قواعد أساسية في تربية الطفل
+12
Oussama
FIFI
TOTO
PRINCESSA
Kojack
عربي
محب الله
بابة
مصطفى شحاذة
Bastos
Admin
WINDOWS
16 مشترك
- WINDOWSعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1556
تاريخ التسجيل : 15/09/2010
قواعد أساسية في تربية الطفل
الخميس 1 سبتمبر 2011 - 4:08
أفضلُ سُبُلِ التعاملِ مع الأبناء
إن
الشريعة الإسلامية تُلزِمُ الوالدينِ بأنواع من أساليب التعامل ، وهذه
الأساليب مُوَزَّعَةً على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين
معرفة حاجات الأبناء في كل مرحلة .
وهذه المراحل هي باختصار كما يَلِي :
المرحلة الأولى :
وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تَتَمَيَّزُ بما يلي :
1 ـ اللَّعِب .
2 ـ السِّيَادَة .
وكما جاء في النـصوص الشـريفة عن النبي ( صلى الله عليـه وآله ) : ( الولدُ سيِّدُ سبعِ سنين ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
وعن الإمـام الصادق ( عليـه السلام ) : ( دَعِ ابنَكَ يلعبُ سَبعَ سنين ) [ المصدر السابق ] .
ولِعبُ
الطفلِ التي تتحدث عنه الروايةُ تعني عدمَ إلزامِهِ بالعمل فيما يتعلم من
والديه ، وسيادَتُهُ تعني قبولَ أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ،
أما إهماله فهو النهي عن عقوبته .
فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه كالأرض الخصبة بيد الفلاح تَتَلَقَّفُ كلَّ ما يَبذُرُ فيها من خيرٍ أو شرٍّ .
المرحلة الثانية :
وهي تشمل السبع سنين الثانية من العمر ، وفي هذه المرحلة يَجدُرُ بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس :
1 ـ تدريب الطفل على تَلبيةِ أوامرِ والديه .
2 ـ المُبادَرَةُ إلى تأديب الطفل وتهذيبه .
فقد جاء في النصوص الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولدُ سيدُ سبعِ سنين ، وعبدُ سبعِ سنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعِ ابنَكَ يلعبُ سبعَ سنين ، ويُؤَدَّبُ سبعاً ) .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهمِل صبيَّك تأتي عليه ستُّ سنين ، ثم أدِّبهُ في ستِّ سنين ) .
وعُبوديةُ
الطفل تعني طاعة والديه فيما تَعَلَّم منهم في المرحلة الأولى ، وتأديبُه
يعني التزامَه بالنظام وتحمله للمسؤولية ، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين
تشبه عند الفلاح وقت نُمُوِّ الزرعِ وظهورِ الثَّمرِ الذي بَذَرَهُ فيما
سبق .
المرحلة الثالثة :
وتكون
في الرابعةِ عشر من العمر فما بعد ، وتختلف هذه المرحلة عن الثانية في أن
الأبناء أصبحُوا في المستوى الذي يُؤَهِّلُهُم لاتخاذ المكانة المرموقة في
الأسرة ، فالولد ( ذكرٍ أو أنثى ) في هذه المرحلة :
1 ـ وزيرٌ لوالديه .
2 ـ مستشارٌ لهما .
فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولدُ سيدُ سبعِ سنين ، وعبدُ سبعِ سنين ، ووزيرُ سبعِ سنين ) .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : (
أهمل صبيَّك تأتي عليه ستُّ سنين ثم أدِّبهُ في الكتابِ ستَّ سنين ، ثم
ضُمَّهُ إليكَ سبعَ سنين ، فأدِّبهَ بأَدَبِكَ ، فإن قبل وصلح وإلا فَخَلِّ
عنه ) .
ففي
هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقتُ قطفِ ثِمَارِهِ ، فهو وزيرٌ
لوالديه كالثمر للفلاح ، ووزير المـلك الذي يحـمل ثِقلَهُ ويُعِيـنَه
برأيه . [ مجمع البحرين ، مادة : وَزَرَ ] .
ثم
إن إلزامَ الوالدين للولد في هذه المرحلة وضَمَّهُمَا إليه كما جاء في
النصوص الشريفة تعني كونه مُستَشَاراً لهما ، وهذا هو الأمر الذي يُؤَدِّي
إلى قُربِهِ ودُنُوِّهِ من والديه .
وأما
إذا كان الولد في هذه المرحلة غير مُؤَهَّل لهذا المنصب في الوزارة
والاستشارة ، فهذا يَرجِعُ إلى سوء اختيارهِ لطريقة مَمشَاهُ في الحياة .
وعلى
هذا لا ينفع اتخاذ سبيل الشِدَّة معه ، أو الإلحاح على تهذيبه وتعديل
سلوكه ، وهو ما تشير إليه الرواية ( فَخَلِّ سَبيلَهُ ) أو ( فإنه لا خيرَ
فيه ) .
العنادُ عندَ الأطفالِ
إن عنادَ الأطفال هو مشكلة تعاني منها أكثر الأُمَّهَات ، وهو مصدرُ تعبٍ ونكدٍ لَهُنَّ .
والأمُّ تحرص دوماً على طاعة ولدها لها ، ولذا تبقى متحيرةً حِيَالَ رفضه لما تريد منه ، ولا تدري كيف تتصرف إِزاء عناده .
و العناد – في الحقيقة – ليس غريزة تولد مع الطفل كما يتصَوَّرنَ بعضُ
الأمهاتِ ، بل هو مؤشرٌ على خللٍ في نفسية الطفل نتيجة سوء التعامل مع
غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره .
فالطفل
حين بلوغه السنتين تبرزُ استعداداته الفطرية التي تحتاج إلى رعاية واهتمام
لبناء شخصيتِهِ المُتَّزِنة ، وأيُّ خطأ أو انحراف عن الطريق الصحيح
والسليم يجعله معانداً ، فالعناد إشارة حمراء تُرشِدُ الوالدين على ضرورة
تقويم وتعديل سلوكهم .
ولـذا جاء في الحديث الشريف : ( رَحِمَ اللهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ على بِرِّهِ ) . [ عدة الداعي : ص 61 ] .
ولكي يتجنب الوالدان حالة العناد عند أبنائهم لا بُدّ من الإشارة إلى كيفية التعامل الصحيح مع الطفل في المرحلة الأولى من حياته .
وهي كما يلي :
1 ـ إشباع حاجات الطفل :
إن
الطفل في المرحلة الأولى من عمره ( من 1 إلى 7 سنين ) يحتاج إلى الحُبِّ
والحنان لتنمية قدراته النفسية ، كما يحتاج إلى الطعام والماء لتنمية
قدراته الجسدية .
وكل فرد يحتاج إلى قوة النفس لممارسة نشاطاته الحياتية ، وتُعتَبَرُ حَجَرُ الأساس في النجاح في الممارسات اليومية .
وتاريخُنا الإسلامي يسجل للأمة الإسلامية قوتها وصلابتها في مواجهة قريش وعدَّتِها وعددها بما أوتِيَت من ثقة بالنفس يحمله أفرادها .
إضافة إلى أن باب خيبر الذي يعجز الرجال الأشداء عن حمله استطاع أن يحمله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوته النفسية .
ومن هنا ، يتضح لنا ضرورة إشباع حاجة الطفل من الحُبِّ والحنان ، ويتضح أيضاً سببُ تأكيدِ التربية الإسلامية على ذلك ، ونلحظه في النصوص التالية :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحِبُّوا الصِبيان وارحَمُوهُم ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( بِرُّ الرجل بولَدِهِ بِرُّهُ بوالدَيه ) [ من لا يحضره الفقيه : ج : 3 ، باب فضل الأولاد ] .
ولا يكفي أن نحمل الحُبَّ لأولادنا في قلوبنا فحسب ، بل ينبغي للوالدين إظهار ذلك لهم من خلال السلوك والتعامل معهم .
وقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( من قَبَّـلَ ولدَهُ كانَ لهُ حَسَنةٌ ، ومن فرَّحَهُ فرَّحَهُ اللهُ يومَ القيامة ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
ومن أبرز مصاديق إظهار المحبة للأولاد هو إدخال الفرح والسرور على قلوبهم من خلال حمل الهدايا لهم والتوسعة عليهم .
وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (
من دخل السوق فاشترى تُحفَةً فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم
مَحَاويجٍ ، وليبدأ بالإناث قبل الذكور ، فإنه من فرَّح إبنه فكأنما أعتق
رقبة من ولد إسماعيل ) .
2 ـ الاهتمام بوجودِ الطفلِ :
إن
الطفل بحاجة أيضاً في السبع السنوات الأولى من حياته إلى شعوره بأنه
يحتلُّ في قلوب والديه مكاناً مهماً سواء كان ذكراً أو أنثى ، ذكياً أو
بليداً ، جميلاً أو قبيحاً .
وينبغي
للوالدين الانتباه إلى هذه الناحية ، فعليهم الإصغاء إليه حينما يتحدث ،
وأَخذُ مشورته في القضايا العائدة إليه ، واحترامُ رأيه حين يختار .
ونحن
نلحظ أن الشريعة الإسلامية توجهنا إلى هذه المعاني ، ففي قصة النبي
إبراهيم ( عليه السلام ) نجد أنه عندما جاءه الأمر الإلهي في ذبح ولده
إسماعيل قد استشار ولده في ذلك قائلاً : يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [ الصافات : 102 ] .
وكذلك
نجد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت تحرص على
إسماعِ أبنائِها دعاءَها لهم في صلاة الليل مع استحباب اخفائه ، والسبب
واضح لتأكيد اهتمامها بهم وبأنهم يَحتَلُّونَ في قلبها المكانة الرفيعة .
ومن
المؤسف أن نَجِدَ بعض الآباء لا يهتمون بأبنائهم ، فنجدهم – على سبيل
المثال – يتجاهلونهم في مَحضَرِ الضيوف ، فلا يُقدِّمون لهم الطعام ولا
يمنحونهم فرصة الحديث في المجلس وغير ذلك .
3 ـ تَمَتُّع الطفل بالحركة الكافية :
لا بُدّ أن يتمتعَ الطفل بالحرية في المرحلة الأولى من حياته ، فلا بُدّ أن
يجد المكان المناسب له في لعبه وحركته وترتيب لوازمه دون تدخُّلِ الكبار ،
ولا بُدّ أن يجد الحرية في الحركة دون تحذير .
وكذلك
لا بُدّ أن لا يجد من يعيد ترتيب ممتلكاته بعد أن رتبها بنفسه ، وأن يجد
الحرية في ارتداء ما يعجبه من الملابس واختيار ألوانها .
فما
دام هو السيد في هذه المرحلة وهو الأمير فلا بُدّ أن يكون ترتيب البيت
بشكل يتناسب مع حركته ووضعه ، كما يجدر بالوالدين التَحَلِّي بالصبر للحصول
على النتائج والثمار الحسنة .
مظاهر الغِيرة عند الطفل وكيفية معالجتها
إن
كثرة الأولاد ليست سبباً في شِجارِ الإخوة فيما بينهم كما يتصورن بعض
الأمهات الكريمـات ، بل الغيرة هيَ من أهم أسباب العراك بين أبناء الأسرة ،
وهي من الأمراض التي تدخل البيوت بدون إذن فَتَسلُبُ منها الراحة
والاستقرار .
ولذا
ينبغي الحرص على سلامة صحة الطفل النفسية في السبع سنوات الأولى من عمره
أكثر من الاهتمام بصحته الجسدية ، وكثير من الأمراض الجسدية التي تُصيب
الطفل في هذه المرحلة تكون نتيجة لسوء صحته النفسية .
والغيرة من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة الأولى منحياته فتسلب قدرته وفعاليته وحيويته في أعماله وسلوكه .
ويمكن
للوالدين تشخيص المرض عند أطفالهم من معرفة مظاهره ودلائله ، فكما أن
الحُمَّى تدلُّ على وجود الالتهاب في الجسم ، كذلك للغيرة علائم بوجودها
نَستَدِلُّ عليها .
وفي السطور القادمة سنتحدث عن مظاهر الغيرة عند الطفل .
إن
من أبرزِ معالم مرض الغيرة هو الشجار بين الإخوة ، وكذلك بكاء الإبن
الصغير لأَتفَهِ الأسباب ، فقد نجده في بعض الأحيان يبكي ويعلو صراخُه
لمجرد استيقاضه من النوم ، أو لعدم تلبية طلبه بالسرعة الممكنة ، أو لسقوطه
على الأرض .
أما العَبَث في حاجات المنـزل فهو مَظهَرٌ آخر للغيرة التي تحرق قلبه وبالخصوص حين ولادة طفل جديد في الأسرة .
وكذلك الانزواء وترك مخالطة الآخرين فهو أخطر مرحلة يَصِلُ إليها الطفل الذي يعاني من الغيرة .
وحين
انزواء الطفل قد يتصور الوالدان أنه لا يَوُدُّ الاختلاط مع أقرانه ، أو
أن له هواية معينة تدفعه إلى عدم اللعب معهم ، أو أنه هادئ ووديع يجلس طوال
الوقت جَنبَ والديه في زيارتهم للآخرين .
ولا
يعلم الوالدان أن الغيرة حينما تصلُ إلى حدِّها الأعلى ، فإنها تقضي على
مرح الطفل وحيويته ، وتجعله يترك الاختلاط مع الآخرين وينطوي على نفسه .
إن
الشريعة الإسلامية تُلزِمُ الوالدينِ بأنواع من أساليب التعامل ، وهذه
الأساليب مُوَزَّعَةً على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين
معرفة حاجات الأبناء في كل مرحلة .
وهذه المراحل هي باختصار كما يَلِي :
المرحلة الأولى :
وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تَتَمَيَّزُ بما يلي :
1 ـ اللَّعِب .
2 ـ السِّيَادَة .
وكما جاء في النـصوص الشـريفة عن النبي ( صلى الله عليـه وآله ) : ( الولدُ سيِّدُ سبعِ سنين ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
وعن الإمـام الصادق ( عليـه السلام ) : ( دَعِ ابنَكَ يلعبُ سَبعَ سنين ) [ المصدر السابق ] .
ولِعبُ
الطفلِ التي تتحدث عنه الروايةُ تعني عدمَ إلزامِهِ بالعمل فيما يتعلم من
والديه ، وسيادَتُهُ تعني قبولَ أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ،
أما إهماله فهو النهي عن عقوبته .
فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه كالأرض الخصبة بيد الفلاح تَتَلَقَّفُ كلَّ ما يَبذُرُ فيها من خيرٍ أو شرٍّ .
المرحلة الثانية :
وهي تشمل السبع سنين الثانية من العمر ، وفي هذه المرحلة يَجدُرُ بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس :
1 ـ تدريب الطفل على تَلبيةِ أوامرِ والديه .
2 ـ المُبادَرَةُ إلى تأديب الطفل وتهذيبه .
فقد جاء في النصوص الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولدُ سيدُ سبعِ سنين ، وعبدُ سبعِ سنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعِ ابنَكَ يلعبُ سبعَ سنين ، ويُؤَدَّبُ سبعاً ) .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهمِل صبيَّك تأتي عليه ستُّ سنين ، ثم أدِّبهُ في ستِّ سنين ) .
وعُبوديةُ
الطفل تعني طاعة والديه فيما تَعَلَّم منهم في المرحلة الأولى ، وتأديبُه
يعني التزامَه بالنظام وتحمله للمسؤولية ، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين
تشبه عند الفلاح وقت نُمُوِّ الزرعِ وظهورِ الثَّمرِ الذي بَذَرَهُ فيما
سبق .
المرحلة الثالثة :
وتكون
في الرابعةِ عشر من العمر فما بعد ، وتختلف هذه المرحلة عن الثانية في أن
الأبناء أصبحُوا في المستوى الذي يُؤَهِّلُهُم لاتخاذ المكانة المرموقة في
الأسرة ، فالولد ( ذكرٍ أو أنثى ) في هذه المرحلة :
1 ـ وزيرٌ لوالديه .
2 ـ مستشارٌ لهما .
فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولدُ سيدُ سبعِ سنين ، وعبدُ سبعِ سنين ، ووزيرُ سبعِ سنين ) .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : (
أهمل صبيَّك تأتي عليه ستُّ سنين ثم أدِّبهُ في الكتابِ ستَّ سنين ، ثم
ضُمَّهُ إليكَ سبعَ سنين ، فأدِّبهَ بأَدَبِكَ ، فإن قبل وصلح وإلا فَخَلِّ
عنه ) .
ففي
هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقتُ قطفِ ثِمَارِهِ ، فهو وزيرٌ
لوالديه كالثمر للفلاح ، ووزير المـلك الذي يحـمل ثِقلَهُ ويُعِيـنَه
برأيه . [ مجمع البحرين ، مادة : وَزَرَ ] .
ثم
إن إلزامَ الوالدين للولد في هذه المرحلة وضَمَّهُمَا إليه كما جاء في
النصوص الشريفة تعني كونه مُستَشَاراً لهما ، وهذا هو الأمر الذي يُؤَدِّي
إلى قُربِهِ ودُنُوِّهِ من والديه .
وأما
إذا كان الولد في هذه المرحلة غير مُؤَهَّل لهذا المنصب في الوزارة
والاستشارة ، فهذا يَرجِعُ إلى سوء اختيارهِ لطريقة مَمشَاهُ في الحياة .
وعلى
هذا لا ينفع اتخاذ سبيل الشِدَّة معه ، أو الإلحاح على تهذيبه وتعديل
سلوكه ، وهو ما تشير إليه الرواية ( فَخَلِّ سَبيلَهُ ) أو ( فإنه لا خيرَ
فيه ) .
العنادُ عندَ الأطفالِ
إن عنادَ الأطفال هو مشكلة تعاني منها أكثر الأُمَّهَات ، وهو مصدرُ تعبٍ ونكدٍ لَهُنَّ .
والأمُّ تحرص دوماً على طاعة ولدها لها ، ولذا تبقى متحيرةً حِيَالَ رفضه لما تريد منه ، ولا تدري كيف تتصرف إِزاء عناده .
و العناد – في الحقيقة – ليس غريزة تولد مع الطفل كما يتصَوَّرنَ بعضُ
الأمهاتِ ، بل هو مؤشرٌ على خللٍ في نفسية الطفل نتيجة سوء التعامل مع
غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره .
فالطفل
حين بلوغه السنتين تبرزُ استعداداته الفطرية التي تحتاج إلى رعاية واهتمام
لبناء شخصيتِهِ المُتَّزِنة ، وأيُّ خطأ أو انحراف عن الطريق الصحيح
والسليم يجعله معانداً ، فالعناد إشارة حمراء تُرشِدُ الوالدين على ضرورة
تقويم وتعديل سلوكهم .
ولـذا جاء في الحديث الشريف : ( رَحِمَ اللهُ مَن أعانَ وَلَدَهُ على بِرِّهِ ) . [ عدة الداعي : ص 61 ] .
ولكي يتجنب الوالدان حالة العناد عند أبنائهم لا بُدّ من الإشارة إلى كيفية التعامل الصحيح مع الطفل في المرحلة الأولى من حياته .
وهي كما يلي :
1 ـ إشباع حاجات الطفل :
إن
الطفل في المرحلة الأولى من عمره ( من 1 إلى 7 سنين ) يحتاج إلى الحُبِّ
والحنان لتنمية قدراته النفسية ، كما يحتاج إلى الطعام والماء لتنمية
قدراته الجسدية .
وكل فرد يحتاج إلى قوة النفس لممارسة نشاطاته الحياتية ، وتُعتَبَرُ حَجَرُ الأساس في النجاح في الممارسات اليومية .
وتاريخُنا الإسلامي يسجل للأمة الإسلامية قوتها وصلابتها في مواجهة قريش وعدَّتِها وعددها بما أوتِيَت من ثقة بالنفس يحمله أفرادها .
إضافة إلى أن باب خيبر الذي يعجز الرجال الأشداء عن حمله استطاع أن يحمله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوته النفسية .
ومن هنا ، يتضح لنا ضرورة إشباع حاجة الطفل من الحُبِّ والحنان ، ويتضح أيضاً سببُ تأكيدِ التربية الإسلامية على ذلك ، ونلحظه في النصوص التالية :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحِبُّوا الصِبيان وارحَمُوهُم ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( بِرُّ الرجل بولَدِهِ بِرُّهُ بوالدَيه ) [ من لا يحضره الفقيه : ج : 3 ، باب فضل الأولاد ] .
ولا يكفي أن نحمل الحُبَّ لأولادنا في قلوبنا فحسب ، بل ينبغي للوالدين إظهار ذلك لهم من خلال السلوك والتعامل معهم .
وقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( من قَبَّـلَ ولدَهُ كانَ لهُ حَسَنةٌ ، ومن فرَّحَهُ فرَّحَهُ اللهُ يومَ القيامة ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
ومن أبرز مصاديق إظهار المحبة للأولاد هو إدخال الفرح والسرور على قلوبهم من خلال حمل الهدايا لهم والتوسعة عليهم .
وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (
من دخل السوق فاشترى تُحفَةً فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم
مَحَاويجٍ ، وليبدأ بالإناث قبل الذكور ، فإنه من فرَّح إبنه فكأنما أعتق
رقبة من ولد إسماعيل ) .
2 ـ الاهتمام بوجودِ الطفلِ :
إن
الطفل بحاجة أيضاً في السبع السنوات الأولى من حياته إلى شعوره بأنه
يحتلُّ في قلوب والديه مكاناً مهماً سواء كان ذكراً أو أنثى ، ذكياً أو
بليداً ، جميلاً أو قبيحاً .
وينبغي
للوالدين الانتباه إلى هذه الناحية ، فعليهم الإصغاء إليه حينما يتحدث ،
وأَخذُ مشورته في القضايا العائدة إليه ، واحترامُ رأيه حين يختار .
ونحن
نلحظ أن الشريعة الإسلامية توجهنا إلى هذه المعاني ، ففي قصة النبي
إبراهيم ( عليه السلام ) نجد أنه عندما جاءه الأمر الإلهي في ذبح ولده
إسماعيل قد استشار ولده في ذلك قائلاً : يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [ الصافات : 102 ] .
وكذلك
نجد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت تحرص على
إسماعِ أبنائِها دعاءَها لهم في صلاة الليل مع استحباب اخفائه ، والسبب
واضح لتأكيد اهتمامها بهم وبأنهم يَحتَلُّونَ في قلبها المكانة الرفيعة .
ومن
المؤسف أن نَجِدَ بعض الآباء لا يهتمون بأبنائهم ، فنجدهم – على سبيل
المثال – يتجاهلونهم في مَحضَرِ الضيوف ، فلا يُقدِّمون لهم الطعام ولا
يمنحونهم فرصة الحديث في المجلس وغير ذلك .
3 ـ تَمَتُّع الطفل بالحركة الكافية :
لا بُدّ أن يتمتعَ الطفل بالحرية في المرحلة الأولى من حياته ، فلا بُدّ أن
يجد المكان المناسب له في لعبه وحركته وترتيب لوازمه دون تدخُّلِ الكبار ،
ولا بُدّ أن يجد الحرية في الحركة دون تحذير .
وكذلك
لا بُدّ أن لا يجد من يعيد ترتيب ممتلكاته بعد أن رتبها بنفسه ، وأن يجد
الحرية في ارتداء ما يعجبه من الملابس واختيار ألوانها .
فما
دام هو السيد في هذه المرحلة وهو الأمير فلا بُدّ أن يكون ترتيب البيت
بشكل يتناسب مع حركته ووضعه ، كما يجدر بالوالدين التَحَلِّي بالصبر للحصول
على النتائج والثمار الحسنة .
مظاهر الغِيرة عند الطفل وكيفية معالجتها
إن
كثرة الأولاد ليست سبباً في شِجارِ الإخوة فيما بينهم كما يتصورن بعض
الأمهات الكريمـات ، بل الغيرة هيَ من أهم أسباب العراك بين أبناء الأسرة ،
وهي من الأمراض التي تدخل البيوت بدون إذن فَتَسلُبُ منها الراحة
والاستقرار .
ولذا
ينبغي الحرص على سلامة صحة الطفل النفسية في السبع سنوات الأولى من عمره
أكثر من الاهتمام بصحته الجسدية ، وكثير من الأمراض الجسدية التي تُصيب
الطفل في هذه المرحلة تكون نتيجة لسوء صحته النفسية .
والغيرة من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة الأولى من
ويمكن
للوالدين تشخيص المرض عند أطفالهم من معرفة مظاهره ودلائله ، فكما أن
الحُمَّى تدلُّ على وجود الالتهاب في الجسم ، كذلك للغيرة علائم بوجودها
نَستَدِلُّ عليها .
وفي السطور القادمة سنتحدث عن مظاهر الغيرة عند الطفل .
إن
من أبرزِ معالم مرض الغيرة هو الشجار بين الإخوة ، وكذلك بكاء الإبن
الصغير لأَتفَهِ الأسباب ، فقد نجده في بعض الأحيان يبكي ويعلو صراخُه
لمجرد استيقاضه من النوم ، أو لعدم تلبية طلبه بالسرعة الممكنة ، أو لسقوطه
على الأرض .
أما العَبَث في حاجات المنـزل فهو مَظهَرٌ آخر للغيرة التي تحرق قلبه وبالخصوص حين ولادة طفل جديد في الأسرة .
وكذلك الانزواء وترك مخالطة الآخرين فهو أخطر مرحلة يَصِلُ إليها الطفل الذي يعاني من الغيرة .
وحين
انزواء الطفل قد يتصور الوالدان أنه لا يَوُدُّ الاختلاط مع أقرانه ، أو
أن له هواية معينة تدفعه إلى عدم اللعب معهم ، أو أنه هادئ ووديع يجلس طوال
الوقت جَنبَ والديه في زيارتهم للآخرين .
ولا
يعلم الوالدان أن الغيرة حينما تصلُ إلى حدِّها الأعلى ، فإنها تقضي على
مرح الطفل وحيويته ، وتجعله يترك الاختلاط مع الآخرين وينطوي على نفسه .
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الخميس 1 سبتمبر 2011 - 6:49
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 4:20
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 4 سبتمبر 2011 - 13:11
جزاك الله كل خير
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 4 سبتمبر 2011 - 17:31
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
السبت 10 سبتمبر 2011 - 1:30
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 18 سبتمبر 2011 - 21:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الإثنين 19 سبتمبر 2011 - 15:53
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 - 0:07
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 - 20:38
- FIFIعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16502
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 16:46
___######### #######__ _______** ##*______
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### ########__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
__########## ########_ ____*#### ######___
__########## ########_ __*###### #######__
___######### ########* _######## #######*_
____######## ######### ######### #######*_
______###### ######### ######### ########__
_______##### ## **** شكـرا على هذا الموضوع****######=__
________=### ####""***** وبارك الله فيك *****####____
__________## ######### ######### ####_____
___________* ######### ######### ##=______
____________ *######## ######### #________
____________ _*####### ########_ _________
____________ ___###### #######__ _________
____________ ____##### #####____ _________
____________ ____=#### ###*_____ _________
____________ _____#### ##_______ _________
____________ ______### #________ _________
____________ ______### _________ _________
- Oussamaعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2587
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 25 سبتمبر 2011 - 5:02
جزاك الله خيرا على هذا العمل الطيب
والموضوع القيم
واصل(ي) عملك اخ(ت)ي الغالي(ة)
في إنتظار جديدك
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 2 أكتوبر 2011 - 19:38
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- ياسينعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4375
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الخميس 6 أكتوبر 2011 - 19:50
جازاك الله خيرا وكُتب لك الجنة
- عبير سبيلعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1307
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الجمعة 7 أكتوبر 2011 - 23:19
- مشجعة_البارصاعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5876
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: قواعد أساسية في تربية الطفل
الأحد 9 أكتوبر 2011 - 10:52
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى