أخطاء في العقيدة
+17
مــــاجد2
Bastos
الشيخ-سعدان
FOR4ever
MATADOR
chiguivara_dz
ZIDANE
FLAT
Messi
Kojack
محب الله
TOTO
مصطفى شحاذة
دادي
Admin
عربي
ياسين
21 مشترك
- ياسينعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4375
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
أخطاء في العقيدة
الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 15:14
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين وفقهم الله لما فيه رضاه وزادهم من العلم والإيمان آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بلغني
أنّ كثيرا من النّاس يقع في أخطاء كثيرة في العقيدة، وأشياء يظنونها سنة
وهي بدعة، ومن ذلك إنكار علو الله واستوائه على عرشه. ومعلوم أنّ الله
سبحانه بين لك في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54]، ذكر ذلك في سبع آيات من كتابه العظيم منها هذه الآية، ولما سئل مالك رحمه الله عن ذلك قال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب "، وهكذا قال غيره من أئمة السلف.
ومعنى الاستواء معلوم، يعني: من جهة اللغة العربية: وهو العلو والارتفاع، وقال سبحانه: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} [غافر:12]، وقال سبحانه: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10]،
في آيات كثيرة كلها تدل على: علوه وفوقيته، وأنّه سبحانه فوق العرش فوق
جميع الخلق، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم وغيرهم.
فالواجب اعتقاد ذلك، والتواصي به، وتحذير النّاس من خلافه.
ومن
ذلك اتخاذ المساجد على القبور والصلاة عندها وجعل القباب عليها، وهذا كله
من وسائل الشرك، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى على
ذلك، وحذر منه صلى الله عليه وسلم فقال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [متفق على صحته]، وقال صلى الله عليه وسلم : «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إنّي أنهاكم عن ذلك» [أخرّجه مسلم في صحيحه من حديث جندب]، وأخرج مسلم في صحيحه أيضا عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب
على المسلمين الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، لتحذير النبي صلى الله عليه
وسلم من ذلك، لأنّ ذلك من وسائل الشرك بأصحاب القبور ودعائهم والاستغاثة
بهم وطلبهم النصر.. إلى غير ذلك من أنواع الشرك.
ومعلوم أنّ الشرك
هو من أعظم الذنوب وأكبرها وأخطرها، فالواجب: الحذر منه، ومن وسائله
وذرائعه، وقد حذر الله عباده من ذلك في آيات كثيرات: منها قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48]، ومنها قوله سبحانه: {وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65]، ومنها قوله عز وجل: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن
أنواع الشرك الأكبر دعاء الأموات والغائبين والجن والأصنام والأشجار
والنجوم، والاستغاثة بهم، وسؤالهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء. وهذا هو
دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، كما قال سبحانه وتعالى عنهم: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} [يونس:18] الآية، وقال سبحانه: {فَاعْبُدِ
اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ
كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)} [الزمر:2-3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة
وهي تدل على أنّ المشركين الأولين يعلمون أنّ الله هو الخالق الرازق النافع
الضار، وإنّما عبدوا آلهتهم، ليشفعوا لهم عند الله، ويقربوهم لديه زلفى،
فكفرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون
العبادة لله وحده، كما قال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ}[الأنفال:39].
وقد
كتب العلماء في ذلك كتبا كثيرة، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله
به رسله وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم
المخالفة لشرع الله، كعبد الله بن الإمام أحمد، والإمام الكبير: محمد بن
خزيمة في (كتاب التوحيد) ومحمد بن وضاح،
وغيرهم من الأئمة. ومن أحسن ما كتب في ذلك ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله في كتبه الكثيرة، ومن أخصرها كتابه (القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة) ومن ذلك ما كتبه الشيخ: عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في كتابه (فتح المجيد شرح التوحيد).
ومن الأعمال المنكرة الشركية:
الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بغيره من النّاس،
والحلف بالأمانة، وكل ذلك من المنكرات ومن المحرمات الشركية، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك»
[خرّجه الإمام أحمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح]، وأخرج أبو
داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من حلف بالأمانة فليس منا»، والأحاديث في ذلك كثيرة.
والحلف
بغير الله من الشرك الأصغر عند أهل العلم، فالواجب: الحذر منه، وهو وسيلة
إلى الشرك الأكبر، وهكذا قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان،
وهذا من الله ومن فلان، والواجب أن يقال: ما شاء الله، ثم شاء فلان، أو
لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله، ثم من فلان؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه
وسلم أنّه قال: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان».
ومن المحرمات الشركية التي قد وقع فيها كثير من النّاس: تعليق التمائم والحروز من العظام أو الودع أو غير ذلك، وتسمى: التمائم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرقى والتمائم والتولة شرك»،
وهذه الأحاديث تعم الحروز والتمائم من القران وغيره ؛ لأنّ الرسول لم
يستثن شيئاً، ولأنّ تعليق التمائم من القران وسيلة إلى تعليق غيرها، فوجب
منع الجميع سدا لذرائع الشرك، وتحقيقاً للتوحيد، وعملاً بعموم الأحاديث،
إلاّ الرقى فإنّ الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى منها ما ليس فيه شرك،
فقال : «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا»، وقد
رقى بعض أصحابه، فالرقى لا بأس بها، فهي من الأسباب الشرعية إذا كانت من
القران الكريم، أو مما صحت به السنة، أو من الكلمات الواضحة التي ليس بها
شرك ولا لفظ منكر.
ومن المنكرات المبتدعة:
الاحتفال بالموالد سواء كان ذلك بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره؛
لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدين، ولا بقية
الصحابة رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة،
وإنّما حدث في القرن الرابع وما بعده؛ بسبب الفاطميين وغيرهم من الشيعة، ثم
فعله بعض أهل السنة؛ جهلا بالأحكام الشرعية، وتقليدا لمن فعله من أهل
البدع، فالواجب الحذر من ذلك لكونه من البدع المنكرة الداخلة في قوله صلى
الله عليه وسلم : «إيّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وقوله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها]، وقوله صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» [خرّجه مسلم في صحيحه]، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبه: «أمّا بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» [خرّجه مسلم في صحيحه]، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ولأنّ الاحتفال بالمولد من وسائل الغلو والشرك، فالواجب الحذر منها، والتحذير منها، والتواصي بالاستقامة على السنة وترك من خالفها.
والله
المسؤول أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه وأن يمنحنا جميعا
الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن
ونزغات الشيطان، إنّه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله.
دار القاسم
السلام عليكم ورحمة الله
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين وفقهم الله لما فيه رضاه وزادهم من العلم والإيمان آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بلغني
أنّ كثيرا من النّاس يقع في أخطاء كثيرة في العقيدة، وأشياء يظنونها سنة
وهي بدعة، ومن ذلك إنكار علو الله واستوائه على عرشه. ومعلوم أنّ الله
سبحانه بين لك في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54]، ذكر ذلك في سبع آيات من كتابه العظيم منها هذه الآية، ولما سئل مالك رحمه الله عن ذلك قال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب "، وهكذا قال غيره من أئمة السلف.
ومعنى الاستواء معلوم، يعني: من جهة اللغة العربية: وهو العلو والارتفاع، وقال سبحانه: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} [غافر:12]، وقال سبحانه: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]، وقال عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10]،
في آيات كثيرة كلها تدل على: علوه وفوقيته، وأنّه سبحانه فوق العرش فوق
جميع الخلق، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم وغيرهم.
فالواجب اعتقاد ذلك، والتواصي به، وتحذير النّاس من خلافه.
ومن
ذلك اتخاذ المساجد على القبور والصلاة عندها وجعل القباب عليها، وهذا كله
من وسائل الشرك، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى على
ذلك، وحذر منه صلى الله عليه وسلم فقال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [متفق على صحته]، وقال صلى الله عليه وسلم : «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إنّي أنهاكم عن ذلك» [أخرّجه مسلم في صحيحه من حديث جندب]، وأخرج مسلم في صحيحه أيضا عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب
على المسلمين الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، لتحذير النبي صلى الله عليه
وسلم من ذلك، لأنّ ذلك من وسائل الشرك بأصحاب القبور ودعائهم والاستغاثة
بهم وطلبهم النصر.. إلى غير ذلك من أنواع الشرك.
ومعلوم أنّ الشرك
هو من أعظم الذنوب وأكبرها وأخطرها، فالواجب: الحذر منه، ومن وسائله
وذرائعه، وقد حذر الله عباده من ذلك في آيات كثيرات: منها قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء:48]، ومنها قوله سبحانه: {وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65]، ومنها قوله عز وجل: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن
أنواع الشرك الأكبر دعاء الأموات والغائبين والجن والأصنام والأشجار
والنجوم، والاستغاثة بهم، وسؤالهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء. وهذا هو
دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، كما قال سبحانه وتعالى عنهم: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} [يونس:18] الآية، وقال سبحانه: {فَاعْبُدِ
اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ
كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)} [الزمر:2-3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة
وهي تدل على أنّ المشركين الأولين يعلمون أنّ الله هو الخالق الرازق النافع
الضار، وإنّما عبدوا آلهتهم، ليشفعوا لهم عند الله، ويقربوهم لديه زلفى،
فكفرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون
العبادة لله وحده، كما قال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ}[الأنفال:39].
وقد
كتب العلماء في ذلك كتبا كثيرة، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله
به رسله وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم
المخالفة لشرع الله، كعبد الله بن الإمام أحمد، والإمام الكبير: محمد بن
خزيمة في (كتاب التوحيد) ومحمد بن وضاح،
وغيرهم من الأئمة. ومن أحسن ما كتب في ذلك ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله في كتبه الكثيرة، ومن أخصرها كتابه (القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة) ومن ذلك ما كتبه الشيخ: عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في كتابه (فتح المجيد شرح التوحيد).
ومن الأعمال المنكرة الشركية:
الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بغيره من النّاس،
والحلف بالأمانة، وكل ذلك من المنكرات ومن المحرمات الشركية، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك»
[خرّجه الإمام أحمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح]، وأخرج أبو
داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من حلف بالأمانة فليس منا»، والأحاديث في ذلك كثيرة.
والحلف
بغير الله من الشرك الأصغر عند أهل العلم، فالواجب: الحذر منه، وهو وسيلة
إلى الشرك الأكبر، وهكذا قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان،
وهذا من الله ومن فلان، والواجب أن يقال: ما شاء الله، ثم شاء فلان، أو
لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله، ثم من فلان؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه
وسلم أنّه قال: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان».
ومن المحرمات الشركية التي قد وقع فيها كثير من النّاس: تعليق التمائم والحروز من العظام أو الودع أو غير ذلك، وتسمى: التمائم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرقى والتمائم والتولة شرك»،
وهذه الأحاديث تعم الحروز والتمائم من القران وغيره ؛ لأنّ الرسول لم
يستثن شيئاً، ولأنّ تعليق التمائم من القران وسيلة إلى تعليق غيرها، فوجب
منع الجميع سدا لذرائع الشرك، وتحقيقاً للتوحيد، وعملاً بعموم الأحاديث،
إلاّ الرقى فإنّ الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى منها ما ليس فيه شرك،
فقال : «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا»، وقد
رقى بعض أصحابه، فالرقى لا بأس بها، فهي من الأسباب الشرعية إذا كانت من
القران الكريم، أو مما صحت به السنة، أو من الكلمات الواضحة التي ليس بها
شرك ولا لفظ منكر.
ومن المنكرات المبتدعة:
الاحتفال بالموالد سواء كان ذلك بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره؛
لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدين، ولا بقية
الصحابة رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة،
وإنّما حدث في القرن الرابع وما بعده؛ بسبب الفاطميين وغيرهم من الشيعة، ثم
فعله بعض أهل السنة؛ جهلا بالأحكام الشرعية، وتقليدا لمن فعله من أهل
البدع، فالواجب الحذر من ذلك لكونه من البدع المنكرة الداخلة في قوله صلى
الله عليه وسلم : «إيّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وقوله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها]، وقوله صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» [خرّجه مسلم في صحيحه]، وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبه: «أمّا بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» [خرّجه مسلم في صحيحه]، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ولأنّ الاحتفال بالمولد من وسائل الغلو والشرك، فالواجب الحذر منها، والتحذير منها، والتواصي بالاستقامة على السنة وترك من خالفها.
والله
المسؤول أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه وأن يمنحنا جميعا
الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن
ونزغات الشيطان، إنّه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله.
دار القاسم
- عربيعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 18188
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
رد: أخطاء في العقيدة
الأربعاء 10 أغسطس 2011 - 17:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجهود متميز وموضوع جيد ومفيد للغاية
اللهم اغفر لك ولأسرتك و للمسلمين جميعا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..ارزقهم مغفرتك بلا عذاب
وجنتك بلا حساب رؤيتك بلا حجاب
واجعلهم ممن يورثون الفردوس الأعلى
اللـهم آميـن
- AdminAdmin
- الجنس :
عدد المساهمات : 47045
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 11 أغسطس 2011 - 2:03
- داديعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13031
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 11 أغسطس 2011 - 13:50
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان حسناتك يا رب
بالتوفيق إن شاء الله
- مصطفى شحاذةمراقب عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 17836
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 11 أغسطس 2011 - 15:54
جزاك الله كل خير
- TOTOعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 19472
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الجمعة 12 أغسطس 2011 - 3:12
- محب اللهعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 9868
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
السبت 13 أغسطس 2011 - 4:33
- Kojackعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 12698
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الإثنين 15 أغسطس 2011 - 2:43
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
وكتب لك في ميزان حسناتك
وكتب لك في ميزان حسناتك
- Messiعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4650
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الإثنين 15 أغسطس 2011 - 17:38
لك جزيل الشكر والتقدير
مجهود رائع يُشهد له
مجهود رائع يُشهد له
- FLATنائب المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 29873
تاريخ التسجيل : 09/12/2009
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 18 أغسطس 2011 - 4:20
- ZIDANEمراقب قسم المنتديات العامة
- الجنس :
عدد المساهمات : 30007
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
الموقع : https://arab-yes.ahlamontada.com/
رد: أخطاء في العقيدة
الجمعة 19 أغسطس 2011 - 4:28
- chiguivara_dzعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3824
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الأحد 21 أغسطس 2011 - 17:36
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
- MATADORعضو فضي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4892
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الأحد 21 أغسطس 2011 - 19:46
شكرا لك على الموضوع الرائع
أطال الله في عمرك
أطال الله في عمرك
- FOR4everعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14694
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الإثنين 22 أغسطس 2011 - 0:05
مجهود كبير وممتاز حياك الله
- الشيخ-سعدانعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3562
تاريخ التسجيل : 04/10/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 5:54
الف شكر واثابنا واياكم الله تعالى
- Bastosعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 14330
تاريخ التسجيل : 21/05/2010
رد: أخطاء في العقيدة
السبت 27 أغسطس 2011 - 1:31
بســم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله كل خير
و أسأل الله عز و جل أن يجعله في موازين حسناتك
اللهم إنا نسألك الجنه وكل عمل يقربنا إليها
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب
القبر وعذاب النار
- مــــاجد2عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1096
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 1 سبتمبر 2011 - 14:52
الشكر كل الشكر لا يوفيكِ حقك
سلمت أناملكِ
ودمت معطائاً للمنتدى
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ
- tarzanعضو دهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 13088
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الأربعاء 7 سبتمبر 2011 - 2:23
موضوع رائع جدير بالزيارة
تسلم الأيادي
تسلم الأيادي
- أبو زكرياءعضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 18:36
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
موضوع مميز و المضمون رائع
أحسن الله إليكم و رزقكم و إيانا الفردوس الأعلى
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
- اعويطةعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 2126
تاريخ التسجيل : 24/08/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الخميس 29 سبتمبر 2011 - 18:37
ربنا يكرمك ويزيدك ايمان
- grand-maghrebعضو برونزي
- الجنس :
عدد المساهمات : 3358
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
رد: أخطاء في العقيدة
الأحد 2 أكتوبر 2011 - 16:10
مجهود مميز
أكرمك الله وسدد خُطاك
أكرمك الله وسدد خُطاك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى