- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
أنواع من السلوك
الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 - 0:06
أنواع من السلوك
* ماهية السلوك:
يتلخص السلوك بأنه حياة الفرد اليومية وما يدور فيها من تفاعلات بينه وبين الآخرين المحيطين به فى المجتمع الذي يعيش بداخله.
ويتصف سلوك الإنسان إما سلوكاً إيجابياً مقبولاً أو سلوكاً سلبياً مذموماً .. ويتحدد القبول أو الرفض لما يسلكه الفرد من تصرفات حسبما هو سائد ومتعارف عليه فى كل مجتمع من المجتمعات حيث يوجد لكل مجتمع تقاليده وأعرافه وديانته.
- ماهية السلوك.
- عناصر السلوك البشرى.
- أنماط السلوك عند الإنسان.
- كيف تُترجم المحفزات فى صورة سلوك؟
وكلما تصرف الشخص وكان سلوكه متفقاً ومتماشياً مع القوانين مع احترام الأنظمة والالتزام بالدين والأخلاق والقيم الاجتماعية .. فسيحوز على القبول الاجتماعي والعكس صحيح. والسلوك لا يقتصر على ما يصدره الشخص من تعبيرات لفظية أو غير لفظية (أى أنه ليس ظاهرياً) وإنما يشمل كافة العمليات العقلية التي تدور بذهن الشخص من التفكير والتذكر والإدراك والتخيل والتي يُستدل عليها من ملاحظة نتائج كل هذه العمليات، أى أن السلوك ينقسم إلى سلوك ظاهري وسلوك داخلي.
السلوك ما هو إلا تعبير عن نوعية الحياة التي توجد بداخل الإنسان، أو الوعي الداخلي لكل إنسان .. والسلوك يعنى العلاقات المتبادلة بين الأفراد ولا يقتصر فقط على ما يصدر ظاهرياً عن الفرد.
والسلوك ليس مفهوماً مقتصراً على الإنسان وإنما يمتد ليشمل الحيوان الذي هو كائن حي أيضاً.
ودراسة السلوك الحيواني له أهمية فى تحليل السلوك النفسي عند الإنسان من خلال التجارب المعملية التي تُجرى على الحيوانات لدراسة عملية التعلم عند الإنسان، كما أن الباحثين يستمدون من دراستهم للحياة الاجتماعية عند الحيوان معرفة نشأة الحياة الاجتماعية وتطورها عند الإنسان.
ويختلف السلوك الإنساني عن السلوك الحيواني فى أنه معقد يتحكم فى تكوينه عوامل متعددة منها:
- التقاليد.
- العرف.
- الأخلاق.
- السياسة.
- الفن.
- الدين.
- القانون.
- المعلومات.
* عناصر السلوك البشرى:
1- شخصية الإنسان:
أجل، إن شخصية الفرد تؤثر تأثيراً كبيراً على استجاباته تجاه المواقف التي يواجهها فى حياته بشكل عام، ولكل واحد منا شخصيته التي تختلف عن غيره والتي يتحكم فى تشكيلها العوامل البيولوجية والثقافية والبيئية. وتوصف شخصية الفرد بأنها سوية كلما كان قادراً على التكيف مع الثقافة التي يعيش فى خضمها وبمعنى آخر قدرته على تقبل أنماط الجماعة ومعاييرها.
ولذا نجد أن شخصية الفرد تؤثر على ما يصدره من سلوك وتصرفات، وطريقة استجابته للمواقف المختلفة فهناك من يستجيب بطريقة ذكية وآخر بطريقة عصبية. وليس فقط الشخصية هي التي تحسم ردود الفعل تجاه الأحداث وإنما طبيعة الموقف أيضاً قد تؤدى إلى اختلاف السلوك وبالمثل طريقة التفاعل الاجتماعية والعلاقات الإنسانية القائمة مع الآخرين.
2- حاجات الشخص ودوافعه:
حاجات الإنسان ودوافعه ما هي إلا أهداف معينة يسعى إلى تحقيقها، وهى أهداف تصدر من داخل الفرد. وفى اللحظة التي يحتاج فيها الشخص إلى تحقيق رغبة معينة لديه يكون حينها فى حالة عدم اتزان بينه وبين بيئته حتى يستغل كافة الوسائل والإمكانات المتاحة من حوله ليعيد اتزانه .. أما فى حالة فشله وعدم تحقيقه هذا الاتزان فيوصف سلوكه بأنه سلوك غير متزن أو سلوك منحرف، وهذا السلوك المنحرف هو أقصى حالات عدم الاتزان لأنه حتى الشخص السوي لا يعيش فى حالة اتزان دائم فى تفاعله مع بيئته لكنه يتأرجح بين حالات من الاتزان ثم عدم الاتزان ثم الاتزان مرة أخرى، أى أن حالات عدم الاتزان لا تستمر ويرفضها إلى أن يعود إلى قواعده سالماً.
تنقسم حاجات الفرد إلى حاجات فسيولوجية وأولية وحاجات ثانوية تلك المتمثلة فى الحاجة إلى الحب أو المنافسة أو تحقيق الذات وما إلى ذلك.
المزيد عن ماهية الحب ..
السلوك ما هو إلا مزيج من السلوك الفطري والسلوك المكتسب.
3- التفاعل مع الآخرين:
والتفاعل هنا ينصب على كل ما يندرج تحت مكارم الأخلاق. والتفاعل مع الآخرين هو تحقيق التواصل معهم، فسلوك الفرد التفاعلي الإيجابي لا يقتصر على جماعة واحدة فقط .. فالفرد له أكثر من دور اجتماعي فى المجتمع الذي يعيش فيه، فهو أحد أفراد الأسرة التي وُلد بها سواء أكان أب أو أم أو جد أو حفيد أو ابن فهو يتفاعل مع أفراد أسرته – وهذه هي إحدى الجماعات التي ينتمي إليها، ثم يأتى تفاعله فى مرحلة لاحقة مع الطلبة والمدرسين فى المدرسة أو الجامعة وهى التي تمثل جماعة أخرى ثم جماعة العمل ثم جماعة النادي وغيرها من أنماط الجماعات الأخرى.
وصحيح أن لكل شخص أسلوبه فى التفاعل مع الآخرين، إلا أنه فى المقام الأول لابد وأن يكون هذا التفاعل فى شكل استجابات مرغوبة من الأشخاص الذين يتفاعل معهم بحيث يتصف سلوكه بالتنوع وأن يكون فى إطار القيم والثقافة والتقاليد المتعارف عليها.
فالإنسان دائماً فى حاجة إلى الآخرين، فهو يحتاج إلى كافة أنماط التفاعل الاجتماعي مهما بلغ مستوى علمه أو ذكائه فهو يحتاج إلى الأخ .. يحتاج إلى الصديق .. يحتاج إلى الرفقة .. يحتاج إلى الجيرة .. يحتاج إلى الزوج أو الزوجة .. يحتاج إلى زميل العمل.
* أنماط السلوك عند الإنسان:
كما سبق وأن اشرنا أن السلوك الذي يصدره الشخص أو حتى الحيوان هي الطريقة التي يتم الاستجابة فيها لمواقف مختلفة أو محفزات متعددة، ومن هذه الأنماط السلوكية نجد:
أولا- السلوك الشعوري
وهو السلوك الذي يسيطر عليه المشاعر باختلاف أنواعها، والتي تتحدد حسب نوع المحفز أو المثير الذي تعرض له الشخص أو حتى الحيوان.
هناك مواقف يستجيب لها الإنسان بمشاعر قد يخالطها الغضب أو الخوف أو الفرح أو الحزن أو الاندهاش أو الحب أو الكره .. فكل هذه المشاعر هي ليست بالمشاعر الغريبة وإنما تعكس المشاعر الطبيعية التي يمر بها أى إنسان فى حياته اليومية. وطريقة الاستجابة الشعورية للمحفز هي التي تحدد سلوكه، ورد الفعل المترجم فى صورة السلوك الشعوري يخضع لعوامل محددة.
لماذا يتصف سلوك الإنسان بالغضب أو الخوف؟
شعور الغضب أو الخوف يأتى كرد فعل للتهديد أو الاستثارة، والفائدة التي تعود على الإنسان من جراء هذا الشعور هو التكيف والتخفيف من حدة الضغوط التي يتعرض لها الشخص، ويكون رد الفعل الذي يصدره الإنسان تجاه هذا المحفز إما غاضباً أو مهاجماً أو خائفاً أو ينتابه الفزع وربما محاولة الفرار من الموقف.
لماذا يتصف سلوك الإنسان بالفرح أو الحزن أو الدهشة؟
ينتاب الإنسان هذه المشاعر المختلفة من أجل الحصول على شىء أو كسبه أو للتعبير عن شىء فقده، فإذا حصل الشخص على ما يريد يكون رد فعله فى صورة سلوك يغمره الفرح والسعادة .. أما إذا فقد شىء عزيز عليه فسوف يصيبه الحزن .. أما إذا كان هناك تشويق عن حدوث شىء فسوف يصبح مستثاراً أو فى حالة من الدهشة.
ثانياً – السلوك المذموم
يتصف سلوك الإنسان بأنه سلوكاً غير محموداً عندما يخرق فرد أو مجموعة من الأفراد القواعد الاجتماعية مثل الوقاحة أو عدم الاكتراث بما يفرضه المجتمع من قواعد وتقاليد.
هناك بعض المواقف التي يستجيب لها الفرد أو الحيوانات على حد سواء فى صورة تصرفات مضادة للمجتمع يتم فيها خرق قواعد القانون، ومن أمثلة السلوك غير الحميد:
1- قد يتصرف الشخص بصورة سيئة مثل السرقة أو إيذاء الآخرين.
2- عدم احترام الطفل لأبويه، حيث يتطاول عليهم بالرد عند تأنيبه على فعل شىء خاطىء.
3- الحيوان المُدرب قد لا يطيع أوامر مدربه فيتمرد عليه، أو ينحرف عن قواعد التعاون فى جماعته – لكن هذا نادر الحدوث.
والسبب وراء مثل هذا السلوك هو أن ما يحتاجه الشخص أو الحيوان له مكافأة أعظم من تلك العواقب المحتملة من خرق القواعد أو القانون أو الأوامر.
ثالثاً – السلوك غير المتحكم فيه
وهو السلوك الذي لا يستطيع الفرد معه التحكم فيما يصدره من تصرفات.
قد يُصدر الشخص أو الحيوان استجابات سلوكية غير متحكم فيها من قبله (لاإرادية) عند تعرضه للمواقف، وهذه الاستجابات وثيقة الصلة بالسلوك الشعوري الذي تعرضنا له من قبل، أو قد يكون بسبب إدمان الكحوليات أو المواد المخدرة.
المزيد عن إدمان الكحوليات ..
ومثال على ذلك: أي شخص معرض أن يصيبه الغضب فهناك البعض ممن يفقدون أعصابهم وتنتابهم ثورة عارمة من الصعب السيطرة عليها عند التعرض لمثير الغضب، والمثال الآخر من السلوك غير المتحكم فيه من يقع تحت تأثير إدمان لعبة القمار ولا يستطيع التوقف عن ممارستها.
من الصعب هنا تحديد الأسباب التي تدعو الشخص لممارسة مثل هذه النوعية من السلوكيات.
رابعاً – سلوك الجماعة (السلوك الجماعي)
وهى الطريقة التي تتصرف بها الجماعة فى مختلف المواقف.
هناك بعض المواقف التي يتصرف فيها مجموعة من الأفراد ككيان واحد، وهذا السلوك الجماعي إما أن يكون خاضعاً للمعايير الاجتماعية السائدة أو معادياً للمجتمع غير متحكم فيه.
وعموماً نجد أن الفرد يتصرف فى الجماعة بشكل لا إرادي، فهو يقلد مشاعر الأشخاص الذين يتواجدون بالقرب منه. كما أنه إذا توافر قائد لهذه الجماعة فهو يحفز المشاعر التي بداخله ويبثها فى روح الجماعة ليكونوا يد واحدة يفكرون ويتصرفون بنفس الطريقة من أجل التوافق الاجتماعي.
ويتضح ذلك جلياً فى قطيع الطيور أو الأسماك التي لها نفس الأهداف والسلوك بل والحركة أثناء الهجرة أو السير، ونفس الشيء يُطبق على البشر فنجد فى حالة مظاهرات الاحتجاج أن الأشخاص المشاركين فى هذه المظاهرة يتصرفون بمشاعر الجماعة وقد يسلكون بعض مظاهر العنف حتى وإن لم يكن بتفكيرهم فعل ذلك حيث يكون المحفز الأول لهم هو سلوك الجماعة أثناء حدوث الموقف، أي أن السبب وراء مثل هذا السلوك أن الأفراد والحيوانات تتأثر بسلوك من يحيطون بهم.
فالسلوك مهما تنوعت صوره فلكل من هذه الصور قواعده وأسبابه الخاصة به، وهى أنماط فى نهاية الأمر لا يُستهان بها.
* كيف تُترجم المحفزات فى صورة سلوك؟
كما سبق وأن أشرنا أن السلوك يُعَرف على أنه استجابة لمحفز ما، وبكلمات أخرى هو كل ما يفعله الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الكائن الحي عامة عن تعرضه لمحفز ما. فالمحفز هو جزء من السلوك، ومن أجل إحداث الاستجابة يجب أن يتم الإحساس بالمحفز أولا ثم معالجته وتفسيره من قبل الكائن الحي.
وهناك أسئلة هامة قد يسألها الشخص لنفسه عن المحفز أو الأداة التي تسبب رد فعل الإنسان واستجابته فى صورة سلوك معين:
أ- كيف يشعر الكائن الحي بالمحفز؟
ب- كيف يتم تفسير الإشارات؟
ج- ما هي نوعية الاستجابات المحتملة؟
أ- الحواس تستشعر الطاقة:
الكائنات الحية لديها حواس تستشعر أنماط الطاقة من البيئة التي تحيط بها حيث تحول هذه الطاقة إلى إشارات. حواس الإنسان تشتمل على الأنواع التالية:
- حاسة النظر.
- حاسة السمع.
- حاسة التذوق.
- حاسة الشم.
- حاسة اللمس.
وغيرها من الحواس الأخرى المتعددة.
والإشارة من الحواس قد تكون بسيطة للغاية أو معقدة جداً – كما الحال فى الصور التي تكتشفها العين.
ب- تفسير الإشارة:
الكائن الحي يُعالج أو يفسر الإشارة التي تم استقبالها من الحواس، مما ينتج عنها إما استجابة لها أو تجاهل إذا كانت غير مهمة، وقد تعالج هذه الإشارة داخل المخ أو قبل الوصول إلى المخ.
1- معالجة الإشارة قبل المخ:
وهناك مثال للتوضيح: الجلد يكتشف الحرارة، وإذا تم ترجمة الحرارة بأنها عالية مما يعرض حياة الإنسان للخطر فسوف يبتعد عن مصدر الحرارة وهذه الإشارة لم تصل إلى المخ لترجمتها لتخرج فى صورة استجابة للموقف.
2- معالجة الإشارة فى المخ:
على الجانب الآخر، نجد أن أنف الكلب تشم رائحة الأكل الذي يبحث عنه، ثم ترسل حاسة الشم الإشارة إلى المخ التي تصل إليه بالفعل لتترجم الرائحة فى صورة طعام من أجل أن يتناوله، ويُصدر الكلب استجابته فى صورة التلهث للحصول على هذا الطعام، وهذه الاستجابة هي السلوك المُصدر من جانبه للمحفز الذي تعرض له.
3- التفسير المعقد:
وعلى المستوى المعقد لتفسير السلوك نجد المثال التالى: إذا استمع الشخص إلى أغنية فى الراديو، يتم استشعار الأغنية عن طريق حاسة السمع ويقوم بمعالجتها ويتم تفسير كلمات الأغنية لفهم معناها. وهذا يختلف عن الاستجابة للضوضاء العالية، فالكلمات والموسيقى تعكس معلومات معقدة وتفسيرها ينتج فى النهاية عن السلوك الشعوري.
ج- أنواع الاستجابة:
الاستجابة للمحفزات قد تكون سلبية أو إيجابية أو قد يتم تجاهلها على أنها شيئاً غير هاماً. فالاستجابة الإيجابية هي التي تنجذب إلى المحفز أما السلبية فهي التي تتجنب المحفز.
أ- من أنواع السلوك الإيجابي:
- نمو النبات فى اتجاه ضوء الشمس.
- ضحكة الشخص بعد سماع نكتة مرحة.
ب- من أنواع السلوك السلبي:
- انحراف جذور النباتات إذا وُجد معدن صلب فى التربة.
- اختباء الحيوان الأليف للهروب من أخذ حمام.
- تجهم الإنسان عند شم رائحة كريهة.
ج – من أنواع السلوك الذي يعكس التجاهل:
- عدم الانجذاب لصوت منبعث من التلفزيون.
- تجاهل الأطفال لأوامر يوجهها الآباء لهم.
فالمحفز هو بمثابة المعلومات التي يتم الشعور بها ويتم معالجتها وتفسيرها من قبل الكائن الحي والتي تجعله يصدر استجابته، وهذه الاستجابة إما أن تكون إيجابية أو سلبية أو قد يتم تجاهلها وعدم إصدار استجابة على الإطلاق .. وفى النهاية هذه الاستجابة ما هي إلا السلوك الذي يصدره الكائن الحي فى بعض المواقف الخاصة.
* ماهية السلوك:
يتلخص السلوك بأنه حياة الفرد اليومية وما يدور فيها من تفاعلات بينه وبين الآخرين المحيطين به فى المجتمع الذي يعيش بداخله.
ويتصف سلوك الإنسان إما سلوكاً إيجابياً مقبولاً أو سلوكاً سلبياً مذموماً .. ويتحدد القبول أو الرفض لما يسلكه الفرد من تصرفات حسبما هو سائد ومتعارف عليه فى كل مجتمع من المجتمعات حيث يوجد لكل مجتمع تقاليده وأعرافه وديانته.
- ماهية السلوك.
- عناصر السلوك البشرى.
- أنماط السلوك عند الإنسان.
- كيف تُترجم المحفزات فى صورة سلوك؟
وكلما تصرف الشخص وكان سلوكه متفقاً ومتماشياً مع القوانين مع احترام الأنظمة والالتزام بالدين والأخلاق والقيم الاجتماعية .. فسيحوز على القبول الاجتماعي والعكس صحيح. والسلوك لا يقتصر على ما يصدره الشخص من تعبيرات لفظية أو غير لفظية (أى أنه ليس ظاهرياً) وإنما يشمل كافة العمليات العقلية التي تدور بذهن الشخص من التفكير والتذكر والإدراك والتخيل والتي يُستدل عليها من ملاحظة نتائج كل هذه العمليات، أى أن السلوك ينقسم إلى سلوك ظاهري وسلوك داخلي.
السلوك ما هو إلا تعبير عن نوعية الحياة التي توجد بداخل الإنسان، أو الوعي الداخلي لكل إنسان .. والسلوك يعنى العلاقات المتبادلة بين الأفراد ولا يقتصر فقط على ما يصدر ظاهرياً عن الفرد.
والسلوك ليس مفهوماً مقتصراً على الإنسان وإنما يمتد ليشمل الحيوان الذي هو كائن حي أيضاً.
ودراسة السلوك الحيواني له أهمية فى تحليل السلوك النفسي عند الإنسان من خلال التجارب المعملية التي تُجرى على الحيوانات لدراسة عملية التعلم عند الإنسان، كما أن الباحثين يستمدون من دراستهم للحياة الاجتماعية عند الحيوان معرفة نشأة الحياة الاجتماعية وتطورها عند الإنسان.
ويختلف السلوك الإنساني عن السلوك الحيواني فى أنه معقد يتحكم فى تكوينه عوامل متعددة منها:
- التقاليد.
- العرف.
- الأخلاق.
- السياسة.
- الفن.
- الدين.
- القانون.
- المعلومات.
* عناصر السلوك البشرى:
1- شخصية الإنسان:
أجل، إن شخصية الفرد تؤثر تأثيراً كبيراً على استجاباته تجاه المواقف التي يواجهها فى حياته بشكل عام، ولكل واحد منا شخصيته التي تختلف عن غيره والتي يتحكم فى تشكيلها العوامل البيولوجية والثقافية والبيئية. وتوصف شخصية الفرد بأنها سوية كلما كان قادراً على التكيف مع الثقافة التي يعيش فى خضمها وبمعنى آخر قدرته على تقبل أنماط الجماعة ومعاييرها.
ولذا نجد أن شخصية الفرد تؤثر على ما يصدره من سلوك وتصرفات، وطريقة استجابته للمواقف المختلفة فهناك من يستجيب بطريقة ذكية وآخر بطريقة عصبية. وليس فقط الشخصية هي التي تحسم ردود الفعل تجاه الأحداث وإنما طبيعة الموقف أيضاً قد تؤدى إلى اختلاف السلوك وبالمثل طريقة التفاعل الاجتماعية والعلاقات الإنسانية القائمة مع الآخرين.
2- حاجات الشخص ودوافعه:
حاجات الإنسان ودوافعه ما هي إلا أهداف معينة يسعى إلى تحقيقها، وهى أهداف تصدر من داخل الفرد. وفى اللحظة التي يحتاج فيها الشخص إلى تحقيق رغبة معينة لديه يكون حينها فى حالة عدم اتزان بينه وبين بيئته حتى يستغل كافة الوسائل والإمكانات المتاحة من حوله ليعيد اتزانه .. أما فى حالة فشله وعدم تحقيقه هذا الاتزان فيوصف سلوكه بأنه سلوك غير متزن أو سلوك منحرف، وهذا السلوك المنحرف هو أقصى حالات عدم الاتزان لأنه حتى الشخص السوي لا يعيش فى حالة اتزان دائم فى تفاعله مع بيئته لكنه يتأرجح بين حالات من الاتزان ثم عدم الاتزان ثم الاتزان مرة أخرى، أى أن حالات عدم الاتزان لا تستمر ويرفضها إلى أن يعود إلى قواعده سالماً.
تنقسم حاجات الفرد إلى حاجات فسيولوجية وأولية وحاجات ثانوية تلك المتمثلة فى الحاجة إلى الحب أو المنافسة أو تحقيق الذات وما إلى ذلك.
المزيد عن ماهية الحب ..
السلوك ما هو إلا مزيج من السلوك الفطري والسلوك المكتسب.
3- التفاعل مع الآخرين:
والتفاعل هنا ينصب على كل ما يندرج تحت مكارم الأخلاق. والتفاعل مع الآخرين هو تحقيق التواصل معهم، فسلوك الفرد التفاعلي الإيجابي لا يقتصر على جماعة واحدة فقط .. فالفرد له أكثر من دور اجتماعي فى المجتمع الذي يعيش فيه، فهو أحد أفراد الأسرة التي وُلد بها سواء أكان أب أو أم أو جد أو حفيد أو ابن فهو يتفاعل مع أفراد أسرته – وهذه هي إحدى الجماعات التي ينتمي إليها، ثم يأتى تفاعله فى مرحلة لاحقة مع الطلبة والمدرسين فى المدرسة أو الجامعة وهى التي تمثل جماعة أخرى ثم جماعة العمل ثم جماعة النادي وغيرها من أنماط الجماعات الأخرى.
وصحيح أن لكل شخص أسلوبه فى التفاعل مع الآخرين، إلا أنه فى المقام الأول لابد وأن يكون هذا التفاعل فى شكل استجابات مرغوبة من الأشخاص الذين يتفاعل معهم بحيث يتصف سلوكه بالتنوع وأن يكون فى إطار القيم والثقافة والتقاليد المتعارف عليها.
فالإنسان دائماً فى حاجة إلى الآخرين، فهو يحتاج إلى كافة أنماط التفاعل الاجتماعي مهما بلغ مستوى علمه أو ذكائه فهو يحتاج إلى الأخ .. يحتاج إلى الصديق .. يحتاج إلى الرفقة .. يحتاج إلى الجيرة .. يحتاج إلى الزوج أو الزوجة .. يحتاج إلى زميل العمل.
* أنماط السلوك عند الإنسان:
كما سبق وأن اشرنا أن السلوك الذي يصدره الشخص أو حتى الحيوان هي الطريقة التي يتم الاستجابة فيها لمواقف مختلفة أو محفزات متعددة، ومن هذه الأنماط السلوكية نجد:
أولا- السلوك الشعوري
وهو السلوك الذي يسيطر عليه المشاعر باختلاف أنواعها، والتي تتحدد حسب نوع المحفز أو المثير الذي تعرض له الشخص أو حتى الحيوان.
هناك مواقف يستجيب لها الإنسان بمشاعر قد يخالطها الغضب أو الخوف أو الفرح أو الحزن أو الاندهاش أو الحب أو الكره .. فكل هذه المشاعر هي ليست بالمشاعر الغريبة وإنما تعكس المشاعر الطبيعية التي يمر بها أى إنسان فى حياته اليومية. وطريقة الاستجابة الشعورية للمحفز هي التي تحدد سلوكه، ورد الفعل المترجم فى صورة السلوك الشعوري يخضع لعوامل محددة.
لماذا يتصف سلوك الإنسان بالغضب أو الخوف؟
شعور الغضب أو الخوف يأتى كرد فعل للتهديد أو الاستثارة، والفائدة التي تعود على الإنسان من جراء هذا الشعور هو التكيف والتخفيف من حدة الضغوط التي يتعرض لها الشخص، ويكون رد الفعل الذي يصدره الإنسان تجاه هذا المحفز إما غاضباً أو مهاجماً أو خائفاً أو ينتابه الفزع وربما محاولة الفرار من الموقف.
لماذا يتصف سلوك الإنسان بالفرح أو الحزن أو الدهشة؟
ينتاب الإنسان هذه المشاعر المختلفة من أجل الحصول على شىء أو كسبه أو للتعبير عن شىء فقده، فإذا حصل الشخص على ما يريد يكون رد فعله فى صورة سلوك يغمره الفرح والسعادة .. أما إذا فقد شىء عزيز عليه فسوف يصيبه الحزن .. أما إذا كان هناك تشويق عن حدوث شىء فسوف يصبح مستثاراً أو فى حالة من الدهشة.
ثانياً – السلوك المذموم
يتصف سلوك الإنسان بأنه سلوكاً غير محموداً عندما يخرق فرد أو مجموعة من الأفراد القواعد الاجتماعية مثل الوقاحة أو عدم الاكتراث بما يفرضه المجتمع من قواعد وتقاليد.
هناك بعض المواقف التي يستجيب لها الفرد أو الحيوانات على حد سواء فى صورة تصرفات مضادة للمجتمع يتم فيها خرق قواعد القانون، ومن أمثلة السلوك غير الحميد:
1- قد يتصرف الشخص بصورة سيئة مثل السرقة أو إيذاء الآخرين.
2- عدم احترام الطفل لأبويه، حيث يتطاول عليهم بالرد عند تأنيبه على فعل شىء خاطىء.
3- الحيوان المُدرب قد لا يطيع أوامر مدربه فيتمرد عليه، أو ينحرف عن قواعد التعاون فى جماعته – لكن هذا نادر الحدوث.
والسبب وراء مثل هذا السلوك هو أن ما يحتاجه الشخص أو الحيوان له مكافأة أعظم من تلك العواقب المحتملة من خرق القواعد أو القانون أو الأوامر.
ثالثاً – السلوك غير المتحكم فيه
وهو السلوك الذي لا يستطيع الفرد معه التحكم فيما يصدره من تصرفات.
قد يُصدر الشخص أو الحيوان استجابات سلوكية غير متحكم فيها من قبله (لاإرادية) عند تعرضه للمواقف، وهذه الاستجابات وثيقة الصلة بالسلوك الشعوري الذي تعرضنا له من قبل، أو قد يكون بسبب إدمان الكحوليات أو المواد المخدرة.
المزيد عن إدمان الكحوليات ..
ومثال على ذلك: أي شخص معرض أن يصيبه الغضب فهناك البعض ممن يفقدون أعصابهم وتنتابهم ثورة عارمة من الصعب السيطرة عليها عند التعرض لمثير الغضب، والمثال الآخر من السلوك غير المتحكم فيه من يقع تحت تأثير إدمان لعبة القمار ولا يستطيع التوقف عن ممارستها.
من الصعب هنا تحديد الأسباب التي تدعو الشخص لممارسة مثل هذه النوعية من السلوكيات.
رابعاً – سلوك الجماعة (السلوك الجماعي)
وهى الطريقة التي تتصرف بها الجماعة فى مختلف المواقف.
هناك بعض المواقف التي يتصرف فيها مجموعة من الأفراد ككيان واحد، وهذا السلوك الجماعي إما أن يكون خاضعاً للمعايير الاجتماعية السائدة أو معادياً للمجتمع غير متحكم فيه.
وعموماً نجد أن الفرد يتصرف فى الجماعة بشكل لا إرادي، فهو يقلد مشاعر الأشخاص الذين يتواجدون بالقرب منه. كما أنه إذا توافر قائد لهذه الجماعة فهو يحفز المشاعر التي بداخله ويبثها فى روح الجماعة ليكونوا يد واحدة يفكرون ويتصرفون بنفس الطريقة من أجل التوافق الاجتماعي.
ويتضح ذلك جلياً فى قطيع الطيور أو الأسماك التي لها نفس الأهداف والسلوك بل والحركة أثناء الهجرة أو السير، ونفس الشيء يُطبق على البشر فنجد فى حالة مظاهرات الاحتجاج أن الأشخاص المشاركين فى هذه المظاهرة يتصرفون بمشاعر الجماعة وقد يسلكون بعض مظاهر العنف حتى وإن لم يكن بتفكيرهم فعل ذلك حيث يكون المحفز الأول لهم هو سلوك الجماعة أثناء حدوث الموقف، أي أن السبب وراء مثل هذا السلوك أن الأفراد والحيوانات تتأثر بسلوك من يحيطون بهم.
فالسلوك مهما تنوعت صوره فلكل من هذه الصور قواعده وأسبابه الخاصة به، وهى أنماط فى نهاية الأمر لا يُستهان بها.
* كيف تُترجم المحفزات فى صورة سلوك؟
كما سبق وأن أشرنا أن السلوك يُعَرف على أنه استجابة لمحفز ما، وبكلمات أخرى هو كل ما يفعله الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الكائن الحي عامة عن تعرضه لمحفز ما. فالمحفز هو جزء من السلوك، ومن أجل إحداث الاستجابة يجب أن يتم الإحساس بالمحفز أولا ثم معالجته وتفسيره من قبل الكائن الحي.
وهناك أسئلة هامة قد يسألها الشخص لنفسه عن المحفز أو الأداة التي تسبب رد فعل الإنسان واستجابته فى صورة سلوك معين:
أ- كيف يشعر الكائن الحي بالمحفز؟
ب- كيف يتم تفسير الإشارات؟
ج- ما هي نوعية الاستجابات المحتملة؟
أ- الحواس تستشعر الطاقة:
الكائنات الحية لديها حواس تستشعر أنماط الطاقة من البيئة التي تحيط بها حيث تحول هذه الطاقة إلى إشارات. حواس الإنسان تشتمل على الأنواع التالية:
- حاسة النظر.
- حاسة السمع.
- حاسة التذوق.
- حاسة الشم.
- حاسة اللمس.
وغيرها من الحواس الأخرى المتعددة.
والإشارة من الحواس قد تكون بسيطة للغاية أو معقدة جداً – كما الحال فى الصور التي تكتشفها العين.
ب- تفسير الإشارة:
الكائن الحي يُعالج أو يفسر الإشارة التي تم استقبالها من الحواس، مما ينتج عنها إما استجابة لها أو تجاهل إذا كانت غير مهمة، وقد تعالج هذه الإشارة داخل المخ أو قبل الوصول إلى المخ.
1- معالجة الإشارة قبل المخ:
وهناك مثال للتوضيح: الجلد يكتشف الحرارة، وإذا تم ترجمة الحرارة بأنها عالية مما يعرض حياة الإنسان للخطر فسوف يبتعد عن مصدر الحرارة وهذه الإشارة لم تصل إلى المخ لترجمتها لتخرج فى صورة استجابة للموقف.
2- معالجة الإشارة فى المخ:
على الجانب الآخر، نجد أن أنف الكلب تشم رائحة الأكل الذي يبحث عنه، ثم ترسل حاسة الشم الإشارة إلى المخ التي تصل إليه بالفعل لتترجم الرائحة فى صورة طعام من أجل أن يتناوله، ويُصدر الكلب استجابته فى صورة التلهث للحصول على هذا الطعام، وهذه الاستجابة هي السلوك المُصدر من جانبه للمحفز الذي تعرض له.
3- التفسير المعقد:
وعلى المستوى المعقد لتفسير السلوك نجد المثال التالى: إذا استمع الشخص إلى أغنية فى الراديو، يتم استشعار الأغنية عن طريق حاسة السمع ويقوم بمعالجتها ويتم تفسير كلمات الأغنية لفهم معناها. وهذا يختلف عن الاستجابة للضوضاء العالية، فالكلمات والموسيقى تعكس معلومات معقدة وتفسيرها ينتج فى النهاية عن السلوك الشعوري.
ج- أنواع الاستجابة:
الاستجابة للمحفزات قد تكون سلبية أو إيجابية أو قد يتم تجاهلها على أنها شيئاً غير هاماً. فالاستجابة الإيجابية هي التي تنجذب إلى المحفز أما السلبية فهي التي تتجنب المحفز.
أ- من أنواع السلوك الإيجابي:
- نمو النبات فى اتجاه ضوء الشمس.
- ضحكة الشخص بعد سماع نكتة مرحة.
ب- من أنواع السلوك السلبي:
- انحراف جذور النباتات إذا وُجد معدن صلب فى التربة.
- اختباء الحيوان الأليف للهروب من أخذ حمام.
- تجهم الإنسان عند شم رائحة كريهة.
ج – من أنواع السلوك الذي يعكس التجاهل:
- عدم الانجذاب لصوت منبعث من التلفزيون.
- تجاهل الأطفال لأوامر يوجهها الآباء لهم.
فالمحفز هو بمثابة المعلومات التي يتم الشعور بها ويتم معالجتها وتفسيرها من قبل الكائن الحي والتي تجعله يصدر استجابته، وهذه الاستجابة إما أن تكون إيجابية أو سلبية أو قد يتم تجاهلها وعدم إصدار استجابة على الإطلاق .. وفى النهاية هذه الاستجابة ما هي إلا السلوك الذي يصدره الكائن الحي فى بعض المواقف الخاصة.
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47055
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: أنواع من السلوك
الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 - 2:30
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: أنواع من السلوك
الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 - 8:25
بارك الله بك ام بدر
- ام بدرالمدير العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 44330
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
رد: أنواع من السلوك
الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 - 21:36
شكرا لمروركما الذي عطر المكان من حولي
اخي الغالي احمد
والغالي مصطفى
اخي الغالي احمد
والغالي مصطفى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى