تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
+14
MATADOR
حسن
Bastos
FLAT
FOR4ever
K1sayda
عربي
ABBASSE
baba2
دادي
شاكر الله
ZIDANE
Admin
ام بدر
18 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الإثنين 28 مارس 2011 - 13:34
دخل الإسلام غرب إفريقيا بقيادة عقبة بن
نافع، وتُعتبر غانا (واجادو) من أقدم الإمبراطوريات في غرب القارة، وحاولت
الجيوش الإسلامية دخولها ولكن ذلك لم يتم، ومع ذلك انتشر الإسلام في قبائل
السونتيك، وقبائل الهاوسا والبورنو والدوغامبا، وضعفت إمبراطورية غانا،
فقامت قوَّات المرابطين بضمِّها إليهم، ووصلت إلى الجابون، وتعتبر أول
جماعة مغربية تنشئ دولة، أسسها عبد الله بن ياسين، وعُرِفوا بالملثَّمين،
وفتحوا بلادًا واسعة جنوبًا؛ فانتشر الإسلام حتى حوض النيجر، ومن أهم
شخصياتهم: عبد الله بن ياسين بن مكوك الجزولي, مؤسسها، ويحيى بن عمر
تلميذه، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين
أما مالي فكان الإسلام الدِّين الرسمي
بها، واحتَلَّتْ مكانة تِجارية كبيرة. وأما إمبراطورية السونغاي فأَصْل
مُلُوكِها من اليمن، وأُسست مدينة جاو واعتنق ملكها الدين الإسلامي، وجاء
إليها التجار العرب والمسلمين من شمال إفريقيا، وأصبحت مركزًا للدعوة
الإسلامية، ووفد إليها العلماء وطلاب العلم، وحدثت منازعات على الحكم،
وجاءت النهاية على يد سلاطين المغرب، الذين كانوا يتطلَّعون للسيطرة عليها،
وظلَّ سلاطين صنغى يُعيِّنون سلاطين المغرب، فانقسمت البلاد على نفسها؛
فانتشرت بينهم الخرافات والضلالات المتنوعة، وقامت حركات إسلامية من
قوادها: عثمان بن فودي، والشيخ أحمدو لوبو في منطقة ماسينا، وأعلن نفسه
أميرًا للمؤمنين، وادَّعى أنه آخر الأئمة الاثني عشرية، فأَسَّس دولة
ماسينا الإسلامية.
وهناك حركة الجهاد الإسلامي في منطقة
التكرور، على يد الحاج عمر في دنجوري، ودعم دولته، وبدأ يغزو إمارة
البمبارا في كارتا، وانتصر عليهم، وبدأت فرنسا في التوسع، فكان من المستحيل
بناء دولته مع الاستعمار الفرنسي، فانسحب إلى الشرق لتكوين إمبراطورية من
مملكة البمبارا وماسينا، ثم انتهت على يد الاستعمار.
ووصل دعاة المرابطين والتجار من نيجيريا
إلى غينيا الاستوائية، فانتشر الإسلام فيها، وكذلك في قبيلة فانج عن طريق
فانج الكاميرون، واستعمرتها إسبانيا، ووضعت العراقيل أمام انتشار الإسلام،
ويُقِيم أكثر المسلمين في إقليم ريموني، بينما النصارى الكاثوليك في إقليم
فيرناندوبو الأكثر تحضُّرًا، واللغة الرسمية هي الإسبانية، ويتكلَّم السكان
لغة البانتو، ومن التحديات التي تُواجه المسلمين هناك البعثات التنصيرية.
أما ليبريا فأسستها أمريكا لنقل أبناء
الزنوج الأفارقة فيها، فانتشر فيها الإسلام، ولكن أُجْبِرَ المسلمون على
استخدام اللغة الإنجليزية، وتغيير أسمائهم إلى أسماء إنجليزية، وتعرَّض
المسلمون لحروب إبادة، فتأسست حركة (إنقاذ مسلمي ليبريا).
والمسلمون في السنوات الأخيرة يُواجهون
مصاعب؛ منها: التنصير، والحرمان من خيرات بلادهم، والتضييق عليهم في
التعليم وفي فُرَص تولِّي المناصب، والتعذيب والقتل؛ ففي غانا تغلغل النفوذ
الصهيوني، والْفِرَق الضالَّة كالقاديانيَّة والماسونية، فنتجت مذابح
كثيرة، ومع ذلك ظهر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعية أنصار السنة،
وغيرها من المنظمات الإسلامية.
وثنية مظلمة.. ونور مشرق
قد يضع الزارع البذرة، ثم يبتعد عنها
ويتركها، ولا يدري أي مبلغٍ قد تبلغ، ثم يراها غيره بعد سنوات، فإذا بها
دوحة عظيمة الجذع، كثيرة الأغصان، وارفة الظلال، وإذا بعشرات من الزرَّاع
غيره ينهضون لرعايتها، والحفاظ عليها حتى تثمر ثمرًا طيبًا، سائغًا أُكُله،
ويكون الفضل والجزاء العظيم لمن بذر البذرة في البداية
هذا هو ملخص قصة الإسلام في غرب إفريقيا
التي طرق الإسلام بابها مبكرًا في عام 46هـ، وهي الفترة التي وصلت فيها
طلائع المسلمين بقيادة عقبة بن نافع إلى إقليم كوار.
وعندما نتحدث عن غرب إفريقيا فنحن في
الواقع نتحدث عن إقليم كبير يشغل مساحة شاسعة من الأرض؛ إذ يشتمل على خمسَ
عشرةَ دولة، هي: السنغال، جامبيا، الجابون، غينيا بيساو، غينيا (كوناكري)،
سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج (كوت ديفوار)، غانا، توجو، بنين، نيجيريا،
بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا. ويحدّ الإقليم من الشرق تشاد والكاميرون،
بينما يحده المحيط الأطلنطي من الغرب والجنوب، والجزائر وليبيا من الشمال.
ويُعَدُّ الإسلام الدين الرسمي لأغلبية السكان البالغ عددهم -حاليًّا- ما
يزيد على مائتي مليون وخمسة ملايين نسمة، بينهم مائة وأربعة عشر مليون
مسلم، أي قرابة 55 %.
ولقد جاء الإسلام منقذًا لشعوب غرب
إفريقيا من جاهلية الوثنية التي كانوا متردِّين فيها، ومن التقاليد البالية
التي قيَّدوا أنفسهم بها.
كانت الوثنية هي عقيدة سكان غرب إفريقيا
قبل أن يصل إليها الإسلام؛ ولذلك كانت دولة المرابطين تقود حرب جهاد
إسلامي ضد سكان غرب إفريقيا في محاولة لنشر العقيدة بين الوثنيين.
أمَّا بالنسبة لتقاليد هذه الدول فقد
اشتهرت بالعمل في التجارة، فقد لعبت التجارة دورًا مهمًّا في اقتصاديات
العصور الوسطى، وكثيرًا ما كانت تقوم المشاحنات والخلافات بين الدول من أجل
احتكار التجارة، فنجد مثلاً إمبراطورية غانا قد انتهجت نظام الاحتكار الذي
يُستَخدَم حتى اليوم بالنسبة لبعض السلع، مثل الماس الذي تحتكره الشركات
الكبرى الآن، وكان حكام غانا يتَّبعون نفس الأسلوب بالنسبة للذهب، وبالتالي
استطاعوا تحقيق مكاسب تجارية كبرى، وصار الذهب الموجود في شمال إفريقيا أو
في أوربا يأتي من غانا، وظلت تحتكر هذه التجارة حتى اختفت في القرن الثالث
عشر؛ لتحل محلها إمبراطورية أخرى هي دولة مالي، التي واصلت نفس التقدم
الذي شهدته دولة غانا.
وبالنسبة للأوضاع الاجتماعية؛ فقد كان
الرِّقُّ منتشرًا، وإن كان بشكل مختلف عن الرقِّ المعروف عند العرب قبل
الإسلام؛ فنجد أن قبيلة لمتونة -وغيرها من القبائل- كانت تنقسم إلى طبقتين:
طبقة السادة (أمازيغ)، وطبقة الرقيق (الأمجاد). ويحتكر السادة الحياة
السياسية، فيؤلِّفون مجالس القبيلة، ويتولَّوْنَ قيادة الجيوش، ويُسَيِّرون
أمور القبيلة وفق إرادتهم، كما يحتكرون التجارة، ويدافعون عن أفراد
القبيلة ضدَّ أي مكروه.
أمَّا الأمجاد أو الرقيق فهم لا يباعون،
ولا يُشترون كالعبيد، ولا يعتقون، وإنما يُورثون كما يُورث المتاع، وهم
يَتفانون في الدفاع عن القبيلة، ولهم الحقُّ في اقتناء الثروات كيفما طاب
لهم، ولكن هذه الأموال يرثها السيد بعد وفاتهم، كما أنهم يقومون بكل
الأعمال؛ فهم يرعَوْنَ الماشية، ويؤدُّون كل ما تحتاجه القبيلة من عمل
يدوي، ويؤدُّون لسادتهم نصيبًا معلومًا كل عام من الإبل ونتاجها.
وقد عرف الغرب الإفريقي الممالك
المنظمة، التي كان من أشهرها مملكة غانا، والتي تُعتَبَر من أقدم الممالك
في غرب إفريقيا؛ فلقد اندفعت هجرات من البربر إلى إمارات الهوسا، وأقامت
عدة دويلات في المنطقة الممتدة من النيجر في الغرب إلى بحيرة تشاد في
الشرق، وكانت هذه الجماعات الزنجية تعيش على هيئة جماعات مسالمة يرأسها
الأكبر سنًّا، ولكل منها كهنوته، واستطاع واحد من هذه الشعوب قبل انتشار
الإسلام أن يؤسس دولة، وهذا هو شعب الماندي وأسس دولة نمانة.
وكان قيام هذه الدولة في عام 300
ميلادية أن اتخذت من مدينة أوكار قرب تمبكت الحالية مقرًّا لها، واستمرَّت
هذه الدولة حتى استطاع فرع آخر من شعوب الماندي أن يستولي على هذه الدولة،
ويؤسس إمبراطورية غانا، التي صارت في عام 800م دولة تجارية قويَّة، وصار
اسم غانا هو السائد؛ لأن أحد حكامها يدعى بهذا الاسم، أي: الرئيس المحارب،
وكان كل ملك يحمل اسمه فضلاً عن لقب غانا، وكان أحد ألقابه كياماجان (Kata
Maghan)، ومعناها سيد الذهب؛ لأن الملك كان يتحكَّم في تصدير هذا المعدن
النفيس.
وتُعتبر غانا من أقدم الإمبراطوريات في
غرب القارة، وهي تختلف كثيرًا عن الممالك السودانية الأخرى؛ لأن السبب في
نشأتها لم يكن عسكريًّا، بل هي نتيجة اختلاط جماعات مختلفة من الزنوج
والمغاربة.
انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
ولقد بدأ انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
نتيجة الدعوة التي قامت بها الدول التي تأسست هناك، ولعل أهمها دولة
المرابطين، الذين أرسلوا الدعاة إلى جهات كثيرة من القارة الإفريقية حتى
وصلوا إلى الجابون، وأقاموا رباطًا في كل مكان حلُّوا به، ثم الدول التي
نشأت في تلك الجهات مثل: غانا، ومالي، وغيرهما. وفي العصر الحديث قامت
الدعوة على نطاق واسع من قِبل دول الفولاني، مثل: دولة عثمان دونفديو في
شمال نيجيريا، وحركة الحاج عمر، وغير ذلك.
ومما ساعد على انتشار الإسلام كذلك
الحياة القبلية، فإسلام أحد أمراء القبائل يشجع كثيرًا من الأفراد على
اعتناق الإسلام، وإن حركة القبائل من أجل المراعي أو اندفاعها نحو الجنوب
أمام ضغط من الشمال يجعل هذه الحركة على تماسٍّ مع قبائل أخرى، فينتشر
بينها الإسلام؛ لذا فإن انتقال الإسلام نحو الجنوب باتجاه خليج غانا كان
بسبب حركة القبائل وانتشار الدعاة، وزادت نسبة المسلمين في هذه البلاد على
50 % من مجموع السكان، ولولا ضغط الاستعمار، ووقوفه في وجه الإسلام، وفسح
المجال للإرساليات التنصيرية؛ لتشرف على التعليم، وتسعى للحد من انتشار
الإسلام عن طريق تقديم المساعدات والإغراء، لولا ذلك لعَمَّ الإسلام
المنطقة كاملة
وقد تَغلغل الإسلامُ في غربي إفريقيا بِوجهٍ عامٍّ، وفي بلاد (الهوسا) بوجهٍ خاصٍّ لأسباب منها:
1- ما استشعره العلماءُ والدُّعاة من مسئولية الدَّعوة إلى الله وتبليغِ دين الله أنَّى حلُّوا.
2- بَساطةُ العقيدة الإسلاميَّة
وسماحتها؛ فهي عقيدةٌ تَتَّفق مع الفطرة السليمةِ، وتدركها العقولُ بسهولةٍ
ويُسرٍ، وليست بحاجةٍ في شرحها وتوضيحها وإقامة براهينها إلى مصطلحاتٍ
فلسفيَّةٍ، أو أدواتٍ منطقيَّةٍ، أو تعبيراتٍ أدبيَّةٍ، يدركها الصَّغير
والكبير على حدٍّ سواء؛ فهي سهلةُ الفَهم في مقدِّماتها ونتائجها، فلا يجد
أحدٌ صعوبةً في إدراك صدقِ هذه العقيدة واتِّفاقها مع كلِّ المقدِّمات
والنتائج العقليَّة.
ولم يكن انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
مرتبطًا بعامل واحد، بل كانت هناك عوامل شتى، وأدوار متعددة، وطوائف متنوعة
يرجع إليها الفضل بعد الله تعالى في انتشار الإسلام، ومن هذه الطوائف:
أولاً: طائفة الغزاة الفاتحين:
ويرجع الفضل إليهم منذ القرن الأول
الهجري في دخول الإسلام إلى غرب إفريقيا حيث أقاموا دولاً إسلامية بعد
نجاحهم. وأول هؤلاء الغزاة عقبة بن نافع، الذي ولاَّه عمرو بن العاص على
شمال إفريقيا، ففتحها وأسس بها مدينة القيروان، وجعلها مركزًا لانطلاق
دعوته، وترك بها جالية عربية إسلامية، ثم رجع إلى مصر. ولم تتَّسع فتوحاته
هذه المرَّة إلى الأرجاء المجاورة، ولما تولَّى مرَّة ثانية في عهد يزيد بن
معاوية واصل فتوحاته صوب الغرب، حتى وصل بلاد السوس، حيث أسلمت قبائل
المصامدة، ثم استمرَّ حتى انتهى إلى البحر المحيط، فنزل بفرسه فيه حتى بلغ
الماء نحره، وقال قولته المشهورة: (اللهم إني أشهدك أن لا مجاز، ولو وجدت
مجازًا لجزت).
ثم انصرف راجًعا، وسار نحو الجنوب حتى
صادف قبائل صنهاجة، فأسلموا على يديه، ودخل طنجة، ثم سار جنوبًا، واستمر في
أطراف بلاد السودان، ودخل بلاد غانا، وغينيا، وتكرور، وأسلمت على يديه بعض
القبائل البربرية، ويُعَدُّ أول قائد إسلامي استُشْهِد في إفريقيا.
ووُلِّيَ موسى بن نُصَيْر على إفريقيا
خلفًا لعقبة، فأعاد إلى الإسلام القبائل البربرية المرتدَّة، حتى حَسُن
إسلامها، وشاركت في فتح إفريقيا والأندلس.
ثم تولَّى على إفريقيا في عهد عبد الملك
بن مروان زُهَيْر بن قيس، وتوسَّع في فتوحاته حتى استُشهد بها، وخلفه عبد
الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة، فغزا بلاد السوس، وحفر سلسلة من
الآبار في الصحراء، واستطاع أن يصل شمال إفريقيا بجنوب الصحراء صلة قويَّة.
وخلال عهد الخلفاء الراشدين وحُكم بني
أمية كان الغرب الإفريقي في التنظيم الإداري تابعًا لمصر، ثم توالت فتوحات
المرابطين، وغيرهم من الحكومات.
ثانيًا: الطرق الصوفية:
لقد أَسْدَت الطرق الصوفية في القارَّة
الأفريقية دورًا محمودًا وجهدًا مشهودًا في نشر الإسلام في غرب القارة،
وتمثَّل هذا الدور في نشر التعاليم الإسلامية، والدعوة للتسامح مع
المسيحيين، واستخدم وسائل الترغيب وليس الترهيب لنشر الدعوة الإسلامية،
فضلاً عن إنشاء المساجد والزوايا التي صارت خلايا للذكر والعبادة، وفتح
المدارس، وشراء العبيد وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي، ثم عتقهم وإرسالهم
كدُعاة لنشر الدعوة في مناطق مختلفة، ومن الطرق الصوفية التي كان لها باع
في نشر الدعوة الطريقة القادرية، والتيجانية، والسنوسية.
ثالثًا: التجَّار المتجوِّلون:
وتُعَدُّ طائفتهم من أهم الطوائف التي
نشرت الإسلام في غرب إفريقيا، فقد كانت القوافل التِّجارية تنقل الأسلحة
والملابس من شمال إفريقيا إلى غربها، ونلاحظ أن التجار عندما كانوا
يحُلُّون بالبلاد كانوا يختلطون بسكان المناطق التي ينزلون فيها،
ويتزوَّجون منهم، بل وأنشئوا قرًى جديدة في طريقهم، وكوَّنوا لأنفسهم
جاليات إسلامية تُقِيم إقامة دائمة بالبلاد التي ينزلون بها، كما أقاموا
مراكز تِجارية ومرافئ للمركب والسفن، وشيَّدوا المساجد، ولا يزال بعضها
باقيًا حتى الآن، وكانوا يفتحون المدارس القرآنية في هذه الأماكن،
ويتبادلون الأفكار مع السكان والملوك والرؤساء، وقد وَجَدَت الأفكار
الإسلامية السمحة تقبُّلاً واستجابة من النفوس الطيبة، وبعدَ وقت قصير
يتحوَّل الكثير من سكان المنطقة من الوثنية إلى الإيمان.
رابعًا: الدُّعاة والمعلِّمون:
إن الدعوة الإسلامية كانت دعوة رُوحية
خالصة، وكان الداعي المسلم يتعقَّب الفاتح؛ ليُكمل النقص في هداية الناس
إلى الإسلام، وقد نجح الروَّاد المسلمون الأوائل في دخول الناس في دين الله
أفواجًا، وقد أدى هذا إلى تكوين دول إسلامية في مناطق كثيرة من القارَّة
وخاصَّة في غربها، وذلك على أنقاض دول وثنية.
دولة المرابطين.. جهاد ودعوة
إضافةً إلى هذه الجهود الكبيرة كان هناك
إسهام عظيم لدولة مسلمة ملأ ذكرها التاريخ، وأضافت للمسلمين إضافات كبرى
في إفريقيا والأندلس.. تلك هي دولة المرابطين.
وتعتبر دولة المرابطين في التاريخ
المغربي أول جماعة مغربية تنشئ دولة كبرى كان لها الدور التاريخي في مجموعة
من الأحداث، فقد قامت هذه الدولة على أُسُس إسلامية خالصة، حيث إن أصل هذه
التسمية يعود إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين،
الزعيم الرُّوحي، الذي بدأ بوضع أُسُس عقيدة حركة المرابطين، وأنشأ رباطًا
لتعليم مَن الْتَفَّ حوله أُمورَ الشريعة وفروعها، فأسس حركة جهادية لنشر
الدين الإسلامي، وهكذا كان رجال المرابطين يلزمون الرباط بعد كل حملة من
حملاتهم الجهادية، كما كان رجالها يشدُّون اللثام (النقاب) على وجوههم،
فعُرِفوا بالملثَّمين.
بعد وفاة ابن ياسين تحوَّلت الجماعة الدينية إلى مملكة بقيادة يوسف بن تاشفين،
الذي سمِّي -ولأول مرَّة في التاريخ المغربي- أميرًا للمسلمين، وحامي حمى
الدين، ونائبًا لأمير المؤمنين. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين نُودي على ابنه
عَلِيٍّ أميرًا مكانه، ثم عَيَّن عليُّ بن يوسف ابنه تاشفين وليًّا للعهد
ونجد أن الأساس الديني والعقدي الذي
قامت عليه الدولة المرابطية جعلها تضطلع بأدوار طلائعية في تاريخ الغرب
الإسلامي بصفة عامَّة، إذ على هذا الأساس توحَّدت ولأول مرة مختلف مناطق
المغرب الأقصى الإسلامي والأندلس، وبعض المغرب الأوسط تحت لواء دولة واحدة،
بعد أن قامت بحملة جهادية كان الغرض منها القضاء على مختلف مظاهر الانحراف
في العقيدة، فحاربت كل البدع والفِرَق الضالَّة ببلاد الريف، وأعادت هذه
النواحي وأهلها إلى رحاب الإسلام السُّنِّي الصحيح، واتفق المرابطون فيما
بينهم على صيغة توافقية قسمت الأدوار فيما بينهم، وذلك من أجل استكمال
مشروعهم الدعوي التوسعي الذي استهدف نشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة،
فبينما تولَّى يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية قيادة الجهاد والدعوة
في المناطق الشمالية في اتجاه الأندلس، اتجه الفريق الآخر تحت قيادة أبي
بكر بن عمر ومَن جاء بعده في اتجاه إفريقيا المدارية الغربية، وهذا التقسيم
الأدائي كان بعثًا جديدًا للقوَّة المرابطية.
وهكذا قام الفرع الجنوبي من المرابطين
بدور لا يقلُّ أهمية في خدمة الإسلام والحضارة في إفريقيا المدارية
والاستوائية عمَّا قام به يوسف بن تاشفين في المنطقة الشمالية من المغرب
والأندلس؛ فاتجه أبو بكر إلى بلاد السودان كما يذكر المؤرِّخون، وفتح
بلادًا واسعة جنوبًا، فانتشر الإسلام في غرب إفريقيا كله حتى حوض النيجر،
وقد أصبحت هذه البلاد الإسلامية المرابطية الجنوبية عاملاً مهمًّا في نشر
الإسلام في إفريقيا المدارية ثم الاستوائية.
وصحيح أن بعض هذه المناطق كانت قد عرَفت
الإسلام من قبل، ذلك الأمر الذي يسَّر على المرابطين مهمَّتهم هناك، إذ لم
يتعرَّضوا لأي مقاومة تُذكر، وتحوَّلت تلك المنطقة إلى بلاد إسلامية،
وفُتح بذلك طريق الغرب الإفريقي واسعًا أمام الإسلام ليُنشر في إفريقيا، بل
إن الفتح الإسلامي لبلاد إفريقيا المدارية أتاح لأهل تلك البلاد فرصة
الدخول في ميدان الحضارة الإسلامية، وحتى بعد تلاشي الامتداد المرابطي نجد
أن نطاق الإسلام قد اتسع حتى أصبح الديانة الغالبة على أهلها حتى مداخل
نطاق الغابات، فكان المسلمون هناك على مذهب مالك، وهو المذهب الغالب في
المغرب والأندلس، ومن ذلك العصر فصاعدًا ستصبح بلاد مالي بلادًا إسلامية.
ومن أهم شخصيات دولة المرابطين التي أسهمت بجهدٍ وافر في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة في غرب إفريقيا:
1- عبد الله بن ياسين:
هو عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن على الجزولي, أصله من قرية "تماماناوت" في طرف صحراء غانا.
درس على فقيه السوس وجاج بن زلوا، رحل
إلى الأَنْدَلُس في عهد ملوك الطوائف وأقام بها سبع سنين, واجتهد في تحصيل
العلوم الإسلامية, ثم أصبح مِن خيرة طلاب الفقيه وجاج بن زلوا، فعندما طلب
أبو عمران الفاسي مِن تلميذه وجاج بن زلوا أن يرسل مع يحيى بن إبراهيم
فقيهًا عالمًا ديِّنًا تقيًّا مربيًّا فاضلاً، وقع الاختيار على عبد الله
بن ياسين الصنهاجي الذي كان عالمًا بتقاليد قَومه، وأعرافهم، وبيئتهم،
وأحوالهم.
ودخل عبدُ الله بن ياسين مع يحيى بن
إبراهيم في مضارب، ومواطن، ومساكن المُلَثَّمين من قبيلة جدالة في عام 430
هـ/ 1038م، فاستقبله أهلُها واستمعوا له، وأخذ يُعلِّمهم، فكان تعليمُه
باللغة العربية لطلبة العلم، والإرشاد الديني للعامَّة بلهجة أهل الصحراء
البربرية.
لاقى عبد الله بن ياسين كثيرًا من
الصعوبات، فقد وجد أكثر المُلَثَّمين لا يُصَلُّون ولا يعرفون مِن الإسلام
إلا اسمه، وعَمَّ الجهل عليهم، وانحرفوا عن معالم العقيدة الصحيحة،
وتلوَّثت أخلاقُهم وأحكام دينهم، واصطدمت تعاليمه بمصالح الأمراء والأشراف،
فثاروا عليه، وكادوا يقتلونه، إلا أنه ترك قبيلة جدالة، وانتقل إلى قبيلة
لمتونة، ومِن ثَم اختار رباطه المشهور على مصب نهر السنغال، بعد انتشار
صيته، وتعلُّق النَّاس به، فهرعوا إليه ليُربِّيهم، ويُنظِّمهم،
ويُعلَِّمهم.
ومن كلمات عبد الله بن ياسين المأثورة
لطلابه قوله: (اخرجوا على بركة الله وأنذروا قومكم، وخوِّفوهم عقاب الله،
وأبلغوهم حُجته، فإن تابوا ورجعوا إلى الحقِّ، وأقلعوا عمَّا هم عليه فخلوا
سبيلهم، وأن أَبَوْا ذلك وتمادوا في غيهم، ولجُّوا في طغيانهم، استعنا
بالله عليهم، وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا).
2- يحيى بن عمر، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين:
إن يحيى بن عمر كان من المجاهدين في غرب
إفريقيا، وقد تُوُفِّيَ في جهاده في السودان، فخلفه أخوه أبو بكر بن عمر،
الذي سار في طريق أخيه معتمدًا على عبد الله بن ياسين، حتى توفي هذا الأخير
سنة (451هـ/ 1059م) في حروبه مع زنادقة برغواطة في شمال المغرب الأقصى.
وكان لعمر بن إبراهيم -والد يحيى بن عمر
وأخيه أبي بكر- أخٌ يسمى تاشفين عَمِل في خدمة أخيه حتى مات، فخلفه ابنه
يوسف، وكان شابًّا موهوبًا، فارتفع مكانه عند ابن عمه أبي بكر، وأصبح من
أكبر قوَّاد المرابطين، فبينما كان أبو بكر بن عمر يُرتِّب بناء مراكش،
بَلَغَتْه أخبار مقلقة عن أهله في جنوب الصحراء، وحوض السنغال؛ لأن قبيلة
جدالة اعتَدَتْ على قبيلة لمتونة، فاستغاثت به، فترك القيادة في يد ابن عمه
يوسف بن تاشفين، ومضى إلى الجنوب إلى ديار المرابطين الأولى، ولمَّا أعاد
الأمور إلى ما كانت عليه عاد إلى بلاده، ووجد ابن عمه قد أحسن سياسة الدولة
من بعده، وكان أبو بكر رجلاً ورعًا؛ فرأى أن ابن عمه أجدر بالحكم منه،
فاتفق معه على أن يتولى أبو بكر قيادة دولة المرابطين، وأن يدعم ابن عمه
أبا بكر بن عمر في الجهاد في غانا، وبالفعل انسحب إلى الجنوب، وقضى بقية
عمره في الجهاد.
وبعد استقرار الإسلام في غرب إفريقيا
نشأت دول إسلامية عديدة، أو انتشر في دول يتمتع المسلمون فيها بالمكانة،
فضلاً عن الحرية، ومن خلال بعض هذه الدول نتناول سيرة الإسلام في غرب
إفريقيا
نافع، وتُعتبر غانا (واجادو) من أقدم الإمبراطوريات في غرب القارة، وحاولت
الجيوش الإسلامية دخولها ولكن ذلك لم يتم، ومع ذلك انتشر الإسلام في قبائل
السونتيك، وقبائل الهاوسا والبورنو والدوغامبا، وضعفت إمبراطورية غانا،
فقامت قوَّات المرابطين بضمِّها إليهم، ووصلت إلى الجابون، وتعتبر أول
جماعة مغربية تنشئ دولة، أسسها عبد الله بن ياسين، وعُرِفوا بالملثَّمين،
وفتحوا بلادًا واسعة جنوبًا؛ فانتشر الإسلام حتى حوض النيجر، ومن أهم
شخصياتهم: عبد الله بن ياسين بن مكوك الجزولي, مؤسسها، ويحيى بن عمر
تلميذه، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين
أما مالي فكان الإسلام الدِّين الرسمي
بها، واحتَلَّتْ مكانة تِجارية كبيرة. وأما إمبراطورية السونغاي فأَصْل
مُلُوكِها من اليمن، وأُسست مدينة جاو واعتنق ملكها الدين الإسلامي، وجاء
إليها التجار العرب والمسلمين من شمال إفريقيا، وأصبحت مركزًا للدعوة
الإسلامية، ووفد إليها العلماء وطلاب العلم، وحدثت منازعات على الحكم،
وجاءت النهاية على يد سلاطين المغرب، الذين كانوا يتطلَّعون للسيطرة عليها،
وظلَّ سلاطين صنغى يُعيِّنون سلاطين المغرب، فانقسمت البلاد على نفسها؛
فانتشرت بينهم الخرافات والضلالات المتنوعة، وقامت حركات إسلامية من
قوادها: عثمان بن فودي، والشيخ أحمدو لوبو في منطقة ماسينا، وأعلن نفسه
أميرًا للمؤمنين، وادَّعى أنه آخر الأئمة الاثني عشرية، فأَسَّس دولة
ماسينا الإسلامية.
وهناك حركة الجهاد الإسلامي في منطقة
التكرور، على يد الحاج عمر في دنجوري، ودعم دولته، وبدأ يغزو إمارة
البمبارا في كارتا، وانتصر عليهم، وبدأت فرنسا في التوسع، فكان من المستحيل
بناء دولته مع الاستعمار الفرنسي، فانسحب إلى الشرق لتكوين إمبراطورية من
مملكة البمبارا وماسينا، ثم انتهت على يد الاستعمار.
ووصل دعاة المرابطين والتجار من نيجيريا
إلى غينيا الاستوائية، فانتشر الإسلام فيها، وكذلك في قبيلة فانج عن طريق
فانج الكاميرون، واستعمرتها إسبانيا، ووضعت العراقيل أمام انتشار الإسلام،
ويُقِيم أكثر المسلمين في إقليم ريموني، بينما النصارى الكاثوليك في إقليم
فيرناندوبو الأكثر تحضُّرًا، واللغة الرسمية هي الإسبانية، ويتكلَّم السكان
لغة البانتو، ومن التحديات التي تُواجه المسلمين هناك البعثات التنصيرية.
أما ليبريا فأسستها أمريكا لنقل أبناء
الزنوج الأفارقة فيها، فانتشر فيها الإسلام، ولكن أُجْبِرَ المسلمون على
استخدام اللغة الإنجليزية، وتغيير أسمائهم إلى أسماء إنجليزية، وتعرَّض
المسلمون لحروب إبادة، فتأسست حركة (إنقاذ مسلمي ليبريا).
والمسلمون في السنوات الأخيرة يُواجهون
مصاعب؛ منها: التنصير، والحرمان من خيرات بلادهم، والتضييق عليهم في
التعليم وفي فُرَص تولِّي المناصب، والتعذيب والقتل؛ ففي غانا تغلغل النفوذ
الصهيوني، والْفِرَق الضالَّة كالقاديانيَّة والماسونية، فنتجت مذابح
كثيرة، ومع ذلك ظهر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعية أنصار السنة،
وغيرها من المنظمات الإسلامية.
وثنية مظلمة.. ونور مشرق
قد يضع الزارع البذرة، ثم يبتعد عنها
ويتركها، ولا يدري أي مبلغٍ قد تبلغ، ثم يراها غيره بعد سنوات، فإذا بها
دوحة عظيمة الجذع، كثيرة الأغصان، وارفة الظلال، وإذا بعشرات من الزرَّاع
غيره ينهضون لرعايتها، والحفاظ عليها حتى تثمر ثمرًا طيبًا، سائغًا أُكُله،
ويكون الفضل والجزاء العظيم لمن بذر البذرة في البداية
هذا هو ملخص قصة الإسلام في غرب إفريقيا
التي طرق الإسلام بابها مبكرًا في عام 46هـ، وهي الفترة التي وصلت فيها
طلائع المسلمين بقيادة عقبة بن نافع إلى إقليم كوار.
وعندما نتحدث عن غرب إفريقيا فنحن في
الواقع نتحدث عن إقليم كبير يشغل مساحة شاسعة من الأرض؛ إذ يشتمل على خمسَ
عشرةَ دولة، هي: السنغال، جامبيا، الجابون، غينيا بيساو، غينيا (كوناكري)،
سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج (كوت ديفوار)، غانا، توجو، بنين، نيجيريا،
بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا. ويحدّ الإقليم من الشرق تشاد والكاميرون،
بينما يحده المحيط الأطلنطي من الغرب والجنوب، والجزائر وليبيا من الشمال.
ويُعَدُّ الإسلام الدين الرسمي لأغلبية السكان البالغ عددهم -حاليًّا- ما
يزيد على مائتي مليون وخمسة ملايين نسمة، بينهم مائة وأربعة عشر مليون
مسلم، أي قرابة 55 %.
ولقد جاء الإسلام منقذًا لشعوب غرب
إفريقيا من جاهلية الوثنية التي كانوا متردِّين فيها، ومن التقاليد البالية
التي قيَّدوا أنفسهم بها.
كانت الوثنية هي عقيدة سكان غرب إفريقيا
قبل أن يصل إليها الإسلام؛ ولذلك كانت دولة المرابطين تقود حرب جهاد
إسلامي ضد سكان غرب إفريقيا في محاولة لنشر العقيدة بين الوثنيين.
أمَّا بالنسبة لتقاليد هذه الدول فقد
اشتهرت بالعمل في التجارة، فقد لعبت التجارة دورًا مهمًّا في اقتصاديات
العصور الوسطى، وكثيرًا ما كانت تقوم المشاحنات والخلافات بين الدول من أجل
احتكار التجارة، فنجد مثلاً إمبراطورية غانا قد انتهجت نظام الاحتكار الذي
يُستَخدَم حتى اليوم بالنسبة لبعض السلع، مثل الماس الذي تحتكره الشركات
الكبرى الآن، وكان حكام غانا يتَّبعون نفس الأسلوب بالنسبة للذهب، وبالتالي
استطاعوا تحقيق مكاسب تجارية كبرى، وصار الذهب الموجود في شمال إفريقيا أو
في أوربا يأتي من غانا، وظلت تحتكر هذه التجارة حتى اختفت في القرن الثالث
عشر؛ لتحل محلها إمبراطورية أخرى هي دولة مالي، التي واصلت نفس التقدم
الذي شهدته دولة غانا.
وبالنسبة للأوضاع الاجتماعية؛ فقد كان
الرِّقُّ منتشرًا، وإن كان بشكل مختلف عن الرقِّ المعروف عند العرب قبل
الإسلام؛ فنجد أن قبيلة لمتونة -وغيرها من القبائل- كانت تنقسم إلى طبقتين:
طبقة السادة (أمازيغ)، وطبقة الرقيق (الأمجاد). ويحتكر السادة الحياة
السياسية، فيؤلِّفون مجالس القبيلة، ويتولَّوْنَ قيادة الجيوش، ويُسَيِّرون
أمور القبيلة وفق إرادتهم، كما يحتكرون التجارة، ويدافعون عن أفراد
القبيلة ضدَّ أي مكروه.
أمَّا الأمجاد أو الرقيق فهم لا يباعون،
ولا يُشترون كالعبيد، ولا يعتقون، وإنما يُورثون كما يُورث المتاع، وهم
يَتفانون في الدفاع عن القبيلة، ولهم الحقُّ في اقتناء الثروات كيفما طاب
لهم، ولكن هذه الأموال يرثها السيد بعد وفاتهم، كما أنهم يقومون بكل
الأعمال؛ فهم يرعَوْنَ الماشية، ويؤدُّون كل ما تحتاجه القبيلة من عمل
يدوي، ويؤدُّون لسادتهم نصيبًا معلومًا كل عام من الإبل ونتاجها.
وقد عرف الغرب الإفريقي الممالك
المنظمة، التي كان من أشهرها مملكة غانا، والتي تُعتَبَر من أقدم الممالك
في غرب إفريقيا؛ فلقد اندفعت هجرات من البربر إلى إمارات الهوسا، وأقامت
عدة دويلات في المنطقة الممتدة من النيجر في الغرب إلى بحيرة تشاد في
الشرق، وكانت هذه الجماعات الزنجية تعيش على هيئة جماعات مسالمة يرأسها
الأكبر سنًّا، ولكل منها كهنوته، واستطاع واحد من هذه الشعوب قبل انتشار
الإسلام أن يؤسس دولة، وهذا هو شعب الماندي وأسس دولة نمانة.
وكان قيام هذه الدولة في عام 300
ميلادية أن اتخذت من مدينة أوكار قرب تمبكت الحالية مقرًّا لها، واستمرَّت
هذه الدولة حتى استطاع فرع آخر من شعوب الماندي أن يستولي على هذه الدولة،
ويؤسس إمبراطورية غانا، التي صارت في عام 800م دولة تجارية قويَّة، وصار
اسم غانا هو السائد؛ لأن أحد حكامها يدعى بهذا الاسم، أي: الرئيس المحارب،
وكان كل ملك يحمل اسمه فضلاً عن لقب غانا، وكان أحد ألقابه كياماجان (Kata
Maghan)، ومعناها سيد الذهب؛ لأن الملك كان يتحكَّم في تصدير هذا المعدن
النفيس.
وتُعتبر غانا من أقدم الإمبراطوريات في
غرب القارة، وهي تختلف كثيرًا عن الممالك السودانية الأخرى؛ لأن السبب في
نشأتها لم يكن عسكريًّا، بل هي نتيجة اختلاط جماعات مختلفة من الزنوج
والمغاربة.
انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
ولقد بدأ انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
نتيجة الدعوة التي قامت بها الدول التي تأسست هناك، ولعل أهمها دولة
المرابطين، الذين أرسلوا الدعاة إلى جهات كثيرة من القارة الإفريقية حتى
وصلوا إلى الجابون، وأقاموا رباطًا في كل مكان حلُّوا به، ثم الدول التي
نشأت في تلك الجهات مثل: غانا، ومالي، وغيرهما. وفي العصر الحديث قامت
الدعوة على نطاق واسع من قِبل دول الفولاني، مثل: دولة عثمان دونفديو في
شمال نيجيريا، وحركة الحاج عمر، وغير ذلك.
ومما ساعد على انتشار الإسلام كذلك
الحياة القبلية، فإسلام أحد أمراء القبائل يشجع كثيرًا من الأفراد على
اعتناق الإسلام، وإن حركة القبائل من أجل المراعي أو اندفاعها نحو الجنوب
أمام ضغط من الشمال يجعل هذه الحركة على تماسٍّ مع قبائل أخرى، فينتشر
بينها الإسلام؛ لذا فإن انتقال الإسلام نحو الجنوب باتجاه خليج غانا كان
بسبب حركة القبائل وانتشار الدعاة، وزادت نسبة المسلمين في هذه البلاد على
50 % من مجموع السكان، ولولا ضغط الاستعمار، ووقوفه في وجه الإسلام، وفسح
المجال للإرساليات التنصيرية؛ لتشرف على التعليم، وتسعى للحد من انتشار
الإسلام عن طريق تقديم المساعدات والإغراء، لولا ذلك لعَمَّ الإسلام
المنطقة كاملة
وقد تَغلغل الإسلامُ في غربي إفريقيا بِوجهٍ عامٍّ، وفي بلاد (الهوسا) بوجهٍ خاصٍّ لأسباب منها:
1- ما استشعره العلماءُ والدُّعاة من مسئولية الدَّعوة إلى الله وتبليغِ دين الله أنَّى حلُّوا.
2- بَساطةُ العقيدة الإسلاميَّة
وسماحتها؛ فهي عقيدةٌ تَتَّفق مع الفطرة السليمةِ، وتدركها العقولُ بسهولةٍ
ويُسرٍ، وليست بحاجةٍ في شرحها وتوضيحها وإقامة براهينها إلى مصطلحاتٍ
فلسفيَّةٍ، أو أدواتٍ منطقيَّةٍ، أو تعبيراتٍ أدبيَّةٍ، يدركها الصَّغير
والكبير على حدٍّ سواء؛ فهي سهلةُ الفَهم في مقدِّماتها ونتائجها، فلا يجد
أحدٌ صعوبةً في إدراك صدقِ هذه العقيدة واتِّفاقها مع كلِّ المقدِّمات
والنتائج العقليَّة.
ولم يكن انتشار الإسلام في غرب إفريقيا
مرتبطًا بعامل واحد، بل كانت هناك عوامل شتى، وأدوار متعددة، وطوائف متنوعة
يرجع إليها الفضل بعد الله تعالى في انتشار الإسلام، ومن هذه الطوائف:
أولاً: طائفة الغزاة الفاتحين:
ويرجع الفضل إليهم منذ القرن الأول
الهجري في دخول الإسلام إلى غرب إفريقيا حيث أقاموا دولاً إسلامية بعد
نجاحهم. وأول هؤلاء الغزاة عقبة بن نافع، الذي ولاَّه عمرو بن العاص على
شمال إفريقيا، ففتحها وأسس بها مدينة القيروان، وجعلها مركزًا لانطلاق
دعوته، وترك بها جالية عربية إسلامية، ثم رجع إلى مصر. ولم تتَّسع فتوحاته
هذه المرَّة إلى الأرجاء المجاورة، ولما تولَّى مرَّة ثانية في عهد يزيد بن
معاوية واصل فتوحاته صوب الغرب، حتى وصل بلاد السوس، حيث أسلمت قبائل
المصامدة، ثم استمرَّ حتى انتهى إلى البحر المحيط، فنزل بفرسه فيه حتى بلغ
الماء نحره، وقال قولته المشهورة: (اللهم إني أشهدك أن لا مجاز، ولو وجدت
مجازًا لجزت).
ثم انصرف راجًعا، وسار نحو الجنوب حتى
صادف قبائل صنهاجة، فأسلموا على يديه، ودخل طنجة، ثم سار جنوبًا، واستمر في
أطراف بلاد السودان، ودخل بلاد غانا، وغينيا، وتكرور، وأسلمت على يديه بعض
القبائل البربرية، ويُعَدُّ أول قائد إسلامي استُشْهِد في إفريقيا.
ووُلِّيَ موسى بن نُصَيْر على إفريقيا
خلفًا لعقبة، فأعاد إلى الإسلام القبائل البربرية المرتدَّة، حتى حَسُن
إسلامها، وشاركت في فتح إفريقيا والأندلس.
ثم تولَّى على إفريقيا في عهد عبد الملك
بن مروان زُهَيْر بن قيس، وتوسَّع في فتوحاته حتى استُشهد بها، وخلفه عبد
الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة، فغزا بلاد السوس، وحفر سلسلة من
الآبار في الصحراء، واستطاع أن يصل شمال إفريقيا بجنوب الصحراء صلة قويَّة.
وخلال عهد الخلفاء الراشدين وحُكم بني
أمية كان الغرب الإفريقي في التنظيم الإداري تابعًا لمصر، ثم توالت فتوحات
المرابطين، وغيرهم من الحكومات.
ثانيًا: الطرق الصوفية:
لقد أَسْدَت الطرق الصوفية في القارَّة
الأفريقية دورًا محمودًا وجهدًا مشهودًا في نشر الإسلام في غرب القارة،
وتمثَّل هذا الدور في نشر التعاليم الإسلامية، والدعوة للتسامح مع
المسيحيين، واستخدم وسائل الترغيب وليس الترهيب لنشر الدعوة الإسلامية،
فضلاً عن إنشاء المساجد والزوايا التي صارت خلايا للذكر والعبادة، وفتح
المدارس، وشراء العبيد وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي، ثم عتقهم وإرسالهم
كدُعاة لنشر الدعوة في مناطق مختلفة، ومن الطرق الصوفية التي كان لها باع
في نشر الدعوة الطريقة القادرية، والتيجانية، والسنوسية.
ثالثًا: التجَّار المتجوِّلون:
وتُعَدُّ طائفتهم من أهم الطوائف التي
نشرت الإسلام في غرب إفريقيا، فقد كانت القوافل التِّجارية تنقل الأسلحة
والملابس من شمال إفريقيا إلى غربها، ونلاحظ أن التجار عندما كانوا
يحُلُّون بالبلاد كانوا يختلطون بسكان المناطق التي ينزلون فيها،
ويتزوَّجون منهم، بل وأنشئوا قرًى جديدة في طريقهم، وكوَّنوا لأنفسهم
جاليات إسلامية تُقِيم إقامة دائمة بالبلاد التي ينزلون بها، كما أقاموا
مراكز تِجارية ومرافئ للمركب والسفن، وشيَّدوا المساجد، ولا يزال بعضها
باقيًا حتى الآن، وكانوا يفتحون المدارس القرآنية في هذه الأماكن،
ويتبادلون الأفكار مع السكان والملوك والرؤساء، وقد وَجَدَت الأفكار
الإسلامية السمحة تقبُّلاً واستجابة من النفوس الطيبة، وبعدَ وقت قصير
يتحوَّل الكثير من سكان المنطقة من الوثنية إلى الإيمان.
رابعًا: الدُّعاة والمعلِّمون:
إن الدعوة الإسلامية كانت دعوة رُوحية
خالصة، وكان الداعي المسلم يتعقَّب الفاتح؛ ليُكمل النقص في هداية الناس
إلى الإسلام، وقد نجح الروَّاد المسلمون الأوائل في دخول الناس في دين الله
أفواجًا، وقد أدى هذا إلى تكوين دول إسلامية في مناطق كثيرة من القارَّة
وخاصَّة في غربها، وذلك على أنقاض دول وثنية.
دولة المرابطين.. جهاد ودعوة
إضافةً إلى هذه الجهود الكبيرة كان هناك
إسهام عظيم لدولة مسلمة ملأ ذكرها التاريخ، وأضافت للمسلمين إضافات كبرى
في إفريقيا والأندلس.. تلك هي دولة المرابطين.
وتعتبر دولة المرابطين في التاريخ
المغربي أول جماعة مغربية تنشئ دولة كبرى كان لها الدور التاريخي في مجموعة
من الأحداث، فقد قامت هذه الدولة على أُسُس إسلامية خالصة، حيث إن أصل هذه
التسمية يعود إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين،
الزعيم الرُّوحي، الذي بدأ بوضع أُسُس عقيدة حركة المرابطين، وأنشأ رباطًا
لتعليم مَن الْتَفَّ حوله أُمورَ الشريعة وفروعها، فأسس حركة جهادية لنشر
الدين الإسلامي، وهكذا كان رجال المرابطين يلزمون الرباط بعد كل حملة من
حملاتهم الجهادية، كما كان رجالها يشدُّون اللثام (النقاب) على وجوههم،
فعُرِفوا بالملثَّمين.
بعد وفاة ابن ياسين تحوَّلت الجماعة الدينية إلى مملكة بقيادة يوسف بن تاشفين،
الذي سمِّي -ولأول مرَّة في التاريخ المغربي- أميرًا للمسلمين، وحامي حمى
الدين، ونائبًا لأمير المؤمنين. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين نُودي على ابنه
عَلِيٍّ أميرًا مكانه، ثم عَيَّن عليُّ بن يوسف ابنه تاشفين وليًّا للعهد
ونجد أن الأساس الديني والعقدي الذي
قامت عليه الدولة المرابطية جعلها تضطلع بأدوار طلائعية في تاريخ الغرب
الإسلامي بصفة عامَّة، إذ على هذا الأساس توحَّدت ولأول مرة مختلف مناطق
المغرب الأقصى الإسلامي والأندلس، وبعض المغرب الأوسط تحت لواء دولة واحدة،
بعد أن قامت بحملة جهادية كان الغرض منها القضاء على مختلف مظاهر الانحراف
في العقيدة، فحاربت كل البدع والفِرَق الضالَّة ببلاد الريف، وأعادت هذه
النواحي وأهلها إلى رحاب الإسلام السُّنِّي الصحيح، واتفق المرابطون فيما
بينهم على صيغة توافقية قسمت الأدوار فيما بينهم، وذلك من أجل استكمال
مشروعهم الدعوي التوسعي الذي استهدف نشر الإسلام في مختلف أرجاء المعمورة،
فبينما تولَّى يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية قيادة الجهاد والدعوة
في المناطق الشمالية في اتجاه الأندلس، اتجه الفريق الآخر تحت قيادة أبي
بكر بن عمر ومَن جاء بعده في اتجاه إفريقيا المدارية الغربية، وهذا التقسيم
الأدائي كان بعثًا جديدًا للقوَّة المرابطية.
وهكذا قام الفرع الجنوبي من المرابطين
بدور لا يقلُّ أهمية في خدمة الإسلام والحضارة في إفريقيا المدارية
والاستوائية عمَّا قام به يوسف بن تاشفين في المنطقة الشمالية من المغرب
والأندلس؛ فاتجه أبو بكر إلى بلاد السودان كما يذكر المؤرِّخون، وفتح
بلادًا واسعة جنوبًا، فانتشر الإسلام في غرب إفريقيا كله حتى حوض النيجر،
وقد أصبحت هذه البلاد الإسلامية المرابطية الجنوبية عاملاً مهمًّا في نشر
الإسلام في إفريقيا المدارية ثم الاستوائية.
وصحيح أن بعض هذه المناطق كانت قد عرَفت
الإسلام من قبل، ذلك الأمر الذي يسَّر على المرابطين مهمَّتهم هناك، إذ لم
يتعرَّضوا لأي مقاومة تُذكر، وتحوَّلت تلك المنطقة إلى بلاد إسلامية،
وفُتح بذلك طريق الغرب الإفريقي واسعًا أمام الإسلام ليُنشر في إفريقيا، بل
إن الفتح الإسلامي لبلاد إفريقيا المدارية أتاح لأهل تلك البلاد فرصة
الدخول في ميدان الحضارة الإسلامية، وحتى بعد تلاشي الامتداد المرابطي نجد
أن نطاق الإسلام قد اتسع حتى أصبح الديانة الغالبة على أهلها حتى مداخل
نطاق الغابات، فكان المسلمون هناك على مذهب مالك، وهو المذهب الغالب في
المغرب والأندلس، ومن ذلك العصر فصاعدًا ستصبح بلاد مالي بلادًا إسلامية.
ومن أهم شخصيات دولة المرابطين التي أسهمت بجهدٍ وافر في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة في غرب إفريقيا:
1- عبد الله بن ياسين:
هو عبد الله بن ياسين بن مكوك بن سير بن على الجزولي, أصله من قرية "تماماناوت" في طرف صحراء غانا.
درس على فقيه السوس وجاج بن زلوا، رحل
إلى الأَنْدَلُس في عهد ملوك الطوائف وأقام بها سبع سنين, واجتهد في تحصيل
العلوم الإسلامية, ثم أصبح مِن خيرة طلاب الفقيه وجاج بن زلوا، فعندما طلب
أبو عمران الفاسي مِن تلميذه وجاج بن زلوا أن يرسل مع يحيى بن إبراهيم
فقيهًا عالمًا ديِّنًا تقيًّا مربيًّا فاضلاً، وقع الاختيار على عبد الله
بن ياسين الصنهاجي الذي كان عالمًا بتقاليد قَومه، وأعرافهم، وبيئتهم،
وأحوالهم.
ودخل عبدُ الله بن ياسين مع يحيى بن
إبراهيم في مضارب، ومواطن، ومساكن المُلَثَّمين من قبيلة جدالة في عام 430
هـ/ 1038م، فاستقبله أهلُها واستمعوا له، وأخذ يُعلِّمهم، فكان تعليمُه
باللغة العربية لطلبة العلم، والإرشاد الديني للعامَّة بلهجة أهل الصحراء
البربرية.
لاقى عبد الله بن ياسين كثيرًا من
الصعوبات، فقد وجد أكثر المُلَثَّمين لا يُصَلُّون ولا يعرفون مِن الإسلام
إلا اسمه، وعَمَّ الجهل عليهم، وانحرفوا عن معالم العقيدة الصحيحة،
وتلوَّثت أخلاقُهم وأحكام دينهم، واصطدمت تعاليمه بمصالح الأمراء والأشراف،
فثاروا عليه، وكادوا يقتلونه، إلا أنه ترك قبيلة جدالة، وانتقل إلى قبيلة
لمتونة، ومِن ثَم اختار رباطه المشهور على مصب نهر السنغال، بعد انتشار
صيته، وتعلُّق النَّاس به، فهرعوا إليه ليُربِّيهم، ويُنظِّمهم،
ويُعلَِّمهم.
ومن كلمات عبد الله بن ياسين المأثورة
لطلابه قوله: (اخرجوا على بركة الله وأنذروا قومكم، وخوِّفوهم عقاب الله،
وأبلغوهم حُجته، فإن تابوا ورجعوا إلى الحقِّ، وأقلعوا عمَّا هم عليه فخلوا
سبيلهم، وأن أَبَوْا ذلك وتمادوا في غيهم، ولجُّوا في طغيانهم، استعنا
بالله عليهم، وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا).
2- يحيى بن عمر، وأبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين:
إن يحيى بن عمر كان من المجاهدين في غرب
إفريقيا، وقد تُوُفِّيَ في جهاده في السودان، فخلفه أخوه أبو بكر بن عمر،
الذي سار في طريق أخيه معتمدًا على عبد الله بن ياسين، حتى توفي هذا الأخير
سنة (451هـ/ 1059م) في حروبه مع زنادقة برغواطة في شمال المغرب الأقصى.
وكان لعمر بن إبراهيم -والد يحيى بن عمر
وأخيه أبي بكر- أخٌ يسمى تاشفين عَمِل في خدمة أخيه حتى مات، فخلفه ابنه
يوسف، وكان شابًّا موهوبًا، فارتفع مكانه عند ابن عمه أبي بكر، وأصبح من
أكبر قوَّاد المرابطين، فبينما كان أبو بكر بن عمر يُرتِّب بناء مراكش،
بَلَغَتْه أخبار مقلقة عن أهله في جنوب الصحراء، وحوض السنغال؛ لأن قبيلة
جدالة اعتَدَتْ على قبيلة لمتونة، فاستغاثت به، فترك القيادة في يد ابن عمه
يوسف بن تاشفين، ومضى إلى الجنوب إلى ديار المرابطين الأولى، ولمَّا أعاد
الأمور إلى ما كانت عليه عاد إلى بلاده، ووجد ابن عمه قد أحسن سياسة الدولة
من بعده، وكان أبو بكر رجلاً ورعًا؛ فرأى أن ابن عمه أجدر بالحكم منه،
فاتفق معه على أن يتولى أبو بكر قيادة دولة المرابطين، وأن يدعم ابن عمه
أبا بكر بن عمر في الجهاد في غانا، وبالفعل انسحب إلى الجنوب، وقضى بقية
عمره في الجهاد.
وبعد استقرار الإسلام في غرب إفريقيا
نشأت دول إسلامية عديدة، أو انتشر في دول يتمتع المسلمون فيها بالمكانة،
فضلاً عن الحرية، ومن خلال بعض هذه الدول نتناول سيرة الإسلام في غرب
إفريقيا
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الإثنين 28 مارس 2011 - 21:55
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الإثنين 28 مارس 2011 - 23:35
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الثلاثاء 29 مارس 2011 - 15:34
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الثلاثاء 29 مارس 2011 - 23:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأربعاء 30 مارس 2011 - 15:18
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأربعاء 30 مارس 2011 - 19:27
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الخميس 31 مارس 2011 - 0:33
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الجمعة 1 أبريل 2011 - 20:22
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
السبت 2 أبريل 2011 - 23:55
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 3 أبريل 2011 - 2:08
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 3 أبريل 2011 - 3:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الثلاثاء 5 أبريل 2011 - 23:19
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
السبت 9 أبريل 2011 - 12:14
مجهود كبير وموضوع مفيد
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 10 أبريل 2011 - 0:02
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 10 أبريل 2011 - 23:54
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الخميس 14 أبريل 2011 - 1:50
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
السبت 16 أبريل 2011 - 16:06
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 21:45
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأربعاء 20 أبريل 2011 - 20:59
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 24 أبريل 2011 - 15:48
بارك الله فيك على تقدمه من اضافة راقية
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا
الأحد 24 أبريل 2011 - 17:48
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى