فضل طلب العلم !!
+20
TOTO
بوجدور المغربي
MATADOR
tarzan
PRINCESSA
مــــاجد2
K1sayda
دادي
ميري كريمو
ZIDANE
FOR4ever
خناتة بنت بكار
الشاوش
شاكر الله
سراج_الدين
ام بدر
عربي
بدر_هاري
FLAT
Admin
24 مشترك
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
فضل طلب العلم !!
الأربعاء 13 أبريل 2011 - 2:18
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر
الله شيئا.
ثم أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
هذا هو اللقاء الأول ، في سلسلة طالب العلم ، والتي نتحدث فيها عن طلب
العلم وفضله والأهداف والأسس والمعوقات والأخطاء والثغرات و و و
......... ! .
وفي هذه المقالة أتحدث عن فضل العلم والعلماء :
اعلم أخي هداني الله وإياك إلى كل خير ، أن للعلم مقام عظيم في شريعتنا
الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء ، وفضل العالم على العابد كما بين
السماء والأرض .
فعن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال
ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
قال : أما جئت لحاجة ؟! قال : لا .
قال : أما قدمت لتجارة ؟! قال : لا .
قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث .
قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا
يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها
رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ،
حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا
ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "[ أخرجه الترمذي
(2682)] .
والعلماء هم أمناء الله على خلقه ، وهذا شرف للعلماء عظيم ، ومحل لهم في
الدين خطير ؛ لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين ، وتأويل الجاهلين ،
والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم ، فقد أوجب الحق سبحانه سؤالهم عند
الجهل ، فقال تعالى : ((فاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ )) [النحل: 43]
وهم أطباء الناس على الحقيقة ، إذ مرض القلوب أكثر من الأبدان ، فالجهل
داء ، والعلم شفاء هذه الأدواء ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فإنما شفاء العي السؤال ) [ أخرجه أبو داود (336)] .
أولاً ــ فضل العلم
1 ــ العلم مهذب للنفوس :
سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال : ألم تسمع قوله حين بدأ به " فاعلم
أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ] فأمر بالعمل بعد العلم
.
وقد بوَّب الإمام البخارى بابًا فقال: " باب العلم قبل القول والعمل"
،لقوله تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ]
فالعلم مقدم على القول والعمل ، فلا عمل دون علم ، وأول ما ينبغي تعلمه "
التوحيد " و "علم التربية " أو ما يُسمَّى بعلم " السلوك " فيعرف الله
تعالى ويصحح عقيدته ، ويعرف نفسه وكيف يهذبها ويربيها .
2 ــ العلم نور البصيرة :
إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر
القلوب ، قال تعالى : (( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور )) [الحج:46] ؛ ولذلك جعل الله الناس على قسمين : إمَّا عالم
أو أعمى فقال الله تعالى : (( أ فمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق
كمن هو أعمى )) [ الرعد:19] .
3 ــ العلم يورث الخشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر : 28]
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء : 107-109 ]
4 ــ طلب الاستزادة من العلم :
وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم ،
فقال الله تعالى : " وقل رب زدني علمًا " [ طه: 114] ، قال القرطبي :
فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن
يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.
5 ــ العلم أفضل الجهاد :
إذ من الجهاد ، الجهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الأئمة من ورثة
الأنبياء ، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان ، لشدة مؤنته ، وكثرة
العدو فيه .
قال تعالى : " ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا " [ الفرقان : 51-52 ]
يقول ابن القيم : " فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد
المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا
معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال
تعالى : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " ومعلوم
أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن .
والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله
"[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1 ص 70 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد
في سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
)) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
6 ــ التنافس في بذل العلم :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا
في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله
الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].
7 ــ العلم و الفقه في الدين أعظم منة :
ومن رزق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة ، فالفقه في الدين من أعظم المنن .
عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين )) [ أخرجه الترمذي (2645) وقال : حسن صحيح ].
8 ــ العلم مقدم على العبادة :
والعلم مقدم على العبادة ، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة ، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة .
أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله أوحى إليَّ : أنه من سلك مسلكا في طلب
العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة و فضل في
علم خير من فضل في عبادة و ملاك الدين الورع )) [ أخرجه البيهقي ، بسند
صحيح ].
ثانياً ــ فضل العلماء
1 ــ العلماء هم الثقات :
قال الله تعالى : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم
قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) [ آل عمران : 18]
فأهل العلم هم الثقات العدول الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده جل وعلا .
2 ــ مديح الله تعالى للعلماء :
وقد مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم ، فجعل كتابه آيات بينات في صدورهم ، به تنشرح وتفرح وتسعد .
قال الله تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون))[ العنكبوت:49]
3 ــ العلماء ورثة الأنبياء :
وهم أهل الذكر ، الذين أمر الناس بسؤالهم عن عدم العلم قال الله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) [ النحل:43]
4 ــ رفع درجات أهل العلم والإيمان خاصة :
قال تعالى : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) [ المجادلة :11 ]
5 ــ لا ينقطع عمل العالم بموته :
بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ، وكأنَّه من سقط المتاع ، أمَّا أهل العلم
الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر
شريطة الإخلاص وسنتحدث عن هذه النقطة مطولاً في المقالات التالية إن شاء
الله تعالى .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مات الإنسان
انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو
ولد صالح يدعو له ))[ أخرجه مسلم].
6 ــ رحمة الله تتنزل على العالم والمتعلم :
وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال ، تتنزل عليه اللعنات ، والمرحوم من ذلك
صنفان من النَّاس : أهل العلم وطلبته ، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا .
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إن الدنيا
ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم ))[ أخرجه
الترمذي (2322) وقال : حسن غريب ]
7 ــ بالعلم يكثر أجر العامل :
وبالعلم يعظم أجر المؤمن ، ويصحح نيته ، فيحسن عمله ، وإذا كان النَّاس لا
يشغفون بالمال عن العلم ، فإنَّ فضل العلم على المال أعظم ، وقد فصل لنا
الشرع في هذه القضية ، فقد قسَّم رسول الله النَّاس على أصناف أربعة ،
جعل الناجين منهم صنفين ، وهما من تلبث بالعلم .
فعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((
ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه . قال : ما نقص مال عبد من
صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها . وأحدثكم حديثا
فاحفظوه قال : إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما ، فهو
يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل .
وعبد رزقه الله علما ، ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول : لو أن لي
مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ،
ولم يرزقه علما ، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل
فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل .وعبد لم يرزقه
الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ،
فهو بنيته فوزرهما سواء .[ أخرجه الترمذي (2325) وقال : حسن صحيح]
والشاهد هنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلم الحقيقي هو العلم
الذي يبصر المرء بحقائق الأمور ، فصاحب المال إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه
سيسيء التصرف فيه ، فتجده ينفقه على شهوات نفسه ، ولا يعرف شكر هذه
النعمة ، ولذلك استحق أن يكون بأخبث المنازل ، والعياذ بالله .
وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي ، فيم ينفق ؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأعلى المنازل ، وإن لم ينفق .
8 ــ الاستغفار للعالم :
ويكفي صاحب العلم فضلاً أنَّ الله يسخر له كل شيء ليستغفر له ويدعو له ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر ))[ أخرجه أبو يعلى
بسند صحيح ].
9 ــ طلبة العلم هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (( سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا
بوصية رسول الله وأقنوهم ـ علموهم ـ ))[ أخرجه ابن ماجه (247) بسند حسن ]
.
10 ــ إشراقة وجوه العلماء ونضارتها :
وأهل العلم الذين يبلغون الناس شرع الله تعالى هم أنضر الناس وجوهًا ،
وأشرفهم مقامًا ، بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .
قال صلى الله عليه وسلم : (( نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل
فقه غير فقيه ، رب حامل فقه إلى من هو أفقه )) [ أخرجه ابن ماجه (230)
بسند صحيح ] .
11 ــ منة الله على أنبيائه بالعلم :
ومن شرف العلم وفضله أنَّ الله امتن على أنبيائه ورسله بما آتاهم من العلم ، دلالة على عظم المنَّة .
فذكر نعمته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : (( وأنزل
الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك
عظيمًا )) [ النساء:113 ]
وعلى خليله إبراهيم ، قال تعالى : " إنَّ إبراهيم كان أمة قانتًا لله
حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه " [ النحل: 120-121 ] وعلى نبيه
يوسف (( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [
يوسف : 22 ] وعلى كليمه موسى : (( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا
وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ القصص:114 ] وعلى المسيح عيسى بن مريم :
(( يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس
تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
)) [ المائدة : 110 ]
12 ــ شرف الانتساب إليه :
قال علي بن أبي طالب : ومن شرف العلم وفضله أنَّ كل من نسب إليه فرح بذلك ،
وإنْ لم يكن من أهله ، وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل عزَّ عليه ونال
ذلك من نفسه ، وإنْ كان جاهلاً .
13 ــ العلماء هم أكثر الناس خشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر:28]
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء :107-109 ]
14 ــ العلماء من أفضل المجاهدين :
إذ من الجهاد ، الجهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الأئمة من ورثة
الأنبياء ، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان ، لشدة مؤنته ، وكثرة
العدو فيه .
قال تعالى : " ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا " [ الفرقان : 51-52 ]
يقول ابن القيم : " فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد
المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا
معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال
تعالى : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " ومعلوم
أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن .
والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله
"[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1 ص 70 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد
في سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
)) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
15 ــ شرف العلماء ببذل علمهم ( التنافس في بذل العلم ) :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا
في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله
الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].
خاتمة :
وهذا الباب باب جليل في فضل العلم والعلماء ولذلك أنصح أخواني من طلبة
العلم الشرعي حفظهم الله من كل مكروه ، وجزاهم الله خيراً على صبرهم في
العلم والتعلم والتعليم أن يستزيدوا من معرفة هذا الباب بقراءتهم لبعض
الكتب التي تتحدث في هذا المجال من أمثال : كتاب مفتاح دار السعادة و
كتاب جامع بيان العلم وفضله ، وكتاب الرحلة وكتاب أدب العالم والمتعلم ،
وغيرها كثير ....
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر
الله شيئا.
ثم أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
هذا هو اللقاء الأول ، في سلسلة طالب العلم ، والتي نتحدث فيها عن طلب
العلم وفضله والأهداف والأسس والمعوقات والأخطاء والثغرات و و و
......... ! .
وفي هذه المقالة أتحدث عن فضل العلم والعلماء :
اعلم أخي هداني الله وإياك إلى كل خير ، أن للعلم مقام عظيم في شريعتنا
الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء ، وفضل العالم على العابد كما بين
السماء والأرض .
فعن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال
ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
قال : أما جئت لحاجة ؟! قال : لا .
قال : أما قدمت لتجارة ؟! قال : لا .
قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث .
قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا
يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها
رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ،
حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا
ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر "[ أخرجه الترمذي
(2682)] .
والعلماء هم أمناء الله على خلقه ، وهذا شرف للعلماء عظيم ، ومحل لهم في
الدين خطير ؛ لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين ، وتأويل الجاهلين ،
والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم ، فقد أوجب الحق سبحانه سؤالهم عند
الجهل ، فقال تعالى : ((فاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ )) [النحل: 43]
وهم أطباء الناس على الحقيقة ، إذ مرض القلوب أكثر من الأبدان ، فالجهل
داء ، والعلم شفاء هذه الأدواء ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فإنما شفاء العي السؤال ) [ أخرجه أبو داود (336)] .
أولاً ــ فضل العلم
1 ــ العلم مهذب للنفوس :
سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال : ألم تسمع قوله حين بدأ به " فاعلم
أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ] فأمر بالعمل بعد العلم
.
وقد بوَّب الإمام البخارى بابًا فقال: " باب العلم قبل القول والعمل"
،لقوله تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ]
فالعلم مقدم على القول والعمل ، فلا عمل دون علم ، وأول ما ينبغي تعلمه "
التوحيد " و "علم التربية " أو ما يُسمَّى بعلم " السلوك " فيعرف الله
تعالى ويصحح عقيدته ، ويعرف نفسه وكيف يهذبها ويربيها .
2 ــ العلم نور البصيرة :
إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر
القلوب ، قال تعالى : (( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور )) [الحج:46] ؛ ولذلك جعل الله الناس على قسمين : إمَّا عالم
أو أعمى فقال الله تعالى : (( أ فمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق
كمن هو أعمى )) [ الرعد:19] .
3 ــ العلم يورث الخشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر : 28]
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء : 107-109 ]
4 ــ طلب الاستزادة من العلم :
وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم ،
فقال الله تعالى : " وقل رب زدني علمًا " [ طه: 114] ، قال القرطبي :
فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن
يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.
5 ــ العلم أفضل الجهاد :
إذ من الجهاد ، الجهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الأئمة من ورثة
الأنبياء ، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان ، لشدة مؤنته ، وكثرة
العدو فيه .
قال تعالى : " ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا " [ الفرقان : 51-52 ]
يقول ابن القيم : " فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد
المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا
معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال
تعالى : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " ومعلوم
أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن .
والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله
"[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1 ص 70 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد
في سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
)) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
6 ــ التنافس في بذل العلم :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا
في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله
الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].
7 ــ العلم و الفقه في الدين أعظم منة :
ومن رزق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة ، فالفقه في الدين من أعظم المنن .
عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين )) [ أخرجه الترمذي (2645) وقال : حسن صحيح ].
8 ــ العلم مقدم على العبادة :
والعلم مقدم على العبادة ، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة ، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة .
أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله أوحى إليَّ : أنه من سلك مسلكا في طلب
العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة و فضل في
علم خير من فضل في عبادة و ملاك الدين الورع )) [ أخرجه البيهقي ، بسند
صحيح ].
ثانياً ــ فضل العلماء
1 ــ العلماء هم الثقات :
قال الله تعالى : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم
قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) [ آل عمران : 18]
فأهل العلم هم الثقات العدول الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده جل وعلا .
2 ــ مديح الله تعالى للعلماء :
وقد مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم ، فجعل كتابه آيات بينات في صدورهم ، به تنشرح وتفرح وتسعد .
قال الله تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون))[ العنكبوت:49]
3 ــ العلماء ورثة الأنبياء :
وهم أهل الذكر ، الذين أمر الناس بسؤالهم عن عدم العلم قال الله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) [ النحل:43]
4 ــ رفع درجات أهل العلم والإيمان خاصة :
قال تعالى : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) [ المجادلة :11 ]
5 ــ لا ينقطع عمل العالم بموته :
بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ، وكأنَّه من سقط المتاع ، أمَّا أهل العلم
الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر
شريطة الإخلاص وسنتحدث عن هذه النقطة مطولاً في المقالات التالية إن شاء
الله تعالى .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مات الإنسان
انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو
ولد صالح يدعو له ))[ أخرجه مسلم].
6 ــ رحمة الله تتنزل على العالم والمتعلم :
وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال ، تتنزل عليه اللعنات ، والمرحوم من ذلك
صنفان من النَّاس : أهل العلم وطلبته ، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا .
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إن الدنيا
ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم ))[ أخرجه
الترمذي (2322) وقال : حسن غريب ]
7 ــ بالعلم يكثر أجر العامل :
وبالعلم يعظم أجر المؤمن ، ويصحح نيته ، فيحسن عمله ، وإذا كان النَّاس لا
يشغفون بالمال عن العلم ، فإنَّ فضل العلم على المال أعظم ، وقد فصل لنا
الشرع في هذه القضية ، فقد قسَّم رسول الله النَّاس على أصناف أربعة ،
جعل الناجين منهم صنفين ، وهما من تلبث بالعلم .
فعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((
ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه . قال : ما نقص مال عبد من
صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عبد
باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها . وأحدثكم حديثا
فاحفظوه قال : إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما ، فهو
يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل .
وعبد رزقه الله علما ، ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول : لو أن لي
مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ،
ولم يرزقه علما ، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل
فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل .وعبد لم يرزقه
الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ،
فهو بنيته فوزرهما سواء .[ أخرجه الترمذي (2325) وقال : حسن صحيح]
والشاهد هنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلم الحقيقي هو العلم
الذي يبصر المرء بحقائق الأمور ، فصاحب المال إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه
سيسيء التصرف فيه ، فتجده ينفقه على شهوات نفسه ، ولا يعرف شكر هذه
النعمة ، ولذلك استحق أن يكون بأخبث المنازل ، والعياذ بالله .
وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي ، فيم ينفق ؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأعلى المنازل ، وإن لم ينفق .
8 ــ الاستغفار للعالم :
ويكفي صاحب العلم فضلاً أنَّ الله يسخر له كل شيء ليستغفر له ويدعو له ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر ))[ أخرجه أبو يعلى
بسند صحيح ].
9 ــ طلبة العلم هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (( سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا
بوصية رسول الله وأقنوهم ـ علموهم ـ ))[ أخرجه ابن ماجه (247) بسند حسن ]
.
10 ــ إشراقة وجوه العلماء ونضارتها :
وأهل العلم الذين يبلغون الناس شرع الله تعالى هم أنضر الناس وجوهًا ،
وأشرفهم مقامًا ، بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .
قال صلى الله عليه وسلم : (( نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل
فقه غير فقيه ، رب حامل فقه إلى من هو أفقه )) [ أخرجه ابن ماجه (230)
بسند صحيح ] .
11 ــ منة الله على أنبيائه بالعلم :
ومن شرف العلم وفضله أنَّ الله امتن على أنبيائه ورسله بما آتاهم من العلم ، دلالة على عظم المنَّة .
فذكر نعمته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : (( وأنزل
الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك
عظيمًا )) [ النساء:113 ]
وعلى خليله إبراهيم ، قال تعالى : " إنَّ إبراهيم كان أمة قانتًا لله
حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه " [ النحل: 120-121 ] وعلى نبيه
يوسف (( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [
يوسف : 22 ] وعلى كليمه موسى : (( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا
وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ القصص:114 ] وعلى المسيح عيسى بن مريم :
(( يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس
تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
)) [ المائدة : 110 ]
12 ــ شرف الانتساب إليه :
قال علي بن أبي طالب : ومن شرف العلم وفضله أنَّ كل من نسب إليه فرح بذلك ،
وإنْ لم يكن من أهله ، وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل عزَّ عليه ونال
ذلك من نفسه ، وإنْ كان جاهلاً .
13 ــ العلماء هم أكثر الناس خشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر:28]
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء :107-109 ]
14 ــ العلماء من أفضل المجاهدين :
إذ من الجهاد ، الجهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الأئمة من ورثة
الأنبياء ، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان ، لشدة مؤنته ، وكثرة
العدو فيه .
قال تعالى : " ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا " [ الفرقان : 51-52 ]
يقول ابن القيم : " فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد
المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا
معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال
تعالى : " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " ومعلوم
أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن .
والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله
"[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1 ص 70 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد
في سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
)) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
15 ــ شرف العلماء ببذل علمهم ( التنافس في بذل العلم ) :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا
في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله
الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].
خاتمة :
وهذا الباب باب جليل في فضل العلم والعلماء ولذلك أنصح أخواني من طلبة
العلم الشرعي حفظهم الله من كل مكروه ، وجزاهم الله خيراً على صبرهم في
العلم والتعلم والتعليم أن يستزيدوا من معرفة هذا الباب بقراءتهم لبعض
الكتب التي تتحدث في هذا المجال من أمثال : كتاب مفتاح دار السعادة و
كتاب جامع بيان العلم وفضله ، وكتاب الرحلة وكتاب أدب العالم والمتعلم ،
وغيرها كثير ....
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: فضل طلب العلم !!
الأربعاء 13 أبريل 2011 - 2:36
- بدر_هاريعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4418
تاريخ التسجيل : 03/08/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأربعاء 13 أبريل 2011 - 3:15
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: فضل طلب العلم !!
الخميس 14 أبريل 2011 - 0:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:15
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الجمعة 15 أبريل 2011 - 12:27
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الجمعة 15 أبريل 2011 - 12:32
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: فضل طلب العلم !!
السبت 16 أبريل 2011 - 12:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- الشاوشعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
رد: فضل طلب العلم !!
السبت 16 أبريل 2011 - 21:43
موضــوع روعــه من عضـ(ة)ـو اروع ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك في الله ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك في الله ؛؛
- خناتة بنت بكارعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 17 أبريل 2011 - 15:44
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 17 أبريل 2011 - 16:13
مجهود كبير وموضوع مفيد
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 24 أبريل 2011 - 15:46
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 24 أبريل 2011 - 16:53
بارك الله فيك على تقدمه من اضافة راقية
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الإثنين 25 أبريل 2011 - 14:33
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الثلاثاء 26 أبريل 2011 - 13:31
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
رد: فضل طلب العلم !!
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 23:35
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 1 مايو 2011 - 14:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
على الموضوع الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأربعاء 4 مايو 2011 - 3:19
موضوع رائع
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الخميس 5 مايو 2011 - 6:08
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- بوجدور المغربيعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 553
تاريخ التسجيل : 01/01/2011
رد: فضل طلب العلم !!
الخميس 5 مايو 2011 - 20:03
بارك الله فيك وجزاك كل خير
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الإثنين 9 مايو 2011 - 4:05
بارك الله فيك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
على موضوعك الجميل
حفظك الله ورعاك
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الأربعاء 11 مايو 2011 - 22:34
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الجمعة 13 مايو 2011 - 1:55
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: فضل طلب العلم !!
الجمعة 13 مايو 2011 - 23:51
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: فضل طلب العلم !!
الأحد 15 مايو 2011 - 12:37
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى