البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
+10
الشيخ-سعدان
دادي
Kojack
حمدي غيث
chiguivara_dz
ميري كريمو
مصطفى شحاذة
محب الله
Admin
عربي
14 مشترك
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
السبت 20 أغسطس 2011 - 17:44
اسم السورة : الأعراف | رقم الآية : 168
{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ
دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ }
{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ
دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ }
وقد قال سبحانه قبل ذلك أيضاً: {وَقَطَّعْنَاهُمُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً...} [الأعراف: 160]
ولكن القول هنا يجيء لمعنى آخر: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ}.
وقد
قطعهم الحق حتى لا يبقى لهم وطن، ويعيشون في ذلة؛ لأنهم مختلفون غير
متفقين مع بعضهم منذ البداية، كانوا كذلك منذ أن كانوا أسباطاً وأولاد إخوة
على خلاف دائم. وهنا يقول الحق: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً}.
ومعنى {وَقَطَّعْنَاهُمْ }
أي أن كل قطعة يكون لها تماسك ذاتي في نفسها، وأيضاً لا تشيع في المكان
الذي تحيا فيه، ولذلك قلنا: إنهم لا يذوبون في المجتمعات أبداً،- كما قلنا -
فعندما تذهب إلى أسبانيا مثلاً تجد لهم حيًّا خاصًّا، كذلك فرنسا،
وألمانيا، وكل مكان يكون لهم فيه تجمع خاص بهم، لا يدخل فيه أحد، ولا
يأخذون أخلاقاً من أحد، وشاء الحق بعد ذلك أن قال لهم: {ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ...} [المائدة: 21]
فبعد أن مَنَّ عليهم بأرض يقيمون فيها، قالوا: {...إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]
فحرم
الله عليهم أن يستوطنوا وطنا واحداً يتجمعون فيه، ونشرهم في الكون كله
لأنهم لو كانوا متجمعين لعم فسادهم فقط في دائرتهم التي يعيشون فيها. ويريد
الله أن يعلن للدنيا كلها أن فسادهم فساد عام. ولذلك فهم إن اجتمعوا في
مكان فلا بد أن تتآلب عليهم القوى وتخرجهم مطرودين أو تعذبهم، وأظن حوادث
هتلر الأخيرة ليست بعيدة عن الذاكرة، وقد أوضحنا ذلك من قبل في شرح قوله
الحق: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ...} [الإِسراء: 104]
لقد
قلنا: إن السكن في الأرض هو أن يتبعثروا فيها؛ لأنه - سبحانه - لم يحدد
لهم مكانا يقيمون فيه، فإذا جاء وعد الآخرة ينتقم الله منهم بضربة واحدة،
ويأتي الحق بهم لفيفاً تمهيداً للضربة القاصمة: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ}.
وهناك
فريق منهم جاء إلى المدينة المنورة ووسعتهم المدينة وصاروا أهل العلم وأهل
الكتاب، وأهل الثراء وأهل المال، وأهل بنايةٍ للحصون، وحين هاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم عقد معهم معاهدة. فالذي دخل منهم في الإِيمان استحق
معاملة المؤمنين، فلهم ما لهم وعليهم وما عليهم، والحق قد قال: {وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 159]
وقلنا إن هذه تسمى صيانة الاحتمال لمن يفكرون في الإِيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ}. و"دون"
أي غير، فالمقابل للصالحين هم المفسدون. أو منهم الصالحون في القمة، ومنهم
من هم أقل صلاحاً. فهناك أناس يأخذون الأحسن، وأناس يأخذون الحسن فقط.
ويتابع الحق سبحانه: {...وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الاعراف: 168]
كلمة {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
هي التي جعلتنا نفهم أن قول الحق سبحانه وتعالى: أن منهم أناساً صالحين،
ومنهم دون ذلك، أي كافرون؛ لأنهم لو كانوا قد صنعوا الحسن والأحسن فقط، لما
جاء الحق بـ {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. أو هم يرجعون إلى الأحسن.
و"بلونا"
أي اختبرنا؛ لأن لله في الاختبارات مطلق الحرية، فهو يختبر بالنعمة ليعلم
واقعاً منك لأنه - سبحانه - عالم به، من قبل أن تعمل، لكن علمه الأزلي لا
يُعتبر شهادة منا. لذلك يضع أمامنا الاختبار لتكون نتيجة عملنا شهادة إقرار
منا علينا: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ}. وسبحانه وتعالى يختبر بالنعمة ليرى أتغزنا الأسباب في الدنيا عن المُسبِّب الأعلى الذي وهبها: {كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ} [العلق: 6-7]
فالواجب
أن نشكر النعمة ونؤديها في مظان الخير لها. فإن كان العبد سيؤديها بالشكر
فقد نجح، وإن أداها على عكس ذلك فهو يرسب في الاختبار. إذن فهناك الابتلاء
بالنعم، وهناك الابتلاء بالنقم. والابتلاء بالنقم ليرى الحق هل يصبر العبد
أو لا يصبر، أي ليراه ويعلمه واقعاً حاصلاً، وإلا فقد علمه الله أزلاً.
ولذلك يقول الحق سبحانه: {فَأَمَّا
ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ
عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ} [الفجر: 15-16]
إننا نجد من يقول: {رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ}. ومَن يقول: {رَبِّيۤ أَهَانَنِ}
والحق يوضح: أنتما كاذبان. فليست النعمة دليل الإِكرام، ولا سلب النعمة
دليل الإِهانة. ولكن الإِكرام ينشأ حين تستقبل النعمة بشكر، وتستقبل النقمة
بصبر. إذن مجيء النعمة في ذاتها ليس إلا اختبارا. وكذلك إن قَدَر الله
عليك رزقك وضيقه عليك، فهذا ليس للإِهانة ولكنه للاختبار أيضاً.
ويوضح الحق جل وعلا: {كَلاَّ
بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ * وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ
ٱلْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ
ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً} [الفجر: 17-20]
أنتم لا تطعمون في مالكم يتيماً ولا تحضون على طعام مسكين. فكيف يكون المال نعمة؟ إنه نقمة عليكم. وهنا يقول الحق: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
ولله المثل الأعلى، نقول: إن فلاناً أتعبني، لقد قلبته على الجنبين، لا
الشدة نفعت فيه، ولا اللين نفع فيه، ولا سخائي عليه نفع فيه، ولا ضنى عليه
نفع فيه، وقد اختبر الله بني إسرائيل فلم يعودوا إلى الطاعة مما يدل على أن
هذا طبع تأصل فيهم.
ويقول الحق بعد ذلك: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ...}
خواطر محمد متولي الشعراوي
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
السبت 20 أغسطس 2011 - 19:41
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأحد 21 أغسطس 2011 - 6:33
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأحد 21 أغسطس 2011 - 12:02
تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأحد 21 أغسطس 2011 - 16:59
بارك الله فيك على ما تقدمه من اضافة راقية
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأحد 21 أغسطس 2011 - 18:00
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- حمدي غيثعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4049
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الإثنين 22 أغسطس 2011 - 2:47
شكرا لك وبارك الله فيك
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الإثنين 22 أغسطس 2011 - 19:52
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب
لك في ميزان حسناتك
وكتب
لك في ميزان حسناتك
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الثلاثاء 23 أغسطس 2011 - 2:54
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 7:01
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 14:06
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الخميس 25 أغسطس 2011 - 4:55
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الخميس 25 أغسطس 2011 - 16:02
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: البلاء والابتلاء - هكذا يكون الابتلاء
الجمعة 26 أغسطس 2011 - 6:01
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى