منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
+11
ZIDANE
Kojack
PRINCESSA
chiguivara_dz
عربي
ياسين
Bastos
Foot-Man
Admin
نهرو
ام بدر
15 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الخميس 9 فبراير 2012 - 13:24
منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
منهج تدوين
الحديث النبوي الشريف
و
السيرة النبوية المطهرة
إعداد
زهدي جمال الدين محمد
الباب الأول
منهج تدوين الحديث النبوي الشريف
الحديث النبوي الشريف
بين الرواية والتدوين
مقدمة:
إن
منهج البحث التاريخي منهج استردادي يقوم بحركة معاكسة للتاريخ وذلك بهدف
استعادة مجرى أحداث التاريخ الماضية ذهنياً والاهتداء إلى الواقعة
التاريخية التي اختفت والتثبت منها واسترجاعها بطريقة فكرية صرفه ، ويتم
ذلك بضرب من تركيب أو إنشاء الواقعة التاريخية بالاعتماد على الآثار التي
خلفتها أحداث الماضي .
إذن نقطة البدء في المنهج التاريخي هي الوثائق أي الآثار المادية التي تركتها الوقائع، وهذه الآثار تنقسم إلى نوعين:
1 ـ الآثار والأشياء المصنوعة.
2
ـ الآثار الكتابية التي قد تكون وصفاً لحادث تاريخي، أو قد تكون رواية
عينية لهذا الحادث التاريخي، وهذا النوع من الوثائق هو الذي يهمنا من منهج
البحث في هذه الدراسة.
نقطة البدء في الدراسة ستكون من خلال
دراسة الحديث النبوي الشريف الموحى به وغير المتعبد بتلاوته لنرى مدى الجهد
الغير عادي لتدوين كلام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حيث
نتناول في الباب الأول من الدراسة:
المنهج التاريخي ومبحث تدوين علوم الحديث الشريف وهو ما يعرف بعلم الحديث رواية..
ثم
نتحدث بعد ذلك عن علم مصطلح الحديث وهوعلم يُعرف منه حقيقة الرواية وشروط
الراوي وأنواع المرويات وما يتعلق بها وهذا العلم بدأ مع القرن الأول
الهجري، حيث اعتناءالصحابة بقبول الرواية والنظر في حال الراوي وإن كان
العلماء في القرون الأولى قد كتبوا في ذلك إلا أنها كانت فوائد مفرقة في
ثنايا كلامهم ممزوجة بالحديث.
وفي الباب الثاني من الدراسة نتحدث عن منهج تدوين السنة النبوية المطهرة علي صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ***ويتلو كتـاب الله في كـل مشهد
فإن قـال في يوم مقـالة غائب ***فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
.............................. ..............................
الفصل الأول
المنهج التاريخي ومبحث تدوين علوم الحديث الشريف[/size]
كماالمنهج التاريخي ومبحث تدوين علوم الحديث الشريف[/size]
سبق القول في المقدمة أن نقطة البدء في المنهج التاريخي هي الوثائق،
والوثائق التي تهمنا في هذا البحث هي الوثائق الكتابية والتي تنقسم إلى
قسمين:
1ـ روايات مباشرة وضعها مؤلف الوثيقة بنفسه :
ولكن
هذا وحده لا يكفي ليدلنا على صحة الوثيقة بل علينا أن ننظر في الأحوال
التي وضعت فيها الوثيقة والظروف التي أحاطت بالمؤلف سواء أكانت هذه الظروف
والأحوال خارجية عامة أم كانت ظروفاً شخصية متصلة بالمؤلف نفسه ، هذا إذا
كان مؤلف الوثيقة كان قد عاين الحادث مباشرة وجاءتنا روايته مباشرة ، أما
إذا لم يكن قد عاين الحادث ، بل كانت روايته عن أخر عاينها أو قد ضم
أخباراً متفرقة عن مخبرين متنوعين لتكوين أخبار عن حادث معين فإنه في هذه
الحالة يكون قد قدم لنا وثائق غير مباشرة ، وأكثر المؤرخين إنما يسيرون على
هذا الأساس ، فقليل من المؤرخين هم الذين شاهدوا الأحداث التاريخية ،
وقليل من المؤرخين هم الذين استطاعوا أن يبلغوا مرتبه واحدة فيما بين
الحادث الأصلي وبينهم هم أنفسهم ، وهنا يتعين علينا أن نلجأ إلى طريقة أخرى
وهي طريقة التسلسل .
2ـ طريقة التسلسل :
ويقصد
بطريقة التسلسل أي محاولة التسلسل فيما بين الرواة المتوسطين حتى نصل إلى
الراوي الأصلي الذي يكون قد عاين الحادث ، فإذا استطعنا أن نبلغه تمكنا
حينئذ من أن نحدد الرواية من حيث قيمتها الحقيقية على وجه التقريب ، كما هي
الحال تماما إذا كانت الرواية مباشرة وعند هذه النقطة نتبع منهجاً مشتركا
في دراسة الرواية المباشرة وغير المباشرة حيث أننا قد وصلنا إلى الراوي
الأصلي ، فننظر في هذا الراوي من حيث أمانته ودقته والظروف التي وجد بها ،
ولكن معرفة ذلك عسيرة وتبلغ في أكثر الأحيان درجة الاستحالة ولا نكاد نجد
لها شبيها في أي علم من العلوم إلا في حالة واحدة فقط ، تلك الحالة هي التي
اختص بها الحديث الشريف فهي الحالة الوحيدة والفريدة التي وردت برواياتها
راوٍ عن راوٍ حتى نصل إلى الشاهد الحقيقي في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الصحابي الجليل الذي استمع مباشرة من الرسولصَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونقله إلى من خلفه وهذا بدوره نقله إلى من يليه
حتى تم تدوينه .
فالخطوة الأولى في المنهج التاريخي هي خطوة
البحث عن الوثائق ، فعلينا أن نجمع كل ما يمكن جمعه من الوثائق المتعلقة
بعصر من العصور أو بحدث من الأحداث أياً كان نوع هذه الوثائق ومن أي مصدر
كانت ، سواء أكانت هذه الوثائق كتابية أو رواية عينية أو شفهية.
إذا
انتهت هذه الخطوة أمكن للعلماء أن يعنوا بهذه الوثائق ويقوموا على دراستها
ليستطيعوا عن طريق النقد المنهجي أن يصلوا إلى الأحداث التاريخية أو
النصوص الأصلية كما وقعت وكما قيلت بكل دقة.
فعلينا إذن كخطوة أولى أن نضم كل الوثائق المتعلقة بشيء ما سواء أكانت حدثاً أم كتاباً.
ومن هذا الإجمال إلى شيء من التفصيل وذلك من خلال المطالب التالية ..
المطلب الأول
تدوين السنة في عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم
أرسل
الله سبحانه وتعالى محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيًّا
ورسولا للعالمين وأوحى إليه بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى
وفسَّره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقواله وأفعاله
وتقريره لِمَا كان يحدث حوله في عصره وتكوَّن من كل ذلك ما عُرِفَ بالسنة
المشرفة فالسنة هي مجموعة أقوال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأفعاله وتقريراته ويعتقد المسلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره
نبيًّا معصومٌ من الخطأ وأن كلما صدر منه من أقوال أو أفعال أو تقريرات حق
يجب اتباعُه ومن أجل ذلك اهتمَّ الصحابة بنقل القرآن الكريم اهتماما بالغا
باعتباره المصدر الأول للتشريع كمااهتموابنقل سنة النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واهتمت الأمة بعدهم بذلك النقل حتى أنشئواعلوما خاصة
بتوثيق النص القرآني كتابة وقراءة كعلم القراءات ورسم المصحف والتجويد
وأنشئوا علوما أخرى لتوثيق النص النبوي كعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال
وأنشئوا ثالثة لفهم القرآن والسنة كعلوم التفسير والفقه وأصوله وأنشئوا
علوما خادمة كالنحووالصرف والعَروض .
الفرع الأول
الرواية في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم
لقدحَثَّ
الإسلام على العلم واهتمَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بتعليم المسلمين الكتابة فأَذِنَ لأسرى غزوة بدر أن يَفْدُوا أنفسهم بتعليم
عشرة من صبيان الأنصارالقراءة والكتابة وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة
والكتابة في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكثرعدد
الكاتبين حتى بلغ عدد كُتَّاب الوحي زُهَاءَ أربعين كاتبا فضلا عن كُتَّاب
الصدقات والرسائل والعهود ومع وجود عدد من الكُتَّاب في حياة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيامهم بتدوين القرآن الكريم فإنهم لم يقوموا
بجمع حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتابته بشمول
واستقصاء ولم تكن في عصر الصحابة كتب مدونة في جوامع تضم حديث النبي صلى
الله عليه وسلم وذلك لأمور:
1ـ منهاأنهم كانوا في ابتداء الحال
قد نُهوا عن كتابة الحديث كما ثبت في صحيح مسلم (صحيح مسلم 7702)عن أبى
سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه [قال لا
تكتبواعنى ومن كتب عنى غير القرآن فَلْيَمْحُهُ وحَدِّثوا عنى ولا حرج ومن
كذب عَلَىَّ متعمدا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه من النار] ، وكان هذا النهى
خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
2ـ ومنهاسعة حفظهم وسَيَلاَن أذهانهم فاستغنوا بذلك عن الكتابة.
3ـ
والخوف من اختلاطه بالقرآن لا ينافى جواز كتابته إذا أُمِنَ اللَّبْسُ
وبذلك يحصل الجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم فيمرضه الذي
تُوفِّى فيه كما في البخاري ومسلم :
[ حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ
الْأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ
ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا].
وكذا
قوله صلى الله عليه وسلم كمافي البخاري (صحيح البخاري حديث رقم 2473 ومسلم
3371) ومسلم:[ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَمَحْمُودُ بْنُ
غَيْلَانَ قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ فِي الْحَدِيثِ
قَالَ أَبُوشَاهٍ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْتُبُوا لِأَبِي
شَاهٍ].
وغير ذلك مما هو معروف عند أهل الحديث.
ولما
تُوفى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بادرالصحابة رضي الله عنهم
إلى جمع ما كُتب في عهده صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم في موضع واحد
وسموا ذلك المصحف واقتصروا على ذلك ولم يتجاوزوه إلى كتابة الحديث وجمعه
في موضع واحد كما فعلوا بالقرآن الكريم لكن صرفوا هِمَمَهُم إلى تبليغه
بطريق الرواية إما بنفس الألفاظ التي سمعوها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إن بقيت في أذهانهم أو بما يؤدى معناهاإن غابت عنهم.
ضوابط الصحابة رضي الله تعالى عنهم في قبول الحديث
كان للصحابة رضي الله تعالى عنهم عناية شـديدة في رواية الحديث ونقله:
فقد ذكر البخاري (البخاري في كتاب العلم من صحيحه باب 19) :
[ أن جابر بن عبد الله الأنصاري رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أُنَيْس في حديث واحد ] .
وروى
البخاري (البخاري في كتاب العلم حديث رقم 87) : [ حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح قَالَ
أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ
عُمَرَ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِن ْالْأَنْصَارِ فِي
بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ
وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا
فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ
وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ].
وروى البخاري
ومسلم [حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعـَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّـهِ قـَالَ
حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ
أبو هُرَيْرَةَ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَاحَدَّثْتُ
حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا
مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
(159) ـ الآية من سورة البقرة ـ " إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ
الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ
وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ
فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ
وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ ] (البخاري
حديث رقم 115ومسلم6552).
وإنما اشتد إنكارهم على أبى هريرة رضى
الله عنه لأنه صحب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوا من ثلاث سنين
فإنه أسلم عام خيبر ومع ذلك كان أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين
حديثا. ولم تكن رواية الحديث هي الصفة الغالبة على صحابة النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل التزمت طائفة من أكابرالصحابة المقربين من
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإقلالَ من الرواية عنه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم أبو بكر الصديق والزبير بن العوام
وأبو عبيدة بن الجراح والعباس بن عبد المطلب بل كان بعضهم يكاد لا يروى
شيئا كسعيدبن زيد بن عمرو بن نُفَيْل أحد العشرة المبشرين بالجنة . ووجهة
نظر هؤلاءالمقلين كراهية التحريف أو الزيادة في الـرواية أو النقصان منها
أو خشيتهم من وقوع الخطأ في الحديث حتى لا ينالهم قوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمافي حديث البخاري (البخاري حديث رقم 104 كتاب العلم
ومسلم 5) ومسلم :
[ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ
عَامِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ
وَفُلَانٌ قَالَأَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ
مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ].
وقد وضع الصحابة بعض الضوابط لقبول الأخبار عنه صلى الله عليه وسلم وإن لم تدون في عصرهم ومن تلك الضوابط تدوين السنة في عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم
أرسل
الله سبحانه وتعالى محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيًّا
ورسولا للعالمين وأوحى إليه بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى
وفسَّره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقواله وأفعاله
وتقريره لِمَا كان يحدث حوله في عصره وتكوَّن من كل ذلك ما عُرِفَ بالسنة
المشرفة فالسنة هي مجموعة أقوال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأفعاله وتقريراته ويعتقد المسلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره
نبيًّا معصومٌ من الخطأ وأن كلما صدر منه من أقوال أو أفعال أو تقريرات حق
يجب اتباعُه ومن أجل ذلك اهتمَّ الصحابة بنقل القرآن الكريم اهتماما بالغا
باعتباره المصدر الأول للتشريع كمااهتموابنقل سنة النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واهتمت الأمة بعدهم بذلك النقل حتى أنشئواعلوما خاصة
بتوثيق النص القرآني كتابة وقراءة كعلم القراءات ورسم المصحف والتجويد
وأنشئوا علوما أخرى لتوثيق النص النبوي كعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال
وأنشئوا ثالثة لفهم القرآن والسنة كعلوم التفسير والفقه وأصوله وأنشئوا
علوما خادمة كالنحووالصرف والعَروض .
الفرع الأول
الرواية في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم
لقدحَثَّ
الإسلام على العلم واهتمَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بتعليم المسلمين الكتابة فأَذِنَ لأسرى غزوة بدر أن يَفْدُوا أنفسهم بتعليم
عشرة من صبيان الأنصارالقراءة والكتابة وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة
والكتابة في مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكثرعدد
الكاتبين حتى بلغ عدد كُتَّاب الوحي زُهَاءَ أربعين كاتبا فضلا عن كُتَّاب
الصدقات والرسائل والعهود ومع وجود عدد من الكُتَّاب في حياة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيامهم بتدوين القرآن الكريم فإنهم لم يقوموا
بجمع حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتابته بشمول
واستقصاء ولم تكن في عصر الصحابة كتب مدونة في جوامع تضم حديث النبي صلى
الله عليه وسلم وذلك لأمور:
1ـ منهاأنهم كانوا في ابتداء الحال
قد نُهوا عن كتابة الحديث كما ثبت في صحيح مسلم (صحيح مسلم 7702)عن أبى
سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه [قال لا
تكتبواعنى ومن كتب عنى غير القرآن فَلْيَمْحُهُ وحَدِّثوا عنى ولا حرج ومن
كذب عَلَىَّ متعمدا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه من النار] ، وكان هذا النهى
خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
2ـ ومنهاسعة حفظهم وسَيَلاَن أذهانهم فاستغنوا بذلك عن الكتابة.
3ـ
والخوف من اختلاطه بالقرآن لا ينافى جواز كتابته إذا أُمِنَ اللَّبْسُ
وبذلك يحصل الجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم فيمرضه الذي
تُوفِّى فيه كما في البخاري ومسلم :
[ حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ
الْأَحْوَلِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ
ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا].
وكذا
قوله صلى الله عليه وسلم كمافي البخاري (صحيح البخاري حديث رقم 2473 ومسلم
3371) ومسلم:[ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَمَحْمُودُ بْنُ
غَيْلَانَ قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ فِي الْحَدِيثِ
قَالَ أَبُوشَاهٍ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْتُبُوا لِأَبِي
شَاهٍ].
وغير ذلك مما هو معروف عند أهل الحديث.
ولما
تُوفى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بادرالصحابة رضي الله عنهم
إلى جمع ما كُتب في عهده صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم في موضع واحد
وسموا ذلك المصحف واقتصروا على ذلك ولم يتجاوزوه إلى كتابة الحديث وجمعه
في موضع واحد كما فعلوا بالقرآن الكريم لكن صرفوا هِمَمَهُم إلى تبليغه
بطريق الرواية إما بنفس الألفاظ التي سمعوها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إن بقيت في أذهانهم أو بما يؤدى معناهاإن غابت عنهم.
ضوابط الصحابة رضي الله تعالى عنهم في قبول الحديث
كان للصحابة رضي الله تعالى عنهم عناية شـديدة في رواية الحديث ونقله:
فقد ذكر البخاري (البخاري في كتاب العلم من صحيحه باب 19) :
[ أن جابر بن عبد الله الأنصاري رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أُنَيْس في حديث واحد ] .
وروى
البخاري (البخاري في كتاب العلم حديث رقم 87) : [ حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح قَالَ
أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ
عُمَرَ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِن ْالْأَنْصَارِ فِي
بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ
وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا
فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ
وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ].
وروى البخاري
ومسلم [حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعـَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّـهِ قـَالَ
حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ
أبو هُرَيْرَةَ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَاحَدَّثْتُ
حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا
مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
(159) ـ الآية من سورة البقرة ـ " إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ
الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ
وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ
فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ
وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ ] (البخاري
حديث رقم 115ومسلم6552).
وإنما اشتد إنكارهم على أبى هريرة رضى
الله عنه لأنه صحب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوا من ثلاث سنين
فإنه أسلم عام خيبر ومع ذلك كان أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين
حديثا. ولم تكن رواية الحديث هي الصفة الغالبة على صحابة النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل التزمت طائفة من أكابرالصحابة المقربين من
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإقلالَ من الرواية عنه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم أبو بكر الصديق والزبير بن العوام
وأبو عبيدة بن الجراح والعباس بن عبد المطلب بل كان بعضهم يكاد لا يروى
شيئا كسعيدبن زيد بن عمرو بن نُفَيْل أحد العشرة المبشرين بالجنة . ووجهة
نظر هؤلاءالمقلين كراهية التحريف أو الزيادة في الـرواية أو النقصان منها
أو خشيتهم من وقوع الخطأ في الحديث حتى لا ينالهم قوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمافي حديث البخاري (البخاري حديث رقم 104 كتاب العلم
ومسلم 5) ومسلم :
[ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ
عَامِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ
وَفُلَانٌ قَالَأَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ
مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ].
1ـ الاحتياط في قبول الأخبار:
كان
أول من احتاط في قبول الأخبار أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خليفة
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد روى مالك وأبوداود
والترمذي وابن ماجة [ حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ خَرَشَةَ عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ أَنَّهُ قَالَجَاءَتْ الْجَدَّةُ إِلَى
أَبِي بَكْرٍالصِّدِّيقِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا فَقَالَ
لَهَاأَبُوبَكْرٍ مَالَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَمَاعَلِمْتُ
لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَيْئًا فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ فَسَأَلَ النَّاسَ
فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهَا السُّدُسَ فَقَالَ
أَبُوبَكْرٍ هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ
الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ مِثْلَ مَاقَالَ الْمُغِيرَةُ فَأَنْفَذَهُ
لَهَاأَبُوبَكْرٍالصِّدِّيقُ ثُمَّ جَاءَتْ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى
إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا فَقَالَ
لَهَامَالَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ وَمَا كَانَ الْقَضَاءُ الَّذِي
قُضِيَ بِهِ إِلَّا لِغَيْرِكِ وَمَا أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ
شَيْئًا وَلَكِنَّهُ ذَلِكَ السُّدُسُ فَإِنْ اجْتَمَعْتُمَا فَهُوَ
بَيْنَكُمَا وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ فَهُوَلَهَا] (مالك 1080وأبوداود
2896 والترمذي 2246 وابن ماجة 2828 عن ابن شهاب) .[/size]
فكانت رؤية أبى بكر هي التثبت في الأخبار والتحري لا سد باب الرواية مطلقا.
2 ـالتوقف في خبر الواحد والتثبت من نقله :
وبذلك
الضابط تمسك أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقد روى
البخاري ومسلم:[ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ بُسْرِ
بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كُنْتُ فِي
مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى
كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ فَقَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا
فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ قُلْتُ اسْتَأْذَنْتُ
ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ
ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ فَقَالَ وَاللَّهِ
لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ
فَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ بِهَذَا ] (البخاري حديث رقم 5776 ومسلم
حديث رقم 5751).
فرأى عمر رضي الله
تعالى عنه أن يتأكد عنده خبر أبى موسى بقول صحابي آخر فهذا دليل على أن
الخبر إذا رواه ثقتان كـان أقوى وأرجـح مما انفرد به واحد وفى ذلك حث على
تكثيرطرق الحديث لكي يترقى من درجة الظن إلى درجة العلم إذ الواحد يجوز
عليه النسيان والوَهَم وذلك نادر على ثقتين. وقد ورد عن عثمان بن عفان رضي
الله تعالى عنه مـا يدل على تثبته في الحديث فقد روى أحمد [حَدَّثَنَا
ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ سُفْيَانَ عَنْ
سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِبْنِ سَعِيدٍ قَالَ
أَتَىعُثْمَانُالْمَقَاعِدَ فَـدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَمَضْمَضَ
وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا
ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِـهِ وَرِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ثُمَّ
قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَكَذَا يَتَوَضَّأُ يَاهَؤُلَاءِ أَكَذَاكَ قَالُوا نَعَمْ لِنَفَرٍ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عِنْدَهُ ].( أحمد مسند العشرة المبشرين بالجنة حديث رقم 456).
وكذلك
التزم الإمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه ضابط التثبت من
الأخبارعن طريق الاستحلاف فروى أبو داود والترمذي وابن ماجة عن على بن أبى
طالب رضي الله تعالى عنه قال :[ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ
قَال سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا إِذَا
سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَاشَاءَأَنْ يَنْفَعَنِي
وَإِذَاحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ
لِي صَدَّقْتُهُ وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ
أَبُوبَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ
فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُاللَّهَ إِلَّا غَفَرَ
لَهُ ] (أبو داود 1523 والترمذي تفسير القرآن 2932 وابن ماجه 1459).
وكلما رُوى عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في ذلك الصدداقتصرعلى التثبت والاستظهار في سبيل المحافظة على السنة المطهرة .
اللقيا والسماع :
سبق
حديث جابر بن عبد الله ورحلته إلى عبد الله بن أُنَيْس في طلب حديث واحد
وفى ذلك إشارة إلى أسبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى شرط اللقيا
والسماع بين الرواة للتثبت من صحة الحديث .
الفرع الثاني
عددالصحابة وذكر المكثرين منهم في الرواية
إنحصر
الصحابة رضوان الله تعالى عنهم بالعد والإحصاء متعذر لتفرقهم في البلدان
ولأنهم كثرة بالغة ومن حدهم من العلماء فإنه من باب التقريب فقد روى
البخاري ومسلم أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه
عن غزوة تبوك
والمسلمون مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرولا
يجمعهم كتاب حافظ يريدالديوان (سنن أبي داود 178 ومسلم 801).
هذا
وقد وردت بعض الروايات تذكر عدد الصحابة في بعض المشاهد والغزوات روى أحمد
"حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ قَالَ
الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنْ الْمَدِينَةِ
مَعَهُ عَشْرَةُ آلَافٍ مِنْقال ذا قَلْقَلَ الله أنيابَه هذا قول
الزنادقة ومَنْ يُحْصِى حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مائة ألف وأربعة
عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه قيل يا أبا زرعة هؤلاء أين كانوا
وسمعوا منه قال أهل المدينة وأهل مكة ومَنْ بينهما والأعراب ومَنْ شهد معه
حجة الوداع .
ومن هذا يتبين أن أصحاب رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرون ولم يكونوا رضوان الله تعالى عنهم على
درجة واحدة من العلم بالسنة والرواية عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل كانوا متفاوتين لأن منهم المتفرغ الملازم لرسول
الله صلى الله عليه وسلم يخدمه في معظم أوقاته كأنس وأبى هريرة رضى الله
عنهما.
ومنهم من له مَاشِيَتُه في البادية أو تجارته في الأسواق
وفى ذلك يقول مسروق بن الأجدع التابعي الجليل جالست أصحاب محمد صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدتهم كالإخاذ فالإخاذ يَرْوِى الرجل
والإخاذ يَرْوِى الرجلين والإخاذ يَرْوِى المائة والإخاذ لو نزل به أهل
الأرض لأصدرهم " (الإخاذ هو بقايا ماء المطر).
وقد أُلِّفَ
في الصحابة رضوان الله تعالى عنهم كتب كثيرة تناولت أحوالهم وعلمهم وحصرابن
الأثير في كتابه أُسْد الغابة وهو من أوسع ما ألف في الصحابة رضوان الله
تعالى عنهم نحو سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسين صحابيا ويُذكر أن الرواة
من الصحابة الذين بلغتنا مروياتُهم ألفو ثمانمائة صحابي على وجه التقريب ،
وقدروى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعة من الصحابة لكل منهم
أكثرمن ألف حديث وأحد عشر صحابيا لكل منهم أكثر من مائتي حديث وواحد وعشرون
صحابيا لكل واحد منهم أكثر من مائة حديث وأما أصحاب العشرات فكثيرون
يقربون من المائة وأما من له عشرة أحاديث أو أقل من ذلك فهم فوق المائة
وهناك نحو ثلاثمائة صحابي روى كل واحدمنهم عن الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا واحدا.
ومع هذه الكثرة الكاثرة من الصحابة ومروياتهم إلا أنه قد أكثرت طائفة منهم رواية الحديث واشتهروا بذلك:
1ـ
فمنهم الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه وهو عبد الرحمن بن صخر
الدوسي ( ت 59ه) وقد اشتهر بكنيته حتى غلبت على اسمه وهو من أكثر الصحابة
حديثا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك لكثرة
ملازمته لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجرأته في السؤال
وحبه للعلم ومذاكرته لحديث الرسول الكريم في كل حين وفرصة وقد روى له
الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثة آلاف وتسعمائة وسبعة وخمسين حديثا
وفيها مكرر كثير باللفظ والمعنى وروى له الإمام بقى بن مخلد في مسنده خمسة
آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا وله في الصحيحين خمسمائة وسبعة عشر
حديثا اتفقا على ثلاثمائة وستة وعشرين حديثا وانفرد البخاري منها بثلاثة
وتسعين حديثا ومسلم بثمانية وتسعين حديثا وكانت وفاته بالمدينة حيث دفن
بالبقيع وصلى عليه أكابر الصحابة كابن عمر وأبى سعيد الخدري.
2ـومنهم
الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب(ت 73 ه) وقد اشتهر رضي الله
تعالى عنه بحرصه على إتباع السنة والتأسي برسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جميع أحواله وبلغت مروياته ألفين وستمائة وثلاثين
حديثا أخرج له الشيخان البخاري ومسلم مائتين وثمانين حديثااتفقاعلى مائة
وثمانية وستين حديثا وانفرد البخاري بواحد وثمانين حديثا ومسلم بواحد
وثلاثين حديثا وكانت وفاته بمكة المكرمة .
3ـ ومنهم الصحابي
الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الأنصاري رضي الله تعالى عنه (ت 93
ه) وهبته أمه أم سُلَيْم بنت مِلْحَان لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقبله في خدمته وأقام على ذلك عشر سنين فشاهد أنس ما لم يشاهد
غيره وبلغت مروياته ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثا وأخرج له الشيخان
ثلاثمائة وثمانية عشر حديثا واتفقا على مائة وثمانية وستين حديثا منها
وانفرد البخاري بثمانين حديثا ومسلم بسبعين حديثا وكانت وفاته في البصرة
وهو آخر من توفى بالبصرة من الصحابة.
4ـومنهم الصديقة بنت
الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما كانت ذكية فطنة يرجع
إليها الفضل في نقل كثير من الأحكام المتعلقة بالنساء وكانت من أعلم الناس
بالقرآن والحلال والحرام والشعر والنسب وقد روى عنها جماعة من أكابر
الصحابة منهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبلغت مروياتها ألفين ومائتين
وعشرة أحاديث لها في الصحيحين ثلاثمائة وستة عشر حديثا اتفق الشيخان على
مائة وأربعة وتسعين حديثا منها وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثا ومسلم
بثمانية وستين حديثا وكانت وفاتها بالمدينة ودفنت بالبقيع.
5ـ
ومنهم الصحابي الجليل ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عبدالله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه (ت 86 ه ) ولد
بالشعب حين حاصرت قريش بنى هاشم وكانت سنه عند وفاة رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة وكان لدعوة الرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بالفقه والحكمة واختلاطه به أثرفي تحمله
الكثير عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أصبح ترجمان
القرآن وحبرالأمة وكان عمر رضي الله تعالى عنه إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن
عباس وقال أنت لها ولأمثالها وبلغت مروياته ألفا وستمائة وستين حديثا أخرج
له الشيخان منها مائتين وأربعة وثلاثين حديثا اتفقا على خمسة وسبعين حديثا
منها وانفرد البخاري بمائة وعشرة أحاديث ومسلم بتسعة وأربعين حديثا وقد
كفَّ بصره في آخر أيامه وكانت وفاته بالطائف وصلى عليه محمد ابن الحنفية .
6ـ
ومنهم الصحابي الجليل جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله
تعالى عنه (ت 78 ه) مفتى المدينة في زمانه كان مع من شهد العقبة في
السبعين من الأنصار شهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المشاهد إلا غزوتي بدروأحد فإن أباه خَلَّفه على إخوته وكان مجتهدًا في طلب
الحديث وتحصيله وبلغت مروياته ألفا وخمسمائة وأربعين حديثا روى له الشيخان
منها مائتين أثنى عشر حديثا اتفقا علىستين حديثا منها وانفرد البخاري بستة
وعشرين حديثا ومسلم بمائة وستة وعشرين حديثا وله منسك صغير في الحج أخرجه
الإمام مسلم في صحيحه .
الفرع الثالث
المدونات في عصر الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
1ـ
من الثابت أن بعض الصحابة كانوا قد كتبواعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإذن خاص منه كعبد الله بن عمرو ثم كتب غيرهم جانبا من حديثه بعد إذنه صلى
الله عليه وسلم بالكتابة إذنا عاما غير أن معرفة كل ما تضمنته تلك الصحف لم
يكن ميسورا وذلك لأن بعض الصحابة كانوا يحرقون ما لديهم أو يغسلونها قبل
وفاتهم وبعضهم كان يوصى بما عنده لمن يثق به وكانوا يفعلون ذلك خشية أن
تئول تلك الصحف إلى غير أهل العلم وقد بدأت الكتابة في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومن ذلك أمره صلى الله عليه وسلم بتدوين المعاهدة التي نصت
على حقوق المسلمين المهاجرين والأنصار وموادعة يهود المدينة وكان ذلك في
السنة الأولى للهجرة .
2ـ ومن ذلك أيضا ما أرسله رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أحكام مكتوبة إلى عُمَّاله مثل ما رواه أبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة :
[ عن عبد الله بن عُكَيْم
الجُهَني قال قرأ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تنتفعوا
من الميتة بإهاب ولا عَصَب ] (رواه أبو داود 4129 والترمذي 1833 والنسائي
4266 وابن ماجة 3744).
3ـ ومن ذلك كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم لوائل بن حجر المتوفى في سنة 50 ه لقومه في حضرموت فيه أنصبة الزكاة
وبعض أحكام الحدود وكل مسكر حرام وكذلك أعطى كتابا لعمرو بن حزم المتوفى في
سنة53 ه فيه الفرائض والديات حين أرسله إلى اليمن وروى أبو داود :
[
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ
أَخَذْتُ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا
زَعَمَ أَنَّ أَبَابَكْرٍكَتَبَهُ لِأَنَسٍ وَعَلَيْهِ خَاتِمُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ
مُصَدِّقًا وَكَتَبَهُ لَهُ فَإِذَا فِيهِ هَذِهِ فَرِيضَةُ
الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
بِهَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ سُئِلَهَا
مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا] (وروى أبو داود
حديث رقم 1339 كتاب الزكاة).
4ـ وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه التي كان يعلقها في سيفه كما في البخاري:
[
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي
جُحَيْفَةَ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ ح حَدَّثَنَا صَدَقَةُ
بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا
مُطَرِّفٌ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ قَا لَ سَمِعْتُ
أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ سَأَلْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَقَالَ
ابْنُ عُيَيْنَةَ مَرَّةً مَا لَيْسَ عِنْدَالنَّاسِ فَقَالَ
وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَاعِنْدَنَا
إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِ هِوَ
مَا فِي الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَالْعَقْلُ
وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ" .(
البخاري حديث رقم 6404 كتاب الديات).
5ـ ورُوى عن محمد بن
على بن أبى طالب ابن الحنفية قال أرسلني أبى قال خذ هذا الكتاب فاذهب به
إلى عثمان فإن فيه أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة .
6ـ
وكان أبوهريرة رضي الله تعالى عنه يحتفظ بكتب فيها أحاديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجمع سَمُرَة
- نهروعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 16844
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
السبت 11 فبراير 2012 - 2:57
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47045
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
السبت 11 فبراير 2012 - 3:18
- Foot-Manعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2154
تاريخ التسجيل : 28/09/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
السبت 11 فبراير 2012 - 13:49
شكرا على هذا التواصل وتقديم المواضع المفيدة والهادفة
جازاك الله خيرا وبورك فيك
جازاك الله خيرا وبورك فيك
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 2:36
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- ياسينعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4375
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 23:49
جازاك الله خيرا وكُتب لك الجنة
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الأربعاء 15 فبراير 2012 - 23:41
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الجمعة 17 فبراير 2012 - 4:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الخميس 23 فبراير 2012 - 21:25
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29187
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الجمعة 24 فبراير 2012 - 12:17
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــــــــــار جديدك
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــــــــــار جديدك
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
السبت 25 فبراير 2012 - 2:43
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30007
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الجمعة 2 مارس 2012 - 21:59
- Bonaparte2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4459
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الأحد 4 مارس 2012 - 23:46
- Ibrahimovishعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3820
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الإثنين 5 مارس 2012 - 4:20
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
بارك الله فيكم, موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الخميس 15 مارس 2012 - 21:13
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
- Sahtoutعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1257
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
رد: منهج تدوين الحديث النبوي الشريف و السيرة النبوية المطهرة
الخميس 15 مارس 2012 - 21:30
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا على الموضوع
ننتظر مواضيعك الجميلة بفارغ الصبر
مزيدا من التواصل والإبداع
شكرا على الموضوع
ننتظر مواضيعك الجميلة بفارغ الصبر
مزيدا من التواصل والإبداع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى