جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
+18
Bastos
FLAT
FOR4ever
K1sayda
ABBASSE
baba2
شاكر الله
ZIDANE
غزة المحاصرة
فرس
عربي
grand-maghreb
سحتوت2
mahmoudi_ma
دادي
حسن
Admin
ام بدر
22 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الإثنين 21 مارس 2011 - 0:18
جامعُ بني أميَّة الكبير .. تاريخ وحضارة .
الجامع الأموي
أو المسجد الأموي أو جامع بني أمية الكبير مسجد في دمشق، سورية من روائع
الفن المعماري الإسلامي، يقع في قلب المدينة القديمة. له تاريخ حافل في
جميع العهود والحضارات كان في العهد القديم سوقًا، ثم تحول في العهد
الروماني إلى معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي. ثم تحول مع الزمن إلى
كنيسة. ولما دخل المسلمون إلى دمشق، دخل خالد بن الوليد عنوة، ودخل أبو
عبيدة بن الجراح صلحًا. فصار نصفه مسجد ونصفه كنيسة. ثم قام الخليفة الأموي
الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ (الموافق ل 705 م) بتحويل الكنيسة إلى مسجد،
وأعاد بناءه من جديد، وكساه وزينه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وأفضل ما
زينت به المساجد في تاريخ الإسلام.
وفي المسجد الأموي أول مئذنة في الإسلام المسماة مئذنة العروس وله اليوم
ثلاث مآذن وأربع أبواب وقبة كبيرة قبة النسر وثلاث قباب في صحنه وأربعة
محاريب ومشهد عثمان ومشهد أبوبكر ومشهد الحسين ومشهد عروة ولوحات جدارية
ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف، في داخلة ضريح النبي يحيى علية السلام
وبجواره يرقد البطل صلاح الدين الأيوبي وبالقرب منه الكثير من مقامات
وأضرحة رجال ومشاهير الإسلام، وقد صلى فيه أهم المشاهير في تاريخ الإسلام
والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وأكبر
علماء المسلمين، وهو أول جامع يدخله أحد باباوات روما عندما زار مدينة دمشق
(وسبب الزيارة كان بهدف زيارة قبر القديس يوحنا المعمدان) وليس لزيارة
الجامع الذي هو بالأصل كنيسة. وكان ذلك عام 2001 م عندما قام بزيارته
البابا يوحنا بولس الثاني وللجامع تاريخ حافل في كافة العصور قبل الإسلام
وفي العصر الإسلامي.
*مكان مقدس*
معبد الإله السوري - حدد
لم يكن الجامع الأموي أول معبد أقيم على هذه الرقعة من قلب مدينة دمشق. فقد
كشفت الدراسات التاريخية والأثرية عن معبد آرامي قديم للإله السوري حدد،
الذي كان يعبد في دمشق في الألفية الأولى قبل الميلاد. وقد كان من أعظم
المعابد وأقدسها، ويقصده المؤمنون من جميع أنحاء المناطق الآرامية في
سورية. وقد أقيم على رابية ترتفع عن مستوى المدينة نحو عشرة أمتار ويصعد
إليه بسلالم. ويحيط بالمعبد سوران أحدهما خارجي، والثاني داخلي وللأول
مدخلان فخمان من الشرق والغرب ما زالت بعض أعمدتهما قائمة وتدل على هذا
المعبد الضخم.
معبد جوبيتر - الدمشقي
عقب سيطرة الرومان على دمشق، كانت المدينة من أهم المدن ومركز هام للحضارة،
تحول المعبد إلى اسم معبد جوبيتر الدمشقي. ومن المرجح أن التغييرات عقب
هذا التحول لم تكن كثيرة. رغم الكتابات التي تشير إلى أنه تطور بشكل واسع
في عهد السلوقيين والرومان. وما تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن إلى
الغرب من الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية (الكورنثية)
ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد.
كنيسة القديس يوحنا المعمدان
في عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول 379 م - 395 م تحول المعبد مرة
ثانية إلى كنيسة باسم كنيسة القديس يوحنا المعمدان الموجود ضريحه داخل
الجامع والمعروف أيضا بالاسم النبي يحيى
قيام المسجد
جامع بني أمية في دمشق هو أقدم وأجمل وأكمل آبدة إسلامية مازالت محافظة على
أصولها منذ عصر مُنْشِئها الوليد بن عبد الملك الخليفة المصلح الذي حكم من
86-96هـ/ 705 م - 715 م وخلال حكمه كان منصرفًا إلى الإعمار والإنشاء في
البلاد الإسلامية، وكان بناء الجامع في عاصمة دولته دمشق من أكثر الأمور
أهمية عنده، ولقد استعان في عمارته بالمعماريين والمزخرفين من أهل الشام،
ممن كان لهم الفضل في بناء كثير من المباني في دمشق وخصص له الكثير من
المال وأمر أن يكون أفضل المباني وأفخمها وكان له ذلك فأصبح جامع دمشق
الكبير أهم بناء في الدولة الإسلامية، وأرسل الخليفة المعماريون إلى
المدينة المنورة في أيام الوالي عمر بن عبد العزيز، وبأمر من الوليد لإعادة
بناء مسجد الرسول محمد على طراز الجامع الكبير بدمشق.
لقد أُقيم المسجد الجامع بدمشق بعد فتح بلاد الشام، في الجهة الشرقية
الجنوبية من أطلال المعبد الروماني جوبيتر الذي أُنشئ في القرن الأول
الميلادي، وأُنشئ في جدار هذا المعبد أول محراب في الإسلام مازال قائمًا
صلى فيه الصحابة مع خالد بن الوليد وأبي عبيدة الجراح، القائدان اللذان
فتحا دمشق ونخبة من أعلام وعلماء الإسلام، وأعطى خالد لسكان البلاد عصره
بالحفاظ على ممتلكاتهم ومعابدهم ومساكنهم وعلى أوابد المدينة الخالدة.
وفي عصر معاوية بن أبي سفيان، واليًا ثم أول خليفة أموي، كان يصلي في هذا
المسجد، يدخل إليه من الباب القبلي الروماني وما يزال قائمًا في جدار
القبلة للجامع.
تاريخ الجامع:
العهد الأموي
كان معاوية قد أنشأ لنفسه قصر الخضراء المتاخم لجدار الجامع الأثري، وقد
أنشأ معاوية في المسجد كذلك مقصورة خاصة به، هي أول مقصورة في تاريخ
الإسلام.
وكان المكان وإثر زلزال عنيف أتى على المعبد جوبيتر وبقي الهيكل ناوس الذي
يقع في منتصف فناء واسع محاط بجدار مرتفع تخترقه أربعة أبواب من الجهات
الأربعة، وكان يحيطها سور آخر معمد بالأعمدة ولقد استعمل المسيحيون من سكان
دمشق هذا الهيكل كنيسة، وكانوا يدخلون من الباب ذاته الذي أصبح يدخل منه
المسلمون إلى مسجدهم في الشرق.
بناء الجامع الأموي الكبير
لم يكن من السهل أن يبقى المسلمون في عاصمتهم دمشق التي أصبحت تحكم أوسع
دولة في تاريخ الإسلام، ويكون مسجدهم مؤقتًا في دمشق وباشر الأمويون في
توسيع وتكملة بناء الجامع الكبير في دمشق وجعله جامعا يليق بعاصمة دولتهم
الدولة الأموية فقاموا بتوسعة باحاته وتجميله بالنقوش والفسيفساء والزخارف
وزين بأفخم وأجمل الفوانيس وغيرها، وكذلك فعلوا في مدن أخرى مثل المدينة
المنورة وحلب والقدس. فقام عبد الملك بن مروان بإنشاء مسجد قبة الصخرة
هناك، في المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب عندما جاء إلى القدس واهتم
الأمويون بالعمارة.
وباشر ببناء الجامع الأموي الكبير بدمشق، بعد أن اتفق مع أصحاب الكنيسة -
الهيكل على أن يقدم لهم بديلها، وهكذا استطاع البناءون الإفادة من كميات
هائلة من حجارة المعبد المتراكمة، ومن أعمدته الرخامية وتيجانه لإقامة جامع
ضخم يليق بعظمة الدولة الإسلامية، ويعتمد على التخطيط الذي وضعه الرسول
محمد (عند بنائه لمسجده الأول في المدينة المنورة)، وكان هذا المخطط يقوم
على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح. لقد استبقى الوليد الجزء
السفلي من جدار القبلة أعاد الجدران الخارجية والأبواب، وأنشأ حرم المسجد
مسقوفًا مع القبة والقناطر وصفوف الأعمدة.
وأنشأ أروقة تحيط صحن الجامع. وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة،
ولكن زلزالًا لاحقًا أتى على المنارتين الشماليتين، فاستعيض عنها بمنارة في
وسط الجدار الشمالي، وأصبح للمسجد ثلاث منارات اثنتان في طرفي الجدار
الجنوبي، وواحدة في منتصف الجدار الشمالي وتسمى مئذنة العروس إن هذه
الصوامع المربعة هي أصل المآذن التي انتقلت من دمشق إلى شمالي أفريقيا
والأندلس، نرى تأثيرها واضحًا على مآذن القيروان والكتبية وحسان وإشبيلية
وغيرها.
ولم تكن هذه المنارات أو الصوامع موجودة في العصر الروماني، يؤكد ذلك الشبه
الكامل الذي نراه بين هذا المعبد ومعبد زفس المسمى حصن سليمان قرب الساحل
السوري،
كذلك لم تكن قائمة تلك الصالات الأربع الرحبة، التي تسمى المشاهد والتي
أصبحت جزءًا من مقر الحكم الأموي مع أجزاء أخرى غربي وجنوبي الجامع مازالت
آثارها قائمة اليوم، وكانت مخصصة للبريد وبيت المال والرسائل. ويتحدث
المؤرخون عن استقبال الخليفة الأموي لموسى بن نصير وطارق بن زياد وقد عادا
من الأندلس الي دمشق، وخلفهما ملوك الغوط والأمراء هذا الاستقبال الذي تمّ
في الحرم وفي القاعة الغربية من الجامع، وفي منشآت كانت قائمة في منطقة
الغرب التي تسمى اليوم المسكية.
أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب في عام 715 م.
الجامع الأموي في العهد العباسي
وفي العهد العباسي بنى والي دمشق قبة المال الواقعة في الساحة والتي كانت
مخصصة لوضع أموال الولاية وفي عام 1006 م بنيت قبة النوفرة، في الساحة
،أمام الجناح المصلب. وفي عام 1069 م تعرض المسجد إلى حريق اندلع في منزل
مجاور وامتد إلى المسجد، ولم يعد بالإمكان السيطرة على النيران وأعيد ترميم
وإصلاح ما خرب بسبب الحريق فيما بعد بجهود وأموال كبار وأثرياء المدينة.
الجامع الأموي في العهود الإسلامية اللاحقة
يبدو الجامع مهيمنًا على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر،
وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت في وقت لاحق فوق الصوامع الأموية الشامخة، كما
هو الأمر في الصوامع المغربية.
وفي عهد الأمير السلجوقي تتش أمر وزيره بإجراء الإصلاحات على نفقته في قبة
النسر وكذلك الدعائم الأربعة والأقواس التي تعلوها، وسقف المسجد
والمقصورة.وفي عام 1089 م تم ترميم الجدار الشمالي ومن الناحية الشرقية
للجامع.
وفي عام 1109 م رمم الجدار الشمالي أيضا من الناحية الغربية. وفي عام 1150 م
وضعت ساعة كبيرة مميزة عند رواق الباب الشرقي للجامع الأموي.
في عام 1179 م أمر صلاح الدين بترميم دعامتين من دعائم القبة الكبرى
المسماة قبة النسر، والمئذنة الشمالية والتي هي الأقدم بين المآذن في تاريخ
الإسلام ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين.
وفي عهد الظاهر بيبرس نظفت أعمدة الحرم ووشيت تيجانها بالذهب وأصلحت صفائح
الرخام والفسيفساء، كما جرى تبليط الجدار الشمالي للحرم ليصبح الجامع غاية
في الأبهة وقبلة للناظرين لايوازيه أي جامع أو مسجد في العالم الإسلامي.
ثم في عصر العثمانيين وفوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي.
التاريخ الحديث
في عام 1414هـ / 1994 م أمر الرئيس حافظ الأسد بحملة ترميم كبيرة للجامع
وملاحقاته وأعمدته الكثيرة وأبنيته مع الحفاظ على طرازه الأصيل ولوحات
الفسيفساء الرائعة والنقوش والزخارف وتم الكشف من إحدى الجهات خارج جدران
الجامع عن آثار رومانية غاية في الأهمية للمعابد قبل قيام الجامع وتم
ترميمها والعناية بها تم إعادة افتتاح المسجد من قبل الرئيس حافظ الأسد
بعدما تم مسح جديد وتسجيل جميع الآثار الإسلامية والتاريخية القديمة
وتوثيقها. ليزداد جامع بني أمية هيبة وفخامة.
حوادث في تاريخ الجامع
لم يحافظ الجامع على الشكل الذي بني عليه فقد تعرض لكثير من الحرائق
والزلازل التي غيرت معالمه كثيرا. وفكر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز
في إزالة مظاهر الترف منه والتي رأى فيها خروجا عن التعاليم الإسلامية. لكن
أهل الشام ووجهاء دمشق دافعوا عن زينة الجامع فعدل عمر عن نيته واستمر
الجامع بزينته وفخامته وكنوزه. وقيل أيضا أن رجلا روميا وقع مغشيا عليه لما
رأى عظمة الجامع وفخامته. فلما سئل عن السبب قال: (( إننا معشر أهل رومية
نتحدث أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا في دمشق علمت أن لهم مدة
سيبقونها. فلذلك أصابني ما أصابني )) فلما أخبر عمر بالقصة قال : (لا أرى
مسجد دمشق إلا غيظا على الكفار).
وإن كان عمر بن عبد العزيز قد اقتنع بضرورة الحفاظ على جمال الجامع وزينته
فإن الكوارث لم ترحم جمال البناء ولا الجهد المبذول فيه وأهم هذه الكوارث
حريق عام 461هـ/ 1069 م وحريق عام 1311هـ / 1893 م اللذان ذهبا بكثير من
تزيينات الجامع وآثاره الهامة.
وقد أتى حريق عام 1069 م على جميع محاسن الجامع وما فيه من الزخارف والنقوش
البديعة الموجودة منذ أيام الوليد وظل على حاله حتى تم تجديده عام 1072 م
ثم تتالت عليه الزلازل والحرائق، وانتابه الإهمال مرة حتى جاء الملك الظاهر
فكان من بداية إصلاحاته أن قام بتنظيف الجامع وغسل رخامه وفرشه وأعاده
مسجدا للعبادة والعلم وزينه بالذهب ولوحات الفسيفساء والنقوش والزخارف.
في أحد أيام عام 1311هـ/ 1893 م شبت نار عظيمة في سقف الجامع من الجهة
الغربية من نار وقعت من نرجيلة أحد العمال الذين كانوا يصلحون السقف ودام
الحريق ساعتين ونصف الساعة وقد أتى على سقف الجامع وجدرانه وأبوابه وسدته،
ولم يسلم إلا المشهد الغربي. وأدى هذا الحريق الهائل إلى تلف المصحف
العثماني الذي كان قد أرسله الخليفة عثمان بن عفان إلى بلاد الشام عندما
قام بتدوين القرآن[1]. وبدأ الناس بإزالة الأنقاض من الجامع وبعد أن تمت
عملية التنظيف بدئ بجمع التبرعات وتسابق الشعب إلى الجود لإعادة العظمة
للجامع.
في عام 1314هـ / 1896 م بدأت عمليات ترميم المسجد بأمر من الوالي ناظم باشا
والي دمشق وبإشراف لجنة مشكلة لهذا الغرض برئاسة رئيس مجلس إدارة الولاية
أحمد باشا الشمعة وقد اشترك في عملية البناء أكثر من خمسمائة فني وعامل
يوميا، ودام العمل تسع سنوات وقدرت النفقات بسبعين ألف ليرة ذهبية.
وليس ما سبق كل ما أصاب الأموي فقد تعرض الجامع أيضًا إلى عدد كبير من
الحرائق والزلازل التي ألحقت به أضرارا مختلفة, وكانت الحرائق، باستثناء
الأخير منها، تمتد إليه من البيوت والأسواق الملتصقة به والتي رأى بعض
المهتمين أنها تستر جماله وتشوه منظره وتعرضه للخطر مما يتطلب إزالتها، وقد
تم بالفعل كشف جدران الجامع الأموي من الجهتين الجنوبية والغربية بحيث
أزيلت تقريبا كل الأبنية الدخيلة عليه مما أتاح فرصة مشاهدته من الخارج لا
من الداخل فقط.
وبعد كل ما مر على الجامع من أحداث وترميمات وإضافات فكان في كل مرة يتم
فيها الكثير من الزينة والزخارف والنقوش ولوحات الفسيفساء وتبليط الساحات
بالرخام وأحجار الزينة وصفائح الذهب والأسقف المزينة والمزخرفة والإضافات
الكثيرة والجامع اليوم بتاريخه وهيبته وبفخامته أحد أهم رموز العالم
الإسلامي على الإطلاق.
الأوصاف
تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن
فهي 22.5×60م ويتوسط مدينة دمشق وللجامع أربعة أبواب، باب البريد من الغرب
وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب
وينفتح من داخل الحرم. . أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة
وأعمدة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت
مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات وزخارف رائعة.
وتنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة
كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في
الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعمودًا. وهي تشكل واجهات الأروقة
وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان
دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ،
وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في
الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي
هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى
اليسار شرقًا.ومن الرواق تنفتح على الصحن 24 قنطرة ومن الرواقين الشرقي
والجنوبي تسع قناطر.
أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24 قنطرة تمتد عرضانيًا
موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة
الرئيسي وحتى المحراب. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف سنمي في وسطه تنهض قبة
النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح
فيها 16 نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م وهي بقطر 16 مترا.
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه
المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده
نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44 نافذة مع ستة نوافذ في الوسط. ويقوم إلى
جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في
المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون
الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية
والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام
كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال إضافة للتزيينات
الكثيرة.
ولقد وصف ابن عساكر موضوع فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية.
وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون،
ومازالت أقسام كثيرة باقية في واجهة الحرم وفي الأروقة، ولقد أعيد بعض ما
سقط منها، وخاصة قبة الخزنة، التي استعادت زخرفتها الفسيفسائية مؤخرًا،
وهذه القبة هي غرفة مثمنة تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة، كانت تحفظ
فيها أموال المسلمين، ثم أصبحت لحفظ المخطوطات الثمينة. ولقد أنشئت هذه
القبة في العصر العباسي 780 م. وثمة قبة أخرى هي قبة زين العابدين أو
الساعات مازالت قائمة، ولقد أعيد مؤخرًا 1995 م بناء قبة الوضوء العثمانية
1769 م التي كانت في منتصف صحن الجامع تحمي بركة ماء للوضوء
الجامع الأموي
أو المسجد الأموي أو جامع بني أمية الكبير مسجد في دمشق، سورية من روائع
الفن المعماري الإسلامي، يقع في قلب المدينة القديمة. له تاريخ حافل في
جميع العهود والحضارات كان في العهد القديم سوقًا، ثم تحول في العهد
الروماني إلى معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي. ثم تحول مع الزمن إلى
كنيسة. ولما دخل المسلمون إلى دمشق، دخل خالد بن الوليد عنوة، ودخل أبو
عبيدة بن الجراح صلحًا. فصار نصفه مسجد ونصفه كنيسة. ثم قام الخليفة الأموي
الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ (الموافق ل 705 م) بتحويل الكنيسة إلى مسجد،
وأعاد بناءه من جديد، وكساه وزينه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وأفضل ما
زينت به المساجد في تاريخ الإسلام.
وفي المسجد الأموي أول مئذنة في الإسلام المسماة مئذنة العروس وله اليوم
ثلاث مآذن وأربع أبواب وقبة كبيرة قبة النسر وثلاث قباب في صحنه وأربعة
محاريب ومشهد عثمان ومشهد أبوبكر ومشهد الحسين ومشهد عروة ولوحات جدارية
ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف، في داخلة ضريح النبي يحيى علية السلام
وبجواره يرقد البطل صلاح الدين الأيوبي وبالقرب منه الكثير من مقامات
وأضرحة رجال ومشاهير الإسلام، وقد صلى فيه أهم المشاهير في تاريخ الإسلام
والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وأكبر
علماء المسلمين، وهو أول جامع يدخله أحد باباوات روما عندما زار مدينة دمشق
(وسبب الزيارة كان بهدف زيارة قبر القديس يوحنا المعمدان) وليس لزيارة
الجامع الذي هو بالأصل كنيسة. وكان ذلك عام 2001 م عندما قام بزيارته
البابا يوحنا بولس الثاني وللجامع تاريخ حافل في كافة العصور قبل الإسلام
وفي العصر الإسلامي.
*مكان مقدس*
معبد الإله السوري - حدد
لم يكن الجامع الأموي أول معبد أقيم على هذه الرقعة من قلب مدينة دمشق. فقد
كشفت الدراسات التاريخية والأثرية عن معبد آرامي قديم للإله السوري حدد،
الذي كان يعبد في دمشق في الألفية الأولى قبل الميلاد. وقد كان من أعظم
المعابد وأقدسها، ويقصده المؤمنون من جميع أنحاء المناطق الآرامية في
سورية. وقد أقيم على رابية ترتفع عن مستوى المدينة نحو عشرة أمتار ويصعد
إليه بسلالم. ويحيط بالمعبد سوران أحدهما خارجي، والثاني داخلي وللأول
مدخلان فخمان من الشرق والغرب ما زالت بعض أعمدتهما قائمة وتدل على هذا
المعبد الضخم.
معبد جوبيتر - الدمشقي
عقب سيطرة الرومان على دمشق، كانت المدينة من أهم المدن ومركز هام للحضارة،
تحول المعبد إلى اسم معبد جوبيتر الدمشقي. ومن المرجح أن التغييرات عقب
هذا التحول لم تكن كثيرة. رغم الكتابات التي تشير إلى أنه تطور بشكل واسع
في عهد السلوقيين والرومان. وما تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن إلى
الغرب من الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية (الكورنثية)
ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد.
كنيسة القديس يوحنا المعمدان
في عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول 379 م - 395 م تحول المعبد مرة
ثانية إلى كنيسة باسم كنيسة القديس يوحنا المعمدان الموجود ضريحه داخل
الجامع والمعروف أيضا بالاسم النبي يحيى
قيام المسجد
جامع بني أمية في دمشق هو أقدم وأجمل وأكمل آبدة إسلامية مازالت محافظة على
أصولها منذ عصر مُنْشِئها الوليد بن عبد الملك الخليفة المصلح الذي حكم من
86-96هـ/ 705 م - 715 م وخلال حكمه كان منصرفًا إلى الإعمار والإنشاء في
البلاد الإسلامية، وكان بناء الجامع في عاصمة دولته دمشق من أكثر الأمور
أهمية عنده، ولقد استعان في عمارته بالمعماريين والمزخرفين من أهل الشام،
ممن كان لهم الفضل في بناء كثير من المباني في دمشق وخصص له الكثير من
المال وأمر أن يكون أفضل المباني وأفخمها وكان له ذلك فأصبح جامع دمشق
الكبير أهم بناء في الدولة الإسلامية، وأرسل الخليفة المعماريون إلى
المدينة المنورة في أيام الوالي عمر بن عبد العزيز، وبأمر من الوليد لإعادة
بناء مسجد الرسول محمد على طراز الجامع الكبير بدمشق.
لقد أُقيم المسجد الجامع بدمشق بعد فتح بلاد الشام، في الجهة الشرقية
الجنوبية من أطلال المعبد الروماني جوبيتر الذي أُنشئ في القرن الأول
الميلادي، وأُنشئ في جدار هذا المعبد أول محراب في الإسلام مازال قائمًا
صلى فيه الصحابة مع خالد بن الوليد وأبي عبيدة الجراح، القائدان اللذان
فتحا دمشق ونخبة من أعلام وعلماء الإسلام، وأعطى خالد لسكان البلاد عصره
بالحفاظ على ممتلكاتهم ومعابدهم ومساكنهم وعلى أوابد المدينة الخالدة.
وفي عصر معاوية بن أبي سفيان، واليًا ثم أول خليفة أموي، كان يصلي في هذا
المسجد، يدخل إليه من الباب القبلي الروماني وما يزال قائمًا في جدار
القبلة للجامع.
تاريخ الجامع:
العهد الأموي
كان معاوية قد أنشأ لنفسه قصر الخضراء المتاخم لجدار الجامع الأثري، وقد
أنشأ معاوية في المسجد كذلك مقصورة خاصة به، هي أول مقصورة في تاريخ
الإسلام.
وكان المكان وإثر زلزال عنيف أتى على المعبد جوبيتر وبقي الهيكل ناوس الذي
يقع في منتصف فناء واسع محاط بجدار مرتفع تخترقه أربعة أبواب من الجهات
الأربعة، وكان يحيطها سور آخر معمد بالأعمدة ولقد استعمل المسيحيون من سكان
دمشق هذا الهيكل كنيسة، وكانوا يدخلون من الباب ذاته الذي أصبح يدخل منه
المسلمون إلى مسجدهم في الشرق.
بناء الجامع الأموي الكبير
لم يكن من السهل أن يبقى المسلمون في عاصمتهم دمشق التي أصبحت تحكم أوسع
دولة في تاريخ الإسلام، ويكون مسجدهم مؤقتًا في دمشق وباشر الأمويون في
توسيع وتكملة بناء الجامع الكبير في دمشق وجعله جامعا يليق بعاصمة دولتهم
الدولة الأموية فقاموا بتوسعة باحاته وتجميله بالنقوش والفسيفساء والزخارف
وزين بأفخم وأجمل الفوانيس وغيرها، وكذلك فعلوا في مدن أخرى مثل المدينة
المنورة وحلب والقدس. فقام عبد الملك بن مروان بإنشاء مسجد قبة الصخرة
هناك، في المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب عندما جاء إلى القدس واهتم
الأمويون بالعمارة.
وباشر ببناء الجامع الأموي الكبير بدمشق، بعد أن اتفق مع أصحاب الكنيسة -
الهيكل على أن يقدم لهم بديلها، وهكذا استطاع البناءون الإفادة من كميات
هائلة من حجارة المعبد المتراكمة، ومن أعمدته الرخامية وتيجانه لإقامة جامع
ضخم يليق بعظمة الدولة الإسلامية، ويعتمد على التخطيط الذي وضعه الرسول
محمد (عند بنائه لمسجده الأول في المدينة المنورة)، وكان هذا المخطط يقوم
على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح. لقد استبقى الوليد الجزء
السفلي من جدار القبلة أعاد الجدران الخارجية والأبواب، وأنشأ حرم المسجد
مسقوفًا مع القبة والقناطر وصفوف الأعمدة.
وأنشأ أروقة تحيط صحن الجامع. وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة،
ولكن زلزالًا لاحقًا أتى على المنارتين الشماليتين، فاستعيض عنها بمنارة في
وسط الجدار الشمالي، وأصبح للمسجد ثلاث منارات اثنتان في طرفي الجدار
الجنوبي، وواحدة في منتصف الجدار الشمالي وتسمى مئذنة العروس إن هذه
الصوامع المربعة هي أصل المآذن التي انتقلت من دمشق إلى شمالي أفريقيا
والأندلس، نرى تأثيرها واضحًا على مآذن القيروان والكتبية وحسان وإشبيلية
وغيرها.
ولم تكن هذه المنارات أو الصوامع موجودة في العصر الروماني، يؤكد ذلك الشبه
الكامل الذي نراه بين هذا المعبد ومعبد زفس المسمى حصن سليمان قرب الساحل
السوري،
كذلك لم تكن قائمة تلك الصالات الأربع الرحبة، التي تسمى المشاهد والتي
أصبحت جزءًا من مقر الحكم الأموي مع أجزاء أخرى غربي وجنوبي الجامع مازالت
آثارها قائمة اليوم، وكانت مخصصة للبريد وبيت المال والرسائل. ويتحدث
المؤرخون عن استقبال الخليفة الأموي لموسى بن نصير وطارق بن زياد وقد عادا
من الأندلس الي دمشق، وخلفهما ملوك الغوط والأمراء هذا الاستقبال الذي تمّ
في الحرم وفي القاعة الغربية من الجامع، وفي منشآت كانت قائمة في منطقة
الغرب التي تسمى اليوم المسكية.
أضاف الخليفة سليمان بن عبد الملك المقصورة أمام المحراب في عام 715 م.
الجامع الأموي في العهد العباسي
وفي العهد العباسي بنى والي دمشق قبة المال الواقعة في الساحة والتي كانت
مخصصة لوضع أموال الولاية وفي عام 1006 م بنيت قبة النوفرة، في الساحة
،أمام الجناح المصلب. وفي عام 1069 م تعرض المسجد إلى حريق اندلع في منزل
مجاور وامتد إلى المسجد، ولم يعد بالإمكان السيطرة على النيران وأعيد ترميم
وإصلاح ما خرب بسبب الحريق فيما بعد بجهود وأموال كبار وأثرياء المدينة.
الجامع الأموي في العهود الإسلامية اللاحقة
يبدو الجامع مهيمنًا على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر،
وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت في وقت لاحق فوق الصوامع الأموية الشامخة، كما
هو الأمر في الصوامع المغربية.
وفي عهد الأمير السلجوقي تتش أمر وزيره بإجراء الإصلاحات على نفقته في قبة
النسر وكذلك الدعائم الأربعة والأقواس التي تعلوها، وسقف المسجد
والمقصورة.وفي عام 1089 م تم ترميم الجدار الشمالي ومن الناحية الشرقية
للجامع.
وفي عام 1109 م رمم الجدار الشمالي أيضا من الناحية الغربية. وفي عام 1150 م
وضعت ساعة كبيرة مميزة عند رواق الباب الشرقي للجامع الأموي.
في عام 1179 م أمر صلاح الدين بترميم دعامتين من دعائم القبة الكبرى
المسماة قبة النسر، والمئذنة الشمالية والتي هي الأقدم بين المآذن في تاريخ
الإسلام ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين.
وفي عهد الظاهر بيبرس نظفت أعمدة الحرم ووشيت تيجانها بالذهب وأصلحت صفائح
الرخام والفسيفساء، كما جرى تبليط الجدار الشمالي للحرم ليصبح الجامع غاية
في الأبهة وقبلة للناظرين لايوازيه أي جامع أو مسجد في العالم الإسلامي.
ثم في عصر العثمانيين وفوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي.
التاريخ الحديث
في عام 1414هـ / 1994 م أمر الرئيس حافظ الأسد بحملة ترميم كبيرة للجامع
وملاحقاته وأعمدته الكثيرة وأبنيته مع الحفاظ على طرازه الأصيل ولوحات
الفسيفساء الرائعة والنقوش والزخارف وتم الكشف من إحدى الجهات خارج جدران
الجامع عن آثار رومانية غاية في الأهمية للمعابد قبل قيام الجامع وتم
ترميمها والعناية بها تم إعادة افتتاح المسجد من قبل الرئيس حافظ الأسد
بعدما تم مسح جديد وتسجيل جميع الآثار الإسلامية والتاريخية القديمة
وتوثيقها. ليزداد جامع بني أمية هيبة وفخامة.
حوادث في تاريخ الجامع
لم يحافظ الجامع على الشكل الذي بني عليه فقد تعرض لكثير من الحرائق
والزلازل التي غيرت معالمه كثيرا. وفكر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز
في إزالة مظاهر الترف منه والتي رأى فيها خروجا عن التعاليم الإسلامية. لكن
أهل الشام ووجهاء دمشق دافعوا عن زينة الجامع فعدل عمر عن نيته واستمر
الجامع بزينته وفخامته وكنوزه. وقيل أيضا أن رجلا روميا وقع مغشيا عليه لما
رأى عظمة الجامع وفخامته. فلما سئل عن السبب قال: (( إننا معشر أهل رومية
نتحدث أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا في دمشق علمت أن لهم مدة
سيبقونها. فلذلك أصابني ما أصابني )) فلما أخبر عمر بالقصة قال : (لا أرى
مسجد دمشق إلا غيظا على الكفار).
وإن كان عمر بن عبد العزيز قد اقتنع بضرورة الحفاظ على جمال الجامع وزينته
فإن الكوارث لم ترحم جمال البناء ولا الجهد المبذول فيه وأهم هذه الكوارث
حريق عام 461هـ/ 1069 م وحريق عام 1311هـ / 1893 م اللذان ذهبا بكثير من
تزيينات الجامع وآثاره الهامة.
وقد أتى حريق عام 1069 م على جميع محاسن الجامع وما فيه من الزخارف والنقوش
البديعة الموجودة منذ أيام الوليد وظل على حاله حتى تم تجديده عام 1072 م
ثم تتالت عليه الزلازل والحرائق، وانتابه الإهمال مرة حتى جاء الملك الظاهر
فكان من بداية إصلاحاته أن قام بتنظيف الجامع وغسل رخامه وفرشه وأعاده
مسجدا للعبادة والعلم وزينه بالذهب ولوحات الفسيفساء والنقوش والزخارف.
في أحد أيام عام 1311هـ/ 1893 م شبت نار عظيمة في سقف الجامع من الجهة
الغربية من نار وقعت من نرجيلة أحد العمال الذين كانوا يصلحون السقف ودام
الحريق ساعتين ونصف الساعة وقد أتى على سقف الجامع وجدرانه وأبوابه وسدته،
ولم يسلم إلا المشهد الغربي. وأدى هذا الحريق الهائل إلى تلف المصحف
العثماني الذي كان قد أرسله الخليفة عثمان بن عفان إلى بلاد الشام عندما
قام بتدوين القرآن[1]. وبدأ الناس بإزالة الأنقاض من الجامع وبعد أن تمت
عملية التنظيف بدئ بجمع التبرعات وتسابق الشعب إلى الجود لإعادة العظمة
للجامع.
في عام 1314هـ / 1896 م بدأت عمليات ترميم المسجد بأمر من الوالي ناظم باشا
والي دمشق وبإشراف لجنة مشكلة لهذا الغرض برئاسة رئيس مجلس إدارة الولاية
أحمد باشا الشمعة وقد اشترك في عملية البناء أكثر من خمسمائة فني وعامل
يوميا، ودام العمل تسع سنوات وقدرت النفقات بسبعين ألف ليرة ذهبية.
وليس ما سبق كل ما أصاب الأموي فقد تعرض الجامع أيضًا إلى عدد كبير من
الحرائق والزلازل التي ألحقت به أضرارا مختلفة, وكانت الحرائق، باستثناء
الأخير منها، تمتد إليه من البيوت والأسواق الملتصقة به والتي رأى بعض
المهتمين أنها تستر جماله وتشوه منظره وتعرضه للخطر مما يتطلب إزالتها، وقد
تم بالفعل كشف جدران الجامع الأموي من الجهتين الجنوبية والغربية بحيث
أزيلت تقريبا كل الأبنية الدخيلة عليه مما أتاح فرصة مشاهدته من الخارج لا
من الداخل فقط.
وبعد كل ما مر على الجامع من أحداث وترميمات وإضافات فكان في كل مرة يتم
فيها الكثير من الزينة والزخارف والنقوش ولوحات الفسيفساء وتبليط الساحات
بالرخام وأحجار الزينة وصفائح الذهب والأسقف المزينة والمزخرفة والإضافات
الكثيرة والجامع اليوم بتاريخه وهيبته وبفخامته أحد أهم رموز العالم
الإسلامي على الإطلاق.
الأوصاف
تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن
فهي 22.5×60م ويتوسط مدينة دمشق وللجامع أربعة أبواب، باب البريد من الغرب
وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب
وينفتح من داخل الحرم. . أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة
وأعمدة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت
مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات وزخارف رائعة.
وتنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة
كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في
الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعمودًا. وهي تشكل واجهات الأروقة
وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان
دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ،
وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في
الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي
هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى
اليسار شرقًا.ومن الرواق تنفتح على الصحن 24 قنطرة ومن الرواقين الشرقي
والجنوبي تسع قناطر.
أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24 قنطرة تمتد عرضانيًا
موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة
الرئيسي وحتى المحراب. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف سنمي في وسطه تنهض قبة
النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح
فيها 16 نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م وهي بقطر 16 مترا.
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه
المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده
نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44 نافذة مع ستة نوافذ في الوسط. ويقوم إلى
جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في
المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون
الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية
والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام
كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال إضافة للتزيينات
الكثيرة.
ولقد وصف ابن عساكر موضوع فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية.
وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون،
ومازالت أقسام كثيرة باقية في واجهة الحرم وفي الأروقة، ولقد أعيد بعض ما
سقط منها، وخاصة قبة الخزنة، التي استعادت زخرفتها الفسيفسائية مؤخرًا،
وهذه القبة هي غرفة مثمنة تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة، كانت تحفظ
فيها أموال المسلمين، ثم أصبحت لحفظ المخطوطات الثمينة. ولقد أنشئت هذه
القبة في العصر العباسي 780 م. وثمة قبة أخرى هي قبة زين العابدين أو
الساعات مازالت قائمة، ولقد أعيد مؤخرًا 1995 م بناء قبة الوضوء العثمانية
1769 م التي كانت في منتصف صحن الجامع تحمي بركة ماء للوضوء
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الإثنين 21 مارس 2011 - 0:34
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الإثنين 21 مارس 2011 - 19:34
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الإثنين 21 مارس 2011 - 22:43
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 22 مارس 2011 - 20:23
مشكور جدا على المعلومات القيمة ويعطيك الف عافية
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 22 مارس 2011 - 22:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك ،
وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأربعاء 23 مارس 2011 - 17:12
شكرا لكم على هذا المرور العطر الذي عطر المكان من حولي
لا عدمته منكم ابدا
لا عدمته منكم ابدا
- grand-maghrebعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الخميس 24 مارس 2011 - 18:59
مجهود مميز وموضوع رائع
أكرمك الله وسدد خُطاك
أكرمك الله وسدد خُطاك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الخميس 24 مارس 2011 - 21:11
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
السبت 26 مارس 2011 - 18:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- فرسعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4030
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 27 مارس 2011 - 4:01
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 27 مارس 2011 - 13:48
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 27 مارس 2011 - 23:57
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الإثنين 28 مارس 2011 - 23:35
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 29 مارس 2011 - 15:35
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 29 مارس 2011 - 23:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأربعاء 30 مارس 2011 - 15:19
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الجمعة 1 أبريل 2011 - 20:21
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
- ABBASSEمشرف منتدى الطبخ العربي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19527
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 3 أبريل 2011 - 2:07
- K1saydaمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 14285
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 5 أبريل 2011 - 23:18
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
جازاكم الله خيرا
مع نسائم الصباح إليك هذه الهدية
ملأ الله قلبك بالأنوار
وحفظك من الأخطار
وأسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياة الصالحين الأبرار
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
السبت 9 أبريل 2011 - 12:13
مجهود كبير وموضوع مفيد
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 10 أبريل 2011 - 0:01
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 10 أبريل 2011 - 23:54
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
السبت 16 أبريل 2011 - 16:06
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17947
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 21:44
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأربعاء 20 أبريل 2011 - 20:58
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- ميري كريموعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3349
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: جامع بني امية الكبير تاريخ وحضارة
الأحد 24 أبريل 2011 - 15:47
بارك الله فيك على تقدمه من اضافة راقية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى