- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
لباس التقوى ذلك خير
الأربعاء 14 أبريل 2010 - 18:29
لباس التقوى ذلك خير
تأملات في آيات الكتاب
لباس التقوى ذلك خير .
بقلم يوسف أحمد
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي
سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ
آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
لباس التقوى ليس أثواباً و ريشاً، ودقاتُ قلبك تخصك أنت ، والدمُ الذي
يجرى في العروق ، ومحبتك لله وتقواه لا تعني أحداً سواك، فلماذا أصبح
الإيمان واجهة زجاج هشة، وبات الكتابُ أوراقاً صفراء يقرأها راهب اختصر
تقوى الله في جلباب بدل أن يتخذ من ألوان البؤس في هذا الكوكب ميداناً
للعمل الصالح ؟
لا تترك الريشَ يخدعك... الإيمان عاطفة سرية، وخاصة إلى أبعد الحدود يدسها
المرء في قلبه فيخلو إلى ربه حين يشاء, ولن يفسد عليه هذه الخلوة أن يحيط
به الآلاف أو الملايين. أما الذين عرضوا في الواجهة مظاهرَ توحي بالورع
والتقوى، فقد تركوا أعماقهم خالية من خشية الرحمن لأسباب أخرى تتعلق
بالريش والألوان.
لباس التقوى يعني اتقاء عذاب الرحمن بالإيمان و العلم والعمل الصالح.
فما بالي كتبتُ على الرمل اسمَ التقوى ، ونقشت على الصخر رسماً يصرخ بأنني
قديس ينتظر يائساً ساعة الموت ؟ ومن ذا الذي أهدر دمي هكذا على أرضٍ
ملتهبة لم تشرب قطرة ماء واحدة منذ قرون ؟
كيف غابت عن ذاكرتي تلك الغابات والسهول والوديان و الأنهار والبحار
؟ أين شجيرات التين والزيتون والعنب ترضعها الشمس بالضوء ويؤنسها القمر ؟
أين أسراب النحل تسلك السبل الذليلة وقطعان الضأن والماعز، أين الزعتر
والشيح، وسحابة كريمة هطلت فغسلت بالرحمة أحزان الكائنات ؟
كيف بات النورُ في نفسي ظلاما تعبث به الخرافات والأوهام ؟
لن تنفعك الدموع ... وسوف تغرق أيها القديس في حزنك وحدك. أليست خشية الله
سرك أنت ؟ فلماذا أرقت أيها الظمآن ماءك لكي يراه الآخرون، وتركت نفسك
تهوى إلى قاع العطش السحيق ؟ ومن ذا الذي أعطاك هذا الحمارَ الأعرج، في
زمن يقيس الانتقال بسرعة الصوت.
أهكذا يُترك القلبُ لغصته ، ويضيع في عصر الفضاء الطريق ؟
أرضيتَ بعيون الناس تنشر أمامها الريش والركوع والسجودَ ، ونسيتَ
المطارات، والطرق والجسور، والمرضى، والمساكين، والقرى والمدن البائسة
تغرق في البرك السوداء ..؟ أنسيتَ الصحراءَ يلهو بها السراب، و مدارسَ
الجهل، والعقولَ الجوفاء ؟ أنسيتَ آيات التنزيل العزيز أم لعلك تذكر صاحبَ
القميص إذ كانت بيده خزائنُ مصر يطعم منها فقراءَ الأرض حين حاقَ بهم زمنُ
القحط ؟ ألا ترى أن هذه اللحظة تفر أمام ناظريك وتغيب إلى الأبد، ويفلت
المضارعُ من بين يديك فيصير ماضياً في لمح البصر؟
كنت ـ يا صغيرتي ـ هنا تعجبين لأمر الزمن إذ يفر من بين يديك مثل عصفور.
كنت هنا تغسلين جراحي وتداوين آلامي وتذوب عذوبة ابتسامتك في أعماقي فيحلو
طعمُ الليالي والأيام. كنت ِ هنا تصغينَ إلى صدى آيات الكتاب حين كنتُ
أحلق بطائرتي فوق جبال ( تيبستي ) ، كنتِ هنا ترينَ معي البراكينَ الخامدة
، ووديانَ الأنهار الجافة، كنت هنا تسكنين مطمئنة في قلبي حين كنت أنظر
إلى آثار القرون الخالية فأرى عجزي، و ضعفي، وتهفو نفسي إلى جرعة ماء تطفئ
هذا الظمأ القاتل، وأجنحة أخرى أعرج بها إلى السماء العليا ، وبدناً تلبسه
نفسي غير هذا البدن الواهن، وقلباً يتسع لرؤية الله ويدنينا غداً من نور
وجهه الذي أشرقت له السموات والأرض .
لباس التقوى ذلك خير .
بقلم يوسف أحمد
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي
سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ
آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
لباس التقوى ليس أثواباً و ريشاً، ودقاتُ قلبك تخصك أنت ، والدمُ الذي
يجرى في العروق ، ومحبتك لله وتقواه لا تعني أحداً سواك، فلماذا أصبح
الإيمان واجهة زجاج هشة، وبات الكتابُ أوراقاً صفراء يقرأها راهب اختصر
تقوى الله في جلباب بدل أن يتخذ من ألوان البؤس في هذا الكوكب ميداناً
للعمل الصالح ؟
لا تترك الريشَ يخدعك... الإيمان عاطفة سرية، وخاصة إلى أبعد الحدود يدسها
المرء في قلبه فيخلو إلى ربه حين يشاء, ولن يفسد عليه هذه الخلوة أن يحيط
به الآلاف أو الملايين. أما الذين عرضوا في الواجهة مظاهرَ توحي بالورع
والتقوى، فقد تركوا أعماقهم خالية من خشية الرحمن لأسباب أخرى تتعلق
بالريش والألوان.
لباس التقوى يعني اتقاء عذاب الرحمن بالإيمان و العلم والعمل الصالح.
فما بالي كتبتُ على الرمل اسمَ التقوى ، ونقشت على الصخر رسماً يصرخ بأنني
قديس ينتظر يائساً ساعة الموت ؟ ومن ذا الذي أهدر دمي هكذا على أرضٍ
ملتهبة لم تشرب قطرة ماء واحدة منذ قرون ؟
كيف غابت عن ذاكرتي تلك الغابات والسهول والوديان و الأنهار والبحار
؟ أين شجيرات التين والزيتون والعنب ترضعها الشمس بالضوء ويؤنسها القمر ؟
أين أسراب النحل تسلك السبل الذليلة وقطعان الضأن والماعز، أين الزعتر
والشيح، وسحابة كريمة هطلت فغسلت بالرحمة أحزان الكائنات ؟
كيف بات النورُ في نفسي ظلاما تعبث به الخرافات والأوهام ؟
لن تنفعك الدموع ... وسوف تغرق أيها القديس في حزنك وحدك. أليست خشية الله
سرك أنت ؟ فلماذا أرقت أيها الظمآن ماءك لكي يراه الآخرون، وتركت نفسك
تهوى إلى قاع العطش السحيق ؟ ومن ذا الذي أعطاك هذا الحمارَ الأعرج، في
زمن يقيس الانتقال بسرعة الصوت.
أهكذا يُترك القلبُ لغصته ، ويضيع في عصر الفضاء الطريق ؟
أرضيتَ بعيون الناس تنشر أمامها الريش والركوع والسجودَ ، ونسيتَ
المطارات، والطرق والجسور، والمرضى، والمساكين، والقرى والمدن البائسة
تغرق في البرك السوداء ..؟ أنسيتَ الصحراءَ يلهو بها السراب، و مدارسَ
الجهل، والعقولَ الجوفاء ؟ أنسيتَ آيات التنزيل العزيز أم لعلك تذكر صاحبَ
القميص إذ كانت بيده خزائنُ مصر يطعم منها فقراءَ الأرض حين حاقَ بهم زمنُ
القحط ؟ ألا ترى أن هذه اللحظة تفر أمام ناظريك وتغيب إلى الأبد، ويفلت
المضارعُ من بين يديك فيصير ماضياً في لمح البصر؟
كنت ـ يا صغيرتي ـ هنا تعجبين لأمر الزمن إذ يفر من بين يديك مثل عصفور.
كنت هنا تغسلين جراحي وتداوين آلامي وتذوب عذوبة ابتسامتك في أعماقي فيحلو
طعمُ الليالي والأيام. كنت ِ هنا تصغينَ إلى صدى آيات الكتاب حين كنتُ
أحلق بطائرتي فوق جبال ( تيبستي ) ، كنتِ هنا ترينَ معي البراكينَ الخامدة
، ووديانَ الأنهار الجافة، كنت هنا تسكنين مطمئنة في قلبي حين كنت أنظر
إلى آثار القرون الخالية فأرى عجزي، و ضعفي، وتهفو نفسي إلى جرعة ماء تطفئ
هذا الظمأ القاتل، وأجنحة أخرى أعرج بها إلى السماء العليا ، وبدناً تلبسه
نفسي غير هذا البدن الواهن، وقلباً يتسع لرؤية الله ويدنينا غداً من نور
وجهه الذي أشرقت له السموات والأرض .
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: لباس التقوى ذلك خير
الأربعاء 14 أبريل 2010 - 22:16
تقوى الله تعالى هي سفينة النجاة يوم القيامة
وهي التزام طاعة الله وطاعة رسوله
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وهي التزام طاعة الله وطاعة رسوله
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: لباس التقوى ذلك خير
الخميس 15 أبريل 2010 - 0:04
نعم اخي احمد
من اتقى الله يقيه شر البلاء وشر الخلق وشر النفس
وهذه اشد عناء واحتسابا من كل الشرور
اللهم اجعلنا من المتقين الصالحين العابدين الساجدين والعاكفين على الصلاة
وتلاوة القران
جزاك الله خير الجزاء على مرورك الكريم
من اتقى الله يقيه شر البلاء وشر الخلق وشر النفس
وهذه اشد عناء واحتسابا من كل الشرور
اللهم اجعلنا من المتقين الصالحين العابدين الساجدين والعاكفين على الصلاة
وتلاوة القران
جزاك الله خير الجزاء على مرورك الكريم
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: لباس التقوى ذلك خير
الأربعاء 28 أبريل 2010 - 22:41
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: لباس التقوى ذلك خير
الخميس 29 أبريل 2010 - 17:19
مرورك اسعدني كثيرا اخي عربي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى