طاقة الخشوع
+24
FLAT
شاكر الله
هيثم
زين الدين ZIDANE
دادي
بلال
أبو زكرياء
grand-maghreb
ام منير
MATADOR
PRINCESSA
JABAdor
بابة
Bonaparte2
مسلم2
baba2
tarzan
سحتوت2
FOR4ever
ZIDANE
Admin
عبد الخالق الطريس
mahmoudi_ma
ام بدر
28 مشترك
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2 

- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
طاقة الخشوع
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 20:12
طاقة الخشوع
ربما تعجب عزيزي القارئ أن الخشوع هو أفضل علاج لكثير من الأمراض، وأن المؤمن عندما يمارس عبادة الخشوع يمتلك طاقة كبيرة في كل المجالات... لنقرأ......... |
يقول تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16]. هذه آية عظيمة تخاطب كل مؤمن لتذكره بأهمية الخشوع لله تعالى، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أنه يعطي أهمية كبيرة لهذا الأمر، فما السر في ذلك؟ لنتأمل هذه الحقائق العلمية والقرآنية.
هل للخشوع طاقة؟
يظن المؤمن أحياناً أن الله أمرنا بالخشوع فقط لنتقرب إليه، ولكن الدراسات العلمية أظهرت شيئاً جديداً حول ما يسميه العلماء "التأمل"، ولكن هذا التأمل هو مجرد أن يجلس المرء ويحدّق في جبل أو شمعة أو شجرة دون حركة ودون تفكير. ووجدوا أن هذا التأمل ذو فائدة كبيرة في معالجة الأمراض وتقوية الذاكرة وزيادة الإبداع والصبر وغير ذلك.
ولكن القرآن لم يقتصر على التأمل المجرد، بل قرنه بالتفكر والتدبر وأخذ العبرة والتركيز على الهدف، وسماه "الخشوع" وكان الخشوع من أهم العبادات وأصعبها لأنه يحتاج لتركيز كبير، وهكذا فإن كلمة "الخشوع" تدل على أقصى درجات التأمل مع التفكير العميق، وهذا الخشوع ليس مجرد عبادة بل له فوائد مادية في علاج الأمراض واكتساب قدرات هائلة ومتجددة.
الخشوع والقلب
أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية أن التأمل لفترات طويلة ومنتظمة يقي القلب من الاحتشاء أو الاضطراب. ويعمل التأمل على علاج ضغط الدم العالي وبالتالي تخفيف الإجهاد عن القلب. ولذلك قال تعالى مخاطباً المؤمنين: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [الحديد: 16].
كما أظهرت هذه الدراسة أن للقلب عملاً مهماً وليس مجرد مضخة، وتؤكد الدراسات أهمية التأمل والخشوع في استقرار عمل القلب، ويقول الأطباء اليوم إن أمراض القلب هي السبب الأول للموت في العالم، وسبب هذه الأمراض هو وجود اضطراب في نظام عمل القلب، ومن هنا ندرك أهمية الخشوع في استقرار وتنظيم أداء القلب.
إن الدراسات تثبت اليوم أن التأمل يعالج الاكتئاب والقلق والإحباط، وهي أمراض العصر التي تنتشر بكثافة اليوم. ليس هذا فحسب بل وجدوا أن التأمل المنتظم يعطي للإنسان ثقة أكثر بالنفس ويجعله أكثر صبراً وتحملاً لمشاكل وهموم الحياة. يقول تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وهكذا إخوتي وأخواتي! إذا أردتم أن تبعدوا عنكم اضطرابات القلب فعليكم بالخشوع ولو للحظات كل يوم.
الخشوع وعلاقته بالموجات التي يطلقها الدماغ
لقد وجد العلماء أن دماغ الإنسان يصدر ترددات كهرطيسية باستمرار، ولكن قيمة الترددات تتغير حسب نشاط الإنسان. ففي حالة التنبه والنشاط والعمل والتركيز يطلق موجات اسمها "بيتا" وهي ذبذبات يتراوح ترددها من 15 إلى 40 ذبذبة في الثانية (هرتز)، وفي حالة الاسترخاء والتأمل العادي يطلق الدماغ موجات "ألفا" ويتراوح ترددها من 9 إلى 14 ذبذبة في الثانية، أما في حالة النوم والأحلام والتأمل العميق فيعمل الدماغ على موجات "ثيتا" وهي من 5-8 هرتز، وأخيراً وفي حالات النوم العميق بلا أحلام يطلق الدماغ موجات "دلتا" وقيمتها أقل من 4 هرتز.
نستطيع أن نستنتج أن الإنسان كلما كان في حالة خشوع فإن الموجات تصبح أقل ذبذبةً، وهذا يريح الدماغ ويقوِّيه ويساعد على إصلاح الخلل الذي أصابه نتيجة مرض أو اضطراب نفسي مثلاً، لذلك يعتقد بعض الباحثين أن الانفعالات ترهق الدماغ وبالتالي يقصر العمر، بينما التأمل يريح الدماغ ويطوِّل العمر!
إن أهم موجات يبثها الدماغ هي تلك الموجات ذات التردد المنخفض، والتي تعتبر وسيلة شفائية للجسد بسبب تأثيرها على خلايا الجسم والنظام المناعي، وبالتالي فإن التأمل وبكلمة أخرى "الخشوع" يعتبر وسيلة فعالة لتوليد هذه الموجات والتي تؤثر إيجابياً على خلايا الدماغ وتعيد برمجته وتصحيح الخلل الحاصل في برنامج عمل الدماغ، إن ممارسة الخشوع يعتبر بمثابة تهيئة وتنظيم وتقوية لعمل الدماغ.
الخشوع يزيد حجم الدماغ
قام باحثون من كلية هارفارد الطبية حديثاً بدراسة التأثير المحتمل للتأمل على الدماغ فوجدوا أن حجم دماغ الإنسان الذي يُكثر من التأمل أكبر من حجم دماغ الإنسان العادي الذي لم يعتد التأمل أو الخشوع، ولذلك هناك اعتقاد بأن التأمل يزيد من حجم الدماغ أي يزيد من قدرات الإنسان على الإبداع والحياة السليمة والسعادة.
فقد وجدوا أن قشرة الدماغ في مناطق محددة تصبح أكثر سمكاً بسبب التأمل، وتتجلى أهمية هذه الظاهرة إذا علمنا أن قشرة الدماغ تتناقص كلما تقدمنا في السن، وبالتالي يمكن القول: إن التأمل يطيل العمر أو يبطئ تقدم الهرم!
كما أظهرت هذه الدراسة (William J. Cromie, Harvard University) أنه كلما كانت مدة التأمل أكبر كان التأثير أوضح على الدماغ من حيث الحجم واستقرار عمل الدماغ، أي أن هناك علاقة بين التأمل وحجم وسلامة الدماغ. طبعاً هذا التأثير على الدماغ يحدث بفعل التأمل فقط، ولكن الخشوع يعطي نتائج أكبر، ولكن للأسف لا توجد تجارب إسلامية في هذا المجال!
الخشوع يخفف الآلام
بعد فشل الطب الكيميائي في علاج بعض الأمراض المستعصية، لجأ بعض الباحثين إلى العلاج بالتأمل بعدما لاحظوا أن التأمل المنتظم يساعد على تخفيف الإحساس بالألم، وكذلك يساعد على تقوية جهاز المناعة.
وفي دراسة جديدة تبين أن التأمل يعالج الآلام المزمنة، فقد قام بعض الباحثين بدراسة الدماغ لدى أشخاص طُلب منهم أن يغمسوا أيديهم في الماء الساخن جداً، وقد تم رصد نشاط الدماغ نتيجة الألم الذي شعروا به، وبعد ذلك تم إعادة التجربة مع أناس تعودوا على التأمل المنتظم، فكان الدماغ لا يستجيب للألم، أي أن التأمل سبّب تأثيراً عصبياً منع الألم من إثارة الدماغ.
وهكذا نستطيع أن نستنتج أن الخشوع يساعد الإنسان على تحمل الألم بل وتخفيفه بدرجة كبيرة. وهو أفضل وسيلة لتعلم الصبر، وعلاج فعال للانفعالات، فإذا كان لديكم مشكلة نفسية مهما كان نوعها، فما عليكم إلا أن تتأملوا كل يوم بمعجزة من معجزات القرآن مثلاً، أو تستمعوا لآيات من القرآن بشيء من التدبر، أي تعيشوا في جو الآيات، عندما تسمعون آية عذاب تتخيلون نار جهنم وحرّها، وعندما تستمعون لآية نعيم تتخيلون الجنة وما فيها من نعيم، وهكذا كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام للقرآن.
يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].
الخشوع والعاطفة
لاحظ بعض العلماء عندما أجروا مسحاً للدماغ بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI أن الإنسان الذي يتعود على التأمل، يكون أكثر قدرة على التحكم بعواطفه، وأكثر قدرة على التحكم بانفعالاته، وبالنتيجة أكثر قدرة على السعادة من غيره!
بل بيَّنت التجارب أن التأمل يساعد على التحكم بالغريزة الجنسية لدى الجنسين، كذلك فإن التأمل يؤدي إلى تنظيم عاطفة الإنسان وعدم الإسراف أو التهور في قراراته، لأن التأمل ينشط المناطق الحساسة في الدماغ تنشيطاً إيجابياً بحيث يزيل التراكمات السلبية والخلل الذي أصاب هذه الأجزاء نتيجة الأحداث التي مر بها الإنسان.
الخشوع لعلاج الأمراض المستعصية
هناك مراكز خاصة في الغرب تعالج المرضى بالتأمل، ويقولون إن التأمل يشفي من بعض الأمراض التي عجز الطب عنها، ولذلك تجد اليوم إقبالاً كبيراً. وكلما قرأتُ عن مثل هذه المراكز أقول سبحان الله! ألسنا نحن أولى منهم بهذا العلاج، لأن القرآن جعل الخشوع والتأمل والتفكر في خلق الله عبادة عظيمة، وانظروا معي كيف مدح الله عبادة المتقين فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].
ولذلك يا إخوتي إذا كان لدى أحدكم مرضاً مستعصياً أو مزمناً، فما عليه إلا أن يجلس كل يوم لمدة ساعة مع معجزة من معجزات القرآن في الفلك أو الطب أو الجبال والبحار وغير ذلك ويحاول أن يتعمق في خلق الله وفي عظمة هذا القرآن، وهذه الطريقة أعالج بها نفسي من بعض الأمراض وكذلك من أي مشكلة نفسية، ولذلك أنصح كل مؤمن أن يلجأ إلى هذه الطريقة في العلاج.
الخشوع والناصية
وجد العلماء أن ناصية الإنسان أي الجزء الأمامي من الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء التأمل والتفكير العميق والإبداعي، هذه المنطقة من الدماغ هي مركز القيادة أيضاً لدى الإنسان ومركز اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية. ولهذا الجزء من الدماغ أثر كبير على سلوكنا وعواطفنا واستمرار حياتنا.
ولذلك نجد أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ركَّز على هذا الجزء في دعائه لربه فكان يقول: (ناصيتي بيدك) أي يا رب لقد أسلمتك ناصيتي وهي مركز القيادة والقرارات والسلوك، وأنت توجهها كيف تشاء. كذلك فإن أحد أساليب العلاج بالقرآن أن تضع يدك على منطقة الناصية ثم تقرأ آيات من القرآن بخشوع فيكون لها تأثير أكبر.
شكل يبين المنطقة المسؤولة عن الكذب والخطأ في الدماغ وهي المنطقة المشار إليها باللون الأحمر وهي في مقدمة الدماغ أو (الناصية) وهي مسؤولة عن اتخاذ القرارات الهامة ومسؤولة عن التوجه والسلوك، وهذه المنطقة هي ذاتها المسؤولة عن الإبداع والخشوع عند الإنسان، وبالتالي يمكن القول إن المؤمن عندما يمارس الخشوع في عباداته وفي عمله وفي تفكره وتدبره لكتاب ربه، وحتى في علاقاته الاجتماعية، فإن هذه المنطقة أي الناصية تتنشط وتصبح أكثر قدرة على الإبداع وعلى توجيه الجسد وعلى اتخاذ القرارات الصحيحة، وبالتالي على درء الكذب، إذن الخشوع يساعد على الصدق!! وهذا ما أشار إليه القرآن في آياته، مثلاً دعاء سيدنا هود عليه السلام: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
الخشوع والوساوس
وجد الدكتور Newberg بعد إجراء العديد من التجارب على رهبان بوذيين يتأملون كل يوم لمدة ساعة، أن المنطقة الأمامية من دماغهم تتنشط أثناء التأمل، أما المناطق الخلفية من الدماغ فلا تقوم بأي نشاط يُذكر. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المسؤولة عن الوساوس موجودة في الجانب الخلفي للدماغ، وبالتالي يمكن الاستنتاج بأن التأمل والخشوع يعالج الوسواس.
كذلك فإن الإحساس بالتوجه المكاني ينخفض عند الذي يمارس التأمل، وهذا يقودنا للاستنتاج بأن الخشوع يؤدي إلى تخفيف الشعور بالبيئة المحيطة وبالتالي فإن أي خلل نفسي سببه البيئة (مثل الأصدقاء أو الأهل أو المجتمع) سوف يزول بتكرار التأمل. كما تبين من بعض الدراسات الحديثة أن التأمل يزيد الذاكرة ويقوي الانتباه عند الإنسان، ولذلك فقد يكون هذا الأسلوب مفيداً لأولئك الذين يعانون من ضعف الذاكرة.
الخشوع والفصام
عندما درس بعض الباحثين أدمغة لأناس أصيبوا بالفصام (schizophrenia) وجدوا أن الفص الأمامي للدماغ يكون أصغر من الشخص السوي، واستنتجوا الأثر الكبير للنشاط الذي يتم في هذه المنطقة الحساسة من الدماغ أي منطقة الناصية على مثل هذا المرض.
ولذلك يمكننا القول إن الخشوع يعالج الانفصام في الشخصية بشكل أكثر فعالية من أي دواء كيميائي، لأن الخشوع والتفكر ينشط هذا الجزء بشكل كبير ويعدل الخلل الحاصل فيه. إذن انفصام في الشخصية يمكن أن يسبب خسارة في خلايا الدماغ تصل إلى 10 % من حجمه، ويمكن تعويض هذه الخسارة بقليل من الخشوع كل يوم!
الخشوع والصلاة
يؤكد القرآن على الدور الكبير للخشوع في المحافظة على الصلاة، لأن كثيراً من المسلمين لا يلتزمون بالصلاة على الرغم من محاولاتهم المتكررة إلا أنهم يفشلون في المحافظة عليها لأنهم فقدوا الخشوع. ولذلك يقول تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]. وهكذا يتبين الدور الكبير للخشوع في الصلاة، ولذلك ربط القرآن بين الصلاة والخشوع. والعجيب أن القرآن في هذه الآية ربط بين الصبر والخشوع، وقد وجد العلماء بالفعل أن التأمل يزيد قدرة الإنسان على التحمل والصبر ومواجهة الظروف الصعبة!
هناك بعض العلماء الأمريكيين أجروا تجارب على أناس يصلّون (على طريقتهم طبعاً) فوجدوا أن الصلاة لها أثر كبير على علاج اضطرابات القلب، وعلى استقرار عمل الدماغ. ولذلك نجد أن القرآن جمع لنا كلا الشفاءين "الصلاة والخشوع" فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
كيف نمارس الخشوع في حياتنا اليومية؟
إنه القرآن! هو الوسيلة الرائعة لممارسة الخشوع لله تعالى، وهنا ينبغي أن نصحح الفكرة السائدة أن الخشوع يكون في الصلاة فقط أو في قراءة القرآن، والصواب أن الخشوع هو منهج يعيشه المؤمن كل لحظة كما كان أنبياء الله يفعلون، فإذا تأملنا حياة الأنبياء عليهم السلام نلاحظ أنها مليئة بالخشوع، بل كانوا في حالة خشوع دائم، وهذا ما أعانهم على التحمل والصبر على الأذى والاستهزاء وكان هذا الخشوع سبباً في استجابة دعائهم، ولذلك قال تعالى عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وتأملوا معي عبارة (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) فهي توحي بأن هؤلاء الأنبياء الكرام كانوا في حالة خشوع دائم، ولذلك لابد أن نقتدي بهم في حياتنا، ولكن كيف ذلك؟
فالمؤمن الحقيقي يكون في حالة خشوع في صلاته وعندما يتصدق تجده يتفكر في هذه الصدقة وعندما يزور مريضاً يفكر في أهمية هذه الزيارة فيطلب من الله أن يبعد عنه الأمراض. وعندما يتعامل مع الناس في بيع وشراء وتجارة يحس بأن الله يراقبه ويراه فلا يغش ولا يكذب ويكون صدوقاً ليُحشر يوم القيامة مع الصديقين.
عندما يتعرض الشاب المؤمن لفتنة أو يكون على وشك أن ينظر إلى ما حرم الله، يتذكر على الفور أن الله يراه ولا يرضى عن ذلك، فيبتعد عن هذه المعصية ابتغاء وجه الله، ويحس وقتها بنوع من لذة وحلاوة الإيمان.
عندما يرى المؤمن شيئاً يكرهه من زوجته أو العكس ويدرك أن الله يأمره أن يعاشرها بالمعروف ولا يؤذيها وأن النبي أمره أن يستوصي بها خيراً، عند ذلك يبتعد عن إيذائها ويكون أكثر صبراً عليها، فهذا هو الخشوع.
عندما يتعرض المؤمن لمرض أو لظروف صعبة، أول شيء يقوم به هو الدعاء واللجوء إلى الله تعالى. ويدرك أن الله تعالى هو الذي ينفع ويضر وهو الذي بيده الخير هو الذي يشفي وهو الذي يرزق هو الذي بيده مفاتيح الخير كلها، هذا هو الخشوع الحقيقي...
ولذلك فإن الخشوع هو نتيجة العمل الصالح والدعاء والمسارعة في الخيرات، فإذا أردت أن يرزقك الله نعمة الخشوع وأن تكون مستجاب الدعوة كما استجاب الله لأنبيائه وهم في أصعب الظروف، فعليك أن تبحث عن الخيرات وتسارع فيها، لا تنتظر حتى يأتي إليك من يحتاج المال لتعطيه، بل اذهب أنت وسارع للإنفاق، وهكذا. وأن تتذكر هذه الآية وتحفظها مثل اسمك لترددها كل يوم، بل في كل موقف: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
ولذلك يا أحبتي وأخيراً
ربما بعد هذه الحقائق نعلم لماذا ألهم الله نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم قبل البعثة الشريفة أن يذهب إلى غار حراء ويخلو بنفسه، ليتأمل في خلق هذا الكون ويتفكر في عظمة الخالق تبارك وتعالى، لأن هذه المرحلة ضرورية جداً لتعطيه القدرة على الصبر والتحمل ليحمل أعباء أعظم رسالة على وجه الأرض.
وربما ندرك أيضاً لماذا كانت عبادة الحج تطهر الإنسان فيرجع كيوم ولدته أمه نقياً، لأن عبادة الحج قائمة أساساً على التأمل والخشوع والتفكر في خلق الله وبخاصة الوقوف بعرفة وهو الركن الأساسي لعبادة الحج. لأن رحلة الحج هي فترة للنقاهة والعلاج بالنسبة للمؤمن إذا عرف كيف يستثمر كل لحظة في طاعة الله تعالى.
وربما ندرك لماذا كان الأنبياء أكثر الناس صبراً، لأنهم كانوا يمارسون عبادة الخشوع في كل شيء، طبعاً هذا في الدنيا ولكن في الآخرة هناك من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يقول تعالى: (وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ...) ماذا أعد الله لهم؟ يقول تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
- mahmoudi_maعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3192
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: طاقة الخشوع
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 21:05
مشكور على المعلومات القيمة ويعطيك الف عافية
- عبد الخالق الطريسعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 6906
تاريخ التسجيل : 18/07/2010
رد: طاقة الخشوع
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 23:02

- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 46223
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: طاقة الخشوع
الخميس 4 نوفمبر 2010 - 0:37

- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 29741
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: طاقة الخشوع
الخميس 4 نوفمبر 2010 - 1:55

- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14664
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: طاقة الخشوع
الخميس 4 نوفمبر 2010 - 6:58
مجهود متميز وموضوع مفيد حياك الله
- سحتوت2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2770
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
رد: طاقة الخشوع
السبت 6 نوفمبر 2010 - 17:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
بارك الله فيك أختي الفاضلـة،
جزاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
بارك الله فيك أختي الفاضلـة،
جزاك الله كل خير على الموضوع الطيب والمميز
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13092
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: طاقة الخشوع
السبت 6 نوفمبر 2010 - 17:59
موضوع رائعة ومقيد
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- baba2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 5134
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: طاقة الخشوع
السبت 6 نوفمبر 2010 - 18:38
موضوع ممتاز
تستحق التحية والتقدير
تستحق التحية والتقدير
- مسلم2عضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2863
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
رد: طاقة الخشوع
الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 - 1:32
شكرا لاهتمامك بالجديد والعمل على إفادتنا بما يثلج صدورنا
- Bonaparte2عضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4455
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 22:27

- بابةنائب المدير
- الجنس :
عدد المساهمات : 11460
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
رد: طاقة الخشوع
الثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 15:09

- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 23:27

- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 23:27

- JABAdorعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 17948
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: طاقة الخشوع
الأحد 21 نوفمبر 2010 - 22:08
جازاك الله عنا خيرا عما تقوم به
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
من مجهود مميز خدمتا لرواد المنتدى
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29035
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 13:00

- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4891
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 13:59
شكرا لك على الموضوع المفيد
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- ام منيرعضو نشيظ
- الجنس :
عدد المساهمات : 480
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
رد: طاقة الخشوع
السبت 27 نوفمبر 2010 - 15:28

- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الأحد 28 نوفمبر 2010 - 13:47

- grand-maghrebعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3357
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 2:21
مجهود رائع وموضوع مميز
أكرمك الله وسدد خُطاك
أكرمك الله وسدد خُطاك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 23:30

- أبو زكرياءعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: طاقة الخشوع
الأحد 12 ديسمبر 2010 - 16:21
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الخميس 16 ديسمبر 2010 - 1:16

- بلالعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 12/06/2010
رد: طاقة الخشوع
الإثنين 27 ديسمبر 2010 - 12:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقكم خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقكم خير الدنيا والآخرة
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44338
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: طاقة الخشوع
الخميس 30 ديسمبر 2010 - 23:25

- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13034
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: طاقة الخشوع
الثلاثاء 18 يناير 2011 - 21:42
شكرا لك على المجهود الطيب
والموضوع المتميز
والموضوع المتميز
- زين الدين ZIDANEعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2963
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
رد: طاقة الخشوع
الأربعاء 19 يناير 2011 - 18:56

- هيثمعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4503
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: طاقة الخشوع
الأربعاء 19 يناير 2011 - 22:05
حفظك الله وبارك فيك
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
مجهود ممتاز وموضوع مفيد
- شاكر اللهعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2252
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
رد: طاقة الخشوع
الأحد 23 يناير 2011 - 1:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا ورزقكم الله رزقا كبيرا
واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وان يرزقك خير الدنيا والآخرة
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29511
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: طاقة الخشوع
الخميس 27 يناير 2011 - 18:22

صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2 

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى