- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
بين يدي شهر القرآن
الثلاثاء 19 يوليو 2011 - 22:18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين . معطي الثواب الجزيل لمن أطاعه. ذو البطش الشديد على من
تجبر وعصى من توكل عليه نجا ومن عصاه هلك وغوى, أشهد أن لا إله إلا الله
وحد ه لا شريك له. وأشهد أن نبينا محمد ا عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه ما انشق الصبح وأشرق الضياء ,
أما بعد أيها الأحبة في الله :
اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة وميدانا للتنافس في
الخيرات فكان من جزيل عطائه عز وجل وجميل معروفه علينا أن جعل لنا مواسم
تعظم فيها الأعمال وتضاعف فيها الحسنات .فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور
والأيام وتقرب فيها إلى مولاه بما أمكنه من الطاعات والقربات ,
أحبتي في الله :
إننا على أبواب شهر كريم شهر القُرب والطاعات. إنه ضيف عزيز طال انتظاره
ضيف سيجلب لنا من الخير العظيم ما تسموا به النفوس وتصفوا به القلوب
وتُطهّر به الأموال .
إنه شهر رمضان
المبارك شهر تفتح فيه أبواب الرحمة والجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد
فيه مردة الشياطين ,شهر أوله رحمة وإحسان وأوسطه عفو من الله وغفران وآخره
عتق من النيران ,
شهر ينبغي أن نتخلص
فيه من نزعات الهوى والشبهات فنلزم بيوت الله عز وجل لنجلي الصدأ عن القلوب
التي هجرت القرآن ونشعل الحنين إلى التقرب إلى الله عز وجل ونتسابق على
جني الحسنات فاليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولاعمل, فلنأخذ ما نستطيع حمله
فإن السفر طويل والزاد قليل والمحاسب شديد, فإما شقي أو سعيد جعلني الله
وإياكم من أهل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ,
إخوتي الكرام: لا يخفى عليكم ما لضيفنا القادم من صلة وطيدة بكتاب الله عز وجل ,
حيث قال تعالى في محكم تنزيله : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينا ت من الهدى والفرقان } البقرة : 185
و قال عزمن قائل : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } القدر : 1
وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} الدخان : 3
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" أخرجه البخاري ,
فمذاكرة جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في هذا الشهر المبارك تجعل للقرآن أهمية بالغة في هذا الشهر الكريم ,
ولذا كان السلف الصالح رحمهم الله: يخصون رمضان بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا وتعلما وتدريسا ,
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف :"كان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال ،
وبعضهم في كل سبع منهم قتادة ، وبعضهم في كل عشر ، منهم أبو رجاء العطاردي ،
وكان
السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، كان الأسود يقرأ في
كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة ،
وفي بقية الشهر في ثلاث ، وكان قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمضان في كل
ثلاث ، وفي العشر كل ليلة ، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في
غير الصلاة ، وعن أبي حنيفة نحوه ، وكان قتادة يدرس القرآن في رمضان ، وكان
الزهري إذا دخل رمضان قال : فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام" انتهى كلامه رحمه ,
إخوتي الكرام : على المسلم في رمضان المبارك أحوال تنبغي مراعاتها والإعتناء بها,
الأولــــــــى :
الإبتعاد عن ما يتنافى مع الصيام, فينبغي أن يبتعد الصائم من الأعمال التي
تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام ويضاعف له الأجر بإذن الله , لأن الصيام ليس
مجرد إمساك عن الأكل والشرب والجماع فحسب ,
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" أخرجه البخاري ,
الثانيــــــــة :
الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك مع مرا عات التدبر
والخشوع , للحديث السابق عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه السلام "كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن"
الثالثـــــــة :
الإكثار من الصلاة بالليل "صلاة التراويح "لأن قيام الليل له أثر بليغ في
تهذيب النفوس وإصلاحها ، كما أنه أيضا من أسباب مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر
بإذن الله عز وجل ,
الرابعــــــــــة : الإجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان خاصة لما روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر". متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: "كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".
الخامسـة : الإكثار من الصدقة ، وإطعام الطعام .فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كما سبق ,
أيضا : لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : " فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني ,
السادســة : الإكثار من الدعاء لأن دعوة الصائم مستجابة , قال عليه الصلاة والسلام " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة " وقد تكلم في سنده ,
السابعة والأخيرة: الإعتكاف وآكده إعتكاف العشر الأواخر . لما روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه .
أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لصالح القول والعمل إنه أكرم مسئول وأجود مأمول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
الحمد لله رب العالمين . معطي الثواب الجزيل لمن أطاعه. ذو البطش الشديد على من
تجبر وعصى من توكل عليه نجا ومن عصاه هلك وغوى, أشهد أن لا إله إلا الله
وحد ه لا شريك له. وأشهد أن نبينا محمد ا عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه ما انشق الصبح وأشرق الضياء ,
أما بعد أيها الأحبة في الله :
اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة وميدانا للتنافس في
الخيرات فكان من جزيل عطائه عز وجل وجميل معروفه علينا أن جعل لنا مواسم
تعظم فيها الأعمال وتضاعف فيها الحسنات .فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور
والأيام وتقرب فيها إلى مولاه بما أمكنه من الطاعات والقربات ,
أحبتي في الله :
إننا على أبواب شهر كريم شهر القُرب والطاعات. إنه ضيف عزيز طال انتظاره
ضيف سيجلب لنا من الخير العظيم ما تسموا به النفوس وتصفوا به القلوب
وتُطهّر به الأموال .
إنه شهر رمضان
المبارك شهر تفتح فيه أبواب الرحمة والجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد
فيه مردة الشياطين ,شهر أوله رحمة وإحسان وأوسطه عفو من الله وغفران وآخره
عتق من النيران ,
شهر ينبغي أن نتخلص
فيه من نزعات الهوى والشبهات فنلزم بيوت الله عز وجل لنجلي الصدأ عن القلوب
التي هجرت القرآن ونشعل الحنين إلى التقرب إلى الله عز وجل ونتسابق على
جني الحسنات فاليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولاعمل, فلنأخذ ما نستطيع حمله
فإن السفر طويل والزاد قليل والمحاسب شديد, فإما شقي أو سعيد جعلني الله
وإياكم من أهل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ,
إخوتي الكرام: لا يخفى عليكم ما لضيفنا القادم من صلة وطيدة بكتاب الله عز وجل ,
حيث قال تعالى في محكم تنزيله : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينا ت من الهدى والفرقان } البقرة : 185
و قال عزمن قائل : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } القدر : 1
وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} الدخان : 3
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان ، فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" أخرجه البخاري ,
فمذاكرة جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في هذا الشهر المبارك تجعل للقرآن أهمية بالغة في هذا الشهر الكريم ,
ولذا كان السلف الصالح رحمهم الله: يخصون رمضان بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا وتعلما وتدريسا ,
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف :"كان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال ،
وبعضهم في كل سبع منهم قتادة ، وبعضهم في كل عشر ، منهم أبو رجاء العطاردي ،
وكان
السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، كان الأسود يقرأ في
كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة ،
وفي بقية الشهر في ثلاث ، وكان قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمضان في كل
ثلاث ، وفي العشر كل ليلة ، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في
غير الصلاة ، وعن أبي حنيفة نحوه ، وكان قتادة يدرس القرآن في رمضان ، وكان
الزهري إذا دخل رمضان قال : فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام" انتهى كلامه رحمه ,
إخوتي الكرام : على المسلم في رمضان المبارك أحوال تنبغي مراعاتها والإعتناء بها,
الأولــــــــى :
الإبتعاد عن ما يتنافى مع الصيام, فينبغي أن يبتعد الصائم من الأعمال التي
تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام ويضاعف له الأجر بإذن الله , لأن الصيام ليس
مجرد إمساك عن الأكل والشرب والجماع فحسب ,
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" أخرجه البخاري ,
الثانيــــــــة :
الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك مع مرا عات التدبر
والخشوع , للحديث السابق عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه السلام "كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن"
الثالثـــــــة :
الإكثار من الصلاة بالليل "صلاة التراويح "لأن قيام الليل له أثر بليغ في
تهذيب النفوس وإصلاحها ، كما أنه أيضا من أسباب مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر
بإذن الله عز وجل ,
الرابعــــــــــة : الإجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان خاصة لما روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر". متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: "كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".
الخامسـة : الإكثار من الصدقة ، وإطعام الطعام .فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كما سبق ,
أيضا : لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : " فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني ,
السادســة : الإكثار من الدعاء لأن دعوة الصائم مستجابة , قال عليه الصلاة والسلام " للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة " وقد تكلم في سنده ,
السابعة والأخيرة: الإعتكاف وآكده إعتكاف العشر الأواخر . لما روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه .
أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لصالح القول والعمل إنه أكرم مسئول وأجود مأمول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: بين يدي شهر القرآن
الأربعاء 20 يوليو 2011 - 1:29
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: بين يدي شهر القرآن
الأربعاء 20 يوليو 2011 - 2:11
موضوع رائع جدير بالزيارة
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: بين يدي شهر القرآن
الأربعاء 20 يوليو 2011 - 2:39
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: بين يدي شهر القرآن
الأربعاء 20 يوليو 2011 - 13:35
بورك فيك وفي عطائك القيم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى