المناجاة ..خلوة الأتقياء
+2
Admin
ام بدر
6 مشترك
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
المناجاة ..خلوة الأتقياء
الأحد 25 مارس 2012 - 16:55
المناجاة ..خلوة الأتقياء
بينما يشتد التعب والإرهاق بالمرء , ويحتار في حل مشكلاته التي تحيط به , وييأس
من معونة الناس من حوله , وينعقد لسانه عن الحديث بما يختلج في صدره ,
عندها يلجأ إلى من لا يغلق بابه ولا تفنى خزائنه ولا تنتهي مؤنته سبحانه وتعالى
يلجأ إلى عالم كل شكوى وسامع كل نجوى , فيبث إليه شكواه ويتمتم بآماله وآلامه فيصفها ويدعو بها .
المناجاة عزيزة لا تنال بمجرد التمني , وإنما تحتاج استحضار القلب وانفتاح
الصدر وانشراحه كما تحتاج من قبل ذلك عقيدة راسخة وإيمانا لا يتزعزع.
لا يمكن أن يلوذ بالمناجاة على حقها إلا من علم أسماء الله الحسنى وصفاته
العلى ومن ثم ناجاه سبحانه وهو به عارف ويدعوه ويسأله بأسمائه وصفاته التي تناسب المقام .
كذلك لا يمكن أن يلوذ بالمناجاة ويؤديها على حقها إلا من تمت ثقته بربه وعلم أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه سبحانه
إنها نوع من التبتل والخلوة له سبحانه يبث فيها المرء شكواه واثقا في قدرة الله سبحانه
والمؤمن لا يمكنه استحضار هذا المعنى إلا إذا انقطع عن هوى نفسه وانفصل عن
متاع الدنيا فلم يعد يمس قلبه حتى لو ملكته يده فهو لا يشعر به ولا يجد له لذة ولا حلاوة.
والمناجاة هي الصورة الموحية للمؤمن الذي خلص لربه عز وجل فلم يجعل للدنيا فيه نصيب.
قال السعدي رحمه الله في تفسير: " وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً": "أي
انقطع إليه, فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه هو الانفصال بالقلب عن
الخلائق والاتصاف بمحبة الله وما يقرب إليه ويوفي من رضاه"
والمؤمن الصالح المتبتل إلى الله عز وجل يجتهد في العبادة ويخلصها إلى الله عز وجل
ويجعل نفسه وقفًا لله, لا يُنتفع به في شيء إلا لله, حتى إن عمل أعمال
الدنيا فهو يعملها بنية صالحة لله سبحانه لا لغيره.
وفيمن يكون الأمل إن لم يكن في الله؟ وممن نطلب الرجاء إن لم نطلبه من الله؟ وهو
صاحب الأنعم المتتالية الكثيرة, وصاحب الجود الذي لا يفنى, وصاحب الكرم
الذي لا ينقطع, فهو الأمل إذا انقطعت الآمال, بل لا أمل أبدًا إلا فيه
سبحانه, فهو الأمل الأوحد الذي يُرتجى, فتصلح معه الدنيا والآخرة ويصلح معه
الظاهر والباطن, ويصلح معه البعيد والقريب.
واقرأ هذا الحديث القدسي الذي يشع أملاً في الله ورجاءً ويدعو إلى المناجاة الصالحة
(يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي, يا ابن
آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا, لأتيتك
بقرابها مغفرة...)
والأمل في الله يكسب المناجاة لذة ومعنى خاصا والرجاء فيه يَقْوى في القلب بحسب
المحبة التي في القلب لله, فأرجى ما يكون المحب لحبيبه أحب ما يكون له, فهو
يرجوه قبل لقائه والوصول إليه, فإذا لقيه اشتد رجاؤه له, لما يحصل له به
من حياة روحه ونعيم قلبه من ألطاف محبوبه وبره والإقبال عليه
ورجاء الله والأمل فيه سبحانه لا غنى للمؤمن عنه أبدًا, فالمؤمن الصالح يدور بين
ذنب يرجو غفرانه, وعيب يرجو ستره وإصلاحه, وعمل يرجو قبوله, ومنـزلة عند
الله يرجو الوصول إليها, فلا غنى له أبدًا عن رجاء الله
والعبد المؤمن الصالح لا ينفرد الرجاء وحده في قلبه, ولكنه يقترن بالخوف والرهبة, قال
سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}
ويظل رجاء المؤمن يقوى
في ربه ورغبته تتصاعد وتزداد فيما عنده، حتى لا يترك مجهودًا يقدر عليه
إلا بذله, ولا يدع لهمته في لحظة فتورًا ولا خمولاً, بل يظل يبذل ويعطي كل
ما عنده ابتغاء وجه ربه عز وجل وهو خير مأمول.
موقع المسلم
بينما يشتد التعب والإرهاق بالمرء , ويحتار في حل مشكلاته التي تحيط به , وييأس
من معونة الناس من حوله , وينعقد لسانه عن الحديث بما يختلج في صدره ,
عندها يلجأ إلى من لا يغلق بابه ولا تفنى خزائنه ولا تنتهي مؤنته سبحانه وتعالى
يلجأ إلى عالم كل شكوى وسامع كل نجوى , فيبث إليه شكواه ويتمتم بآماله وآلامه فيصفها ويدعو بها .
المناجاة عزيزة لا تنال بمجرد التمني , وإنما تحتاج استحضار القلب وانفتاح
الصدر وانشراحه كما تحتاج من قبل ذلك عقيدة راسخة وإيمانا لا يتزعزع.
لا يمكن أن يلوذ بالمناجاة على حقها إلا من علم أسماء الله الحسنى وصفاته
العلى ومن ثم ناجاه سبحانه وهو به عارف ويدعوه ويسأله بأسمائه وصفاته التي تناسب المقام .
كذلك لا يمكن أن يلوذ بالمناجاة ويؤديها على حقها إلا من تمت ثقته بربه وعلم أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه سبحانه
إنها نوع من التبتل والخلوة له سبحانه يبث فيها المرء شكواه واثقا في قدرة الله سبحانه
والمؤمن لا يمكنه استحضار هذا المعنى إلا إذا انقطع عن هوى نفسه وانفصل عن
متاع الدنيا فلم يعد يمس قلبه حتى لو ملكته يده فهو لا يشعر به ولا يجد له لذة ولا حلاوة.
والمناجاة هي الصورة الموحية للمؤمن الذي خلص لربه عز وجل فلم يجعل للدنيا فيه نصيب.
قال السعدي رحمه الله في تفسير: " وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً": "أي
انقطع إليه, فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه هو الانفصال بالقلب عن
الخلائق والاتصاف بمحبة الله وما يقرب إليه ويوفي من رضاه"
والمؤمن الصالح المتبتل إلى الله عز وجل يجتهد في العبادة ويخلصها إلى الله عز وجل
ويجعل نفسه وقفًا لله, لا يُنتفع به في شيء إلا لله, حتى إن عمل أعمال
الدنيا فهو يعملها بنية صالحة لله سبحانه لا لغيره.
وفيمن يكون الأمل إن لم يكن في الله؟ وممن نطلب الرجاء إن لم نطلبه من الله؟ وهو
صاحب الأنعم المتتالية الكثيرة, وصاحب الجود الذي لا يفنى, وصاحب الكرم
الذي لا ينقطع, فهو الأمل إذا انقطعت الآمال, بل لا أمل أبدًا إلا فيه
سبحانه, فهو الأمل الأوحد الذي يُرتجى, فتصلح معه الدنيا والآخرة ويصلح معه
الظاهر والباطن, ويصلح معه البعيد والقريب.
واقرأ هذا الحديث القدسي الذي يشع أملاً في الله ورجاءً ويدعو إلى المناجاة الصالحة
(يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي, يا ابن
آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا, لأتيتك
بقرابها مغفرة...)
والأمل في الله يكسب المناجاة لذة ومعنى خاصا والرجاء فيه يَقْوى في القلب بحسب
المحبة التي في القلب لله, فأرجى ما يكون المحب لحبيبه أحب ما يكون له, فهو
يرجوه قبل لقائه والوصول إليه, فإذا لقيه اشتد رجاؤه له, لما يحصل له به
من حياة روحه ونعيم قلبه من ألطاف محبوبه وبره والإقبال عليه
ورجاء الله والأمل فيه سبحانه لا غنى للمؤمن عنه أبدًا, فالمؤمن الصالح يدور بين
ذنب يرجو غفرانه, وعيب يرجو ستره وإصلاحه, وعمل يرجو قبوله, ومنـزلة عند
الله يرجو الوصول إليها, فلا غنى له أبدًا عن رجاء الله
والعبد المؤمن الصالح لا ينفرد الرجاء وحده في قلبه, ولكنه يقترن بالخوف والرهبة, قال
سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}
ويظل رجاء المؤمن يقوى
في ربه ورغبته تتصاعد وتزداد فيما عنده، حتى لا يترك مجهودًا يقدر عليه
إلا بذله, ولا يدع لهمته في لحظة فتورًا ولا خمولاً, بل يظل يبذل ويعطي كل
ما عنده ابتغاء وجه ربه عز وجل وهو خير مأمول.
موقع المسلم
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الإثنين 26 مارس 2012 - 19:56
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:21
باســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الأربعاء 4 أبريل 2012 - 23:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنب وما تأخر
اللـهم آميـن
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الإثنين 9 أبريل 2012 - 14:40
- PRINCESSAمشرفة منتدى حلويات
- الجنس :
عدد المساهمات : 29189
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الأربعاء 4 يوليو 2012 - 9:46
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــــــــــار جديدك
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بانتظـــــــــــــــار جديدك
- حسنعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2895
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: المناجاة ..خلوة الأتقياء
الجمعة 13 يوليو 2012 - 12:57
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى