الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
+55
ياسين
donkichot
نهرو
البغدادي
tarzan
FIFI
ام بدر
Bonaparte2
chiguivara_dz
مــــاجد2
Oussama
Saad Eddine
الشيخ-سعدان
طارق بن زياد
حمدي غيث
محب الله
KingSoft
TOTO
badrakhane
ميري كريمو
JABAdor
MATADOR
Bastos
K1sayda
ABBASSE
baba2
ZIDANE
محمد الجم
دادي
حسن
الشاوش
غزة المحاصرة
MATMOUR-Dz
grand-maghreb
عبد الخالق الطريس
FOR4ever
FLAT
بابة
Kojack
سراج_الدين
المهدي كارسيلا
عربي
أبو زكرياء
PRINCESSA
فاطمة
مصطفى
شاكر الله
فرس
مسلم2
mahmoudi_ma
سحتوت2
Ibrahimovish
هيثم
Admin
اعويطة
59 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
- اعويطةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2126
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الثلاثاء 11 يناير 2011 - 11:59
الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
المال من أهم مقومات الحياة، جعله الله أداة لتيسير
حياة الإنسان ومعيشته واستقراره، وجعله الله زينة من زينة الحياة الدنيا،
فالإنسان مفتون به، مشغول بجمعه، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من
النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة
والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب} [آل عمران:
14].
وهذا الشغف بجمع المال قد يدفع الإنسان إلى عدم تحري الحلال في جمع
المال، وبالتالي يصبح هذا الإنسان عبدًا للمال، ذليلاً له، كما أن ضعفه أو
عجزه عن مقاومة شهواته وغرائزه قد يدفعه إلى إنفاق المال بصورة قد تضرُّ
به وبمجتمعه، فوضع الإسلام ضوابط للكسب والإنفاق، وبين أن الناس مسئولون عن
أموالهم وطرق إنفاقها، وحذرهم من انشغالهم بها عن آخرتهم أو افتتانهم بها،
فجاء هذا بارزًا في قوله (: (لا تزولُ قدما عَبدٍ يومَ القيامةِ حتى
يُسألَ: عن عُمْرِهِ فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعل، وعن ماله من أين
اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه) [الترمذي].
وقال تعالى: {يا
أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك
فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون: 9]، وقال تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم
فتنة والله عنده أجر عظيم} [التغابن: 15].
وهناك أمور ينبغي على المسلم أن يعرفها عن المال، وهي:
1- أن هذا المال شأنه كشأن غيره مما في هذا الكون ملك لله.
2- هذا الكون بما فيه من مالٍ وغيره مسخر للإنسان تكريمًا له.
3- المال مال الله، والإنسان مستخلف فيه، فإن أحسن التصرف فيه؛ فله خير الجزاء، وإن أساء التصرف فيه؛ فحسابه على الله.
4-
المال هو وسيلة لحياة كريمة عزيزة، لا غاية يسعى الإنسان لتحقيقها، ويضيع
عمره من أجلها، فالمسلم الحق لا يدع حب المال يستبد به، بل يجمع المال من
حلال، وينفقه فيما يحب الله.
5- المال الذي اكتسبه صاحبه من طريق حلال ملك له ملكية خالصة، يجب أن يحافظ عليه، ولا يجوز لأحد التعدي عليه.
وبناء
على هذه المبادئ والأسس السابقة يكون للإنسان الحق في التصرف في ماله
كسبًا وإنفاقًا وإدارة، وهي حقوق مترتبة على ملكية الإنسان للمال الذي جاء
من طريق شرعي.
الطرق المشروعة في كسب المال
على المسلم أن يتحرى الحق والصواب في طلب المال، ومن هذه الطرق المشروعة:
-
العمل الشريف: مثل الزراعة والصناعة والتجارة والوظيفة والحرفة، وغيرها،
فممارسة العمل الشريف حماية للإنسان من التعطل وتوجيه لطاقته من أجل البناء
والتعمير والتنمية، واستخراج خيرات الأرض، استجابة لأوامر الله.
وقد
عمل ( والصحابة من بعده، فهذا أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- يعمل بيده
لينفق على نفسه، حتى طلب منه المسلمون التفرغ للخلافة وأمور المسلمين. وكان
عمر -رضي الله عنه- يقول: إني لأرى الرجل ليعجبني قوله؛ فأقول: أله حرفة؟
فإن قالوا: لا، سقط من عيني.
- الميراث: وذلك بأن تنتقل ملكية المال إلى ورثة المتوفى، طبقًا للقواعد الشرعية المقررة لهذا الميراث.
- الهبة: وهي أن يتنازل الإنسان عن بعض ماله إلى غيره دون مقابل، فتنتقل ملكية هذا المال إلى هذا الغير.
-
الوقف: ويكون بحبس المال الحلال على بعض أوجه الإنفاق الشرعية، ولا يتصرف
في أصله، والوقف قد يكون على الأهل والأقارب ومن بعدهم الفقراء، وقد يكون
الوقف على أبواب الخير، مثل: بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو ما سوى ذلك
من المشاريع الخيرية.
- الوصية: وهي أن يهب الإنسان إنسانًا آخر جزءًا من ماله لا يتجاوز الثلث، يأخذه بعد موت الموصي.
- غنائم الحرب: وهي المال الذي يؤخذ من أعداء الإسلام نتيجة الحروب، وقد أحل الله الغنائم للمسلمين.
- الفىء: وهو المال الذي يؤخذ من أعداء الله نتيجة استسلامهم، ولا يبذل المسلمون في ذلك مشقة، ولا يتكلفون فيه قتالاً.
الطرق المحرمة في اكتساب المال
حرم الإسلام بعض الطرق التي يكتسب بها المال، وهي:
الربا: حرم الله الربا بكل صوره، قال تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}
[البقرة: 275]، وقال (: (لعن الله آكل الربا ومؤكله وشاهديْه وكاتبه) [مسلم وأصحاب السنن].
الاحتكار: وهو حرام لقوله (: (من احتكر فهو خاطئ (آثم)) [مسلم وأبو داود وابن ماجه].
العدوان: فلا يجوز للمسلم أن يعتدي على مال الآخرين ليأخذه، قال الله تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} [البقرة: 190].
الرشوة:
فالمسلم الذي يحصل على ماله من طريق الرشوة آثم عند الله تعالى، قال
الرسول (: (لعن الله الراشي والمرتشي) [أبو داود والترمذي].
الغش: فاكتساب المال من طريق الغش حرام لا يجوز، قال (: (من غَشَّ فليس منا) [مسلم وأبوداود].
وعلى المسلم أن يبتعد عن الشبهات، لقول رسول الله (: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) [متفق عليه].
استثمار المال
المال
له أهمية عظيمة في إنعاش اقتصاد الدولة، وفي رفع مستوى معيشة الأفراد،
والتخفيف من المعاناة التي يحس بها الإنسان، وقد كان أصحاب النبى ( يعملون
في التجارة وغيرها ويربحون ربحًا حلالا.
وعندما هاجر النبى ( إلى المدينة وهاجر أصحابه- تاركين أموالهم من خلفهم- آخى ( بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين
عبد
الرحمن بن عوف من المهاجرين وسعد بن الربيع من الأنصار، فعرض سعد على عبد
الرحمن أن يأخذ نصف ماله، فقال عبد الرحمن لأخيه: بارك الله لك في مالك
وأهلك، ولكن دُلَّني على السوق. فدله على سوق بني قينقاع، فذهب إليه، وتاجر
حتى كثر ماله وصار من أغنياء المسلمين، فكان ينفق ماله في سبيل الله، قال
(: (نِعْم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد]. ويُستثمر المال في الزراعة
والصناعة والبناء، وغير ذلك مما فيه عمارة الأرض وصلاح الإنسان، أما أن
يُستثمر المال في تجارة محرمة أو أمر فيه ضرر على الأمة فهذا ما لا يبيحه
الإسلام.
الحقوق في المال
جعل الله المال لتيسير الحياة على الناس،
وأمرهم بالاستمتاع بالطيبات في اعتدال بلا إسراف ولا تبذير، لأن الله حرَّم
ذلك، فقال سبحانه: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}
[الأعراف: 31]، وحرم الله كنز المال لغير مصلحة، وذم البخل به دون سبب؛ لأن
في ذلك تعطيلاً لمصالح المسلمين، وتعسيرًا على الناس، قال تعالى: {الذين
يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا
للكافرين عذابًا مهينًا} [النساء: 37].
والزكاة حق معلوم في المال، وهي
تُؤخذ من الأغنياء وتُعْطَى للفقراء بقواعد حددها الشرع، وقد حدد الإسلام
مصارف هذه الزكاة، والمستحقين لها، فقال تعالى: {إنما الصدقات للفقراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل
الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} [التوبة : 60].
وقد
حدد الشرع الأموال التي تجب فيها الزكاة ومقدار ما يجب إخراجه من كل صنف،
ومنها: النقدان (الذهب والفضة)، والحيوان (الإبل والبقر والجاموس والغنم
والخراف والماعز)، والزروع، وعروض التجارة، وزكاة الرِّكاز (وهي ما يُستخرج
من باطن الأرض مثل البترول والمعادن).
والزكاة شعار ورمز لوحدة
المسلمين، وهذه الوحدة مطلب أساسي من مطالب الإسلام، يقول رسول الله (:
(مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى
فيه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) [متفق عليه].
والزكاة
واحدة من تشريعات كثيرة تعمق المحبة بين المسلمين؛ لأنها تطهير لمال الغني
وحفظ له من التلف، وإحساس بالواجب نحو فقراء المسلمين، وهي كذلك تقضي
احتياجات الفقراء، وتدفع عنهم أعباء الحياة ومشاقها، كما أنها شكر لله على
نعمته.
وإيتاء الزكاة يقضي على الأمراض الاجتماعية الخطيرة، مثل: الحقد، والحسد، والبغضاء، وهي تضر بالمجتمع وبالفرد معًا.
وإذا
لم تكفِ الزكاة لسد حاجة الفقراء وكسوتهم، فإنه يؤخذ من أموال الأغنياء ما
يكفي حاجة الفقراء ويسد رمقهم، ويؤمِّنهم من الخوف، وهذا الحق مقداره أن
تُكْفى حاجة الفقراء، قال (: (إن في المال حقًّا سوى الزكاة)، ثم تلا هذه
الآية {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن
بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة
وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين
البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [الحديث رواه الترمذي].
كما
اتفق الفقهاء على أنه عند حدوث الكوارث مثل هجوم عدو على ديار المسلمين،
ولم تستطع الدولة رد هذا العدوان لعدم وجود المال، فإنه يجب على الأغنياء
أن يُخرجوا من أموالهم ما يكفي لإعداد الجيوش، ولو دفعوا زكاة أموالهم كلٌّ
حسب درجة غناه. قال الإمام مالك: يجب على الناس فداء أسراهم، وإن استغرق
ذلك كل أموالهم.
مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام
لقد عالج الإسلام الفقر من عدة جوانب، منها:
1-
الحث على التكسب وطلب الغنى، وبيَّن أن الفقر في أحيان كثيرة خطر على
المجتمع، يمنع استقراره، ويجعل للرذيلة والفساد مكانًا فيه، وأوجب إخراج
الزكاة، وجعلها حقًّا للفقير لا يحق له أن يترك المطالبة به، ولا يجوز
للغني منعه، بل يُعاقب إن فعل ذلك، وأصرَّ عليه كما فعل أبو بكر في قتال
مانعي الزكاة.
2- جاء الإسلام بقاعدة أن المال مال الله، وأن الأغنياء
ليسوا ملاكًا للمال حقيقة، وإنما هم مستخلفون فيه، وهو أمانة من الله
عندهم، قال الله تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].
3-
توفير فرص العمل للقادرين، فالدولة المسلمة عليها مسئولية وواجبات تجاه
القادرين على العمل، فهي مسئولة عن توفير فرص العمل لهم، جاء رجل من
الأنصار إلى النبى ( يسأله مالاً، فقال له النبى ( : (أما في بيتك شيء؟).
قال: بلى، حِلْسٌ نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقَعْبٌ نشرب فيه الماء. قال:
(ائتنى بهما). فأتاه بهما؛ فأخذهما رسول الله (، وقال: (من يشترِي هذين؟).
فقال رجلٌ: أنا آخذها بدرهم. قال: (من يزيد على درهم، مرتين أو ثلاثًا)،
قال رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، وأعطاهما
الأنصاري، وقال: (اشترِ بأحدهما طعامًا وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر
قدومًا؛ فائتني به)، ففعل الرجل ما أمره به الرسول ( وأَحضر قدومًا، فشدَّ
رسول الله ( عودًا بيده، ثم قال: (اذهب واحتطب وبعْ، ولا أرينَّك خمسة عشر
يومًا)، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها
ثوبًا، وببعضها طعامًا. فقال رسول الله (: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة
نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع
(شديد)، أو لذي غرم مُفظِع، أو لذي دم موجع)
[أبو داود والترمذي وابن ماجه].
فالإسلام
لا يعرف عاطلاً، قال الرسول (: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من
عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري]. وقد جعل
القرآن الكريم العامل الذي يكسب رزقه من عمل شريف، مساويًا للمجاهد في سبيل
الله في الفضل، قال تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله
وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20]. وعلى الدولة المسلمة أن تعين
العاجزين عن العمل إن احتاجوا إلى إعانة، وأن تمدهم بالمال إن احتاجوا
إليه، وإن عجزت الدولة عن توفير فرص عمل شريف لهم.
4- كفالة العاملين
بالدولة: فعلى الدولة المسلمة أن توفر الرعاية الاجتماعية للقادرين على
العمل من أبنائها، فقد ورد أن رسول الله ( ذكر أن من كان من عُمَّاله وليس
له زوجة فليتخذ زوجة، ومن ليس له خادم فليتخذ له خادمًا، ولم يكتفِ الرسول (
بهذا، بل بين أنه على العمال أن يطمئنوا على أهليهم، فمن ترك مالا
فلورثته، ومن ترك أولادًا صغارًا ضعافًا، فإن على ولي الأمر أن يرعاهم
ويتكفلهم.
مبادئ الاقتصاد الإسلامي
للاقتصاد الإسلامي مبادئ تحفظ له صلاحية تطبيقه في المجتمعات على مر العصور، منها:
أولا:
لم يجعل الإسلام الغنى حاكمًا أو متسلطًا، كما كان الحال من قبل، وليس
معنى هذا أن الإسلام يحرِّم على الغنى أن يكون حاكمًا أو أميرًا أو واليًا،
ولكن الغنى ليس المقياس الأوحد للحكم.
ثانيًا: اهتم القرآن بتوجيه
المسلمين إلى مصادر الثروة المختلفة، سواء منها ما اتصل بالصناعة أو
الزراعة أو الصيد أو استخراج المعادن أو البترول، وما سوى ذلك، قال تعالى:
{وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} [الحديد: 25]. وقال: {أفرأيتم
ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} [الواقعة: 63 - 64]. وقال: {وهو
الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحمًا طريًا وتستخرجوا حلية تلبسونها وترى
الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [النحل: 14].
ثالثًا:
عرف الإسلام نظام الملكية العامة والملكية الخاصة، وبين أن هناك أشياء لا
يجوز أن يملكها الأفراد، وهي التي لا يستغني عنها فرد من أفراد الدولة
الإسلامية، وهذه الأشياء تختلف حسب البيئات والظروف، وقد أشار الرسول ( إلى
ثلاثة منها وهي: الماء والكلأ والنار، لأنها هي التي كانت منتشرة في
البيئة الصحراوية التي كانت في مهد الإسلام.
وهذه الأشياء الثلاثة يمكن أن يقاس عليها غيرها مما يشبهها، فقد جعل
عمر
بن الخطاب -رضي الله عنه- الأرض المفتوحة بالعراق ملكًا عامًّا للدولة،
واسترد الإمام علي والخليفة عمر بن عبد العزيز ما منحه الخلفاء قبلهما
كهبات لبعض الناس وتم إعادتها للملكية العامة، حتى يكون النفع بها أعم
للناس جميعًا، وليس مقصورًا على آحاد الناس.
وقد أقر الإسلام الملكية
الفردية، وشجع عليها، وحرسها للمالك، واتفق بذلك مع فطرة الإنسان وغريزته
التي جُبِلت على حب التملك، ولم يقيدها إلا بأن تكون من مصادر مشروعة، وأن
تؤدي ما فيها من حقوق كالزكاة وغيرها، ويهدف الإسلام من وراء ذلك إلى جعلها
ملكية مقيدة وليست مطلقة، وجعلها وظيفة اجتماعية يعود نفعها على المجتمع،
وإلا تمَّ أخذها من ذلك الذي أساء التصرف فيها، وأسندها
إلى من يديرها إدارة تناسب مصلحة المجتمع حتى يعود ذلك المسىء إلى الحق والصواب.
رابعًا:
يرفض الإسلام أن تكون الملكيات الكبيرة في أيدي فئة قليلة، إذا لم يخرجوا
منها حق الله؛ وذلك حتى لا تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء، قال تعالى:
{كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} [الحشر: 7].
خامسًا: أجاز الإسلام
التفاوت بين الناس في الملكية على أساس التفاوت بينهم في الجهد والعمل
والمواهب. قال تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} [النحل: 71].
سادسًا: جعل الإسلام في مال الغني حقوقًا للفقير، قال تعالى: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} [الذاريات: 19].
سابعًا:
أوجب الإسلام على الحكومة المسلمة أن تدافع عن الفقراء إذا حدث لهم أي ظلم
من جانب الأغنياء، وقد قاتل أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- مانعي الزكاة
لما في ذلك من مخالفة لحكم الإسلام وظلم للفقراء وهدم لحقوقهم.
المال من أهم مقومات الحياة، جعله الله أداة لتيسير
حياة الإنسان ومعيشته واستقراره، وجعله الله زينة من زينة الحياة الدنيا،
فالإنسان مفتون به، مشغول بجمعه، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من
النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة
والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب} [آل عمران:
14].
وهذا الشغف بجمع المال قد يدفع الإنسان إلى عدم تحري الحلال في جمع
المال، وبالتالي يصبح هذا الإنسان عبدًا للمال، ذليلاً له، كما أن ضعفه أو
عجزه عن مقاومة شهواته وغرائزه قد يدفعه إلى إنفاق المال بصورة قد تضرُّ
به وبمجتمعه، فوضع الإسلام ضوابط للكسب والإنفاق، وبين أن الناس مسئولون عن
أموالهم وطرق إنفاقها، وحذرهم من انشغالهم بها عن آخرتهم أو افتتانهم بها،
فجاء هذا بارزًا في قوله (: (لا تزولُ قدما عَبدٍ يومَ القيامةِ حتى
يُسألَ: عن عُمْرِهِ فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعل، وعن ماله من أين
اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه) [الترمذي].
وقال تعالى: {يا
أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك
فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون: 9]، وقال تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم
فتنة والله عنده أجر عظيم} [التغابن: 15].
وهناك أمور ينبغي على المسلم أن يعرفها عن المال، وهي:
1- أن هذا المال شأنه كشأن غيره مما في هذا الكون ملك لله.
2- هذا الكون بما فيه من مالٍ وغيره مسخر للإنسان تكريمًا له.
3- المال مال الله، والإنسان مستخلف فيه، فإن أحسن التصرف فيه؛ فله خير الجزاء، وإن أساء التصرف فيه؛ فحسابه على الله.
4-
المال هو وسيلة لحياة كريمة عزيزة، لا غاية يسعى الإنسان لتحقيقها، ويضيع
عمره من أجلها، فالمسلم الحق لا يدع حب المال يستبد به، بل يجمع المال من
حلال، وينفقه فيما يحب الله.
5- المال الذي اكتسبه صاحبه من طريق حلال ملك له ملكية خالصة، يجب أن يحافظ عليه، ولا يجوز لأحد التعدي عليه.
وبناء
على هذه المبادئ والأسس السابقة يكون للإنسان الحق في التصرف في ماله
كسبًا وإنفاقًا وإدارة، وهي حقوق مترتبة على ملكية الإنسان للمال الذي جاء
من طريق شرعي.
الطرق المشروعة في كسب المال
على المسلم أن يتحرى الحق والصواب في طلب المال، ومن هذه الطرق المشروعة:
-
العمل الشريف: مثل الزراعة والصناعة والتجارة والوظيفة والحرفة، وغيرها،
فممارسة العمل الشريف حماية للإنسان من التعطل وتوجيه لطاقته من أجل البناء
والتعمير والتنمية، واستخراج خيرات الأرض، استجابة لأوامر الله.
وقد
عمل ( والصحابة من بعده، فهذا أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- يعمل بيده
لينفق على نفسه، حتى طلب منه المسلمون التفرغ للخلافة وأمور المسلمين. وكان
عمر -رضي الله عنه- يقول: إني لأرى الرجل ليعجبني قوله؛ فأقول: أله حرفة؟
فإن قالوا: لا، سقط من عيني.
- الميراث: وذلك بأن تنتقل ملكية المال إلى ورثة المتوفى، طبقًا للقواعد الشرعية المقررة لهذا الميراث.
- الهبة: وهي أن يتنازل الإنسان عن بعض ماله إلى غيره دون مقابل، فتنتقل ملكية هذا المال إلى هذا الغير.
-
الوقف: ويكون بحبس المال الحلال على بعض أوجه الإنفاق الشرعية، ولا يتصرف
في أصله، والوقف قد يكون على الأهل والأقارب ومن بعدهم الفقراء، وقد يكون
الوقف على أبواب الخير، مثل: بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو ما سوى ذلك
من المشاريع الخيرية.
- الوصية: وهي أن يهب الإنسان إنسانًا آخر جزءًا من ماله لا يتجاوز الثلث، يأخذه بعد موت الموصي.
- غنائم الحرب: وهي المال الذي يؤخذ من أعداء الإسلام نتيجة الحروب، وقد أحل الله الغنائم للمسلمين.
- الفىء: وهو المال الذي يؤخذ من أعداء الله نتيجة استسلامهم، ولا يبذل المسلمون في ذلك مشقة، ولا يتكلفون فيه قتالاً.
الطرق المحرمة في اكتساب المال
حرم الإسلام بعض الطرق التي يكتسب بها المال، وهي:
الربا: حرم الله الربا بكل صوره، قال تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}
[البقرة: 275]، وقال (: (لعن الله آكل الربا ومؤكله وشاهديْه وكاتبه) [مسلم وأصحاب السنن].
الاحتكار: وهو حرام لقوله (: (من احتكر فهو خاطئ (آثم)) [مسلم وأبو داود وابن ماجه].
العدوان: فلا يجوز للمسلم أن يعتدي على مال الآخرين ليأخذه، قال الله تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} [البقرة: 190].
الرشوة:
فالمسلم الذي يحصل على ماله من طريق الرشوة آثم عند الله تعالى، قال
الرسول (: (لعن الله الراشي والمرتشي) [أبو داود والترمذي].
الغش: فاكتساب المال من طريق الغش حرام لا يجوز، قال (: (من غَشَّ فليس منا) [مسلم وأبوداود].
وعلى المسلم أن يبتعد عن الشبهات، لقول رسول الله (: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) [متفق عليه].
استثمار المال
المال
له أهمية عظيمة في إنعاش اقتصاد الدولة، وفي رفع مستوى معيشة الأفراد،
والتخفيف من المعاناة التي يحس بها الإنسان، وقد كان أصحاب النبى ( يعملون
في التجارة وغيرها ويربحون ربحًا حلالا.
وعندما هاجر النبى ( إلى المدينة وهاجر أصحابه- تاركين أموالهم من خلفهم- آخى ( بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين
عبد
الرحمن بن عوف من المهاجرين وسعد بن الربيع من الأنصار، فعرض سعد على عبد
الرحمن أن يأخذ نصف ماله، فقال عبد الرحمن لأخيه: بارك الله لك في مالك
وأهلك، ولكن دُلَّني على السوق. فدله على سوق بني قينقاع، فذهب إليه، وتاجر
حتى كثر ماله وصار من أغنياء المسلمين، فكان ينفق ماله في سبيل الله، قال
(: (نِعْم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد]. ويُستثمر المال في الزراعة
والصناعة والبناء، وغير ذلك مما فيه عمارة الأرض وصلاح الإنسان، أما أن
يُستثمر المال في تجارة محرمة أو أمر فيه ضرر على الأمة فهذا ما لا يبيحه
الإسلام.
الحقوق في المال
جعل الله المال لتيسير الحياة على الناس،
وأمرهم بالاستمتاع بالطيبات في اعتدال بلا إسراف ولا تبذير، لأن الله حرَّم
ذلك، فقال سبحانه: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}
[الأعراف: 31]، وحرم الله كنز المال لغير مصلحة، وذم البخل به دون سبب؛ لأن
في ذلك تعطيلاً لمصالح المسلمين، وتعسيرًا على الناس، قال تعالى: {الذين
يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا
للكافرين عذابًا مهينًا} [النساء: 37].
والزكاة حق معلوم في المال، وهي
تُؤخذ من الأغنياء وتُعْطَى للفقراء بقواعد حددها الشرع، وقد حدد الإسلام
مصارف هذه الزكاة، والمستحقين لها، فقال تعالى: {إنما الصدقات للفقراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل
الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} [التوبة : 60].
وقد
حدد الشرع الأموال التي تجب فيها الزكاة ومقدار ما يجب إخراجه من كل صنف،
ومنها: النقدان (الذهب والفضة)، والحيوان (الإبل والبقر والجاموس والغنم
والخراف والماعز)، والزروع، وعروض التجارة، وزكاة الرِّكاز (وهي ما يُستخرج
من باطن الأرض مثل البترول والمعادن).
والزكاة شعار ورمز لوحدة
المسلمين، وهذه الوحدة مطلب أساسي من مطالب الإسلام، يقول رسول الله (:
(مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى
فيه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) [متفق عليه].
والزكاة
واحدة من تشريعات كثيرة تعمق المحبة بين المسلمين؛ لأنها تطهير لمال الغني
وحفظ له من التلف، وإحساس بالواجب نحو فقراء المسلمين، وهي كذلك تقضي
احتياجات الفقراء، وتدفع عنهم أعباء الحياة ومشاقها، كما أنها شكر لله على
نعمته.
وإيتاء الزكاة يقضي على الأمراض الاجتماعية الخطيرة، مثل: الحقد، والحسد، والبغضاء، وهي تضر بالمجتمع وبالفرد معًا.
وإذا
لم تكفِ الزكاة لسد حاجة الفقراء وكسوتهم، فإنه يؤخذ من أموال الأغنياء ما
يكفي حاجة الفقراء ويسد رمقهم، ويؤمِّنهم من الخوف، وهذا الحق مقداره أن
تُكْفى حاجة الفقراء، قال (: (إن في المال حقًّا سوى الزكاة)، ثم تلا هذه
الآية {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن
بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة
وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين
البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [الحديث رواه الترمذي].
كما
اتفق الفقهاء على أنه عند حدوث الكوارث مثل هجوم عدو على ديار المسلمين،
ولم تستطع الدولة رد هذا العدوان لعدم وجود المال، فإنه يجب على الأغنياء
أن يُخرجوا من أموالهم ما يكفي لإعداد الجيوش، ولو دفعوا زكاة أموالهم كلٌّ
حسب درجة غناه. قال الإمام مالك: يجب على الناس فداء أسراهم، وإن استغرق
ذلك كل أموالهم.
مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام
لقد عالج الإسلام الفقر من عدة جوانب، منها:
1-
الحث على التكسب وطلب الغنى، وبيَّن أن الفقر في أحيان كثيرة خطر على
المجتمع، يمنع استقراره، ويجعل للرذيلة والفساد مكانًا فيه، وأوجب إخراج
الزكاة، وجعلها حقًّا للفقير لا يحق له أن يترك المطالبة به، ولا يجوز
للغني منعه، بل يُعاقب إن فعل ذلك، وأصرَّ عليه كما فعل أبو بكر في قتال
مانعي الزكاة.
2- جاء الإسلام بقاعدة أن المال مال الله، وأن الأغنياء
ليسوا ملاكًا للمال حقيقة، وإنما هم مستخلفون فيه، وهو أمانة من الله
عندهم، قال الله تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].
3-
توفير فرص العمل للقادرين، فالدولة المسلمة عليها مسئولية وواجبات تجاه
القادرين على العمل، فهي مسئولة عن توفير فرص العمل لهم، جاء رجل من
الأنصار إلى النبى ( يسأله مالاً، فقال له النبى ( : (أما في بيتك شيء؟).
قال: بلى، حِلْسٌ نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقَعْبٌ نشرب فيه الماء. قال:
(ائتنى بهما). فأتاه بهما؛ فأخذهما رسول الله (، وقال: (من يشترِي هذين؟).
فقال رجلٌ: أنا آخذها بدرهم. قال: (من يزيد على درهم، مرتين أو ثلاثًا)،
قال رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين. فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، وأعطاهما
الأنصاري، وقال: (اشترِ بأحدهما طعامًا وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر
قدومًا؛ فائتني به)، ففعل الرجل ما أمره به الرسول ( وأَحضر قدومًا، فشدَّ
رسول الله ( عودًا بيده، ثم قال: (اذهب واحتطب وبعْ، ولا أرينَّك خمسة عشر
يومًا)، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها
ثوبًا، وببعضها طعامًا. فقال رسول الله (: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة
نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع
(شديد)، أو لذي غرم مُفظِع، أو لذي دم موجع)
[أبو داود والترمذي وابن ماجه].
فالإسلام
لا يعرف عاطلاً، قال الرسول (: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من
عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري]. وقد جعل
القرآن الكريم العامل الذي يكسب رزقه من عمل شريف، مساويًا للمجاهد في سبيل
الله في الفضل، قال تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله
وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20]. وعلى الدولة المسلمة أن تعين
العاجزين عن العمل إن احتاجوا إلى إعانة، وأن تمدهم بالمال إن احتاجوا
إليه، وإن عجزت الدولة عن توفير فرص عمل شريف لهم.
4- كفالة العاملين
بالدولة: فعلى الدولة المسلمة أن توفر الرعاية الاجتماعية للقادرين على
العمل من أبنائها، فقد ورد أن رسول الله ( ذكر أن من كان من عُمَّاله وليس
له زوجة فليتخذ زوجة، ومن ليس له خادم فليتخذ له خادمًا، ولم يكتفِ الرسول (
بهذا، بل بين أنه على العمال أن يطمئنوا على أهليهم، فمن ترك مالا
فلورثته، ومن ترك أولادًا صغارًا ضعافًا، فإن على ولي الأمر أن يرعاهم
ويتكفلهم.
مبادئ الاقتصاد الإسلامي
للاقتصاد الإسلامي مبادئ تحفظ له صلاحية تطبيقه في المجتمعات على مر العصور، منها:
أولا:
لم يجعل الإسلام الغنى حاكمًا أو متسلطًا، كما كان الحال من قبل، وليس
معنى هذا أن الإسلام يحرِّم على الغنى أن يكون حاكمًا أو أميرًا أو واليًا،
ولكن الغنى ليس المقياس الأوحد للحكم.
ثانيًا: اهتم القرآن بتوجيه
المسلمين إلى مصادر الثروة المختلفة، سواء منها ما اتصل بالصناعة أو
الزراعة أو الصيد أو استخراج المعادن أو البترول، وما سوى ذلك، قال تعالى:
{وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} [الحديد: 25]. وقال: {أفرأيتم
ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} [الواقعة: 63 - 64]. وقال: {وهو
الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحمًا طريًا وتستخرجوا حلية تلبسونها وترى
الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [النحل: 14].
ثالثًا:
عرف الإسلام نظام الملكية العامة والملكية الخاصة، وبين أن هناك أشياء لا
يجوز أن يملكها الأفراد، وهي التي لا يستغني عنها فرد من أفراد الدولة
الإسلامية، وهذه الأشياء تختلف حسب البيئات والظروف، وقد أشار الرسول ( إلى
ثلاثة منها وهي: الماء والكلأ والنار، لأنها هي التي كانت منتشرة في
البيئة الصحراوية التي كانت في مهد الإسلام.
وهذه الأشياء الثلاثة يمكن أن يقاس عليها غيرها مما يشبهها، فقد جعل
عمر
بن الخطاب -رضي الله عنه- الأرض المفتوحة بالعراق ملكًا عامًّا للدولة،
واسترد الإمام علي والخليفة عمر بن عبد العزيز ما منحه الخلفاء قبلهما
كهبات لبعض الناس وتم إعادتها للملكية العامة، حتى يكون النفع بها أعم
للناس جميعًا، وليس مقصورًا على آحاد الناس.
وقد أقر الإسلام الملكية
الفردية، وشجع عليها، وحرسها للمالك، واتفق بذلك مع فطرة الإنسان وغريزته
التي جُبِلت على حب التملك، ولم يقيدها إلا بأن تكون من مصادر مشروعة، وأن
تؤدي ما فيها من حقوق كالزكاة وغيرها، ويهدف الإسلام من وراء ذلك إلى جعلها
ملكية مقيدة وليست مطلقة، وجعلها وظيفة اجتماعية يعود نفعها على المجتمع،
وإلا تمَّ أخذها من ذلك الذي أساء التصرف فيها، وأسندها
إلى من يديرها إدارة تناسب مصلحة المجتمع حتى يعود ذلك المسىء إلى الحق والصواب.
رابعًا:
يرفض الإسلام أن تكون الملكيات الكبيرة في أيدي فئة قليلة، إذا لم يخرجوا
منها حق الله؛ وذلك حتى لا تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء، قال تعالى:
{كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} [الحشر: 7].
خامسًا: أجاز الإسلام
التفاوت بين الناس في الملكية على أساس التفاوت بينهم في الجهد والعمل
والمواهب. قال تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} [النحل: 71].
سادسًا: جعل الإسلام في مال الغني حقوقًا للفقير، قال تعالى: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} [الذاريات: 19].
سابعًا:
أوجب الإسلام على الحكومة المسلمة أن تدافع عن الفقراء إذا حدث لهم أي ظلم
من جانب الأغنياء، وقد قاتل أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- مانعي الزكاة
لما في ذلك من مخالفة لحكم الإسلام وظلم للفقراء وهدم لحقوقهم.
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47056
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الثلاثاء 11 يناير 2011 - 13:59
حفظك الله وبارك فيك
- هيثمعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4503
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأربعاء 12 يناير 2011 - 23:13
حفظك الله وبارك فيك
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
- Ibrahimovishعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3820
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الجمعة 14 يناير 2011 - 3:07
السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
بارك الله فيكم موضوع مميز يستحق الاطلاع عليه
وفقك الله
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الجمعة 14 يناير 2011 - 3:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك ، وجازاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الجمعة 14 يناير 2011 - 11:39
مشكور جدا على المعلومات القيمة ويعطيك الف عافية
- مسلم2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2863
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 17 يناير 2011 - 21:25
شكرا لاهتمامك بالجديد والعمل على إفادتنا بما يثلج صدورنا
- فرسعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4030
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأربعاء 19 يناير 2011 - 23:26
حفظك الله وبارك فيك
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأحد 23 يناير 2011 - 1:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- مصطفىمشرف منتدى العجائب والغرائب
- الجنس :
عدد المساهمات : 26565
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 29 يناير 2011 - 4:33
حفظك الله وبارك فيك
- فاطمةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3457
تاريخ التسجيل : 21/06/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 29 يناير 2011 - 20:27
تسلم الأيادي على الموضوع الجميل
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأحد 30 يناير 2011 - 21:42
- أبو زكرياءعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 31 يناير 2011 - 21:41
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الثلاثاء 1 فبراير 2011 - 20:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- المهدي كارسيلاعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 5 فبراير 2011 - 0:32
شكرا لك ~
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
مجهود رائع منك وموضوع ممتاز
تستحق الثناء عليه
بالتوفيقــ،،
- سراج_الدينمشرف صلة وصل بين الاعضاء
- الجنس :
عدد المساهمات : 16960
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 5 فبراير 2011 - 18:32
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
جزاكم الله عنا كل خير على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
احسن الله اليكم فى الدنيا والاخرة ونفع بكم
وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأحد 6 فبراير 2011 - 1:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير
جزاكم الله كل الخير
- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11464
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الثلاثاء 8 فبراير 2011 - 19:53
حفظك الله وبارك فيك
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29874
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 12 فبراير 2011 - 0:18
حفظك الله وبارك فيك
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 14 فبراير 2011 - 21:15
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الثلاثاء 15 فبراير 2011 - 16:37
حفظك الله وبارك فيك
- grand-maghrebعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
السبت 19 فبراير 2011 - 3:59
مجهود رائع وموضوع مميز
أكرمك الله وسدد خُطاك
أكرمك الله وسدد خُطاك
- MATMOUR-Dzعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4471
تاريخ التسجيل : 11/08/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 21 فبراير 2011 - 15:24
مجهود ممتاز وموضوع زاهي
ربي يجازيك كل الخير
ربي يجازيك كل الخير
- غزة المحاصرةعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 14 مارس 2011 - 15:48
حفظك الله وبارك فيك
- الشاوشعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 03/02/2011
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأحد 20 مارس 2011 - 23:34
موضــوع روعــه من عضـ(ة)ـو اروع ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
ماشــاء الله اخـ(ت)ـي الحبيــ(ة)ـب ؛؛
إلى التقـدم والتمـيز دوما ؛؛
يعطيك الله ألـ(1000)ـف عافية يا غالـ(ة)ـي ؛؛
ننتظر جديدك وتميزك معنا ؛؛
نرجو ان لا تتوقف عند هدا الحد من العطاء ؛؛
تحياتى لك ؛؛
اخــــــــــــوك ؛؛
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 21 مارس 2011 - 19:28
حفظك الله وبارك فيك
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 21 مارس 2011 - 22:37
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- محمد الجمعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 972
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الأربعاء 23 مارس 2011 - 16:12
حفظك الله وبارك فيك
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30012
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الإثنين 28 مارس 2011 - 23:30
حفظك الله وبارك فيك
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5130
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: الجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية
الجمعة 1 أبريل 2011 - 20:17
موضوع ممتاز
لك التحية والتقدير
لك التحية والتقدير
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى