تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
+14
ميري كريمو
ABBASSE
نهرو
فاطمة
Messi
Bastos
JABAdor
Admin
عربي
بابة
شاكر الله
FOR4ever
ام بدر
مصطفى شحاذة
18 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
السبت 23 يوليو 2011 - 19:11
.:. السـ.:. ـلام عليكـ.:. ـم .:.
إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعـــــــــــــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما
فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...
أهلا وسهلا بكل أعضاء و زوارمنتدى القرآن الكريم
تحية عطرة عطرها مسك المحبة والاخاء............
تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )[الفاتحة:5].
لا بدّ أن نعلم أنّ هذه الآية هي قطب رحى هذه السّورة، وإليها ترجع معاني القرآن كلّها، فحوت في طيّاتها تجريد التّوحيد لربّ العبيد، والتوكّل عليه، والثّناء عليه، والدّعاء بالإقبال إليه، والافتخار والاعتزاز بعبادته، فكان في هذه فوائد عدّة:
الفائدة الأولى: لا بدّ أن نعلم أنّ هذه الآية هي قطب رحى هذه السّورة، وإليها ترجع معاني القرآن كلّها، فحوت في طيّاتها تجريد التّوحيد لربّ العبيد، والتوكّل عليه، والثّناء عليه، والدّعاء بالإقبال إليه، والافتخار والاعتزاز بعبادته، فكان في هذه فوائد عدّة:
العبادة في اللّغة: الذلّة، يقال: طريق معبّد أي: مذلّل للسّير عليه.
وشرعا: هي الذلّ مع شدّة المحبّة، لذلك عرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: " هي اسم جامع لما يحبّه الله تعالى من الأعمال والأقوال الظّاهرة والباطنة ".
الفائدة الثّانية: من فوائد هذه الآية تحقيق التّوحيد وتجريده لله تعالى.
فتقديم المفعول ( إيّاك ) على الفعل فيه فائدتان:
أوّلا: الحصر، فكأنّك قلت: لا نعبد إلاّ إيّاك، ولا نستعين إلاّ بك، كقوله تعالىوَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [البقرة: من الآية40]، (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [البقرة: من الآية41]، وهذا هو معنى ( لا إله إلاّ الله )، وقولهأَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه) [يوسف:40].
ولو قال العبد: " نعبدك " لما أفاد الحصر، إذ يمكن أن يكون العبد يعبد الله وغيره.
إلاّ أنّ الحصر في ( إيّاك نعبد ) حصر حقيقيّ، والحصر في ( إيّاك نستعين ) حصر إضافيّ، بمعنى أنّه لا يستعان إلاّ بالله في الأمور الّتي تختصّ بالرّبوبيّة، وإلاّ فإنّ الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة، من ذلك ما رواه البخاري في حديث الهجرة الطّويل عن عائشة رضي الله عنها ( أَنَّ النَبِيَّ اسْتَعَانَ فِي هِجْرَتِهِ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الدَّيْلِ هَادِياً خِرِّيتاً )، ومنه قول جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: ( جِئْتُ أَسْتَعِينُ بِكَ فِي مُكَاتَبَتِي ).
ثانيا: الاهتمام والأدب مع الله: وشأن العرب تقديم الأهمّ فالأهمّ، ومن ذلك ما ذكره بعض العلماء أنّ أعرابيّا سبّ آخر فأعرض عنه المسبوب، فقال السابّ: إيّاك أعني، فقال الآخر: وعنك أعرض.
الفائدة الثّالثة: تحقيق المتابعة.
فالله أمر بعبادته ولكن بشرط الاستعانة به، ومن أعظم ما تطلب الاستعانة به لتحقيق العبوديّة هو أن تكون بما شرعه على لسان رسوله ، لا بما تمليه على العباد عقول الرّجال، والعادات، والأعراف، وغير ذلك. ومن المعلوم أنّ الله لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصا لوجهه، موافقا لشرعه. وهذا مقتضى قول المسلم: ( وأشهد أنّ محمّدا رسول الله ).
الفائدة الرّابعة: تحقيق التوكّل على الله.
فالعبد مأمور بعبادة الله على الوجه المشروع، ولا بدّ أن يتبرّأ من حوله وقوّته، فلا يكن حاله حال من قال:(إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص: من الآية78]، بل عليه أن يفتقر إلى الله وحده لا شريك له، ويسأله الإعانة في الأمور كلّها لا سيّما الوصولُ إليه والإقبال عليه. لذلك سنّ لنا نبيّ الرّحمة أن نقول إذا سمعنا المؤذّن يقول: " حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح " أن نقول: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ". ، أي: أنت من وفّقني يا ربّ بحولك وقوّتك للاستجابة لهذا النّداء.
وفي معنى هذه الآية قوله تعالىفَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) [هود: من الآية123]، وقوله تعالىرَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) [المزمل:9]، وقولهقُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا) [الملك: من الآية29].
قال ابن تيمية رحمه الله وابن القيّم-كما في " التّفسير القيّم " (ص48)- عن هذه الآية أنّ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) تدفع الرّياء، وأنّ (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) تدفع الكبرياء. وقال في " مدارج السّالكين ": " ثمّ إنّ القلب يعرض له مرضان عظيمان، إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التّلف ولا بدّ، وهما الرّياء والكبر، فدواء الرّياء بـ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )، ودواء الكبر بـ( إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )، وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه يقول: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) تدفع الرّياء، و( إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) تدفع الكبرياء ".
ويظهر لك جليّا قوّة تعلّق العبد بربّه بالتّكرار، فلم يعلّمنا أن نقول:" إيّاك نعبد ونستعين "، بل أن نعيد كلمة ( إِيَّاكَ ).
الفائدة الخامسة: في الآية التفات.
صورة بلاغيّة عظيمة تكسو الكلام جمالا وكمالا، وهي الالتفات، والالتفات هو " الانتقال من أسلوب إلى آخر " فينتقل المتكلّم من الغيبة إلى الحضور أو العكس. وذلك في كلام الله كثير لنكت بديعة علمناها أو جهلناها.
مثاله قوله تعالىهُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس:22]. فتحدّث أوّلا بأسلوب الخطاب ( يسيّركم )، و( كنتم في الفلك )، ثمّ أخبر عنهم قائلا: (وَجَرَيْنَ)، وكأنّهم لمّا أعرضوا عن الله غابوا عنه ولم يراقبوه، فلمّا ظنّوا أنّهم من الهالكين تذكّروا الله فعاد الكلام إلى الحضور فقالوا: لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
فكذلك الأمر في سورة الفاتحة، حيث كان الإخبار عن الله بأسلوب الغيبة: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)، ثمّ يقول العبد:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة:5]، وفائدة ذلك هو ما ذكره ابن كثير رحمه الله قائلا: " إنّ العبد لمّا أثنى على ربّه تبارك وتعالى..فكأنّه اقترب وحضر بين يدي الله تبارك وتعالى، فلهذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ". فإذا علمنا هذه النّكتة، علمنا:
الفائدة السّادسة: تحقيق الأدب في الدّعاء.
فمن أعظم أداب الدّعاء وأسباب الإجابة أن تقدّم بين يدي الدّعاء ثناءً على الله تعالى بأسمائه وصفاته.
قال النّووي رحمه الله في "الأذكار" (ص176): " أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدّعاء بالحمد لله تعالى، والثّناء عليه، ثمّ الصّلاة على النّبيّ ، وكذلك يختم الدّعاء بهما ".
وهذا أدب رفيع يُحمد من العبد إذا فعله مع المخلوق، فكيف مع الخالق سبحانه. لذلك اشتملت أمّ الكتاب على هذا الأدب فقسمها الله تعالى بينه وبين عبده، وبدأت بالحمد لله، والثّناء عليه، وتمجيده، حتّى إذا فعل العبد ذلك دعا ربّه قائلا: (وإيّاك نستعين اهدنا ..)، فقال عزّ وجلّ: ( ولعبدي ما سأل )، ومنه تقديم الثّناء على الدّعاء في السّجود، وهذا لا يمكن أن يحصيَه مُحْصٍ في أدعية الرّسول .
وجاء في سنن عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ فِي صَلَاتِي ؟ قَالَ: (( سَبِّحِي اللَّهَ عَشْرًا، وَاحْمَدِيهِ عَشْرًا، وَكَبِّرِيهِ عَشْرًا، ثُمَّ سَلِيهِ حَاجَتَكِ، يَقُلْ: نَعَمْ نَعَمْ)) [قال الألباني رحمه الله: حسن الإسناد].
ومنه ما رواه أحمد وأبو داود والتّرمذي-واللّفظ له- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: بَيْنمَا رَسُولُ اللَّهِ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ! إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثُمَّ ادْعُهُ )). قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : (( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ! ادْعُ تُجَبْ )).
الفائدة السّابعة: قدّم الله العبادة على الاستعانة من باب تقديم الغايات على الوسائل، فما خُلِق العبد إلاّ لعبادة الله ، كما قال تعالىوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذّاريات:56]، ولذلك حريّ بالعبد أن لا يُهمل الغاية بسبب الوسيلة، فالله تعالى قد أمر بتحصيل الرّزق الحسن، وذلك من أجل تحقيق عبوديّة الله في الأرض، قال تعالىوَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ )[التوبة:76]، وكثيرا ما يبيّن لنا سبب تسخيره للأشياء بقوله (لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [فاطر: من الآية12]. ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه أحمد عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا، فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: (( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ " )).
الفائدة الثّامنة: وفي الآية تحقيق الافتخار بالعبوديّة.
فلو سألك سائل فقال: ما معنى ( النّون ) في قولك القارئ والمصلّي: إِيَّاكَ نَعْبُدُ ؟
فإن كانت للجمع فلماذا يقولها المنفرد ؟ وإن كانت للتّعظيم فالمقام مقام ذلّ لا تناسبه نون العظمة ؟
وللعلماء أجوبة ثلاثة عن ذلك:
• الأوّل: المراد جنس العباد جميعهم، فالقارئ يخبر عن نفسه وغيره من العباد، لا سيّما إذا كان في جماعة.
• الثّاني: أنّ النّون فعلا للتّعظيم، لأنّ مقام العبوديّة مقام تشريف وتعظيم، فليس لكلّ أحد أن يكون عبدا طائعا لله إلاّ من وفّقه الله إلى عبادته وطاعته، لذلك:
وصف الله تعالى نبيّه بالعبوديّة في أرقى المقامات، وأعظم المنازل، ولو كان هناك وصف أعظم من العبوديّة لوصفه به، قال ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين" (1/102):
" ووصف أكرمَ خلقه عليه، وأعلاهم عنده منزلة، بالعبوديّة في أشرف مقاماته، فقال تعالى:وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا [البقرة: من الآية23]، وقال تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) [الفرقان: الآية1]، وقالالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) [الكهف: من الآية1]، فذكره بالعبوديّة في مقام إنزال الكتاب عليه، وفي مقام التّحدي بأن يأتوا بمثله.
وقالوَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) [الجـن:19]، فذكره بالعبوديّة في مقام الدّعوة إليه، وقالسُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) [الإسراء: من الآية1] فذكره بالعبودية في مقام الإسراء ". اهـ.
لذلك كان كثير من السّلف لا يرضى أن يجرّد من التّعبيد لله إذا ناداه أحد، وما أحسن قول من قال:
(ومـمّا زادنـي شـرفا وتيـها وكـدت بأخمُصـيّ أطـأ الثّـريّا
دخولي تحت قولك:يَا عِبَادِي وأن صيّرت أحـمـد لـي نبـيّا)
• الثالث : قالوا: إنّ قول العبد ( إيّاك نعبد ) ألطف في الأدب من قوله ( أعبد )، لأنّ في الثّاني تعظيما لنفسه، إذ جعل نفسه وحده أهلا لعبادة الله ، وهو سبحانه لو أمدّنا عمرا يسع أعمار الخلق كلّهم لما وفّيناه حقّه، فالملائكة الكرام الّذين جاء وصفهم في القرآن بأن قالواوَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) [الصافات:164]، جاء تفسير هذه الآية في مسند الإمام أحمد وسنن التّرمذي وأبي داود عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (( إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ )) قال أبو ذرّ : لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ.
فهؤلاء الملائكة، (الّذين يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) [الأنبياء:20] يقولون إذا رأوا الميزان يملأ بين السّماء والأرض: (سبحانك ! ما عبدناك حقّ عبادتك ).
الفائدة التّاسعة: وإذا سئلت عن أعظم العبادات وأفضلها ؟
فاعلم أنّه قد كثرت الأقوال في ذلك، وأحسنها ما ذكره ابن القيّم رحمه الله: أنّ أفضل العبادات ما كان موافقا للحال والزّمان.. ففي وقت تكون الصّلاة أفضل العبادات، وعند حضور مجلس العلم يكون العلم أفضل من النّوافل، وعند دخول وقت الرّواتب يكون أداؤها أفضل من عمل آخر، وعند احتياج الأخ إليك تكون إعانته أفضل القربات. والأصل في المسلم أن لا يفرغ من عبادة الله، قال تعالىفَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ()، ولو قدّر أن يمرّ على المؤمن فراغ، فأفضل العبادات على الإطلاق هو ذكر الله: بتسبيحه، وحمده، وتهليله، وتكبيره، وتلاوة كتابه، وحضور مجالس العلم، لما رواه التّرمذي وغيره عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : (( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟)) قَالُوا: بَلَى ! قَالَ: (( ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى )).
الفائدة العاشرة: ( إيّاك ) تقرأ بتشديد الياء، وشذّ من قرأ بتخفيفها-وهي قراءة عمرو بن فايد رحمه الله-، قال ابن كثير: " وهي مردودة "، لأنّ ( إيَا ) ضوء الشّمس، لذلك ذكرها الشّيخ بكر بن عبد الله في " معجم المناهي اللّفظية ".
ومنهم من يقرأها ( إِيَكَ ) فيأتي بما لم يُقرأ به لا في الصّحيح ولا الشاذّ.
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم
عبد الحليم توميات
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأحد 24 يوليو 2011 - 16:24
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الإثنين 25 يوليو 2011 - 0:00
مجهود كبير وممتاز
وموضوع في قمة الروعة
حياك الله وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
وموضوع في قمة الروعة
حياك الله وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الإثنين 25 يوليو 2011 - 5:50
بارك الله بكم
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الإثنين 25 يوليو 2011 - 5:50
بارك الله بكم
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأحد 31 يوليو 2011 - 23:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 19:36
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 22:01
بارك الله بكم
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 1:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 4:52
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 22:38
تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 4 أغسطس 2011 - 12:26
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد وأعضاء المنتدى
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 4 أغسطس 2011 - 16:15
شكرا للمرور
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 4 أغسطس 2011 - 21:19
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 4 أغسطس 2011 - 22:32
حـــــــيــــــــــ ـــــــــــاكم الله
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 4 أغسطس 2011 - 22:33
حـــــــيــــــــــ ـــــــــــاكم الله
- Messiعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4650
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الجمعة 5 أغسطس 2011 - 17:09
لك جزيل الشكر والتقدير
مجهود رائع يُشهد له
مجهود رائع يُشهد له
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
السبت 6 أغسطس 2011 - 15:54
شكرا للمرور
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
السبت 6 أغسطس 2011 - 18:21
تسلم الأيادي على الموضوع المفيد
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأحد 7 أغسطس 2011 - 22:49
شكرا للمرور
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 3:49
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 5:49
شكرا للمرور
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 18:30
أكرمك الله وجعل عملك صالحا
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 23:39
شكرا للمرور العطر
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 0:05
بارك الله فيك على ما تقدمه من اضافة راقية
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الخميس 11 أغسطس 2011 - 0:20
بارك الله بكم
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الجمعة 12 أغسطس 2011 - 21:25
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الجمعة 12 أغسطس 2011 - 23:10
شكرا للمرور
- Saad Eddineعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2256
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأحد 14 أغسطس 2011 - 5:15
سدد الله خطاك اخـ(ت)ـي الفاضل(ة) على الموضوع الجميل
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
جزاك الله الف خير
وليبارك لك في قلمك الراقي
وبالإفادة ان شاء الله لكل أعضاء عربي-نعم
واصل ابداعك معنا ولا تحرمنا من جديدك يا غالي
اراك في موضوع آخر وذمت في رعاية الله
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: تفسير قوله عز وجل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
الأحد 14 أغسطس 2011 - 12:59
تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى