إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي بالاستمرار في بناء المستوطنات

إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي بالاستمرار في بناء المستوطنات
استغلت المؤتمر السنوي ''للأيباك'' في واشنطن لتمرير رسالتها

2010-03-24

ينعقد المؤتمر السنوي للجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة ''أيباك''، الذي تتواصل أشغاله بواشنطن، في ظل ظروف خاصة جدا، منها العلاقات السياسية المتوترة بين واشنطن وإسرائيل، وكذا الأحداث الدامية التي تعرفها الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الزيارة التي يقوم بها جورج ميتشل إلى منطقة الشرق الأوسط.
تواصلت، أمس، في العاصمة الأمريكية أشغال المؤتمر السنوي للمنظمة اليهودية التي تعد الأكثر تأثيرا في السياسة الأمريكية، وذلك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ومشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وكانت اللجنة قد دعت، أياما قبل انعقادها، واشنطن إلى ضرورة الإسراع لإيجاد وسائل لوضع حد للعلاقات السياسية المتوترة مع إسرائيل، وذلك على خلفية التصريحات التي أطلقها عدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم نائب الرئيس جوبايدن وهيلاري كلينتون، والتي تضمنت انتقادات صريحة لسياسة الدولة العبرية القاضية بالاستمرار في بناء المستوطنات في منطقة القدس الشرقية. وقد جددت كلينتون تصريحاتها في جلسة افتتاح المؤتمر، حيث اعتبرت أن استمرار إسرائيل في سياستها يعد تأثيرا على سير مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، ودعت إسرائيل إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وصفتها بالصعبة ولكنها ضرورية.
لكن كلينتون لم تتوقف عند انتقاد السياسة الإسرائيلية، وإنما اعتبرت ما يحدث هذه الأيام على الأراضي الفلسطينية وبالضبط في القدس، جاء بسبب الاستفزازات الفلسطينية، قبل أن تختتم خطابها الطويل بطمأنة الإسرائيليين بأن واشنطن ستظل الشريك الأساسي لدولتهم، وأنها تعتبر أمن إسرائيل من أولوياتها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستسير جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية لتحقيق وجودها على أراضيها، وذلك من خلال مساعدتها على تجنب التهديدات المختلفة، سواء من حركة حماس في الداخل، أو من حزب الله في جنوب لبنان، أو حتى من اعتداء إيراني محتمل. ومن جانب آخر كان المؤتمر السنوي ''للأيباك'' فرصة لتجديد الساسة الإسرائيليين لمواقفهم من ملف المفاوضات، حيث اعتبر بنيامين نتانياهو أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لإسرائيل، معتبرا أن ما تقوم به إدارته، من بناء لمستوطنات جديدة، لا يمكنه أن يكون عائقا في استمرار المفاوضات، مشيرا إلى أن البناء يتم في أحياء تابعة لدولة إسرائيل. وبهذا التأكيد يكون نتانياهو قد رد على كل المطالبين بتوقيف الاستيطان بمن في ذلك واشنطن، وهو ما يعد تحديا جديدا، خاصة أن التصريح جاء في مؤتمر لأكبر هيئة يهودية في الولايات المتحدة، وهي الهيئة التي يقول المراقبون بشأنها إنها تساهم بطريقة مباشرة في صياغة السياسات الإسرائيلية، من خلال نفوذها في مختلف الأجهزة السياسية الأمريكية، خاصة منها الكونغرس، إضافة إلى أنه جاء عشية اللقاء المرتقب بين نتانياهو وباراك أوباما.

المصدر :نيويورك: مراسل ''الخبر''