمّل، ولا بدّ من تصوّرٍ للمآل بعد الطلاق,
أمّا إذا كان الإنسان لا يبالي, ضعفٌ في الإيمان, قلّةٌ في الصبر، نفادٌ
في الحلم, فإنّه يهدِم بيته في لحظةٍ من اللحظات.
أيّها المسلم،
إنّ الطلاقَ شرِع لتخليصِ الرّجل من عدَم ملائمة المرأة أو تخليصِ المرأة
من عدم ملائمة الرّجل, لكن ما أمكن تداركُه والصبر عليه فالمطلوبُ من
الزوجين السّعيُ في لمّ الشّعث وتدارك الأخطاء.
ثمّ أهل الرجل
وأهل المرأة عليهم أيضًا واجبٌ أن يبذلاه حتى لا تقَع المشاكل, فينصح أهلُ
المرأةِ المرأة, ويوصوها بالصبر وعدم الضجر, وينصح أهلُ الرّجل الرجلَ،
فيوصونه بالصبر والثبات, فإذا تعاون الجميع على الخير أمكن استمرارُ
الحياة الزوجية على أطيب الأحوال.
أيّها المسلم،
بعضُ الرجال يمارس ضغوطًا على المرأة حتى بعد الطلاق لينتقِم منها, فيتّخذ
من الضغوط الأولادَ أوّلاً, ربما لا يمكِّنهم من رؤية أمّهم, وربما
يتركُهم فلا يرعاهم ولا ينفِق عليهم فيضيعون, إمّا أن يأخذَهم عنده
فيعامَلون غيرَ معاملة الرّفق واللين, وإمّا أن يتركَهم عند أمّهم فلا
يرعاهم ولا ينفِق عليهم. وقد تتعصّب الأمّ أيضا على زوجها فتنتقم منه
فتمنَع أولادَه من الذّهاب إلى أبيهم، كلّ هذه الأغلاط والأخطاء ينبغي
تلافيها وتداركُها، وأن لا نتّخذ من الطلاق وسيلةَ انتقام وبطشٍ بالآخرين
وإلحاق الضّرَر بالآخرين.
فلنتَّقِ الله
في أنفسنا, ربّنا جلّ وعلا أمر الزوجَ إذا طلّق أن يتركَ المرأة في المنزل
مدّةَ العدّة لعل الله أن يحدِث بعد ذلك أمرًا، لعله أن يندمَ ولعلّها أن
تندم، جعل الطّلاق مراحل: أولى ثم ثانية ثم ثالثة.
أولى فإن يكُن
من المرأة الخطأ ندِمت أو مِن الرجل، ثم الثانية, فإذا طلّقها الثالثة
علِم أنّ الحياة الزوجيّةَ لا يمكن استمرارها واستقرارُها.
فعلى الجميع لزومُ حدود الله والوقوف عندها؛ لأنّ الله يقول: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1].
فلنتَّق الله
في طلاقِنا, لا من حيثُ الزمن, ولا من حيثُ العدد, ولا من حيث الإقدامُ
عليه إلا بعدَ تعذّر كلّ وسيلةٍ يمكن أن نستعمِلها حتى لا نلجأ إلى الطلاق
ولا نجعله الحلَّ لمشاكلنا.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: يأيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنّسَاء
فَطَلّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ
إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ
وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى
لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق:1].
اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح أزواجنا وذرياتنا وخذ بنواصينا إلى ما يُرضيك عنا.
آمين يارب العالمين
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
خميس بن سعد الغامدي
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
م/ن
من
مكتبة المسجد النبوي الشريف
كلمةٌ من
الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها
من كلمةٍ صغيرة، ولكنها جليلةٌ عظيمة خطيرة، الطلاق، الوداع والفراق
والجحيم والألم الذي لا يطاق، كم هدم من بيوت للمسلمين، كم فرّق من شملٍ
للبنات والبنين، كم قطّع من أواصر للأرحام والمحبين والأقربين، يا لها من
ساعةٍ حزينةٍ، يا لها من ساعةٍ عصيبةً أليمة، يوم سمعت المرأة طلاقها،
فكفكفت دموعها وودعت زوجها، ووقفت على باب بيتها؛ لتلقي آخر النظرات على
بيتٍ مليءٍ بالذكريات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ، هُدمت بها بيوت المسلمين،
وفُرّق بها شمل البنات والبنين.
الزواج نعمةٌ
من نعم الله، ومنةٌ من أجلّ منن الله، جعله الله آية شاهدةً بوحدانيته،
دالةً على عظمته وألوهيته، لكنه إنما يكون نعمةً حقيقية إذا ترسّم كلا
الزوجين هدي الكتاب والسنة، وسارا على طريق الشريعة والملّة، عندها تضرب
السعادة أطنابها في رحاب ذلك البيت المسلم المبارك، ولكن ما إن يتنكب
الزوجان أو يتنكب واحدٌ منهما عن صراط الله حتى تفتح أبواب المشاكل، عندها
تعظم الخلافات والنزاعات، ويدخل الزوج إلى بيته حزيناً كسيراً، وتخرج
المرأة من بيتها حزينةً أليمةً مهانةً ذليلةً، عندها يعظم الشقاق ويعظم
الخلاف والنزاع، فيفرح الأعداء ويشمت الحسّاد والأعداء، عندها – عباد الله
– يتفرّق شمل المؤمنين، وتقطّع أواصر المحبين.
كُثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا زوجاً يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوجٌ
ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزةً كريمةً ضاحكة مسرورة،
ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة.
كثر الطلاق
اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات
والمسئوليات، سهرٌ إلى ساعات متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوق الزوجات، والأبناء
والبنات، يُضحك الغريب ويبكي القريب، يؤنس الغريب يوحش الحبيب.
كثر الطلاق اليوم حينما كثر النمّامون، وكثر الحسّاد الواشون.
كثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا زوجاً يغفر الزلة ويستر العورة والهنّة، حينما فقدنا
زوجاً يخاف الله ويتقي الله ويرعى حدود الله ويحفظ العهود والأيام التي
خلت والذكريات الجميلة التي مضت.
كثر الطلاق
اليوم حينما فقدنا الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، حينما
أصبحت المرأة طليقة اللسان طليقة العنان، تخرج متى شاءت، وتدخل متى أرادت،
خرّاجة ولاجة إلى الأسواق، إلى المنتديات، واللقاءات، مضيعة حقوق الأزواج
والبنات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ.
كثر الطلاق اليوم حينما كثر الحسّاد والنمامون والواشون والمفرّقون.
كثر الطلاق
اليوم حينما تدخّل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع
ابنه في كل صغير وكبير، وفي كل جليل وحقير، والأم تتدخل في شؤون بنتها في
كل صغير وكبير وجليل وحقير حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق. ألم يعلما
أنه من أفسد زوجةً على زوجها أو أفسد زوجاً على زوجته لعنه الله.
كثر الطلاق
اليوم – عباد الله – لما كثرت المسكرات والمخدرات فذهبت العقول وزالت
الأفهام، وتدنّت الأخلاق، وأصبح الناس في جحيم وألمٍ لا يطاق.
كثر الطلاق لما
كثرت النعم وبطر الناس الفضل من الله والكرم، وأصبح الغني الثري يتزوج
اليوم ويطلق في الغد القريب، ولم يعلم أن الله سائله، وأن الله محاسبه،
وأن الله موقفه بين يديه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا عشيرة ولا
أقربون.
يا من يريد الطلاق، الطلاق الوداع والفراق، الطلاق جحيمٌ لا يطاق، الطلاق يبدد شمل البنات والبنين، ويقطّع أواصر الأرحام والأقربين.
الطلاق – عباد الله – مصيبة عظيمةٌ، فيا من يريد الطلاق اصبر فإن الصبر جميلٌ، وعواقبه حميدةٌ من الله العظيم الجليل.
يا من يريد
الطلاق إن كانت زوجتك ساءتك اليوم فقد سرّتك أياماً، وإن كانت أحزنتك هذا
العام فقد سرّتك أعواماً. يا من يريد الطلاق انظر إلى عواقبه الأليمة
ونهاياته العظيمة، انظر لعواقبه على الأبناء والبنات، انظر إلى عواقبه على
الذرية الضعيفة، فكم بُدد شملها، وتفرّق قلبها بسبب ما جناه الطلاق عليها.
يا من يريد
الطلاق: صبرٌ جميلٌ فإن كانت المرأة ساءتك فلعل الله أن يخرج منها ذريةً
صالحةً تقر بها عينك، قال ابن عباس في قوله تعالى: فإن كرهتموهن فعسى أن
تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
قال: هو الولد
الصالح. المرأة تكون عند زوجٍ تؤذيه وتسبّه وتُهينه وتؤلمه، فيصبر لوجه
الله ويحتسب أجره عند الله ويعلم أن معه الله، فما هي إلا أعوامٌ حتى يقرّ
الله عينه بذريةٍ صالحةٍ، وما يدريك فلعل هذه المرأة التي تكون عليك اليوم
جحيماً لعلها أن تكون بعد أيام سلاماً ونعيماً، وما يدريك فلعلّها تحفظك
في آخر عمرك، صبر فإن الصبر عواقبه حميدةٌ، وإن مع العسر يسراً.
عباد الله: اتقوا الله في الأزواج
والزوجات ويا معاشر الأزواج تريثوا فيما أنتم قادمون عليه. إذا أردت
الطلاق فاستشر العلماء، وراجع الحكماء، والتمس أهل الفضل والصلحاء،
واسألهم عمّا أنت فيه وخذ كلمة منهم تثبتك، ونصيحةً تقوّيك.
إذا أردت
الطلاق فاستخر الله وأنزل حوائجك بالله، فإن كنت مريداً للطلاق فخذ بسنة
حبيب الله طلّقها طلقةً واحدةً في طهر لم تجامعها فيه، لا تطلّقها وهي
حائضٌ فتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا طلقتها
فطلقها طلقة واحدةً، لا تزيد، جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس
طلقت امرأتي مائة تطليقة. قال : (ثلاثٌ حرمت بهن عليك، وسبع وتسعون اتخذت
بها كتاب الله هزواً).
من الضحية؟ من الخاسر؟ من الذي تقع عليه كل سلبيات الطلاق؟
إذا أردتم
الإجابة فادخلوا دور الأحداث. المجرمين الصغار واسألوهم كيف أصبحتم
مجرمين؟؟ اسألوه: أين والدك؟ وأين والدتك؟ ألم يربيانك؟.
إذا أردتم
الإجابة اسألوا الأرصفة، اسألوا أصدقاء السوء كيف يجدون فرائسهم؟ اسألوا
دور رعاية الأيتام، اسألوا المستشفيات النفسية، اسألوا الراسبين في
الدراسة والراسبات، اسألوا مرتادي الليالي المظلمة، اسألوا مستنقعات
المخدرات وغياهب السجون، اسألوا التشرد والضياع والهم والغم والفاقة
والحاجة والقلق، كلهم سيقولون: إن الخاسر الوحيد في عملية الطلاق هم
الأبناء.
إذا رأيتم
طفلاً مهموماً لا يملك إلا إخفاء حزنه بكفه ليضعه على خده فاعلموا أن الأب
جنى عليه بكلمة الطلاق . إذا رأيتم طفلاً أخذ يبحث عن الحنان والعطف بين
أحضان أصدقاء السوء وأهل اللهو والفجور فاعلموا أن الأب جنى عليه بكلمة
الطلاق.إذا رأيتم طفلاً ملت منه كراسي الدراسة لبلادة ذهنه وعدم فهمه
فاعلموا أن والده جنى عليه بالطلاق. إذا رأيتم شاباً ضاع هدفه وتاه أمله
ولم يجد بُداً من الهرب من واقعه إلا بالمخدرات فاعلموا أن والده جنى عليه
بالطلاق.
لست أقول: إن
الشاب إذا وقع في المخدرات والضياع والفشل الدراسي والتشرد لا سبب لذلك
إلا الطلاق، ولكني أقول: إن من الأسباب الرئيسة لكل ذلك هو الطلاق.
الأب هو الجاني
نعم: لأن العصمة بيده والعقدة بيده. لم يصبر واختار سعادته على سعادة
أبنائه، واختار راحته على راحة أبنائه، واختار فراق الأم في ساعةٍ الأبناء
أحوج ما يكونون فيها إلى لـمّ شمل الأسرة، أصبح الطفل في هذه الأسرة
الممزقة غريباً مهموماً شريداً، إذا دخل المنزل جالت عيناه في أرجاء البيت
بحثاً عن أمه، وتلكأت كلماته لنداء أمه، فلم يجد بداً من السماح لدموعه أن
تعبر عن ألم نفسه. ألا فاتقوا الله في الأبناء، ألا فاتقوا الله في
الأبناء.
نحن في مجتمع
تحيط به السلبيات من جانب فكيف هي حال من تدمرت أسرته وانهارت أركانها
وتدمرت مراكز الحصانة والحماية لديه. لا أعتقد إلا أنه سيكون واحداً ممن
يغوص في غياهب ظلمة ومستنقعات الضياع والرذيلة، والسبب هو الطلاق.
الطرق التي تبعدك عن الوقوع في الطلاق:
- اخرج من المنزل عند اشتداد الخلاف ولا تترك للشيطان فرصة للوصول لمبتغاه.
- لا تتصلب في رأيك ولا تعتقد أن الرجولة تظهر في ذلك.
- لا تستثر من الزوجة عند طلبها للطلاق ولا تمكن أهل السوء والغباء وأهل الجهل وعدم الحكمة من أهل الزوجة أن يستثيروك فتطلق.
- احترم والدتك ووالدك، وبرهما، وتذلل لهما، ولكن لا تسمح لهما أو لغيرهما أن يدمروا حياتك الزوجية بالتدخلات في الحياة الخاصة .
- إذا قررت الطلاق فلا تنفذ وقت القرار بل أرجئ التنفيذ إلى أسبوع أو أكثر.
- استشر أهل الصلاح والحكمة .
- وأخيراً تذكر الأطفال، تذكر الأبناء، ما مصيرهم، تذكر غربتهم في بيتك وغربتهم في بيت أمهم، تذكر عدم استقرارهم
- اعلم أن حالة اليتيم النفسية أخف بكثير من حال من افترق والداه بالطلاق.
- اعلم أن الضحية الوحيدة هم الأبناء، ربما تجد خيراً منها وتجد هي خيراً منك، ولكن الأبناء لن يجدوا....!!
كن حريصًا على استمرارِ الحياة الزوجيّة
أيّها الرجل،
أنت أقوى عودًا وأشدّ ثباتًا، فإياك وإيّاك أن تعصِفَ بك الريح فتطلّق بلا
سببٍ يقتضيه, إيّاك والضجر وقلةَ الصبر ونفادَ الحلم، تأمّل في كلامك قبل
أن تقوله, وتدبّر عواقبَ الأمور, وإذا غلَب الغضب عليك فاقعُد من قيام,
واضطجِع من قعود, وتوضّأ، وتعوّذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، واخرج
عن المنزل، فعسى الغضب أن يزول وتنقشِع سحائبه.
أيّها الرّجل
المسلمُ العاقل، ليس لائقًا بك أن يكونَ الطلاق دائمًا على لسانك, لا
تجعله حلَّ المشاكل, فالمشاكل يمكِن حلّها بكلّ سبب, لا تجعَل خصومتك مع
الناس وغلطَك مع الآخرين أن تصبّ غضبك على امرأتك, عندما يبدو منها تقصيرٌ
في واجب أو عدم قيام بواجب فما أمكن أن تتلافاه فتلافاه, وما أمكن أن
تتجاوَزه فتجاوزه, ما دام الدّين سليمًا والعِرض نزيهًا والشّرف محافظًا
عليه, فبقيّة الأمور يمكن الصبر عليها, ويمكن تداركها, ويمكن إصلاحها,
أمّا العجلة في أمرِ الطّلاق على أتفهِ الأسباب وأحقَر الأسباب فهذا غير
لائق بالرجل العاقل ذي العقل الرزين والرأي السليم.
أيّها المسلم،
لا بدَ من صبر، ولا بدّ من تحمّل، ولا بدّ من تصوّرٍ للمآل بعد الطلاق,
أمّا إذا كان الإنسان لا يبالي, ضعفٌ في الإيمان, قلّةٌ في الصبر، نفادٌ
في الحلم, فإنّه يهدِم بيته في لحظةٍ من اللحظات.
أيّها المسلم،
إنّ الطلاقَ شرِع لتخليصِ الرّجل من عدَم ملائمة المرأة أو تخليصِ المرأة
من عدم ملائمة الرّجل, لكن ما أمكن تداركُه والصبر عليه فالمطلوبُ من
الزوجين السّعيُ في لمّ الشّعث وتدارك الأخطاء.
ثمّ أهل الرجل
وأهل المرأة عليهم أيضًا واجبٌ أن يبذلاه حتى لا تقَع المشاكل, فينصح أهلُ
المرأةِ المرأة, ويوصوها بالصبر وعدم الضجر, وينصح أهلُ الرّجل الرجلَ،
فيوصونه بالصبر والثبات, فإذا تعاون الجميع على الخير أمكن استمرارُ
الحياة الزوجية على أطيب الأحوال.
أيّها المسلم،
بعضُ الرجال يمارس ضغوطًا على المرأة حتى بعد الطلاق لينتقِم منها, فيتّخذ
من الضغوط الأولادَ أوّلاً, ربما لا يمكِّنهم من رؤية أمّهم, وربما
يتركُهم فلا يرعاهم ولا ينفِق عليهم فيضيعون, إمّا أن يأخذَهم عنده
فيعامَلون غيرَ معاملة الرّفق واللين, وإمّا أن يتركَهم عند أمّهم فلا
يرعاهم ولا ينفِق عليهم. وقد تتعصّب الأمّ أيضا على زوجها فتنتقم منه
فتمنَع أولادَه من الذّهاب إلى أبيهم، كلّ هذه الأغلاط والأخطاء ينبغي
تلافيها وتداركُها، وأن لا نتّخذ من الطلاق وسيلةَ انتقام وبطشٍ بالآخرين
وإلحاق الضّرَر بالآخرين.
فلنتَّقِ الله
في أنفسنا, ربّنا جلّ وعلا أمر الزوجَ إذا طلّق أن يتركَ المرأة في المنزل
مدّةَ العدّة لعل الله أن يحدِث بعد ذلك أمرًا، لعله أن يندمَ ولعلّها أن
تندم، جعل الطّلاق مراحل: أولى ثم ثانية ثم ثالثة.
أولى فإن يكُن
من المرأة الخطأ ندِمت أو مِن الرجل، ثم الثانية, فإذا طلّقها الثالثة
علِم أنّ الحياة الزوجيّةَ لا يمكن استمرارها واستقرارُها.
فعلى الجميع لزومُ حدود الله والوقوف عندها؛ لأنّ الله يقول: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1].
فلنتَّق الله
في طلاقِنا, لا من حيثُ الزمن, ولا من حيثُ العدد, ولا من حيث الإقدامُ
عليه إلا بعدَ تعذّر كلّ وسيلةٍ يمكن أن نستعمِلها حتى لا نلجأ إلى الطلاق
ولا نجعله الحلَّ لمشاكلنا.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: يأيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنّسَاء
فَطَلّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ
إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ
وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى
لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق:1].
اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح أزواجنا وذرياتنا وخذ بنواصينا إلى ما يُرضيك عنا.
آمين يارب العالمين
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
خميس بن سعد الغامدي
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
م/ن
من
مكتبة المسجد النبوي الشريف
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: هادم البيوت
السبت 29 مايو 2010 - 13:00
بارك الله فيك على اهتمامك بهذا الجانب الاجتماعي
وعلى النصائح القيمة
وعلى النصائح القيمة
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: هادم البيوت
السبت 29 مايو 2010 - 20:52
أبغض الحلال عند الله الطلاق
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: هادم البيوت
الإثنين 31 مايو 2010 - 0:00
مروركم اسعدني كثيرا
لا عدمته منكم ابدا
لا عدمته منكم ابدا
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: هادم البيوت
الثلاثاء 1 يونيو 2010 - 12:36
أبغض الحلال عند الله الطلاق
شكرا لك ولما تقدمينه من افادة
شكرا لك ولما تقدمينه من افادة
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: هادم البيوت
السبت 19 يونيو 2010 - 20:27
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: هادم البيوت
الثلاثاء 24 أغسطس 2010 - 14:36
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى